منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   التاريخ والسير والتراجم (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=236)
-   -   النبي – صلى الله عليه وسلم – مع الرؤى والأحلام (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=57545)

(أم عبد الرحمن) 01-05-2010 01:31 PM

النبي – صلى الله عليه وسلم – مع الرؤى والأحلام
 
[b][size=5][color=red][u]النبي – صلى الله عليه وسلم – مع الرؤى والأحلام[/u][/color][/size][/b]

[b]ما إن يضع الإنسان جنبه على الفراش ويخضع لسلطان النوم حتى تنطلق روحه لتجوب عالماً آخر يختلف بحدوده ومقاييسه وطبيعته عن عالم اليقظة ، فلا تعترف روحه بحواجز الزمان والمكان ، فالعين ترى والأذن تسمع واللسان ينطق والجسد ساكنٌ في محلّه ، إنه عالم الرؤى والأحلام الذي كان ولا يزال مثار اهتمام الأفراد والشعوب على مرّ العصور.[/b]



[b]وإن نظرةً إلى التراث النبوي الذي تركه النبي – صلى الله عليه وسلم –، تبيّن لنا الكثير مما يتعلّق بهديه عليه الصلاة والسلام في قضيّة الرؤى والأحلام ، وكيفيّة التعامل معها.[/b]



[b]وإذا تحدّثنا عن علاقة النبي – صلى الله عليه وسلم – مع عالم الأحلام والرؤى فقد بدأت في وقتٍ مبكّر من عمره ، فقد كانت أولى علامات صدق نبوّته ومبعثه ، كما قالت [color=maroon]عائشة [/color]رضي الله عنها : [color=teal]( أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ) [/color]متفق عليه .[/b]



[b]والرؤى في الأصل تُطلق على ما يراه الإنسان في نومه ، وتكون حقّاً من عند الله تعالى بما تحمله من بشارة أو نذارة ، وهي جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوّة .[/b]


[b]ويبيّن النبي – صلى الله عليه وسلم – ذلك بقوله : [color=teal]( الرؤيا الصادقة من الله ) [/color]رواه [color=maroon]البخاري [/color]، وقوله : [color=teal]( رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة ) [/color]متفق عليه .[/b]



[b]وفي المقابل هنالك منامات مبعثها وساوس الشيطان وعبثه ببني آدم ، ويعبّر عنها بالأحلام ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : [color=teal]( الحلم من الشيطان ) [/color]متفق عليه ، وقال عليه الصلاة والسلام : [color=teal]( إن الرؤيا ثلاث ، منها : أهاويل من الشيطان ليحزن بها بن آدم ) [/color]رواه [color=maroon]ابن حبان [/color]، ومثل ذلك ما رآه أحد الصحابة في المنام أن عنقه سقط من رأسه فاتبعه وأعاده إلى مكانه ، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم : [color=teal]( إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يحدثنّ به الناس ) [/color]رواه [color=maroon]مسلم [/color].[/b]



[b]وبين هذين النوعين نوعٌ ثالث ، هو مجرّد تفاعلٍ للنفس تجاه الواقع الذي تعيشه ، والمواقف التي تمرّ بها ، فتستخرج مخزون ما تراه أو تعايشه في نومها ، فذلك ما يسمّى بأضغاث الأحلام وأحاديث النفس التي لا تعبير لها ، قال – صلى الله عليه وسلم : [color=teal]( ..ومنها ما يهم به الرجل في يقظته ، فيراه في منامه ) [/color]رواه [color=maroon]ابن حبان [/color].[/b]



[b][color=red]لكن السؤال الذي يرد في الأذهان :[/color] كيف يتعامل المرء مع هذه الأنواع ؟ لقد بيّن النبي – صلى الله عليه وسلم – أن على من رأى الرؤيا الصالحة أن يستبشر بها ، وألا يحدّث بها إلا لمحب أو عالم أو ناصح ، فقد قال – صلى الله عليه وسلم - : [color=teal]( الرؤيا الحسنة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب ) [/color]رواه [color=maroon]البخاري [/color]، وقال– صلى الله عليه وسلم - : [color=teal]( لم يبق من النبوة إلا المبشرات : الرؤيا الصالحة ) [/color]رواه البخاري ، وقال عليه الصلاة والسلام : [color=teal]( إذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحاً أو عالماً ) [/color]رواه [color=maroon]أحمد [/color].[/b]


[b]أما إن كان ما رآه من جنس الأحلام المزعجة وتلاعبات الشيطان ، فقد أرشد النبي – صلى الله عليه وسلم – صاحبها بأحد أربعة أمور : أن يتعوّذ بالله من شرّ الشيطان وشرّ ما رآه ، وأن يبصق عن يساره ثلاثاً ، وأن يتحوّل من شقّه الذي ينام عليه إلى الشق الآخر ، وألا يخبر بها أحداً ، ويستفاد ذلك من قوله – صلى الله عليه وسلم : [color=teal]( وإن رأى ما يكره فليتفل عن يساره ثلاثاً ، وليتعوّذ بالله من شر الشيطان وشرها ، ولا يحدث بها أحداً ؛ فإنها لن تضره ) [/color]رواه [color=maroon]البخاري ومسلم [/color]واللفظ [color=maroon]لمسلم [/color]، وزاد في رواية أخرى : [color=teal]( وليتحول عن جنبه الذي كان عليه ) [/color].[/b]


[b]ومن مسائل الرؤى أن من رأى النبي – صلى الله عليه وسلم – في المنام فقد رآه حقّاً ، بشرط أن يكون قد رآه على صفته الحقيقيّة المذكورة في كتب الشمائل وغيرها ، ودليل ذلك قوله – صلى الله عليه وسلم - : [color=teal]( من رآني في المنام فقد رآني ؛ فإن الشيطان لا يتمثّل في صورتي ) [/color]متفق عليه[/b]


[b][u]ومن الخطورة أن يستوضح صاحب الرؤيا أو يطلب تأويلها من أي أحد ؛ فقد تكون سبباً في هلاكه أو وقوع الضرر به ، فعليه ألا يسأل إلا من يثق بعلمه ودينه ، ولذلك قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : [color=teal]( الرؤيا تقع على ما تعبر ، ومثل ذلك مثل رجل رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها ، فإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحاً أو عالماً ) [/color]رواه [color=maroon]الحاكم [/color].[/u][/b]


[b]ومن الأمور التي جاء التنبيه عليها حرمة ما يقوم به بعض ضعاف النفوس من اختلاق بعض الرؤى والأحلام رغبةً في الإثارة أو التشويق ، فقد ورد الوعيد الشديد على ذلك في حديث [color=maroon]ابن عباس [/color]رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : [color=teal]( من تحلّم بحلم لم يره كُلِّّف أن يعقد بين شعيرتين ، ولن يفعل ) [/color]رواه [color=maroon]البخاري [/color]، وفي حديث [color=maroon]ابن عمر [/color]رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : [color=teal]( إن من أفرى الفرى أن يُري عينيه في المنام ما لم ترى ) [/color]رواه [color=maroon]أحمد [/color].[/b]


[b]وكتب الحديث والسنة تذكر جانباً من منامات الرسول – صلى الله عليه وسلم - ، كمثل رؤيته لدار الهجرة قبل ذهابه إليها ، وما أصاب المؤمنين يوم أحد من قتل ، ورؤيته لبعض أصحابه الذين سيغزون بعد موته ويركبون البحر ، ورؤيته عليه الصلاة والسلام لمفاتيح خزائن الأرض التي وضعت بين يديه ، وللملائكة وهي تحمل له [color=maroon]عائشة [/color]رضي الله عنها قبل زواجه بها وتقول له : " هذه امرأتك " ، ورؤيته لجانبٍ من عذاب البرزخ ، ورؤيته [color=maroon]لعيسى [/color]عليه السلام وهو يطوف بالكعبة ، ومشاهدته للمسيح الدجّال ، ولموضع السحر الذي أصيب به ، ولرجلين من مدّعي النبوّة في عهده .[/b]


[b]وكان للنبي – صلى الله عليه وسلم – نصيبٌ من تأويل الرؤى ، فقد أوّل عرض الناس عليه وعليهم ثيابٌ منها ما يبلغ الصدر ، ومنها ما هو دون ذلك ، وعرض [color=maroon]عمر بن الخطاب [/color]رضي الله عنه وعليه قميص يجره ، أنه الدين ، وأوّل عليه الصلاة والسلام رؤيا له تتعلّق بشربه لوعاء من لبن ثم إعطائه لما بقي في الوعاء [color=maroon]لعمربن الخطاب [/color]رضي الله عنه أنه العلم ، وأوّل رؤياه لدار [color=maroon]عقبة بن رافع [/color]رضي الله عنه وتناوله للرطب بالرفعة في الدنيا والعاقبة في الآخرة ، وأن الدين قد طاب ، وغير ذلك من الرؤى المبثوثة في كتب السنة .[/b]


[b]وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – حريصاً على الاستماع إلى ما يراه أصحابه في منامهم ، ويكثر من سؤالهم – خصوصاً بعد صلاة الفجر – عمّا رأوه في منامهم ، ومن ذلك رؤيا كلمات الأذان المعروفة ، ومنها كذلك : رؤيا [color=maroon]عبدالله بن سلام [/color]رضي الله عنه إمساكه بالعروة الوثقى وتأويل ذلك بموته على الإسلام ، ورؤيا [color=maroon]عبدالله بن عمر [/color]رضي الله عنهما للجنّة وما فيها من العجائب.[/b]


[b]لكن ما ينبغي التأكيد عليه هو عدم التعلق بالرؤى والمسارعة إلى تصديقها واستظهار الغيب بها ، ولا يخفى على عاقلٍ الفتن التي حصلت للأمة وما صاحبها من إراقة للدماء بسبب رؤى وأوهام حملت محملاً خاطئا ، ولكن تبقى تلك المنامات في إطارها الشرعي المحدّد : مبشرات ، أو منذرات ، أو أضغاث أحلام لا حقيقة لها.[/b]
المصدر : اسلام ويب

ام الفرسان السلفية 01-05-2010 08:49 PM

جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك


الساعة الآن 02:50 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.