[CENTER][B][SIZE=4][FONT=Arial]8- كيف أنجو ؟ [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ما العمل الآن سوف أعود للمنزل ! ؟ وسأجده هناك ينتظرني ! ويسألني عما إذا امتثلت لما أمرني به أم لا ؟ [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ولكني لم أستطع ذلك ... كيف له أن يفهم ؟ كيف أنجو منه ؟ ما العمل يا رب ما العمل ؟ اللهم إني أنتظر منك فرجا ومخرجا من بعد ما عانيت من الضيق والبلاء !![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] عدنا إلى المنزل وفي الطريق أخذت والدته الكأس من يدي وهي تحافظ عليه كما تحافظ الأم على الوليد .. لم أعلق ولم أنطق .. كان تفكيري منصبا على هذا الزوج الذي ينتظرني في المنزل ! أوه .. تذكرت .. عضضت على فمي بقوة كدت منه أدميه .. يا ويلتي .. لقد نسيت المفتاح بالداخل .. لابد من الصدام !! [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] طرقت الباب بأنامل قد جمدها الخوف .. استجمعت قواي .. طرقت مرارا وأنا أشعر بالهلع العظيم !!![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] أخيرا فتح الباب على مصراعيه .. رأيته أمامي .. تنحى عن الباب قليلا .. دخلنا .. نبضت خفقات قلبي بقوة أسمعت من في المشرق والمغرب !! [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] أغلق الباب خلفه بركلة من رجله ونظراته تحدق بي .. نقل نظراته إلى والدته التي تقف بجانبي وقال : [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] - أماه .. هل فعلت ما أمرتها به ؟؟[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] لم ترد أمه .. نظرت إلي بعيني جامدتين خائفتين ...[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] أضاف وهو يحرقني بنظراته موجها الحديث لأمه : [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] - تكلمي يا أماه .. هل فعلت أم لا ؟ بالطبع .. لا !؟ تكلموا .. لم تفعل أليس كذلك يا أمي !!؟[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] شعرت بثقل يكبل أجزائي وبقلبي يصارع في الخروج من مخبأه من وطأة الخوف ![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] قالت أمه بخوف أمام نظراته المثبتة علي :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] - يا بني هدي من روعك .. إنها .. آه .. نعم نعم .. لقد فعلت !![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] مشى بخطوات عريضة تجاهي .. نظر إلي بتحد عندما طال صمتي ..عرف أن والدته قد كذبت عليه ...فأمعن النظر في وجهي وكز على أسنانه بقوة جبارة .. [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] أما أنا فقد أدركت بأن شعوري بالأمان في هذه اللحظة قد ابتعد عني بعيدا جدا في الأفق [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] هزنّي بعنف وصفعني صفقة قاسية جدا أفقدتني الذاكرة لبضع دقائق .. فبدا لي وكأنه يقهقه ضاحكا من شدة القهر والغيظ .. والخيبة فيما يرجو !![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] صرخ قائلا : [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] - لا فائدة ترجى منها في هذا المجال يا أمي .. ماذا عساي أن أصنع بها ؟ لقد أمّلت فيها خيرا كثيرا ولكن يبدو أنني كنت مخطئا ! أخبروني ماذا أفعل معها ؟ .. أقتلها ؟ .. سأصبح عما قريب إماما للأولياء والصوفية ! وزوجتي هي العدو الأول لي في مذهبي !! كيف سيصوت الجميع لي وهي بهذه الطريقة ؟ كيف ؟ كيف ؟ [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] انفجرت باكية حينها : [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] - إذاَ أطلق سراحي .. والآن .. أنا لا أريدك .. لا مجال للعيش بيننا .. هيا افعل .. لا تعذبني .. لماذا تصر على بقائي معك ؟ أنا سأضرك أكثر من أن فعك كانت أنفاسه تتردد بصوت مسموع لكنه قال بهدوء : وهل تظنين بأني فاعل ؟ أرجو ألا يراودك الأمل في ذلك مطلقا ! لن أتركك أبدا مهما طال النزاع بيننا !! ثم انسحب بسرعة ودون أن يضيف شيئا آخر ...[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ارتميت على الأريكة وامتلأت عيناي حسرة وحزنا على حالي ! يا إلهي أنت ملاذي وملجأي فساعدني .. ذهب الجميع .. بقيت لوحدي .. ولكن لن أقول سوى الحمد لله على كل حال !! أتت والدته بعد قليل وكانها تتشفى مما حدث .. اقتربت مني وأنا أرتجف كطائر جريح لم يجد له راعيا ومطمئنا .. وقفت قليلا ثم ابتعدت عنها وحاولت التظاهر بالتفتح والنسيان فقلت لهل : [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] - لا بأس كل شيء على ما يرام يا خالتي !! لا تقلقي سيعتدل الوضع قريبا .. سيعتدل [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] تركتها بخطوات زاحفة ... شعرت بأنها تريد أن تقول شيئا ما .. ولكني لم أفضل البقاء ! توجهت نحو غرفتي .. استلقيت على فراشي .. أخذت أفكر مليا بالوضع .. آه يا رأسي إنه يؤلمني من كثرة البكاء .. والأنين .. ما سر حقدهم المتناهي عليّ ؟ هل لأنني سنية ؟ ولكن لو كان طريقهم يؤدي إلى الجنة وإلى رضوان الله فأنا مستعدة لاتباعه .. ابتسمت متحسرة .. الحمد لله الذي نجاني مما هم فيه !![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] سمعت صوتا ينادي ! لم أجب ! أشعر برغبة في الانفراد والانعزال ! نحن لا نتفق فما الذي يجبرني على البقاء ؟ يجب أن أذهب بأي طريقة ! ليس لي مكان في هذا المكان !![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] سمعت الصوت مرة أخرى .. إنه صوته .. سكت ثم أجبت .. ماذا بعد ؟ ماذا يريدون بي ؟؟ [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] نزلت إلى الطابق السفلي .. وآثار الصفعة الموجعة ما زالت تعلن عن إصرارها على البقاء على وجهي الحزين ...شعرت بوجوده دون أن أنظر إليه .. أجبته وأنا أنظر إلى أصابعي المرتعشة : [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] - نعم .. بم تأمرني ؟؟ [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] نظر إلى ما تركه من أثر في وجهي .. اقترب قليلا ليتأكد منه .. ثم تنهد .. ومشى بخطواته الثقيلة إلى مكان وجود أكواب الماء وأخذ كوبا وقدمه إلي وهو ينظر بمكر دون أن يحاول إخفاء نبرة البرودة التي تشع من صوته .. ثم جاء بجالون ماء كبير وسكب في كأسي وقال آمرا : [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] - تفضلي بشرب هذا الماء ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] نظرت إلى الجالون في يده . عدت بذاكرتي إلى الوراء قليلا . أين شاهدته ؟[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] لقد رأيته في مكان ما بهذه الإشارة الحمراء .. نعم .. نعم .. تذكرت !! إنه الماء الذي تخاطفته النسوة في العزاء ! كيف أتى به إلى هنا ؟ ماذا يحدث ؟[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] شعرت بأنها محاولة من لامتحان ذكائي وقدرتي على الملاحظة .. لأنه وضع الجالون أمام عيني ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] حاولت التصرف برزانة .. فقلت وقد رفعت نظري إليه : [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] - عذرا .. لا رغبة لي في شرب الماء الآن ... لقد شربت للتو كأسين من الماء .. أعتذر عن شربه [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] قاطعني بحدة : ولكنك ستشربين .. أليس كذلك ؟! [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] دخلت أمه وإخوته في هذه اللحظة .. مسحت جبيني بالمنديل .. وهممت بالاحتجاج .. وهنا بادرني كمن قرأ أفكاري ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] - قلت ستشربين !! أم أنك ستعارضيني على ذلك أمام أهلي جميعا ؟؟[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] أشعر بأن هذا الماء يحوي شيئا ما لا أعرفه !! أردت الاعتذار ثانية .. وفعلت .. ولكن باعتذاري هذه المرة كان عن طريق عيني اللتين تضرعتا للجميع بأن يقنعوه بأن يتركني وشأني .. وعرفت أن لا فائدة ترجى منه أو منهم !![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] شربته لم أبق فيه قطرة واحدة .. فلمعت عيناه بالانتصار العظيم وازداد انكسار قلبي وألمه .. فقال مبتهجا ضاحكا : [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] - صدقيني أتوقع أن تفوق النتيجة آمالنا !![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] حدقت فيه ثم قلت بهدوء وأنا أمسح وجهي المعروق بظاهر يدي : [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] - كي تحصل على ما تريد فإنك تدوس على مشاعر الآخرين دون أن تهتم بقليل من اعتبارهم .. أليس كذلك ؟ [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] قال بمرح دون أن ينظر إلي وهو يستدير ليعيد الماء إلى مكانه : [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] - نعم .. أصبت .. أصبت .. ![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] في اليوم التالي مباشرة علمت أن الماء الذي شربته كان لأحد أوليائهم ! لقد غسلوا فيه هذا الولي الذي حضرنا عزاءه ..! بعد موته !! أي أنه غسول ميت !! والغرض بالطبع منه أن تسري بركته في جسدي مجرى الدم فأتأثر وأصبح صوفية ...!![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] سألته وقد عانيت ما عانيت من الشعور بالاستياء والظلم , وبكل لطف يخفي ما أنا فيه من لوعة ومرارة وحزن : [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] - ما نوع الماء الذي أسقيتنيه البارحة ؟؟[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] فقال شاردا , وقد أحسست من خلال شروده أنه فوجئ بمعرفتي لمصدر الماء :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] - الماء ! إنه طبيعي ! أم أنك ستقولين بأنك تشكين بمصدره أيضا ؟[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] انهمرت أدمعي ...لماذا يكذب علي أيضا ؟ فقلت منهارة : [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] - ولكني علمت من مصدر موثوق طبيعة الماء ! حرام عليك .. حرام عليك ما تفعله بي ... لماذا تفعل كل ذلك بي لماذا ؟ قال جادا وبحماس : [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] - ماذا ؟ يجب أن تتباركي بهذا الماء .. فأنت قد شربت من غسول ولي صالح .. فمن يحصل ذلك !! عجيبا أمرك !![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] دعوت الله أن يفرج همّي وأن يبقي على ما بقي من صبري وجلدي فيخرجني من بين هؤلاء القوم الظالمين ... ويعتقني من أسرهم .[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] يتبع ...[/FONT][/SIZE][/B][/CENTER]

[CENTER][COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black]- زيارة الولي الصالح[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] وقف .. تردد برهة ثم قال مبتسما :[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] - ما رأيك في أن نخرج الآن إلى مكان مهم جدا ..؟؟[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] تسمرت في مكاني وأنا أتنهد , فسألته :[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] - إلى أين ؟ لا أريد الخروج كفى[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] هيا .. هيا .. سنذهب إلى مكان ستتعجبين مما سترين فيه وتسمعين .. قلت:[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] - ولكن .. الوقت متأخر .. ومن الأفضل أن .. قاطعني بسرعة :[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] - هيا لا مجال الآن لتضييع الوقت ...[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] ذهبت معه ..أخذ ينعطف بسيارته يمينا ثم يسارا .. وأنا صامتة أنتظر فرج الله , فقد أصبحت زاهدة حتى في حياتي .. وقفنا عند منزل متواضع صغير .. سألته بخوف :[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] - أين تذهب بي ؟‍! ألا تزال مصرا على إخفاء ذلك عني ؟ سكت وطرق الباب .. فتح الباب على يد خادمة غضبى .. دخل مسلما على الرجل الطاعن في السن وأمرني أن أتبعه .. فوجئت !![/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] - ألم ينتهي الهزل بعد ؟ ( خاطبت نفسي متألمة )[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] جلس مقابلا له .. شرح قضيتي وأنني من أهل السنة !! تبادل الرجلان النظرات الحانقة , وبدت علامات التعجب والتفاجؤ على الرجل لسماعه هذا الخبر ! امتعض كثيرا وكأنه سمع عني بأنني ارتددت عن الإسلام[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] أكفهر وجهه .. وتلونت ملامحه , وقال بحقد :[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] - ما هذا الخبر والحدث الجلل ؟ هل ما يقوله زوجك صحيح ؟ لا أصدق ! لا أصدق ![/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] انتابني الذعر والرعب , تلفت حولي بدهشة ... لاحظ العجوز دهشتي وقال مستنكرا :[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] - لا .. لا يا ابنتي هذا شيء خطير جدا ! ابتعدي عن ذلك .. انتبهي إلى أن لا يجرفك تيارهم !! واستمعي إلى كلام زوجك فهو أعلم بمصلحتك ! لا أريد سماع ذلك عنك من اليوم فصاعدا !! لا حول ولا قوة إلا بالله !![/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] أصابني الخوف والهلع .. اعتذر الرجل المسن ليخرج من المكان .. وأنه سيأتي بعد قليل ... وعند خروجه قال الزوج واثقا من قوله :[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] - هل رأيت هذا الرجل ؟ إنه علام الغيوب ...!!!![/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] أجبته بحماس كبير يطوي تحته السخرية من كلامه :[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] - حقا ؟! وهل كان يعلم بمجيئنا إليه ؟ في هذا الوقت ؟[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] نظر إلي باستغراب وكأنه يشك في صدق نيتي .. ثم قال :[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] - بالتأكيد .. وسيخبرك الآن عن كل ما تفكرين به ... وستدهشين من إجابته على كل الأسئلة التي تطرح عليه !! وسترين ذلك بأم عينك ![/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] امتلأت غيظا .. فكتمته ! وعاد الرجل المدعي وجلس في مكانه السابق وإذا بالزوج يخضع ويذل نفسه إليه .. وينحني .. وينكسر !! وإذا به يقبل يديه ورأسه .. ثم خلع قبعته وفاضت عيناه إجلالا !!!![/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] اقترب بعدها الزوج كثيرا من الرجل .. وأخذ يتمتمان بكلمات لم أفهمها وفجأة نظر إلي وقال :[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] - اجلسي لم تقفين كل هذا الوقت ؟؟[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] جلست .. ركزا نظرهما نحوي يا إلهي ماذا فعلت أيضا ؟ لم أعد أحتمل .. لم أستطيع المنافحة ماذا ينويان أن يفعلا بي هذه المرة ؟‍! [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] أمرني الزوج بانكسار أمام الولي أن أخلع حجابي .. رأيت اللهفة في عيني الرجل ليرى أي نوع من الكائنات أنا !! ولماذا تركتهم وما يدعون !!؟؟ ترددت كثيرا .. وامتنعت .. فأمرني الزوج بتلك النظرات المخيفة الكريهة ..[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] فإذا بالولي يبتسم ابتسامة عريضة إنه رجل مسن ! بالكاد يرى ويسمع ! وأمرني أن أجلس أمامه مباشرة فرفضت بحياء وخجل .. وهمست في أذن الزوج متوسلة : [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] - أرجوك لا أستطيع .. أقسم بالله العظيم أني لا أستطيع .. أرجوك إني أخاف .. ابتسم بدوره ابتسامة صفراء حاقدة : [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] - لا تخافي إنه ولي صالح جدا .. سيعرفك على مستقبلك .. إنه يكشف الغيب ويعلمه .. هيا تقدمي .. هيا ..[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] وارتجفت وشعرت بالإغماء .. رباه اصرف أذاهم عني .. رباه [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] قام الزوج وأمسك بيدي بقوة آلمتني .. وأجبرتني على الجلوس أمام الرجل المسن قائلا بلطف مصطنع : [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] - هيا تعالي .. إنه لا يخيف .. واخفضي نظرك عنه إجلالا لقدرته ومكانته ففعلت .. نظر إلي الرجل المسن وابتسم ثانية ثم قال : [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] - ما اسمك يا فتاة ؟؟ [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] لم أنطق .. خشيت إن نطقت أن يسقط سقف المنزل علينا من غضب الله [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] فأجاب الزوج بلهفة : [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] - اسمها ..... أخبرنا يا ولينا العظيم عما سينكشف لك ؟! [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] ما زالت نظرات الرجل عالقة بي .. ثم قال : [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] - أنت فتاة صالحة .. ولكنك منحرفة عقائديا .. وسيحل عليك غضب الله تعالى إن لم تتركي ما أنت فيه من خزعبلات .. وأوهام .. عودي إلى الطريق السوي .. لأن الخير كل الخير في طريقتنا .. واتركي عنك كل أقوال الكافرين .. لأنهم سيزودونك كفرا وإضلالا وذنوبا .. هل فهمتي ؟! [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] ارتعشت .. ثم أجبته وأنا أشعر بأنني أخضع لتأثير سحر عظيم ..و غريب [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] - فهمت .. فهمت [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] ارتجفت يداي .. شعرت بذهول .. ثم .. أفقت !! ماذا يقول ذلك المعتوه !؟[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] أخفض نظره .. ثم أغمض عينيه وكأنه ينظر إلى شيء ما .. لا أراه !! [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] ثم قال : [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] - ستعودين اليوم إلى المنزل .. سيتراءى لك في المنام الولي الصالح الذي قد مات منذ زمن ( فلان بن فلان ) لا أحد يراه في منامه إلا قلة من الناس ! فإذا رأيتيه فأخبريه بما تريدين وسيخبرني هو فيما بعد بما داء بينكما !! [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] فتح عينيه المغمضتين .. ونظر إلي مجددا .. ثم قال : [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] - ستنجبين ولدا نجيبا .. وستكونين من أولياء الله الصالحين لأنك مترفعة في أخلاقك .. وسيخلف الله لك خيرا في دينك الزائف .. وستنضمين إلينا على الرحب والسعة !! [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] رباه .. رباه .. ماذا يقول هذا الرجل ؟ أريد الخروج .. أنا لا أحتمل .. وفجأة سمعت صوتا بجانبي .. انتقلت نظراتي بسرعة .. إنه الزوج يجهش بالبكاء الحار .. إنه متأثر .. منفعل جدا .. مصدق !!!![/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] ما به ؟؟ ثم ... سالت دمعات لا هبات من عيني وليهم !!!!![/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] أرجوك يا رب .. أبعدني عنهم ! رباه .. إنهم يريدون إغراقي معهم ! إنني أتهاوى .. وفجأة عكف الزوج على يدي الولي وبالغ في تقبيلها .. ثم تمسح به .. ماذا يقصد ؟ إنه يده على رأس الولي ويأمرني بوضع يدي أيضا !! أدرت وجهي .. إلا هذا !! لا أستطيع !! وأمرت مرة أخرى فرفضت ببقائي صامتة جامدة ! [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] نظر الرجل إلي بقلق عندما طال صمتي ..[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] قال للزوج وقد مد يده إليه بقبعة قديمة : [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] - إذا اجعلها تخلع حجابها كاملا حتى تلبس هذه القبعة وتتبارك بها ! [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] فنهض بقوة وشد عني حجابي بكيد دفين ثم ألبسني القبعة .. ودمعاتي تحرق كل جزء في وجهي المتألم ! وتناول الرجل قطعة قماش بالية وهو يشكره بذل !! [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] فقال الرجل يوجه إلي الحديث : [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] - أما هذه القطعة فضعيها تحت وسادتك وستقيك الشر وتدفع عنك الضر [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] قمت من مكاني أترنح من شدة البأس الذي أصابني حتى هذه اللحظة الصعيبة ! لا أحد يبالي بمشاعري ! يا رب رحماك ! [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] سمعت الزوج في هذه الأثناء يقول والدموع الذليلة لا تزال تتدفق من حجرها : [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] - أتوسل إليك يا ولينا العظيم أن تخبرني عن أبي .. لقد مات منذ وقت قصير .. هل في الجنة أم في النار ؟ وهل هو في نعيم أم في جحيم ؟؟ [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] وزاد بكاؤه وعويله .. فأطرق الولي مليا .. ثم وضع أصابعه على صدغيه وأغمض عينيه .. وافتعل حركات كأنما هو يرى أشياء أغضبته .. فتلوى وجهه وتقطب حاجباه .. ثم .. أشياء سرته .. فقال له : [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] - لا تحزن فأبوك في الجنة .. لقد رأيته الآن .. إنه يرتع فيها .. هنيئا لك وله .. إنه في نعيم مقيم .. لا تخف .. فأبوك بخير فاطمئن وطمئن ذويك عنه [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] زاد بكاء الزوج وارتفع صوته ولكن هذه المرة .. بكاء الفرح والحبور هو الذي كان له صدى في الأرجاء ..[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] أستغفر الله العظيم ..ماذا يفعل هؤلاء ؟ هل فقدوا صوابهم ؟ لماذا يفعلون ذلك ؟ وأمامي ؟ إن هذا الرجل المسن يدعي علم الغيب والإحاطة به !! ثم يقول إنه كشف وإلهام !! ولكن لا يعلم الغيب إلا الله تعالى ! فكيف يجرؤون ؟ إنه شرك ! كيف أخبرهم ؟ كيف أقنعهم ؟ سيقتلوني إن تفوهت بكلمة واحدة [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] ولكن ألم يقل الله تعالى لرسوله الكريم : [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] ( ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء) [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]
[COLOR=#ff0000][B][SIZE=4][FONT=Arial Black] إذا كان رسول الله إلى الناس وخاتم الأنبياء والمرسلين لا يعلم الغيب .. فهل يعلمه هؤلاء ؟ إنهم قوم يستكبرون !! هممت بالاحتجاج .. تراجعت .. سيؤذوني بلا شك .. أعرف ذلك[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/CENTER]

[CENTER][B][FONT=Arial][SIZE=4]- خزعبلات العجوز [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][SIZE=4] لم أحتمل هذا القول .. فقمت من مكاني غضبى إلى الداخل .. فوجدت زوجة الولي تسرح شعرها ! إنها عجوز أيضا .. سلمت عليها بريبة وتخوف .. ربما كانت ذات عقل .. أفضل من زوجها .. إنها تقبع وحيدة .. ربما هي لا توافق زوجها ولا تقتنع بصنيعه .. مثلي ! فقلت لها باسمة : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][SIZE=4] - كيف حالك يا خالة ؟ فبادرتني بالتحية , وأجلستني بجانبها وقالت : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][SIZE=4] - بحال طيبة .. أهذه أول مرة .. ( وخاطبت نفسي ) وآخر مرة إن شاء الله [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][SIZE=4] قالت بدهاء : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][SIZE=4] - وما رأيك بالولي ؟ إنه علاّمة وعارف بالله .. إن له أمورا لا يصدقها البشر عندما تجلسين معه مرة ستأتين أكثر من مرة .. صدقيني .. ثم قالت : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][SIZE=4] - هل تعلمين أنه في يوم ما .. كان يحدث الناس ويعظهم .. وفجأة سكت .. فنظر إليه الجالسون وقالوا .. [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][SIZE=4] - ما بك يا ولينا العظيم .. ما بك ..؟؟ قال : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][SIZE=4] - انتظروا لقد دعيت .. ويجب أن ألبي النداء ( وكان الجميع ينظرون إليه ) وفجأة تبلل كمه الأيمن بالماء !! فهاج الحضور وصاحوا وقالوا له : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][SIZE=4] - ماذا حدث يا ولينا ؟؟ وما بال كمك امتلأ بالماء ؟ فقال : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][SIZE=4] - كان هناك رجل يسبح في البحر فغرق .. فاستغاث بي فأخرجته بيدي الآن .. والحمد لله لقد نجا من موت محتم !! فقالوا وهم يكبرون عمله: [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][SIZE=4] - ولكن كيف ؟ وأنت جالس معنا يا ولينا العظيم .. يا إلهي ما أعظمك !! إنك عظيم كبير قادر على كل شيء !!! يا ولينا !! [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][SIZE=4] قال مزهوا بنفسه : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][SIZE=4] - هذه من الكرامات الخارقة .. فلا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم !![/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][SIZE=4] ( انتظرت مني ردا .. وأنا كالمصعوقة مما أسمع ) .. هل أصاب عقلي شيء ؟ هل أنا في كامل وعيي ؟ هل أعيش كابوسا مروعا ؟ أم أنا موجودة حقا بين هؤلاء ؟ [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][SIZE=4] بدأ عقلي يضعف فقلت لها بذهول : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][SIZE=4] - ولكن كيف ؟ هل يستطيع .. ؟! كيف يرسل يده إلى البحر وهو يجلس في مكانه ؟؟ كيف ؟! [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][SIZE=4] نظرت إليه بتوجس .. رأيتها تضحك !! رأيت عينيها الغائرتين تنظران إلي بنظرات تعني شيئا ما !! هل أقنعوها بأن تفعل معي ذلك ؟‍! هل سلطوها علي هي أيضا ؟؟ يا رب ..يا رب .. سمعت صوت الزوج ينادي .. فخرجت أستجمع ما بقي من عقل ودين !![/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][SIZE=4] ركبت السيارة .. لم أنطق ولم ينطق ..ماذا يحدث حولي ؟!! ماذا يحصل ؟ [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][SIZE=4] أين أنا ؟ أشعر بأن ما يدور هنا هي قصة نسجها الخيال إلى أبعد مدى !! [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][SIZE=4] عدنا إلى المنزل .. وأول ما عمله الزوج هو أن وضع قطعة القماش تحت وسادتي .. وقال متوسلا : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][SIZE=4] - أرجو أن تعتقدي فيها ! فهي ستنير لك طريقك وستقتنعين فيما بعد ! أرجوك ! [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][SIZE=4] أومأت برأسي بالإيجاب... وتمالكت نفسي .. ما أصعب هذا الموقف .. من سينتصر ؟ ومن سيرفع راية الاستسلام البيضاء ؟ ويطأطئ رأسه خيبة وخذلانا ؟؟!! [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][SIZE=4] لم يغمض لي جفن طول الليل .. تضرعت إلى الله باكية .. رجوت الله أن يثبتني .. فلو رأيت الحلم نسجه لي ذلك الرجل الأرعن .. فأخشى أن أؤمن بهم !! يا رب أنت ملجأئ .. يا رب أنت ملاذي .. يا رب وجهني إلى طريق الخير والصواب .. لقد ظهرت خيوط الصبح وأنا لم أنم !! أخشى أن أحلم .. يا رب ساعدني .. ثم .. انسدلت أجفاني تغطي عيني بدون وعي مني !![/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][SIZE=4] وفي الصباح .. فتحت عيني بثقل شديد .. رأيته .. يزرع الغرفة ذهابا وإيابا .. إنه ينتظر نهوضي بفارغ الصبر .. وقفت أنظر إليه .. تذكرت !!! جاء يهرول إلي .. راجيا .. باسما [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][SIZE=4] - هاه ماذا رأيت ؟ هل صدق ؟ بالطبع صدق !! أخبريني بالتفاصيل ..هيا أسرعي .. لا أطيق الانتظار .. أخبريني .. فصّلي رؤياك .. هيا ...[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][SIZE=4] يا إلهي .. تذكرت ماذا يقصد .. تنهدت بعمق .. ثم ابتسمت أخيرا ابتسامة نصر وثقة واختيال وعجب .. وازدراء !! [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][SIZE=4] - لا .. لا .. لا لم أحلم بما قاله وليّك ذاك !! لم أحلم ... لم أحلم .. الحمد لله الحمد لله ربي لك الحمد والشكر والثناء ... فقام من مكانه مدحورا مذموما قال باهتمام : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][SIZE=4] - ليس من المشترط أن تكون الرؤيا في الليلة الماضية .. من الممكن أن تكون الليلة أو غدا .. أو بعد غد .. أو ... قاطعته بتحدٍ : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][SIZE=4] - ولكن هذا الرجل أكّد لي بأنها ستكون الليلة الماضية .. فلا مجال إذا .. آه يا رب لك الحمد [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][SIZE=4] خرج من الغرفة غاضباْ .. وسمعته يتمتم بكلمات ساخطة .. فضحكت في قرارة نفسي على خذلانهم [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial][SIZE=4] يتبع ....[/SIZE][/FONT][/B] [/CENTER]

[CENTER][B][FONT=Arial Black][SIZE=4]11- القطب الغوث [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] بعد يومين ذهبوا بي عند أعظمهم بلاءاً .. وأكثرهم شهرة .. ووقفوا بي الساعات الطوال ينتظرون الأذن بالدخول ! سبحان الله ! ألهذا الحد يمنع دخول أي شخص إليه ؟! هل هو إله مقدس ؟ هل يختلف تكوينا عن البشر ؟[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] طال الانتظار وهم ينظرون إليّ بين اللحظة والأخرى .. إنهم ينتظرون اهتماما مني أو سؤالا !! ترددت كثيرا في طرح السؤال أو إبداء الاهتمام والقلق يساورني .. ترى أي نوع من الناس يكون هذا أيضا ؟؟[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] أخيراً .. فتح الباب الكبير على مصراعيه !! ارتجفوا !! فتح كبير ونصر بالدخول إليه أكبر !! تسارعت خطاهم ! أي مغفرة ستقع لهم ؟ أي رضى عنهم بفتح الباب والسماح بالدخول إليه ؟ ( تساءلت باستهتار في نفسي ) !! تقدمني الجميع وأنا أنظر في دهشة ! ثم عادوا يمسكون بي وقالوا : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] - أنت ولية من أولياء الله الصالحين ! لقد فتح الباب بسببك !! كم حاولنا الدخول ولكنه لم يسمح لنا ولم يسمع لرجائنا !! [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] دخلت بخطوات مترددة .. البيت مظلم , ساكن , لا حراك فيه مطلقا ..ولا أصوات تبدد وحشة المكان .. بدأت المخاوف تنتابني شيئا فشيئا !![/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] وعندما فتح الباب الداخلي .. ركضوا .. فتتبعتهم بتردد وتخوف شديد .. ما نوع الكائن الموجود بالداخل ؟ ! وفجأة .. رأيته !! شخص قرب موته كثيراً لا حراك !! ينام على سرير وكأنه جثة هامدة ! هو لا يتكلم ! لا يتحرك ! لا ينظر ! لا يعلم من دخل إليه ومن خرج ؟! لا يفقه شيئا .. إنه شبه ميت ..[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] توجهت أنظر فيمن معي .. أي عقول معتوهة يحملون ؟ تهافتوا عليه كالمصروعين !! ما هذا ؟ إنهم يلمسونه ! يتباركون به ! أوه حتى النساء يلمسنه ! يقبلن يديه ورأسه ووجهه !!! يمسحون على وجهه الهرم ! رباه .. إنهم يبكون ! بل ينتحبون ! علا بكاؤهم ودوت صيحاتهم !! إنهم يلهجون بالدعاء ! لمن !! له !! يتوسلون !![/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] أما أنا فقد وقفت وحدي ... هائمة على وجهي ! ماذا حدث ؟ لم كل هذا التبجيل والتعظيم ؟ إنه بشر مثلنا ! بل هو أشلاء إنسان [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] وفيما أخذ التفكير مني والتأمل وقتا طويلا .. غذ بالزوج يقول من بين أدمعه وشهيقه : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] - هيا تعالي والمسيه .. فرصتك الذهبية ! لا يحصل عليها أي كان ! انظري على وجهه .. ونور الصوفية الظاهر عليه .. يا إلهي لو تعلمين ماذا كسبنا وماذا جنينا ؟؟[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] فخاطبت نفسي بتشكك : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] - هل كسبوا الجنة مثلا ؟! ربما !! لسان حالهم يجزم بذلك ..[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] بقيت جامدة في مكاني .. كيف لي أن أمسك برجل ؟ حتى وإن كان الموت يتهافت لخطفه !! لا ... لن أسمح لنفسي بذلك ! فأنا أخاف من الله .. كفاني إلى هذا الحد ... كفاني ..[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] ثم أكرهوني .. وأجبروني بغضب وأحرجوني .. فتوقفت أمام هذه البقايا الهامدة أخاطبها : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] - بم تشعرين ؟؟ هل أنت على حق ؟؟ أم أنك خارجة عن جادة الطريق القويم ؟؟!! [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] أمسك الزوج بيدي وهو غارق في البكاء :[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] - هيا سارعي بالإمساك به , بيديه قبليهما .. قبلي رأسه .. أمسكي بجسده والمسي وجهه !! انظري بربك إلى هذا النور والإيمان .. أنظري !![/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] نظرت إليهم وقد عكفوا على أقدامه أذلاء صاغرين ! ماذا جرى لهم ؟ قام الزوج بأمري مرة أخرى .. فقمت بحركة آلية لا شعورية .. ثم بحركة متعمدة .. وسترت يدي بإدخالها في ثنايا العباءة .. وأمسكت بيد الصوفي بطريق غير مباشر .. ثم ..تصنعت تقبيلها حتى لا يفعلوا بي ما ينوون فعله أكثر من ذلك ..[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] تطاير الشرر من عينيه الباكيتين فجفت ! وقبض على يديه بقوة كادتا منها أن تتهشم ! انتفض جسده رغبة في الانتقام مني ! رأيت التقريع والتأنيب يتفجران من أنفاسه ! [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] يا إلهي ما الخطأ الجديد الذي ارتكبته !؟ أهو الستر أيضاً؟؟ رباه ما العمل ؟ ما العمل ؟ عدنا إلى المنزل وما إن دخلنا من عتبة الباب حتى انفجر كالبركان قائلا والكل يؤيده : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] - والآن .. لم فعلت ما فعلته أيتها ال ... ؟ هل تتحدينني ؟؟ [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] فقلت بهدوء وذهول يطويان الخوف والهلع منه : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] - وماذا ؟ .. وماذا فعلت ؟ أنا لم أفهم ؟! [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] قال حانقا منفجراً : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] - لِمَ لَمْ تتركي يديك تلامس يديه الطاهرتين ؟ يديه الشريفتين ؟ - لِمَ لَمَ ؟ أجيبي !! ثم قال مردفا قبل أن أجيب : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] - نعم لو كان أباك أو خالك أو عمك أو أنا .. لما توانيتي مطلقاً عن تقبيل أيدينا !! صح ؟ ولكن هذا الولي الصالح الغوث القطب تضعين بينك وبينه حجاب !! سبحان الله !![/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] وبحركة لا شعورية استدرت نحوه قائلة : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] - أي غوث وقطب تعني ؟؟!! [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] رفع رأسه وهو يتقدم نحوي ببطء .. ثم قال بعد صمت ثقيل وبلهجة متلعثمة : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] - أقصد أن الله عندما يريد إنزال أمرٍ ما بالعباد من غضب أو حكم يُظلم به الناس .. فإن الغوث يغيث هؤلاء العباد ويخفف عنهم الحكم ويُعدّ له . ثم ينزله إلينا .. أو أنه يلطّف بقدرته من قسوة وقوة حكم الله علينا .. أفيكون هذا جزاؤه ؟؟!![/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] آه ماذا يقول هذا الأرعن ؟؟ رباه ..ما للموازين اختلفت ؟ قلت بلهجةٍ متهدجة : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] - ولكن الله هو المتحكم بالكون ولا سلطة لأحدٍ سواه عليه ؟؟ [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] سيطر عليه الارتباك .. ثم قال : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] - تباً لكم من وهابية !! إن القطب هو أكمل إنسان .. وهو نظر الله في الأرض .. وفي كل زمان .. عليه تدور أحوال الخلق .. ويلجأ إليه الملهوف عند حاجته ... أفهمتي ؟؟[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] قاطعته باعتراض : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] - ولكن إن هذه معتقدات كالأساطير الخرافية .. أقصد ..[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] صرخت أمه في وجهي غاضبة : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] - الويل لك !! ماذا تقولين ؟؟ إنك حمقاء !! [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] دق قلبي بشدة .. فقلت أستحث الكلمات على الخروج : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] - ولكن هذه الصفات .. تنزع إلى تجريد الله من الربوبية و الإلهية [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] قال مدافعاً وبلهجة حادة : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] - ألا تعلمين أيتها العنيدة بأن مما أكرم الله به هذا القطب أنه علّمه ما قبل وجود الكون .. وما وراءه وما لا نهاية له ؟! وألا تعلمين أنه علّمه وخصصه بأسرار الإحاطة بالغيب ؟ وأنه مكّنه من إدارة الوجود بيده كيفما شاء ؟ [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] قلت بمرارة وتألم : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] - كفى .. كفى .. كفى أرجوكم .. لا أريد سماع المزيد .. لا أريد ..[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] صرخ بأعلى صوته في وجهي : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] - بل يجب أن تعلمي كل شيء .. فأنت تعيشين في وهم مع هؤلاء الجهلة الضلالين ..[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] تقدم أحد إخوته بثقة مفرطة أراد بها أن يزعزع بقايا مشاعري فقال : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] - حسناً لا تتعجلي الأمور ... أنا سأثبت لك .. ألا تعلمين أن في الوجود ديواناً باطنياً يحكم فيه القطب الأكبر بما يشاء ويصرف أقدار الوجود ؟! [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] التفت إليه متعجبة .. فسألته بهدوء : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] - أي ديوان تعني ؟ وأي أقدار هذه التي تخضع لقدرة غير الله ؟! إن هذا غير صحيح ولا يمكن أن ... قاطعني بهدوء أكثر : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] - استمعي إلي ..عند الصوفية محكمة عليا يحاكم فيها الأقطاب أقدار الله دون أن تستطيع أية قدرة إلهية نسخ حكم لها .. فهل تعلمين مكان وجود هذا الديوان ومن يحضره ؟ [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] صرخت بقلبٍ قد ملأه الوجل .. فهمت إلى أين يريدون الوصول بي .. نظرت إليه بتخوف .. انقبض قلبي .. وهن عقلي .. هل أعيش في واقعي ؟ لا أصدق .. ساد صمت قاتل فيه انتظار حارق لإجابتي على السؤال المطروح .. أصبحت لا أميز شيئا... ليطل انتظارهم .. ارتجفت .. هممت بالدفاع عن نفسي والاحتجاج على ما يتفوهون به .. تصورت ما سيفعلونه بي إن نطقت بخلاف ما يعتقدون .. تحديتهم ووافقت على مجاراتهم فقلت بانقباض : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] - لا .. ولا أريد أن ...[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] تدخل الزوج في هذه اللحظة وأجاب بحماس ظاهر : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] - إن الديوان في غار حراء ! ويحضره النساء .. وبعض الأموات .. فالأمواتحاضرون في الديوان ينزلون من البرزخ يطيرون طيرانا بطيران الروح وتحضره الملائكة والجن ...[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] أكملت أمه بفرح .. [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] - ليس هذا فحسب .. ففي بعض الأحيان يحضره النبي .. وكل ذلك يكون في الساعة التي ولد فيها النبي من كل عام .. أما الأنبياء فيحضرونه في ليلة واحدة هي ليلة القدر .. وتحضره كذلك أزواج النبي الطاهرات ..[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] ابتسمت .. فظن الجميع بأني آمن أخيراً وأيقنت .. نظروا إلى بعضهم .. توقفوا عن الكلام .. انفرجت أساريرهم .. فقلت أخاطب الجميع : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] - حقاً ؟؟ هل تحضره أزواج النبي الطاهرات ؟؟ [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] - أجل .. أجل .. ألم نقل لكِ بأنك ستقتنعين ؟؟ [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] استبشر الجميع ..أخيراً !!! فقلت بعد أن أخفيت تلك الابتسامة عن الوجود : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] - وهل كانت أزواج النبي الطاهرات تحضرن هكذا في وسط الرجال ؟! أي هراء هذا ؟؟ [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] أطبق الصمت .. حملقوا فيّ بنيران نظراتهم .. ولكني لم أعد أحتمل .. دعوني وشأني .. دعوني ..[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] وقف الزوج هائجاً يصول ويجول .. يريد الإمساك بي .. وإخفائي عن الدنيا .. فأمسك به أخوه بسرعة .. وفهمت على الفور بأنني ارتكبت في نظرهم خطأً جسيماً في سخريتي من حديثهم .. لا بأس .. إلى متى هذا الخوف ؟ إلى متى هذا التراجع ؟ [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] بادرت بالاعتذار فورا تخفيفا من وطأة الغضب الجامح : [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] - أنا آسفة .. لم أقصد إغضابك .. ولكنك فتحت باب النقاش .. أعتذر مرة أخرى .. أعتذر .. لم أنتظر المزيد من الجدل .. انطلقت بسرعة .. أخذت أصعد السلم .. لا مكان لي هنا .. يجب أن أرحل .....[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] يتبع ....[/SIZE][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][FONT=Arial Black][SIZE=4]- الحلف والاستغاثة [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] مضت أيام وقلائل بعد النقاش والصراع .. خفّت حدة التوتر قليلا .. ذهبنا جميعا إلى البحر في وقت الفجر .. آخ ما أجمله !! كانت النجوم ما تزال تلمع في كبد السماء .. وأشعة الشمس .. لقد بدأت بالظهور شيئا فشيئا ..[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] دخل الزوج مع إخوته إلى البحر .. يتلاعبون .. يتمازحون .. تذكرت إخوتي ! كم أشتاق إليهم ..ناداني الجميع لأشاركهم المرح واللعب في البحر .. اعتذرت وعللت بقائي برغبتي في الجلوس مع والدة الزوج قليلا . ولكن الرفض كان سببه أني لا أريد كسر طوق الجليد مع إخوته ! فكيف أوافق على اللعب معهم إذا ؟؟!! [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] بقيت مع والدته .. استرقت النظر إليها .. إنها تتأمل أبناءها .. تذكرت أمي .. إخوتي .. أبي .. تنهدت بعمق .. مسحت دمعة حزينة كادت أن تفتح بابا لأنهار الدمع بداخلي .. آه .. عائلتي تعتقد بأن السعادة ترفرف على أرجاء حياتي ! إنها لا تعلم بمعاناتي ؟ [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] حدقت في البحر .. في الزرقة الممتدة أمامي بلا نهاية .. آه .. أشتاق كثيرا لسماع صوت أمي .. لمداعبات أبي وإخوتي .. آه أفقت من أحلامي الجميلة عندما تحركت والدة الزوج ونظرت إلي !! تحركت بحذر .. ثم قلت بابتهاج مصطنع : [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] - خالتي هل تريدين أن أعد لك بعض الطعام ؟ [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] - لا .. لا أشعر بالجوع الآن .. شكرا لك .. فقط أريد كوبا من الشاي .. فالطقس يساعد على الانشراح .. ابتسمت بصدق .. وأحضرت لها كوب الشاي لتشربه .. إنها تفضله دائما من صنع يدي .. ناولتها الكوب .. حذرتها من إمكان وقوعه .. فالأرض غير مستوية [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] عبرت عن امتنانها لي بابتسامة مسرورة .. وقامت بوضعه أمامها .. أمّا أنا فعدت ثانية لتأمل ظهور قرص الشمس كاملا...[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] تحركت الأم وهي تحدق في أبنائها مسرورة .. فانسكب الشاي على قدمها وأحرقها .. فتمتمت قائلة بغضب وهي تحدث نفسها : [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] - ( يا فلان بن فلان ) .. تتوسل بأحد الأموات وتستنجد به .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] استولى الاستياء علي .. فأدرت ظهري للبحر وقابلتها مباشرة .. ثم قلت لها بلطف : [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] - خالتي .. ماذا تقصدين ( بفلان بن فلان ) ولم هو بالذات ؟؟!![/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] نظرت إلي باستغراب وكأنها لم تكن تنتظر مني مثل هذا السؤال .. ثم قالت بعد صمت وتلعثم : [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] - إنه... إنه أحد أولياء الله الصالحين المقربين إلى الله .. آه لقد مات منذ زمن بعيد .. نستنجد به ونتوسل إليه .. وهذا أمر واجب ومفروض يا ابنتي .. واجب ديني يجب علينا وعليك أيضا عمله !! [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] حدقت بها .. شككت في صحة معلوماتها فقلت : [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] - ولكنك كما قلت مات ! فماذا تطلبين من ميت أو ترجين منه يا خالتي !؟ [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] شعرت بأنها تأخذ نفسا عميقا .. ضمت يديها وقالت بتعجرف : [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] - ولكن روحه تخرج إلينا .. وتساعدنا وتجيب ملهوفنا .. لذلك نطلب منه ومن غيره من أولياء الله ما نريد ! [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] - تطلبون منه ما تريدون ؟! مثل ماذا ؟! [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] - مثل .. مثل .. الرزق .. الأولاد .. الزواج .. النجاح .. الشفاء من الأمراض والأوجاع [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] حبست أنفاسي في مكان ما حول قلبي الذي كان يطرق بقوة وعنف ..هناك صوت صغير بداخلي قد يئس منهم يهتف بي بقوة بأن هذه حقائق زائفة ولا يهمني سماعها .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] ألا يجب أن تكون أكثر عقلانية في مثل هذه السن ؟ قلت بقلق : [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] - خالتي الحبيبة فكري معي قليلا .. أرجوك .. حسنا لنتبادل وجهات النظر ونؤيد أصحها .. ألا ترين معي أن سؤال الميت أو الغائب يعد منكرا لنفوسنا ؟ لا نرتضيه لأنفسنا !! ثم إنه لم يأمر به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولا فعله أحد من الصحابة أو التابعين .. فكيف نفعله نحن ؟ [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] قاطعتني بجدية وهي تؤمن بك كلمة تقولها : [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] - أووووه .. ماذا تقولين ؟ ما هذا الهراء ؟ إننا قد تعودنا أن نستغيث بهم إذا نزلت بنا ترة أو عرضت لنا حاجة ! إني أقول لميت من الأولياء ( يا سيدي فلان بن فلان ) أنا في حسبك أو اقض لنا حاجتنا .. وسرعان ما يقضيها [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] تجهم وجهي على الفور فقلت بغيظ كظيم : [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] - ولكن أحدا من الصحابة لم يستغث بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته وهو نبي ولا بأحد من الأنبياء أو بغيرهم .. والاستغاثة بغير الله عز وجل محرمة [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] فقدت أعصابها عند سماع كلماتي .. فلم تجد بدا من الإدلاء بدليل تحاول به تشويه الواقع : [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] - لن أقتنع .. هلآ علمتي بأن أحد الصوفية العظماء كان قد دعا الله ست سنوات يرزقه الولد .. فلم يرزق !! فذهب إلى ولي صالح .. فما أن استغاث به وطلب منه الولد حتى رزق بطفلين توأمين !! [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] حملقت فيها بعيني .. شعرت بأن لمعات البرق تكاد أن تمزق السماء ! شحب وجهي .. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. هل بعد هذا الشرك من شرك ؟! [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] وبحركة لا شعورية .. تابعت قولها وهي ترتعد غضبا مني .. وأنفاسها تتمزق ..[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] - ألا تصدقين ؟ حسنا بجاه فلان بن فلان .. وبحق النبي .. أن هذا ما حدث له !! ولكن ما أدراك أنت ! إن تربيتك الدينية كانت غير سليمة أعانك الله عليها يا بني !!![/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] امتقع وجهي فأصبح كالغمام .. طالت فترة الصمت .. وساد صمت آخر . إنها تحلف !! بمن؟ أيضا بغير الله !! [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] - خالتي... خالتي نحن نتجاذب أطراف الحديث !! يجب أن تقنع إحدانا الأخرى .. كيف .. كيف تدعين وتستغيثين بغير الله ؟! خالتي إنك تفتقرين إلى غير الله .. ألا تعلمين أن في ذلك إذلال للنفس وظلم لها ؟ ثم .. ثم ... إنك تحلفين أيضا بغير الله .. خالتي ..[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] رفعت حاجبها باستغراب بسرعة .. ترددت قليلا قبل أن تجيب : [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] - كوني على ثقة ويقين بأنك عندما تطلبين اليمين بالله من نحن الصوفيون فإننا نعطيك ما تريدين صدقا أو كذبا .. بينما .. عندما تطلبين منا اليمين بالشيخ أو الولي أو صاحب القبر فإننا نصدق معك ولا نجرؤ على الكذب أبدا .. وذلك لعظمتهم وجلالة قدرهم !!!![/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] تملكتني موجة من الغضب والانفعال اللاإرادي .. فهتفت وأنا أقف وأجمع حاجياتي رغبة في الهروب منها ..[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] - ولكن هذا لا يجوز !! حرام أن تسألي بمخلوق يا خالتي !! عودي إلى رشدك يا خالتي .. افهميني أرجوك ! ألم تسمعي قوله تعالى ( ادعوني أستجب لكم ) .. , ألم تستمعي إلى قول المصطفى عليه الصلاة والسلام ( من حلف بغير الله فقد أشرك ) [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] لم ترد .. لم تتحدث ! فضلت السكوت للحظات .. لقد بلغ الصمت حدا يثير الأعصاب !! لا طيور تزقزق ! ولا أوراق تهتز مع نسيم الريح الخفيف حتى صوت البحر بدا مكتوما !! [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] قلت لها قبل أن أفترق عنها بلطف : [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] - خالتي .. لقد شاهدت قبل قليل ولادة لنهار جديد .. وأعتقد أنه باستطاعته المرء أن يولد مرة أخرى .. إذا فتح صفحة جديدة .. ناسيا كل الأمور والأحداث الماضية ..[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] خففت لهجتي الهادئة من اضطرابها وغضبها .. فنقلت نظرها إلى البحر خلفي .. واعتقدت أنها تتأمله !!! [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] قالت بدون أن تنظر إلي .. وقد ركزت نظرها خلفي : [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] - إنها فكرة جيدة لم تخطر ببالي يوما !! ولكن .. لا تظني بأنها ممكنة !! [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] شعرت بخيبة أمل عنيفة .. تنهدت بأسى من الأعماق .. وبحركة لا شعورية التفت إلى الوراء .. خلفي .. حيث كانت نظراتها مسلطة .. وإذا بي أجده ورائي .. وقد بدت عليه إمارات الغضب الشديد !! [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] نعم ( لقد كانت والدته تنظر إليه هو ولم تكن تتأمل البحر ) [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] اكتفيت بالنظر إليه وقد اتسعت عيناي تعجبا وتحجر قلبي تخوفا .. فلم أجد الكلمات المناسبة للدفاع [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] فضلت الصمت ! منذ متى وهو يقف خلفي ؟ شعرت بالوهن الشديد أمام نظراته التي كانت تنم عن حقد دفين وقهر شديد [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Black][/FONT]
[FONT=Arial Black][SIZE=4] يتبع ...[/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][B][FONT=Arial Black][SIZE=4] ( 13 ) العودة المفاجئة من الرحلة ! [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] وقف ساكناً وقد اختفت من وجهه كل آثار السرور السابقة .. تقارب حاجباه وهو يتقدم نحوي غاضباً .. لقد سمع الحديث بأكمله !! أما الآن .. فأنا في نظره أستحق القتل والصلـب والسحـق !![/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] رفع يده بقوة وهوى بها على وجهي بقوة أشد .. فقدتُ القدرة على الصمود والتحمل أمام غضبه الجامح !! .. استجمعتُ كل قواي لأتمكن من الثبات واقفة على الأرض .. فأخفقت !! وقعت أرضاً .. جثوت على ركبتي أستجمع ما بقي من قوتي .. ثم أجهشت ببكـاء مرير يتبعه أنين مؤلم .. لاقيت صعوبة في إدراك ما يدور حولي من شدة الألم ..[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] انسحب بدون أن ينطق بكلمة واحدة .. الجميع ينظر إلي !! .. هل تجسّد نظراتهم الشفقة أم التشفّي ؟ .. أم تُراها تصوّر انتصاراً لمذهبهم ودحراً لسنتي ؟!!!![/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] أمر الجميع بجمع الأمتعة وأعلن لهم عن قطع رحلتهم الممتعة والإسراع الفوري بالاستعداد للعودة ! .. فأطاعوه !! .. عاد إلي مرة أخرى .. أمرني بالوقوف .. فشلت .. ثم وقفتُ أترنح !! .. [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] أمسـك بيدي بكل قوته وشدّني نحو إحدى الغرف القريبة من البحـر ..[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] حبس الجميع أنفاسهم .. وسرت قشعريرة مريرة في جسدي ! .. اعتراني توتر يحمل تحذيراً خافتاً .. كنت أعلم أنه يجب علي أن أمتثل له .. ولكني لم أشأ ذلك !!![/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] أمرني بالجلوس .. فجلست فوق إحدى المقاعـد .. وضعت يدي على ركبتي كطفلة دون أن أنبس بكلمة ! .. فأخذ هو يزرع الغرفة ذهاباً وإياباً .. لقد ثار علي وتصرّف معي تصرفاً مجرداً من الإنسانية والرحمة !! .. ولكني واثقة من أن ذلك لن يغيّر شيئاً من موقفي ! .. فخططهم واضحة .. ومفهومة .. إنهم يحاولون بكل الطرق معاقبتي على تمسكي بسنتي ![/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] لم يجرؤ على الحديث معي مع أنه احترق لمعرفة ما يجول في ذهني من أفكار تجاهه ![/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] نظر إلي بقلق عندما طال صمتي .. وبنوع من الارتباك صرخ قائلاً وأنا أرتجف من حدة صوته :[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] ـ والله لأعملنّ على تغيير هذه الأفكار الضالة التافهة ! وأردّك إلى صوابك !! .. [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] ضبطتُ نفسي وقلت بشكل حازم دون أن أنظر إليه :[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] ـ ولكنها ليست بالأفكار التافهة .. وأنت تعلم ذلك جيداً .. إنها الحقائق التي لا يريد أحد سماعها ..[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] هزّني بعنف قائلاً :[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] ـ أولاً من الأدب أن تنظري إلي عندما أوجه إليكِ الحديث !![/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] ثانياً : أي حقائق هذه التي تتشدقين بها ؟ .. هل تقصدين حقائق العته والضلال ؟ حقائق الجنون ؟ .. [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] أرجوك .. كفى .. إلى متى سنظل مختلفين في هذه الأمور ؟!!!!! .. أرجوكِ هلاّ أسديتي إلي معروفاً ؟ هلاّ ………..[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] قاطعته بحزن وتوسل وقد أصابني ما أصابني من الهذيان واليأس :[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] ـ بل أرجوك أنت أن تسدي إلي معروفاً .. أرجوك .. ابق بعيداً عني أنت وأهلك ! [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] نحن لا نتفق إطلاقاً اتركني .. وما دمنا نختلف دوماً كما تقول .. فلماذا لا تتركني أذهب من حيث أتيت ؟! [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] لماذا تحتفظ بحطامي ؟! .. لماذا ونحن متناقضان في كل شيء ؟! .. لماذا ؟ .. لا أريد البقاء معك أرجوك .. لقد تعبت .. تعبت .. تعبت .. ثم وضعتُ رأسي بين يدي .. أجمع دمعاتي الملتهبة ..[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] ربـاه .. ربـاه .. لم أعد أستطيع أن أقاوم .. أريد الخلاص .. أصابني اليأس والهلاك يا الله .. ارحمني يا رب ..[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] سيطر عليه الارتباك فقال :[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] ـ إنكِ .. إنك تحاولين اختلاق الأعذار من أجل تبرير تصرفاتك .. لا داعي لتحميلي مسئولية تهورك وعنادك الآن .. أنا لا أسيء إليك ولا أريد إيذاءك .. أنت السبب .. إنك لا تؤمنين مطلقاً بما أقوله لك ولا تصدقين ؟! .. أخاف أن تكوني من الهالكين ؟!!!!![/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] أغمضت عيني .. تذكرت قول الله تعالى ( ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار * تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار * لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار * فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد )[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] خاطبت نفسي وأنا أراهم يتهامسون .. ستظلّون يا ضحايا الصوفية عُمي البصائر والقلوب .. مختوماً على سمعكم فلا تسمعون من أحد كلمة حق تجادل باطلاً صوفياً !!!![/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] عدنا إلى المنزل المشؤوم .. جلست على الأريكة .. أفكر في حياتي .. في مصيري .. يا رب .. إن مع العسر يسرا .. وقفت أتهاوى .. مشيت بخطىً وئيدة نحو المرآة .. نظرت إلى نفسي فيها .. لا أكاد أصدق عيني !! لقد طرأ تغيير كبير علي !! .. [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Arial Black][SIZE=4] ارتميت على الفراش .. أخذت أنفاسي تنتظم .. ومشاعري تهدأ .. وقلبي يسكن .. ثـم ..[/SIZE][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][SIZE=4][COLOR=red]لاحول ولاقوة الا بالله[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=4][/SIZE]
[SIZE=4][COLOR=red]الله المستعان واليه المشتكى[/COLOR][/SIZE][/CENTER]

[CENTER][FONT=Arial Narrow][SIZE=4] 14 ) مراسم المولد النبوي الشريف [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] طُرق البـاب .. استدرت نحوه بعينين أثقلهما النوم .. قلت بإعياء :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ من الطـارق ؟![/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] سمعت صوت أخت الزوج تستأذن بالدخول .. نظرتُ إلى الحائط .. الساعة الثانية عشر والنصف ظهراً .. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ساعتان مضتا منذ أن عدنا من البحر .. حلّقت أفكاري حول ما حدث اليوم ..[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] طرق الباب مرة أخرى .. أووه تذكرت !! وثبتُ واقفة وأدرت مفتاح الباب وقلت لها بإرهاق :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ تفضلي .. عذراً .. كنت نائمة ..[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] قالت بصوت ينم عن بهجتها الخفية :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ هل .. هل ستذهبين معنا اليوم ؟!![/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ترددت برهة ثم ابتسمت وأنا أسألها بفضول :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ إلى أين ؟ هل سنتنزه قليلاً مثلاً ؟ أشعر بالضجر ![/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] قالت بمكـر :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ لا أعلم .. لا أعلم .. ألم .. ألم يخبرك زوجك عن ذهابنا اليوم ؟[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] أحسست بانقباض في صدري لا أعرف له سبباً :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ لا يا عزيزتي .. حتى الآن لم يخبرني أحد إلى أين سنذهب ! ألا تعلمين !!!!![/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] بعد تردد أجابـت :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ لا أعلم .. أقصد .. حسناً أراكِ فيما بعد .. سوف .. حسناً أعتقد أن والدتي تناديني .. بالإذن .. !!!![/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ما بها ؟ .. لم هي مرتبكة ؟ .. لا يهم أشعر برغبة في الاستلقاء وأخذ قسط من الراحة بعد القراءة .. قرأت قليلاً .. ثم أعدت وضع كتبي في الدرج الخاص بي .. وفيما أنا أفعل .. دخل الزوج :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ ماذا تفعلين ؟! ألم تنامي بعد ؟![/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ سأفعل .. فضلت قراءة بعض الكتب .. سآخذ قسطاً من الراحة الآن ..[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ قراءة بعض الكتب ؟! .. أي كتب تقصدين ؟!![/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] نهض من مكانه وشعرت بأنه يفضل الإطلاع على الكتب بنفسه .. لم أمانع .. من حقه أن يراها ![/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] فتح الدرج .. أخرج الكتب .. امتقع وجهه وهو يقرأ العناوين بصوت خافت :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ الكلم الطيب لابن تيمية .. الأذكار للنووي .. جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام لابن القيم .. الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض .. فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية .. رسالة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في حكم الاحتفال بالمولد ……[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] صاح بي قائلاً وصدره يتأجّج غضباً :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ من أين جاءت هذه الكتب ؟!![/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ جئت بها من منزل عائلتي .. ما بك ؟!!!![/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] اعترض على وجودها معي بإصرار :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ كان يجدر بك استشارتي في قراءة هذه الكتب السخيفة !![/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ألقى نظرة إلى الكتب مرة أخرى وأضاف حانقاً وهو يلقي بها أرضا :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ كان بإمكاني أن أختار لك الكتب التي يجب عليك قراءتها والتدبر فيها ….. !![/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] إنه يتضايق كثيراً عندما أبدي اهتماماً بالغاً بالكتب والمطالعة !!!!!![/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] كرر حديثه مرة أخرى وقال بإصرار :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ لا أريد أن أرى هذه الكتب في الحجرة ولا في البيت بأكمله ! .. أنا سآتي لك بالكتب التي أرغب في قراءتك لها ![/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ابتسمتُ لهذه الفكرة وأجبت :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ ولكن لا أظن بأننا نفضل نوعية الكتب نفسها .. أليس كذلك ؟![/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] لم يجد أي تعليق يضيفه على كلامي سوى :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ لن تقرأي هذه الكتب مرة أخرى .. هذا أمر .. لا أريد تكرار الكـلام .. تخلّصي منها بأسرع وقت .. فهذه الكتب هي التي تغسل أفكارك .. وتحجّـر معتقداتك !!![/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] آه .. لا مجال للمناقشة .. لا أريد الدخول في حلقة مفرغة جديدة .. لن أنازعه .. قلت باستسلام :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ حسناً .. لك ما تريد .. سأحرقها إن أردت !!![/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] رأيت ومضياً راقصاً في عينيه !![/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] استيقظتُ على صوت آذان العصر .. ما زالت الكتب في مكانها !! .. أخذتها بسرعة .. خبأتها تحت السرير .. في مكان لن يراها فيه ![/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] أيقظته .. قام كالملدوغ وهو ينظر إلى الساعة !! .. ما باله ؟! .. هل خاف أن تفوته صلاة العصر في المسجد ؟! .. مستحيل !!!!!! .. لم أسأله …[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] قال لي وعيناه ما تزالان مغمضتين :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ هيا بسرعة .. استعدي سنذهب بعد نصف ساعة .. لا تعتذري عن الذهاب .. لا أريد اعتراضات ! .. بسرعة سأذهب إلى أمي لأستحثها على الاستعداد بسرعة .. أمامـك متسع من الوقت .. تزيني بأفضل الملابس !!!! .. ثم .. خرج ..[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ماذا يقصـد ؟ .. لم يخبرني أحد بأن هناك وليمة أو حفلة زفاف !!![/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] عــــاد ..[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ هل أنت جاهزة ؟[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ تقريباً ! .. ولكن أريد أن أصلي العصر أولاً .. انتظر ..[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] قال وكأنه قد تذكر شيئاً مهماً …[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ آه ….. نسيت أن أصلي !! هيا سأصلي أمامك .. تراجعي إلى الخلف ..[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] قلت في نفسي : ( أين الصلاة في المسجد ؟ لماذا لا تلبّي داعي الله إلى المسجد .. واحسرتاه !!!! ) .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] التفت إلي قبل أن يكبّـر وقال :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ هيا .. اجهري بنية الصلاة .. وبصوت مسموع .. كي أسمعـك .. ردّدي خلفي .. نويت أن أصلي لله تعالى أربع ركعات لصلاة العصر إماماً ..[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ثم سكت .. رفعت حاجبي استغراباً .. وذهلت ! التفت مرة أخرى إلي وقال :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ ما بالك ؟! .. ألم تستمعي إلى قولي ؟![/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] قلت مذهولة :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ بلى !! .. ولكن الجهر بالنية والتلفظ بها ………[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] قاطعني بغضب :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ سنــة !! وليس بدعة كما تعتقدين .. هيا ردّدي ما قلته .. ألا تسمعين ؟![/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ ولكني نويتها في قلبي مثلما نويت الوضوء الذي قبلها وهذا يكفي ! ..[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ضرب كفّيه ببعضهما في نفاذ صبر وقال :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ وماذا بعد ؟ .. قلت لك تلفظي والآن أمامي .. أريد أن أسمع .. تبـاً لكم من وهّـابـيـن .. كل مستقيم تجعلونه أعوجـاً !! .. هيا انطقي بها ..[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] نطقت بها مكرهة ! .. فتظاهرت بالصلاة معه .. وقد كنت أصلي بمفردي .. آه .. لقد شككت حتى في صلاتي .. وهي ما أشعر فيها بالراحة والسعادة !!![/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] أنهينا الصلاة .. وعند التسليم لاحظت كفيه يتحركـان يمنة ويسرة .. ما باله ؟ لماذا يحركها مع التسليمة ؟ .. أردت السؤال فامتنعتُ .. لا أريد المزيد من الجدل .. تظاهرت بالتسليم معه حتى لا يقيم غضبه الدنيا .. فأنا لم أعد أحتمل .. كفاني .. قلت :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ألن تخبرني إلى مكان ذهابنا ؟[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ ستعرفين فيما بعد .. لا نريد التأخر .. بقيت لنا عشر دقائق فقط .. أين ملابسي ؟[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ جاهـزة .. ولكن أرجوك أخبرني .. إلى أين ؟ لا أعرف لماذا أنا غير مطمئنة .. ![/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] تمالك نفسه وأراد الخروج فأوقفته :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ انتظر أرجوك .. أخبرني أولاً .. إلى أين ؟! إلى أين ؟![/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] أجاب وهو يبتعد خارجاً من الغرفة :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ سنذهب إلى مكان يقام فيه مولد نبوي .. هل اطمأننتي ؟[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] أوقفته مرة أخرى .. نظرت إليه بتشكك ووجل :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ مولد نبوي ؟! .. ماذا تعني بذلك ؟!!![/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] ـ لن أخبرك سترين بنفسك .. ستسعدين بحضوره .. والآن هيا حتى أغلق الحجرة .. تقدمي ..[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] أغلق الحجرة .. هرول هابطاً قبلي إلى الدور السفلي .. فكرت في كلماته ملياً .. ماذا يقصد ؟ [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=4] هبطت السلالم ببطء شديد ! .. هل لهذه المناسبة ارتباط بمعتقدات الصوفية ؟!! .. لماذا لا يريد إخباري ؟ .. هناك شيء ما أجهله !![/SIZE][/FONT] [/CENTER]

[CENTER][B][SIZE=4][FONT=Arial]( 15 ) حضر .. حضر


وفجـأة .. قامت النساء واستقبلن القبلة عندما كانت الفتاة الحسناء تقرأ قصة المولد .. حتى إذا بلغت : ( وولدته آمنة مختوناً ) !! لقد قمن إجلالاً وتعظيماً لدقائق تخيلاً منهن وضع آمنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. نظرتُ إليهن .. إني خائفة .. مرتبكـة .. ماذا يحدث حولي .. ثم قالت النساء بأصوات وجدانية :
ـ لقد حضـر .. حضر .. حضر .. أمام القبلة .. !!

نظرت باستغراب وتخوف !! أين حجابي ؟! .. انتظرن ! من هذا الذي حضر ؟! .. أوقفنه .. أريد أن أرتدي حجابي .. ولكن .. أنا لا أرى شيئـاً !! من الذي حضر ؟!
هل .. هل يقصدون جنياً ؟ .. من يقصدون ؟ .. هل يرين أشياء لا أراها ؟! .. يا إلهـي !!!

ثـم .. أتي لهن بالمجامر وطيب البخـور .. فتطيبت النساء ! .. ثم درن بكؤوس الماء والعصير فشربن منه بنهم !!

أقبلت إلي بعض النسوة يركضـن وأخذنني وقلن لي فرحات :
ـ هيا معنـا .. بسرعة .. لا نريد أن يفوتكِ الموقف الشريف .. بسرعة .. لقد حضر حضر ..

رأيت الصفقة خاسرة وأحسست بثقل يمشي في صدري .. فقلت بحسرة وأنا أرافقهن :
ـ من هو الذي حضر ؟! .. أهو رجل آخر تطالبنني فيه بالكشف عن وجهي وتقبيله أيضاً ؟!

قلن لي وكأنني قد اعتنقت دين اليهود أو النصارى :
ـ إنه محمد صلى الله عليه وسلم !!!!!!!!!!!!!!

صعقت ونظراتي المكذبة والمصدقة قد آلمتني كثيراً .. عدت إلى مكاني بسرعة .. وعيون القوم ترمقني أن كيف أترك فرصة كهذه وأستهين بها !!

جئن واللوم باد على وجوههن بعد أن انتهين من الابتهالات الجماعية والدعوات والصراخ ! .. وبعد أن ذهبت روح المصطفى إلى بارئها !!!
ـ بالتأكيد أنتِ لا تحبين الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم !! .. أنت لا تريدينه أن يشفع لك يوم القيامة !! .. ستحدث لك نكبات ومصائـب لأنك استهنت بحضوره بيننا ولأنك رفضتِ مشاركتنا في زمن حضوره !!

يـا إلهـي ! .. هل ما يقلنه صحيح ؟! .. هل هن صادقـات ؟ ..
يبدو التأثر على أوجه الكثيرات منهن !!!

تقدمت إحداهن إلي وقالت لي وكأنما تصب سمّـاً زعافاً في عقلي :
ـ أيتها الحمقاء المعتوهة !! .. لقد كنت مثلك أو أشد منك ! .. وكنت أعتقد أن هذه خزعبلات وترهات !!!
ولكن بعد أن منّ الله علي شعرت بحلاوة الإيمان .. آه كم أنا سعيدة .. وأتمنى لو أنني أقيم في كل يوم مولداً نبوياً في منزلي !! .. جربي ولن تندمي .. وستصبحين مثلنا وأشد ! ..
وإن لم يعجبك الحال فامتنعي ولكنني متأكدة من أنه سيعجبك !!

يـا إلهـي لم أعد أحتمل .. أين الصواب وأين الخطأ ؟! ..
هل يعقل أن يكون أهلي على خطأ ؟! .. هل يمكن ؟! .. وبدأت الشكوك تساورني ! .. آه لقد أثّروا علي من كل اتجـاه .. وحدي أنا ! بدأت أسلحتي تضعف شيئاً فشيئاً !!
ربـاه .. أرجوك .. أريد أن أعود لنقائي .. أفكاري النقية .. معتقداتي وعقيدتي الصافية ! .. سريرتي الطاهرة .. قلبي السليم .. هل يمكن ذلك ؟

مضى الوقت يتلكأ حتى أوشك الليل أن ينتصف !! .. وسيطر السكون بعدها على المكان .. فلم أر وأنا بمكاني إلا عيونـاً قد أخذها اللوم علي ! .. فخشخشت الأوراق بتأثير نسمة طرية باردة .. معلنة عن وقت الرحيل من هذا المنزل .. !!

ركبـت في السيـارة .. التقت نظراتي الحزينة التائهة بنظرات الزوج المتلهفة لمعرفة ردة فعلي على ما سمعت وما رأيت .. أغمضت عيني .. شعرت بحاجتي لصدر أمي الحنـون .. حتى البكاء .. أصبح عسيراً علي .. ربـاه .. اللهم اكفنيهم بما شئت .. !

عـدت إلى المنزل .. وقفت أفكاري وعاد إليها ركودها الأول .. أحسست برغبة جامحة في الدخول إلى مخدعي .. ولكن السكون المطلق الذي ران على المنزل لم يشجعني على سرعة الدخول .. فأخذت أنظر إلى غير هدف ! .. أنظر إلى أي شيء !! .. وأنظر إلى كل شيء !

شعرت بتقدم خطى الليل .. فوقفت بتكاسل .. وتحسست طريقي في الظلام حتى وصلت إلى فراشي .. واندسست تحت اللحاف الخفيف .. أخذت نفسـاً عميقـاً .. وأنا أشعر بالوحدة .. كان آخر ما تذكرته في هذه الليلة هو اليوم الكئيب الذي عاصرت فيه أحداثاً ثقيلة .. في البحر .. في المنزل .. في المولد النبوي ..

بقيت نظراتي تائهة .. وأفكاري متلاطمة حتى بانت خيوط الصباح الأولى .. ثم .. أسدلت أجفاني بثقل شديد .. فنمت وأنا أسمع أنيني يخترق فضاء الأحـزان

يتبع ... [/FONT][/SIZE][/B][/CENTER]

[CENTER][B][SIZE=4][FONT=Arial] ( 16 ) رحلة مع العبد الصالح الخضر !! [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] عند الفجــر ..دقّ جـرس الساعة المنبهة إعلاناً لقرب الآذان .. فتحت عيني المجهدتين .. أغلقت المنبه .. استرخيت قليلاً .. ثم نهضت .. سمعت صوتاً على نافذتي .. اقتربت بخوف .. آه .. كان المطر ينهمر على سقف المنزل !! .. نقراته اللطيفـة هي التي تطرق نافذتي .. انشرحت كثيراً .. مرحباً بك أيها المطر ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] اقتربت من النافذة كثيراً .. أخذت أتأمل المنظر من ورائها .. ارتسمت على شفتي ابتسامة عريضة .. لقد أتى حتى يغسل همومي وآلامي .. مرحى .. مرحى .. تسلّلت ببطء نحو الضوء .. أشعلته .. أردت أن أوقظ الزوج للصلاة .. لم أجده ! لم يأتِ بعد !! هذا أفضل .. هذا أفضل !! .. ما أسعدني !![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] توضأت .. صليت .. دعوت الله أن يخرجني من هذا المكان .. أن ينير لي درب الخير .. لأتبعه .. بكيت كثيراً ضارعة إلى الله تعالى .. إن الأمطار التي تهطل ما هي إلا قطرة من أدمعي التي تذرف من عيني الباكيتين .. رحمـاك يا الله .. رحمـاك .. رحمـاك ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] عدت مجدداً إلى النافذة .. كان المطر قد توقف عندئذ عن الانهمار .. فتحتها قليلاً .. لم أعد أرى في الخارج إلا القطرات المتساقطة فوق السقف المنحدر لبناء المنزل .. أو من أغصان الشجر .. ابتسمت مجدداً .. ما أجمل المنظر .. ثم .. أغلقت النافذة ببطء .. واستدرت لأرفع سجادتي .. فوجدتـــه !![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] صرخت من شدة الخوف .. كتمت أنفاسي فجأة .. غمرتني موجة حارقة جعلت سعادتي تتحول إلى كآبة .. كان وجهه شاحباً .. يبدو عليه الإرهاق .. وثوبه مكمّشاً .. فرك يديه وهو يجلس .. ثم قال :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ـ أرغب في الخروج اليوم إلى النزهة في هذا الجو الجميـل .. أيقظت الجميع للاستعداد .. هيا استعدي أنتِ أيضاً .. نظرت بإمعان إلى وجهه لأرى هل هو جاد أم هازل .. فسألته :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ـ حقاً ؟!! .. هل أنت جاد ؟ .. هل سنتنزه في هذا الجو الجميل ؟ .. حقاً ؟!![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] اعتدل في جلسته وقال بصوت هادئ :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ـ نعم .. سنتنزه .. ألا تريدين الخروج معنا ؟ هل تفضلين عدم الذهاب ؟![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] صرخت قائلة في فرح مفاجئ أدهشه كثيراً :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ـ لا لا .. لا أريد البقاء .. سأذهب للنزهة .. كم أنا سعيدة .. أحب جو المطر .. هيا لنذهب .. هيا :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ـ حسناً .. استعدي .. سأنتظركم في السيارة .. لا تتأخروا ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] وخـرج .. شعرت بشي من النشوة تسري في عروقي .. آه .. أخيراً سأخرج إلى الهواء الطلق .. بعيداً عن كل شي .. ما أسعدني .. ما أسعدني .. تناولت معطفي الواقي من المطر .. وكذلك معطفه .. أغلقت حجرتي .. قفزت السلالم قفزاً وكأنني في واحة غنّـاء .. رفرف قلبي من فرط الفرح .. منذ زمن لم أخرج للطبيعة أحتضن جمالها ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] توقفنا في مكان رائع الجمال .. كانت الأرض موحلة ومشبّعة بالماء .. وأعواد القمح الممتلئة بعصارة الربيع قد خارت وتمددت على الأرض في أمواج ممتدة على مدّ النظـر !![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] خرجت من السيارة .. فتحت عيني باتساع .. تلفتُّ حولي بدهشة .. أرسلتُ ضحكة كانت مقيّدة ومكبلة .. أطلقت لها العنان .. شعرت بأني غارقة في محيط نظراتهم المتوهجة ![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] وفجأة سمعت نفسي أقول له وأنا لا أكاد أشعر بأني بدأت الحديث :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ـ هل .. هل تسمح لي بالذهاب حول هذا المكان للتنزه .. لن أبتعد ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] قال بصوت لا يخلو من حدّة :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ـ ليس الآن .. اجلسي معنا .. لا تنفردي بنفسك .. نريد العودة باكراً .. فاليوم هو ليلة الخامس عشر من شعبان !! .. لم أكن أتوقع مثل هذه الإجابة .. فأحنيت رأسي بأسف وقد اضطرم وجهي خجلاً وحزناً .. [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ورحت أتأمل أطراف أصابعي وأحاول تمالك نفسي .. ولكن ماذا يعني بليلة الخامس عشـر من شعبـان ؟!![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] تناولت الإفطار وحدي .. نظروا إلي وقد أدهشهم ما طرأ علي من تغيير .. لاحظت دهشتهم بقلب مرتاب .. وأخذت أجمع بعض الأعواد من الأرض ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] تردّدت الأم برهة ثم قالت لي :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ـ يجب أن نعود مبكرين حتى نستعد للذهاب إلى المكان الذي سيتم فيه اجتماع الناس في هذه الليلة ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] كتمت أنفاسي .. هذه المرة الثانية التي يؤكدون فيها أهمية هذه الليلة !! .. يا إلهي .. ماذا سيفاجئني اليوم أيضاً ؟! .. أومأت برأسي إيجابـاً .. ابتسمت بهدوء ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] في تلك اللحظة .. اختلست النظر إلى الزوج ووالدته .. راقبتهما في محاولة مني لفهم المعاني التي ينطوي عليها حديثهما .. ولكنني لم أستطع أن أفهم شيئاً !! .. سوى أنهم جميعاً صائمون اليوم !! .. لماذا ؟ ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] قلت لهم بتوسّل ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ـ هل أذهب الآن ؟! .. لن أبتعد .. أرجوك ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] أزال عن كتفه بعض القش العالق به ثم قال :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ـ اذهبي .. ولكن ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] وفتح فمه ليقول شيئاً .. ولكني انصرفت بسرعة .. لم أنتظر .. ركضت .. ضحكت .. بكيت .. اختلطت مشاعري .. رحت أقفـز في كل الأرجاء .. نظرت إلى الأرض الجميلة .. لقد تجمع المطر فيها .. ثم راح ينطلق في جداول صغيرة سريعة ويملأ كل منطقة منخفضة .. حدّقت في روعة السمـاء ![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] إن صفحة السماء تصفو من الغيوم التي تمزقت وتباعدت كتلها تاركة رقعاً واسعة من الصفحة الزرقاء المضيئة ! .. بعضها صاف تماماً وبعضها لا يزال محجوباً بغلائل من السحاب الرقيق !!![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] أما الهـواء فقد سكن على الأرض تماماً وشاعت فيه رائحة العشب المبلل والجذور العارية .. لا أعرف كم من الوقت مضى .. ساعـة .. ساعتـــــان .. أكثر !! لم أشعـر .. أوه !! لقد ابتعدت كثيراً .. أين أنــا ؟![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] بدأت أشعر بالخوف .. إلى أي اتجاه أعود ؟!! ربـاه .. أين المكان .. رباه !! .. أين معطفي ؟ أين أضعته ؟! .. بدأت أبحث .. وأبحث .. آه .. قطرات المطر عاودت في النزول .. يا رب .. آوه .. معطفي هنا .. وجدته .. ارتديته لأتقي المطر .. ولكن أين المكان ؟[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] تناولت نظارتي .. مسحت قطرات المطر عنها بمنديلي ثم أعدتها إلى عيني .. رحت أنظر إلى الأرض الموحلة حتى أتجنب الخوض في إحدى الحفر المتناثرة حولي .. رفعت بصري إلى الأفق .. ازداد انهمار المطر .. رفعت النظارة عن عيني ووضعتها في جيبي ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] رأيت عن بعــد رجـلاً يقدم تجاهي .. أسدلت غطائي .. رحمـاك يا رب .. إنه شيخ كبيـر .. يعمل على تنظيف المكان .. دبّ الـرعـب في أوصالي .. هل سيختطفني ؟! الويل لي .. تقدم إلي وسألني وقد بدت على وجهه آثار الزمن على هيئة خطوط عميقة تحيط بوجهه :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ـ كيف جئتي إلى هنا يا ابنتي ؟! المكان خطر .. هيا بسرعة الحقي بعائلتك ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] انحدرت دموعي من شدة الخوف :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ـ ولكني أضعت المكان .. الويل لي .. كيف أصل إليهم ؟ أرجوك ساعدني .. أرجوك ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ـ هيا اتبعيني من هذا الطريق ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] جل اهتمامي كان منصباً على غضب الزوج وحنقه .. وعدتُه ألا أبتعد !! يا ويلتي .. يا ويلتي !![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] وبعد أن قطعنا مسافة من الطريق .. رفعت رأسي .. وإذا بالزوج يهرول قادماً إلي !! .. يا ويلتي !! .. [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] وقف أمامي كصخرة جامدة .. والشرر يتطاير من عينيه .. فوجدت نفسي أقول بسرعة وكأني أشرح له موقفي الضعيف :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ـ أرجوك .. أنا .. أنا .. آسفة .. لم أقصد .. سرقني الوقت وأنا أتجول في هذا المكان ! ولكني …… نظر برفق إلى الشيخ الكبير .. مما أثار دهشتي .. لم يغضب منه .. أشار إلي أن أتقدمه .. ففعلت .. أقبلت على والدته وباقي الأسرة .. وجدتهم حانقين .. غاضبين !![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] استدرتُ لأرى الشيخ الكبير والزوج .. جاء الزوج إلى أهله .. تشاوروا .. تهامسوا .. أكرموا الشيخ إكراماً عظيمـاً !!!!!! .. أغدقوا عليه العطاء .. طلبوا منه الدعاء لهم .. ولي !!!!![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] تسمّرت في مكاني وأنا أرقبهم !! .. ما بالهم لم كل هذه الحفاوة ومن الجميع !!![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ذهب الشيخ الكبير في طريقه .. أخذ ينظف ما بقي من أقذار .. وابتعد شيئاً فشيئاً حتى اختفى .. والجميع يرقبه .. تكاد قلوبهم أن تتبعه .. رأيت وجوههم في صورة أخرى .. اختفت إمارات القسوة والسخط .. نظروا إلي في قلق .. خاطبتني الأم قائلة في تودد :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ـ هل تعلمين من يكون هذا ؟!![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ارتعشت .. نظرت بوجل .. قلت بصوت بالكاد سمعوه :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ـ من .. من يكون ؟![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] قال الزوج وهو يضع ساقاً على الأخرى .. وينتهد بارتياح :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ـ إنه الخضـر .. العبد الصالح الخضر .. الذي كان مع موسى .. بالتأكيد هو ! يا فلان بن فلان !![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] أطبقت شفتي فـوراً …. انعقد لساني من فرط الاضطراب والارتباك :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ـ من ؟ من ؟ أي خضر ؟ .. العبد الصالح ؟!! .. كيف ؟! .. لا بد أنك تمزح !! .. الخضر ؟!!!! .. لا بد أنك …………............. رفع يده وقاطعني :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ـ هذه الأمور ليست مجالاً للهزل والمزاح ! قلت لك أنه الخضر .. ألم تسمعي عنه ؟!![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ارتسم الجزع على وجهي فقلت :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ـ ولكن .. ثم نظرت إلى الجميع .. كلهم جادّون .. فأكملت :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ـ ولكن .. الخضر عليه السلام قد مات منذ زمن بعيد .. هل تقصد أنه ما زال حياً يُرزق ؟! .. لا .. كانت أخته تتلوى في مقعدها .. لم تصبر فقالت :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ـ من غير الممكن ألا تكوني على علم بحياته !!! .. إن الخضر صاحب موسى عليه السلام حي يرزق للآن .. ويطوف الدنيا كلها ويتشكل في صور مختلفة .. فقد يأتي في صورة سائل مرة .. وفي صورة مريض .. ينزل من جسده القيح والصديد .. أو في شكل شيخ كبير كهذا الرجل مثلاً .. فبالتأكيد هذا هو الخضر قد زارنا … !![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ارتعدت .. نظرت إلى وجوههم !! تخوفت .. تململت .. أردت أن أنطق .. لم يتركوا لي مجالاً ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] كانت الأم تراقب تعبيرات وجهي وترى أثر كلماتهم علي .. فقالت بسرعة :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ـ عندما يأتي الخضر بهذه الأشكال ويزور الناس فيطردونه يكون هذا دليلاً على شقاوتهم وتعاستهم .. أما إن رحبّـوا به وعالجوه وأكرموه .. اختفى بدون أن يترك أثراً له .. وكان ذلك دليل سعادتهم !!!!!! .. فاحذري من طرد أي رجل بهذا الشكل أو تعنيفه .. احذري .. فربما كان هو الخضر جاء لزيارتك ![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] غصصت بريقي .. قلت متلعثمة من الصدمة :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ـ صدقوني .. لقد مات الخضر – عليه السلام – قبل إرسال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم .. إنه لم يخلّـد !![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] أرسل الزوج ضحكة جافة ساخرة وهو يقول :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ـ الخضر هو حارس في الأنهار والصحاري ويعين كل من يضل عن الطريق إذا ناداه ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ـ كيف يكون حارساً وهو ميت شأنه في ذلك شأن الأموات .. لا يسمع نداء من ناداه .. ولا يجيب من دعاه .. ولا يهدي من ضل عن الطريق إذا استهداه .. !!![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] كشّر عن نابيه وقال :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ـ إذا لم يكن ذلك صحيحاً .. فكيف اهتديتي إلى مكاننا عن طريقه ؟!! .. أيتها الحمقــاء ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] لقد زارك وهداكِ إلى طريقنا ومكاننا .. أفلا تعقلين ؟! أفـلا تتفكرين ؟! .. عجباً لك أيتها العنيدة !!![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ـ إنما هو رجل قد سخره الله لي لأستدل طريقكم ليس إلا !! .. ولا يشترط أن ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] تأفّـف .. في تلك اللحظة تلاشى جو الألفة والمودة بيني وبينهم .. وخيّمت مكانه سحب الشك والتربص !! .. لم يعتقدون ذلك ؟! .. هل اعتقادهم خاطئ حقاً ؟! .. نعم .. نعم .. أنا متأكدة .. نعم .. قطع صوت الزوج حبل أفكاري حين سمعته ينادي من السيارة :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ـ هيا .. لا نريد التأخـر .. أمامنا ليلة حافلة .. فلنستعد للعودة .. المطر يتساقط بغزارة ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] ركبنا جميعا ً.. ابتسمتُ في قرارة نفسي .. ازداد إحساسي بالبهجة .. كم كنت أهفو إلى مثل هذا اليوم الذي أقضيه بمفردي تماماً .. بلا خوف من زوجي أو أهله .. وبلا أية هموم أو متاعب .. ولكن .. هذه الليلة .. ماذا عساها تكـــــون ؟! ستـــرك ورحمتـك يـــا رب ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial] يتبع... [/FONT][/SIZE][/B] [/CENTER]