منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=44)
-   -   المنهاج النبوي في تصحيح أخطاء الفرد والجماعة ::متجدد وهام:: (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=33247)

أبو مصعب السلفي 03-01-2009 05:07 PM

المنهاج النبوي في تصحيح أخطاء الفرد والجماعة ::متجدد وهام::
 
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على النبيِّ الأمين
وبعد,

المنهاج النبوي في تصحيح أخطاء الفرد والجماعة[size=3](1)[/size]

[color=red]مقدمة[/color]
إن من الأخطاء ما يُحدث مضرةً لصاحبه ولغيره من الناس, وبعضها يشكل خطراً على صاحبه, وقد تتعدى خطورته إلى الناس, كل ذلك يجعلنا نقف مع الأخطاء وقفة جادة, ونراها بعين البصيرة, لنحذَر ونُحَذِّر منها,
ولأن عاقبة الخطأ قد لا تكون على المُخطئ نفسه; بل قد تتعدى إلى آخرين[size=3](2)[/size].

فأما مضرة الخطأ على الفرد:
فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال "[color=blue]أما يخشى أحدكم -أوَلا يخشى أحدكم- إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار, أو يجعل صورته صورة حمار...[/color]"[size=3](3)[/size]
ففي هذا الحديث بين -عليه الصلاة والسلام- أن من الخطأ الواضح البيّن أن يرفع المأموم رأسه قبل إمامه, وهذا من الكبائر للتوعد عليه بأشنع العقوبات وأبشعها وهو المسخ.(4)

فانظر كيف أضرَّ هذا الخطأ بصاحبه كل هذا الضرر, ولكن من كمال شفقته -عليه الصلاة والسلام- بأمته, وبيانه لهم الأحكام وما يترتب عليهما من الثواب والعقاب حيث بيّن لهم وحدثهم بهذا الأمر.

وأما مضرة الخطأ على الجماعة:
عن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- قال: قال النبي -عليه الصلاة والسلام- "[color=blue]لتسوّن صفوفكم, أو ليخالفَنّ الله بين وجوهكم[/color]"[size=3](5)[/size]
ففي هذا الحديث بيان لمضرة الخطأ على الجماعة بأكملها, حيث يعمّ الجميع اختلاف الوجوه بسبب هذا الخطأ وهو عدم تسوية الصفوف.
قال النووي -رحمه الله- "[color=sienna]والأظهر والله أعلم أن معناه: يوقع بينكم العداوة والبغضاء واختلاف القلوب; كما يُقال: تغيّر وجه فلان عليّ, لأن مخالفتهم في الصفوف مخالفة في ظواهرهم, واختلاف الظواهر سبب لاختلاف البواطن[/color].[size=3](6)[/size]

لذا كان لزاماً إظهار هذه الأضرار وهذه الأخطار الكامنة في هذه الأخطاء, للابتعاد عنها وتحاشيها; اقتداءً بسيد ولد آدم محمد -عليه الصلاة والسلام-, حيث كان يُبيّن ما في هذه الأخطاء من أضرار على الفرد والجماعة

وهنا سؤال -وهو المُراد من هذا الموضوع إن شاء الله-
[color=red]كيف التعامل في التغيير للخطأ..؟![/color]

فهذا الموضوع -بعد هذه المقدمة- سيكون للإجابة على هذا السؤال

وستكون الإجابة على مباحث كما قسمها المؤلف -حفظه الله-
وهاهي العناوين

-المبحث الأول: [color=red]الهدوء وترك الإستعجال [/color][color=blue]"تـم"[/color]
-المبحث الثاني: [color=red]الرفق والرحمة [/color][color=blue]"تـم"[/color]
-المبحث الثالث:[color=red] الحكمة والموعظة الحسنة [/color][color=blue]"تـم"[/color]
-المبحث الرابع: [color=red]الحوار والإقناع [/color][color=#0000ff]"تـم"[/color]
-المبحث الخامس: [color=red]التعريض والاكتفاء بالبيان العام [/color][color=#0000ff]"تـم"[/color]
-المبحث السادس: [color=red]المدح والثناء[/color]

مع العلم: أنني لن أكون مُلزَمًا بالنقل الكامل لكل ما تحت المباحث.. لكني سأقوم بالإختصار -الغير مُخل إن شاء الله- مع التقديم والتأخير; كما فعلت في المقدمة .

والله أسأل أن يوفقنا وإياكم إلى تبليغ دينه على المُراد الذي يحب ويرضى
وأن يجمعنا مع النبيّ محمد -عليه الصلاة والسلام- في الآخرة
والحمد لله رب العالمين
..


[right]--------
(1)رسالة لصاحبها محمد بن علي بن محمد يحيى الأخرش. طـ دار الصميعي.
(2) بتصرف من الأساليب النبوية في التعامل مع أخطاء الناس للمنجد صـ 49. عن الرسالة
(3)متفق عليه
(4)انظر بتصرف: فيض القدير (2/166), والفتح (2/215). عن الرسالة
(5)متفق عليه
(6)شرح مسلم للنووي (2/118). عن الرسالة[/right]

أبو أنس الأنصاري 03-02-2009 06:40 AM

متابعٌ معكَ يا حبيب .
نفعَ اللهُ بك .

أم البراء 03-03-2009 02:21 AM

[font=comic sans ms][size=5][color=indigo][b][align=center]
[font=comic sans ms][size=5][color=indigo][b]جزاكم الله خيراً[/b][/color][/size][/font]
[font=comic sans ms][size=5][color=indigo][b] متابعة بإذن الله[/b][/color][/size][/font]
[/align][/b][/color][/size][/font]

أبو مصعب السلفي 03-03-2009 04:06 AM

[b][size=5][font=traditional arabic][b][font=traditional arabic][size=5]المبحث الأول[/size][/font][/b][/font][/size][/b]
[size=5][font=traditional arabic][b][b][font=traditional arabic][size=5][color=red]الهدوء وترك الإستعجال[/color][/size][/font][/b][/b]

[b][b][font=traditional arabic][size=5][color=black]...ويكفي أن سيد ولد آدم -عليه الصلاة والسلام- قد حذّر من التسرع والعجلة, وذمّ من يفعل هذا الفعل, وقد كان من فعله -عليه الصلاة والسلام- تجاه ترك العجلة والتسرع التحلي بالحلم وحُسن الأخلاق, حتى مع مخالفيه! [/color][/size][/font][/b][b][font=traditional arabic][size=5]مما أعطى مثلاً أعلى للدعاة, [u]بل لعامة المسلمين أن تتصف أعمالهم بهذه الصفة; وهي: التأنّي والتثبت والهدوء وترك العجلة والتسرع[/u][/size][/font][/b][/b]
[b][b][font=traditional arabic][size=5]ومن الأمور التي نأخذ منها الأمثلة على هذا الأمر من أخلاق النبي -عليه الصلاة والسلام- وتعامله مع الأحداث ما يلي:[/size][/font][/b][/b]

[b][b][font=traditional arabic][size=5]1- حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: لما كان يوم حنين آثر النبي -عليه الصلاة والسلام- أناساً من القسمة. فأعطى أناساً من أشراف العرب..., فقال رجل: والله إن هذه القسمة ما عدل فيها, وما أريد فيه وجه الله!,... قال: فتغيّر وجهه -عليه الصلاة والسلام- حتى كان كالصّرف ثم قال: "[color=blue]فمن يعدل إن لم يعدل الله ورسوله؟[/color]" قال: ثم قال "[color=blue]رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر[/color]" متفق عليه.[/size][/font][/b][/b]

[b][b][font=traditional arabic][size=5][color=sienna]في هذا الحديث دلالة على أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قد تعامل بهدوء بعد غضبه[color=red](1)[/color], ولم يعاقب ذلك الرجل القائل... حتى استأذن عمر وخالد النبي -عليه الصلاة والسلام- في قتله, فقال -عليه الصلاة والسلام-: معاذ الله أن يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه, فهذه هي العلة.. لكنه صبر استيفاءً لانقيادهم, وتأليفاً لغيرهم[/color]. شرح مسلم للنووي (2/129)[/size][/font][/b][/b]
[b][b][font=traditional arabic][size=5]والنبيّ -عليه الصلاة والسلام- لم يعاقبه على ذلك, فدّل ذلك على كمال حلمه -عليه الصلاة والسلام-, [u]حيث التأليف بالعفو مكان الإنتقام من أهم الوسائل الدعوية[/u].[/size][/font][/b][/b]
[b][b][font=traditional arabic][size=5]قال ابن حجر -رحمه الله- "[color=sienna]وقد ارتكب الرجل المذكور إثماً عظيماً فلم يكن له حرمه, وفيه أن أهل الفضل قد يغضبهم ما يُقال فيهم مما ليس فيهم, ومع ذلك فيتلقون ذلك بالصبر والحلم كما صنع النبي -عليه الصلاة والسلام- إقتداءً بموسى عليه السلام[/color]. الفتح (10/529)[/size][/font][/b][/b]

[b][b][font=traditional arabic][size=5]إذن حلمُ النبي -عليه الصلاة والسلام- على ذلك الرجل وعدم تعجيله العقوبة له يدل دلالة عظيمة على الخلق العظيم الذي أوتيه -عليه الصلاة والسلام- وحلمه وصبره على من آذاه, وهدوئه في معالجة هذا الخطأ.[/size][/font][/b][/b]

[b][b][font=traditional arabic][size=5]2- قصة الأعرابي الذي جذب رداء النبي -عليه الصلاة والسلام- حتى أثَّر في عاتقه -عليه الصلاة والسلام-.[/size][/font][/b][/b]
[b][b][font=traditional arabic][size=5]حيث عفا عنه -عليه الصلاة والسلام- فلم يعاقبه وصفح عنه, فأزال ما في نفسه عليه, فضحك النبي -عليه الصلاة والسلام-.[/size][/font][/b][/b]
[b][b][font=traditional arabic][size=5]والنبي -عليه الصلاة والسلام- قد تألفه بالعفو مكان الانتقام, وذلك امتثالاً لقوله -عز وجل- "[color=navy]فاصفَحْ عَنْهُم وقُل سلامٌ فسوف يعلمون[/color]"[/size][/font][/b][/b]

[b][b][font=traditional arabic][size=5]3- حديث الأعرابي الذي بال في المسجد, حيث عامل النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا الأعرابي باللين ومنع أصحابه من تعنيفه, ولم يؤنبه, ولم يسبّه, بل أدّبه وعلّمه برفق وهدوء.[/size][/font][/b][/b]
[b][b][font=traditional arabic][size=5]قال النووي -رحمه الله- "[color=sienna]وفيه الرفق بالجاهل, وتعليمه ما يلزم من غير تعنيفٍ ولا إيذاء[/color]" شرح مسلم (1/525)[/size][/font][/b][/b]

[b][b][font=traditional arabic][size=5]4- حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: أُتي رسول الله -عليه الصلاة والسلام- بصبي فبال على ثوبه, فدعا بماء فأتبعه إياه" متفق عليه.[/size][/font][/b][/b]
[b][b][font=traditional arabic][size=5]وفي رواية "فلم يزد على أن نضح بالماء", فالرسول -عليه الصلاة والسلام- قد تعامل مع هذا الخطأ -غير المقصود-[color=red](2)[/color] من هذا الطفل بكل هدوء ورويّة وتأنٍّ, فهو عليه الصلاة والسلام لم يُعَنِّف هذا الطفل ولا أهله على هذا الفعل, ولم يستعجل ويقذفه جانباً عنه, بل لم يزد على أن دعا بالماء ونضح هذا البول.[/size][/font][/b][/b]

[b][b][font=traditional arabic][size=5]قال النووي -رحمه الله- "[color=sienna]وفيه: الندب إلى حُسن المعاشرة واللين والتواضع والرفق بالصغار وغيرهم. [u]واللين يتضمن عدم الإسراع بالمؤاخذة, وترك الاستعجال بالعقوبة[/u][/color]"[/size][/font][/b][/b]

[b][b][font=traditional arabic][size=5]يقول الدكتور فضل إلهي "إن اللين يتضمن: لين الجانب, وحسن الخلق, وكثرة الإحتمال, وعدم الإسراع بالغضب والتعنيف إذا بدر من المسلمين خطأ"[/size][/font][/b][/b]

[align=right]
[b][b]------[/b][/b]
[b][b][b][size=5][font=traditional arabic][b][font=traditional arabic][size=5][color=red](1)[/color][color=#a0522d][color=black]فيه أن المرء قد يغضبه ما يُقال فيه مما ليس فيه, ومع ذلك يتلقى ذلك بالصبر والحلم كما صنع النبي -عليه الصلاة والسلام-.[/color][/color][/size][/font][/b][/font][/size][/b][/b][/b]
[b][b][size=5][font=traditional arabic][b][b][font=traditional arabic][size=5][color=red](2)[/color]فإن كثيراً مما يصنعه الكبار -أيضاً- من تصرفات خاطئة يكون عن غير قصد أيضاً, فحينها يَحسُن التحلي بنفس هدي النبي -عليه الصلاة والسلام- الذي تعامل به مع الصبي.[/size][/font][/b][/b][/font][/size][/b][/b]
[/align][/font][/size]

أبو مصعب السلفي 03-04-2009 02:47 AM

[quote]
[center][font=traditional arabic][size=5][b]متابعٌ معكَ يا حبيب .
نفعَ اللهُ بك .[/b][/size][/font]
[/quote]
جزاك الله خيراً يا أستاذي
وبك نفع

[quote]جزاكم الله خيراً
[font=comic sans ms][size=5][color=indigo][b]متابعة بإذن الله[/b][/color][/size][/font]
[/quote]
وجزاكم خيراً مثله

والحمد لله
..[/center]

مع الله 03-04-2009 02:59 AM

[font=comic sans ms][size=5][color=blue][b]جزاكم الله خيراً[/b][/color][/size][/font]
[font=comic sans ms][size=5][color=blue][b]متابعة بإذن الله[/b][/color][/size][/font]

أبو مصعب السلفي 03-04-2009 03:04 AM

المبحث الثاني
[color=red]الرفق والرحمة[/color]

وفيه تمهيد ومطلبان:
المطلب الأول: [color=blue]الرفق[/color].
المطلب الثاني: [color=blue]الرحمة[/color].

تمهيد:

لقد كان رسول الله -عليه الصلاة والسلام- من الرأفة والرحمة وترك التعّنت, وحب اليسر والرفق بالمُتعلم والحرص عليه, وبذل العلم والخير له في كل وقتٍ ومناسبة بالمكان الأسمى والخُلُقِ الأعلى
فقد قال الله سبحانه وتعالى عنه
" [color=navy]لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [/color]" التوبة (128)
والرفق والرحمة من أبرز خصائص المصطفى -عليه الصلاة والسلام-
قال الله سبحانه وتعالى
" [color=navy]وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين [/color]" الأنبياء (107)
وقال -عليه الصلاة والسلام-
" [color=blue]إنِّي لم أُبعث لعاناً, وإنما بُعِثتُ رحمة [/color]" مُسلم.

أبو مصعب السلفي 03-04-2009 03:28 AM

المطلب الأول
[COLOR=blue]الرفق[/COLOR]

الرفق في الإصطلاح: فهو كما قال ابن حجر -رحمه الله- "[COLOR=darkred]... هو لين الجانب بالقول والفعل والأخذ بالأسهل وهو ضد العنف[/COLOR]"

وقد ورد لفظ الرفق وما تفرع عنه في القرآن الكريم, فمن ذلك:
قال الله
" [COLOR=navy]وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً [/COLOR]" النساء (69)
قال القرطبي "[COLOR=darkred]... والرفق: لين الجانب, وسُمِّي الصاحب رفيقاً لارتفاقك بصحبته, ومنه الرُفقة, ولارتفاق بعضهم ببعض[/COLOR]"

وأما الأحاديث بشأن الرفق فهي كثيرة, سواءً ما كان منها بالقول أو ماكان بالفعل الصادر من المُعلم الأول -عليه الصلاة والسلام- ومن ذلك:

1-أن الله اتصف بالرفق, وأنه سبحانه يُحبُّه, كما في حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام- "[COLOR=blue]إن الله رفيق يُحب الرِّفق, ويُعطي على الرفق مالا يُعطي على العنف, ومالا يُعطي على سواه[/COLOR]" مُسلم.
قال النووي بعد أن سرد أحاديث في الرفق "[COLOR=darkred]وفي هذه الأحاديث فضل الرفق والحث على التخلّق, وذم العنف, والرفق سبب كل خير, ومعنى يُعطي على الرفق: أي يُثيب عليه مالا يثيب على غيره[/COLOR]" شرحه لمسلم (6/112)

2- والرفق سبب الخير, والحرمان من الرفق حرمان من الخير, فعن جرير بن عبد الله قال: قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام- "[COLOR=blue] من حُرم الرفق حُرم الخير, أو من يُحرم الرفق يُحرم الخير [/COLOR]" مُسلم.

3- والرفق لا يدخل في شئ إلا زانه, ولا يُنزع من شئ إلا شانه,
كما جاء في حديث عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال " [COLOR=blue]إن الرفق لا يكون في شئ إلا زانه, ولا يُنزع من شئ إلا شانه [/COLOR]" مُسلم.

وأما الأحاديث الدالة على موضوعنا, وهو تصحيح الأخطاء بمنهج النبي -عليه الصلاة والسلام-...
تأتي المشاركة القادمة إن شاء الله

رابط ذات صلة بالموضوع
[URL="http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=9482"][B]ياعباد الله :: إن من صفات الداعية اللين والرفق ::[/B][/URL]

والحمد لله
..

أم الزبير محمد الحسين 03-04-2009 03:34 AM

جزاكم الله خيراً

أبو مصعب السلفي 03-04-2009 04:12 AM

[b][font=traditional arabic][size=5]الأحاديث الدالة على موضوعنا, وهو تصحيح الأخطاء بمنهج النبي -عليه الصلاة والسلام-, ومن هذا المنهج الرفق, فهي كثيرة; ومن ذلك:[/size][/font][/b]

[b][font=traditional arabic][size=5]1- ما رواه البخاري عن عروة بن الزبير "أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي -عليه الصلاة والسلام- قالت: دخل رهط من اليهود على رسول الله -عليه الصلاة والسلام- فقالوا: السّام عليكم.[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]قالت عائشة: ففهمتها فقلتُ: وعليكم السّام واللعنة. قالت: فقال رسول الله -عليه الصلاة والسلام-:[color=blue] مهلاً يا عائشة!, إن الله يُحب الرفق في الأمر كله. [/color]فقلت: يارسول الله, أوَلم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام- : [color=blue]قد قلت وعليكم [/color]"[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]ففي هذا الحديث أن هؤلاء الرّهط من اليهود دعوا على الرسول -عليه الصلاة والسلام- بقولهم: السّام عليكم: أي الموت العاجل, ففهمت ذلك عائشة فردّت عليهم وزادت اللعنة لهم "[color=darkred][u]فأراد النبيِّ -عليه الصلاة والسلام- أن لا يتعوَّدَ لسانها الفُحش[/u], أو أنكر عليها الإفارط في السّب[/color]" اهـ لابن حجر[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]وذلك غاية الرفق منه -عليه الصلاة والسلام- حتى مع مخالفيه, ومن يَدعون عليه بالموت العاجل!; فهو -عليه الصلاة والسلام- "لم يقابل قولهم القبيح ومقصدهم الفاسد بالعنف"[/size][/font][/b]

[b][font=traditional arabic][size=5]2- حديث المسيئ صلاته, فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- دخل المسجد, فدخل رجل فصلى فسلّم على النبي -عليه الصلاة والسلام- فردّ وقال "[color=blue]ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ[/color]" فرجع يصلي كما صلى, ثم جاء فسلم على النبي -عليه الصلاة والسلام-, فقال "[color=blue]ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ[/color]"(ثلاثا) فقال: والذي بعثك بالحقِّ ما أحسن غيره, فعلِّمني.[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]فقال -عليه الصلاة والسلام- " [color=blue]إذا قمتَ إلى الصلاة فكبِّر, ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن, ثم اركع حتى تطمئن راكعا, ثم ارفع حتى تعتدل قائما, ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً, ثم ارفع حتى تطئمن جالساً, وافعل ذلك في صلاتك كلها[/color]" متفق عليه.[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]قال ابن حجر -رحمه الله- "[color=darkred]وفيه حُسن التعليم بغير تعنيف... وفيه: حُسن خلُقه -عليه الصلاة والسلام- ولطف معاشرته[/color]" الفتح (2/327)[/size][/font][/b]

[b][font=traditional arabic][size=5]فهذا الحديث يؤكد بيان حرصه -عليه الصلاة والسلام- وشفقته, وسعة صدره, على تعليم أصحابه ما ينفعهم, وتفهيمهم مالم يفهموه.[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]ومن ذلك تصحيح هذا الخطأ من هذا الرجل يكل رفق ولين, وهذا يدل على حُسن خُلُقه ولطف معاشرته.[/size][/font][/b]

[b][font=traditional arabic][size=5]3- قصة الأعرابي الذي بال في المسجد, وأغلب من شرح هذا الحديث أورد فيه الرفق وحُسن تعامل النبي -عليه الصلاة والسلام- معه وتصحيحه لخطئه.[/size][/font][/b]

[b][font=traditional arabic][size=5]ومما سبق -باختصار- يتضح أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان رفيقاً بأصحابه, واسع الصدر أثناء تصحيح الأخطاء العادية منهم, فهو -عليه الصلاة والسلام- قد أرشدهم إلى الأخطاء وصحّحها لهم, وعلمهم كيفية الفعل الصحيح بدل الخطأ الذي ارتكبوه, وذلك بالرفق واللين في القول والفعل,[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]ولذلك أثَّر عليهم هذا التعامل, بأن بدرت منهم أقوال عبّروا فيها عن تقديرهم للنبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- وحبهم له ورغبتهم في السير على ما وجَّهَهُم له -عليه الصلاة والسلام-[/size][/font][/b]

[b][font=traditional arabic][size=5]فهذا كان نهج النبيّ في التعامل مع المُخالف والصحابيّ, [/size][/font][/b][b][font=traditional arabic][size=5]فتَمَثَّلوا به ياعبادَ الرب العليّ[/size][/font][/b]

[b][font=traditional arabic][size=5]وفقني الله وإياكم إلى أحسن الخُلُق, فإنه لا يهدي لها إلا هو -سبحانه-[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]والحمد لله رب العالمين[/size][/font][/b]

[b][font=traditional arabic][size=5]يُتبع مع المطلب الثاني[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5][color=blue]الرحمة[/color][/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]..[/size][/font][/b]

هجرة إلى الله السلفية 03-04-2009 04:42 AM

ماشاء الله
نفع الله بك
وزادك علما وحرصا

-- متابعةمعك ان شاء الله

أبو مصعب السلفي 03-08-2009 10:20 AM

[quote]
[center][font=traditional arabic][size=5][b]جزاكم الله خيراً[/b][/size][/font][/center]
[/quote]

وجزاكم خيراً مثله

[quote]
[center][font=traditional arabic][size=5][b]ماشاء الله
نفع الله بك
وزادك علما وحرصا

-- متابعةمعك ان شاء الله[/b][/size][/font][/center]
[/quote]

وبكم نفع
جزاكم الله خيراً
..

أبو مصعب السلفي 03-10-2009 01:01 AM

المطلب الثاني:
[color=red]الرحمة[/color]

والرحمة لغة: الرِّقة والمغفرة والتعطّف(1)

زفي مفردات ألفاظ القرآن "والرحمة: رقَّة تقتضي الإحسان إلى المرحموم, وقد تُستعمل تارة في الرقة المجردة, وتارة في الإحسان المجرد عن الرّقة, نحو رحم الله فلاناً"(2)

فالرحمة من أخلاق الإسلام التي أمر الله بها, بل إنه سبحانه اتصف بها "كَتَبَ ربُّكُمْ على نَفْسِهِ الرحمة"
وقال أيضاً "ورحمتي وسعت كل شئ"
فقد وردت الرحمة في القرآن والسنة كثيراً
فمن السنة:
1- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال "من لا يَرحم لا يُرحَم" البخاري.

فالرحمة أمر فطري في البشر; بل في البهائم, وخي من الأخلاق المأمور بها
حتى لقد رحم -عليه الصلاة والسلام- الجمادات, كما ورد عنه رحمته للجذع الذي حنَّ لفراقه -عليه الصلاة والسلام-, حيث لما سمع النبي -عليه الصلاة والسلام- حنين جذع النخلة نزل من على منبره وضمّه إليه وسكَّن من روعه

[color=blue]أما بالنسبة لتصحيح الأخطاء بهذا الخُلُق العظيم منه -عليه الصلاة والسلام- فمن ذلك:[/color]

1- حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال "دخل النبي -عليه الصلاة والسلام- فإذا حبل ممدود بين الساريتين فقال "[color=blue]ما هذا الحبل؟[/color]" قالوا: هذا حبل لزينب, فإذا فترت تعلقت. فقال النبي -عليه الصلاة والسلام- "[color=blue]لا. حُلّوه, لُيصلِّ أحدكم نشاطه, فإذا فتر فليقعد[/color]" البخاري.
ففي هذا الحديث رحمته -عليه الصلاة والسلام- بهذه المرأة وبأمته كذلك, حيث لم يكلفهم ما يجهدهم, ويسقّ عليهم.

2- حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال لي النبي -عليه الصلاة والسلام- "[color=blue]إنك لتصوم الدهو وتقوم الليل[/color].." وفيه "[color=blue]صُم يوماً وأفطر يوماً[/color]" وفيه كذلك "[color=blue]فإنك إن فعلت ذلك هججَمَت عينك[/color](3) [color=blue]ونَفَهَت نفسك[/color](4), [color=blue]وإن لنفسك عليك حقاً[/color]" متفق عليه.
فالنبي -عليه الصلاة والسلام- أشفق على ابن عمرو ورحمه وأرشده إلى الصواب من هذا الفعل,
وفيه تصحيح للخطأ الذي وقع فيه هذا الصحابي الجليل, قال النووي -رحمه الله- "وحاصل الحديث بيان رفق رسول الله -عليه الصلاة والسلام- بأمّته, وشفقته عليهم, وإرشادهم إلى مصالحهم, وحثهم على ما يُطيقون الدوام عليه" شرح مُسلم (3/225)
وقد قال ابن حجر مثل هذا الكلام في الفتح (4/265).

فالداعية المُخلص هو الذي تدفعه الشفقة والرحمة على المدعوين, والخوف عليهم من عاقبة ذلك الخطأ إلى ملاحظتهم وتصحيح أخطائهم,
وهذا ما فعله إمام الدعاة وقدوة المربيين محمد -عليه الصلاة والسلام-... [u]وقد احتل رسول الله -عليه الصلاة والسلام- بهذا الخُلُق -الرحمة- المكانة العظيمة في قلوب أصحابه, حتى فَدَوَهُ بالأموال والآباء والبنين, بل تعدَّى ذلك الفداء بأنفسهم رضوان الله عليهم, وما ذلك إلا لأنه -عليه الصلاة والسلام- كان رحيماً شفيقاً بهم ولم يكن فاحشاً ولا مُفحشاً ولا صخّاباً ولا عنيفاً[/u], قال سبحانه وتعالى عنه {[color=navy]فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [/color]}آل عمران159

3- حديث الرجل الذي أصاب أهله في نهار رمضان وجاء إلى رسول الله -عليه الصلاة والسلام- يستفتيه, وفيه : أنه لم يجد ما يُعتق به ولا يستطيع الصيام, ولا يجد ما يُطعم به, فلما جاء بعض الطعام إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- أمره أن يتصدق به فأخبره النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه لا يجد أفقر من أهل بيته في المدينة, فضحك النبي -عليه الصلاة والسلام-, ورحمه ثم قال له: [color=blue]أطعم أهلك[/color]
[color=black]وهذا في حال من ندم على خطئه واشتدَّ أسفه.[/color]

[align=right]
------
(1)القاموس المُحيط مادة (رحم) صـ 1436
(2)مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني صـ 347
(3)هجمت عينك: غارت وضعفت لكثرة السهر (فتح الباري)(النووي)
(4)نفهت نفسك: كلَّت (الفتح) وقيل ضَعُفَت (النووي)
[/align]

أبو مصعب السلفي 03-14-2009 12:43 AM

[b][font=traditional arabic][size=5]المبحث الثالث:[/size][/font][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic][color=red]الحكمة والموعظة الحسنة[/color][/font][/size][/b]
[font=traditional arabic][/font]
[b][font=traditional arabic][size=5]وفيه تمهيد ومطلبان:[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]المطلب الأول:[color=blue] الحكمة[/color].[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]المطلب الثاني: [color=blue]الموعظة الحسنة[/color].[/size][/font][/b]
[font=traditional arabic][/font]
[b][size=5][font=traditional arabic][color=red]تمهيد[/color][/font][/size][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]والعمدة في موضوع الحكمة والموعظة الحسنة هو قول الباري -عز وجل-[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]" [color=navy]ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [/color]"[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]فالدعوة بالحكمة, والكلام بالموعظة الحسنة مع المُخاطب, والنظر في أحوال الناس لتوصيل الدعوة, وإزاله ما يتعلق بهم من أخطاء وتصحيحها هو المنهج الأمثل, والأسلوب الأحسن لاستجابة ذلك المُخاطب, ولاستمالة قلبه وللتأثير عليه[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]والطريقة التي يخاطبهم بها, والتنوع في هذه الطريقة حسب مقتضايتها, فلا تستبدَّ به الحماسة, والإندفاع والغيرة, فيتجاوز الحكمة في هذا كله[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]فعليك بالموعظة الحسنة التي تدخل إلى القلوب برفق, وتتعمَّق المشاعر بلطف, لا بالزجر في غير موجب!, ولا بفضح الأخطاء التي قد تقع عن جهل, أو حسن نيّة[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]فإن الرفق في الموعظة كثيراً ما يهدي القلوب الشاردة, ويؤلف القلوب النافرة, ويأتي بخير من الزجر والتأنيب والتوبيخ.[/size][/font][/b]

أبو مصعب السلفي 03-14-2009 01:09 AM

[font=traditional arabic][size=5][b]المطلب الأول:[/b][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][color=blue][b]الحكمة[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][b]الحكمة في الاصطلاح... قيل فيها أقوال كثيرة, ورجَّح صاحب كتاب : الحكمة في الدعوة إلى الله أن التعريف الشامل لها هو " [color=royalblue]الإصابة في الأقوال والأفعال, ووضع كل شئ في موضعه [/color]" , والنبي -عليه الصلاة والسلام- كان من أحكم الخلق, يضع الشئ في موضعه, ولذا تآلفت عليه القلوب, وتواطأت الأفئدة على محبته, وتواترت الأقوال مدحه -عليه الصلاة والسلام-[/b][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][b]ومن تتبع سيرة النبي -عليه الصلاة والسلام- وأقواله وأفعاله, وجد أنه كان ملازماً للحكمة في جميع أموره وتصرفاته, كيف لا وقد أُفرغت الحكمة في صدره -عليه الصلاة والسلام- كما ورد في الحديث المتفق عليه من حديث أبي ذر -رضي الله عنه- حيث كان يحدّث أن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قال " [color=blue]فُرج سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل عليه السلام فشق صدري ثم غسله من ماء زمزم, ثم جاء بطست من ذهب ممتلئاً حكمة وإيماناً فأفرغها في صدري [/color]"[/b][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][b]-وللحكمة أركان ثلاثة وهي:[/b][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][b]1-العلم 2-الحلم 3-الأناة[/b][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][b]وكلها قد وردت بها الأحاديث والمواقف منه -عليه الصلاة والسلام-, والتي دلّت على بالغ حكمته, ومن ذلك:[/b][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][b]1- حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: تخلف عنا النبي -عليه الصلاة والسلام- في سفرة سافرناها, فأدركنا وقد أرهقتنا الصلاة ونحن نتوضأ, فجعلنا نمسح على أرجلنا, فنادى بأعلى صوته -عليه الصلاة والسلام- "[color=blue]ويل للأعقاب من النار[/color]" ثلاثاً[/b][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][b]ولعل الحكمة في هذا الحديث هي عدم تسميته المُخطئ بعينه, إذ ليس الجميع كلهم قد نسوا مسح أعقابهم -بالتأكيد-,[/b][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][b]فرسول الله -عليه الصلاة والسلام- في هذا الحديث كان يرى الذين أخطأوا في وضوئهم وقصَّروا, وعند انكاره عليهم لم يقل لهم يا فلان ويا فلان, بل قال -عليه الصلاة والسلام- "[color=blue]ويل للأعقاب من النار[/color]", وستر على المُخطئ منهم, فدلّ ذلك على حكمته -عليه الصلاة والسلام-.[/b][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][b]2-كذلك حكمته -عليه الصلاة والسلام- مع معاوية بن الحكم السُلمي الذي شمّت العاطس وهو في الصلاة[/b][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][b]فهذا الموقف من أعظم الحكم البارزة السامية التي أوتيها النبي -عليه الصلاة والسلام-, وقد ظهر ذلك في نفس ومشاعر معاوية -رضي الله عنه-, لأن النفس مجبولة على حب من أحسن إليها, ولهذا قال -رضي الله عنه- " [color=royalblue]ما رأيتُ معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه [/color]"[/b][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][b]وصدق القائل:[/b][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][b]أحْسِن إلى الناسِ تَسْتَعْبِدْ قلوبهم * فطالما استعبدَ الإحسانُ إنسانا[/b][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][b]3- حكمته -عليه الصلاة والسلام- مع الأعرابي الذي بال في المسجد حيث تعامل معه النبي -عليه الصلاة والسلام- بكل حكمة وحلم ورفق, مع أنه أتى بأمر عظيم -وهو البول في المسجد- استحق عليه الهمّ بالضرب والأذى من الصحابة الكرام, [/b][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][b]ومع ذلك تؤثِّر فيه هذه الحكمة النبوية, فيرفع عقيرته بقوله " [color=royalblue]اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً [/color]" إنها أعظم حكمة تصدر من أعظم الخلق -عليه الصلاة والسلام-.[/b][/size][/font]

أبو مصعب السلفي 03-14-2009 02:17 AM

من أروع مطالب الكتاب

المطلب الثاني:
[color=blue]الموعظة الحسنة[/color]

الموعظة في اللغة: كما جاء في القاموس المُحيط: وعظه, يعظه, وعظاً, وعظةً وموعظةً: ذكّره ما يليّن قلبه من الثواب والعقاب فاتّعظ. (القاموس مادة "وعَظَه صـ 903)

والموعظة في الاصطلاح هي: التذكير بالخير والحق على الوجه الذي يرق له القلب, ويبعث على العمل.

وقيل: هي الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب. (فتح القدير 3/230)
وأسلوب الوعظ هو من أنفع الأساليب التي يستخدمها المرء في التأثير على الغير.

ولأسلوب الوعظ أو الموعظة الحسنة صفات منها:

-النصح ومنه قوله سبحانه على لسان نوح " [color=navy]ولا ينفَعُكُم نُصْحِي إن أردْتُ أن أنصَحَ لكم إن كانَ الله يُريدُ أن يُغْوِيَكُم [/color]"

-ومنها التذكير, وأعظمه التذكير بيوم الحساب كما قال سبحانه وتعالى " [color=navy]ذلك يوعَظُ به من كانَ مِنكم يؤمِنُ بالله واليومِ الآخِر [/color]"

وقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يعظ أصحابه بالمواعظ الحسان, ويتخولهم بالموعظة, ويشدُّ أفئدتهم للانتباه له, وذلك امتثالاً لتوجيه الله له بذلك, حيث قال سبحانه " [color=navy]وعِظْهُم وَقُل لَّهُم في أنفُسِهِم قولاً بليغاً [/color]", وقال الله سبحانه وتعالى " [b][size=5][font=comic sans ms][color=navy]ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ [/color][/font][/size][/b]"
فكان النبي -عليه الصلاة والسلام- بعد هذا التوجيه يعظ أصحابه ومن ذلك:

-حديث العرباض بن سارية -رضي الله عنه- قال: [color=royalblue]صلى بنا رسول الله -عليه الصلاة والسلام- ذات يومٍ ثم أقبل علينا بوجهه, فوعظنا موعظة بليغة, ذرفت منها العيون, ووجلت منها القلوب[/color]..."
فانظر كيف فعلت موعظة النبي -عليه الصلاة والسلام- في قلوب سامعيه, حيث وجلت من موعظته قلوبهم, ودمعت لها أعينهم, وذلك لأنه وعظهم موعظة بليغة جعلت قلوبهم تتأثر ذلك التأثر...

-وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- يتخوّل أصحابه بالموعظة كراهة السآمة, فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: [color=royalblue]كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يتخوّلنا بالموعظة في الأيام كراهية السآمة علينا[/color]..
قال ابن حجر تعليقاً على الحديث: [color=darkred]وفيه رفق النبي -عليه الصلاة والسلام- بأصحابه(1), وحُسن التوصل إلى تعليمهم وتفهيمهم; ليأخذوا عن نشاط لا عن ضجر ولا ملل, ويُقتدى به في ذلك, فإن التعليم بالتدريج أخفُّ مؤنة, وأدعى إلى الثبات من أخذه بالكدِّ والمغالبة[/color]. (الفتح 11/232)

وقال العلامة الطيبي:[color=darkred] المعنى أنه كان يتفقدنا بالموعظة في مظان القبول[/color](2),[color=darkred] ولا يُكثر علينا لئلا نسأم[/color].

وهكذا كان رسول الله -عليه الصلاة والسلام- يعظ أصحابه, ويوجز في الموعظة ويتخولهم بها,
ومن تلك المواعظ ما استخدمه -عليه الصلاة والسلام- في تصحيح الأخطاء,
وقد كان هذا المنهج -منهج تصحيح الخطأ بالموعظة- من المناهج التي أثَّرت في الصحابة -رضوان الله عليهم- ووقرت في نفوسهم, وبالتالي انقادوا لها
ومن هذه المواقف ما يلي:

1- قصة أسامة بن زيد -رضي الله عنه- حين قتل الرجل الذي قال: لا إله إلا الله, فلما قدموا وبلغ النبي -عليه الصلاة والسلام- ما فعل أسامة
قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام- "[color=blue]أقتلته؟[/color]" قال نعم
قال "[color=blue]فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذ جاءت يوم القيامة؟[/color]"
قال: يارسول الله استغفر لي
قال "[color=blue]وكيف تصنع بلا إله إلا الله إذ جاءت يوم القيامة؟[/color]" ثلاثاً
علّق ابن حجر -رحمه الله- على هذا الحديث بقوله: [color=darkred]قال ابن التِّين: وفي هذا اللوم تعليم وإبلاغ في الموعظة, حتى لا يقوم أحد على قتل من تلفظ بالتوحيد[/color]. (الفتح 12/203)

والنبي -عليه الصلاة والسلام- زجر أسامةوكرر عليه الإنكار لفداحة ما صنع, بل وزاده -عليه الصلاة والسلام- موعظة بليغة, حيث وعظه وذكّره باليوم الآخر, وأن ذلك اليوم تبلى فيه السرائر, ولا يخفى على الله فيه خافية!, فوعى أسامة هذ الدرس الكبير(3) حتّى تمنى أنه لم يُسلم إلا ذلك اليوم مخافة وقوعه في العذاب الشديد يوم القيامة.

قال ابن بطّال: [color=darkred]كانت هذه القصة سبب حَلِفِ أسامة أن لا يقاتل مسلماً بعد ذلك, ومن ثم تخلف عن عليٍّ في الجمل وصِفِّين[/color]. (الفتح 12/204)

2- قصة أبي مسعود البدري -رضي الله عنه- حينما ضرب غلامه, واشتدَّ عليه في الضرب حتى أنه لم يسمع نداء النبي -عليه الصلاة والسلام- له من أول وهلة, ثم سمعه يقول له "[color=blue] اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام [/color]" فقال أبو مسعود: يارسول الله هو حُرٌ لوجه الله, فقال -عليه الصلاة والسلام- " [color=blue]أما لو لم تفعل للفحتك النار, أو لمستك النار [/color]"

ففي هذا الحديث وعظُ النبي -عليه الصلاة والسلام- لأبي مسعود وتضكيره بالله تبارك وتعالى,
قال النووي -رحمه الله-: فيه الحثُّ على الرِّفق بالمملوك, والوعظ, والتنبيه على استعمال العفو, وكظم الغيظ, والحكم كما يحكم الله على عباده. (شرح مسلم 4/290)
فالنبي -عليه الصلاة والسلام- وعظه, وأبلغ في الموعظة بالتذكير بالله سبحانه وبقدرته على العبد.

[align=right]
-----
(1) ونحن لنا في رسولنا إسوة حسنة -عليه الصلاة والسلام-, فعلينا بالرفق مع مَن حولنا, والحرص على هدايتهم لا مُجرد تلقينهم الحجة فقط ولو كانت بغلظة!.
(2) وما أحلى هذا التأسي بالنبي في هذا الموطن, فبه تكون الفتوحات لفتح القلوب لرب البريات.
(3) وياليت شعري ليتنا نتعلمه نحن أيضاً ونتقي الله في أنفسنا وفي الخوض في المسلمين والعلماء بالسوء, فقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام- "[color=blue]المُسلم من سلم المُسلمون من لسانه[/color]" والله المستعان.
[/align]

أبومالك 03-14-2009 06:42 PM

جزاك الله خيراً أبا مصعب ونفع بك
واصل وصلك الله .

أبو مصعب السلفي 03-15-2009 01:16 AM

[b][font=traditional arabic][size=5]المبحث الرابع[/size][/font][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic][color=red]الحوار والإقناع [/color][color=black]-مبحث متميز-[/color][/font][/size][/b]
[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]
[b][font=traditional arabic][size=5]والحوار والإقناع من أساليب ووسائل تصحيح الأخطاء, وهما دآلّان على الاتصاف بالخُلُق الحسن لأنهما لا يصدران إلا من إنسان قد اتّصف بهذه الأخلاق الفاضلة; لأن الناس تختلف عقولهم, ومداركهم من حيث الفهم وسرعة الإستجابة,[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]ويختلف الناس أيضاً من حيث الانقياد والتسليم لشرع الله; أمره ونهيه.[/size][/font][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic][u]لذا كان لزاماً على المُصحح للأخطاء اتخاذ أسلوب الحوار والإقتاع ليتمكن من عقول المدعوين لإفهامهم بما يجب أن ينقادوا له من شرع الله وحكمه[/u].[/font][/size][/b]
[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]
[b][font=traditional arabic][size=5]والإقناع هو الإرضاء للشخص عن طريق الحوار والنقاش. و "أقنعه:أرضاه, وقنّعه تقنيعاً: رضّاه"(1)[/size][/font][/b]
[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]
[b][font=traditional arabic][size=5]والإقناع الفكري من أول الطرائق التي سلكها القرآن, وسلكها الرسول -صلى الله عليه وسلم-[/size][/font][/b]
[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]
[b][font=traditional arabic][size=5]ومن الأمثلة التي سلكها القرآن في هذا الأمر -الإقناع- قول الله تبارك وتعالى[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]"[color=navy] قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ [/color]"(2)[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]ففي هذه الآيات يُبيِّن سبحانه وتعالى ماكان عليه المُشركون, ثم " يأخذهم بمسلمَّاتهم التي يُقِرُّون بها, ليُصحِّح ذلك الاضطراب في العقيدة, ويردّهم إلى التوحيد الخالص الذي تقود إليه مسلَّماتهم لو كانوا يستقيمون على الفطرة, ولا ينحرفون" وهذا نوع من طرق الإقناع, ويُسمى كذلك بتقرير المُخاطب بأصول وقواعد, ثم البناء عليها بعد إقرار المُخاطب بها(3)[/size][/font][/b]
[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]
[b][font=traditional arabic][size=5]ومن الأمثلة التي في هذا الباب عن النبي -عليه الصلاة والسلام- في تصحيحه للأخطاء, والتي كانت من أبلغ الطُرُق التي أثَّرت في الصحابة, فصححوا أخطاءهم, وانقادوا لأمر الله وأمر رسوله -عليه الصلاة والسلام-[/size][/font][/b]
[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]
[b][font=traditional arabic][size=5]1-حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- في قصة الأنصار الذين قالوا يوم حنين, حين أفاء الله على رسوله من أموال هوازن ما أفاء, فطفق رسول الله -عليه الصلاة والسلام- يُعطي رجالاً من قريش المائة من الإبل, فقالوا: [color=royalblue]يغفر الله لرسول الله, يُعطي قريشاً ويتركنا, وسيوفنا تقطر من دمائهم[/color]..., فَحُدِّث رسول الله -عليه الصلاة والسلام- بذلك فجمعهم في قبّة من أَدَم, وفيه: فقال -عليه الصلاة والسلام- "[color=blue]ما حديث بلغني عنكم؟[/color].. [color=blue]أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعون برسول الله؟ فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به[/color].."[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]وفي رواية البخاري " [color=blue]ألم أجدكم ضلالاً فهداكم الله بي, وكنتم متفرقون فألّفكم الله بي, وعالة فأغناكم الله بي؟[/color] كلما قال شيئاً قالوا: [color=royalblue]الله ورسوله أمنّ[/color].[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]قال: [color=blue]لو شئتم قلتم جئتنا كذا وكذا. ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير, وتذهبون بالنبي[/color] -عليه الصلاة والسلام- [color=blue]إلى رحالكم؟ لولا الهجرة لكنتُ امرءاً من الأنصار, ولو سلك الناس وادياً وشِعْباً لسلكتُ وادي الأنصار وشِعبها, الأنصار شعار والناس دثار[/color].." وفي رواية "[color=royalblue]فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم[/color].." متفق عليه.[/size][/font][/b]
[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]
[b][font=traditional arabic][size=5]وفي هذا الحديث يتبين بجلاء أهمية الحوار والإقناع في تغيير سلوك الآخرين إلى الصواب, حيث أن النبي -عليه الصلاة والسلام- تعامل مع هذه الفئة المؤمنة -التي قالت ما قالت- بكل هدوء حتى أقنعهم, فأثَّر هذا الإسلوب فيهم حتى أنهم بكوا من تأثّرهم, وأعلنوها بقولهم "[color=royalblue]رضينا برسول الله -عليه الصلاة والسلام- قِسماً وحظّاً[/color]"[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]وفي هذا الإسلوب تبرز قوة النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحوار, وإثارة العواطف, والتّأنيب والاسترضاء.[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]وهذا الكلام من النبي -عليه الصلاة والسلام- للأنصار رضي الله عنهم فيه من اللين والِّرفق بهم والخلق العظيم ما فيه, ولذا رضّاهم, وأقتعهم حتى اقتنعوا ورضوا.[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]قال الإمام الكرماني -رحمه الله- "إنما أراد به -عليه الصلاة والسلام- تألّف الأنصار, واستطابة نفوسهم, والثناء عليهم في دينهم ومذهبهم, حتى رضي أن يكون واحداً منهم, لولا مايمنعه من الهجرة التي لا يجوز تبديلها"(4)[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]وهذا الأمر يؤكِّد للدعاة أن يتحلوا بهذه الصفة العظيمة, وأهمية ذلك في حياة الداعية.[/size][/font][/b]
[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]
[b][font=traditional arabic][size=5]2-حديث ابن عباس -رضي الله عنه- قال: جاءت امرأة إلى رسول الله -عليه الصلاة والسلام- فقالت: يارسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم نذر. أفأصوم عنها؟[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]قال " [color=blue]أرأيت لو كان على أمِّك دين فقضيته, أكان يؤدى ذلك عنها؟ [/color]" قالت: نعم, فقال "[color=blue]فصومي عن أمّك[/color]" مسلم.[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]ففي هذا الحديث صَحَّحَ النبي -عليه الصلاة والسلام- ما قد يقع فيه الإنسان ويُخطئ فيه, وهو عدم القضاء عن نذر الميت... فالتصحيح جاء بالحوار والإقناع, حيث استخدم النبي -عليه الصلاة والسلام- أسلوب المحاورة مع هذه المرأة ليضمن وصول المعلومة إلى ذهنها, وكان بإمكان الرسول -عليه الصلاة والسلام- أن يجيب بكلمة نعم وينتهي الأمر![/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]ولكنه أراد -عليه الصلاة والسلام- من هذه السائلة الاستجابة المبنية على الفهم والإقناع التام.[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]وبهذا يُعلم أن هذا الإسلوب من أنفع الأساليب للتصحيح, حيث يتضمّن الخُلُق العظيم الذي استخدمه -عليه الصلاة والسلام- في تصحيحه للأخطاء.[/size][/font][/b]
[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]
[b][font=traditional arabic][size=5]و"بهذا المنهج استطاع النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يربِّي جيلاً صالحاً, مترجماً لإيمانه عاملاً بعلمه", فبلغ هذا الجيل مابلغ في الإيمان, والعمل الصالح بتوفيق الله ثم بأسلوب النبي معهم -عليه الصلاة والسلام- وطرق تصحيحه لأخطائهم.(5)[/size][/font][/b]
[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][align=right][/size][/font]
[b][b][font=traditional arabic][size=5]----[/size][/font][/b][/b]
[b][b][font=traditional arabic][size=5](1) القاموس المحيط مادة (قَنَع) صـ 978[/size][/font][/b][/b]
[b][b][font=traditional arabic][size=5](2) المؤمنون (89:84)[/size][/font][/b][/b]
[b][b][font=traditional arabic][size=5](3) بتصرف من: فقه الأخلاق والمعاملات: مصطفى العدوي 2/33[/size][/font][/b][/b]
[b][b][font=traditional arabic][size=5](4) شرح الكرماني للبخاري[/size][/font][/b][/b]
[b][b][font=traditional arabic][size=5](5) راجع كتاب: الرسول يسأل والصحابي يُجيب: سلمان الدحدوح صـ 36, وكتاب الجوانب الإعلامية في خطب الرسول -عليه الصلاة والسلام- للدكتور: سعيد بن علي ثابت -الفصل الثالث: أصول الإقناع في خطب الرسول -عليه الصلاة والسلام- صـ 126.[/size][/font][/b][/b]
[font=traditional arabic][size=5][/align][/size][/font]

أبو مصعب السلفي 03-18-2009 09:28 AM

[b][font=traditional arabic][size=5]المبحث الخامس:[/size][/font][/b]
[b][color=red][font=traditional arabic][size=5]التعريض والإكتفاء بالبيان العام [color=black]-هام جداً-[/color][/size][/font][/color][/b]
[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]
[b][font=traditional arabic][size=5]وكذلك يُسمى بالتلميح. والتعريض في اللغة: خلاف التَّصريح... ومنع المعاريض في الكلام; وهي التورية بالشئ عن الشئ(1)[/size][/font][/b]
[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]
[b][font=traditional arabic][size=5]... وقد ورد التَّعريض في كثير من آيات القرآن ومن ذلك ما ورد في سورة التوبة حيث قال الله تعالى "[color=navy]وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [/color]"[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]وقال سبحانه كذلك "[color=navy]وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ[/color]"[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]وقال سبحانه "[color=navy]وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي[/color]"[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]إلى غير ذلك من الآيات التي عرَّض فيها بالمنافقين, واكتفى بالبيان العام لأخطاء أولئك القوم, وترك ذكر أسمائهم[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]قال السعدي -رحمه الله-:[color=darkred] كانت هذه السورة الكريمة تُسمى (الفاضلحة) لأنها بيّنت أسرار المنافقين, وهتكت أسنارهم, فما زال الله يقول: ومنهم ومنهم, ويذكر أوصافهم, إلا أنه لم يعيّن أشخاصهم لفائدتين:[/color][/size][/font][/b]
[b][color=darkred][font=traditional arabic][size=5][u]إحداهما[/u]: أنّ الله ستير يُحب الستر على عباده.[/size][/font][/color][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5][color=darkred][u]والثانية[/u]: أن الذمَّ على ما اتصف بذلك الوصف من المنافقين الذين توجّه إليهم الخطاب, وغيرهم إلى يوم القيامة, فكان ذكر الوصف أعمّ وأنسب حتى خافوا غاية الخوف.[/color] اهـ رحمه الله(2)[/size][/font][/b]
[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]
[b][font=traditional arabic][size=5][u]وقال العلامة محمد المناوي -رحمه الله- [/u]عن عدم ذكر رسول الله -عليه الصلاة والسلام- لأسماء المنافقين مع معرفته لهم:[color=darkred] [u]لأن عدم التعيين أوقع في النصحية, وأجلب للدعوة إلى الإيمان, وأبعد عن النّفور والمُخاصمة,[/u] ويحتمل كونه عاماً لينزجر الكل عن هذه الخصال على آكد وجه.[/color] اهـ(3)[/size][/font][/b]
[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]
[b][font=traditional arabic][size=5]أما ما ورد في السنّة من التّعريض والإكتفاء بالبيان العام فكثير, وخصوصاً ما كان في بيان تصحيح الأخطاء; إذ أنه -أي التعريض والبيان العام- ماهو إلا نتيجة الخثلُق العظيم الذي اتّصف به رسول الله -عليه الصلاة والسلام-, وكذلك استفادته من منهج القرآن -كما مرّ آنفا-,[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]وقد استخدم النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا الإسلوب لتوجيه الصحابة, والأمة من بعدهم إلى تجنب بعض الأعمال المكروهة التي تؤدي إلى إيذاء المُجتمع, أو إلى فساد العبادة, أو إلى غيرها من الآداب التي ينبغي التحلي بها,[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]ومن ذلك ما يلي:[/size][/font][/b]
[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]
[b][font=traditional arabic][size=5][color=red]يُتبع إن شاء الله[/color][/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]..[/size][/font][/b]
[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]
[b][font=traditional arabic][size=5]-----[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5](1) الصِّحاح للجوهري (3/1087)[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5](2) تيسير الرحمن صـ 342[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5](3) فيض القدير للمناوي (1/464)[/size][/font][/b]

عبدالمنعم الامير 03-26-2009 12:53 PM

جزاك الله كل خير

أبو مصعب السلفي 04-09-2009 03:42 AM

[font=traditional arabic][size=5][b]الحمد لله وبعد,[/b][/size][/font]
[font=traditional arabic][/font]
[b][font=traditional arabic][size=5]أعتذر عن الإنقطاع هذه المدة,[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]إذ وأنِّي أُلَخِّص الأدلة على هذا الباب بعد فجر اليوم الذي سطرتُ فيه آخر مشاركة وجدتُ أبي مَرِضَ مرضه الذي توفي فيه -عليه رحمة الله-, ولم يتسنى لي الجلوس للإكمال إلا الأن[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]فالله أسأل أن يرحم أبي وموتى المسلمين, وأن يعاملنا وإياهم بإحسانه ولطفه ومنّه وكرمه, فهو سبحانه بعباده رؤوف رحيم[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]وبعد,[/size][/font][/b]
[font=traditional arabic][/font]
[b][font=traditional arabic][size=5]وقد استخدم النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا الإسلوب -[u]التعريض والاكتفاء بالبيان العام[/u]- لتوجيه الصحابة, والأمة من بعدهم إلى تجنب بعض الأعمال المكروهة التي تؤدي إلى إيذاء المُجتمع, أو إلى فساد العبادة, أو إلى غيرها من الآداب التي ينبغي التحلي بها,[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]ومن ذلك ما يلي:[/size][/font][/b]
[font=traditional arabic][/font]
[b][font=traditional arabic][size=5]1- التحذير من الأذى وخصوصاً في بيوت الله, فعن ابن عمر -رضي الله عنهما-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى بصاقاً في جدار القبلة, فحكّه ثم أقبل على الناس فقال " [color=blue]إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قِبَل وجهه, فإن الله قِبَل وجهه إذا صلى [/color]" متفق عليه.[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]وورد كذلك عن أبي هريرة وأبي سعيد -رضي الله عنهما- " [color=blue]ما بال أحدكم يقوم[/color]..."[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]ففي هذا الحديث لم يسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عمن فعل هذا, ولم يذكره بالاسم, بل ورّى وعرّض بلفظ " [color=blue]ما بال أحدكم [/color]... " فأنكر هذا الفعل القبيح دون أن يسأل عن فاعله. ومن هذا الخُلُق العظيم منه -صلى الله عليه وسلم- في معاملة صاحب الخطأ وعدم ذكر اسمه, وليتنبّه غيره إذا فعل مثل فعله.[/size][/font][/b]
[font=traditional arabic][/font]
[b][font=traditional arabic][size=5]2- التحذير من مخالفة هديه وسنته -صلى الله عليه وسلم- فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت:[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]صنع النبي -صلى الله عليه وسلم- شيئاً فرخّص فيه, فتنزَّه عنه قوم, فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-, فخطب فحمد الله ثم قال " [color=blue]ما بال أقوام يتنزَّهون عن شئ أصنعه, فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية[/color] " متفق عليه.[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]قال ابن حجر -رحمه الله- : [color=sienna]أما المعاتبة فقد حصلت منه لهم بلا ريب, [u]وإنما لم يُميز الذي صدر منه ذلك ستراً عليه[/u], فحصل منه الرِّفق من هذه الحيثية [u]لا بترك العتاب أصلاً[/u][/color]. اهـ "الفتح 10/530"[/size][/font][/b]
[font=traditional arabic][/font]
[b][font=traditional arabic][size=5]3- التحذير من مخالفة أمره ونهيه ومن ذلك:[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]حديث أنس -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- " [color=blue]ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم![/color] " فاشتدَّ قوله في ذلك حتى قال " [color=blue]ليُنتَهُنَّ عن ذلك أو لتخطفنَّ أبصارهم [/color]" البخاري.[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]ففي هذا استعمل الرسول -صلى الله عليه وسلم- التعريض, ولم يصرح باسم المُخطئ ولكنه اكتفى بالبيان العام للنهي عن ذلك, وهذا من كمال خُلُقه -صلى الله عليه وسلم- ومن أساليبه في الدعوة وتصحيح الخطأ.[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]قال الكرماني -رحمه الله-: [color=sienna]وكانت هذه عادته حيث ماكان يُخَصِّصُ العتاب والتّأنبيب لمن يستحقه, حتى لا يحصل له الخجل ونحوه على رؤوس الأشهاد[/color]. اهـ[/size][/font][/b]
[font=traditional arabic][/font]
[b][font=traditional arabic][size=5]4- تحذير العمّال والولاة من الوقوع في الخطأ مثل الرشوة وأخذ الهدية, وذلك من حديث أبي حميد الساعدي في قصة ( ابن اللّتبية ) لما بعثه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليأتي بصدقات بعض القوم فجاءه وقال: [color=royalblue]هذا لكم, وهذا أُهدي لي[/color], فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- فصعد المنبر فحمد الله وأثني عليه ثم قال " [color=blue]ما بال العامل نبعثه فيأتي فيقول: هذا لك وهذا لي, فهلا جلس في بين أبيه وأمه فينظر أيُهدى له أم لا؟[/color] " متفق عليه.[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]ففي هذا الحديث "أراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يُعنِّف ويُوبِّخ كل من سولت له نفسه أن يُقبل على مثل هذا العمل المُحرّم, هكذا بدون أن يتعرض لشخص ابن اللّتبية, فلم يسمه باسمه, ولم يُشَهِّر به, محافظة على إحساسه ومراعاة لشعوره, مما يؤذيه نفسياً أو يحطَّ من قدره, أو تلحق به إهانة قد لا تُمحى, وهذا كلّه من جمّ أدبه -صلى الله عليه وسلم- وحُسن معاملته لأصحابه". "تربية النبي لأصحابه صـ 514"[/size][/font][/b]
[font=traditional arabic][/font]
[b][font=traditional arabic][size=5]فهذا خُلُق نبينا -صلى الله عليه وسلم- الذي تعبّدنا الله -سبحانه- باتباعه[/size][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][size=5]فاتّبعوا وامتثلوا فقد كُفِينا![/size][/font][/b]

حسن درويش 04-13-2009 10:15 AM

اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه

حسن درويش 04-13-2009 10:21 AM

[color=#0000ff]اللهم أوسع عليّ في رزقي وامدد لي في عمري واغفر لي ذنبي ، واجعلني ممن تنتصر به لدينك ولا تستبدل بي غيري[/color]

حسن درويش 04-13-2009 10:23 AM

[color=#0000ff]اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله ، وإن كان في الأرض فأخرجه ، وإن كان بعيداً فقربه ، وإن كان قريباً فيسره ، وبارك لي فيه يا عالماً بالغيب [/color]

.:المؤمن الصادق:. 04-13-2009 10:30 AM

[font=verdana][color=darkgreen][b][size=6]اللهم إرحم جميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية و ماتوا على ذلك
اللهم نقهم من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم إجعل قبورهم رياضا من رياض الجنة


يـــــــــــــــــــــــــا أرحــــــــــــــــــــــم الراحــــــــــــــــــــــــــــمين
[/size][/b][/color][/font]

هجرة إلى الله السلفية 04-15-2009 09:03 PM

[quote=أبو مصعب السلفي;190063][font=comic sans ms][size=4][b]الحمد لله وبعد,[/b][/size][/font]

[b][font=comic sans ms][size=4]أعتذر عن الإنقطاع هذه المدة,[/size][/font][/b]
[b][font=comic sans ms][size=4]وجدتُ أبي مَرِضَ مرضه الذي توفي فيه -عليه رحمة الله-, ولم يتسنى لي الجلوس للإكمال إلا الأن[/size][/font][/b]
[b][font=comic sans ms][size=4]فالله أسأل أن يرحم أبي وموتى المسلمين, وأن يعاملنا وإياهم بإحسانه ولطفه ومنّه وكرمه, فهو سبحانه بعباده رؤوف رحيم[/size][/font][/b]

[/quote]

[size=6]امين ...امين....امين[/size]
[size=6][/size]
[size=6]رحمه الله رحمة واسعة[/size]
[size=6]وادخله فسيح جناته[/size]

الحياة أمل 04-17-2009 12:09 PM

جزاكم الله خيراعلى ما تقدمون
متابعون معكم باذن المولى

أبو سيف 04-20-2009 03:46 PM

جزاك الله خيراً

أبو مصعب السلفي 04-20-2009 11:20 PM

[quote][b][font=traditional arabic][size=6]رحمه الله رحمة واسعة
وادخله فسيح جناته[/size][size=5] [/size][/font][/b][/quote]

اللهم آمين.. اللهم آمين

جزاكم الله خيراً
..

محبة العزيز الحكيم 01-13-2010 06:30 PM

السلام عليكم-بارك الله فيك وجعل الله الكريم مثواك الجنة نفع الله بك وزادك من علمه ورفقه ورحمته وجعلك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى جنات المأوى وثقل الله العظيم ميزان حسناتك بهذا الجهد العظيم المتواصل--جزاكم الله خيرا===اختك فى الله محبة العزيز الحكيم

أبو مصعب السلفي 05-28-2010 01:37 AM

اللهم آمين.. جزاكم الله خيرًا.

أبو مصعب السلفي 11-14-2010 12:30 AM

للرفع .


الساعة الآن 06:51 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.