منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   القرآن الكريم (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   مبدأ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=49719)

صابر عباس حسن 01-03-2010 11:01 PM

[center][color=black][size=5][font=arial][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b][/font][/size][/color][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الرابع عشر [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](5)[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ومع بعض آيات من سورة النحل [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]قد يظن إنسان أن الدين في وادي والعلوم والحضارة في وادي أخر,[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قد يكون هذا الأمر في الديانات الوثنية أو الديانات المحرفة .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أما في الإسلام فالدين هو رسالة الله تعالى للبشر لإخراجهم من ظلام الجهل إلى نور العلم والحضارة الحقيقية القائمة على الأخلاق والمبادئ التي تحقق السعادة في الدنيا والأخرة.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وهذا الكلام ليس كلام إنشائي بل بالدليل القاطع من القرآن العظيم , وأليكم بعض العلوم التي تضمنتها الآيات في صدر سورة النحل.[/color][/font][/size][/b][/center]


[center][b][font=arial][size=6][color=black]1 - علوم السماوات والارض[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [size=2](3)[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]خلق الله السموات والأرض بالحق; ليستدِل بهما العباد على عظمة خالقهما, وأنه وحده المستحق للعبادة, تنزَّه -سبحانه- وتعاظم عن شركهم.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][font=arial][size=6][color=black]2 - العلوم الإنسانية ( علم الأجنة ) من طب وتشريح .[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ [size=2](4)[/size][/color][/font][/size][/b][/center]


[center][b][size=5][font=arial][color=black]وقال تعالى في سورة المؤمنون : [/color][color=indigo]وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ [size=2]-12[/size] ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ [size=2]– 13[/size] ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ [size=2]– 14[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]سبحان الله وصف دقيق لمراحل تخليق الجنين أسلم الكثير من العلماء لما سمعوا بهذه الآيات وقالوا أنها تمثل أعلى ما وصل إليه العلم الحديث. [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][font=arial][size=6][color=black]3 - علوم الأنعام التي نأكلها وننتفع بها.[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ [size=2](5)[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ [size=2](6)[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ [size=2](7)[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]والأنعامَ من الإبل والبقر والغنم خلقها الله لكم -أيها الناس- وجعل في أصوافها وأوبارها الدفء, ومنافع أُخر في ألبانها وجلودها وركوبها, ومنها ما تأكلون.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ولكم فيها زينة تُدْخل السرور عليكم عندما تَرُدُّونها إلى منازلها في المساء, وعندما تُخْرجونها للمرعى في الصباح.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقال تعالى:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=indigo]وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ [size=2]- 66[/size][/color] [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]4 - [size=6]علوم وسائل النقل[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black] وكيف أشار الله تعالى إلي كل ما نعلمه , وما لا نعلمه من وسائل قديمة وحديثة ومستجدة لا نعرفها .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ [size=2](7)[/size][/color][/font][/size][/b][/center]
[color=darkolivegreen] [/color]
[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ [size=2](8)[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ [size=2](9)[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وخلق لكم الخيل والبغال والحمير; لكي تركبوها, ولتكون جمَالا لكم ومنظرًا حسنًا; ويخلق لكم من وسائل الركوب وغيرها ما لا عِلْمَ لكم به; لتزدادوا إيمانًا به وشكرا له.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فهذا بيان لكل مكتشف في وسائل النقل , فعلى الإنسان تطوير صناعة المواصلات , و على العلماء إستخدام الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية في تسير تلك المركبات بدلا من التلوث البيئي الذي نعاني منه .[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وعلى الله بيان الطريق المستقيم لِهدايتكم, وهو الإسلام, ومن الطرق ما هو مائل لا يُوصل إلى الهداية, وهو كل ما خالف الإسلام من الملل والنحل. ولو شاء الله هدايتكم لهداكم جميعًا للإيمان.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][font=arial][size=6][color=black]5 - علوم المياه والزراعة[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ [size=2](10)[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [size=2](11)[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]هو الذي أنزل لكم من السحاب مطرًا, فجعل لكم منه ماءً تشربونه, وأخرج لكم به شجرًا تَرْعَوْن فيه دوابّكم, ويعود عليكم دَرُّها ونفْعُها.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]يُخرج لكم من الأرض بهذا الماء الواحد الزروع المختلفة, ويُخرج به الزيتون والنخيل والأعناب, ويُخرج به كل أنواع الثمار والفواكه. إن في ذلك الإخراج لدلالةً واضحة لقوم يتأملون, فيعتبرون.[/color][/font][/size][/b][/center]


[center][b][font=arial][size=6][color=black]6 - علوم الفلك والفضاء[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [size=2](12)[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وسخَّر لكم الليل لراحتكم, والنهار لمعاشكم, وسخَّر لكم الشمس ضياء, والقمر نورًا ولمعرفة السنين والحساب, وغير ذلك من المنافع, والنجوم في السماء مذللات لكم بأمر الله لمعرفة الأوقات, والاهتداء بها في الظلمات. إن في ذلك التسخير لَدلائلَ واضحةً لقوم يعقلون ويتعاملون مع هذه الظواهر الكونية بكل ما أتاهم الله تعالى من علم , فيعرفون عظمة الخالق سبحانه , وينعمون من جراء ما يستفيدون منه كالطاقة الشمسية وغيرها.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][size=6]7 - علوم الثروات الباطنة في الأرض[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]من معادن وبترول وغيرها.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ [size=2](13)[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]تلفتنا الآيات للتنقيب عن المعادن وجميع الثروات التي سخرها الله تعالى لنا في باطن الأرض.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وسخَّر ما خلقه لكم في الأرض من الدوابِّ والثمار والمعادن, وغير ذلك مما تختلف ألوانه ومنافعه. إن في ذلك الخَلْق واختلاف الألوان والمنافع لَعبرةً لقوم يتعظون, ويعلمون أنَّ في تسخير هذه الأشياء علاماتٍ على وحدانية الله تعالى وإفراده بالعبادة. [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][size=6]8 - علوم البحار[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وما يخرج منها, والسفن والمركبات والغواصات[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [size=2](14)[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]تلفتنا الآيات إلى قيمة الثروة السمكية التي لو استغلت على حق لم ترى جائع على وجه الأرض. فهي ثروة مجانية في البحار والأنهار ولكن علينا الهمة والسعي لكي نحصل عليها .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وهو الذي سخَّر لكم البحر; لتأكلوا مما تصطادون من سمكه لحمًا طريًا, وتستخرجوا منه زينة تَلْبَسونها كاللؤلؤ والمرجان, وترى السفن العظيمة تشق وجه الماء تذهب وتجيء, وتركبونها; لتطلبوا رزق الله بالتجارة والربح فيها, ولعلكم تشكرون لله تعالى على عظيم إنعامه عليكم, فلا تعبدون غيره[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][size=6]9 - علوم البيئة[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]التي تبحث في طبيعة الأرض والجبال والسهول والوديان والانهار والمسالك والطرق.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [size=2](15)[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وللمزيد للتعرف على تفاصيل هذه العلوم , علينا بالإعجاز العلمي.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وأرسى في الأرض جبالا تثبتها حتى لا تميل بكم, وجعل فيها أنهارًا; لتشربوا منها, وجعل فيها طرقًا; لتهتدوا بها في الوصول إلى الأماكن التي تقصدونها.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][size=6]10 – علوم الفلك و النجوم[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ومواقعها العظيمة , [/color][/font][/size][/b][b][size=5][font=arial][color=black]التي تحدد معالم الاتجاهات في الليل وفي الصحاري الواسعة والمحيطات المائية الكبيرة.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ [size=2](16)[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وجعل في الأرض معالم تستدلُّون بها على الطرق نهارًا, كما جعل النجوم للاهتداء بها ليلا. وأيضا للمزيد من المعلومات علينا بالبحث العلمي. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]هل أدركنا شمول رسالة الله تعالى للحياة كلها ؟ وهل يستطيع مكابر بعد هذه الأدلة أن ينحي الدين عن الحياة الواقعية ؟[/color][/font][/size][/b][/center]


[center][b][size=5][font=arial][color=black]ثم يطرح ربنا على البشرية هذا السؤال[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ [size=2](17)[/size][/color][/font][/size][/b][/center]
[color=darkolivegreen] [/color]
[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ [size=2](18)[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*********[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 01-08-2010 10:35 AM

[center][color=black][size=5][font=arial][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b][/font][/size][/color][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الرابع عشر [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](6)[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ومع بعض آيات من سورة النحل [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][font=arial][size=6][color=black][u]مبادئ العدل والإحسان[/u][/color][/size][/font][/b]
[b][u][font=arial][size=6][color=#000000]والوفاء بالعهود[/color][/size][/font][/u][/b]
[/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ [size=2](89)[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen][size=6]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen][size=6]وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[/size] [size=2](90)[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ [size=2](91)[/size][/color][/font][/size][/b][/center]


[center][b][size=5][font=arial][color=black]أن المبادئ التي جاءت في القرآن العظيم شملت جميع مناحي الحياة.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فهو مبين فيه أتم تبيين بألفاظ واضحة ومعان جلية ، وأدلة متنوعة لتستقر في القلوب فتثمر من الخير والبر بحسب ثبوتها في القلب، وحتى إنه تعالى يجمع في اللفظ القليل الواضح معاني كثيرة يكون اللفظ لها كالقاعدة والأساس . [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black] فلما كان هذا القرآن تبيانا لكل شيء صار حجة الله على العباد كلهم. فانقطعت به حجة الظالمين وانتفع به المسلمون فصار هدى لهم يهتدون به إلى أمر دينهم ودنياهم، ورحمة ينالون به كل خير في الدنيا والآخرة. فالهدى ما نالوه به من علم نافع وعمل صالح.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والرحمة ما ترتب على ذلك من ثواب الدنيا والآخرة، كصلاح القلب وبره وطمأنينته، وتمام العقل الذي لا يتم إلا بتربيته على معانيه التي هي أجل المعاني وأعلاها، والأعمال الكريمة والأخلاق الفاضلة، والرزق الواسع والنصر على الأعداء بالقول والفعل ونيل رضا الله تعالى وكرامته العظيمة التي لا يعلم ما فيها من النعيم المقيم إلا الرب الرحيم.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [size=2](90)[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فالعدل الذي أمر الله به يشمل العدل في حقه وفي حق عباده ،[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فالعدل في ذلك أداء الحقوق كاملة , بأن يؤدي العبد ما أوجب الله عليه من الحقوق المالية كالزكاة والحقوق البدنية كالصلاة , و الحقوق المركبة منهما كالحج .[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ومعاملة الخلق بالعدل التام ، فيؤدي كل وال ما عليه تحت ولايته.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والعدل هو ما فرضه الله عليهم في كتابه، وعلى لسان رسوله، وأمرهم بسلوكه.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ومن العدل في المعاملات أن تعاملهم في عقود البيع والشراء وسائر المعاوضات، بإيفاء جميع ما عليك فلا تبخس لهم حقا ولا تغشهم ولا تخدعهم وتظلمهم.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فالعدل واجب، والإحسان فضيلة تقدم للناس بالمال والبدن والعلم، وغير ذلك من أنواع النفع حتى إنه يدخل فيه الإحسان إلى الحيوان البهيم المأكول وغيره.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وخص الله إيتاء ذي القربى - وإن كان داخلا في العموم- لتأكد حقهم وتعين صلتهم وبرهم، والحرص على ذلك.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ويدخل في ذلك جميع الأقارب قريبهم وبعيدهم لكن كل ما كان أقرب كان أحق بالبر.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقوله: [color=darkolivegreen]﴿وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ﴾[/color] وهو كل ذنب عظيم استفحشته الشرائع والفطر كالشرك بالله والقتل بغير حق والزنا والسرقة والعجب والكبر واحتقار الخلق وغير ذلك من الفواحش.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ويدخل في المنكر كل ذنب ومعصية متعلق بحق الله تعالى.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبالبغي كل عدوان على الخلق في الدماء والأموال والأعراض.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فصارت هذه الآية جامعة لجميع المأمورات والمنهيات لم يبق شيء إلا دخل فيها، فهذه قاعدة ترجع إليها سائر الجزئيات، فكل مسألة مشتملة على عدل أو إحسان أو إيتاء ذي القربى فهي مما أمر الله به.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وكل مسألة مشتملة على فحشاء أو منكر أو بغي فهي مما نهى الله عنه.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبهذه الآيات يعلم حسن ما أمر الله به وقبح ما نهى عنه .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فتبارك من جعل في كلامه الهدى والشفاء والنور والفرقان بين جميع الأشياء.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ولهذا قال: [color=darkolivegreen]﴿يَعِظُكُمْ بِهِ﴾[/color] أي: بما بينه لكم في كتابه بأمركم بما فيه غاية صلاحكم ونهيكم عما فيه مضرتكم.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾[/color] ما يعظكم به فتفهمونه وتعقلونه، فإنكم إذا تذكرتموه وعقلتموه عملتم بمقتضاه فسعدتم سعادة لا شقاوة معها في الدنيا والآخرة.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ولما أمر الله تعالى بما هو واجب في أصل الشرع أمر بوفاء ما أوجبه العبد على نفسه فقال تعالى:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ [size=2](91)[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*********[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

فخورة بنقابي 01-08-2010 07:48 PM

جزاكم الله خيرا ونفع بكم

صابر عباس حسن 01-11-2010 10:01 AM

[center][color=black][size=5][font=arial][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b][/font][/size][/color][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الخامس عشر [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](1)[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ومع بعض آيات من سورة الإسراء[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [size=3]- 1[/size][/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]تطالعنا السورة بمعجزة الإسراء , من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصى.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]إن أفواج الحجيج قبل إحتلال القدس كانوا يذهبون الى زيارة المسجد الأقصى بعد أداء فريضة الحج , إعمالا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=#000000][font=arabic transparent][b][font=arial][size=5][color=navy]لا تشد [color=red][font=arial][b][color=navy]الرحال[/color][/b][/font][/color] إلا إلى ثلاثة مساجد : مسجد الحرام ، ومسجد الأقصى ، ومسجدي هذا[/color][/size][/font][/b][/font][/color][/color][/font][/size][/b]
[font=arial][color=black][size=5][font=arial][color=black][b][font=arial][size=2][color=#800000]الراوي:[/color] أبو سعيد الخدري [color=#800000]المحدث:[/color] البخاري - [color=#800000]المصدر:[/color] صحيح البخاري - [color=#800000]الصفحة أو الرقم:[/color] 1995[/size][/font][/b][/color][/font][/size]
[/color][/font][b][size=5][font=arial][color=black]وليس من المتصور إن ينقطع المسلمون في أنحاء المعمورة عن زيارة المسجد الأقصى ؟ [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فكان يجب ان يكون هناك طريق من الأردن الى المسجد الأقصى تقوم على حمايته قوات إسلامية لتيسير وصول وفود الحجيج.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا [size=3]- 9[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]نعيش مع هذه الآيات ومع هداية القرآن ودستور الأخلاق الدائم.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][u]مبدأ أدب الحوار مع الوالدين[/u][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][u]والإحسان إليهما والدعاء لهما.[/u][/color][/font][/size][/b][/center]


[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا [size=3]-23[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [size=3]-24[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا [size=3]-25[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]لما نهى تعالى عن الشرك به أمر بالتوحيد فقال: [color=darkolivegreen]﴿ وَقَضَى رَبُّكَ ﴾[/color] قضاء دينيا وأمر أمرا شرعيا [color=darkolivegreen]﴿ أَنْ لا تَعْبُدُوا ﴾[/color] أحدا من أهل الأرض والسماوات الأحياء والأموات.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ إِلا إِيَّاهُ ﴾[/color] لأنه الواحد الأحد الفرد الصمد الذي له كل صفة كمال، وله من تلك الصفة أعظمها على وجه لا يشبهه أحد من خلقه، وهو المنعم بالنعم الظاهرة والباطنة الدافع لجميع النقم الخالق الرازق المدبر لجميع الأمور فهو المتفرد بذلك كله وغيره ليس له من ذلك شيء.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ثم ذكر بعد حقه القيام بحق الوالدين فقال: [color=darkolivegreen]﴿ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾[/color] أي: أحسنوا إليهما بجميع وجوه الإحسان القولي والفعلي لأنهما سبب وجود العبد ولهما من المحبة للولد والإحسان إليه والقرب ما يقتضي تأكد الحق ووجوب البر.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا ﴾[/color] أي: إذا وصلا إلى هذا السن الذي تضعف فيه قواهما ويحتاجان من اللطف والإحسان ما هو معروف. [color=darkolivegreen]﴿ فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ ﴾[/color] وهذا أدنى مراتب الأذى نبه به على ما سواه، والمعنى لا تؤذهما أدنى أذية.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَلا تَنْهَرْهُمَا ﴾[/color] أي: تزجرهما وتتكلم لهما كلاما خشنا، [color=darkolivegreen]﴿ وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا ﴾[/color] بلفظ يحبانه وتأدب وتلطف بكلام لين حسن يلذ على قلوبهما وتطمئن به نفوسهما، وذلك يختلف باختلاف الأحوال والعوائد والأزمان.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ﴾[/color] أي: تواضع لهما ذلا لهما ورحمة واحتسابا للأجر لا لأجل الخوف منهما أو الرجاء لما لهما، ونحو ذلك من المقاصد التي لا يؤجر عليها العبد.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا ﴾[/color] أي: ادع لهما بالرحمة أحياء وأمواتا، جزاء على تربيتهما إياك صغيرا.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وفهم من هذا أنه كلما ازدادت التربية ازداد الحق، وكذلك من تولى تربية الإنسان في دينه ودنياه تربية صالحة غير الأبوين فإن له على من رباه حق التربية.[/color][/font][/size][/b][/center]


[center][b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 01-15-2010 07:02 PM

[center][size=5][color=black][font=arial][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b][/font][/color][/size][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الخامس عشر [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](2)[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ومع بعض آيات من سورة الإسراء[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]عشنا في اللقاء السابق مع أدب الحوار مع الوالدين,[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]واستكمالا لمبادئ البر والرحمة من القرآن العظيم نعيش تلك اللحظات المباركة.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][u]مبادئ البر بالفقراء وبذل العطاء لهم وخاصة الأقارب[/u][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]إهتمت شريعة الإسلام بالتكافل بين أفراد المجتمع بحيث لا يكون هناك فقيرا معدما أبدا في الدولة الإسلامية , ففرضت الزكاة على الأموال إذا بلغت النصاب وحال عليها الحول. لتوزع على الفقراء والمساكين ووجوه الخير الأخرى كما حددتها الآية 60 من سورة التوبة.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وتأكيدا لمبدأ التكافل الإجتماعي بينت الآيات في سورة الإسراء ضوابط الإنفاق بحيث نبتعد عن البخل وعن التبذير , فكلا الأمرين مذموم في الإسلام , وكثيرا ما نلاحظ في بعض المجتمعات وجود فقراء تحت خط الفقر , وبجانبهم أغنياء فوق حد الغنى يقومون بتبذير أموالهم في ملذات وتفاهات ويحرمون الفقراء من حقهم الذي شرعه الله من أموال الزكاة والصدقات.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإن في واقع الأمر قد يكون الفقراء سببا في هذا الغنى الفاحش للأغنياء, فالعمال الذين يعملون لدى الأغنياء مقابل رواتب لا تكفيهم ويعانون من الفقر , بينما الأغنياء يزدادون ثروات طائلة نظير هذه العماله الفقيره , وكذلك العاملون في مجال الزراعة والصيد إلى أخره , ولذلك كله قد أمرنا الله تعالى أن نعطي الحقوق لهؤلاء الفقراء وسماها حقا لأنه لا يوجد فقير معدم إلا وقد منعه أخاه الغني حقه , بكل صور المنع المتمثلة في منع الزكاة أو قلة الأجر وما إلى ذلك , مع التبذير في ترف الحياة التي لا طائل من ورائها إلا الشقاء.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ونستمع إلى كلام ربنا تبارك وتعالى:[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا [size=2]-26[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا [size=2]-27[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورًا [size=2]-28[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا [size=2]-29[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا [size=2]-30[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]يقول تعالى:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ ﴾[/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]من البر والإكرام الواجب والمسنون وذلك الحق يتفاوت بتفاوت الأحوال والأقارب والحاجة وعدمها والأزمنة.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَالْمِسْكِينَ ﴾[/color] آته حقه من الزكاة ومن غيرها لتزول مسكنته [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَابْنَ السَّبِيلِ ﴾[/color] وهو الغريب المنقطع به عن بلده، [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فيعطي الجميع من المال على وجه لا يضر المعطي ولا يكون زائدا على المقدار اللائق فإن ذلك تبذير قد نهى الله عنه وأخبر :[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ﴾[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]لأن الشيطان لا يدعو إلا إلى كل خصلة ذميمة فيدعو الإنسان إلى البخل والإمساك فإذا عصاه، دعاه إلى الإسراف والتبذير. والله تعالى إنما يأمر بأعدل الأمور وأقسطها ويمدح عليه، كما في قوله عن عباد الرحمن الأبرار :[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]﴿ والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ﴾[size=2]الفرقان67[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقال هنا : [/color][/font][/size][/b][b][size=5][font=arial][color=black]كناية عن شدة الإمساك والبخل . [/color][color=darkolivegreen]﴿ وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ ﴾ [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ ﴾[/color] . فتنفق فيما لا ينبغي، أو زيادة على ما ينبغي.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ فَتَقْعُدَ ﴾[/color] إن فعلت ذلك[color=darkolivegreen] ﴿ مَلُومًا ﴾[/color] أي: تلام على ما فعلت [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ مَحْسُورًا ﴾[/color] أي: حاسر اليد فارغها فلا بقي ما في يدك من المال .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وهذا الأمر بإيتاء ذي القربى مع القدرة والغنى، فأما مع العدم أو تعسر النفقة الحاضرة فأمر تعالى أن يردوا ردا جميلا فقال :[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]﴿ وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا ﴾[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أي: تعرض عن إعطائهم إلى وقت آخر ترجو فيه من الله تيسير الأمر.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]﴿ فَقُلْ لَهُمْ قَوْلا مَيْسُورًا ﴾[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أي: لطيفا برفق ووعد بالجميل عند سنوح الفرصة واعتذار بعدم الإمكان في الوقت الحاضر لينقلبوا عنك مطمئنة خواطرهم كما قال تعالى:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]﴿ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ﴾[size=2] سورة البقرة[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وهذا أيضا من لطف الله تعالى بالعباد أمرهم بانتظار الرحمة والرزق منه لأن انتظار ذلك عبادة،[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ولهذا ينبغي للإنسان أن يفعل ما يقدر عليه من الخير وينوي فعل ما لم يقدر عليه ليثاب على ذلك ولعل الله ييسر له بسبب رجائه.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ثم أخبر تعالى أنه يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدره ويضيقه على من يشاء حكمة منه،[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]﴿ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا ﴾[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]. فيجزيهم على ما يعلمه صالحا لهم ويهديهم بلطفه وكرمه[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وهكذا نفهم مبادئ الإسلام , إيمان بالقلب وإذعان كامل لشريعة الله تعالى التى أرسلها رحمة للعالمين في كافة مناحي الحياة .[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 01-19-2010 12:01 AM

[center][color=black][font=arial][size=5][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b][/size][/font][/color]
[font=arial][/font]
[size=5][font=arial][color=black][b]مع الجزء الخامس عشر [/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b](3)[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]ومع بعض آيات من سورة الإسراء[/b][/color][/font][/size]
[font=arial][/font]
[size=5][color=black][font=arial][color=darkolivegreen][b]وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا [size=2]-31[/size][/b][/color][/font][/color][/size][color=black]
[font=arial][/font]
[font=arial][size=5][b]*****[/b][/size][/font]
[font=arial][size=5][b]عشنا في اللقاءين السابقين مع أدب الحوار مع الوالدين[/b][/size][/font]
[font=arial][size=5][b]ومبادئ البر بالفقراء وبذل العطاء لهم وخاصة الأقارب.[/b][/size][/font]
[font=arial][size=5][b]واستكمالا لمبادئ القرآن العظيم نعيش تلك اللحظات المباركة.[/b][/size][/font]
[font=arial][size=5][b]مع حقوق الطفل في الإسلام و التي سبقت كل قوانين العالم, بل نرى الأن وفي ظل الحضارة الحديثة بيع الأطفال علنا جهارا نهارا في بعض البلدان الإفريقية وذلك بسب الفقر.[/b][/size][/font]
[font=arial][size=5][b]وتتنوع المجتمعات الإنسانية من حيث العناية بالثروة البشرية.[/b][/size][/font]
[font=arial][size=5][b]فهناك بلدان إهتمت بالثروة البشرية وجعلتها سببا في التنمية والبناء .[/b][/size][/font]
[font=arial][size=5][b]وهناك بلدان تعاني من نقص السكان كما هو الحال في بعض البلدان الأوربية ولكنها تهتم بالعناية بالإنسان من حيث الصحة والتعليم بمستويات عالية .[/b][/size][/font]
[font=arial][size=5][b]أما البلدان التي تعاني من التكدس السكاني والمعانة من عدم توفير الخدمات اللازمة من مرافق ومدارس ومستشفيات , فهذا لا يرجع لكثرة النسل ولكن يرجع لعدم إستغلال هذه الثروة البشرية وتوظيفها في مشاريع عملاقة مثل إنشاء المدن الجديدة واستصلاح الأراضي الزراعية والثروة الحيوانية وإنشاء اساطيل للصيد , وتشيد مصانع تستوعب هذه العمالة البشرية المتوفرة.[/b][/size][/font]
[font=arial][size=5][b]كما تقوم بعض البلدان الأسيوية بتدريب الأيدي العاملة وتصديرها للبلاد الغنية لتعود بثروات طائلة وبذلك تعتبر الثروة البشرية موردا هاما لمن يحسن إستخدامها .[/b][/size][/font]
[font=arial][size=5][/size][/font]
[font=arial][size=5][b]******[/b][/size][/font]
[font=arial][size=5][b]وقد إهتمت شريعة الإسلام بالإنسان من قبل أن يولد وذلك بالإختيار الجيد سواء من ناحية الأب أو الأم .[/b][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=navy][b]جاء في الحديث الشريف , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][b][color=navy]إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض[/color] [/b][/size][/font]
[font=arial][size=2][b]الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1614[/b][/size][/font]
[font=arial][size=2][b]خلاصة حكم المحدث: حسن[/b][/size][/font]
[font=arial][/font]
[font=arial][size=5][color=navy][b]وجاء في الحديث الشريف , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [/b][/color][/size][/font][font=arial][size=5][color=navy][b]تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك .[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=2][b]الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5090[/b][/size][/font]
[font=arial][size=2][b]خلاصة حكم المحدث: [صحيح][/b][/size][/font]
[font=arial][size=5][/size][/font]
[font=arial][size=5][b]وبعد الأختيار السليم لكلا الزوجين , أهتم الإسلام بالطفل حال إرضاعه ,[color=indigo] قال تعالى: وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ....[size=2]233 سورة البقرة[/size][/color][/b][/size][/font]
[font=arial][size=5][b]ثم العناية بتعليمه والإهتمام بالرياضة مثل السباحة والرماية وركوب الخيل إلى غير ذلك.[/b][/size][/font]
[font=arial][size=5][b][color=indigo]علموا بنيكم السباحة والرمي ...[/color] [/b][/size][/font]
[font=arial][size=2][b]المحدث: الزرقاني - المصدر: مختصر المقاصد - الصفحة أو الرقم: 658[/b][/size][/font]
[font=arial][/font]
[font=arial][size=5][b]وأمرنا الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالعدل بين الأبناء ,[/b][/size][/font]
[font=arial][size=5][b][color=indigo]ورد أن صحابيا سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطية ، فأمرتني أن أشهدك يا رسول الله ، قال : ( أعطيت سائر ولدك مثل هذا ) . قال : لا ، قال : فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم . قال : فرجع فرد عطيته .[/color] [/b][/size][/font]
[font=arial][size=2][b]الراوي: النعمان بن بشير المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2587[/b][/size][/font]
[font=arial][size=2][b]خلاصة الدرجة: صحيح[/b][/size][/font]
[font=arial][/font]
[font=arial][size=5][b]وقبل كل شئ ينشأ في رحاب الصلة بالله تعالى,[/b][/size][/font]
[font=arial][size=5][b]حيث يؤمر الطفل بالصلاة في عمر سبع سنوات., لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :[/b][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=indigo][b]مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع .[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=2][b]الراوي: جد عمرو بن شعيب المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 495[/b][/size][/font]
[font=arial][/font]
[font=arial][size=6][b][/b][/size][/font]
[font=arial][size=6][b][u]وعلى رأس العناية بالطفل تحريم قتل الأولاد[/u][/b][/size][/font]
[font=arial][/font]
[font=arial][size=5][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=darkolivegreen][b]وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا [size=2]-31[/size][/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][/size][/font]
[font=arial][size=5][b]وهذا من رحمته بعباده حيث كان أرحم بهم من والديهم، فسبحان الله الرحيم بنا,[/b][/size][/font]
[font=arial][size=5][b]فنهى الوالدين أن يقتلوا أولادهم خوفا من الفقر والإملاق وتكفل برزق الجميع.[/b][/size][/font]
[font=arial][size=5][b]وأخبر أن قتلهم كان خطأ كبيرا أي: من أعظم كبائر الذنوب لزوال الرحمة من القلب والعقوق العظيم والتجرؤ على قتل الأطفال الذين لم يجر منهم ذنب ولا معصية.[/b][/size][/font]
[font=arial][size=5][b]وكان تحريم قتل الأولاد هنا الخوف من الفقر واحتمال وقوعه مع كثرة الأولاد , وجاء التحريم في سورة الأنعام سابقا في حالة الفقر الفعلي للأبوين .[/b][/size][/font]
[font=arial][size=5][b]وبذلك يكون التحريم في كل الحالات سواء الفقر الفعلي أو الخوف من وقوعه.[/b][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=indigo][b]وَلا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ [size=2]..151 الأنعام[/size][/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][b]أي: بسبب الفقر وضيقكم من رزقهم، كما كان ذلك موجودا في الجاهلية القاسية الظالمة.[/b][/size][/font]
[font=arial][size=5][b]فقد تكفل الله تعالى برزق الجميع، فلستم الذين ترزقون أولادكم، بل ولا أنفسكم،[/b][/size][/font]
[font=arial][size=5][b]فقد أمرنا الله تعالى بعدم قتلهم بسبب الفقر , فإن الذي خلقنا هو الذي يرزقنا وإياهم , والذي يتصور غير ذلك ليس بمؤمن.[/b][/size][/font]
[font=arial][/font]
[font=arial][size=5][b]وورد في الحديث الشريف:[/b][/size][/font]
[font=arial][/font]
[font=arial][size=5][color=navy][b]بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط ، فقال : ( أبايعكم على أن لا تشركوا بالله شيئا ، ولا تسرقوا ، ولا تزنوا ، ولا تقتلوا أولادكم ، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ، ولا تعصوني في معروف ، فمن وفى منكم فأجره على الله ، ومن أصاب من ذلك شيئا فأخذ به في الدنيا فهو له كفارة وطهور ، ومن ستره الله فذلك إلى الله : إن شاء عذبه وإن شاء غفر له[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=2][b]الراوي: عبادة بن الصامت المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7468[/b][/size][/font]
[font=arial][size=2][b]خلاصة حكم المحدث: [صحيح][/b][/size][/font]
[font=arial][/font]
[font=arial][size=5][b][color=navy]قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس : ( تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ، ولا تسرقوا ، ولا تزنوا ، ولا تقتلوا أولادكم ، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ، ولا تعصوا في معروف ، فمن وفى منكم فأجره على الله ، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له ، ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله ، فأمره إلى الله : إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه ) . فبايعناه على ذلك .[/color] [/b][/size][/font]
[font=arial][size=2][b]الراوي: عبادة بن الصامت المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7213[/b][/size][/font]
[font=arial][size=2][b]خلاصة حكم المحدث: [صحيح][/b][/size][/font]
[font=arial][/font]
[font=arial][size=5][b][color=navy]لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على خدمكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله تبارك وتعالى ساعة نيل فيها عطاء فيستجيب لكم[/color] [/b][/size][/font]
[font=arial][size=2][b]الراوي: جابر بن عبدالله الأنصاري المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 1532[/b][/size][/font]
[font=arial][/font]
[font=arial][size=5][b]وبهذا ندرك عناية الإسلام بالطفل الذي هو بهجة الحاضر ورجل المستقبل .[/b][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=navy][b]وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ [size=2](89) النحل[/size][/b][/color][/size][/font]
[font=arial][/font]
[font=arial][size=5][b]*******[/b][/size][/font]
[font=arial][size=5][b]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/b][/size][/font][/color][/center]

صابر عباس حسن 01-22-2010 07:47 PM

[center][size=5][font=arial][color=black][b]بسم الله الرحمن الرحيم [/b][/color][/font][/size]

[size=5][font=arial][color=black][b]مع الجزء الخامس عشر[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b](4) [/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]ومع بعض آيات من سورة الإسراء[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]عشنا في اللقاءات السابقة مع البر بالوالدين وجعلها مقترنة بعقيدة التوحيد .[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b][color=darkolivegreen][/color][/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b][color=darkolivegreen]وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا [size=2]-23[/size][/color] [/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=darkolivegreen][b]وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [size=2]-24[/size] [/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=darkolivegreen][b]رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا [size=2]-25[/size][/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]ثم مبادئ البر بالفقراء وبذل العطاء لهم وخاصة الأقارب.[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=darkolivegreen][b]وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا [size=2]-26[/size] [/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=darkolivegreen][b]إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا [size=2]-27 [/size][/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=darkolivegreen][b]وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورًا [size=2]-28[/size] [/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=darkolivegreen][b]وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا [size=2]-29[/size] [/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=darkolivegreen][b]إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا [size=2]–30[/size][/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]ثم تحريم قتل الأطفال .[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=darkolivegreen][b]وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا [size=2]–31[/size][/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]******[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]واستكمالا لمبادئ القرآن العظيم نعيش تلك اللحظات المباركة , حيث طهارة المجتمع من الفاحشة وانهيار الأخلاق.[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]إن أي بناء سليم يتكون من لبنات سليمة . وإن أي جسم سليم يتكون من خلاية حية سليمة , أما إذا كانت اللبنات هشة أو ضعيفة إنهار البناء[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]فكما أن الخلية هي اللبنة في تكوين جسم الإنسان كذلك الأسرة هي اللبنة في تكوين المجتمعات البشرية , فإن صلحت الأسر صلح المجتمع وإذا انهارت الأسر إنهارت المجتمعات , ولذلك جاء التحريم الشديد لأي علاقة غير الزواج في تكوين الأسر في المجتمع الإسلامي المبني على العفة والطهارة وصلة الأرحام بين الأسر والتألف بين أفرادها ..[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]ومازلنا مع آيات سورة الإسراء التي تعتبر دستورا في المعاملات والأداب . [/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]قال تعالى:[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=darkolivegreen][b]وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً [size=2]-32[/size][/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]والنهي عن قربانه أبلغ من النهي عن مجرد فعله لأن ذلك يشمل النهي عن جميع مقدماته ودواعيه فإن: " من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه " خصوصا هذا الأمر الذي في كثير من النفوس أقوى داع إليه.[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]ووصف الله الزنى وقبحه بأنه [color=darkolivegreen]﴿كَانَ فَاحِشَةً﴾[/color] أي: إثما يستفحش في الشرع والعقل والفطر, لتضمنه التجريء على الحرمة في حق الله وحق المرأة وحق أهلها أو زوجها وإفساد الفراش واختلاط الأنساب وغير ذلك من المفاسد.[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]وقوله: [color=darkolivegreen]﴿وَسَاءَ سَبِيلا﴾[/color] أي: بئس السبيل سبيل من تجرأ على هذا الذنب العظيم.[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]*******[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]وقد ورد في الحديث الشريف :[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=navy][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=navy][b]أن فتى شابا أتى النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فقال : يا رسول الله إئذن لي بالزنا ؟ فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا : مه مه ؟ [/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=navy][b]فقال : أدنه فدنا منه قريبا قال : فجلس . [/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=navy][b]قال : أتحبه لأمك قال : لا والله ، جعلني الله فداءك [/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=navy][b]قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم.[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=navy][b]قال : أفتحبه لابنتك ؟ قل : لا والله يا رسول الله ، جعلني الله فداءك[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=navy][b]قال : ولا الناس يحبونه لبناتهم.[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=navy][b]قال : أفتحبه لأختك ؟ قل : لا والله يا رسول الله ، جعلني الله فداءك[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=navy][b]قال : ولا الناس يحبونه لأخواتهم .[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=navy][b]قال : أفتحبه لعمتك ؟ قل : لا والله يا رسول الله ، جعلني الله فداءك [/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=navy][b]قال : ولا الناس يحبونه لعماتهم . [/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=navy][b]قال : أفتحبه لخالتك ؟ قل : لا والله يا رسول الله ، جعلني الله فداءك [/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=navy][b]قال : ولا الناس يحبونه لخالاتهم .[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=navy][b]قال فوضع يده عليه وقال : اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء . [/b][/color][/font][/size]
[font=arial][size=2][color=navy][b]الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 501[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=2][color=navy][b]خلاصة حكم المحدث: صحيح[/b][/color][/size][/font]
[size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]******[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]ومما لا شك فيه أن إذاعة الفاحشة يؤدي إلى ضياع الأخلاق عند الشباب ومن ثم الضعف الذي يؤدي إلى إنهيار المجتمع والقضاء عليه.[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]ولقد دأبت بعض وسائل الإعلام على نشر الفاحشة وخاصة الأفلام السينمائية , ونذكرهم بقول الله تعالى: [/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=indigo][b]﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ في الدنيا و الأخرة وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾ 19 النور[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]وكل هذا من رحمة الله بعباده المؤمنين، وصيانة أعراضهم، كما صان دماءهم وأموالهم،[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]هل أدركنا قيمة الأداب و الأخلاق في الإسلام ؟ وأنها تؤدي إلى صلاح وقوة المجتمع وتماسكه, وأن إشاعة الفاحشة تؤدي إنهيار المجتمعات عاجلا أم أجلا.[/b][/color][/font][/size]

[size=5][font=arial][color=black][b]********[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى [/b][/color][/font][/size][/center]

صابر عباس حسن 01-25-2010 09:50 PM

[center][b][size=5][font=arial][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الخامس عشر[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](5) [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ومع بعض آيات من سورة الإسراء[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وما زلنا مع الدستور الإلهي الذي يأخذ بأيد البشر إلى أرقى الأخلاق والمبادئ وحماية النفس الإنسانية من الإعتداء عليها . [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen][size=6]وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا[/size] [size=3]-33[/size][/color] [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][u]حرمة قتل النفس إلا بالقانون في جرائم القصاص[/u][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وهذا شامل لكل نفس [color=darkolivegreen]﴿ حَرَّمَ اللَّهُ ﴾[/color] قتلها من صغير وكبير وذكر وأنثى ومسلم وكافر غير محارب.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ إِلا بِالْحَقِّ ﴾[/color] كالنفس بالنفس والزاني المحصن والتارك لدينه المفارق للجماعة والباغي في حال بغيه إذا لم يندفع إلا بالقتل.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا ﴾[/color] أي: بغير حق [color=darkolivegreen]﴿ فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ ﴾[/color] وهو أقرب ورثته من ناحية العصب, [color=darkolivegreen]﴿ سُلْطَانًا ﴾[/color] أي: حجة ظاهرة على القصاص من القاتل، ما يسمى اليوم بالأدلة الجنائية , تتقدم بها النيابة العامة إلى المحكمة الجنائية وذلك حين تجتمع الشروط الموجبة للقصاص كالقتل كالعمد . [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ونجد هنا توجيه للقاضي [color=darkolivegreen]﴿ فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا ﴾[/color] والإسراف مجاوزة الحد إما أن يمثل بالقاتل أو يقتله بغير ما قتل به أو يقتل غير القاتل.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وطبقا للشريعة الإسلامية السمحة يمكن لولي الدم أن يسقط عقوبة القصاص مقابل الدية أو بغيرها , وتطبق عقوبة أخرى مثل الحبس .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والنهي عن القتل ورد كثيرا في القرآن العظيم ذلك لشناعة هذا الجرم, وقد وضعت له أشد العقوبات في الدنيا وفي الأخرة, قال تعالى: [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا [size=2]- 93 النساء[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وهنا وعيد القاتل عمدا، وعيدا ترجف له القلوب وتنصدع له الأفئدة، وتنزعج منه أولو العقول.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فلم يرد في أنواع الكبائر أعظم من هذا الوعيد، بل ولا مثله، ألا وهو الإخبار بأن جزاءه جهنم، أي: فهذا الذنب العظيم قد انتهض وحده أن يجازى صاحبه بجهنم، بما فيها من العذاب العظيم، والخزي المهين، وسخط الجبار، وفوات الفوز والفلاح، وحصول الخيبة والخسار. فعياذًا بالله من كل سبب يبعد عن رحمته.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]*****[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقد جاء في الحديث الشرف , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=navy]" إذا تواجه المسلمان بسيفيهما ، فالقاتل والمقتول في النار " قيل : يا رسول الله ! هذا القاتل . فما بال المقتول ؟ قال " إنه قد أراد قتل صاحبه " .[/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]الراوي: الأحنف بن قيس المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2888[/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]خلاصة حكم المحدث: صحيح[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]من حمل علينا السلاح فليس منا.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7070[/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]خلاصة حكم المحدث: صحيح[/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=2][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=navy]لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح ، فإنه لا يدري ، لعل الشيطان ينزغ في يده ، فيقع في حفرة من النار[/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7072[/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]خلاصة حكم المحدث: صحيح[/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]هل أدركنا كيف يحافظ الإسلام على حياة الإنسان ؟ [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أين هذا وما يشاع اليوم من أن الإسلام دين عنف ودماء ؟[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]إن الإسلام هو الضمانة الحقيقية للأمن والأمان إذا طبق.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وصدق الله العظيم إذ قال : [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=navy][size=6]وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ[/size] [size=2]– 107 الأنبياء[/size][/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

يا رجائي 01-28-2010 09:58 AM

جزاك الله خيرا وان شاء الله لى عوده لاكمال الموضوع ان كان بالعمر بقيه

صابر عباس حسن 01-29-2010 11:19 PM

[center][b][size=5][font=arial][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الخامس عشر[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](6) [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ومع بعض آيات من سورة الإسراء[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وما زلنا مع الدستور الإلهي الذي يأخذ بأيد البشر إلى أرقى الأخلاق والمبادئ وحماية النفس الإنسانية من الإعتداء عليها , وحماية الأموال , والوفاء بالعهود والمواثيق . والدقة في المعملات التجارية من بيع وشراء. وكلنا يعلم أن كتب الفقه تناولت هذه المعاملات بشئ كبير من التفصيلات ووضع التعريفات والشروط لها. وحسبنا هنا أن نشير إليها ونعلم علم اليقين أن القرآن العظيم وهو مصدر كل هذه التشريعات والقوانين لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا ووضع لها أساسا. ويقوم رجال الشريعة والقانون وخاصة في البلدان الإسلامية بوضع تقنينات ونصوصا قانونية مصدرها القرآن العظيم والحديث الصحيح , فإن العدالة المطلقة في شريعة الله سبحانة , أما القوانين الوضعية وإن كانت تبتغي العدل إلا أنها لن ترقى إلى شريعة الله تعالى .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ [size=2]– 49[/size] أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ [size=2]-50 المائدة[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=2][color=#4b0082][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]*****[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ونعود لبقية آيات سورة الإسراء[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقد سبق أن إشتملت سورة الأعراف على تأكيد تلك المبادئ الهامة من الآيات 151 الى 153[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]إشتملت تلك الآيات على كثير من المبادئ الهامة في حياة الإنسان عبر العصور المختلفة , ولأن هناك ضرورات ثابتة في حياة البشر لا تتغير بتغير الزمان أو المكان فكان لابد لها من تلك المبادئ الثابتة التي تنظمها وتضع لها الضوابط حتي تستقيم المجتمعات ضمن منظومة تشريعية متكاملة لحقوق الفرد والمجتمع .[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]أهم المبادئ التي نحاول أن نلتمسها من الآيات الكريمة والتي تكلمنا عنها في اللقاءات السابقة عن [/color][/font][/size][/b][b][size=5][font=arial][color=black]حرية الإرادة بالتوجه لله الحق وحده بالعبادة ,والإحسان إلى الأباء ,وحقوق الطفل .[/color][/font][/size][/b][b][size=5][font=arial][color=black]وتحريم الفواحش , وتحريم قتل النفس.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]واليوم نتكلم بعون الله تعالى عن صيانة مال اليتيم ,والوفاء بالعهد ,والوفاء في الكيل والميزان. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وأهمية العلم والتخصص فيما يتناوله الإنسان , ثم نختم بخلق التواضع.[/color][/font][/size][/b][/center]


[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً [size=2]-34[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [size=2]-35[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][u]المحافظة على أموال اليتيم والوفاء بالعهد[/u][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][u]وأمانة المعاملات في البيع والشراء.[/u] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وهذا من لطفه ورحمته تعالى باليتيم الذي فقد والده وهو صغير غير عارف بمصلحة نفسه ولا قائم بها, فأمر الله تعالى أولياءه بحفظه وحفظ ماله وإصلاحه وأن لا يقربوه [color=darkolivegreen]﴿ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾[/color] من التجارة فيه وعدم تعريضه للأخطار، والحرص على تنميته، وذلك ممتد إلى أن [color=darkolivegreen]﴿ يَبْلُغَ ﴾[/color] اليتيم [color=darkolivegreen]﴿ أَشُدَّهُ ﴾[/color] أي: بلوغه وعقله ورشده، فإذا بلغ أشده زالت عنه الولاية وصار ولي نفسه ودفع إليه ماله.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]كما قال تعالى: [color=indigo]﴿ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ﴾[size=2]-6 النساء[/size][/color][size=2] [/size][color=darkolivegreen]﴿ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ﴾[/color] الذي عاهدتم الله عليه والذي عاهدتم الخلق عليه. [color=darkolivegreen]﴿ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولا ﴾[/color] أي: مسئولين عن الوفاء به وعدمه، فإن وفيتم فلكم الثواب الجزيل وإن لم تفوا فعليكم الإثم العظيم.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والوفاء بالعهد صفة الأنبياء.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=navy]أخبر أبو سفيان : أن هرقل قال له : سألتك ماذا يأمركم ؟ فزعمت : أنه أمركم بالصلاة ، والصدق ، والعفاف ، والوفاء بالعهد ، وأداء الأمانة ، قال : وهذه صفة نبي .[/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]الراوي: أبو سفيان بن حرب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2681[/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]خلاصة حكم المحدث: [صحيح][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حسن العهد من الإيمان .[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]الراوي: - المحدث: الزرقاني - المصدر: مختصر المقاصد - الصفحة أو الرقم: 381[/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]خلاصة حكم المحدث: صحيح[/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما نقض قوم العهد قط إلا كان القتل بينهم ، و ما ظهرت فاحشة في قوم قط إلا سلط الله عز وجل عليهم الموت ، و لا منع قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر .[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 107[/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]خلاصة حكم المحدث: صحيح على شرط مسلم[/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=navy]وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خمس بخمس . قيل يا رسول ا لله0 ما خمس بخمس قال : ما نقض قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم ، وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم ( الفقر ، و لا ظهرت فيهم الفاحشة ، إلا فشا فيهم ) الموت ، و لا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر ، و لا طففوا المكيال إلا حبس عنهم النبات ، و أخذوا بالسنين[/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 765[/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][color=navy]آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان[/color] .[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6095[/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]خلاصة حكم المحدث: [صحيح][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [size=2]-35[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وهذا أمر بالعدل وإيفاء المكاييل والموازين بالقسط من غير بخس ولا نقص.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ويؤخذ من عموم المعنى النهي عن كل غش في ثمن أو مثمن أو معقود عليه والأمر بالنصح والصدق في المعاملة.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ ذَلِكَ خَيْرٌ ﴾[/color] من عدمه [color=darkolivegreen]﴿ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا ﴾[/color] أي: أحسن عاقبة به يسلم العبد من التبعات وبه تنزل البركة.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [size=2]-36[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][u]أمانة العلم[/u][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أي: ولا تتبع ما ليس لك به علم، بل تثبت في كل ما تقوله وتفعله، فلا تظن ذلك يذهب لا لك ولا عليك، [color=darkolivegreen]﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا ﴾[/color] فحقيق بالعبد الذي يعرف أنه مسئول عما قاله وفعله وعما استعمل به جوارحه التي خلقها الله لعبادته أن يعد للسؤال جوابا، وذلك لا يكون إلا باستعمالها بعبودية الله وإخلاص الدين له وكفها عما يكرهه الله تعالى.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]*****[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][u]خلق التواضع[/u][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً [size=2]-37[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا [size=2]-38[/size][/color] [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]يقول تعالى: [color=darkolivegreen]﴿ وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحًا ﴾[/color] أي: كبرا وتيها وبطرا متكبرا على الحق ومتعاظما على الخلق.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ إِنَّكَ ﴾[/color] في فعلك ذلك [color=darkolivegreen]﴿ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولا ﴾[/color] في تكبرك بل تكون حقيرا عند الله ومحتقرا عند الخلق مبغوضا ممقوتا قد اكتسبت أشر الأخلاق واكتسيت أرذلها من غير إدراك لبعض ما تروم.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ كُلُّ ذَلِكَ ﴾[/color] المذكور الذي نهى الله عنه فيما تقدم من قوله: [color=darkolivegreen]﴿ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَر َ﴾[/color] والنهي عن عقوق الوالدين وما عطف على ذلك [color=darkolivegreen]﴿ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا ﴾[/color] أي: كل ذلك يسوء العاملين ويضرهم والله تعالى يكرهه ويأباه.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 02-03-2010 02:21 AM

[center][color=black][size=5][font=arial][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b][/font][/size][/color][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الخامس عشر[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](7) [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ومع بعض آيات من سورة الإسراء[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً [size=2]- 70[/size][/color] [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]إن الاسلام أول من نادى بحقوق الإنسان , وكانت كرامة الانسان منحة من الله وفضل[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ولعل من قرأ وثيقة حقوق الإنسان يدرك أنها أتت متأخرة , فقد سبقتها رسالة الله تعالى منذ 1431 سنة ,[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فالإسلام أول من قرر حرية العقيدة ( لا إكراه في الدين )[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وحرية الإرادة بالتوجه لله الحق وحده بالعبادة , الإحسان إلى الأباء , حقوق الطفل وعدم قتلهم من الفقر, تحريم الفواحش , تحريم قتل النفس , صيانة مال اليتيم , صيانة المال بالوفاء في الكيل والميزان , العدل في القول , الوفاء بعهد الله تعالى. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وجميع الحقوق تشمل الرجال والنساء على السواء في الإسلام.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=navy]قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [size=2]-151[/size][/color][/font][/size][/b][/center]
[color=navy] [/color]
[center][b][size=5][font=arial][color=navy]وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [size=2]-152[/size][/color][/font][/size][/b][/center]
[color=navy] [/color]
[center][b][size=5][font=arial][color=navy]وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [size=2]-153الأعراف[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=7][color=darkolivegreen]وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ[/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وهذا من كرمه عليهم وإحسانه الذي لا يقادر قدره حيث كرم بني آدم بجميع وجوه الإكرام، فكرمهم بالعلم والعقل وإرسال الرسل وإنزال الكتب، وجعل منهم الأولياء والأصفياء وأنعم عليهم بالنعم الظاهرة والباطنة.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرّ ِ﴾[/color] بجميع وسائل النقل سواء التي تسير على الأرض أو التي تسير جوا مثل الطائرات .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال تعالى في سورة الجاثية: [/color][color=indigo]اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [size=2]- 12[/size] وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [size=2]- 13[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]يخبر تعالى بفضله على عباده وإحسانه إليهم بتسخير البحر لسير المراكب والسفن بأمره وتيسيره، [color=indigo]﴿ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ ﴾[/color] بأنواع التجارات والمكاسب، [color=indigo]﴿ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾[/color] الله تعالى فإنكم إذا شكرتموه زادكم من نعمه وأثابكم على شكركم أجرا جزيلا.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=indigo]﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ ﴾[/color] أي: من فضله وإحسانه، وهذا شامل لأجرام السماوات والأرض ولما أودع الله فيهما من قوانين تعينكم على التنقل عبر الفضاء بالمركبات الفضائية أو في جو الأرض بواسطة الطائرات وغير ذلك مما هو معد لصالح بني آدم . فهذا يوجب عليهم أن يبذلوا غاية جهدهم في شكر نعمته وأن تتغلغل أفكارهم في تدبر آياته وحكمه ولهذا قال: [color=indigo]﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾[/color] وجملة ذلك أن خلقها وتدبيرها وتسخيرها دال على نفوذ مشيئة الله وكمال قدرته، وما فيها من الإحكام والإتقان وبديع الصنعة وحسن الخلقة دال على كمال حكمته وعلمه، وما فيها من السعة والعظمة والكثرة دال على سعة ملكه وسلطانه، [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فهو سبحانه كرم بني أدم بنعمة العقل وما أودعه فيه من تفاعلات وفهم ومدركات ليقوم بالتصنيع والإبتكار والتطوير المستمر لإنجازات سابقة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال تعالى: [/color][color=indigo]﴿والله خلقكم وما تعملون﴾ [size=2]- 96 إبراهيم[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإن كثير من المخلوقات تدلك على ذلك فإذا نظرت إلى النحل كيف يقوم ببناء الخلية بناءا هندسيا غاية الدقة وكيف يقوم بإمتصاص رحيق الأزهار وكيف يخرج من بطونه شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ؟ في أي الكليات درس هذا ؟ ومن علمه هذا؟[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]بل قل من أوضع فيه هذا البرنامج الذي لا يتخلف عبر العصور؟[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وكذلك إذا نظرت إلى الحرير الطبيعي ..! تخرجه دودة الحرير وتتغذى على ورق التوت ..! في أي مصنع أخرجت هذا الحرير الطبيعي وكيف يتكون ؟[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإذا عدنا إلى الإنسان نجده نزل من بطن أمه لا يعلم شئ ..![/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال تعالى: [/color][color=indigo]﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَالأفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [size=2]- 78 النحل[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أي: هو المنفرد بهذه النعم حيث [color=indigo]﴿ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا ﴾[/color] ولا تقدرون على شيء ثم إنه [color=indigo]﴿ جَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَالأفْئِدَةَ ﴾[/color] خص هذه الأعضاء الثلاثة، لشرفها وفضلها ولأنها مفتاح لكل علم ، فلا وصل للعبد علم إلا من أحد هذه الأبواب الثلاثة وإلا فسائر الأعضاء والقوى الظاهرة والباطنة هو الذي أعطاهم إياها، وجعل ينميها فيهم شيئا فشيئا إلى أن يصل كل أحد إلى الحالة اللائقة به، وذلك لأجل أن يشكروا الله، باستعمال ما أعطاهم من هذه الجوارح في طاعة الله تعالى .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]هل أدركنا مدى تكريم الله تعالى للإنسان؟ [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وكل ذلك دال على أنه وحده المعبود الذي لا تنبغي العبادة والذل والمحبة إلا له وأن رسله صادقون فيما جاءوا به، فهذه أدلة عقلية واضحة لا تقبل ريبا ولا شكا.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=6][color=darkolivegreen]وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ[/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿وَالْبَحْرِ﴾[/color] في السفن والمراكب والغواصات وذلك بالقوانين التي أودعها الله تعالى للطفو والإبحار عبر الأمواج المائية والرياح .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ﴾[/color] من المآكل والمشارب والملابس . فما من طيب تتعلق به حوائجهم إلا وقد أكرمهم الله به ويسره لهم غاية التيسير.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا ﴾[/color] بما خصهم به من المناقب وفضلهم به من الفضائل التي ليست لغيرهم من أنواع المخلوقات.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وهذا التكريم الآلهي لبني البشر يدلك على مدى أهمية رسالة الله تعالى التي توضحه وتبينه للناس حتى يعلم الجميع أنهم متساون في التكريم على ظهر الأرض , وعليهم التوجه بقلوبهم إلى خالقهم حتى يديم عليهم نعمة التكريم في الدنيا والأخرة . فالبعد عن منهج الله في العدل يلحق الضرر بالبشرية حيث يطغى بعضهم على بعض ويأكل القوي الضعيف, ويستعبد السادة العبيد. وقد حدث ذلك عبر العصور المختلفة إلى أن جاء الإسلام ينير للبشر طريق الحرية والكرمة,[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]*****[/color][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 02-05-2010 11:13 PM

[center][color=black][size=5][font=arial][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b][/font][/size][/color][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الخامس عشر[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](8) [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ومع بعض آيات من سورة الكهف[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen][size=6]إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا[/size] [size=3]- 30[/size][/color] [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]والأمر بالعمل الصالح ورد كثيرا في القرآن العظيم مما يدل على أهميته..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فالإسلام عقيدة وشريعة , فدائما نلاحظ إقتران الإيمان بالعمل الصالح وذلك عبر آيات القرآن من أوله إلى أخره.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فالبعمل الصالح تنهض الأمم والشعوب وتقوى, فلا توجد على ظهر الأرض أمة تنهض بالعمل الصالح ثم تجدها متخلفة أو فقيرة أو محتلة أو ضعيفة ...أما الشعوب المتكاسلة عن العمل فسرعان ما ينخر فيها الضعف ويطمع في ثرواتها الطامعون ويسعى في غزوها الغاصبون...![/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقد أدرك ذلك المسلمون الأوئل فكانوا خير أمة أخرجت للناس. وإليكم هذا النموذج ..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]في عهد النبي صلى الله عليه وسلم , [/color][color=navy]قدم عبد الرحمن بن عوف المدينة ، فآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري ، فعرض عليه أن يناصفه أهله وماله ، فقال عبد الرحمن : بارك الله لك في أهلك ومالك ، دلني على السوق ، فربح .....[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3937[/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]خلاصة حكم المحدث: صحيح[/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=navy][/color][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=navy]وورد أيضا , أن رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فقال أما في بيتك شيء قال بلى حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه وقعب نشرب فيه من الماء, [/color][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=navy]قال: ائتني بهما فأتاه بهما فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال من يشتري هذين ؟ [/color][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=navy]قال رجل أنا آخذهما بدرهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يزيد على درهم مرتين أو ثلاثة قال رجل أنا آخذهما بدرهمين . فأعطهما إياه وأخذ الدرهمين فأعطاهما الأنصاري وقال اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك واشتر بالآخر قدوما فائتني به فأتاه به فشد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عودا بيده ثم قال اذهب فاحتطب وبع ولا أرينك خمسة عشر يوما, ففعل فجاء وقد أصاب عشرة دراهم فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا خيرا لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة إن المسألة لا تصلح إلا لثلاث لذي فقر مدقع أو لذي غرم مفظع أو لذي دم موجع[/color] .[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]الراوي: أنس المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/45[/color][/size][/font][/b][/center]


[center][b][size=5][font=arial][color=black]و من هذه الأحاديث ندرك كيف فهم المسلمون قيمة العمل في الإسلام , [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والأمر بالعمل الصالح قد وجهه الله تعالى لرسله صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال تعالى:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ [size=6]وَاعْمَلُوا صَالِحًا[/size] إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ [size=2]– 51 المؤمنون[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]الأعمال الصالحة، التي هي صلاح في جميع الأزمنة، قد اتفقت عليها الأنبياء والشرائع، أولا – في العقيدة كالأمر بتوحيد الله، وإخلاص الدين له، ومحبته، وخوفه، ورجائه، والبر، والصدق، والوفاء بالعهد، وصلة الأرحام، وبر الوالدين، والإحسان إلى الضعفاء والمساكين واليتامى، والحنو والإحسان إلى الخلق،[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ثانيا - الأعمال الصالحة لمجالات الحياة المختلفة من تصنيع وتشيد للبناء والمدن والطرق والعمل في مجال الزراعة والصيد وإنشاء المصانع لتصنيع كل مايلزم الإنسان في حياته اليومية...[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال تعالى:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ [size=2]- 10[/size] أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [size=2]– 11 سبأ[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أي: ولقد مننا على عبدنا ورسولنا, داود عليه الصلاة والسلام, وآتيناه فضلا من العلم النافع, والعمل الصالح, والنعم الدينية والدنيوية، ومن نعمه عليه, ما خصه به من أمره تعالى الجمادات, كالجبال والحيوانات, من الطيور, أن تُؤَوِّب معه, وتُرَجِّع التسبيح بحمد ربها.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ومن فضله عليه, أن ألان له الحديد, ليعمل الدروع السابغات, وعلمه تعالى كيفية صنعته, بأن يقدره في السرد, أي: يقدره حلقا, ويصنعه كذلك, ثم يدخل بعضها ببعض.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]قال تعالى: وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ [size=2]– 80 الأنبياء[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقال تعالى:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ [size=2]– 13 سبأ[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black] الشكر: تصور النعمة وإظهارها، ويضاده الكفر، وهو: نسيان النعمة، وسترها، [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقيل: أصله من عين شكرى، أي: ممتلئة، فالشكر على هذا هو الامتلاء من ذكر المنعم عليه. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والشكر ثلاثة أضرب:شكر القلب، وهو تصور النعمة.وشكر اللسان، وهو الثناء على المنعم.وشكر سائر الجوارح، وهو مكافأة النعمة بقدر استحقاقه بالبذل والعطاء والمساعدة .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقد تفضل الله تعالى على سائر البشر بأن علمهم مالم يكونوا يعلموا..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال تعالى : [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=indigo]اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ [size=2]-3[/size] الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ [size=2]-4[/size] عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ [size=2]– 5 العلق[/size][/color][size=2] [/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]*****[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والعمل الصالح كما يفيد في الدنيا فهو يفيد في الأخرة, قال تعالى:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=indigo]وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [size=2]– 82 سورة البقرة[/size][/color] [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ويجب أن يدرك الأنسان أن جميع أعماله مراقبة , فالدنيا دار إختبار لأعمال الإنسان.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال تعالى:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لأنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [size=2]– 110 سورة البقرة[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*****[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 02-12-2010 11:56 PM

[center][color=black][size=5][font=arial][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b][/font][/size][/color][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الخامس عشر[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](9) [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ومع بعض آيات من سورة الكهف[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][u]من المبادئ الهامة في الإسلام الإجتهاد في تحصيل العلم ,[/u][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقد ورد في نهاية الجزء الذي معنا قصة الإصرار والتصميم على طلب التعلم , وذلك من نبي الله موسى عليه السلام.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]فقد ورد عن النبي صلى الله عليه واله وسلم أنه قال: [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]قام موسى النبي خطيبا في بني إسرائيل فسئل : أي الناس أعلم ؟ فقال : أنا أعلم ، فعتب الله عليه ، إذ لم يرد العلم إليه ، فأوحى الله إليه : إن عبدا من عبادي بمجمع البحرين ، هو أعلم منك . قال : يا رب ، وكيف به ؟ فقيل له : احمل حوتا في مكتل ، فإذا فقدته فهو ثم ،[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*****[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا [size=2]-60[/size] فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا [size=2]– 61[/size] فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا [size=2]– 62[/size] قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا [size=2]– 63[/size] قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا [size=2]– 64[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا [size=2]– 65[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا [size=2]– 66[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا [size=2]– 67[/size] وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا [size=2]– 68[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا [size=2]– 69[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا [size=2]- 70[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ونستفيد من هذه القصة الهامة مدى الحرص على طلب العلم.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من غدا لعلم يتعلمه فتح الله له به طريقا إلى الجنة وفرشت له الملائكة أكنافها ، وصلت عليه ملائكة السماء وحيتان البحر ، وللعالم من الفضل على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ، والعلماء ورثة الأنبياء ، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم ، فمن أخذ بالعلم أخذ بحظ وافر ، وموت العالم مصيبة لا تجبر ، وثلمة لا تسد ، ونجم طمس ، وموت قبيلة أيسر من موت عالم .[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]الراوي: أبو الدرداء المحدث: ابن القيم - المصدر: مفتاح دار السعادة - الصفحة أو الرقم: 1/254[/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]خلاصة حكم المحدث: حسن[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فقد كانت بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم المصدر الرئيسي للعلم والعلماء , قال تعالى:[color=indigo] كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ [size=2]-152[/size] فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي ولا تَكْفُرُونِ[size=2] – 153 سورة البقرة[/size][/color][size=2] [/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ولقد كان المسجد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم جامعة علمية تخرج منها خير أمة , وخيرة العلماء ,[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا لخير يتعلمه أو يعلمه فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله ومن جاء لغير ذلك فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره .[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 187[/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]خلاصة حكم المحدث: صحيح[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ولم يأتي الأمر في طلب الزيادة إلا في طلب العلم , قال تعالى: [/color][color=navy]...وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا [size=2]– 114 طه[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فإن العلماء أشد الناس خشية لله تعالى وذلك لإدراكهم ومشاهدتهم لآيات الله في النفس والأفاق.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال تعالى في سورة فاطر:[/color][color=navy] أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا, وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ [size=2]-27[/size] َمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ, إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ [size=2]- 28[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]بالعلم والبحث العلمي الجاد تنهض الأمم ,[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبهذا الأسلوب الراقي في الأخلاق تعلم علماؤنا, فملكوا العالم وأشاعوا نور المعرفة على سائر الأرض التي كانت مفتاحا لكل العلوم التي نراها الأن.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإلى الجزء التالي إن شاء الله[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 02-19-2010 02:12 AM

[center][size=5][font=arial][b][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/b][/font][/size][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء السادس عشر[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](1)[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وهذا الجزء يتضمن أواخر سورة الكهف وسورة مريم وسورة طه.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ومن مبادئ المعاملات والأداب التي نحاول أن نتخلق بها من هذا الجزء الزاخر بالمعطيات الكثيرة , كيفية التعامل مع جميع البشر ومن مواقع مختلفة.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فالآيات الكريمة تجيب عن أسئلة هامة...![/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=purple]أولها كيف يتعامل القائد مع الرعية ؟[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=purple]ثانيا كيف يتعامل الأبن المؤمن مع أبيه غير المؤمن ؟[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=purple]ثالثا كيفية تعامل الأب المؤمن مع أهل بيته ؟[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=purple]ورابعا كيفية تعامل الداعية -إلى دين الله- مع الملوك والزعماء ؟[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعون من الله تعالى نحاول أن نتدبر هذه الآداب والأخلاق عسى أن نتخلق بها فننعم بها في الدنيا ونكون من الفائزين إن شاء الله في الأخرة. [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]*****[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][u]أولا كيف يتعامل القائد مع الرعية ؟[/u][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والنموذج الذي نراه في الآيات التالية لقائد قوي جاب مشارق الأرض ومغربها ودافع عن الضعفاء وحقق العدل بين الرعية,[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]( ذو القرنين )[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال تعالى عنه في أوخر سورة الكهف:[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا [size=2]– 84[/size] فَأَتْبَعَ سَبَبًا [size=2]- 85[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا [size=2]– 86[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا [size=2]– 87[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا [size=2]– 88[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأرْضِ﴾[/color] أي: ملكه الله تعالى، ومكنه من النفوذ في أقطار الأرض، وانقيادهم له. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا فَأَتْبَعَ سَبَبًا﴾[/color] أي: أعطاه الله من الأسباب الموصلة للمهام التي يبتغيها، ما به يستعين على فتح البلدان، وسهولة الوصول إلى أقاصي العمران، وعمل بتلك الأسباب التي أعطاه الله إياها، أي: استعملها على وجهها. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]حتى إذا بلغ مغرب الشمس، أي أقصى مكان للأرض من جهة الغرب ,وجد أقواما [color=darkolivegreen]﴿قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا﴾ [/color]أي: إما أن تعذبهم بما أقترفوه من أثام ، وإما أن تحسن إليهم، فخير بين الأمرين، لأن الظاهر أنهم كفار أو فساق، أو فيهم شيء من ذلك، لأنهم لو كانوا مؤمنين غير فساق، لم يرخص في تعذيبهم، فكان عند ذي القرنين من السياسة الشرعية ما استحق به المدح والثناء، لتوفيق الله له لذلك، فقال: سأجعلهم قسمين: [color=darkolivegreen]﴿أَمَّا مَنْ ظَلَمَ﴾[/color] بالكفر [color=darkolivegreen]﴿فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا﴾[/color] أي: تحصل له العقوبتان، عقوبة الدنيا، وعقوبة الآخرة.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى﴾[/color] أي: فله الجنة والحالة الحسنة عند الله جزاء يوم القيامة، [color=darkolivegreen]﴿وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا﴾ [/color]أي: وسنحسن إليه، ونلطف له بالقول، ونيسر له المعاملة، وهذا يدل على كونه من الملوك الصالحين الأولياء، العادلين العالمين، حيث وافق مرضاة الله في معاملة كل فرد، بما يليق بحاله.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]أولا- بردع الظالم حتى لا يتجرأ الناس على الظلم , و يسود الأمن والأمان بين الناس..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ثانيا- مكافئة الصالحين حتى نشجع غيرهم على الإصلاح , ليعم الرخاء بإذن الله , وهذا ما فعله ذو القرنين.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]*****[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ثالثا - الدفاع عن المظلومين[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]و مساعدتهم في إنشاء دفاعاتهم ضد المعتدين والمفسدين في الارض[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلا [size=2]-93[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا [size=2]– 94[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا [size=2]– 95[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا [size=2]– 96[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا [size=2]– 97[/size][/color] [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ ﴾[/color] قال المفسرون: ذهب متوجها من المشرق، قاصدا للشمال، فوصل إلى ما بين السدين، وهما سدان، كانا سلاسل جبال معروفين في ذلك الزمان، سدا بين يأجوج ومأجوج وبين الناس، وجد من دون السدين قوما، لا يكادون يفقهون قولا، وقد أعطى الله ذا القرنين من الأسباب العلمية، ما فقه به ألسنة أولئك القوم وفقههم، وراجعهم، وراجعوه، فاشتكوا إليه ضرر يأجوج ومأجوج، وهما أمتان عظيمتان من بني آدم.... فقالوا: [color=darkolivegreen]﴿إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ﴾[/color] بالقتل وأخذ الأموال وغير ذلك. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا﴾[/color] أي جعلا [color=darkolivegreen]﴿عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا﴾[/color] ودل ذلك على عدم اقتدارهم بأنفسهم على بنيان السد، وعرفوا اقتدار ذي القرنين عليه، فبذلوا له أجرة، ليفعل ذلك، فلم يكن ذو القرنين ذا طمع، ولا رغبة في الدنيا، ولا تاركا لإصلاح أحوال الرعية، بل كان قصده الإصلاح، فلذلك أجاب طلبتهم لما فيها من المصلحة، ولم يأخذ منهم أجر، وشكر ربه على تمكينه واقتداره، فقال لهم: [color=darkolivegreen]﴿مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ﴾[/color] أي: مما تبذلون لي وتعطوني، وإنما أطلب منكم أن تعينوني بقوة منكم بأيديكم [color=darkolivegreen]﴿أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا﴾[/color] أي: مانعا من عبورهم عليكم.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ﴾[/color] أي: قطع الحديد، فأعطوه ذلك.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ﴾[/color] أي: الجبلين اللذين بني بينهما السد [color=darkolivegreen]﴿قَالَ انْفُخُوا﴾[/color] النار أي: أوقدوها إيقادا عظيما، واستعملوا لها المنافيخ لتشتد، فتذيب النحاس، فلما ذاب النحاس، الذي يريد أن يلصقه بين زبر الحديد [color=darkolivegreen]﴿قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا﴾[/color] أي: نحاسا مذابا، فأفرغ عليه القطر، فاستحكم السد استحكاما هائلا، وامتنع من وراءه من الناس، من ضرر يأجوج ومأجوج.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا﴾[/color] أي: فما لهم استطاعة، ولا قدرة على الصعود عليه لارتفاعه، ولا على نقبه لإحكامه وقوته.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]****[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقد ود في الحديث الشريف نماذج كثير في تطبيق العدل ,[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=navy]أن امرأة من بني مخزوم سرقت ، فقالوا : من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فلم يجترئ أحد أن يكلمه ، فكلمه أسامة بن زيد ، فقال : إن بني إسرائيل كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه.[/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]وإذا سرق فيهم الضعيف قطعوه ، لو كانت فاطمة لقطعت يدها.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]الراوي: عائشة المحدث: البخاري المصدر: صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 3733 [/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]خلاصة حكم المحدث: صحيح[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وأنظروا كيف كان حال العرب في الجاهلية , وكيف أصبح حالهم بعد عدل الإسلام ...![/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ويتجلى ذلك في قول جعفر بن أبي طالب للنجاشي ملك الحبشة : [/color][color=navy]أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار يأكل القوي منا الضعيف ، [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ، [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=navy]وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ، ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة ، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا ، و أمرنا بالصلاة والزكاة والصيام .[/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]*****[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo] [size=6]وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا [size=2]- 58 النساء[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]***** [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 02-22-2010 12:08 AM

[center][color=black][size=5][font=arial][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b][/font][/size][/color][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء السادس عشر[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](2)[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]عشنا في اللقاء السابق في كيفية تعامل القائد مع الرعية ؟[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا [size=2]– 86[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا [size=2]– 87[/size][/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا [size=2]– 88[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإن شاء الله تعالى نستكمل اليوم مبادئ التعامل مع البشر من مواقع مختلفة وكيفية تعامل الأبن المؤمن مع أبيه غير المؤمن ؟[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال تعالى في سورة مريم :[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا [size=2]-41[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]إِذْ قَالَ لأبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا [size=2]– 42[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا [size=2]-43[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا [size=2]– 44[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا [size=2]– 45[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لأرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا [size=2]– 46[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا [size=2]– 47[/size][/color] [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ومع هذا النموذج الرائع والأدب الرفيع في المخاطبة نتعلم..![/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ﴾[/color] جمع الله له بين الصديقية والنبوة.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فالصديق: كثير الصدق، فهو الصادق في أقواله وأفعاله وأحواله، المصدق بكل ما أمر بالتصديق به،. وذلك يستلزم العلم العظيم الواصل إلى القلب ، المؤثر فيه ، الموجب لليقين ، والعمل الصالح الكامل،. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإبراهيم عليه السلام، هو أفضل الأنبياء كلهم بعد محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الذي جعل الله في ذريته النبوة والكتاب، وهو الذي دعا الخلق إلى الله، وصبر على ما ناله من العذاب العظيم، فدعا القريب والبعيد، واجتهد في دعوة أبيه، مهما أمكنه، وذكر الله مراجعته إياه ، فقال : [color=darkolivegreen]﴿ إِذْ قَالَ لأبِيهِ ﴾[/color] مهجنا له عبادة الأوثان: [color=darkolivegreen]﴿ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا ﴾ [/color] أي: لم تعبد أصناما، ناقصة في ذاتها ، وفي أفعالها، فلا تسمع، ولا تبصر، ولا تملك لعابدها نفعا ولا ضرا، بل لا تملك لأنفسها شيئا من النفع ، ولا تقدر على شيء من الدفع ، فهذا برهان جلي دال على أن عبادة الناقص في ذاته وأفعاله مستقبح عقلا وشرعا. ودل أيضا أن الذي يجب أن نتوجه إليه بالعبادة من له الكمال والقدرة، وهو الله تعالى.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ ﴾[/color] أي: يا أبت لا تحقرني وتقول: إني ابنك، وإن عندك ما ليس عندي، بل قد أعطاني الله من العلم ما لم يعطك، والمقصود من هذا قوله: [color=darkolivegreen]﴿ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا ﴾[/color] أي: مستقيما معتدلا، وهو: عبادة الله وحده لا شريك له، وطاعته في جميع الأحوال،.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وفي هذا من لطف الخطاب ولينه ، ما لا يخفى ، فإنه لم يقل: " يا أبت أنا عالم، وأنت جاهل " أو " ليس عندك من العلم شيء " وإنما أتى بصيغة تقتضي أن عندي وعندك علما، وأن الذي وصل إلي لم يصل إليك ولم يأتك، فينبغي لك أن تتبع الحجة وتنقاد لها.....!![/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ﴾[/color] لأن من عبد غير الله، فقد عبد الشيطان، كما قال تعالى: [color=indigo]﴿ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾[/color]يس..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا ﴾[/color] فمن اتبع خطواته، فقد اتخذه وليا وكان عاصيا لله بمنزلة الشيطان. فإن المعاصي تمنع العبد من رحمة الله ، وتغلق عليه أبوابها ، كما أن الطاعة أكبر الأسباب لنيل رحمته ، ولهذا قال: [color=darkolivegreen]﴿ يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ ﴾ [/color]أي: بسبب إصرارك على الكفر، وتماديك في الطغيان [color=darkolivegreen]﴿ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا ﴾[/color] أي: في الدنيا والآخرة، فتنزل بمنازله الذميمة، وترتع في مراتعه الوخيمة .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فتدرج الخليل عليه السلام بدعوة أبيه، بالأسهل فالأسهل، فأخبره بعلمه، وأن ذلك موجب لاتباعك إياي، وأنك إن أطعتني، اهتديت إلى صراط مستقيم . [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ثم نهاه عن عبادة الشيطان، وأخبره بما فيها من المضار.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black] ثم حذره عقاب الله ونقمته إن أقام على حاله، وأنه يكون وليا للشيطان.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فقال له الأب: [color=darkolivegreen]﴿ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ ﴾[/color] التي هي من الحجر والأصنام، ولام إبراهيم عن رغبته عنها، وهذا من الجهل المفرط، والكفر الوخيم، وقال : [color=darkolivegreen]﴿ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ ﴾[/color] أي: عن شتم آلهتي، ودعوتي إلى عبادة لله [color=darkolivegreen]﴿ لأرْجُمَنَّكَ ﴾[/color] أي: قتلا بالحجارة. [color=darkolivegreen]﴿ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ﴾[/color] أي: لا تكلمني زمانا طويلا،.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فأجابه الخليل جواب عباد الرحمن عند خطاب الجاهلين، ولم يشتمه، بل صبر، ولم يقابل أباه بما يكره، [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقال: [size=6][color=darkolivegreen]﴿ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ﴾[/color][/size] أي: لا أزال أدعو الله لك بالهداية والمغفرة، بأن يهديك للإسلام، الذي تحصل به المغفرة، [color=darkolivegreen]﴿ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ﴾[/color] أي: رحيما رءوفا بحالي، معتنيا بي، فلم يزل يستغفر الله له رجاء أن يهديه الله، فلما تبين له أنه عدو لله، وأنه لا يفيد فيه شيئا، ترك الاستغفار له، وتبرأ منه.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقد أمرنا الله باتباع ملة إبراهيم، وسلوك طريقه في الدعوة إلى الله، بطريق العلم والحكمة واللين والسهولة، والانتقال من مرتبة إلى مرتبة والصبر على ذلك، وعدم السآمة منه، والصبر على ما ينال الداعي من أذى الخلق بالقول والفعل، ومقابلة ذلك بالصفح والعفو، بل بالإحسان القولي والفعلي.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ونلاحظ في الأيات السابقة كيف تعامل " نبي الله إبراهيم " مع أبيه المشرك , بكل أدب وأخلاق ودون عقوق, لعل الشباب في هذه الأيام يعي هذا السلوك الرفيع في المعاملات والآداب.. وخاصة مع الأباء ,[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال تعالى في سورة لقمان : [color=indigo]﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا ﴾ [/color]لأن حق اللّه، مقدم على حق كل أحد، و "لا طاعة لمخلوق، في معصية الخالق"[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ولم يقل: "وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فعقهما " بل قال : [color=indigo]﴿ فَلا تُطِعْهُمَا ﴾[/color] أي: بالشرك ، وأما برهما، فاستمر عليه، ولهذا قال: [color=indigo]﴿ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ﴾[/color] أي: صحبة إحسان إليهما بالمعروف، وأما اتباعهما وهما بحالة الكفر والمعاصي، فلا تتبعهما.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=indigo]﴿ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ﴾[/color] وهم المؤمنون باللّه، وملائكته وكتبه، ورسله، المستسلمون لربهم، المنيبون إليه.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 02-25-2010 11:15 PM

[center][color=black][size=5][font=arial][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b][/font][/size][/color][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء السادس عشر[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](3)[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]كانت اللقاءات السابقة في كيفية تعامل القائد مع الرعية ؟[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وكيفية تعامل الأبن المؤمن مع أبيه غير المؤمن ؟[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وكيفية تعامل الآباء تجاه الآبناء والآهل بصفة عامة..؟[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإن شاء الله تعالى نعيش اليوم مع كيفية تعامل الداعية إلى الله تعالى مع الزعماء والملوك.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][u]سورة طه[/u][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]أخلاق الدعاة[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وإجابة على السؤال الأخير وهو كيفية التعامل مع الملوك والزعماء, نجد الأمر من الله تعالى الى رسوله " موسى عليه السلام " بالذهاب إلى فرعون وكيفية التعامل معه بالقول اللين الطيب ؟ [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال تعالى:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي [size=2]– 42[/size] اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى [size=2]- 43[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen][size=6][color=darkgreen]فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى[/color][/size] [size=2]- 44[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى [size=2]– 45[/size] قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى [size=2]- 46[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]لما امتن الله على موسى بما امتن به، من النعم الدينية والدنيوية قال له: [color=darkolivegreen]﴿ اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ ﴾[/color] هارون [color=darkolivegreen]﴿ بِآيَاتِي ﴾[/color] أي: الدلائل والبراهين على صدقه كاليد، والعصا ونحوها، في تسع آيات إلى فرعون وملئه، [color=darkolivegreen]﴿ وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي ﴾[/color] أي: لا تفترا، ولا تكسلا، عن مداومة ذكري بل استمرَّا عليه، فإن ذكر الله فيه معونة على جميع الأمور، يسهلها، ويخفف حملها.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ﴾[/color] أي: جاوز الحد، في كفره وطغيانه، وظلمه وعدوانه.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا ﴾[/color] أي: سهلا لطيفا، برفق ولين وأدب في اللفظ من دون فحش ولا صلف، ولا غلظة في المقال، أو فظاظة في الأفعال، [color=darkolivegreen]﴿ لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ ﴾[/color] ما ينفعه فيأتيه، [color=darkolivegreen]﴿ أَوْ يَخْشَى ﴾[/color] ما يضره فيتركه، [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فإن القول اللين داع لذلك، والقول الغليظ منفر عن صاحبه، وقد فسر القول اللين في قوله في سورة النازعات: [color=indigo]﴿ فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى [size=2]-18[/size] وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى [size=2]-19[/size] ﴾[/color] فإن في هذا الكلام، من لطف القول وسهولته، وعدم بشاعته ما لا يخفى على المتأمل، فإنه أتى بـ " [color=indigo]هل[/color] " الدالة على العرض والمشاورة، التي لا يشمئز منها أحد، ودعاه إلى التزكي والتطهر من الأدناس، التي أصلها، التطهر من الشرك، الذي يقبله كل عقل سليم، ولم يقل " أزكيك " بل قال: " [color=indigo]تزكى[/color] " أنت بنفسك، ثم دعاه إلى سبيل ربه، الذي رباه، وأنعم عليه بالنعم الظاهرة والباطنة، التي ينبغي مقابلتها بشكرها، وذكرها [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen][/color][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا ﴾[/color] أي: يبادرنا بالعقوبة والإيقاع بنا، قبل أن تبلغه رسالاتك، ونقيم عليه الحجة [color=darkolivegreen]﴿ أَوْ أَنْ يَطْغَى ﴾[/color] أي: يتمرد عن الحق، ويطغى بملكه وسلطانه وجنده وأعوانه.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ قَالَ لا تَخَافَا ﴾[/color] أن يفرط عليكما [color=darkolivegreen]﴿ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾[/color] أي: أنتما بحفظي ورعايتي، أسمع أقوالكما، وأرى جميع أحوالكما، فلا تخافا منه، فزال الخوف عنهما، واطمأنت قلوبهما بوعد ربهما.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]*****[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]إن صلاح الحكام فيه خير كثير للرعية ولذلك أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسائل إلى ملوك وزعماء العالم يدعوهم إلى الإسلام الذي هو دين الحق , لخيرهم وخير شعوبهم .[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فرسالات الله تعالى للجميع , وعلى الدعاة أن يتحلوا بالأداب الرفيعة والأخلاق العالية , وليكن سلوكهم داعي إلى الله قبل قولهم.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال تعالى:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [size=2]– 33 فصلت[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ولا يخشى الداعية من إلتزام الحق والصدق مخافة المفسدين.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال تعالى:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ ولا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إلا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا [size=2]– 39 الأحزاب[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ولتكن الحكمة وسيلته في الدعوة إلى الله تعالى مع العلم والفهم.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال تعالى:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [size=2]– 125 النحل[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أي: ليكن دعاؤك للخلق مسلمهم وكافرهم إلى سبيل ربك المستقيم المشتمل على العلم النافع والعمل الصالح [color=indigo]﴿بِالْحِكْمَةِ﴾ [/color]أي: كل أحد على حسب حاله وفهمه وقوله وانقياده.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ومن الحكمة الدعوة بالعلم لا بالجهل والبداءة بالأهم فالأهم، وبالأقرب إلى الأذهان والفهم، وبما يكون قبوله أتم، وبالرفق واللين، فإن انقاد بالحكمة، وإلا فينتقل معه بالدعوة بالموعظة الحسنة، وهو الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]إما بما تشتمل عليه الأوامر من المصالح وتعدادها، والنواهي من المضار وتعدادها، وإما بذكر إكرام من قام بدين الله وإهانة من لم يقم به.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإما بذكر ما أعد الله للطائعين من الثواب العاجل والآجل وما أعد للعاصين من العقاب العاجل والآجل، فإن حدث جدال , فيجادل بالتي هي أحسن، وهي الطرق التي تكون أدعى لاستجابته عقلا ونقلا.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ومن ذلك الاحتجاج عليه بالأدلة التي كان يعتقدها، فإنه أقرب إلى حصول المقصود، وأن لا تؤدي المجادلة إلى خصام أو مشاتمة تذهب بمقصودها، ولا تحصل الفائدة منها بل يكون القصد منها هداية الخلق إلى الحق لا المغالبة ونحوها.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقوله: [color=indigo]﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ﴾[/color] علم السبب الذي أداه إلى الضلال، وعلم أعماله المترتبة على ضلالته وسيجازيه عليها.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=indigo]﴿وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾[/color] علم أنهم يصلحون للهداية فهداهم ثم منَّ عليهم فاجتباهم.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وبهذه الأخلاق تتكامل حلقات التعامل بين البشر.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أخلاق فاضلة من القادة ,عدل ودفاع وتنمية , كما فعل ذو القرنين .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أخلاق فاضلة من الأبناء تجاه الأباء .. ولو كانوا مخالفين لهم في الدين ,كما فعل نبي الله " إبراهيم عليه السلام"[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]أخلاق فاضلة من الأباء تجاه الأهل والأبناء , كما فعل نبي الله إسماعيل عليه السلام.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]أخلاق فاضلة من الدعاة تجاه الحكام والزعماء.., كما فعل "نبي الله موسى عليه السلام"[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقد جسد كل هذه الأداب والأخلاق رسولنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى أله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*****[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وفي ظل هذه الأخلقيات والآداب المتكاملة الحلقات , نجد الأمر من الله تبارك وتعالى لنبيه " سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم " ومن باب أولى موجه إلينا , بطلب الزياده في العلم ..., فالتعليم هو أساس النهوض بالأمم,[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]والعلم والأخلاق لا يفترقان فإذا غابت الأخلاق فإن العلم وحده قد يدمر صاحبه.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وكذلك الأخلاق والآداب لابد لها من مرجعيه إيمانيه تستند إليه على علم , حتى لاتحكم بالعادات والأعراف الفاسدة.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وخير ضابط للعلم والآخلاق هو القرأن العظيم , رسالة الله تعالى للعالمين .[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen][size=7](..وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا )[/size]114[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 02-26-2010 11:51 PM

[center][b][size=5][font=arial][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]الجزء السابع عاشر[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]( 1 )[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]بعض أيات من سورة الأنبياء[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]مبدأ اليقظة والوعي لما يدور من حولنا.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وعدم الغفلة والإستغراق في اللهو واللعب.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b] [/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ [size=2]– 1[/size] مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ [size=2]– 2[/size] لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ [size=2]- 3[/size] قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالأرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [size=2]- 4[/size][/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]هذا تعجب من حالة الناس، وأنه لا ينجع فيهم تذكير، ولا يرعون إلى نذير، وأنهم قد قرب حسابهم ، ومجازاتهم على أعمالهم الصالحة والطالحة ، والحال أنهم في غفلة معرضون ، أي: غفلة عما خلقوا له ، وإعراض عما زجروا به.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]كأنهم للدنيا خلقوا، وللتمتع بها ولدوا، فالدنيا مرحلة نمر بها كما ممرنا بمراحل قبل نزولنا إليها ...[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وأن الله تعالى لا يزال يجدد لهم التذكير والوعظ، ولا يزالون في غفلتهم وإعراضهم، ولهذا قال: [color=darkolivegreen]﴿ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ ﴾[/color] يذكرهم ما ينفعهم ويحثهم عليه وما يضرهم، ويرهبهم منه [color=darkolivegreen]﴿ إِلا اسْتَمَعُوهُ ﴾[/color] سماعا، تقوم عليهم به الحجة، [color=darkolivegreen]﴿ وَهُمْ يَلْعَبُونَ – 2 لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ﴾[/color] أي: قلوبهم غافلة معرضة لاهية بمطالبها الدنيوية ، فترى إنسان لديه مال كثير ولديه شركات ومصانع ويعمل لديه مئات العمال , ومع ذلك لا يعطي لنفسه وقتا ليتقرب فيه إلى الله تعالى , هموم الدنيا تلاحقه , فلا ينام إلا بواسطة منوم , ولا يستيقظ إلا بمنبه , هذا في جانب الإشتغال بإمور مهمهة وهي العمل , فما بالنا بمن منهمك بنفس الطريقة ولكن في اللعب , أو اللهو المحرم ..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]إن العمل الجاد مطلب شرعي وكذلك القيام ببعض الترفيه مطلوب والرياضة مطلوبة ولكن على الإنسان أن يدرك أن العمل جزء من حياته وليس كل حياته وكذلك الترفيه جزء من الحياة وليس كل الحياة وكذلك الرياضة جزء من الحياة وليس كل الحياة ..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]إذا حدث توازن لحياة الإنسان أقبل بقلبه على أمر الله ونهيه، وفقه المراد منه، وتسعى جوارحه، في عبادة ربه، التي خلقوا لأجلها، ويجعل القيامة والحساب والجزاء في وعيه دائما ، فبذلك يتم للإنسانية أمرهم، وتستقيم أحوالهم، [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وفي معنى قوله: [color=darkolivegreen]﴿ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ ﴾[/color] قولان: أحدهما أن هذه الأمة هي آخر الأمم، ورسولها آخر الرسل، وعلى أمته تقوم الساعة، فقد قرب الحساب منها بالنسبة لما قبلها من الأمم، [/color][color=indigo]لقوله صلى الله عليه وسلم " بعثت أنا والساعة كهاتين " وقرن بين إصبعيه، السبابة والتي تليها.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والقول الثاني: أن المراد بقرب الحساب الموت، وأن من مات، قامت قيامته، ودخل في دار الجزاء على الأعمال، وأن هذا تعجب من كل غافل معرض، لا يدري متى يفجأه الموت، صباحا أو مساء، فهذه حالة الناس كلهم، إلا من أدركته العناية الربانية، فاستعد للموت وما بعده.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ثم ذكر ما يتناجى به الكافرون الظالمون على وجه العناد، ومقابلة الحق بالباطل، وأنهم تناجوا، وتواطأوا فيما بينهم، أن يقولوا في الرسول صلى الله عليه وسلم، إنه بشر مثلكم، فما الذي فضله عليكم، وخصه من بينكم، وقولوا: [color=darkolivegreen]﴿ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ﴾[/color] هذا وهم يعلمون أنه رسول الله حقا بما شاهدوا من الآيات الباهرة ما لم يشاهد غيرهم، ولكن حملهم على ذلك الشقاء والظلم والعناد، والله تعالى قد أحاط علما بما تناجوا به، وسيجازيهم عليه، ولهذا قال: [color=darkolivegreen]﴿ قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ ﴾[/color] أي: الخفي والجلي [color=darkolivegreen]﴿ فِي السَّمَاءِ وَالأرْضِ ﴾[/color] أي: في جميع ما احتوت عليه أقطارهما [color=darkolivegreen]﴿ وَهُوَ السَّمِيعُ ﴾[/color] لسائر الأصوات، باختلاف اللغات، على تفنن الحاجات [color=darkolivegreen]﴿ الْعَلِيمُ ﴾[/color] بما في الضمائر، وأكنته السرائر.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ونمضي مع سورة الأنبياء وثمرة الإصلاح[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ [size=2]– 94[/size][/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ ﴾[/color] أي: الأعمال التي تفيد البشر في كل مجالات حياتهم [color=darkolivegreen]﴿ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ﴾[/color] بالله وبرسله وشريعته ، وما جاءوا به [color=darkolivegreen]﴿ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ ﴾[/color] أي: لا نضيع سعيه ولا نبطله، بل نضاعفه له أضعافا كثيرة.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ ﴾[/color] أي: مثبتون له في اللوح المحفوظ، وفي الصحف التي مع الحفظة. أي: ومن لم يعمل من الصالحات، أو عملها وهو ليس بمؤمن، فإنه محروم، خاسر في دينه، ودنياه.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فالإصلاح في الارض يؤدي إلى التمكين عليها والسيادة في الدنيا..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ويؤدي إلى ميراث الأرض في الآخرة ..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وهذا قانون وسنن الله تعالى.. جاءت في جميع الرسالات..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال تعالى:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ [size=2]-105[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ [size=2]- 106[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والعبادة هنا بمعناها الشامل , فإن أفعال الإنسان كلها تصبح عبادة إذا ابتغي به مرضات الله تعالى ...[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black], فالطبيب في عيادته عابدا لله , والعامل في مصنعه عابدا لله , والمهندس في مكتبه أو موقعه عابدا لله , والمحامي مدافعا عن المظلوم عابدا لله , والتاجر في متجره عابدا لله , وتأتي الفرائض التي فرضها الله علينا لتدعم الصله بين العبد وربه مباشرة , فالمؤمن يقف بين يدي الله تعالى خمس مرات يوميا يجدد العهد بالالتزام بما أمر الله والنهي عن المحرمات , " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " , وهكذا بقية الفرائض... وبهذا يتحقق الوعي المطلوب والفهم لرسالة الإسلام.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen][size=7]إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ[/size] [size=2]- 106[/size][/color][size=2] [/size][/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]********[/color][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 02-28-2010 12:18 AM

[center][b][size=5][font=arial][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]الجزء السابع عاشر[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]( 2 )[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]بعض أيات من سورة الأنبياء[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][u]مبدأ الرحمة[/u][/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقد تأكد هذا المبدأ كثيرا في القرآن العظيم والأحاديث الصحيحة.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فالمقصد لرسالة الإسلام هي الرحمة للعالمين.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال تعالى:[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen][size=7]وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ[/size] -107 [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو الرحمة المهداة للعالمين، فالمؤمنون به، قبلوا هذه الرحمة، وشكروها، وقاموا بها، وغيرهم كفرها، وبدلوا نعمة الله كفرا، وأبوا رحمة الله ونعمته .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وفي الحديث الشريف, [/color][color=indigo]قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة .[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]الراوي: أبو صالح المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 490[/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]خلاصة حكم المحدث: حسن أو صحيح[/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=2][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقال تعالى في سورة ال عمران:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=navy]فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [size=2]- 159[/size][/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أي: برحمة الله لك ولأصحابك، منَّ الله عليك أن ألنت لهم جانبك، وخفضت لهم جناحك، وترققت عليهم، وحسنت لهم خلقك، فاجتمعوا عليك وأحبوك، وامتثلوا أمرك.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=navy]﴿ ولو كنت فظا ﴾[/color] أي: سيئ الخلق [color=navy]﴿ غليظ القلب ﴾[/color] أي: قاسيه، [color=navy]﴿ لانفضوا من حولك ﴾[/color] لأن هذا ينفرهم.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فالأخلاق الحسنة تجذب الناس إلى دين الله ، وترغبهم فيه ، مع ما لصاحبه من المدح والثواب الخاص ، والأخلاق السيئة تنفر الناس عن الدين ، وتبغضهم إليه ، مع ما لصاحبها من الذم والعقاب الخاص.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أليس من أوجب الواجبات، وأهم المهمات ، الاقتداء بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم, ومعاملة الناس بما كان يعاملهم به ، من اللين وحسن الخلق والتأليف، امتثالا لأمر الله، وجذبا لعباد الله لدين الله ؟.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ثم أمره الله تعالى بأن يعفو عنهم ما صدر منهم من التقصير في حقه صلى الله عليه وسلم، ويستغفر لهم في التقصير في حق الله، فيجمع بين العفو والإحسان.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=navy]﴿ وشاورهم في الأمر ﴾[/color] أي: الأمور التي تحتاج إلى استشارة ونظر وفكر، فإن في الاستشارة من الفوائد والمصالح الدينية والدنيوية ما لا يمكن حصره:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]منها: أن المشاورة من العبادات المتقرب بها إلى الله.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ومنها: أن فيها تسميحا لخواطرهم، وإزالة لما يصير في القلوب عند الحوادث، فإن من له الأمر على الناس - إذا جمع أهل الرأي: والفضل وشاورهم في حادثة من الحوادث - اطمأنت نفوسهم وأحبوه، وعلموا أنه ليس بمستبد عليهم ، وإنما ينظر إلى المصلحة الكلية العامة للجميع ، فبذلوا جهدهم ومقدورهم في طاعته ، لعلمهم بسعيه في مصالح العموم، بخلاف من ليس كذلك، فإنهم لا يكادون يحبونه محبة صادقة ، ولا يطيعونه وإن أطاعوه فطاعة غير تامة.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ومنها: أن في الاستشارة تنور الأفكار، بسبب إعمالها فيما وضعت له، فصار في ذلك زيادة للعقول.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ومنها: ما تنتجه الاستشارة من الرأي: المصيب، فإن المشاور لا يكاد يخطئ في فعله ، وإن أخطأ أو لم يتم له مطلوب، فليس بملوم، [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فإذا كان الله تعالى يقول لرسوله - صلى الله عليه وسلم- وهو أكمل الناس عقلا، وأغزرهم علما، وأفضلهم رأيا-: [color=navy]﴿ وشاورهم في الأمر ﴾[/color] فكيف بغيره؟![/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ثم قال تعالى: [color=navy]﴿ فإذا عزمت ﴾[/color] أي: على أمر من الأمور بعد الاستشارة فيه، إن كان يحتاج إلى استشارة [color=navy]﴿ فتوكل على الله ﴾[/color] أي: اعتمد على حول الله وقوته ، متبرئا من حولك وقوتك ، [color=navy]﴿ إن الله يحب المتوكلين ﴾ [/color]عليه، اللاجئين إليه.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ومن مظاهر الرحمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته أنه حريص على هديهم يحب لهم الخير.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال تعالى في سورة التوبة:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [size=2]– 128[/size] فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [size=2]– 129[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]يمتن الله تعالى على عباده بما بعث فيهم رسوله صلى الله عليه وسلم الذي من أنفسهم، يعرفون حاله، ويتمكنون من الأخذ عنه، ولا يأنفون عن الانقياد له، وهو صلى الله عليه وسلم في غاية النصح لهم، والسعي في مصالحهم.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=navy]﴿ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ﴾[/color] أي: يشق عليه الأمر الذي يشق عليكم ويعنتكم.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=navy]﴿ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ ﴾[/color] فيحب لكم الخير، ويسعى جهده في إيصاله إليكم، ويحرص على هدايتكم إلى الإيمان، ويكره لكم الشر. [color=navy]﴿ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾[/color] أي: شديد الرأفة والرحمة بهم، أرحم بهم من والديهم.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أين هذه الرحمة وما يشاع اليوم من أن الإسلام دين عنف ؟ وماذا نفعل لإناس صموا أذانهم عن سماع الحق واكتفوا بما تردده شياطين الإنس عن دين الإسلام .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فإن حقيقة الإسلام تأخذ من مصادره وليس ممن يحاولون تشويهه بتصرفاتهم المنافية للإسلام..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فالإسلام جاء بالرحمة لجميع البشر...[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ورد في الحديث الشريف:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]إن لله مائة رحمة . فمنها رحمة بها يتراحم الخلق بينهم . وتسعة وتسعون ليوم القيامة .[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]الراوي: سلمان الفارسي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2753[/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]خلاصة حكم المحدث: صحيح[/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=navy]من لم يرحم الناس لا يرحمه الله[/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]الراوي: جرير بن عبدالله البجلي المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1922[/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وروى البخاري واقعة تدل على مدى الرحمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=navy]جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : تقبلون الصبيان ؟ فما نقبلهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة ) .[/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5998[/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]خلاصة حكم المحدث: [صحيح][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=navy]قيل : يا رسول الله ! ادع على المشركين . قال " إني لم أبعث لعانا . وإنما بعثت رحمة " .[/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2599[/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]خلاصة حكم المحدث: صحيح[/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 03-01-2010 10:40 PM

[center][font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][/center]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=black][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][/center]
[font=arial][size=5][color=black][b]الجزء السابع عاشر[/b][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][/center]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=black][b]( 3 )[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][/center]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=black][b]بعض أيات من سورة الحج[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][/center]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][b]مبادئ الحفاظ على التمكين في الأرض.[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][/center]
[font=arial][size=5][color=black][b]كلنا يعلم أن العرب قبل الإسلام كانوا قبائل متفرقة يدور بينهم صراعات على أتفه الأسباب , و كانت أغلب صراعاتهم لصالح الرومان والفرس , ولكن بعد أن أنعم الله عليهم بالإسلام , أصبحوا خير أمة أخرجت للناس ومكن لهم الله في الأرض وانتصروا على الفرس والروم وسادوا الأرض في زمن قياسي استمر أكثر من عشرة قرون بلا منازع... الدولة العظمى الأولى في العالم المتفوقة علميا وصناعيا ودفاعيا .[/b][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][/center]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=black][b]وقد وضع لنا الله تعالى مبادئ لإستمرار ذلك التمكين في الأرض.[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][font=arial][size=5][color=black][b]قال تعالى:[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][/center]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=darkolivegreen][b]الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأمُورِ [size=2]- 41[/size][/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][/center]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][b][color=darkolivegreen]﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ ﴾[/color] أي: ملكناهم إياها، وجعلناهم المتسلطين عليها ، من غير منازع ينازعهم ، ولا معارض ، [color=darkolivegreen]﴿ أَقَامُوا الصَّلاةَ ﴾[/color] في أوقاتها، وحدودها ، وأركانها، وشروطها، في الجمعة والجماعات.[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][/center]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=black][b]وقد قال تعالى فيمن ضيعوا الصلاة : [color=indigo]فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا[/color] [size=2]– 59 مريم[/size][/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][/center]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=black][b]فأضاعوا الصلاة التي أمروا بالمحافظة عليها وإقامتها، فتهاونوا بها وضيعوها، وإذا ضيعوا الصلاة التي هي عماد الدين، وميزان الإيمان والإخلاص لرب العالمين، التي هي آكد الأعمال، وأفضل الخصال، كانوا لما سواها من دينهم أضيع، وله أرفض، والسبب الداعي لذلك، أنهم اتبعوا شهوات أنفسهم وإراداتها فصارت هممهم منصرفة إليها.[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][/center]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=black][b]والعودة إلى إقامة الصلاة هي الضمانة الأولى للتمكين في الأرض.[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][/center]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=indigo][b]فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا [size=2]- 59[/size] إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا [size=2]– 60 مريم[/size][/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][/center]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=black][b][color=indigo]﴿ وَآتُوا الزَّكَاةَ ﴾[/color] التي عليهم خصوصا، وعلى رعيتهم عموما، آتوها أهلها , شريعة وقانونا .[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][/center]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=black][b]وهناك فرق بأن يخرج الناس زكاة أموالهم فيما بينهم أو وضعها الجمعيات الخيرية وفي هذه الحالة تسقط الفريضة ولا شئ في ذلك , وبين أن تقوم جهات معنية بذلك وفق القانون بجمع الزكاة التي هي فريضة وتوزيعها على الفقراء ومصارف الزكاة الأخرى , وخير مثال لذلك في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز حيث جمع أموال الزكاة التي كانت كثيرة فأغنى الفقراء وزوج الشباب وتبقى من أموال الزكاة الكثير .[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][/center]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=black][b]وهكذا تصبح دولة الإسلام من اغنى دول العالم..[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][/center]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][b][color=darkolivegreen]﴿ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ ﴾[/color] وهذا يشمل كل معروف حسنه شرعا وعقلا ، من حقوق الله ، وحقوق الآدميين ، [color=darkolivegreen]﴿ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾[/color] كل منكر شرعا وعقلا .[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][/center]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=black][b]ومن هنا ندرك أهمية الدور المنوط بالمسلمين كأفراد ودول,[/b][/color][/size][/font]
[/center]
[font=arial][size=5][color=black][b]قال تعالى في سورة ال عمران :[/b][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][/center]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=indigo][b]وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[size=2] - 104[/size][/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][/center]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=black][b]الدعوة إلى الخير, بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانى , الخير للبشر فيما يصلح دنياهم وآخرتهم[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][b]ثم تفعيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , كل من موقعه .[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][b]قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : [/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=indigo][b]كلكم راع ومسؤول عن رعيته ، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته ، والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها ، والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته والرجل في مال أبيه راع ومسؤول عن رعيته ، فكلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته.[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=2][color=black][b]الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2558[/b][/color][/size][/font][/center]
[font=arial][size=2][color=black][b]خلاصة الدرجة: صحيح[/b][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][/center]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=black][b]وفي واقع الأمر إننا جميعا على سفينة واحدة ألا وهي كوكب الأرض, فإن صلحت عم الخير على الجميع , وإن فسدت لحق الدمار بالجميع ...[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][b]قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=indigo][b]مثل القائم على حدود الله والواقع فيها ، كمثل قوم استهموا على سفينة ، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها ، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم ، فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ، ولم نؤذ من فوقنا ، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا.[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=2][color=black][b]الراوي: النعمان بن بشير المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2493[/b][/color][/size][/font][/center]
[font=arial][size=2][color=black][b]خلاصة الدرجة: صحيح[/b][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][/center]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=black][b]هل أدركنا أهمية ذلك المبدأ الخطير؟[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][/center]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=black][b]وتعالوا نستمع إلى كلام ربنا , وكيف كان مصير من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][/center]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=indigo][b]لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ [size=2]- 78[/size][/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=indigo][/color][/size][/font][/center]
[font=arial][size=5][color=indigo][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=black][b][color=indigo]كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ [size=2]- 79 المائدة[/size][/color][size=2] [/size][/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][/center]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=black][b]******[/b][/color][/size][/font]
[/center]
[font=arial][size=5][color=black][b]ومن الوظائف التي إستحدثتها الشريعة الإسلامية – وظيفة المحتسب- وهذه الوظيفة قائمة على مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ويتم أختيار المحتسب من علية القوم ويساعده معاونوه في مراقبة الأسواق من الفساد والخش والإحتكار ... فينحصر الفساد إلى أدنى مستوى, ويعم الرخاء والإستقرار في مجتمعاتنا...[/b][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][/center]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][center][font=arial][size=6][color=darkolivegreen][b]الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأمُورِ .[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][/center]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=black][b]*********[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][/center]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][center][font=arial][size=5][color=black][b]وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][/color][/size][/font][/center]

صابر عباس حسن 03-04-2010 02:33 AM

[center][b][size=5][font=arial][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الثامن عشر[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]( 1 )[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض أيات من سورة المؤمنون [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ [size=2]– 1[/size] الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [size=2]- 2[/size] وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ [size=2]-3[/size] وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ [size=2]-4[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ [size=2]-5[/size] إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ [size=2]-6[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ [size=2]-7[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ[size=2] -8[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ [size=2]- 9[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ [size=2]– 10[/size] الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [size=2]- 11[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]هذا تنويه من الله، بذكر عباده المؤمنين، وذكر فلاحهم وسعادتهم، وبأي: شيء وصلوا إلى ذلك، وفي ضمن ذلك، الحث على الاتصاف بصفاتهم، والترغيب فيها. فليزن العبد نفسه وغيره على هذه الآيات، يعرف بذلك ما معه وما مع غيره من الإيمان، زيادة ونقصا، كثرة وقلة، فقوله [color=darkolivegreen]﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴾[/color] أي: قد فازوا وسعدوا ونجحوا، وأدركوا كل ما يرام المؤمنون الذين آمنوا بالله وصدقوا المرسلين الذين من صفاتهم الكاملة أنهم [/color][color=darkolivegreen]﴿ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والخشوع في الصلاة: هو حضور القلب بين يدي الله تعالى، مستحضرا لقربه، فيسكن لذلك قلبه، وتطمئن نفسه، وتسكن حركاته، ويقل التفاته، متأدبا بين يدي ربه، مستحضرا جميع ما يقوله ويفعله في صلاته، من أول صلاته إلى آخرها، فتنتفي بذلك الوساوس والأفكار الردية، وهذا روح الصلاة، والمقصود منها، وهو الذي يكتب للعبد، فالصلاة التي لا خشوع فيها ولا حضور قلب، وإن كانت مجزئة مثابا عليها، فإن الثواب على حسب ما يعقل القلب منها.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ ﴾[/color] وهو الكلام الذي لا خير فيه ولا فائدة ، [color=darkolivegreen]﴿ مُعْرِضُونَ ﴾[/color] رغبة عنه ، وتنزيها لأنفسهم ، وترفعا عنه ، وإذا مروا باللغو مروا كراما، وإذا كانوا معرضين عن اللغو، فإعراضهم عن المحرم من باب أولى وأحرى، وإذا ملك العبد لسانه وخزنه - إلا في الخير- كان مالكا لأمره، [color=indigo]كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين وصاه بوصايا قال: " ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ " قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسان نفسه وقال: " كف عليك هذا "[/color] فالمؤمنون من صفاتهم الحميدة، كف ألسنتهم عن اللغو والمحرمات.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ﴾[/color] أي مؤدون لزكاة أموالهم، على اختلاف أجناس الأموال، مزكين لأنفسهم من أدناس الأخلاق ومساوئ الأعمال التي تزكو النفس بتركها وتجنبها، فأحسنوا في عبادة الخالق، في الخشوع في الصلاة، وأحسنوا إلى خلقه بأداء الزكاة.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴾[/color] عن الزنا ، ومن تمام حفظها تجنب ما يدعو إلى ذلك ، كالنظر واللمس ونحوهما. [/color][color=darkolivegreen]﴿ إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ﴾.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ ﴾[/color] غير الزوجة [color=darkolivegreen]﴿فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ﴾[/color] الذين تعدوا ما أحل الله إلى ما حرمه، المتجرئون على محارم الله. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقد تم القضاء على عصر العبيد بفضل الله على البشرية برسالة الإسلام - فقد أغلق الإسلام مصادرالرق من جذورها.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]إذ أن مصدر الرق كان الأسر في الحروب , وقد أغلق هذا الباب.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال تعالى في سورة محمد : [/color][color=indigo]حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبذلك أغلق باب الإسترقاق. [/color][/font][/size][/b][b][size=5][font=arial][color=black]وجعل من التقرب إلى الله عتق العبيد المستبقين من النظم السابقة..سواء هبة أو مكاتبة كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى في سورة النور.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وتتحرر المملوكة إذا أنجبت لسيدها , وبهذا النهج تم القضاء على نظام العبيد تماما . ومن يدعي الأن أنه يوجد من يتاجرون في البشر وخاصة في الدول الإفريقية الفقيرة , فإنها تعتبر مخالفة لكل قوانين الأرض اليوم ولا دليل على شرعيتها ولا تعامل معاملة العبيد .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لأمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴾[/color] أي: مراعون لها، ضابطون، حافظون، حريصون على القيام بها وتنفيذها، وهذا عام في جميع الأمانات التي هي حق لله، والتي هي حق للعباد، قال تعالى: [color=indigo]﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنْسَانُ ﴾[size=2] 72 الأحزاب [/size][/color] فجميع ما أوجبه الله على عبده أمانة ، على العبد حفظها بالقيام التام بها، وكذلك يدخل في ذلك أمانات الآدميين، كأمانات الأموال والأسرار ونحوهما، فعلى العبد مراعاة الأمرين، وأداء الأمانتين [/color][color=indigo]﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾[size=2] 58 النساء[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وكذلك العهد، يشمل العهد الذي بينهم وبين ربهم والذي بينهم وبين العباد، وهي الالتزامات والعقود، التي يعقدها العبد، فعليه مراعاتها والوفاء بها، ويحرم عليه التفريط فيها وإهمالها ، [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴾[/color] أي: يداومون عليها في أوقاتها وحدودها وأشراطها وأركانها، فمدحهم بالخشوع بالصلاة، وبالمحافظة عليها، لأنه لا يتم أمرهم إلا بالأمرين. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ أُولَئِكَ هم الْوَارِثُونَ [size=2]- 10[/size] الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ ﴾[/color] الذي هو أعلى الجنة ووسطها وأفضلها، لأنهم حلوا من صفات الخير أعلاها وذروتها، أو المراد بذلك جميع الجنة، ليدخل بذلك عموم المؤمنين، على درجاتهم و مراتبهم كل بحسب حاله، [color=darkolivegreen]﴿ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾[/color] لا يبغون عنها حولا لاشتمالها على أكمل النعيم وأفضله وأتمه، من غير مكدر ولا منغص.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وبهذه الأخلاق والأداب تتكون المجتمعات الفاضلة .. التي يتطلع إليها الإنسان الحر العاقل.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 03-05-2010 08:23 PM

[center][b][size=5][font=arial][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الثامن عشر[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]( 2 )[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض أيات من سورة المؤمنون[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]هذه دعوة لتجلية حقيقة جميع رسالات الله تعالى إلى أهل الأرض وعالمية الرسالة. فكثيرا ما نسمع اليوم عن مؤتمرات حوار الأديان , وقد دعى الإسلام إلى ذلك منذ 15 قرن . وتعالوا نستمع إلى كلام الله تعالى:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ [size=2]- 51[/size] وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ [size=2]- 52[/size] فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ [size=2]- 53[/size] فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ [size=2]- 54[/size] أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ [size=2]- 55[/size] نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لا يَشْعُرُونَ [size=2]- 56[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]إن الرسل كلهم صلوات ربي وسلامه عليهم، متفقون على إباحة الطيبات من المآكل، وتحريم الخبائث منها، وأنهم متفقون على كل عمل صالح وإن تنوعت بعض أجناس المأمورات، واختلفت بها الشرائع، فإنها كلها عمل صالح، ولكن تتفاوت بتفاوت الأزمنة.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ولهذا قال تعالى للرسل: [color=darkolivegreen]﴿ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ﴾[/color] أي: جماعتكم - يا معشر الرسل- جماعة واحدة متفقة على دين واحد، وربكم واحد.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ فَاتَّقُونِ ﴾[/color] بامتثال أوامري، واجتناب زواجري. وقد أمر الله المؤمنين بما أمر به المرسلين، لأنهم بهم يقتدون، وخلفهم يسلكون، فقال: [color=indigo]﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾[size=2]172 البقرة[/size][/color] . فالواجب من كل المنتسبين إلى الأنبياء وغيرهم، أن يمتثلوا هذا، ويعملوا به، [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وقد تأكد هذا المعنى في مواضع عديدة قال تعالى في سورة [/color][color=indigo]الأنبياء: إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ [size=2]– 92 الأنبياء[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقال تعالى في سورة ال عمران : [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [size=2]- 64[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أي: هلموا نجتمع على الكلمة التي اتفق عليها الأنبياء والمرسلون، [color=indigo]﴿ ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ﴾[/color] فنفرد الله بالعبادة ونخصه بالحب والخوف والرجاء ولا نشرك به نبيا ولا ملكا ولا وليا ولا صنما ولا وثنا ولا حيوانا ولا جمادا [color=indigo]﴿ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله﴾[/color] بل تكون الطاعة كلها لله ولرسله، فلا نطيع المخلوقين في معصية الخالق.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]معاير الإيمان [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فإن القلوب تظهر على حقيقتها أمام هذه المعاير التي لا ينكرها أحد من البشر..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فعلى كل إنسان عرض نفسه أمام هذه الآيات . ثم يقرر بعد ذلك حقيقة ماهو عليه...[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ [size=2]- 57[/size] وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ [size=2]- 58[/size] وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ [size=2]- 59[/size] وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ [size=2]- 60[/size] أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ [size=2]– 61[/size] وَلا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ [size=2]- 62[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ ﴾[/color] أي: وجلون، مشفقة قلوبهم كل ذلك من خشية ربهم، خوفا أن يضع عليهم عدله، فلا يبقى لهم حسنة، وسوء ظن بأنفسهم، أن لا يكونوا قد قاموا بحق الله تعالى، وخوفا على إيمانهم من الزوال، ومعرفة منهم بربهم، وما يستحقه من الإجلال والإكرام.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ﴾[/color] أي : الإيمان بالقرآن العظيم بأنه كلام الله أنزله على قلب رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. والذي بشرت به الرسالات السابقة .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]و إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا، ويتفكرون أيضا في الآيات القرآنية ويتدبرونها.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ويتفكرون أيضا في الآيات الأفقية، كما في قوله: [/color][color=indigo]﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأولِي الألْبَابِ ﴾ [size=2]190 ال عمران[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ ﴾[/color] أي: لا شركا جليا، كاتخاذ غير الله معبودا، يدعوه ويرجوه ولا شركا خفيا، كالرياء ونحوه، بل هم مخلصون لله، في أقوالهم وأعمالهم وسائر أحوالهم.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا ﴾[/color] أي: يعطون من أنفسهم مما أمروا به، ما آتوا من كل ما يقدرون عليه، من صلاة، وزكاة، وحج، وصدقة، وغير ذلك ، [color=darkolivegreen]﴿ وقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ﴾[/color] أي: خائفة [color=darkolivegreen]﴿ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴾[/color] أي: خائفة عند عرض أعمالها عليه، والوقوف بين يديه، أن تكون أعمالهم غير منجية من عذاب الله، لعلمهم بربهم، وما يستحقه من أصناف العبادات.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾[/color] أي: في ميدان التسارع في أفعال الخير، همهم ما يقربهم إلى الله تعالى.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ومع هذا، قد سبقت لهم من الله سابقة السعادة، أنهم سابقون.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَلا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا ﴾[/color] أي: بقدر ما تسعه النفس البشرية , رحمة من الله وحكمة، لتيسير طريق الوصول إليه، ولتعمر جادة السالكين في كل وقت إليه. [color=darkolivegreen]﴿ وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ ﴾[/color] وهو الكتاب الأول، الذي فيه كل شيء، وهو يطابق كل واقع يكون. [color=darkolivegreen]﴿ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ﴾[/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]على هذه المعاير النورانية يستطيع أي إنسان أن يرى نفسه.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الإيمان والإخلاص.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 03-07-2010 10:55 PM

[center][b][size=5][font=arial][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الثامن عشر[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]( 3 )[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض أيات من سورة المؤمنون[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [size=2]- 73[/size] وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ [size=2]– 74[/size][/color] [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]هل يدرك العالم اليوم مدى حاجتهم إلى دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ ,[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black] إن البشرية تتخبط بين الإلحاد والإنغماس في الشهوات , والغرور ببعض الإنجازات والصناعات التي هي في الحقيقة نعمة من الله تعالى على بعض العقول البشرية سخرها لهم لتعينهم على مصاعب الحياة وتجعلها ميسرة حتى يتسنى لهم القيام بفعل الخيرات , ويدركوا عظيم قدرة الله تعالى في الأنفس والأفاق.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]إن ميزان العدل الذي يتطلع إليه العالم يوجد في رسالة ربهم , التي تهديهم إلى الصراط المستقيم. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وذلك بتدبر كلام الله تعالى , والتعرف على رسول الرحمة والهداية محمد صلى الله عليه وسلم، وكمال صدقه وأمانته، وأنه لا يسألهم عليه أجرا، وإنما سعيه لنفعهم ومصلحتهم، وأن الذي يدعوهم إليه صراط مستقيم، سهل على العاملين لاستقامته، موصل إلى المقصود، سماحة في عقيدة التوحيد، سماحة في المعاملات والأخلاق والأداب ، دعوة تشهد لها العقول والفطر بحسنها ، وموافقتها للمصالح ، فأين يذهبون إن لم يتابعوك ؟ فإنهم ليس عندهم ما يغنيهم ويكفيهم عن متابعتك، لأنهم [color=darkolivegreen]﴿ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ ﴾[/color] متجنبون منحرفون، عن الطريق الموصل إلى الله، وإلى دار كرامته، ليس في أيديهم إلا ضلالات وجهالات.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وهكذا كل من خالف الحق، لا بد أن يكون منحرفا في جميع أموره، قال تعالى: [/color][color=indigo]﴿ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ...﴾[size=2] 50[/size] [size=2]القصص[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وعلى الصراط المستقيم نسير بقوة الأخلاق الحسنة في دفع السيئات والإستعاذه بالله تعالى من الشياطين .[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ [size=2]- 96[/size] وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ [size=2]– 97[/size] وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ [size=2]- 98[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]هذا من مكارم الأخلاق، التي أمر الله رسوله بها فقال: [color=darkolivegreen]﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ﴾[/color] أي: إذا أساء إليك أعداؤك، بالقول والفعل، فلا تقابلهم بالإساءة، مع أنه يجوز معاقبة المسيء بمثل إساءته، ولكن ادفع إساءتهم إليك بالإحسان منك إليهم، فإن ذلك فضل منك على المسيء، ومن نتائج ذلك، أنه تخف الإساءة عنك، في الحال، وفي المستقبل، وأنه أدعى لجلب المسيء إلى الحق، وأقرب إلى ندمه وأسفه، ورجوعه بالتوبة عما فعل، وليتصف العافي بصفة الإحسان، ويقهر بذلك عدوه الشيطان، وليستوجب الثواب من الرب، قال تعالى: [color=indigo]﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾[size=2]40 الشورى..[/size][/color] وقال تعالى: [/color][color=indigo]﴿ وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ -34 وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [size=2]- 35 فصلت[/size] ﴾[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقوله: [color=darkolivegreen]﴿ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ ﴾[/color] أي: بما يقولون من الأقوال المتضمنة للكفر والتكذيب بالحق.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ ﴾[/color] أي اعتصم بحولك وقوتك متبرئا من حولي وقوتي [color=darkolivegreen]﴿ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ [size=2]– 97[/size] وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ﴾[/color] أي: أعوذ بك من الشر الذي يصيبني بسبب مباشرتهم وهمزهم ومسهم، ومن الشر الذي بسبب حضورهم ووسوستهم، وهذه استعاذة من مادة الشر كله وأصله، ويدخل فيها، الاستعاذة من جميع نزغات الشيطان، ومن مسه ووسوسته، فإذا أعاذ الله عبده من هذا الشر، وأجاب دعاءه، سلم من كل شر، ووفق لكل خير.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 03-12-2010 04:36 PM

[center][b][size=5][font=arial][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الثامن عشر[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]( 4 )[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض أيات من سورة النور[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [size=2]– 1[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]هذه سورة النور.. يذكر فيها النور بلفظه متصلاً بذات الله : [color=darkolivegreen]الله نور السماوات والأرض[/color] - ويذكر فيها النور بآثاره ومظاهره في القلوب والأرواح ؛ ممثلة هذه الآثار في الآداب والأخلاق التي يقوم عليها بناء هذه السورة. وهي آداب وأخلاق نفسية وعائلية وجماعية، تنير القلب، وتنير الحياة؛ ويربطها بذلك النور الكوني الشامل أنها نور في الأرواح، وإشراق في القلوب، وشفافية في الضمائر، مستمدة كلها من ذلك النور الكبير...[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وتمتلئ سورة النور بالأنوار , وتوضح أسبابه من معاملات وآداب وأخلاق, وتضع الحدود المانعة للرذيلة وأشاعة الفاحشة في المجتمع الإيماني الذي يراقب الله في السر والعلانية..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]*****[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وهي تبدأ بإعلان قوي حاسم عن تقرير هذه السورة وفرضها بكل ما فيها من حدود وتكاليف، ومن آداب وأخلاق : [color=darkolivegreen]( سورة أنزلناها وفرضناها. وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون )..[/color] فيدل هذا البدء الفريد على مدى اهتمام القرآن بالعنصر الأخلاقي في الحياة؛ ومدى عمق هذا العنصر وأصالته في العقيدة الإسلامية، وفي فكرة الإسلام عن الحياة الإنسانية..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]والمحور الذي تدور عليه السورة كلها هو محور التربية التي تشتد في وسائلها إلى درجة الحدود. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وترق إلى درجة اللمسات الوجدانية الرفيقة، التي تصل القلب بنور الله وبآياته المبثوثة في الكون وثنايا الحياة. والهدف واحد في الشدة واللين. هو تربية الضمائر, ورفع المقاييس الأخلاقية للحياة، حتى تتصل بنور الله تعالى . [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وتتداخل الآداب النفسية الفردية ، وآداب البيت والأسرة، وآداب المجمتع والقيادة.. بوصفها نابعة كلها من معين واحد هو العقيدة في الله ، متصلة كلها بنور واحد هو نور الله تعالى الذي أشرقت به الظلمات في السماوات والأرض ، والقلوب والضمائر، والنفوس والأرواح.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b][/center]


[center][b][size=5][font=arial][color=black]ويجري سياق السورة حول محورها الأصيل ( محور التربية ) في خمسة مبادئ:[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]المبدأ الأول يتضمن الإعلان الحاسم الذي تبدأ به؛ ويليه بيان حد الزنا، وتفظيع هذه الفعلة، وتقطيع ما بين الزناة والمجتمع المسلم ، فلا هي منهم ولا هم منها. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ثم بيان حد القذف وعلة التشديد فيه ؛ واستثناء الأزواج من هذا الحد مع التفريق بين الزوجين بالملاعنة. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ثم حديث الإفك وقصته.. ويختم بتقرير مشاكلة الخبيثين للخبيثات، ومشاكلة الطيبين للطيبات. وبالعلاقة التي تربط بين هؤلاء وهؤلاء.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]المبدأ الثاني يتناول وسائل الوقاية من الجرائم الأخلاقية ، وتجنيب النفوس أسباب الإغراء والغواية... فيبدأ بآداب البيوت والاستئذان على أهلها، والأمر بغض البصر والنهي عن إبداء الزينة للمحارم.. والحض على تزويج الأيامى وتحريرهم بالمكاتبة وغيرها.. والتحذير من دفع الفتيات إلى البغاء.. وكلها أسباب وقائية لضمانة الطهر والتعفف في عالم الضمير والشعور، ودفع المؤثرات التي تهيج الميول الحيوانية ، وترهق أعصاب المؤمنين المتطهرين، وهم يقاومون عوامل الإغراء والغواية.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]المبدأ الثالث يتوسط مجموعة الآداب التي تتضمنها السورة، فيربطها بنور الله تعالى . ويتحدث عن أطهر البيوت التي يعمرها هذا النور , وهي بيوت الله تعالى ( المساجد ).[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وفي الجانب المقابل الذين كفروا وأعمالهم كسراب من اللمعان الكاذب؛ أو كظلمات بعضها فوق بعض. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ثم يكشف عن فيوض من نور الله في الآفاق : في تسبيح الخلائق كلها لله. وفي إزجاء السحاب. وفي تقليب الليل والنهار. وفي خلق كل دابة من ماء، ثم اختلاف أشكالها ووظائفها وأنواعها وأجناسها، مما هو معروض في صفحة الكون للبصائر والأبصار..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]المبدأ الرابع يصور أدب المؤمنين الخالص وطاعتهم. ويعدهم، على هذا، الاستخلاف في الأرض والتمكين في الدين، والنصر على الكافرين.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ويفضح المنافقين الرافضين للأدب الواجب مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الطاعة والتحاكم.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]********[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]المبدأ الخامس يقرر آداب الاستئذان والضيافة في محيط البيوت بين الأقارب والأصدقاء. وإلى آداب المجمتع المسلم كله كأسرة واحدة، مع نبيها ومربيها ـ رسول الله صلى الله عليه وسلم.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وتتم السورة بإعلان ملكية الله لما في السماوات والأرض، وعلمه بواقع الناس، وما تنطوي عليه قلوبهم، ورجعتهم إليه، وحسابهم على ما يعلمه من أمرهم. وهو بكل شيء عليم.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وإن شاء الله تعالى نتناول بالتفصيل تلكم المبادئ والأخلاق في اللقاءت المقبلة..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]********[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 03-14-2010 10:56 PM

[center][font=arial][size=5][color=black][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b][/color][/size][/font][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الثامن عشر[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]( 5 )[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض أيات من سورة النور[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]يجري سياق السورة حول محورها الأصيل ( محور التربية ) في خمسة مبادئ:[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][u]المبدأ الأول[/u][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]يتضمن الإعلان الحاسم الذي تبدأ به,[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [size=2]– 1[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ففريضة الآداب والأخلاق فيها كفريضة الحدود والعقوبات. هذه الآداب والأخلاق المركوزة في الفطرة، والتي ينساها الناس تحت تأثير المغريات والانحرافات، فتذكرهم بها تلك الآيات البينات، وتردهم إلى منطق الفطرة الواضح المبين.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ويليه بيان حد الزنا، وتفظيع هذه الفعلة، [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [size=2]- 2[/size][/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]هذا الحكم في الزاني والزانية البكرين ، أنهما يجلد كل منهما مائة جلدة، وأما الثيب، فقد دلت السنة الصحيحة المشهورة ، أن حده الرجم. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ونهانا تعالى أن تأخذنا رأفة بهما في دين الله تعالى، تمنعنا من إقامة الحد عليهم ، سواء رأفة طبيعية، أو لأجل قرابة أو صداقة أو غير ذلك، وأن الإيمان موجب لانتفاء هذه الرأفة المانعة من إقامة أمر الله تعالى. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فالرحمة الحقيقية هي حفظ المجتمعات من الرذيلة .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وأمر تعالى أن يكون تطبيق الحد علنيا ليكون ردعا لمن تسول له نفسه انتهاك حرمات الله تعالى في المجتمع الإسلامي الطاهر النظيف.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]عدم مخالطة الزناة في المجتمع الأسري الإسلامي. [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]الزَّانِي لا يَنْكِحُ إلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ [size=2]- 3[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وهذا دليل صريح على تحريم زواج الزانية حتى تتوب، وكذلك تزويج الزاني حتى يتوب، فإن مقارنة الزوج لزوجته، والزوجة لزوجها، أشد الاقترانات والازدواجات, فحرم الله ذلك، لما فيه من الشر العظيم، وفيه من قلة الغيرة، وإلحاق الأولاد بغير آباءهم..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وفي هذا دليل أن الزاني ليس مؤمنا حين ارتكابه ذلك الجرم، كما [color=indigo]قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " [/color]فهو وإن لم يكن مشركا، فلا يطلق عليه اسم المدح، الذي هو الإيمان المطلق.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ثم بيان حد القذف وعلة التشديد فيه؛ [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ليس من السهل وليس من حسن الظن بالمؤمن أن يقذفه إنسان لمجرد وهم أو مكر لإشاعة الفاحشة في الذين أمنوا وهم الأطهار الحرصين كل الحرص على نظافة قلوبهم قبل أجسادهم..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ولذلك جاء بيان حد القذف وعلة التشديد فيه؛ [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وهذا دليل على أن القذف من كبائر الذنوب.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [size=2]– 4[/size] إلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [size=2]- 5[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*****[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]واستثناء الأزواج من هذا الحد مع التفريق بين الزوجين بالملاعنة. [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ [size=2]– 6[/size] وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ [size=2]– 7[/size] وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ [size=2]– 8[/size] وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ [size=2]– 9[/size] وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ [size=2]- 10[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وإنما كانت شهادات الزوج على زوجته، دارئة عنه الحد، لأن الغالب، أن الزوج لا يقدم على رمي زوجته، التي يدنسه ما يدنسها إلا إذا كان هناك أمر خطير قد شاهده وإلا لتعرض للعنة والطرد من رحمة الله إن كان كاذبا .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فقال تعالى: [color=darkgreen]﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴾[/color] بأن يقول: " أشهد بالله إني لمن الصادقين فيما رميتها به ".[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkgreen]﴿ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾[/color] أي: يزيد في الخامسة مع الشهادة المذكورة، مؤكدا تلك الشهادات، بأن يدعو على نفسه، باللعنة إن كان كاذبا، فإذا تم لعانه، سقط عنه حد القذف. وبقية عليه اللعنة إن كان كاذبا...[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ونلاحظ هنا تربية الضمير في المرقبة لله تعالى على ما نقول وأن العقاب واقع لا محال إن كان الكذب والأنتقام هو الدافع على الملاعنة , وإنه لأمر خطير أن يتعرض الإنسان للعنة التي هي الطرد من رحمة الله تعالى بسبب الكذب.[/color][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=arial][color=darkgreen]﴿ وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ - [/color][/font][/size][/b][b][size=5][font=arial][color=black][color=darkgreen]وَٱلْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ ٱللَّهِ عَلَيْهَآ إِن كَانَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ )[/color] وتزيد في الخامسة، مؤكدة لذلك، أن تدعو على نفسها بالغضب، فإذا تم اللعان بينهما، فرق بينهما القاضي إلى الأبد، وانتفى الولد الملاعن عليه.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإنه لأمر خطير أن يتعرض الإنسان لغضب الله تعالى بسبب الخيانة[/color][/font][/size][/b] [size=5][color=black]..[/color][/size]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبهذه المبادئ التربوية للضمير المؤمن تنعدم فيه تلك الجرائم. المخلة بالآداب في ظل التراحم الأسري الذي أرسى دعائمة الإسلام.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فالعلاقة الأسرية في الإسلام مبنية على المودة والرحمة, في ظل عقيدة تفرض على كلا الزوجين مراقبة الله تعالى في السر والعلانية,[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ولكن قد تطرأ حالات شاذة سواء من قبل الرجل أو المرأة, لذا وضع لها الإسلام حلولا عملية لمنع الوقوع في تلك الجرائم الأخلاقية.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى.[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 03-16-2010 01:22 AM

[center][b][size=5][font=arial][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الثامن عشر[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]( 6 )[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض أيات من سورة النور[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]إن شاء الله نستكمل الحديث عن المبدأ الأول وحديث الإفك وقصته التي توضح خطورة الشائعات التي يبثها أعداء الإسلام ويرددها العامة من المسلمين دون فهم ولا تدبر حيث لا يدركون خطورة الكلمة .[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وقد ثبت في الصحاح والسنن والمسانيد حادثة الإفك.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]كانت غزوة بني المصطلق في شعبان سنة ست وخرج النبي صلى الله عليه واله وسلم في تلك الغزوة بالسيدة عائشة معه, أقرع بين نسائه فخرج سهمها وفي تلك الغزوة قال فيها أهل الإفك ما قالوا فأنزل الله عز وجل براءتها .[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]الراوي: محمد بن إسحاق - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 6/145[/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات.[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وحاصلها أن النبي صلى الله عليه وسلم، في بعض غزواته، ومعه زوجته السيدة عائشة الصديقة بنت الصديق، فانقطع عقدها فانحبست في طلبه, ورحلوا جملها وهودجها، فلم يفقدوها ولم ينتبه حملة الهودج لعدم وجودها، ثم استقل الجيش راحلا، وجاءت مكانهم، وعلمت أنهم إذا فقدوها، رجعوا إليها فاستمروا في مسيرهم، وكان صفوان بن المعطل السلمي، من أفاضل الصحابة رضي الله عنه، في أخريات القوم وذلك للنظر في الموقع للتأكد أن الجيش لم يترك شئ , فرأى أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها فعرفها، فأناخ راحلته، فركبتها من دون أن يكلمها أو تكلمه، ثم جاء يقود بها بعد ما نزل الجيش في الظهيرة أي في وضح النهار، سبحان الله أمر جلي واضح ..ولكنه الإبتلاء للمجتمع الإيماني بأن يحسن الظن بأخلاق المؤمنين وأن الإيمان يفرض رقابة ذاتية على المؤمن لعلمه أن الله تعالى يراه وأن الله تعالى كاشفا لرسوله صلى الله عليه وسلم كل أمر يسوءه..كما حدث في وقائع كثيرة الكل يعلمها علم اليقين..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ولكن المنافقين وهم أشد كرها للإسلام ورسوله نسوا أن الله تعالى سميع عليم..[/color][/font][/size][/b][/center]


[center][b][size=5][font=arial][color=black]فلما رأى بعض المنافقين الذين في صحبة النبي صلى الله عليه وسلم، في ذلك السفر مجيء صفوان بها في هذه الحال، أشاع ما أشاع، ووشى الحديث، وتلقفته الألسن، حتى اغتر بذلك بعض المؤمنين، وصاروا يتناقلون هذا الكلام، وتناسى المتكلمون أن الله تعالى مطلع يسمع ويرى وليس من المعقول أن يخبر نبيه بجميع الأخطار التي تحاك به من أعداءه ولا يخبره بشأن خطير كالذي يقولونه ظلما وعدونا ودون علم..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]بأبي أنت وأمي يارسول الله كم تحملت من الآلام من أجلنا..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وانحبس الوحي مدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم. وبلغ الخبر عائشة بعد ذلك بمدة حيث كانت لا تتصور أن يتحدث الناس بمثل هذا الكلام عن المؤمن أو المؤمنة,[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ولو وضع أي مؤمن نفسه مكان الصحابي الجليل صفوان هل سيخطر بباله أن ينظر نظرة سوء لأمه السيدة عائشة زوجة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، ؟؟... فحزنت حزنا شديدا،[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فتغش رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يتغشاه من الوحي ثم سري عنه فمسح وجهه بيده ثم قال أبشري يا عائشة قد أنزل الله عز وجل براءتك فقالت عائشة والله ما كنت أظن أن ينزل القرآن في أمري ولكني كنت أرجو لما يعلم الله من براءتي أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم في أمري رؤيا فيبرئني الله بها عند نبيه صلى الله عليه وسلم.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فأنزل الله تعالى براءتها في هذه الآيات، ووعظ الله المؤمنين، وأعظم ذلك، ووصاهم بالوصايا النافعة. فقوله تعالى: [color=darkolivegreen]﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ ﴾[/color] أي: الكذب الشنيع، وهو رمي أم المؤمنين [color=darkolivegreen]﴿ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ﴾[/color] أي: جماعة منتسبون إليكم يا معشر المؤمنين، منهم المؤمن الصادق في إيمانه ولكنه اغتر بترويج المنافقين ومنهم المنافق.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾[/color] لما تضمن ذلك تبرئة أم المؤمنين ونزاهتها، والتنويه بذكرها، حتى تناول عموم المدح سائر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، ولما تضمن من بيان الآيات المضطر إليها العباد، التي ما زال العمل بها إلى يوم القيامة، فكل هذا خير عظيم، [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]لولا مقالة أهل الإفك لم يحصل ذلك، وإذا أراد الله أمرا جعل له سببا، ولذلك جعل الخطاب عاما مع المؤمنين كلهم، وأخبر أن قدح بعضهم ببعض كقدح في أنفسهم،[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ففيه أن المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، واجتماعهم على مصالحهم، كالجسد الواحد.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، فكما أنه يكره أن يقدح أحد في عرضه، فليكره من كل أحد، أن يقدح في أخيه المؤمن، الذي بمنزلة نفسه، وما لم يصل العبد إلى هذه الحالة، فإنه من نقص إيمانه وعدم فهمه لحقيقة العقيدة.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإثْمِ ﴾[/color] وهذا وعيد للذين جاءوا بالإفك، وأنهم سيعاقبون على ما قالوا من ذلك.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ ﴾[/color] أي: معظم الإفك، وهو المنافق الخبيث، عبد الله بن أبي بن سلول - لعنه الله - [color=darkolivegreen]﴿ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾[/color] ألا وهو الخلود في الدرك الأسفل من النار.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ثم أرشد الله عباده عند سماع مثل هذا الكلام فقال: [color=darkolivegreen]﴿ لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا ﴾[/color] أي: ظن المؤمنون بعضهم ببعض خيرا، وهو السلامة مما رموا به، وأن ما معهم من الإيمان المعلوم، يدفع ما قيل فيهم من الإفك الباطل، [color=darkolivegreen]﴿ وَقَالُوا ﴾[/color] بسبب ذلك الظن [color=darkolivegreen]﴿ سُبْحَانَكَ ﴾[/color] أي: تنزيها لك من كل سوء، وعن أن تبتلي أصفياءك بالأمور الشنيعة، ﴿[color=darkolivegreen] هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ ﴾[/color] أي: كذب وبهت، من أعظم الأشياء، وأبينها. فهذا من الظن الواجب، حين سماع المؤمن عن أخيه المؤمن، مثل هذا الكلام، أن يبرئه بلسانه، ويكذب القائل لذلك.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ﴾[/color] أي: هلا جاء الرامون على ما رموا به، بأربعة شهداء أي: عدول مرضيين. [color=darkolivegreen]﴿ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴾[/color] وإن كانوا في أنفسهم قد تيقنوا ذلك، فإنهم كاذبون في حكم الله، لأن الله حرم عليهم التكلم بذلك، من دون أربعة شهود.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾[/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ولكن من فضل الله عليكم ورحمته، أن شرع لكم التوبة، وجعل العقوبة مطهرة للذنوب.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ ﴾[/color] أي: العفائف عن الفجور التي لم يخطر ذلك بقلوبهن, الذين يرمونهم [color=darkolivegreen]﴿ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ﴾[/color] واللعنة لا تكون إلا على ذنب كبير.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وأكد اللعنة بأنها متواصلة عليهم في الدارين [color=darkolivegreen]﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾[/color] وهذا زيادة على اللعنة، أبعدهم عن رحمته، وأحل بهم شدة نقمته.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وذلك العذاب يوم القيامة [color=darkolivegreen]﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾[/color] فكل جارحة تشهد عليهم بما عملته، ينطقها الذي أنطق كل شيء، فلا يمكنه الإنكار، ولقد عدل في العباد، من جعل شهودهم من أنفسهم، [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ ﴾[/color] أي: جزاءهم على أعمالهم، الجزاء الحق، الذي بالعدل والقسط، فأوصافه العظيمة حق، وأفعاله هي الحق، وعبادته هي الحق، ولقاؤه حق، ووعده ووعيده، وحكمه الديني والجزائي حق، ورسله حق.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ ٱلْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَٱلْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَٱلطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَٱلطَّيِّبُونَ لِلْطَّيِّبَاتِ [size=6]أُوْلَـٰئِكَ مُبَرَّءُونَ[/size] مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾[/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أي: كل خبيث من الرجال والنساء، والكلمات والأفعال، مناسب للخبيث، وموافق له، ومقترن به، ومشاكل له، [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وكل طيب من الرجال والنساء، والكلمات والأفعال، مناسب للطيب، وموافق له، ومقترن به، ومشاكل له، فهذه كلمة عامة وحصر، لا يخرج منه شيء، من أعظم مفرداته، أن الأنبياء -خصوصا أولي العزم منهم، خصوصا سيدهم محمد صلى الله عليه وسلم، الذي هو أفضل الطيبين من الخلق على الإطلاق لا يناسبهم إلا كل طيب من النساء، فالقدح في أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها بهذا الأمر قدح في النبي صلى الله عليه وسلم، وهو المقصود بهذا الإفك، من قصد المنافقين، فمجرد كونها زوجة للرسول صلى الله عليه وسلم، يعلم أنها لا تكون إلا طيبة طاهرة من هذا الأمر القبيح.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فكيف وهي هي؟" صديقة النساء وأفضلهن وأعلمهن وأطيبهن، حبيبة رسول رب العالمين، التي لم ينزل الوحي عليه وهو في لحاف زوجة من زوجاته غيرها، ثم صرح بذلك، بحيث لا يبقى لمبطل مقالا، ولا لشك وشبهة مجالا، فالله تعالى كاشفا لرسوله كل مؤامرات البشر ضده , وكاشفا له طهارة أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها وسائر ال البيت الكرام, [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فقال تعالى: [size=6][color=darkolivegreen]﴿ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ﴾[/color][/size] والإشارة إلى أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها أصلا، وللمؤمنات المحصنات الغافلات تبعا [color=darkolivegreen]﴿ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ ﴾[/color] تستغرق الذنوب [color=darkolivegreen]﴿ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾[/color] في الجنة صادر من الرب الكريم.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]********[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 03-18-2010 10:29 PM

[center][b][size=5][font=arial][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الثامن عشر[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]( 7 )[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض أيات من سورة النور[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ويجري سياق السورة حول محورها الأصيل ( محور التربية ) في خمسة مبادئ: تحدثنا في اللقاءات السابقة عن المبدأ الأول.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وإن شاء الله تعالى نتناول اليوم الحديث عن المبدأ الثاني.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]حيث يتناول وسائل الوقاية من الجرائم الأخلاقية، وتجنيب النفوس أسباب الإغراء والغواية. فيبدأ بآداب البيوت والاستئذان على أهلها، والأمر بغض البصر والنهي عن إبداء الزينة للمحارم....والتحذير من دفع الفتيات إلى البغاء.. وكلها أسباب وقائية لضمان الطهر والتعفف في عالم الضمير والشعور، ودفع المؤثرات التي تهيج الميول الحيوانية، وترهق أعصاب المؤمنين المتطهرين، وهم يقاومون عوامل الإغراء والغواية.[/color][/font][/size][/b][/center]


[center][b][size=5][font=arial][color=black]ومع أخلاقيات الإستئذان وحرمات المنازل تطالعنا الأيات التالية:[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [size=2]-27[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ [size=2]-28[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]يرشد الباري عباده المؤمنين، أن لا يدخلوا بيوتا غير بيوتهم بغير استئذان، فإن في ذلك عدة مفاسد: منها ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال [color=indigo]" إنما جعل الاستئذان من أجل البصر " [/color] فبسبب الإخلال به ، يقع البصر على العورات التي داخل البيوت ، فإن البيت للإنسان في ستر عورة ما وراءه، بمنزلة الثوب في ستر عورة الجسد.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ومنها: أن ذلك يوجب الريبة من الداخل بدون إذن، لأن الدخول خفية، يدل على الشر، ومنع الله المؤمنين من دخول غير بيوتهم حَتَّى يَسْتَأْنِسُوا أي: يستأذنوا .. سمي الاستئذان استئناسا، لأن به يحصل الاستئناس، وبعدمه تحصل الوحشة, [color=darkolivegreen]﴿ وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ﴾[/color] وصفة ذلك، ما جاء في الحديث: [/color][color=indigo]" السلام عليكم، أأدخل "؟[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾[/color] لاشتماله على عدة مصالح، وهو من مكارم الأخلاق الواجبة، فإن أذن، دخل المستأذن.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا ﴾[/color] أي: فلا تمتنعوا من الرجوع، ولا تغضبوا منه، [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ هُوَ أَزْكَى لَكُمْ ﴾[/color] أي: أشد لتطهيركم من السيئات، وتنميتكم الحسنات. [color=darkolivegreen]﴿ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيم ﴾[/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبهذا الأدب الرفيع المستوى والحساسية المرهفة للشخصية المؤمنة نهض المسلمون الأوائل بفتح القلوب ونشر الإسلام بتلك الأخلاق التي لا تجد لها نظيرا بين أخلاقيات الأمم .[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ [size=2]-29[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مثل الفنادق وبيوت الضيافة ومساكن العاملين إن كانت خالية وليس فيها ساكن، فأسقط الحرج في الدخول إليها، [color=darkolivegreen]﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ ﴾[/color] من أحوالكم الظاهرة والخفية، وعلم مصالحكم، فلذلك شرع لكم ما تحتاجون إليه وتضطرون، من الأحكام الشرعية.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ومن الأخلاق الرفيعة التي تضع حائل ضد الرذائل تلك الأخلاق التي تناولتها الأيات التالية .[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [size=2]-30[/size][/color][/font][/size][/b][/center]


[center][b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾[/color] عن النظر إلى العورات وإلى النساء الأجنبيات، وإلى كل ما يخاف بالنظر إليهم الفتنة، وإلى زينة الدنيا التي تفتن، وتوقع في المحذور...[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ﴾[/color] أطهر وأطيب، وأنمى لأعمالهم، فإن في هذا الحفظ، طهر من الخبث الذي يتدنس به أهل الفواحش، وزكت أعماله، بسبب ترك المحرم، الذي تطمع إليه النفس وتدعو إليه،[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فمن ترك شيئا لله، عوضه الله خيرا منه، ومن غض بصره عن المحرم، أنار الله بصيرته، ولهذا سماه الله حفظا، فالشيء المحفوظ إن لم يجتهد حافظه في مراقبته وحفظه، وعمل الأسباب الموجبة لحفظه، لم ينحفظ .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]، ويجوز النظر في بعض الأحوال لحاجة، كنظر الشاهد والطبيب والخاطب، ونحو ذلك.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ثم ذكرهم الله تعالى بعلمه بأعمالهم، ليجتهدوا في حفظ أنفسهم من المحرمات.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [size=2]-31[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾[/color] أي: الثياب الظاهرة، التي جرت العادة بلبسها إذا لم يكن في ذلك ما يدعو إلى الفتنة بها، [color=darkolivegreen]﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾[/color] وهذا لكمال الاستتار، ويدل ذلك على أن الزينة التي يحرم إبداؤها، يدخل فيها جميع البدن،[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ثم كرر النهي عن إبداء زينتهن، ليستثني منه قوله: [color=darkolivegreen]﴿ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ ﴾[/color] أي: أزواجهن [color=darkolivegreen]﴿ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ ﴾[/color] يشمل الأب بنفسه، والجد وإن علا، [color=darkolivegreen]﴿ أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن ﴾[/color] ويدخل فيه الأبناء وأبناء البعولة مهما نزلوا[color=darkolivegreen] ﴿ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ ﴾[/color] أشقاء، أو لأب، أو لأم. [color=darkolivegreen]﴿ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ ﴾[/color] والإضافة تقتضي الجنسية، أي: النساء المسلمات، اللاتي من جنسكم، ففيه دليل لمن قال: إن المسلمة لا يجوز أن تنظر إليها الذمية...[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ ﴾[/color] أي: أو الذين يتبعونكم، ويتعلقون بكم، من الرجال الذين لا إربة لهم في هذه الشهوة، ..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ﴾[/color] أي: الأطفال الذين دون التمييز، فإنه يجوز نظرهم للنساء الأجانب، وعلل تعالى ذلك، بأنهم لم يظهروا على عورات النساء، أي: ليس لهم علم بذلك، ولا وجدت فيهم الشهوة بعد ودل هذا، أن المميز تستتر منه المرأة، لأنه يظهر على عورات النساء.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ﴾[/color] أي: لا يضربن الأرض بأرجلهن لإفتعال جلب النظر، فتعلم زينتها بسببه، فيكون وسيلة إلى الفتنة.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ولما أمر تعالى بهذه الأوامر الحسنة، ووصى بالوصايا المستحسنة، وكان لا بد من وقوع تقصير من المؤمن بذلك، أمر الله تعالى بالتوبة، فقال تعالى: [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][size=7][color=darkolivegreen]وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[/color][/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b] [/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 03-22-2010 07:03 PM

[center][b][size=5][font=arial][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الثامن عشر[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]( 8 )[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض أيات من سورة النور[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]تحدثنا في اللقاءات السابقة عن المبدأ الأول و الثاني.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]من مبادئ التربية الأخلاقية في الإسلام والتي وردت في سورة النور.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعون من الله تعالى نواصل بقية تلكم المبادئ.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][u]المبدأ الثالث[/u][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ونتيجة حتمية للأخلاقيات السابقة وهي العفة والطهارة والحس المرهف في أدب الإستئذان نتيجة لكل ذلك يستنير القلب بنور الله تعالى ويستمد ذلك النور في بيوت الله تعالى.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]والمبدأ الثالث يتوسط مجموعة الآداب التي تتضمنها السورة، فيربطها بنور الله. ويتحدث عن أطهر البيوت التي يعمرها هذا النور , وهي بيوت الله تعالى ( المساجد )[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [size=2](35)[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ [size=2](36)[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ [size=2](37)[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]لِيَجْزِيَهُمْ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ [size=2](38)[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]الله نور السموات والأرض منورهما يدبر الأمر فيهما ويهدي أهلهما، فهو- سبحانه - نور، وحجابه نور، به استنارت السموات والأرض وما فيهما، وكتاب الله وهدايته نور منه سبحانه، فلولا نوره تعالى لتراكمت الظلمات بعضها فوق بعض. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]مثل نوره الذي يهدي إليه, وهو الإيمان والقرآن في قلب المؤمن كمشكاة, وهي الكُوَّة في الحائط غير النافذة، فيها مصباح، حيث تجمع الكوَّة نور المصباح فلا يتفرق، وذلك المصباح في زجاجة، كأنها - لصفائها - كوكب مضيء كالدُّر، [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فذلك مثل الهدى يضيء في قلب المؤمن. والله يهدي ويوفق لاتباع القرآن مَن يشاء، ويضرب الأمثال للناس؛ والله بكل شيء عليم, لا يخفى عليه شيء..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]هذا النور المضيء في مساجد أَمَرَ الله أن يُرْفع شأنها وبناؤها، ويُذْكر فيها اسمه بتلاوة كتابه والتسبيح والتهليل، وغير ذلك من أنواع الذكر، يُصلِّي فيها لله في الصباح والمساء.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]رجال لا تشغلهم تجارة ولا بيع عن ذِكْرِ الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة لمستحقيها, يخافون يوم القيامة الذي تتقلب فيه القلوب بين الرجاء في النجاة والخوف من الهلاك، وتتقلب فيه الأبصار تنظر إلى أي مصير تكون؟[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ليعطيهم الله ثواب أحسن أعمالهم، ويزيدهم من فضله بمضاعفة حسناتهم. والله يرزق مَن يشاء بغير حساب، بل يعطيه مِنَ الأجر ما لا يبلغه عمله، وبلا عدٍّ ولا كيل.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ [size=2](39)[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ [size=2](40)[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وفي الجانب المقابل الذين كفروا وأعمالهم كسراب من اللمعان الكاذب؛ أو كظلمات بعضها فوق بعض. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والذين كفروا بربهم وكذَّبوا رسله، أعمالهم التي ظنوها نافعة لهم ، كسراب، وهو ما يشاهَد كالماء على الأرض المستوية في الظهيرة، يظنه العطشان ماء، فإذا أتاه لم يجده ماء... فالكافر يظن أن أعماله تنفعه , فإذا كان يوم القيامة لم يجد لها ثوابًا ، ووجد الله سبحانه وتعالى له بالمرصاد فوفَّاه جزاء عمله كاملا . والله سريع الحساب ، فلا يستبطئ الجاهلون ذلك الوعد، فإنه لا بدَّ مِن إتيانه.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أو تكون أعمالهم مثل ظلمات في بحر عميق يعلوه موج, من فوق الموج موج آخر، ومِن فوقه سحاب كثيف، ظلمات شديدة بعضها فوق بعض، إذا أخرج الناظر يده لم يقارب رؤيتها من شدة الظلمات ، فالكفار تراكمت عليهم ظلمات الشرك والضلال وفساد الأعمال . ومن لم يجعل الله له نورًا من كتابه وسنة نبيه يهتدي به فما له مِن هاد....[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000]******[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ثم يكشف عن فيوض من نور الله في الآفاق: في تسبيح الخلائق كلها لله تعالى . وفي إزجاء السحاب. وفي تقليب الليل والنهار. وفي خلق كل دابة من ماء، ثم اختلاف أشكالها ووظائفها وأنواعها وأجناسها، مما هو معروض في صفحة الكون للبصائر والأبصار..[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [size=2]-45[/size][/color][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبهذا النور في أيات الله تعالى تتحرك العقول المؤمنة للبحث والعلم والإعمار في الأرض,[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]متجهة بالعبادة لله رب العالمين ملتزمة بشريعته التي تنظم حركتهم في الحياة حتى لا يقعوا في الفساد والرذيلة ,[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [size=2]- 51[/size] وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ [size=2]- 52[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ويختم ذلك المبدأ بوعد الله للمؤمنين الذين يعملون الصالحات[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [size=2]- 55[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 03-24-2010 10:46 PM

[color=black]
[center][b][size=5][font=arial][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الثامن عشر[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]( 9 )[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض أيات من سورة النور[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]تحدثنا في اللقاءات السابقة عن المبدأ الأول و الثاني والثالث والرابع [/color][/font][/size][/b][b][size=5][font=arial][color=black]من مبادئ التربية الأخلاقية في الإسلام والتي وردت في سورة النور.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعون من الله تعالى نواصل بقية تلكم المبادئ.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]المبدأ الخامس[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]والمبدأ الخامس يقرر آداب الاستئذان والضيافة في محيط البيوت بين الأقارب والأصدقاء. وإلى آداب المجتمع المسلم كله كأسرة واحدة.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][u]العناية بتربية الأطفال على الفضائل[/u][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [size=2]- 58[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أمر المؤمنين أن يستأذنهم الذين تحت رعايتهم من الخدم والعاملين، والذين لم يبلغوا الحلم منهم.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قد ذكر الله حكمته وأنه ثلاث عورات للمستأذن عليهم، وقت نومهم بالليل بعد العشاء، وعند انتباههم قبل صلاة الفجر، فهذا - في الغالب - أن النائم يستعمل للنوم في الليل ثوبا غير ثوبه المعتاد، وأما نوم النهار، فلما كان في الغالب قليلا، قد ينام فيه الإنسان بثيابه المعتادة، قيده بقوله: [color=darkolivegreen]﴿ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ ﴾[/color] أي: للقائلة، وسط النهار.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ففي هذه الأحوال الثلاثة، يكون الخدم والأولاد الصغار كغيرهم، لا يمكنون من الدخول إلا بإذن، وأما ما عدا هذه الأحوال الثلاثة فقال تعالى: [color=darkolivegreen]﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ ﴾[/color] فإنهم يحتاج إليهم دائما، فيشق الاستئذان منهم في كل وقت، ولهذا قال: [color=darkolivegreen]﴿ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾[/color] أي: يترددون عليكم في قضاء أشغالكم وحوائجكم.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾[/color] له العلم المحيط بالواجبات والمستحيلات والممكنات، والحكمة التي وضعت لكل شيء .[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][u]العناية بتربية الأطفال بعد البلوغ[/u][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]وَإِذَا بَلَغَ الأطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [size=2]- 59[/size][/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وفي هاتين الآيتين فوائد، منها: وجوب التعليم للآداب الشرعية، لأن الله وجه الخطاب إليهم بقوله تعالى: [color=darkolivegreen]﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ ﴾[/color] الآية، ولا يمكن ذلك، إلا بالتعليم والتأديب، [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ومنها: الأمر بحفظ العورات، والاحتياط لذلك من كل وجه. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ومنها: أن الصغير الذي دون البلوغ، لا يجوز أن يمكن من رؤية العورة، ولا يجوز أن ترى عورته.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ومنها: أن الحكم المذكور المفصل، إنما هو لما دون البلوغ، فأما ما بعد البلوغ، فليس إلا الاستئذان.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [size=2]- 60[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أي: لا يطمعن في الزواج، ولا يطمع فيهن الرجال ، وذلك لكونها كبيرة السن طاهرة النفس نقية السريرة , الجميع يتطلع لحنانها ودعاءها كأم وجدة.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ ﴾[/color] أي: حرج وإثم [color=darkolivegreen]﴿ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ ﴾[/color] أي: الثياب الظاهرة، كالخمار ونحوه، الذي قال الله فيه للنساء : [color=darkolivegreen]﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [/color]فهؤلاء، يجوز لهن أن يكشفن وجوههن لآمن المحذور منها وعليها، [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ولما كان نفي الحرج عنهن في وضع الثياب، ربما توهم منه جواز استعمالها لكل شيء، دفع هذا الاحتراز بقوله: [color=darkolivegreen]﴿ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ﴾[/color] أي: غير مظهرات للناس زينة، من تجمل بثياب ظاهرة ونحو ذلك [/color][color=darkolivegreen]﴿ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ ﴾[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والاستعفاف: طلب العفة، بفعل الأسباب المقتضية لذلك، من ترك كل ما يخشى منه الفتنة، [color=darkolivegreen]﴿ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾[/color] بالنيات والمقاصد.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][u]اليسر في التشريع[/u][/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]لَيْسَ عَلَى الأعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [size=2]- 61[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]يخبر تعالى عن منته على عباده، وأنه لم يجعل عليهم في الدين من حرج بل يسره غاية التيسير،[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقوله تعالى : [color=darkolivegreen]﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا ﴾[/color] فكل ذلك جائز، أكل أهل البيت الواحد جميعا، أو أكل كل واحد منهم وحده.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا ﴾[/color] نكرة في سياق الشرط، يشمل بيت الإنسان وبيت غيره، سواء كان في البيت ساكن أم لا، فإذا دخلها الإنسان [color=darkolivegreen]﴿ فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ﴾[/color] أي: فليسلم بعضكم على بعض، لأن المسلمين كأنهم شخص واحد، من توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم، فالسلام مشروع لدخول سائر البيوت، من غير فرق بين بيت وبيت،[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ثم مدح هذا السلام فقال تعالى : [color=darkolivegreen]﴿ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ﴾[/color] أي: سلامكم بقولكم: " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...لأنها من الكلم الطيب المحبوب عند الله، الذي فيه طيبة نفس للمحيا، ومحبة وجلب مودة.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وتتم السورة بإعلان ملكية الله لما في السماوات والأرض، وعلمه بواقع الناس، وما تنطوي عليه حناياهم، ورجعتهم إليه، وحسابهم على ما يعلمه من أمرهم. وهو بكل شيء عليم.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [size=2]- 64[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]********[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإلى الجزء التالى إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/color][/center]

صابر عباس حسن 03-28-2010 10:54 PM

[center][color=black][size=5][font=arial][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b][/font][/size][/color][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء التاسع عشر[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]( 1 )[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض أيات من سورة الفرقان[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][u]مبدأ الإختيار[/u][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]من أعظم النعم على الإنسان أن كرمه الله تعالى وجعله مختارا في أمور كثيرة وأمده بالعقل والفطرة لكي يميز بين الخير والشر والحق والباطل , وأن فترة الإختيار مرتبطة بعمر الإنسان, بعد البلوغ حتى الموت.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ومن رحمة الله تعالى أن بين لنا عاقبة إختيار سبيل الخير وعاقبة إختيار سبيل الشر ..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ونتيجة هذا الإختيار تظهر يوم القيامة, يوم الحسرة والندامة على من أعرض عن سبيل الحق . الذي دعى إليه رسول الله, صلى الله عليه وسلم. وسلكه المؤمنون معه ومن بعده.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا [size=2]- 27[/size] يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا [size=2]- 28[/size] لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإنْسَانِ خَذُولا [size=2]– 29[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ ﴾[/color] بشركه وكفره وتكذيبه للرسول تأسفا وتحسرا وحزنا وأسفا. [color=darkolivegreen]﴿ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا ﴾ [/color]أي طريقا بالإيمان به وتصديقه واتباعه.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ودعوة الرسول صلى الله عليه وسلم هي سبيل النجاة حيث أنها الحق الواضح المبني على اليقين والبرهان.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والمتتبع لهذه السلسلة يجد المنهج التشريعي المتكامل في كل مناحي الحياة . فهل يوجد سبيل أخر مثله على وجه الأرض لكي تحيد إليه الإنسانية المعذبة ؟... لا سبيل إلا رسالة الله تعالى ( القرآن العظيم ) وهدي رسوله , صلى الله عليه وسلم.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال تعالى: [/color][color=indigo]قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [size=2]– 108 يوسف[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]هذه دعوة الإسلام يقين وبرهان , وهذا سبيل كل مؤمن يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم على بصيرة ويقين وبرهان عقلي وشرعي ....[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]ما من أحد يسمع بي من هذه الأمة ، ولا يهودي ، ولا نصراني ، فلا يؤمن بي ؛ إلا دخل النار .[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]الراوي: سعيد بن جبير - المصدر: السلسلة الصحيحة : الألباني- الصفحة أو الرقم: 3093[/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح رجاله ثقات.[/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وذلك لشدة وضوح الدلائل والبراهين على صدقه وأن رسالته التي بشر بها كل الأنبياء هي خاتمة الرسالات وهي السبيل الوحيد للوصول إلى رضوان الله تعالى.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وهي السبيل الذي يدعو إلى العلم والمدنية والتحضر في ظل إيمان القلب بخالقه حيث الهداية.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وفي المقابل سبل الشهوات والظلمات والضلال حتى ولو لبست ثياب المدنية والتحضر والعلم فإنها لن تغني عن الإنسان شيئا إلا لحظات متعة قليلة في الدنيا وشقاء في الإخرة. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا ﴾[/color] وهو الشيطان الإنسي أو الجني، حبيبا وهو أعدى عدو لي الذي لم تفدني ولايته إلا الشقاء والخسار والخزي والبوار.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ﴾[/color] حيث زين له ما هو عليه من الضلال بخدعه وتسويله. [color=darkolivegreen]﴿ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإنْسَانِ خَذُولا ﴾[/color] يزين له الباطل ويقبح له الحق، ويعده الأماني ثم يتخلى عنه ويتبرأ منه ومن جميع أتباعه حين قضي الأمر، وقضى الله بين الخلق [color=navy]﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ... ﴾[/color] [size=2]الآية 22 إبراهيم .[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فلينظر العبد لنفسه وقت الإمكان وليتدارك الممكن قبل أن لا يمكن، وليوال من ولايته فيها سعادته وهو سبيل الرسول الذي ارتضاه الله للبشرية لينقذهم من العذاب.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وليعاد من تضره صداقته من شياطين الجن والإنس. ويحاول أن يسلك سبيل الصالحين قبل أن يأتي يوم لا ينفع الندم..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والله الموفق.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ومن الأمور الهامة التي تعين على سلوك الطريق المستقيم[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أن يكون كل ما نقوم به من أعمال و معاملات مبنيا على حق التوكل على الله تعالى مدبر الكون ومصيره. فلا يتم أمر إلا بإذنه , فهو المعين والهادي لكل أمور المؤمن.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وحقيقة التوكل هو بذل غاية الجهد مع التعلق بتوفيق الله تعالى في تحقيق ما نصبوا إليه. فكذلك تفعل بقية المخلوقات.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا .[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]الراوي: عمر بن الخطاب - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 1/111[/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح.[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا - 58[/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ ﴾[/color] الذي له الحياة الكاملة المطلقة [color=darkolivegreen]﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ﴾[/color] أي: اعبده وتوكل عليه في الأمور المتعلقة بك والمتعلقة بالخلق.[color=darkolivegreen] ﴿ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا ﴾[/color] يعلمها ويجازي عليها.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وعلى هذه المبادئ النورانية يسير المؤمن في طريق الهدى والنجاة.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=indigo]قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ[/color] [size=2]– 31 ال عمران[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]********[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 04-02-2010 04:27 PM

[center][color=black][size=5][font=arial][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b][/font][/size][/color]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء التاسع عشر[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]( 2 )[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض أيات من سورة الفرقان[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=7][color=darkolivegreen][u]عِبَادُ الرَّحْمَنِ[/u][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]الصورة الحقيقية والمشرقة للمؤمنين , في مشيتهم وردهم بالسلام على من يجهل عليهم . وعبادتهم لربهم ودعائهم , وفي معاملاتهم المالية المتزنة, وفي إخلاصهم لله تعالى...وفي أمنهم للناس حيث لا يقترفون جرائم القتل, واحترامهم للمحارم فلا يزنون .. ولا يشهدون الزور , رحماء فيما بينهم..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإليكم تلكم الصورة [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَعِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَىٰ ٱلأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً [size=2]-63[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَالَّذِينَ يِبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً [size=2]-64[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً [size=2]- 65[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]إِنَّهَا سَآءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً [size=2]– 66[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً [size=2]- 67 [/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَٱلَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ يَلْقَ أَثَاماً [size=2]- 68[/size] يُضَاعَفْ لَهُ ٱلْعَذَابُ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً [size=2]- 69[/size] إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً [size=2]– 70[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى ٱللَّهِ مَتاباً[size=2] – 71[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَٱلَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً [size=2]- 72[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّواْ عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً [size=2]– 73[/size] وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَٱجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً [size=2]– 74[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]أُوْلَـٰئِكَ يُجْزَوْنَ ٱلْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاَماً [size=2]- 75[/size] خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً [size=2]– 76[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#556b2f][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا: سلاماً )..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ها هي ذي السمة الأولى من سمات عباد الرحمن: أنهم يمشون على الأرض مشية سهلة هينة، ليس فيها تكلف ولا تصنع، وليس فيها خيلاء... فيها وقار وسكينة، وفيها جد وقوة. ولا يمشون متماوتين منكسي الرؤوس ممن يريدون إظهار التقوى والصلاح .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]قال أبو هريرة: ما رأيت شيئاً أحسن من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كأن الشمس تجري في وجهه، وما رأيت أحداً أسرع في مشيته من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كأنما الأرض تطوى له ـ وإنا لنجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]وقال على بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا مشى تكفأ تكفياً كأنما ينحط من صبب.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]وهي مشية أولي العزم والهمة والشجاعة.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا: سلاماً )[/color] لا عن ضعف ولكن عن ترفع عن الدنايا والجهل ؛ وعن صيانة الوقت والجهد أن ينفقا فيما لا طائل من وراءه.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]( والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً. والذين يقولون: ربنا اصرف عنا عذاب جهنم. إن عذابها كان غراماً. إنها ساءت مستقراً ومقاماً )..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]يبيتون لربهم سجداً وقياماً، يتوجهون لربهم وحده، ويقومون له وحده، ويسجدون له وحده. ينام الناس وهم قائمون ساجدون؛ ويخلد الناس إلى الأرض وهم يتطلعون إلى عرش الرحمن، ذي الجلال والإكرام.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وهم في قيامهم وسجودهم وتطلعهم وتعلقهم تمتلىء قلوبهم بالتقوى، والخوف من عذاب جهنم. يقولون: [/color][color=darkolivegreen]( ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراماً. إنها ساءت مستقراً ومقاماً ).. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وهم يتوجهون إلى ربهم في ضراعة وخشوع ليصرف عنهم عذاب جهنم. لا يطمئنهم أنهم يبيتون لربهم سجداً وقياماً , فالمؤمن يعيش بين الرجاء والخوف، الرجاء في رحمة الله تعالى , والخوف من التقصير, فيأملون أن يتداركهم فضل الله وسماحته وعفوه ورحمته، فيصرف عنهم عذاب جهنم.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]( إِن عذابها كان غراماً إِنها ساءت مستقراً ومقاماً )[/color] أي ملازماً لا يتحول عن صاحبه , فهذا ما يجعله مروعاً.. [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]*****[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][u]نموذج القصد والاعتدال والتوازن [/u][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][u]في المعاملات المالية[/u][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا، وكان بين ذلك قواماً )..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وهذه سمة الإسلام التي يحققها في حياة الأفراد والجماعات؛ ويتجه إليها في التربية والتشريع، يقيم بناءه كله على التوازن والاعتدال.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فالإسراف مفسدة للنفس والمال والمجتمع؛ والتقتير مثله حبس للمال عن انتفاع صاحبه به وانتفاع المجتمع من حوله .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فالمال أداة اجتماعية لتحقيق خدمات اجتماعية. والإسراف والتقتير يحدثان اختلالاً في المحيط الاجتماعي والمجال الاقتصادي، وحبس الأموال يحدث أزمات ومثله إطلاقها بغير حساب. ذلك فوق فساد القلوب والأخلاق.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]والإسلام وهو ينظم هذا الجانب من الحياة يبدأ به من نفس الفرد، فيجعل الاعتدال سمة من سمات الإيمان .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]( وكان بين ذلك قواماً )..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*****[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]إن اقتران المعاملات بعقيدة التوحيد يعطيها قوة الإلزام لدى الفرد المؤمن .[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]( والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر، ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا يزنون. ومن يفعل ذلك يلق أثاماً. يضاعف له العذاب يوم القيامة، ويخلد فيه مهاناً. إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً، فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات، وكان الله غفوراً رحيماً. ومن تاب وعمل صالحاً فإنه يتوب إلى الله متاباً )[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]1- توحيد الله أساس هذه العقيدة، ومفرق الطريق بين الوضوح والاستقامة والبساطة في الاعتقاد؛ وبين الغموض والالتواء والتعقيد، الذي لا يقوم على أساسه نظام صالح للحياة.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]2 - الأمتناع من قتل النفس ـ إلا بالحق أي بالتشريع العقابي الذي ينص على إعدام من اقترف جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد . وتطبقه السلطة الحاكمة وليس الأفراد.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فهذا المبدأ وهو عدم قتل النفس يعد مفرق الطريق بين الحياة الاجتماعية الآمنة المطمئنة التي تحترم فيها الحياة الإنسانية ويقام لها وزن؛ وبين حياة الغابات والكهوف التي لا يأمن فيها الإنسان على نفسه ولا يطمئن إلى عمل أو بناء...[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]3 – الامتناع من مقاربة الزنا , فهو التزام الحياة النظيفة التي يشعر فيها الإنسان بارتفاعه عن الحياة الهابطة الغليظة التي لا هم للذكران والإناث فيها إلا إرضاء ذلك السعار.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإنما جعلت الحياة الزوجية النظيفة لعمارة الأرض والتراحم بين الأسر وتربية الأجيال تلو الأجيال في ظل علاقات أسرية واضحة .[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*****[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وباب التوبة دائماً مفتوح، يدخل منه كل من استيقظ ضميره، وأراد العودة والمآب. لا يصد عنه قاصد، ولا يغلق في وجه لاجئ، أياً كان، وأياً ما ارتكب من الآثام.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][color=indigo]روى الطبراني من حديث أبي المغيرة عن صفوان بن عمر عن عبد الرحمن بن جبير " عن أبي فروة، أنه أتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: أرأيت رجلاً عمل الذنوب كلها ولم يترك حاجة ولا داجة، فهل له من توبة؟ فقال: " أسلمت؟ " فقال: نعم. قال: " فافعل الخيرات واترك السيئات، فيجعلها الله لك خيرات كلها " قال: وغدراتي وفجراتي؟ قال: " نعم ". فما زال يكبر حتى توارى ".[/color] [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ويضع قاعدة التوبة وشرطها: [color=darkolivegreen]( ومن تاب وعمل صالحاً فإنه يتوب إلى الله متاباً )[/color].. فالتوبة تبدأ بالندم والإقلاع عن المعصية، وتنتهي بالعمل الصالح الذي يثبت أن التوبة صحيحة وأنها جدية. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وهو في الوقت ذاته ينشئ التعويض الإيجابي في النفس للإقلاع عن المعصية. فالمعصية عمل وحركة، يجب ملء فراغه بعمل مضاد وحركة، وإلا حنت النفس إلى الخطيئة بتأثير الفراغ الذي تحسه بعد الإقلاع. وهذه لمحة في منهج التربية القرآني عجيبة، تقوم على العلم المحيط بالنفس الإنسانية من الخالق سبحانه وتعالى![/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]*****[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ونعود إلى سمات عباد الرحمن[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَٱلَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً [size=2]- 72[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّواْ عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً [size=2]– 73 [/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَٱجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً [size=2]– 74[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]أُوْلَـٰئِكَ يُجْزَوْنَ ٱلْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاَماً [size=2]- 75 [/size]خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً [size=2]– 76[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]هذه صفات عباد الرحمن , فهل وجد على الأرض صفات مثلها ,[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]هذه هي الصورة الصحيحة للإسلام نراها من خلال آيات القرآن العظيم.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبهذه المبادئ ساد المسلمون العالم. وليس بغيرها.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 04-05-2010 01:17 PM

[center][color=black][size=5][font=arial][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b][/font][/size][/color][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء التاسع عشر[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]( 3 )[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض أيات من سورة الشعراء[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]تحدثنا في اللقاء السابق في أواخر سورة الفرقان عن عباد الرحمن وعن أهم ما يميزهم.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]في مشيتهم وردهم بالسلام على من يجهل عليهم . وعبادتهم لربهم ودعائهم , وفي معاملاتهم المالية المتزنة, فالمال أداة اجتماعية لتحقيق خدمات اجتماعية. والإسراف والتقتير يحدثان اختلالاً في المحيط الاجتماعي والمجال الاقتصادي.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وتميزو أيضا في إخلاصهم لله تعالى...وفي أمنهم للناس حيث لا يقترفون جرائم القتل, واحترامهم للمحارم فلا يزنون .. ولا يشهدون الزور , رحماء فيما بينهم..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وإن شاء الله تعالى نتحدث اليوم عن الإصلاح والبعد عن الفساد. من خلال بعض آيات من سورة الشعراء..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وفي معرض الحديث عن نبي الله "صالح" عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام , نستمع إلى كلام الله تعالى:[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ [size=2]- 150[/size] وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ [size=2]– 151[/size] الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ [size=2]- 152[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فالإصلاح في الأرض هو هدف رسالة الإسلام التي هي رسالة جميع الأنبياء.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال تعالى في سورة هود:[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=indigo]وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ [size=2]-61[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أي: استخلفكم فيها وطلب منكم إعمارها، وأنعم عليكم بالنعم الظاهرة والباطنة، ومكنكم في الأرض، تبنون، وتغرسون، وتزرعون، وتحرثون ما شئتم، وتنتفعون بمنافعها، وتستغلون مصالحها، فكما أنه لا شريك له في جميع ذلك، فلا تشركوا به في عبادته.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فنحن مطالبون بالإمساك بشعلة الحضارة كما فعل أسلافنا وذلك لنكون منارة هداية للبشرية وإنقاذها من الكفر والشرك والإحاد , فالحضارة في الإسلام وسيلة للتقرب من الخالق تبارك وتعالى , ووسيلة لفهم آيات الله تعالى في الكون . ولا يكون ذلك إلا بالإصلاح..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ [size=2]– 151[/size] الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ [size=2]- 152[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]والفساد في المجتمعات كالمرض يصيب الإنسان , إن لم يتم معالجته يظل البدن في حالة إعتلال وضعف بحيث لا يستطيع النهوض بما يطلب منه.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والأخطر من ذلك أن يتم الفساد على إنه الإصلاح . قال تعالى في سورة الكهف:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا [size=2]– 103[/size] الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا [size=2]- 104[/size] أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا [size=2]- 105[/size] ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا [size=2]– 106[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أي: بطل واضمحل كل ما عملوه من عمل، يحسبون أنهم محسنون في صنعه، فكيف بأعمالهم التي يعلمون أنها باطلة، وأنها محادة لله ورسله ؟[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وقال تعالى في سورة البقرة عن المنافقين:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=indigo]وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ [size=2]- 11[/size] أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ [size=2]– 12[/size][/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أي: إذا نهي هؤلاء المنافقون عن الإفساد في الأرض, وهو العمل بالكفر والمعاصي, [color=indigo]﴿ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴾[/color] فجمعوا بين العمل بالفساد في الأرض, وإظهارهم أنه ليس بإفساد بل هو إصلاح, قلبا للحقائق, وجمعا بين فعل الباطل واعتقاده حقا، وهذا أعظم جناية ممن يعمل بالمعصية, مع اعتقاد أنها معصية فهذا أقرب للسلامة, وأرجى لرجوعه.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=indigo]﴿ ألا إنهم هم المفسدون ولَكن لا يشعرون ﴾[/color] فإنه لا أعظم فسادا ممن كفر بآيات الله, وصد عن سبيل الله، وخادع الله وأولياءه, وزعم مع ذلك أن هذا إصلاح, فهل بعد هذا الفساد فساد؟" [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإنما كان العمل بالمعاصي في الأرض إفسادا, لأنه يتضمن فساد ما على وجه الأرض من الحبوب والثمار والأشجار, والنبات, بما يحصل فيها من الآفات بسبب المعاصي، ولأن الإصلاح في الأرض أن تعمر بطاعة الله والإيمان به, لهذا خلق الله الخلق, وأسكنهم في الأرض, وأدر لهم الأرزاق, ليستعينوا بها على طاعته وعبادته ، فإذا عمل فيها بضده, كان فسادا, وخرابا لها عما خلقت له.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ولذلك قال تعالى في سورة الروم:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=indigo]ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [size=2]– 41[/size][/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أي: استعلن الفساد في البر والبحر و فساد معايشهم ونقصها وحلول الآفات بها، وفي أنفسهم من الأمراض والوباء وغير ذلك، وذلك بسبب ما قدمت أيديهم من الأعمال الفاسدة المفسدة بطبعها.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=indigo]﴿ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا ﴾[/color] أي: ليعلموا أنه المجازي على الأعمال فعجل لهم نموذجا من جزاء أعمالهم في الدنيا [color=indigo]﴿ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾[/color] عن أعمالهم التي جلبت لهم الفساد ، فتصلح أحوالهم ويستقيم أمرهم. فسبحان من أنعم ببلائه وتفضل بعقوبته وإلا فلو أذاقهم جميع ما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وقال تعالى في سورة الأعراف:[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][size=7][color=indigo]وَلا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ[/color][/size] [/color][color=indigo]- 56[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وإلي الجزء التالي إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 04-09-2010 12:39 AM

[center][color=black][size=5][font=arial][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b][/font][/size][/color]
[b][size=5][font=arial][color=black]الجزء العشرون[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]( 1 )[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض أيات من سورة االنمل[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][u]مكانة المرأة في الإسلام[/u][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ونستمع إلى تلك المشاهد الرائعة لنبي الله "سليمان"وموقفه من مملكة سبأ, وقصة إسلام ملكتها.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ويبدأ المشهد بمجلس نبي الله "سليمان" ينظر أمر الرعية.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ [size=2]– 20[/size] لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لأذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ [size=2]– 21[/size] [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ [size=2]– 22[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ [size=2]– 23[/size][/color] [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فمكث الهدهد زمنًا غير بعيد ثم حضر فعاتبه سليمان على مغيبه وتخلُّفه, فقال له الهدهد: علمت ما لم تعلمه من الأمر على وجه الإحاطة, وجئتك من مدينة "سبأ" بـ "اليمن" بخبر خطير الشأن, وأنا على يقين منه.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]إني وجدت امرأةً تحكم أهل "سبأ", وأوتيت من كل شيء من أسباب الدنيا, ولها عرش عظيم تجلس عليه لإدارة ملكها.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ [size=2]– 24[/size][/color] [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وجدتُها هي وقومها يعبدون الشمس معرضين عن عبادة الله, وحسَّن لهم الشيطان أعمالهم السيئة التي كانوا يعملونها, فصرفهم عن الإيمان بالله وتوحيده, فهم لا يهتدون إلى الله وتوحيده وعبادته وحده.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]أَلا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ [size=2]- 25[/size] اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [size=2]– 26[/size]*[/color][/font][/size][/b][/center]
[color=darkolivegreen] [/color]
[center][b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ [size=2]– 27[/size] اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ [size=2]– 28[/size][/color] [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]قال سليمان للهدهد: سنتأمل فيما جئتنا به من الخبر أصدقت في ذلك أم كنت من الكاذبين فيه؟ اذهب بكتابي هذا إلى أهل "سبأ" فأعطهم إياه, ثم تنحَّ عنهم قريبًا منهم بحيث تسمع كلامهم, فتأمل ما يتردد بينهم من الكلام.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ذهب الهدهد وألقى الكتاب إلى الملكة فقرأته, فجمعت أشراف قومها, وسمعها تقول لهم: إني وصل إليَّ كتاب جليل المقدار من شخص عظيم الشأن.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]********[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلأ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ [size=2]- 29[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [size=2]- 30[/size] أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ [size=2]- 31[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ثم بيَّنت ما فيه فقالت: إنه من سليمان, وإنه مفتتح بـ "بسم الله الرحمن الرحيم" ألا تتكبروا ولا تتعاظموا عما دعوتكم إليه, من الإسلام لله تعالى وعبادته وحده لا شريك له.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وهكذا كانت الفتوحات الإسلامية على مر العصور دعوة الملوك لدين الله تعالى ونشر حرية العقيدة وحرية الدعوة لرسالة الله لشعوبهم.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلأ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ [size=2]– 32[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالأمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ [size=2]- 33[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فكان جواب قوات الدفاع : نحن أصحاب قوة في العدد والعُدَّة وأصحاب النجدة والشجاعة في شدة الحرب, [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أما القرار السياسي موكول إليكِ, وأنتِ صاحبة الرأي, فتأملي ماذا تأمريننا به؟ فنحن سامعون لأمرك مطيعون لك.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ [size=2]– 34[/size] وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ [size=2]– 35[/size][/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وكان قرارها السياسي حكيما رائعا يدل على عدم التهور والتورط .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قالت محذرةً لهم من مواجهة سليمان بالعداوة, ومبيِّنة لهم سوء مغبَّة القتال: إن الملوك إذا دخلوا بجيوشهم قريةً عنوةً وقهرًا خرَّبوها وصيَّروا أعزَّة أهلها أذلة, وقتلوا وأسروا, وهذه عادتهم المستمرة الثابتة لحمل الناس على أن يهابوهم.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإني مرسلة إلى سليمان وقومه بهديَّة مشتملة على نفائس الأموال . فإن كان من الملوك الطغاة أخذ الهدية وفرح بها , وننتظر ما يرجع به الرسل من نتائج .[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِي بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ [size=2]– 36[/size][/color] [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فلمَّا جاء رسول الملكة بالهديَّة إلى سليمان, قال مستنكرًا ذلك متحدثًا بأَنْعُمِ الله عليه: أتمدونني بمالٍ تَرْضيةً لي؟ [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فما أعطاني الله من النبوة والملك والأموال الكثيرة خير وأفضل مما أعطاكم، بل أنتم الذين تفرحون بالهدية التي تُهدى إليكم.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ [size=2]– 37[/size][/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقال سليمان عليه السلام لرسول أهل "سبأ": ارجع إليهم, فوالله لنأتينَّهم بجنود لا طاقة لهم بمقاومتها ومقابلتها, ولنخرجنَّهم مِن أرضهم أذلة,هم صاغرون مهانون, إن لم ينقادوا لدين الله وحده, ويتركوا عبادة من سواه.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلأ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ [size=2]– 38 [/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ[size=2] – 39[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ [size=2]– 40[/size][/color] [/color][/font][/size][/b][/center]


[center][b][size=5][font=arial][color=black]قال سليمان مخاطبًا من سَخَّرهم الله له من الجن والإنس: أيُّكم يأتيني بسرير ملكها العظيم قبل أن يأتوني منقادين طائعين؟[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]قال مارد قويُّ شديد من الجن: أنا آتيك به قبل أن تقوم من مجلسك هذا, وإني لقويٌّ على حَمْله, أمين على ما فيه, آتي به كما هو لا أُنقِص منه شيئًا ولا أبدله.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال الذي عنده علم من الكتاب: أنا آتيك بهذا العرش قبل ارتداد أجفانك إذا تحرَّكَتْ للنظر في شيء ...[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فلما رآه سليمان حاضرًا لديه ثابتًا عنده قال: هذا مِن فضل ربي الذي خلقني وخلق الكون كله؛ ليختبرني: أأشكر بذلك اعترافًا بنعمته تعالى عليَّ, أم أكفر بترك الشكر؟ ومن شكر لله على نعمه فإنَّ نَفْعَ ذلك يرجع إليه, ومن جحد النعمة وترك الشكر فإن ربي غني عن شكره, كريم يعم بخيره في الدنيا الشاكر والكافر, ثم يحاسبهم ويجازيهم في الآخرة.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ [size=2]- 41[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]قال سليمان لمن عنده: غيِّروا سرير ملكها الذي تجلس عليه إلى حال تنكره إذا رأته; لنرى أتهتدي إلى معرفته أم تكون من الذين لا يهتدون؟[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ [size=2]– 42[/size][/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فلما جاءت ملكة "سبأ" إلى سليمان في مجلسه قيل لها: أهكذا عرشك؟ قالت: إنه يشبهه. فظهر لسليمان أنها أصابت في جوابها, وقد علمت قدرة الله وصحة نبوة سليمان عليه السلام, فقال: وأوتينا العلم بالله وبقدرته مِن قبلها, وكنا منقادين لأمر الله متبعين لدين الاسلام.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ [size=2]– 43[/size][/color][size=2] [/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ومَنَعَها عن عبادة الله وحده ما كانت تعبده مِن دون الله تعالى, إنها كانت كافرة ونشأت بين قوم كافرين, واستمرت على دينهم, وإلا فلها من الذكاء والفطنة ما تعرف به الحق من الباطل, ولكن العقائد الباطلة تُذهب بصيرة القلب.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [size=2]– 44[/size][/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قيل لها: ادخلي القصر, وكان صحنه مِن زجاج تحته ماء, فلما رأته ظنته ماء تتردد أمواجه, وكشفت عن ساقيها لتخوض الماء, فقال لها سليمان: إنه صحن أملس من زجاج صاف والماء تحته. فأدركت عظمة ملك سليمان, وقالت: رب إني ظلمت نفسي بما كنت عليه من الشرك, وأعلنت إسلامها لله تعالى مع سليمان داخلة في دين رب العالمين أجمعين.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وهكذا نجد بالدليل القرآني مكانة المرأة العظيم ودورها الرائع في إدارة شئون البلاد وبصيرة قلبها بعقيدة التوحيد .[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فعجبا لأمر من يدعون أن المرأة مظلومة ومقهورة في الإسلام . فهو إدعاء من يجهل حقيقة الإسلام , أو يعرف ولكنه يعلن العداوة له مستخدما المرأة سلاح لأغراضه الخبيثة , ولكن هيهات .. فالمرأة المسلمة على مر العصور كانت أقوى من كل المؤامرات , ونرى اليوم ونسمع العالم كله يقف عاجزا أمام خلع حجاب المرأة المسلمة.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فالمرأة في الإسلام ليست سلعة توضع للإعلان , فهي طبيبة ومدرسة وعالمة وصحفية ووزيرة إلى أخر تلك المناصب , محافظة على كرامتها كأنسان لا يعرض جسده للأعين المريضة . [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 04-14-2010 09:28 PM

[center][color=black][size=5][font=arial][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b][/font][/size][/color][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء العشرون[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]( 2 )[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض أيات من سورة القصص[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]نعيش اليوم مع بعض مشاهد النصره والإغاثة للضعيف.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره وحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][size=2]الراوي: أبو هريرة - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 15/239 إسناده صحيح[/size][/color][/font][/size][/b][size=5]
[b][font=arial][color=black]وهذه أخلاق الشهامة والمروءة التي تعرف في أوقات الشدائد.[/color][/font][/b][/center]

[center][b][font=arial][color=black]ومع هذا المشهد من سورة القصص[/color][/font][/b]
[b][font=arial][color=black]لنبي الله "موسى" عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.[/color][/font][/b][/center]

[center][b][font=arial][color=black]*****[/color][/font][/b]
[b][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَآءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّيۤ أَن يَهْدِيَنِي سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ [size=2]-22[/size] وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ ٱلنَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ ٱمْرَأَتَينِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لاَ نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ ٱلرِّعَآءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ [size=2]-23[/size] [/color][/color][/font][/b][color=black]
[b][font=arial][color=darkolivegreen]فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى ٱلظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ [size=2]-24[/size][/color][/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]اتجه موسى ـ عليه السلام ـ فريداً وحيداً عبر الصحراء في اتجاه مدين في جنوبي الشام وشمالي الحجاز. مسافات شاسعة، وأبعاد مترامية، لا زاد ولا استعداد، فقد خرج من المدينة خائفاً يترقب،[/font][/b]
[b][font=arial]حيث عزم الملأ من قوم فرعون على قتل "موسى", بسبب علمهم بأنه قتل رجل من حاشية فرعون.[/font][/b]
[b][font=arial]وكان موسى يرى ويسمع كل مايحدث لبني إسرائيل من استعباد وقهر وظلم من فرعون ورجاله. [/font][/b]
[b][font=arial]فأسرع على الفور لنجدة ذلك المستضعف ودفع الرجل الأخر بوكزة قوية فسقط ميتا.[/font][/b]
[b][font=arial][color=darkolivegreen]وَدَخَلَ ٱلْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هَـٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَـٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ, فَٱسْتَغَاثَهُ ٱلَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى ٱلَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ ,[/color][/font][/b]
[b][font=arial][color=darkolivegreen]فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ, قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ [size=2]-15[/size][/color][/font][/b]
[b][font=arial]إن القتل شئ بشع , أدرك "موسى" على الفور فداحة هذا الأمر الذي لم يقصده أصلا , وأصيب بالغم ..قال تعالى: [color=navy]وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ..[size=2]40 طه[/size][/color][/font][/b]
[b][font=arial]فالإنسان في فسحة من دينه مالم يصب دما كما ورد في الحديث الشريف .[/font][/b]
[b][font=arial][/font][/b]
[b][font=arial]ونقرأ ذلك ونتعجب على هذا الكم الهائل من القتلى يوميا عمدا مع سبق الإصرار والترصد لأبرياء , فلا يدري القاتل لماذا يقتل ولا يدري المقتول لماذا قتل.[/font][/b]
[b][font=arial][/font][/b]
[b][font=arial]*******[/font][/b]
[b][font=arial][/font][/b]
[b][font=arial] فتوجه "موسى" إلى الله تعالى أن يغفر له.[/font][/b]
[b][font=arial]وخرج منزعجاً بنذارة الرجل الناصح، لم يتزود ولم يتخذ دليلاً. ولكن نلاحظ شيئا عظيما آلا وهو التعلق بربه مستسلما له :[/font][/b]
[b][font=arial][/font][/b]
[b][font=arial][color=darkolivegreen]عسى ربي أن يهديني سواء السبيل..[/color][/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]ومرة أخرى نجد موسى ـ عليه السلام ـ في قلب المخافة، بعد فترة من الأمن. بل من الرفاهية. ونجده وحيداً مجرداً من قوى الأرض الظاهرة جميعاً، يطارده فرعون وجنده، ويبحثون عنه في كل مكان، لينالوا منه اليوم ما لم ينالوه منه طفلاً. [/font][/b]
[b][font=arial]ولكن اليد التي رعته وحمته هناك ترعاه وتحميه هنا، ولا تسلمه لأعدائه أبداً. فها هو ذا يقطع الطريق الطويل، ويصل إلى حيث لا تمتد إليه اليد الباطشة بالسوء:[/font][/b]

[b][font=arial][color=darkolivegreen]وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ ٱلنَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ ٱمْرَأَتَينِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لاَ نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ ٱلرِّعَآءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ [size=2]-23[/size] [color=black]
[b][font=arial][color=darkolivegreen]فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى ٱلظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ [size=2]-24[/size][/color][/font][/b][/center]
[/color][/color][/font][/b]
[center][b][font=arial]لقد انتهى به السفر الشاق الطويل إلى ماء لمدين. وصل إليه وهو مجهد. وإذا هو يطلع على مشهد لا تستريح إليه النفس ذات المروءة، السليمة الفطرة، كنفس موسى ـ عليه السلام ـ وجد الرعاة الرجال يوردون أنعامهم لتشرب من الماء؛ ووجد هناك امرأتين تمنعان غنمهما عن ورود الماء. والأولى عند ذوي المروءة والفطرة السليمة، أن تسقي المرأتان وتصدرا بأغنامهما أولاً، وأن يفسح لهما الرجال ويعينوهما.[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]ويعود بنا الحديث عن مكانة المرأة في الإسلام . حيث العناية بها وتكريمها , [color=indigo]وروي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: ما أكرم النساء إلا كريم ، و لا أهانهن إلا لئيم.[/color][/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]ولم يقعد موسى الهارب المطارد، المسافر المكدود، ليستريح، وهو يشهد هذا المنظر المنكر المخالف للمعروف. بل تقدم للمرأتين يسألهما عن أمرهما الغريب:[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial][color=darkolivegreen]قال: ما خطبكما ؟..[/color][/font][/b]
[b][font=arial][color=darkolivegreen]قالتا: لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير.[/color][/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]فأَطلعتاه على سبب انزوائهما وتأخرهما وذودهما لغنمهما عن الورود. إنه الضعف، فهما امرأتان وهؤلاء الرعاة رجال. وأبوهما شيخ كبير لا يقدر على الرعي ومجالدة الرجال.[/font][/b]
[b][font=arial]وثارت نخوة موسى ـ عليه السلام ـ وفطرته السليمة. فتقدم لإقرار الأمر في نصابه. تقدم ليسقي للمرأتين أولاً، كما ينبغي أن يفعل الرجال ذوو الشهامة.[/font][/b]
[b][font=arial]وهو غريب في أرض لا يعرفها، ولا سند له فيها ولا ظهير. وهو مكدود قادم من سفر طويل بلا زاد ولا استعداد. وهو مطارد، من خلفه أعداء لا يرحمون. ولكن هذا كله لا يقعد به عن تلبية دواعي المروءة والنجدة والمعروف، وإقرار الحق الطبيعي الذي تعرفه النفوس:[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial][color=darkolivegreen]فسقى لهما..[/color][/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]مما يشهد بنبل هذه النفس التي صنعت على عين الله تعالى. كما تدل على قوته التي ترهب حتى وهو في إعياء السفر الطويل. ولعلها قوة نفسه التي أوقعت في قلوب الرعاة رهبته أكثر من قوة جسمه. فإنما يتأثر الناس أكثر بقوة الأرواح والقلوب.[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial][color=darkolivegreen]ثم تولى إلى الظل فقال: رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير..[/color][/font][/b]
[b][font=arial][color=#556b2f][/color][/font][/b]
[b][font=arial]رب إني في خيرك الدائم ونعمك التي لا تعد ولا تحصى.. رب إني فقير. [/font][/b][/center]

[center][b][font=arial][color=darkolivegreen]فَجَآءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى ٱسْتِحْيَآءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَآءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ ٱلْقَصَصَ قَالَ لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ [size=2]- 25[/size] [/color][/font][/b]
[b][font=arial][color=darkolivegreen]قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يٰأَبَتِ ٱسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ ٱسْتَأْجَرْتَ ٱلْقَوِيُّ ٱلأَمِينُ [size=2]- 26[/size] قَالَ إِنِّيۤ أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ٱبْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ[size=2] - 27[/size] قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا ٱلأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلاَ عُدْوَانَ عَلَيَّ وَٱللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ [size=2]-28[/size][/color][/font][/b]
[b][font=arial][/font][/b]
[b][font=arial]وما نكاد نستغرق مع موسى ـ عليه السلام ـ في مشهد المناجاة حتى يعجل السياق بمشهد الفرج، معقباً في التعبير بالفاء، [/font][/b]
[b][font=arial][color=darkolivegreen]فجاءته إحداهما تمشي على استحياء. قالت: إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا..[/color][/font][/b]
[b][font=arial]ونلاحظ هنا أخلاق الحياء عند الفتاة...[/font][/b]
[b][font=arial]وقد جاءته [color=darkolivegreen]( تمشي على استحياء )[/color] مشية الفتاة الطاهرة الفاضلة العفيفة النظيفة حين تلقى الرجال. [color=darkolivegreen]( على استحياء ).[/color] في غير ما تبذل ولا تبرج ولا تبجح ولا إغواء. جاءته لتنهي إليه دعوة في كلمات معدودة [color=darkolivegreen]( إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا )[/color]. فمع الحياء الإبانة والدقة والوضوح؛ [/font][/b]
[b][font=arial]ويستجيب "موسى" للقاء الشيخ الكبير.[/font][/b]

[b][font=arial][color=darkolivegreen]( فلما جاءه وقص عليه القصص، قال: لا تخف. نجوت من القوم الظالمين )[/color][/font][/b]
[b][font=arial]فقد كان موسى في حاجة إلى الأمن؛ كما كان في حاجة إلى الطعام والشراب. ولكن حاجة نفسه إلى الأمن كانت أشد من حاجة جسمه إلى الزاد. ومن ثم أبرز السياق في مشهد اللقاء قول الشيخ الوقور: [color=darkolivegreen]( لا تخف )[/color] فجعلها أول لفظ يعقب به على قصصه ليلقي في قلبه الطمأنينة، ويشعره بالأمان. ثم بين وعلل:[color=darkolivegreen] ( نجوت من القوم الظالمين )[/color] فلا سلطان لهم على مدين، ولا يصلون لمن فيها بأذى ولا ضرار.[/font][/b]

[b][font=arial][color=darkolivegreen]( قالت: إحداهما: يا أبت استأجره. إن خير من استأجرت القوي الأمين ).[/color][/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]إنها وأختها تعانيان من رعي الغنم، ومن مزاحمة الرجال على الماء، ومن الاحتكاك الذي لا بد منه للمرأة التي تزاول أعمال الرجال. وهي تتأذى وأختها من هذا كله؛ وتريد أن تكون امرأة تأوي إلى بيتها؛ والمرأة العفيفة الروح، النظيفة القلب، السليمة الفطرة، لا تستريح لمزاحمة الرجال، ولا للتبذل الناشئ من هذه المزاحمة...[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]وها هو ذا شاب قوى أمين. رأت من قوته ما يهابه الرعاء فيفسحون له الطريق ويسقي لهما. ورأت من أمانته ما يجعله عف اللسان والنظر حين توجهت لدعوته. [/font][/b]
[b][font=arial]فهي تشير على أبيها باستئجاره ليكفيها وأختها مؤنة العمل والاحتكاك والتبذل. وهو قوي على العمل، أمين على المال. فالأمين على العرض هكذا أمين على ما سواه. [/font][/b]
[b][font=arial]فالعفة تتضح في التصرف العادي البسيط بلا تكلف ولا اصطناع.[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]واستجاب الشيخ لاقتراح ابنته. ولعله أحس من نفس الفتاة ونفس موسى ثقة متبادلة، وميلاً فطرياً سليماً، صالحاً لبناء أسرة.[/font][/b]
[b][font=arial][color=darkolivegreen]( قال: إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين، على أن تأجرني ثماني حجج. فإن أتممت عشراً فمن عندك. وما أريد أن أشق عليك. ستجدني إن شاء الله من الصالحين )[/color] [/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]وهكذا في بساطة وصراحة عرض الرجل إحدى ابنتيه من غير تحديد ـ [/font][/b]
[b][font=arial]ولقد كان الآباء يعرضون بناتهم على الرجال على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بل كانت النساء تعرض نفسها على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو من يرغب في تزويجهن منهم. [/font][/b]
[b][font=arial]كان يتم هذا في صراحة ونظافة وأدب جميل، لا تخدش معه كرامة ولا حياء.. [/font][/b]
[b][font=arial][color=navy]عرض عمر ـ رضي الله عنه: ابنته حفصة على أبي بكر فسكت وعلى عثمان فاعتذر، فلما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا طيب خاطره، عسى أن يجعل الله لها نصيباً فيمن هو خير منهما. ثم تزوجها ـ صلى الله عليه وسلم .[/color][/font][/b]
[b][font=arial]وعرضت امرأة نفسها على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاعتذر لها. فألقت إليه ولاية أمرها يزوجها ممن يشاء. فزوجها رجلاً لا يملك إلا سورتين من القرآن، علمها إياهما فكان هذا صداقها.[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]وبمثل هذه البساطة والوضاءة سار المجتمع الإسلامي يبني بيوته ويقيم كيانه. في غير تصنع ولا التواء.[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]وهكذا صنع الشيخ الكبير ـ صاحب موسى ـ فعرض على موسى ذلك العرض واعداً إياه ألا يشق عليه ولا يتعبه في العمل؛ راجياً بمشيئة الله أن يجده موسى من الصالحين في معاملته ووفائه.[/font][/b]
[b][font=arial]وهو أدب جميل في التحدث عن النفس وفي جانب الله. فهو لا يزكي نفسه، ولا يجزم بأنه من الصالحين. ولكن يرجو أن يكون كذلك، ويكل الأمر في هذا لمشيئة الله.[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]وقبل موسى العرض وأمضى العقد؛ في وضوح ودقة، وأشهد الله فهو الشهيد الموكل بالعدل بين المتعاقدين. وكفى بالله وكيلاً.[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial][color=darkolivegreen]( قال: ذلك بيني وبينك. أيما الأجلين قضيت فلا عدوان عليّ. والله على ما نقول وكيل )[/color] [/font][/b][/center]

[center][b][font=arial][color=navy]سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الأجلين قضى موسى ؟ قال : أبعدهما وأطيبهما.[/color][/font][/b]
[b][font=arial][size=2]المصدر: صحيح البخاري – عن عبدالله بن عباس - الصفحة أو الرقم: 2684[/size][/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]********[/font][/b]
[b][font=arial]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/font][/b][/color][/size][/center]

صابر عباس حسن 04-18-2010 12:09 AM

[center][b][size=5][font=arial][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء العشرون[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]( 3 )[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض أيات من أواخر سورة القصص[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ونعيش إن شاء الله تعالى مع وظيفة المال الحقيقية,[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فهو وسيلة تعامل بين البشر لتسهيل التبادل التجاري بين الشعوب والبيع والشراء بين الأفراد, [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أما القيمة الحقيقية للمال فهو فيما يمثلة من معادن نفيثة مثل الذهب والفضة. وما يقبلها من سلع وخدمات .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإذا توفر المال الحقيقي ونعني به الذهب والفضة وليس العملة الورقية , تحقق الرخاء في ذلك المجتمع حيث يمكن في مقابله شراء متطلبات المعيشة للفرد والجماعة.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقد تكون الثروة الحقيقية لبلد ما في زراعته ورعيه , وقد تكون في بلد أخر في صناعته , ويكون المال هو الوسيلة للتبادل بين كل هذه الثروات فتتحقق بذلك وظيفة المال , ولذلك كان النهي عن تعطيل المال وكنزه ..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال تعالى:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=indigo]والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل اللّه فبشرهم بعذاب أليم [size=2]– 34[/size] يوم يحمى عليها في نار جهنم , فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم , هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون [size=2]– 35 التوبة. .[/size][/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ولذلك فرضت الزكاة على المال إذا بلغ نصابا معينا ومضى على إدخاره عام, 2.5% من قيمة المال وبذلك يحرص صاحبه على تشغيلة وتنميته. سواء بالتجارة أو الصناعة وبذلك تنشط الحياة وتنتفي البطالة , [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أما إذا أصبح المال سلعة تباع في مقابل عائد وهو الربا فهذه هي الإنتكاسة التي وقع فيها كثير من بنوك العالم. وكان مصيرها الإنهيار.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=4][color=navy][i]50 بنكا منهارا منذ مطلع العام[/i][/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=4][color=navy][i]أعلنت السلطات الأميركية إغلاق ثمانية بنوك جديدة: ثلاثة منها في فلوريدا واثنان في كاليفورنيا وواحد في كل من ماساتشوستس وميشيغان وواشنطن، ليرتفع عدد البنوك المنهارة بالولايات المتحدة منذ مطلع هذا العام إلى 50 بنكا. المصدر وكالات السبت 3/5/1431 هـ - الموافق 17/4/2010 م الجزيرة نت[/i][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]********[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ويأتي المثال الحي لنموذج من البشر لم يعلم حقيقة وظيفة المال وعمل على كنزه دون أن ينتفع به قومه. ونحاول أن نتدبر تلك الوقعة لأنها تمثل عبرة لكل البشر عبر العصور المختلفة.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنْ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ [size=2]-76[/size][/color][/font][/size][/b][/center]
[color=darkolivegreen] [/color]
[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [size=2]-77[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]إن قارون كان من قوم موسى -عليه الصلاة والسلام- فتجاوز حدَّه في الكِبْر والتجبر والبغي , والبغي عليهم يشمل شتى الصور, [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فربما بغى عليهم بظلمهم وغصبهم أرضهم وأشياءهم - كما يصنع طغاة المال في كثير من الأحيان - وربما بغى عليهم بحرمانهم حقهم في ذلك المال . حق الفقراء في أموال الأغنياء بالزكاة, , فتفسد القلوب , وتفسد الحياة . وربما بغى عليهم بهذه وبغيرها من الأسباب . [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وآتينا قارون من كنوز الأموال شيئًا عظيمًا, حتى إنَّ مفاتحه لَيثقل حملها على العدد الكثير من الأقوياء,[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]إذ قال له قومه لا تفرح. . فرح الزهو المنبعث من الاعتزاز بالمال , والاحتفال بالثراء , والتعلق بالكنوز , والابتهاج بالملك والاستحواذ . . لا تفرح فرح البطر الذي ينسي المنعم بالمال ; وينسي نعمته , وما يجب لها من الحمد والشكران . لا تفرح فرح الذي يستخفه المال , فيشغل به قلبه , ويطير له لبه , ويتطاول به على العباد . .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]إن الله لا يحب الفرحين المأخوذين بالمال , المتباهين , المتطاولين بسلطانه على الناس .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والتمس فيما أتاك الله من الأموال ثواب الدار الآخرة, بالعمل فيها بطاعة الله في الدنيا, فالمال ليس للتخزين في خزائن يصعب حمل مفاتيحها , ومن حولك الاف البشر لا يجدون ما يسد جوعهم أو مسكن يسترهم أو ملبس يستر عوراتهم . وشباب عاطل لا يجد المال لعمل مشاريع تعود عليه وعلى مجتمعه بالخير. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ولكن قارون إستخدم المال في تخزينه وحبسه عن المهمة التي خلقها الله تعالى له , وهي تفعيله بين الناس سواء بالتجارة وإنشاء المصانع وإنشاء المدارس والمستشفيات والعمران بتشيد المساكن وإنشاء شبكات الطرق والمرافق , وبهذا يعم الخير على جميع فئات المجتمع , ويعود عليه أيضا نتيجة عائد الإستثمار لهذه المشاريع, [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبإخراج زكاة هذه الثروات الهائلة يعم الخير على فقراء قومه فيدعون له بالبركة , ويذهب الحسد والغل ويعم الخير على الجميع.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال تعالى :[/color][color=indigo] وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ [size=2]-7 إبراهيم[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أما في حالة نسيان وظيفة المال الحقيقية سوف تنحصر الإهتمامات في الإسراف في الملذات والتكبر والتعالي بالثروة , بل الأسوأ من ذلك إستخدام هذا الغنى في الطغيان على الأخرين بطردهم من ديارهم والإعتداء عليهم. وبث الفساد بينهم وحرمانهم من حقهم في مال الله الذي جعله أمانة في يد الأغنياء ليسعدوا ويسعدوا من حولهم.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [size=2]-77[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ولا تترك حظك من الدنيا, بأن تتمتع فيها بالحلال دون إسراف, وأحسن بالتصرف الصحيح في المال حتى يعم الخير على الجميع, كما أحسن الله إليك بهذه الأموال الكثيرة, ولا تلتمس ما حرَّم الله عليك من البغي على قومك, إن الله لا يحب المفسدين.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي,[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنْ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً, وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمْ الْمُجْرِمُونَ [size=2]-78[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]قال قارون لقومه الذين وعظوه: إنما أُعطيتُ هذه الكنوز بما عندي من العلم والقدرة, ولكنه جهل مصير المتكبرين من الأمم السابقة. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أولم يعلم قارون أن الله قد أهلك مِن قبله من الأمم مَن هو أشد منه بطشًا, وأكثر جمعًا للأموال؟ ولا يُسأل عن ذنوبهم المجرمون; لعلم الله تعالى بها, إنما يُسْألون سؤال توبيخ وتقرير, ويعاقبهم الله على ما علمه منهم.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [size=2]-79[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ [size=2]-80[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فخرج قارون على قومه في زينته, مريدًا بذلك إظهار عظمته وكثرة أمواله, وحين رآه الذين يريدون زينة الحياة الدنيا قالوا: يا ليت لنا مثل ما أُعطي قارون من المال والزينة والجاه, إن قارون لذو نصيب عظيم من الدنيا.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقال الذين أوتوا العلم بالله وشرعه وعرفوا حقائق الأمور للذين قالوا: يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون: ويلكم اتقوا الله وأطيعوه, ثوابُ الله خير لمن آمن به وبرسله, وعمل الأعمال الصالحة, خيرٌ مما أوتي قارون, ولا يَتَقَبَّل هذه النصيحة ويوفَّق إليها ويعمل بها إلا مَن يجاهد نفسه, ويصبر على طاعة ربه, ويجتنب معاصيه.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقد ورد في الحديث الشريف:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]إنما الدنيا لأربعة نفر : عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي ربه فيه ويصل به رحمه ، ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل ،[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول : لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء ،[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما يخبط في ماله بغير علم ، لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ، ولا يعلم لله فيه حقا ، فهو بأخبث المنازل ، [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول : لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان ، فهو بنيته فوزرهما سواء [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2325[/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح[/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]********[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنْ المُنْتَصِرِينَ [size=2]-81[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فخسفنا بقارون وبداره الأرض, فما كان له من جند ينصرونه من دون الله, وما كان ممتنعًا من الله إذا أحلَّ به نقمته.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [size=2]-82[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وصار الذين تمنوا حاله بالأمس يقولون متوجعين ومعتبرين وخائفين من وقوع العذاب بهم: إن الله يوسِّع الرزق لمن يشاء من عباده, ويضيِّق على مَن يشاء منهم, لولا أن الله منَّ علينا فلم يعاقبنا على ما قلنا لَخسف بنا كما فعل بقارون, ألم تعلم أنه لا يفلح الكافرون, لا في الدنيا ولا في الآخرة؟[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [size=2]-83[/size][/color][/font][/size][/b][/center]


[center][b][size=5][font=arial][color=black]********[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 04-20-2010 08:55 PM

[center][color=black][size=5][font=arial][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b][/font][/size][/color]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء العشرون[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]( 4 )[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض أيات من سورة العنكبوت[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][u]مبدأ الإختبار في هذه الحياة[/u][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ [size=2]- 2[/size] وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ [size=2]- 3[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قدر الله تعالى أن تكون الدنيا دار إختبار , ولذلك خلق فينا الإدراك وحرية الاختيار في مسائل هامة من حياتنا وعلى رأسها حرية العقيدة , وحرية المعاملات والآداب . ليتميز الصادق من الكاذب، والمحق من المبطل،[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال تعالى:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=indigo]تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [size=2]- 1[/size] الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ[size=2]- 2[/size][/color][size=2] الملك [/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقال تعالى:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=indigo]وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [size=2]-168[/size][/color][size=2] الأعراف[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والاختبار قد يكون بالسراء والضراء، والعسر واليسر، والمنشط والمكره، والغنى والفقر، وتسلط الأعداء عليهم في بعض الأحيان، ومجاهدة الأعداء بالقول والعمل ونحو ذلك من الفتن، التي ترجع كلها إلى فتنة الشبهات المعارضة للعقيدة، والشهوات المعارضة للإرادة،[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فمن كان عند ورود الشبهات يثبت إيمانه ولا يتزلزل، ويدفعها بما معه من الحق فقد صدق.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وعند ورود الشهوات الموجبة والداعية إلى المعاصي والذنوب، أو الصارفة عن ما أمر اللّه به ورسوله، يعمل بمقتضى الإيمان، ويجاهد شهوته، دل ذلك على صدق إيمانه وصحته.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ومن كان عند ورود الشبهات تؤثر في قلبه شكا وريبا، وعند اعتراض الشهوات تصرفه إلى المعاصي أو تصدفه عن الواجبات، دلَّ ذلك على عدم صحة إيمانه وصدقه.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والناس في هذا المقام درجات لا يحصيها إلا اللّه، فمستقل ومستكثر، فنسأل اللّه تعالى أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وأن يثبت قلوبنا على دينه،[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فالابتلاء والامتحان للنفوس بمنزلة الكير، يخرج خبثها وطيبها.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ [size=2]- 4[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أي: أحسب الذين همهم فعل السيئات وارتكاب الجنايات، أن أعمالهم ستهمل، وأن اللّه سيغفل عنهم، أو يفوتونه، فلذلك أقدموا عليها، وسهل عليهم عملها؟ [color=darkolivegreen]﴿سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾[/color] أي: ساء حكمهم، فإنه حكم جائر، لتضمنه إنكار قدرة اللّه وحكمته،[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال تعالى في سورة المؤمنون: [/color][color=indigo]أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ[size=2] - 115[/size] فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ[size=2] -116[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ – 5 وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ - 6[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]يعني: يا أيها المحب لربه، المشتاق لقربه ولقائه، المسارع في مرضاته، أبشر بقرب لقاء الحبيب، فإنه آت، وكل آت إنما هو قريب، فتزود للقائه، وسر نحوه، مستصحبا الرجاء، مؤملا الوصول إليه، وليس بالتمني تنال العلا ولكن بمجاهدة النفس والهوى. والمعاملات الصالحة والآداب الرفيعة وأخلاق الإسلام الراقية.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَمَنْ جَاهَدَ ﴾[/color] نفسه وشيطانه، ودافع عن أرضه وعرضه من أي غاصب محتل . [color=darkolivegreen]﴿ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ ﴾[/color] لأن نفعه راجع إليه، وثمرته عائدة إليه، والله غني عن العالمين.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وفي حقيقة الأمر أن الأوامر والنواهي يحتاج المكلف فيها إلى جهاد، لأن نفسه تتثاقل بطبعها عن الخير، وشيطانه ينهاه عنه، وعدوه الكافر يمنعه من إقامة دينه، كما ينبغي، وكل هذا معارضات تحتاج إلى مجاهدات وسعي شديد.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ [size=2]- 7[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]يعني أن الذين منَّ اللّه عليهم بالإيمان والعمل الصالح، سيكفر اللّه عنهم سيئاتهم، لأن الحسنات يذهبن السيئات، [color=darkolivegreen]﴿وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾[/color] وهي أعمال الخير، من واجبات ومستحبات، فهي أحسن ما يعمل العبد، لأنه يعمل المباحات أيضا، وغيرها.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وهذا نموذج من الاختبار[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]كيف تكون بارا بوالديك محسنا إليهم وهما يجاهداك للكفر والشرك؟[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ[size=2] - 8[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أي: وأمرنا الإنسان، ووصيناه بوالديه حسنا، أي: ببرهما والإحسان إليهما، بالقول والعمل، وأن يحافظ على ذلك، ولا يعقهما ويسيء إليهما في قوله وعمله.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ﴾[/color] وليس لأحد علم بصحة الشرك باللّه. فالشرك دعوة تقوم على الجهل والتخبط بغير دليل. [color=darkolivegreen]﴿ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾[/color] فأجازيكم بأعمالكم، فبروا والديكم وقدموا طاعتهما، إلا على طاعة اللّه ورسوله، فإنها مقدمة على كل شيء.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ[size=2] - 9[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أي: من آمن باللّه وعمل صالحا من أقوال وأفعال وآداب، فإن اللّه وعده أن يدخله الجنة في جملة عباده الصالحين، من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، كل على حسب درجته ومرتبته عند اللّه، فالإيمان الصحيح والعمل الصالح عنوان على سعادة صاحبه.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]*********[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 04-24-2010 07:40 PM

[center][b][size=5][font=arial][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الحادي والعشرون[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]( 1 )[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض أيات من سورة العنكبوت[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][u]مبدأ الحوار مع أهل الكتاب[/u][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [size=2]-46[/size][/color][/font][/size][/b][/center]
[color=darkolivegreen] [/color]
[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلاء مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إلا الْكَافِرُونَ [size=2]-47[/size][/color][/font][/size][/b][/center]
[color=darkolivegreen] [/color]
[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ [size=2]-48[/size][/color][/font][/size][/b][/center]
[color=darkolivegreen] [/color]
[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلا الظَّالِمُونَ [size=2]-49[/size][/color][/font][/size][/b][/center]
[color=darkolivegreen] [/color]
[center][b][size=5][font=arial][color=black]إن دعوة الله التي حملها نوح - عليه السلام - والرسل بعده حتى وصلت إلى خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم, لهي دعوة واحدة من عند إله واحد , ذات هدف واحد , هو رد البشرية الضالة إلى ربها , وهدايتها إلى طريقه , وتربيتها بمنهاجه .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وكل جيل من أجيال المؤمنين هو حلقة في تلك السلسلة الطويلة الممتدة على مدار القرون . [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وعليه جاء مبدأ حوار أهل الكتاب بالحكمة, والنهي عن مجادلة أهل الكتاب إلا بالحسنى ; لبيان حكمة مجيء الرسالة الجديدة , والكشف عما بينها وبين الرسالات قبلها من صلة , والإقناع بضرورة الأخذ بالصورة الأخيرة من صور دعوة الله , الموافقة لما قبلها من الدعوات , المكملة لها وفق حكمة الله وعلمه بحاجة البشر . . [color=darkolivegreen]( إلا الذين ظلموا منهم )[/color] فانحرفوا عن التوحيد .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فمجادلة أهل الكتاب بالحسنى مقصورة على من لم يظلم منهم ولم يعتدي علينا , ولم ينحرف عن دين الله . وعن التوحيد الخالص الذي جاءت به جميع الرسالات . [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]وقولوا:آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم , و إلهنا وإلهكم واحد , ونحن له مسلمون[/color] . . [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فنحن نؤمن بالله خالق الكون الواحد الأحد, فإذن لا حاجة إلى الشقاق والنزاع , والجدل والنقاش . وكلهم يؤمنون بإله واحد , والمسلمون يؤمنون بما أنزل إليهم وما أنزل إلى من قبلهم , وهو في صميمه واحد , والمنهج الإلهي متصل الحلقات . [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلاء مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إلا الْكَافِرُونَ [size=2]-47[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وهذا الإسلوب أي المجادلة بالتي هي أحسن تؤتي ثمارها بشكل عجيب وإليكم هذا المثال [size=3]( المصدر الموسوعة الحرة )[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](يوسف إستس) ولد 1944 م. هو أمريكي تحول إلى الإسلام، واسمه قبل إسلامه هو جوسيف إدوارد إستس أو جوزيف إيستس، ولد في الولايات المتحدة ونشأ في أسرة بروتستانتية مسيحية وأصبح قسيسا.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]حصل على شهادة ماجستير في الفنون سنة 1974م وشهادة الدكتوراة في علم اللاهوت.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فبعد تعامله مع شخص مسلم مصري اسمه محمد, اعتنق (يوسف إستس) الإسلام سنة1991 م هو وزوجه ووالده وزوجة والده، ثم تعلَّم بعدها اللغة العربية والدراسات الإسلامية من سنة 1991 م إلى سنة 1998 م في مصر والمغرب وتركيا.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ويعمل في مجال الدعوة في الولايات المتحدة وله أشرطة ومحاضرات بالإنكليزية.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*****[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ويقول يوسف إستس:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]من خلال مدة شهرين تقريباً قضاها مسلم مصري مع أسرتنا وفي بيتنا اكتشفنا من وجوده وطريقة حياته ومعيشته ونظامه ومن خلال مناقشتنا له أموراً جديدة علينا, لم نكن نعلمها عن المسلمين وليست عندنا كنصارى...![/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*****[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ففي ذات يوم قال لي والدي : إنه سيأتي إلينا رجل من مصر قد نقيم معه تجارة في مجال بيع السلع المختلفة. ففرحت في نفسي وقلت : سوف نتوسع في تجارتنا وتصبح تجارة دولية تمتد إلى أرض ذلك الضخم أعني (أبا الهول) ! ثم قال لي والدي : لكنني أريد أن أخبرك أن هذا الرجل الذي سيأتينا مسلم وهو رجل أعمال. فقلت منزعجاً : مسلم !! لا.. لن أتقابل معه. فقال والدي : لابد أن تقابله. فقلت : لا.. أبداً...[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وأصرّ والدي على رأيه بأن أقابل ذلك المصري المسلم.. ثم تنازلت أنا عن إصراري لأني كنت أسكن مع والدي في منزله.. وخشيت أن أسبب مشكلة فلا أستطيع البقاء عنده.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ومع ذلك لما حضر موعد اللقاء لبست قبعة مكتوب عليها : " عيسى هو الرب " وعلقت صليباً كبيراً في حزامي، وأمسكت بنسخة من الكتاب المقدس في يدي وحضرت إلى طاولة اللقاء بهذه الصورة، ثم تطرقنا في الحديث عن ديانته وتهجمت على الإسلام والمسلمين حسب الصورة المشوهة التي كانت لدي، وكان هو هادئاً جداً وامتص حماسي واندفاعي , ثم دعاه والدي للإقامة عندنا في المنزل، وكان المنزل يحويني أنا وزوجتي ووالدي ثم جاء هذا المصري واستضفنا كذلك قسيساً آخر لكنه يتبع المذهب الكاثوليكي.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فصرنا نحن الخمسة.. أربعة من علماء ودعاة النصارى ومسلم مصري واحد.. أنا ووالدي من المذهب البروتستانتي النصراني ومعنا قسيس كاثوليكي المذهب وزوجتي كانت من مذهب متعصب له جانب من الصهيونية، وللمعلومية والدي قرأ الإنجيل منذ صغره وصار داعياً ذو منصب معترفا به في الكنيسة، والقسيس الكاثوليكي له خبرة 12 عاماً في دعوته في القارتين الأمريكيتين، وزوجتي كانت تتبع مذهب الإنجيليين الجدد الذي له ميول صهيونية، وأنا نفسي درست الإنجيل والمذاهب النصرانية واخترت بعضاً منها أثناء حياتي وانتهيت من حصولي على شهادة الدكتوراة في العلوم اللاهوتية.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وكنا نحن النصارى في البيت يحمل كل منا نسخة مختلفة من الكتاب المقدس ونتناقش عن الاختلافات في العقيدة النصرانية وفي الأناجيل المختلفة على مائدة مستديرة، والمسلم يجلس معنا ويتعجب من اختلاف كتبنا.. فقد كان مع والدي في تلك الفترة نسخة الملك جيمس وكانت معي نسخة الريفازد إيديشن (المُراجع والمكتوب من جديد) التي تقول: إن في نسخة الملك جيمس الكثير من الأغلاط والطوام الكبيرة !! حيث أن النصارى لما رؤوا كثرة الأخطاء في نسخة الملك جيمس اضطروا إلى كتابته من جديد وتصحيح ما رأوه من أغلاط كبيرة، والإنجيل الثالث مع زوجتي هو نسخة القسيس المعاصر جيمي سواقرت، [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أما القسيس الكاثوليكي فكانت لديه نسخة أخرى لمذهبه فيها 73 سفراً، أما الإنجيل في مذهبنا ففيه 66 سفراً، وكل الأناجيل مختلفة وفي داخلها اختلافات كثيرة.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]قال يوسف إستس : فسألنا المسلم المصري وكان اسمه (محمد) : كم نسخة مختلفة من القرآن عندكم ؟ فقال : ليس لدينا إلا نسخة واحدة، والقرآن موجود كما أنزل بلغته العربية منذ أكثر من 1400 سنة !. فكان هذا الجواب كالصاعقة لنا ![/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وعلى العموم.. لما كنا نجلس في بيتنا نحن النصارى الأربعة المتدينين مع المسلم المصري (محمد) ونناقش مسائل الاعتقاد حرصنا أن ندعو هذا المسلم إلى النصرانية بعدة طرق..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black] [/color][color=navy]فكان جوابه محدداً بقوله : أنا مستعد أن أتبع دينكم إذا كان عندكم في دينكم شيء أفضل من الذي عندي في ديني. قلنا : بالطبع يوجد عندنا. فقال المسلم : أنا مستعد إذا أثبتم لي ذلك بالبرهان والدليل.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فقلت له : الدين عندنا لم يرتبط بالبرهان والاستدلال والعقلانية.. إنه عندنا شيء مسلّم وهو مجرد اعتقاد محض ! فكيف نثبته لك بالبرهان والدليل ؟!.. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=navy]فقال المسلم : لكن الإسلام دين عقيدة وبرهان ودليل وعقل ووحي من السماء. فقلت له : إذا كان عندكم الاعتماد على جانب البرهان والاستدلال فإني أحب أن أستفيد منك وأن أتعلم منك هذا وأعرفه. [/color][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ثم لما تطرقنا لمسألة التثليث.. وكل منا قرأ ما في نسخته ولم نجد شيئاً واضحاً.. سألنا الأخ (محمد) : ما هو اعتقادكم في الإله في الإسلام. فقال : [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=7][color=navy](قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفواً أحد)،[/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]تلاها بالعربية ثم ترجم لنا معانيها.. وكأن صوته حين تلاها بالعربية دخل في قلبي حينها.. وكأن صوته لا زال يرن صداه في أذني ولاأزال أتذكره.. أما معناها فلا يوجد أوضح ولا أفضل ولا أقوى ولا أوجز ولا أشمل منه إطلاقاً. فكان هذا الأمر مثل المفاجأة القوية لنا.. مع ما كنا نعيش فيه من ضلالات وتناقضات في هذا الشأن وغيره.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]****[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ثم طلب القسيس الكاثولكي من الأخ (محمد) أن يصطحبه معه ليرى صلاة المسلمين في المسجد، فأخذه معه وذهب به مرتين إلى أحد المراكز الإسلامية فرأى وضوء المسلمين وصلاتهم وبقي ينظر إليهم ثم عادا إلى المنزل. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]وتوجهنا بسؤالنا للقسيس الكاثوليكي : أي أنواع الموسيقى يستخدمونها أثناء الصلاة ؟ فقال : ولا واحدة. فقلنا متعجبين : يعبدون ربهم ويصلون بدون موسيقى ؟!! فقال القسيس الكاثوليكي : نعم، وأنا أشهد ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله. وأعلن إسلامه.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*****[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فقلت له : لماذا أسلمت.. ءأنت متيقن مما تفعله ؟ قلت له ذلك وأنا في نفسي أحترق وأتمنى أني أسلمت قبله حتى لا يسبقني لما هو أفضل. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وصعدت أنا وزوجتي إلى الأعلى.. فقالت لي : أظن أني لن أستمر بعلاقتي معك طويلاً. فقلت لها : لماذا ؟ هل تظنين أني سأسلم ؟ قالت : لا. بل لأني أنا التي سوف تسلم ! فقلت لها : وأنا أيضاً في الحقيقة أريد أن أسلم.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][size=6][color=navy] قال : فخرجت من باب البيت وخررت على الأرض ساجداً تجاه القبلة وقلت : يا إلهي.. اهدني. وشعرت مباشرة بانشراح صدري للإسلام.. ثم دخلت البيت.. وأعلنت إسلامي.[/color][/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=6][color=purple]يقول يوسف إستس : فأرى أن إسلامنا جميعاً كان بفضل الله ثم بالقدوة الحسنة في ذلك المسلم الذي كان حسن الدعوة وكان قبل ذلك حسن التعامل، وكما يقال عندنا : لا تقل لي.. ولكن أرني.[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]****[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=4][color=black]كان إسلام الشيخ يوسف وأسرته عام 1991م، وتوفي والده في شهر ذي القعدة عام 1422هـ، وكان الشيخ يوسف مع كبر سنه يحضر أباه الطاعن في السن المُقعد على الكرسي المتحرك إلى الصلاة ويضعه في الصف ليحضر صلاة الجماعة (مشهد مؤثر جداً مع كونهما داعيين للنصرانية سابقاً). ولا يكاد يمر يوم إلا ويسلم على يديه الكثير، ولا يكتفي الشيخ بتلقين الشهادة فحسب بل يتابع المسلمين الجدد ويعلمهم أمور دينهم، حتى أنه يتكلف السفر لهم أحياناً، وله عدة أشرطة مرئية لمحاضرات عن حقيقة الإسلام ، وعن التعريف الواضح بالإسلام، وعن فهم الإسلام.. وغيرها.[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فهل أدركنا الأن معنى الآية الكريمة ؟ وأنها تؤتي ثمارها عبر العصور المختلفة والأماكن المختلفة , وبهذا الفهم لدين الرحمة والتسامح إنتشر الإسلام في ربوع الأرض.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [size=2]-46[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]********[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 04-30-2010 11:17 PM

[center][color=black][size=5][font=arial][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b][/font][/size][/color]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الحادي والعشرون[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]( 2 )[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض أيات من سورة الروم[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ [size=2]- 20[/size] وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [size=2]– 21[/size][/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والناس يعرفون تلك المشاعر للمودة والرحمة بين الزوجين وتدفع خطاهم وتحرك نشاطهم . ولكنهم قلما يتذكرون يد الله التي خلقت لهم من أنفسهم أزواجا , وأودعت نفوسهم هذه العواطف والمشاعر النبيلة, وجعلت في تلك الصلة سكنا للنفس والعصب , وراحة للجسم والقلب , واستقرارا للحياة والمعاش , وأنسا للأرواح والضمائر , واطمئنانا للرجل والمرأة على السواء .[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=7][color=darkolivegreen]وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً[/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقد كانت المودة والرحمة من أهم المبادئ في المعاملات الإسلامية , فمن المعلوم أن تلك المبادئ تنعكس على كل المجتمع الإيماني والكل يسعد بها ..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فالرجل إن كان سعيدا في بيته انعكس ذلك على سلوكه بين الناس في الشارع وفي العمل , فتراه مهذبا مبتسما عطوفا متعاونا بين زملاءه يعامل من تحت يده من العاملين برحمة مع عدم التفريط.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أما إذا رأيت شخصا عابس الوجه جبارا نكدا ظالما لمن تحت يديه من العاملين , فيكون غالبا ما يعاني في بيته من عدم المودة والرحمة.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وكذلك المرأة إن كانت سعيدة في بيتها إنعكس ذلك بالضرورة على سلوكها بين أبناءها وجيرانها وزملاءها في العمل .[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=6][color=black]ولذلك جعل الله تعالى المودة والرحمة هي أساس بناء الأسرة المؤمنة.[/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبذلك يتفرغ الإنسان للتفكر في متطلبات الحياة والتقرب إلى الله بعمل الصالحات وأداء الفرائض دون الإنشغال في مشاكل تافهة يصنعها الشيطان للتفريق بين الأسر وشل حركة الحياة في المجتمع الإيماني.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ولذلك تجد الآيات التالية تحض على التفكر والتعلم والتدبر في ملكوت السماوات والأرض .[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ [size=2]– 22[/size][/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والعَالِمُون هم أهل العلم الذين يفهمون العبر ويتدبرون الآيات. والآيات في ذلك كثيرة: فمن آيات خلق السماوات والأرض وما فيهما، أن ذلك دال على عظمة سلطان اللّه وكمال اقتداره الذي أوجد هذه المخلوقات العظيمة، وكمال حكمته لما فيها من الإتقان وسعة علمه، لأن الخالق لا بد أن يعلم ما خلقه [color=indigo]﴿ أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ ﴾[size=2]-الملك[/size] .. [/color]، وأنه وحده الذي يستحق أن يعبد ويوحد لأنه المنفرد بالخلق فيجب أن يفرد بالعبادة، فكل هذه أدلة عقلية نبه اللّه العقول إليها وأمرها بالتفكر فيها واستخراج العبرة منها.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ واخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ﴾[/color] على كثرتكم وتباينكم مع أن الأصل واحد ومخارج الحروف واحدة، ومع ذلك لا تجد صوتين متفقين من كل وجه ولا لونين متشابهين من كل وجه إلا وتجد من الفرق بين ذلك ما به يحصل التمييز. وهذا دال على كمال قدرته، ونفوذ مشيئته.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ [size=2]– 23[/size][/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أي: سماع تدبر وتعقل للمعاني والآيات في ذلك.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]واقتضت حكمة الله تعالى أن يكون هناك وقت للراحة والسكون ليستريحوا به ويستجموا وانتشارهم في وقت أخر ، لمصالحهم الدينية والدنيوية ولا يتم ذلك إلا بتعاقب الليل والنهار عليهم، والمنفرد بذلك هو المستحق للعبادة.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [size=2]– 24[/size][/color][size=2] [/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أي: ومن آياته أن ينزل عليكم المطر الذي تحيا به البلاد والعباد ويريكم قبل نزوله مقدماته من الرعد والبرق الذي يُخَاف ويُطْمَع فيه.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾[/color] دلالة واضحة على عموم إحسانه وسعة علمه وكمال إتقانه، وعظيم حكمته وأنه يحيي الموتى كما أحيا الأرض بعد موتها.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾[/color] أي: لهم عقول تعقل بها ما تسمعه وتراه وتحفظه، وتستدل به عل ما جعل دليلا عليه.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]********[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 05-04-2010 09:35 PM

[center][font=arial][size=5][color=black][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b][/color][/size][/font][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الحادي والعشرون[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]( 3 )[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض أيات من سورة الروم[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][u]مبدأ عدم التفرق في الدين الواحد[/u][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ[size=2] - 30[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ[size=2] – 31 [/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ[size=2] – 32[/size][/color][size=2] [/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وفي الحديث الشريف, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [/color][color=indigo]ما من مولود إلا يولد على الفطرة .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]ثم يقول : اقرؤا : فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم . [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=3][color=black]الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2658[/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=3][color=black]خلاصة حكم المحدث: صحيح[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فالإنسان - دون تدخل من عوامل خارجية تؤثر على معتقداته -يدرك أن له خالق صنعه على أحسن حال . ويتطلع الإنسان للتقرب إلى خالقه ولكنه لا يعرف كيف يكون ذلك . فمن رحمة الله تعالى علينا أن بعث الرسل لتبين لنا الطريق إلى الله تعالى , واكتملت الرسالات بالرسالة الخاتمة رسالة الإسلام التي نزلت على قلب خاتم الرسل الكرام وخير الأنام النبي الأعظم محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى اله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ورسالة الإسلام واضحة المعالم ليلها كنهارها تجمع القلوب ولا تفرقهم.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقد حاول الشيطان التفرقة بين المسلمين دوما ومنذ بداية الإسلام , [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقد ورد في الحديث رواية جابر بن عبد الله أنه قال:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=indigo]كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة . فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار . فقال الأنصاري : يا للأنصار ! وقال المهاجري : يا للمهاجرين ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم . " ما بال دعوى الجاهلية ؟ " قالوا : يا رسول الله ! كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار . فقال " دعوها . فإنها منتنة "[/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=3][color=black]الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2584[/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=3][color=black]خلاصة حكم المحدث: صحيح[/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقال تعالى في سورة ال عمران : [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ[size=2] - 103[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]********[/color][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ[size=3] - 30[/size] مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ [size=3]– 31 [/size]مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ [size=3]– 32[/size][/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=3][color=black]يقول السعدي في تفسيره:[/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]يأمر تعالى بالإخلاص له في جميع الأحوال وإقامة دينه فقال: [color=darkolivegreen]﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ ﴾[/color] أي: وجهه إلى الدين الذي هو الإسلام والإيمان والإحسان بأن تتوجه بقلبك وقصدك وبدنك إلى إقامة شرائع الدين الظاهرة كالصلاة والزكاة والصوم والحج ونحوها. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وشرائعه الباطنة كالمحبة والخوف والرجاء والإنابة، والإحسان في الشرائع الظاهرة والباطنة بأن تعبد اللّه فيها كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وخص اللّه إقامة الوجه لأن إقبال الوجه تبع لإقبال القلب ويترتب على الأمرين سَعْيُ البدن ولهذا قال: [color=darkolivegreen]﴿ حَنِيفًا ﴾[/color] أي: مقبلا على اللّه في ذلك معرضا عما سواه.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وهذا الأمر هو [color=darkolivegreen]﴿ فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾[/color] ووضع في عقولهم حسنها واستقباح غيرها، فإن جميع أحكام الشرع الظاهرة والباطنة قد وضع اللّه في قلوب الخلق كلهم، الميل إليها، فوضع في قلوبهم محبة الحق وإيثار الحق وهذا حقيقة الفطرة.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ومن خرج عن هذا الأصل فلعارض عرض لفطرته أفسدها كما [/color][color=indigo]قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ﴾[/color] أي: لا أحد يبدل خلق اللّه فيجعل المخلوق على غير الوضع الذي وضعه اللّه، [color=darkolivegreen]﴿ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ﴾[/color] أي: الطريق المستقيم الموصل إلى اللّه وإلى كرامته، فإن من أقام وجهه للدين حنيفا فإنه سالك الصراط المستقيم في جميع شرائعه وطرقه، [color=darkolivegreen]﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ﴾[/color] فلا يتعرفون الدين القيم وإن عرفوه لم يسلكوه.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ ﴾[/color] وهذا تفسير لإقامة الوجه للدين، فإن الإنابة إنابة القلب وانجذاب دواعيه لمرضاة اللّه تعالى.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ويلزم من ذلك حمل البدن بمقتضى ما في القلب فشمل ذلك العبادات الظاهرة والباطنة، ولا يتم ذلك إلا بترك المعاصي الظاهرة والباطنة فلذلك قال: [color=darkolivegreen]﴿ وَاتَّقُوهُ ﴾[/color] فهذا يشمل فعل المأمورات وترك المنهيات.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وخص من المأمورات الصلاة لكونها تدعو إلى الإنابة والتقوى لقوله تعالى:[color=indigo] ﴿ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾[size=3]-45 العنكبوت [/size][/color] فهذا إعانتها على التقوى.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ثم قال: [color=indigo]﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾[/color] فهذا حثها على الإنابة.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black] وخص من المنهيات أصلها والذي لا يقبل معه عمل وهو الشرك فقال: [color=darkolivegreen]﴿ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾[/color] لكون الشرك مضادا للإنابة التي روحها الإخلاص من كل وجه.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ثم ذكر حالة المشركين مهجنا لها ومقبحا فقال: [color=darkolivegreen]﴿ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ ﴾[/color] مع أن الدين واحد وهو إخلاص العبادة للّه وحده وهؤلاء المشركون فرقوه، منهم من يعبد الأوثان والأصنام. ومنهم من يعبد الشمس والقمر، ومنهم من يعبد الأولياء والصالحين ومنهم يهود ومنهم نصارى.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ولهذا قال:[color=darkolivegreen] ﴿ وَكَانُوا شِيَعًا ﴾[/color] أي: كل فرقة من فرق الشرك تألفت وتعصبت على نصر ما معها من الباطل ومنابذة غيرهم ومحاربتهم.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]﴿ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ ﴾[/color] من العلوم المخالفة لعلوم الرسل [color=darkolivegreen]﴿ فَرِحُونَ ﴾[/color] به يحكمون لأنفسهم بأنه الحق وأن غيرهم على باطل، وفي هذا تحذير للمسلمين من تشتتهم وتفرقهم فرقا كل فريق يتعصب لما معه من حق وباطل، فيكونون مشابهين بذلك للمشركين في التفرق, بل الدين واحد والرسول واحد والإله واحد.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وأكثر الأمور الدينية وقع فيها الإجماع بين العلماء والأئمة، والأخوة الإيمانية قد عقدها اللّه وربطها أتم ربط، فما بال ذلك كله يُلْغَى ويُبْنَى التفرق والشقاق بين المسلمين على مسائل خفية أو فروع خلافية يضلل بها بعضهم بعضا، ويتميز بها بعضهم عن بعض؟[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فهل هذا إلا من أكبر نزغات الشيطان وأعظم مقاصده التي كاد بها للمسلمين؟[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*****[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قد نختلف في بعض الآراء ولكن في إطار علمي وهذا إثراء للمعرفة,[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]مثل علماء المدارس الفقهية كالمدرسة الحنفية والمدرسة الشافعية , كل بحسب فهمه للنص الذي يتسع للإجتهاد والذي يحتمل وجوه عديدة , وفي ذلك مرونة لصلاحية الشريعة لكل زمان ومكان , وداعى إلى توحيد كلمة الأمة لا فرقتها.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإن من أفضل الجهاد الأن السعي في جمع كلمة المسلمين وإزالة ما بينهم من الشقاق .[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*********[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 05-07-2010 11:05 PM

[center][font=arial][size=5][color=black][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b][/color][/size][/font]

[size=5][font=arial][color=black][b]مع الجزء الحادي والعشرون[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]( 4 )[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]وبعض أيات من سورة الروم[/b][/color][/font][/size]

[size=5][font=arial][color=black][u][b]مبدأ التكافل[/b][/u][/color][/font][/size]

[size=5][font=arial][color=darkolivegreen][b]فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [size=2]- 38[/size] وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ [size=2]– 39[/size][/b][/color][/font][/size]

[size=5][font=arial][color=black][b]لقد كفل الإسلام حق الجميع في العيش الكريم ولذلك فرض زكاة المال على الأغنياء لترد على الفقراء وتوزع عليهم بصفة حقهم في ذلك المال الذي وهبه الله تعالى للأغنياء ليقوموا بإنفاقه على المشاريع التي تخدم الجميع . ويكون عونا في التنمية والرعاية الصحية عبر بناء المستشفيات , والتطور العلمي ببناء المدارس والجامعات ..[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]وبذلك ندرك قيمة المال الحقيقية ..[/b][/color][/font][/size]

[size=5][font=arial][color=black][b]أما إذا إنحصرت المنفعة في الزيادة الربوية عبر إقراض الفقراء فسوف تزداد الفجوة بين الفقراء والأغنياء وتنتهي إلى كارثة كما نرى في واقعنا المعاصر.[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]وما دام المال مال الله , أعطاه رزقا لبعض عباده , فالله صاحب المال الأول قد وهبه لفئات من عباده , يؤديها إليهم من يضع يده على ذلك المال . ومن ثم سماها حقا . ويذكر هنا من هذه الفئات ( ذا القربى والمسكين وابن السبيل )[/b][/color][/font][/size]

[size=5][font=arial][color=black][b]وهذا هو أساس النظرية الإسلامية في المال .[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]وإلى هذا الأساس ترجع جميع التفريعات في النظرية الاقتصادية للإسلام . فما دام المال مال الله , فهو خاضع إذن لكل ما يقرره الله بشأنه بوصفه المالك الأول , سواء في طريقة تملكه أو في طريقة تنميته , أو في طريقة إنفاقه . وليس واضع اليد حرا في أن يفعل به ما يشاء .[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]وهو هنا يوجه أصحاب المال الذين اختارهم ليكونوا أمناء عليه إلى خير الطرق للتنمية والفلاح . وهي إيتاء ذي القربى والمسكين وابن السبيل , والإنفاق بصفة عامة في سبيل الله: [color=darkolivegreen]( ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون ).[/color][/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]هذه هي الوسيلة المضمونة لمضاعفة المال:إعطاؤه بلا مقابل وبلا انتظار رد ولا عوض من الناس . إنما هي إرادة وجه الله .[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]أليس هو الذي يبسط الرزق ويقدر ? أليس هو الذي يعطي الناس ويمنع ? [/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]فهو الذي يضاعف إذن للمنفقين ابتغاء وجهه ; وهو الذي ينقص مال المرابين الذين يبتغون وجوه الناس . . ذلك حساب الدنيا , وهناك حساب الآخرة وفيه أضعاف مضاعفة . فهي التجارة الرابحة هنا وهناك ![/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]أما إذا حدث سوء تصرف في المال بأن ينفق بتبذير في الملذات ويحرم منه الفقراء العاملون والمقعدون فسوف يظهر الفساد بين المجتمع ولذلك أتت الآية رقم 41 مبينة ذلك بوضوح.[/b][/color][/font][/size]

[size=5][font=arial][color=black][b][color=darkolivegreen]ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ[size=2] – 41[/size][/color] [/b][/color][/font][/size]

[size=5][font=arial][color=black][b]فظهور الفساد هكذا واستعلاؤه لا يتم عبثا , ولا يقع مصادفة ; إنما هو تدبير الله وسنته . . [color=darkolivegreen]( ليذيقهم بعض الذي عملوا )[/color] من الشر والفساد , حينما يكتوون بناره , ويتألمون لما يصيبهم منه: [color=darkolivegreen]( لعلهم يرجعون )[/color] فيعزمون على مقاومة الفساد , ويرجعون إلى الله وإلى العمل الصالح وإلى المنهج القويم . [/b][/color][/font][/size]

[size=5][font=arial][color=black][b]*******[/b][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size]
[size=5][font=arial][color=black][b]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/b][/color][/font][/size][/center]

صابر عباس حسن 05-10-2010 07:39 PM

[center][color=black][size=5][font=arial][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b][/font][/size][/color][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الحادي والعشرون[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]( 5 )[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض أيات من سورة لقمان[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][u]مبدأ الإيمان المقترن بالعمل الصالح[/u][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]لا إيمان لمن لا أمان له, ولا إسلام لمن لا يسلم الناس من لسانه ويده, والمتتبع لهذه السلسلة يدرك مدى الإرتباط القوي بين قواعد السلوك الأخلاقي والمعاملات والأداب وبين الإيمان , ولأهمية هذا الأمر تأكد كثيرا في سور القرآن العظيم , ومنها صدر سور لقمان.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=sienna]الم [size=2]-1[/size] تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ [size=2]-2[/size] هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِين [size=2]- 3[/size] الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَة وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ [size=2]– 4[/size] أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [size=2]– 5[/size][/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والكتاب الحكيم الذي تضمن كل هذه التعاليم الربانية , يبين أنها هدى ورحمة للمحسنين , وأهم ما يميزهم أنهم يقيمون الصلاة , قال تعالى:[color=indigo] فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا [size=2]– 103 النساء[/size][/color] وتفعيل أوقاتها بحيث لا تضيع بحجة وقت العمل... فقد لوحظ إن الذين يضيعون الصلاة هم أول من أضاعوا العمل..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وأوقات الصلاة موزعة توزيعا لا يضر بالعمل بل لتنشيط الإنسان ليتهيأ للعمل. فالأوقات هي البكور للعمل وكسب الرزق وأوقات الراحة ثم أوقات التفاعل مع قضايا الحياة المختلفة.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ونبدأ بصلاة الفجر حيث ينتهي الإنسان من أدائها حوالي الخامسة صباحا , ولو بدأ العمل بعدها لكان هناك ثمان ساعات للعمل المتواصل دون أنقطاع من صلاة مفروضة, وبعد العمل الجاد طيلة ثماني ساعات أو سبع ساعات ( حسب قانون العمل لكل بلد ) نذهب نستريح بصلاة الظهر,[color=indigo] ففي الحديث ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا بلال أقم الصلاة , رحنا بها – [size=2]المصدر : صحيح الجامع[/size] ) ..[/color] وبعد صلاة الظهر يكون في العادة تناول وجبة الغداء ثم القيلولة وهي فترة قليلة للنوم يستعيد فيها الإنسان نشاطه ويستعد لصلاة العصر وبعد العصر يقوم الإنسان بنشاطات مختلفة منها التحصيل العلمي بالقراءة , ومنها نشاطات رياضية , ومنها القيام بالزيارات العائلية , ومنها التسوق , ومنها المشاركات في الندوات الثقافية .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإذا إلتزمنا بذلك لشجعنا الناس على أداء فريضة الفجر في موعدها وشجعنا على النشاط في العمل المبكر حيث البركة وتوفير الطاقة الكهربية حيث نستغل إشراق الصباح ,[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وفي حالة العمل الليلي فبعد صلاة العشاء حتى الفجر قرابة ثمان ساعات متواصلة لا يقطعها وقت لصلاة مفروضة .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black] وهكذا نجد أن مواقيت الصلاة جاءت محكمة وبدقة بحيث بإلتزامها تستقيم أموار الحياة كلها ..وفي ضياعها ضياع عمر الإنسان دون محصلة لنفسه تنفعه في الأخرة . وبماذا يفوز من كسب الدنيا وخسر الأخرة؟ لا شئ..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]هذا عن جانب الصلاة , أما عن جانب الزكاة فهي الأمان من الفقر , حيث لا يتهرب منها المؤمن كما يفعل المتهربون من الضرائب, بل يسعى لتقديمها إلى الجهة التي تجمعها ثم تعيد توزيعها على الفقراء والمساكين وبقية المصارف التي ذكرت في الآية 60 من سورة التوبة.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]يأخذها الفقير بكل عزة وكرامة فهذا حقه الذي شرعه الله له, و تقوم الدولة بتحديد تلك المعاشات بحيث تتناسب والحد المطلوب للحياة الكريمة , فهل أدركنا قيمة الفرائض في الإسلام . إنها منهاج الحياة كله , مستقيمة مع العقيدة , مستقيمة مع الفطرة , مستقيمة على الطريق إلى الخالق الواحد المدبر الخبير . . [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkolivegreen]وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ [size=2]– 6[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [size=2]– 7[/size][/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]. وفي الجانب الآخر فريق من الناس يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم , ويتخذ تلك الآيات هزوا . وهؤلاء يعاجلهم بمؤثر نفسي مخيف مناسب لاستهزائهم بآيات الله: [/color][color=darkolivegreen]( أولئك لهم عذاب مهين ).[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ولهو الحديث كل كلام يلهي القلب ويأكل الوقت , ولا يثمر خيرا ولا يؤتي حصيلة تليق بوظيفة الإنسان المستخلف في هذه الأرض لعمارتها بالخير والعدل والصلاح .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والنص عام لتصوير نموذج من الناس موجود في كل زمان وفي كل مكان . وكثيرا ما نرى منهم اليوم .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]يشتريه بماله ويشتريه بوقته , ويشتريه بحياته . يبذل تلك الأثمان الغالية في لهو رخيص , يفني فيه عمره المحدود , الذي لا يعاد ولا يعود , يشتري هذا اللهو [color=darkolivegreen]( ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا )[/color] فهو جاهل محجوب , لا يتصرف عن علم , ولا يرمي عن حكمة وهوسيىء النية والغاية , يريد ليضل عن سبيل الله . يضل نفسه ويضل غيره بهذا اللهو الذي ينفق فيه الحياة . وهو سيىء الأدب يتخذ سبيل الله هزوا , ويسخر من المنهج الذي رسمه الله للحياة وللناس .[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]****[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ [size=2]– 8[/size] خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [size=2]– 9[/size][/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وحيثما ذكر الجزاء في القرآن العظيم ذكر قبله العمل الصالح مع الإيمان . فطبيعة هذه العقيدة تقتضي ألا يظل الإيمان في القلب حقيقة مجردة راكدة معطلة مكنونة ; إنما هو حقيقة حية فاعلة متحركة , ما تكاد تستقر في القلب ويتم تمامها حتى تتحرك لتحقق ذاتها في العمل والحركة والسلوك ; ولتترجم عن طبيعتها بالآثار البارزة في عالم الواقع , المنبئة عما هو كائن منها في عالم الضمير .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وهؤلاء الذين آمنوا وحققوا إيمانهم بالعمل الصالح [color=darkolivegreen]( لهم جنات النعيم خالدين فيها ) [/color]لهم هذه الجنات وهذا الخلود تحقيقا لوعد الله الحق . [color=darkolivegreen]( وعد الله حقا )[/color] فقد بلغ من فضل الخالق على العباد أن يوجب على نفسه الإحسان إليهم جزاء إحسانهم لأنفسهم فهو الغني عن الجميع . [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=darkolivegreen]( وهو العزيز الحكيم ).[/color] . القادر على تحقيق وعده , الحكيم في الخلق والوعد والتحقيق . [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]********[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]


الساعة الآن 11:13 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.