منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   واحة أصحاب المواهب الأدبية (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=73)
-   -   يوميات العبّادي ! (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=121671)

العبّادي 09-09-2013 12:56 PM

يوميات العبّادي !
 
يا أيها الظالمُ ..
إنَّ ضعفَ الشّعوبِ خدّاعٌٌ لأنهم قِوىً متفرِّقة في نفوسٍ مُتفرّقة ..
ومتى تَجَمَّعَتْ هذه القوى حولَ هدفٍ واحدٍ ..
كانت هي الرّجفةُُ التي تهزُّ الأرضَ وتنقلُ التاريخَ !
لكن ابنَ آدمَ سَهْوانٌ يُذهله لَجبُ السلطان عن صوتِ العبرة ..
كما يُذهِله غرورُ الحياةِ عن يقينِ الموتِ ..
فلايفيقُ من سَكرةِ الدنيا إلا بوكزةِ الدّاء ..
ولايفيقُ من سَورةِ الحُكمِ إلا بقرقعةِ المِقصَلة !
العبّادي

العبّادي 09-09-2013 09:00 PM

[b][font=arial][color=indigo][size=5]لا لله ولا للوطن كانت هذه المحنة ..
إنما كانت نزوةٌ رعناء من بغي الانسان على الانسان ..
والناسُ لايزالون كما كانوا في الدهر الأول :
يسرقون ليأكلوا ..
ويقتلون ليعيشوا ..
ويستعبدون ليسودوا ..
ويستبدون ليحكموا ..
لايحمي الفردَ من الفردِ قانونُ
ولايعصمُ المرءَ من رصاص العسكر عهدٌ ولادين ..
أما الكلام المعسول بالغد المأمول فغطاء ذهبي على الناب .. وطلاءُ ورديٌ على المِخلب !
ياقوم ِ ..
من كان يُحبُّ مصرَ فليبكِ عليها ..
العبّادي[/size][/color][/font][/b]

العبّادي 09-11-2013 02:18 PM

سيتحرّجُُ التاريخُ من تسجيل هذه الأيام السود التي تمر بمصرَ العربيةِ - أو ( مصرائيل ) كما يريدون لها
لأنّ الظنَّ أنَّ العالمَ يتقدّمُ ولا يتأخر ..
ويترقى ولا ينحط ..
فكيفَ يجدُ التاريخُ المعاذيرَ لوطن عزله سارقوه عن الوجود الحاضر
ثم يحاولون أنْ يضربوا الأسوارَ بينه وبين الحرية والديموقراطية ..
فلايرى سيادة الديقراطية ولايسمع أناشيد الحرية !
ولكن التاريخَ لاينسى - وإنْ نسيَ الناس - أنّ للحضارة جاذبية تجذب المتخلف ..
وأنّ للعدل الالهي صيحة تسمع الأصم ..
وأنّ للشعبِ المصريّ حيوية يَقظى تعودُ بالمُبطل صاغرا إلى الحق .. وتفيءُ بالحقّ السّليبِِ موفورا إلى أهله !
العبّادي

نصرة مسلمة 09-12-2013 12:31 AM

[center][font=traditional arabic][size=5]متابعة لليوميات و سعيدة بعودتكم ووفائكم للمنتدى [/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5]بارك الله فيكم [/size][/font][/center]


[center][font=traditional arabic][size=5]فكيفَ يجدُ التاريخُ [color=red]المعازيرَ[/color] لوطن[/size][/font][/center]

[center][font=traditional arabic][size=5]هل هو خطأ مطبعي أم للكلمة معنى أجهله [/size][/font][/center]

العبّادي 09-12-2013 10:31 AM

[quote=نصرة مسلمة;518897][center][font=traditional arabic][size=5]متابعة لليوميات و سعيدة بعودتكم ووفائكم للمنتدى [/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5]بارك الله فيكم [/size][/font][/center]


[center][font=traditional arabic][size=5]فكيفَ يجدُ التاريخُ [color=red]المعازيرَ[/color] لوطن[/size][/font][/center]

[center][font=traditional arabic][size=5]هل هو خطأ مطبعي أم للكلمة معنى أجهله [/size][/font][/center]
[/quote]

شكرا لكِ .. وجزاكِ اللهُ خيرا كثيرا
وأسعدكِ في الدّارين

نعم هذا خطأ إذ المقصود هو ( ذ ) والكلمة ( معاذير )
ربما اختلط عليّ الأمر مع أنه حرف متميز في لوحة المفاتيح وكأنه اختار هذا الركن البعيد عن بقية الحروف
يقولُ ربنُّا سبحانه : {[color=darkgreen]وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ [/color]}القيامة15
والمعاذيرُ جمعُ مَعْذِرة على غير قياس .. أي لو جاء بكلِّ حُجّة ما قُبِلَت منه
فالمعاذيرُ يَشُوبُها الكذبُ
تقول العربُ :المَعاذِرُ مكاذِبُ
ويقول سبحانه :
{[color=darkgreen]وَجَاء الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [/color]}التوبة90
الْمُعَذِّرُونَ :بتشديدِ الذالِ المكسُورَةِ أي: المُعْتَذِرونَ الذين لاعُذْرَ لهم ..
وكان ابنُ عبّاس رضي الله عنهما يقولُ: لَعَن اللّهُ المُعَذِّرِينَ.
كأَنَّ المُعَذِّرَ بالتشديد هو غيرُ المُحِقِّ.. وبالتخفيف: من له عُذْرٌ.

**

[b][font=arial][size=5]هذه هي مصرُ في جوف الحوت ..[/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial]وها أنتم أولاء تسمعون حشرجتها الأليمة في حلقه ..[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]ومصرُ لن تستسلم بل ستجيشُ بين معدتِه وأضراسه جَيَشان السُّم الزعاف حتى يلفظها حيةً .. حُرّةً .. سليمة كنبيِّ اللهِ يونس عايه السلام ..[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]هنالك يكونُ مجد مصر كما كان بالأمس البعيد ..[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]يا قوم ِ ..[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]إن المآذنَ التي يُذكرُ عليها اسمُ الله لاتزال هي المكان الذي سيرتفعُ فيه صوتُ الحرّية ..[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]وإنّ المحرابَ الذي يقومُ فيه الدين لايزال هو الركن الذي يأوي إليه الحق ..[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]وإنّ الاسلامَ الذي ألّفََ شتيتَ البدو في الأولين [/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]هو النظامُ الذي سيجمعُ شملَ المسلمين في الآخرين ![/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]العبّادي[/font][/size][/b]

العبّادي 09-12-2013 05:59 PM

تناصرت أبالسةُ الظلامِ على مصرَ فجعلوها في مثل الدّجى الحالكِ ..
تضطربُ في شقائها اضطراب الذّبيح ويوهمون أنها تحيا ..
ويقتلون النفوس ويقولون تطهير ..
ويقطعون الرؤوس ويعدمون التبرير ..
ثم يرصدون خزانَة الدولةِ .. وجنودَها .. وشُرَطها لإقرار الشعب على الضّيمِ .. ورياضته على الاستكانة !
ولقد نسي الجنديُّ أنه حُشِدَ لمدافعة العداة ..
ونسيَ الشُّرْطيُّ أنه رُصِدَ لمتابعة الجُناة ..
ووقفا بجهديهما على قطع هذا الشارع فلا يعبره عابر
وحصار هذا البيت فلا يزوره زائر ..
والله حسبنا ونعم الوكيل ..
العبّادي

العبّادي 09-15-2013 12:39 PM

[font=arial][size=6]عهدٌ كرعدةِ الحُمّى أو كرجفةِ الزلزال أخذ هذا البلدِ الطّيبِِ فكدّرََ من طبعه .. وغيّرََ من وضعه !
هل تخيّلتََ الجنّة وقد اتسَقَ في ظلالها الأمانُ ..
واطَّردَ في مياهها النعيمُ ..
وانبلجَ في أجوائها الأُنسُ ..
وانبسطَ في أرجائها السلامُ ..
يقتحمُها شياطينُ الجحيم عنوة فيجعلون ظلها حرورا ..
وماءها مُهلا ..
وأُنسَها وحشة ً ..
وسلامها فتنةً ..
ذلك مثل النيل ووادية قبل الانقلاب الذميم وبعده!
..
كانت مصرُ تسيرُ مع الزمن إلى الأمام ..وتتدرّج مع الطبيعةِ في النمو ..
وتتوثبُ مع الحق على العدو ..
فوثب عليها واثبٌ من الشرّ ..
اعترض طريقها اعتراض اللص ..
ثم أثار في وجهها الرعب فانكفأت إلى الخلف ..
وامتحن قلبها بالبطش ففزعت إلى الصبر ..
وراح كالذئب يعيثُ في كل مكان
ويفتكُ بكل انسان .. بعد أن عطل سلطة الشرعية ..
وأبطل سطوة القانون
وقوّض ركن الفضيلة ..
ولله الأمر من قبل ومن بعد ..
هو حسبنا ونعم الوكيل .
العبّادي[/size][/font]

العبّادي 09-15-2013 01:10 PM

ألا فاسلمي يامصرُ رغم هذي البلايا ..
فإنَّ لكِ في كلِّ قلبٍ آيةً مسطورة ..
ولكِ في كلِّ تاريخ صفحةً منشورة ..
..
كانت قافلتنا تسيرُ باسم الله يامصر ..
فأصبحنا وإذا سيرها يَثقُل .. ونظامها يضطرب
فالتفتنا فإذا عُصبة منّا تدرّعوا بالحديد وتسربلوا بالنّار
ثم وَلّوا وجوهَهم إلى الخلف وأخذوا بمؤخر القافلة جذبا وجرّا
وانبثّ في الناس ( بنو علمان ) من دُعاة الرّجعية وسماسرة الطغيان
يُلبِّسون عليهم الأمرَ ..
ويوهمونهم أنّ هؤلاء همُ القادة وأن هذه هي الطريق !
العبّادي

سماصافيه 09-16-2013 07:56 AM

ماشاء الله يوميات متميزه
كتابات رائعه لقلم مجيد

العبّادي 09-16-2013 08:36 AM

شكرا .. جزاكم اللهُ خيرا

**

مَن السائرون في شحوبِ الأصيل يُسرعون الخُطى كأنهم هاربون من النّهار أو ناجونَ من سَدوم !
من السّائرون بين النور والظلام على الدّربِ الخادع المُبهم يأخذون بمؤخر القافلة جذبا وجرّا ..
إنّهم - وا أسفاه - عُصبةٌ من أبناءِ مصر
رُبُّوا في غير أحضانها ..
ونشأوا على غير مَنشأها ..
وجَروا على خلاف هويّتها ..
خرجوا بها مُعتسفين إلى طريق مُشتَبِهةٍ .. وغايةٍ مُريبةٍ
ثم قالوا لأنفسها انسلخي عن عروبتكِ بأمر الحاكم
وقالوا لقلوبها اعتقدي غير دينكِ بحكم القوة
ولحاضرها انقطع عن ماضيك بسطوة العسكر
والله حسبنا ونعم الوكيل
العبّادي

أبوأنس هدي القرآن 09-16-2013 08:36 PM

[center][size="5"][color="darkgreen"]
[color="magenta"]---------------[/color]
[color="black"][size="6"]متابع[/size][/color]
أرجو إلا يكون هناك مانع
نحن من نشتري وانت البائع
كلمات كأنها تفيض من منابع
بارك[color="red"] الله[/color] [color="navy"]العبادي[/color] وكلامه الرائع
[color="darkred"]أبو أنس هدي[/color] [color="purple"]القرآن[/color] لكم متابع
[color="magenta"]------------[/color]
[/color][/size][/center]

العبّادي 09-17-2013 10:43 AM

شكرا لكَ أخي الكريم .. كلك ذوق

العبّادي 09-25-2013 09:32 PM

مصرُ تحتاجُ إلى خليفةٍ يحكمُ بأمر الله لا إلى طاغيةٍ يحكمُ بأمر نفسه ..
فحكمُ العسكر لا يصحُّ إلاّ مع شعوبٍ لاتزالُ قُطعانا من الحيوان تحتاجُ إلى الراعي وعصاه ..
أمّا إذا أصبح الشعبُ أمةً من الناس لكلِّ فردٍ من أفراده كرامة .. وإرادة .. ورأي .. ومصلحة
فبأي مصلحة تُلغى هذه العقول التي جُعِلَتْ لِتُفكِّر ..
وتُنسَخُ هذه النفوس التي خُلِقَت لتريد .. لتجعل مكانها نفسا واحدةً تغصبُ قوة الشعب لتقوده ..
وتسرق ثروته لتسوده ..
ثم يُسرف عليها جنونُها وسلطانها فتتخذ الناسَ عبيدا .. والبلاد ضعة !
يا قومِ ..
لقد مات ذلك الانسان المُغفّل الذي كان يجعل إلهه حيوانا يُربيه ثم يُمَجّده
أو جمادا يصنعه ثم يعبده !

العبّادي 09-26-2013 09:26 PM

يا .. مصرُ
لن نرضى أنْ يعودَ بنا العسكرُ إلى أيام التركِ والأرناءود
لن نرضى لهم أن يقفوا موقف الغانم الذي لايغرم
والمتصرِّف الذي لايُحاَسَب ..
والضّارب الذي لانقدر أنْ تغلّ يديه ..
والسفيه الذي لا نستطيع أن نرد عليه ..
والجشِع الذي له المصارف .. والمصانع .. والشركات .. والقهوات ..
ومن ورائه التّبجح الأشِر والعصا الغليظة ..
لا ..
لن نكون ماسةً في خاتمِ .. ولا دُرّةً في تاج !

العبّادي 09-28-2013 09:46 PM

[font=arial][color=indigo][size=5][b][color=black]إنَّ الشورى أخلقُ النظمِ بكرامةِ الإنسان ِ وسلامةِ العالمِ ..
هبط وحيها إلى الناس ثم أصابها ما أصابَ رسالاتُ السماءِ من شيوع الجهالةِ .. وبلادةِ الحسِّ ..وأثرةِ الهوى .. وطُغيان الحكم .. هذا بالنسبة لنا نحن أبناء الشرق !
أما الأوربي فقد ظفر بالحرية التي نادى بها مفكرهم الحرُّ في أثينا ..
ظفر بها بعد طول جهاده ..
وكثرة تضحياته ....
وقوة شعوره ..
ووفرة عِلمه ..
فأصبحَ كلُّ فردٍ بمقتضاها صاحبَ حق ٍ في وطنه ..
وصاحبَ رأي في تشريعه ..
وصاحب صوت في حُكمه ..
وصارَ العاملُ الفقير ..
والصانعُ الأجير ..
والفلاحُ المتواضع ..
قادرين على أنُ يُسقطوا الحكومة التي لاتفيد .. والرئيس الذي لايعدل !
أما نحن أبناء هذا الشرق التعيس فما لنا إلا الغناء للطغاة :

كم مشينا وراك صفا فصفا .. أنتَ راعي الحِمى ونحن القطيعُ

ماعصى أمرك المُطاع كبيرُ .. لا .. ولاجدّ في جفاكَ رضيعُ [/color][/b] [/size][/color][/font]
[font=arial][color=indigo][size=5]
[/size][/color][/font]

العبّادي 10-05-2013 12:19 PM

إنّ المُخلصين من أبناءِ مصرَ أقدرُ على درءِ هذه الكارثة متى أنضجوا الرأي وأجمعوا الكلمة ..
والجيش أربأ بعهده عن هذا الانقلاب .. وأضنُّ بتاريخه عن هذه الصفحة ..
وليس في مصر أو في غير مصر ضميرٌ نزيه يرضيه أن تعبث الأهواءُ الرُّعنُ بهذا المعقل الذي عصم الوطن وحرس حدوده أربعين قرنا !

العبّادي 10-05-2013 11:24 PM

هذه مصرُ هِبةُ النيل ..
وجنةُ الشرقِ ..
وملتقى البحرين الأبيض والأحمر .. والبرّين إفريقيا و آسيا
فاجأتها الخطوبُ ..
فأصبح غالبيةُ الشعبِ إنسانا واحدا :
يتربصون الدوائرَ بمن سطى على دستورهم
ويرجون الغوائلَ لمن أغار على حريتهم !

العبّادي 10-09-2013 10:23 AM

[b][font=arial][size=5]هذا مجلسي تحت شجرتنا العتيقة أشبه بالعشِّ احتضنه النيلُ .. وحَنَتْ عليه الغصونُ ..
وتنفسَ فوقه الماءُ بالنسيم الرّطبِِ ..
فأصبحَ للحسِّ قطعة من رياض عدن .. أو مقطوعة تصبي المشاعر بسحر أنغامها
فإذا أضفتَ إلى جمال المكان وبهجة المنظر أنس حمارتي سوسو
ورقّة كلبي المُهذب ..
وبشاشة وجوه الأعنز ِ والشويهات النّامة عن المحبةِ والودِّ
جمعتَ في ذهنكَ صورة مُقاربة للحياة في الفردوس !
العبّادي [/size][/font][/b]

العبّادي 10-09-2013 10:14 PM

الحياةُ جميلةٌ ..
ومايشوّه جمالها غير هذا الحيوان الذي يسمونه ( إنسان )
فهو لم يعش فيها كما تعيش سائر المخلوقات على رسم الفطرة ووحي الله ..
إنما يعيش على قوانين من وضعه استمدها من كبريائه وهواه فكان شرا على نفسه حربا على غيره !
ربما تنتطحُ الخرافُ ..
وربما تعتركُ الطيورُ ..
ولكن النطاح والعراك لايكون إلا في سبيل القوت أو الأنثى .. دون أن يسبقه تدبير أو تصحبه ضغينة أو تلحقه جريرة !
وحده هذا المخلوق الأخرق الأرعن هو كدرُ السلام ِ .. وقذى الوجود !

العبّادي 10-12-2013 09:26 PM

1-

[IMG]http://im14.gulfup.com/2011-09-29/1317324900161.jpg[/IMG]

شجرة عتيقة في بيتنا ..
هذه الشجرة الباسقة الجميلة الظليلة ..
جاءني حَطاّبٌ ذات مرة يريد شراءها فأبيتُ .. فراح يرفع الثمن فقلت له :
أربع على نفسك فلن أبيعها بمال الدنيا ..
فقال مستعجبا كأنك تعبدها !
..
ومرة أخرى قالت بريطانية وهي تشير إليها :
خمسة ألف !
فسألتها : خمسة آلاف ماذا ؟
قالت خمسة ألف سنة !
هههههههه
نعم هي ضخمة جدا ولكنها زُرعت في زمن جدّي لا أكثر !

كانت هذ الشجرة منتدى الأسرة ومتفيأها أيام الصيف ..
كانت منتدى أين منه منتدانا هذا ..

كنا نتحادث في كل شيءٍ وبكل حرية :
في الدين والمتون ..
وفي العلوم وحركة النجوم ..
والمجرات والقارات ..
وخطوط الطول ودوائر العرض ..
وألفية ابن مالك .. وحماسة أبي تمام ..
والعقد الفريد ..
ولزوم مالايزم ..
و...
وتاريخ مصر والشام ..
وحساب الشهور العربية والأعوام ..



كانت براعمُ هذه الشجرة في الربيع ..
ثم اختلافُ ألوانها في الخريف ..
وسقوط أوراقها في الشتاء ..
تعيّن لي أوقات الفصول !
وكان ظلُّها وهو يتقلّصُ تحت جذوعها أو يمتد بعيدا عن فروعها يعيّن لي ساعات النهار ..
وكانت أمي تُغذينا وتناغينا وتدرّبنا على المشي تحت ظلالها ..
وكان أبي إذا ماعاد إلى البيتِ جلس تحتها وكتابه في يده ..

يتبع

العبّادي 10-12-2013 09:28 PM

2-

الشجرة ..
ولقد قضيتُ ألذّ ساعات الحداثة في فيئها أنعمُ بقراءة أيام طه حسين أوعبقريات العقّاد .. وألذ بالاستلقاء على العُشب ومن حولي كتبي منشورة تثب عليها من حين إلى حين نحلة أو فراشة من فراشات الحقول !
وكانت البلابل تطربُ البيتَ بأغاريدها الرّخيمة العذبة دون أن أعرف أعشاشها أو مبعث أصواتها ..
هذه هي شجرتنا العتيقة ..
مجدُ بيتنا ..
وذكرى جدودنا ..
ومهوى أفئدتنا ..
فتحويلها إلى كيس من النقود لاتبعث ذكرى .. ولاتسرُّ نفسا .. ولاتُظلل أسرة :
حماقة كبرى !

يتبع

العبّادي 10-12-2013 09:29 PM

3-

وفي يوم من غابر الأيام بينما كنتُ عائدا إلى البيتِ .. بحثتُ بعينيَّ عن شجرة السنط التي كانت قد آفتْ وخشينا أن تعدي الأشجار الأخرى بآفاتها .. فلم تقع عيناي منها إلاّ على جذور مبتورة ..
وجذوع ٍ منشورة ..
وأغصان منثورة ..
وآلاتٍ منصوبة كآلات العذاب ..
ونشّارين يجذونها جذّ الرِّقاب ..
فأشحتُ بوجهي عنها .. وجعلتُ أصابعي في أذنيَّ ..
حتى لا أسمع أنينها ولا أرى تقطيعها ..

..

ورأتني أمي - طيّبَ اللهُ روحها -فأقبلت عليّ وهي تقول :
يا ولدي حسبنا هذه الشجرة .. إن فيها الكفاية .. وإن ظلها ليعدل عندي ظلال غابة بأسرها !
فقلتُ لها وأنا أنَهْنِهُ دمعي المصبوب :

يا أمي ليس في ظلال الأرض قاطبة مايساوي ظلكِ !!

يتبع

العبّادي 10-16-2013 08:05 AM

مئة صباح ومئة مساءٍ مضت ثقيلة الأطرافِ .. موحشة العشايا .. مُظلمة الجنبات
والمجنون لمّا يعد عن جنونه .. ولمّا يكف عن طغيانه !
مئةُ صباحٍ ومئة مساءٍ ومصرُ في نومها القلِق وكابوسها المزعج
وظهرها يُبهظه عبٌْ فادحٌ ..
وجبينها يعلوه هم ثقيل ..
وارحمتا لمصرنا الحزينة ولشعبنا المقهور

العبّادي 11-06-2013 01:01 PM

مَنْ ذا الذي يسمعُ هتافَ مصرَ الحَيْرَى يتجلجلُ في صدرِها المكظوم ِوقد أجهدتها الشدائدُ .. وفدحتها الضحايا .. ووقف بها اللغوبُ .. فلا تتبيّنُ أثرا لطريقٍ .. ولاتتعرّفُ وجها لغاية !
لكِ الله يامصرُ مما ترين من العسكرجية .. والشرطجية .. والبلطجية .
ولكنا سنُعَوّقُ ولانضلُّ ..
ونُعذّبُ ولا نذلُّ ..
ونُحاربُ ولانستكينُ!

العبّادي 11-06-2013 01:02 PM

يا مصرُ ..
يريد هؤلاء الحمقى محو هويتك الاسلامية .. فما جريرةُ الإسلامِ على مصرَ وقد أنقذها من الشركِ وأخرجها من الجهالة !
وماذا يبقى من مصرَ وثقافة مصر إذا محونا أثر العروبة والإسلام من كل أولئك ؟
إن المسلمين ليسوا أقل شأنا من غيرهم وإنّ الإسلامَ ليس أضعف أثرا في ارتقاء الشعوب من مادية الغرب .. ولكنها موجة من العلمانية غشت على الأبصار .. وطغت على البصائر .. ستنحسرُ حتما ولو بعد حين !

العبّادي 11-09-2013 05:03 PM

يا مصرُ ..
قبل أربعةِ أشهرٍ كانت تباشيرُ صباحكِ المُسفر تنبيءُ عن الضحى الجميل والنهار الصحو ..
لولا أنّ للقدرِ أحكاما لاتجري على أقيسةِ العقول .. ولاتسيرُ على رغائبِ النفوس ِ !
كانت الحريةُ زهرةً فوّاحةً .. حتى إذا أوشكت الزهرة أنْ تُخرجَ الثمرةَ المرجوّةَ قصفها الموتُ المفاجىء لتكون حسرة في نفس شعب وقرحة في قلب الوطن

العبّادي 11-12-2013 06:13 PM

يا مصرُ ..
أما آن لنا أن نحيا أعزةً في وطن حُرٍ لا استبداد لطاغية عليه ..
ولاشأن لقوى خارجية به ..
ولاسيادة ولاسلطان لغريب فيه ..
أما آن لنا أن نتمتع بحريّةٍ مهذبة الأطراف .. مأمونة السّفه .. ينعمُ الفردُ فيها بنفسه.. ويأمن بها على رأيه!

العبّادي 11-16-2013 10:48 PM

متى يا إله النّاس يصبحُ هذا الليل !
فإذا كانَ البحرُ يتعاوره الجزْرُ والمدُّ ..
والشمسُ يتعاقبُها الغروبُ والشروقُ ..
والطبيعةُ يتناوبها الخريفُ والربيعُ .. فمتى تُطالعُ مصرُ بشبابها الشروقَ .. وتستقبلُ الربيعَ ؟

نصرة مسلمة 11-19-2013 01:14 AM

[center]
[font=traditional arabic][size=5][b]حفظ الله مصر و أهلها الشرفاء [/b][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][b]بارك الله فيكم[/b][/size][/font] [/center]

العبّادي 11-20-2013 05:16 PM

[quote=نصرة مسلمة;519669][center]
[font=traditional arabic][size=5][b]حفظ الله مصر و أهلها الشرفاء [/b][/size][/font]

[font=traditional arabic][size=5][b]بارك الله فيكم[/b][/size][/font] [/center]
[/quote]
وحفظ أمة الإسلام من جاكرتا شرقا إلى طنجة غربا
وحفظكم وجزاكم الفردوس الأعلى ..

**

العبّادي 11-20-2013 05:18 PM

يا مصرُ ..
تمالأ أبالسة المكر من الصهاينة والأمريكان على أم الدنيا فجعلوها من الدّسائس والهواجس في مثل الدُّجى الحالكِ تضطربُ في شقائها اضطراب الذّبيح ..
والله حسبنا وعليه توكلنا

العبّادي 11-25-2013 09:10 AM

فرعون زماننا هذا مُستبدٌ .. أرعن أحمق ..
مأفون الرأي ..
بليد الطبع ..
يستحق الصفع لكنه لايجد الكف الغليظة ..
إنه لايُحبُّ الإسلام ولا مظاهر الاسلام ..
لايحب الوعاظ والخطباء فملأبهم السجون وقطع رواتب خمسين ألفا ..
وفي عهده الأغبر كثر البلطجية وانتشروا فوق مدرعات الجيش ..وامتلأ بهم بلاطه العامر .. وانفسح لهم عقله الضيق !
فما أوسعَ العقول الضيقة لصنوف الجهالة والحماقة حتى أن عقلا واحدا منها ليسع من ولائد الغباوةأضعاف ماتسع عقول الفلاسفة أجمعين من ولائد الفطنة والنبوغ !
ولله الأمر من قبل ومن بعد

العبّادي 11-27-2013 11:18 AM

من عادتي كلما ثقل عليّ الحاضرُ .. وضاقتْ بيَ الحالُ .. أنْ أعودَ إلى ماضيَّ فأنشرُ أوراقي .. وأجترُّ ذكرياتي
وسبيلي إلى ذلك استغراق الفكر فيما كتبتُ في دفتري أو نقلتُ إليه !
لا أدري كم مرّ عليّ من الوقت حتى حَوّلتُ بصري عن الدفتر ثم أطرقته ..
ولجّ بي الإطراقُ .. والإستغراقُ .. حتى سقطَ الدّفترُ من يدي ..
وتلاشى الحاضرُ من نفسي ..
ووثب الماضي إلى خاطري ..
و .. ..

العبّادي 11-28-2013 02:00 PM

جلستُ ساعةً إلى التلفاز ..
جلستُ أُقلِّبُ المفاتِحَ على وجوهِ وأفواهِ المذيعين المأجورين في اعلامنا الساقط ..
فخُيّلَ إليّ أني انتقلتُ عالمٍ آخرَ ممن احتنكَ إبليس فتقطّعت بينهم وبين خلق الله وشائج الآدمية !
فلا الألسنُ تعتمدُ في أقوالها على الحق ..
ولا النيّاتُ تتجه في غاياتها إلى الخير ..
وإنما هو زياطٌ وعِياطٌ ( نقولُ زياط وزيطة ونقصد اختلاف الأصوات .. ونقول عِياط ونقصد الجلبة والصياح )
نعم زياطٌ وعياط من الأضاليل السّود ِ..
والأراجيفِ الحُمق ِ ..
والأفاعيلِ النُّكر ِ ..
ينقلها التلفازُ إلى النفوس الآمنةِ الرّخوة ِ فترتاع ..
وإلى القلوبِ المؤمنة الطيبة فتشكُّ ..
وإلى العقول الراجحة الرزينة فتدهش !
..
ربّاه .. ماذا جرى للإعلام المصري حتى انقلبَ كلُّ كلامِه كذبا لايستحي ..
وكل سياسته خِداعا لايستتر ..
ولله الأمرُ من قبل ومن بعد !
العبّادي ..

العبّادي 12-01-2013 07:05 PM

1-
تلقيتُ يوما من اخ كريم دعوة ..
يطلبُ مني الهجرة إلى بلدٍ كانت منذ طويل مقصد خاطري ومهوى فؤادي ..
وكان يرجو جوابا حاسما سريعا إلا أني وقفتُ وقفة المُتخيّر المُتحير لا أدري أأظلُّ في هذا المكان المحبوب الذي يستبقيني أم أرحل إلى ذلك البلد البعيد الذي يستدعيني!
بدأ ترددي هادئا مقبولا كهدهدة المهد .. ثم مالبث أن عاد مزعجا مملولا كاضطراب البحر ..
كان تأرجحي بين الاقامة والظعن كتأرجح الزورق على الماء الهادي يدفعه التيارُ إلى الأحلام والأوهام ..
فطفقتُ أُقلّبُ الأمرين في خاطري :
أوازن بينهما منفردين ..
وأتمناهما مجتمعين ..
وأطمع فيهما متعاقبين !
يتبع

العبّادي 12-02-2013 04:59 AM

2-

أزفَ موعِدُ الرّد وصاحبنا ينتظرُ الجوابَ ايجابا أو سلبا ..
وكان لابد أنْ أخرجَ من عِمايةِ هذه الحيرة لأكتبَ إليه ..
فجلستُ جلسة الكاتبِ ..
وأخذتُ أهبتي للكتابة ..
ولكني ماكدتُ أكتبُ كلمةً واحدةً حتى انتابتني الحيرةُ فأمسكتُ ..
وأخذ فكري يتنقل بين المكانين .. ويُفاضلُ بين المعنيين حتى انتهى بي التردد إلى إيثار البقاء !
( يتبع )

العبّادي 12-11-2013 10:54 AM

من يتابع مايجري في مصرَ تنثالُ عبراتُ الأسى من عينيه سُودا ..
وتتصاعدُ زفراتُ الأسفِ من صدره حِرارا ..
ولكن لم يقع في وهم أحد أو يدُر في خَلَدهِ هذه الشجاعة النادرة من فتيات مصر تحديا لأهوال العسكرجية والشرطجية والبلطجية !
إنّ الأممَ الحرّةَ لاتلبث عند الشدائدِ أنْ تنفي الزغلَ عن حقيقتها فتظهر مجلوةَ الصفحةِ نقيةَ الأديم ِ!
افتحوا لنا ياقوم طريقَ الحياةِ ..
وافسٍحوا لنا مجال العمل ..
وخلوا ببيننا وبين الحرية .. ثم انظروا ماذا يفعل الشباب كما رأيتم بعيونكم ماذا فعلت ابنة الأزهر الشريفة العفيفة ..
العبّادي

نصرة مسلمة 12-16-2013 11:34 PM

[center][font=traditional arabic][size=5][b]أبدعتم [/b][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][b]بارك الله فيكم [/b][/size][/font][/center]

العبّادي 12-22-2013 09:56 AM

تشرّفتُ بمروركم الكريم ..
جزاكم اللهُ عنّي خيرا

**
كأن هذا هو قدرُ مصر من زمن إله الفراعين ( آتوم ) إلى يوم الناس هذا ..
عندما كان الكهنة يهبطون إلى مقياس النيل كلّ صباح ليقدِّروا ماءَ النهر على أهل مصر ..
ثم ينتظرون على حافته عُشر ماتُنبتُ الأرضُ من حبِّ وفاكهة .. حقا خالصا مكتوبا في رقاب الناس لإلههم آتوم !
كأنه النصيب المخبوء للمصري من الشقاء أن يجد من يفجعه - على طول الزمان - في حريته ورزقه حتى عافَ الحياة وآثر بطن الأرض على ظهرها الذي لايُريه شمسا ولا بدرا !

العبّادي 12-22-2013 10:01 AM

يا مصرُ ..
هذه هي القارعة التي تهتكُ حُجُبَ الأسماع ِ .. وأغشية الأبصار .. وغُلف الأفئدة
فلا استكانة بعد اليوم .. ولاكسل .. ولاجدال .. ولا اتكال
فمرحبا بالنار إنْ كانت تُذيب غِشَّ الأخلاق وزيف العزائم ..
وأهلا بالموت إن كان يُشذب ميّت الأصول وذاوي الأفرُع
ونِعمَّا مايبتلينا به الله إن كان من ورائه حرية بعد طغيان ..
وحياة بعد هذا الموت


الساعة الآن 11:15 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.