منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   القرآن الكريم (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   مبدأ المعاملات والأداب من القرآن العظيم - سلسلة متجددة (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=49719)

صابر عباس حسن 05-02-2011 12:39 AM

[center][b][size=5][font=arial][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء التاسع و العشرون[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](9)[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض آيات من سورة المعارج[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b] [/center]

[center][b][font=arial][size=6][color=navy][u]أهمية الإيمان [/u][/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=6][color=navy][u]في نفسية الإنسان[/u][/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b] [/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]تكلمنا في اللقاءات السابقة عن الإنسان بدون الإيمان وكيف إنه يعيش ممزق النفس حيث يعيش هلوعا جزوعا..وأن النجاة من هذه الحالة إلتزام الإيمان بالمحافظة على الصلة بينه وبين خالقه , وإخراج زكاة ماله ,وذلك لتحقيق التكافل الإجماعي في المجتمع. واليقين بيوم الحساب والخوف والرجاء في عفو الله تعالى..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ثم تحدثنا عن الحياة النظيفة في ظل شريعة الإسلام التي جعلت الأسرة هي اللبنة الأساسية والوحيدة في بناء المجتمع الإنساني.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ونستكمل اليوم بإذن الله تعالى بقية الصفات.[/color][/font][/size][/b][/center]


[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen][size=6]وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ[/size] -32[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وهذه من القوائم الأخلاقية التي يقيم الإسلام عليها نظام المجتمع . ورعاية الأمانات والعهود في الإسلام تبدأ من رعاية الأمانة الكبرى التي عرضها الله على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان . وهي أمانة العقيدة والاستقامة عليها .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال تعالى في سورة الأعراف: [/color][color=indigo]وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ [size=3]– 172[/size] [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ومن رعاية العهد الأول المقطوع على فطرة الناس- وهم بعد في الأصلاب- أن الله ربهم الواحد , وهم بخلقتهم على هذا العهد شهود . . ومن رعاية تلك الأمانة وهذا العهد تنبثق رعاية سائر الأمانات والعهود في معاملات الأرض.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وقد شدد الإسلام في الأمانة والعهد وكرر وأكد , ليقيم المجتمع على أسس متينة من الخلق والثقة والطمأنينة . وجعل رعاية الأمانة والعهد سمة النفس المؤمنة , كما جعل خيانة الأمانة وإخلاف العهد سمة النفس المنافقة والكافرة . ورد هذا في مواضع شتى من القرآن والسنة لا تدع مجالا للشك في أهمية هذا الأمر البالغة في مبادئ الإسلام.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]أربع من كن فيه كان منافقا ، أو كانت فيه خصلة من أربعة كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]رواه البخاري عن عبدالله بن عمرو بن العاص.[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]********[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen][size=6]وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ[/size] - 33 [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkgreen]وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ [size=3]-34[/size] أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ [size=3]- 35[/size][/color][/font][/size][/b][/center]
[color=darkgreen] [/color]
[center][b][size=5][font=arial][color=black]أي: لا يشهدون إلا بما يعلمونه، من غير زيادة ولا نقص ولا كتمان، ولا يحابي فيها قريبا ولا صديقا ونحوه، ويكون القصد بها وجه الله.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]قال تعالى: [/color][color=indigo]﴿ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ﴾[size=2]2 الطلاق[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ﴾[size=2]135[/size] [size=2]النساء .[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]القسط الذي هو العدل في حقوق الله وحقوق عباده،[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فالقسط في حقوق الله أن لا يستعان بنعمه على معصيته، بل تصرف في طاعته....[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ومن القسط أداء الشهادة التي عندك على أي وجه كان، حتى على الأحباب بل على النفس...[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وكما بدأ سمات النفوس المؤمنة بالصلاة , ختمها كذلك بالصلاة...[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen][size=6]وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ[/size] -34 [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وهي صفة غير صفة الدوام التي ذكرت في صدر هذه الصفات . [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فهنا تتحقق الصلاة بالمحافظة عليها في مواعيدها , وفي فرائضها , وفي سننها , وفي هيئتها , وفي الروح التي تؤدى بها .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فلا يضيعونها إهمالا وكسلا . ولا يضيعونها بعدم إقامتها على وجهها . .[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ومن الأهمية بمكان أن تفعل مواقيت الصلاة بحيث تؤدى في كل مرافق الدولة في كل المصانع والهيئات والمدارس والمعاهد والجامعات.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ونحن نشاهد ذلك في السعودية إذا حان وقت الصلاة ينهض الجميع لأداءها ثم يواصلون أعمالهم ولم نسمع قط عن تعطيل العمل أو تعطيل المتاجر بل الكل يسير ضمن منظومة إيمانية وبركة من الله لجميع أعمالهم.. بينما لم تحدث تلك البركة في البلدان التي تضيع الصلاة بحجة عدم تضيع الوقت والعمل .. فبترك الصلاة ضاع الوقت وفسد العمل.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وأيضا لو نظمنا أوقات العمل طبقا لمواعيد الصلاة لكنا سادة الأمم بلا منازع...فكلنا يعرف أن اليوم يبدأ عند المسلم بصلاة الفجر...فلو أن الأعمال تبدأ بعد صلاة الفجر لتحقق لنا البركة في البكور ووفرنا الطاقة الكهربية حيث أن وقت العمل من بعد صلاة الفجر إلى صلاة الظهر يصل إلى ثمان ساعات كلها في ضوء النهار..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وذكر الصلاة في المطلع والختام يوحي بالاحتفال والاهتمام بهذه الصلة الهامة بين العباد وخالقهم سبحانه وتعالى.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبهذا تختم سمات المؤمنين...وندرك معها أنه لا خلاص من الأمراض النفسية مثل الهلع والجزع والبخل ومنع مساعدة الناس إلا بإلتزام بشريعة الله تعالى وأداء ما فرضه الله علينا من صلاة وزكاة وغيرها من الفرائض والإلتزام بمبادئ العدل في أداء الشهادة.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وهنا يظهر لنا مستقبل هؤلاء, العزة في الدنيا والكرامة في الأخرة.. [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen][size=7]أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ[/size] - 35[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 05-07-2011 10:47 PM

[center][b][size=5][font=arial][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء التاسع و العشرون[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](10)[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض آيات من سورة نوح[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b] [/center]

[center][b][font=arial][size=6][color=navy][u]أسباب البركة في الرزق[/u][/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=6][color=navy][u]والبركة في الذرية[/u][/color][/size][/font][/b][/center]
[size=6][color=navy][/color][/size]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً [size=2]– 10[/size] يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً [size=2]– 11[/size] وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً [size=2]– 12[/size] [/color][/font][/size][/b][/center]
[color=darkgreen] [/color]
[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً [size=2]– 13[/size] وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً [size=2]– 14[/size] أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً [size=2]– 15[/size] وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً [size=2]– 16[/size] [/color][/font][/size][/b][/center]
[color=darkgreen] [/color]
[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنْ الأَرْضِ نَبَاتاً [size=2]– 17[/size] ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً [size=2]– 18[/size] وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ بِسَاطاً [size=2]– 19[/size] لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً [size=2]– 20[/size] [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]إن دعوة الأنبياء من لدن أدم إلى نبينا صلوات الله وسلامه عليه واحده , فهذا نبي الله " نوح" يدعو قومه الف سنة إلا خمسين عاما بدعوة التوحيد , والتوبة من الشرك...[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ونلاحظ هنا ربط بين الإيمان والاستغفار وبين الرزق.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وفي القرآن مواضع متكررة فيها هذا الارتباط بين صلاح القلوب واستقامتها على هدى الله , وبين تيسير الأرزاق , وعموم الرخاء . . .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال تعالى : [color=indigo]ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض , ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون[/color] – 96 الأعراف [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقال تعالى : [color=indigo]ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم -65 ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم[/color] – 66 المائدة [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقال تعالى في أول سورة هود: [color=indigo]ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير , وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله[/color].... [/color][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=arial][color=black]إن جميع معاملات الإنسان مرهونة بالوضع الإقتصادي السائد بين أفراده. فبقدر الرخاء والبركة في الثروات وقدرات شبابه على العمل والدفاع عن دياره بقدر تمتعه بالقوة والإكتفاء الذاتي, بل يمكنه تصدير ما يتبقى ليحصل على ثروات إضافية...[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ومن استقراء التاريخ نلاحظ ثبات هذه السنة الكونية,[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فالواقع العملي يشهد بتحققها على مدار القرون . والحديث في هذه القاعدة عن الأمم لا عن الأفراد . وما من أمة قام فيها شرع الله , واتجهت اتجاها حقيقيا لله بالعمل الصالح والاستغفار المنبئ عن خشية الله . . ما من أمة اتقت الله وعبدته وأقامت شريعته , فحققت العدل والأمن للناس جميعا , إلا فاضت فيها الخيرات , ومكن الله لها في الأرض واستخلفها فيها بالعمران وبالصلاح سواء...[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ولقد نشهد في بعض الفترات أمما لا تتقي الله ولا تقيم شريعته ; وهي - مع هذا - موسع عليها في الرزق , ممكن لها في الأرض . . ولكن هذا إنما هو الإبتلاء: ( [color=indigo]ونبلوكم بالشر والخير فتنة[/color]..-35 الأنبياء ) ثم هو بعد ذلك رخاء مؤوف , تأكله آفات الاختلال الإجتماعي والانحدار الأخلاقي , أو الظلم والبغي وإهدار كرامة الإنسان . .كما هو مشاهد للجميع..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ففي النظام الرأسمالي يهبط تصور الحياة إلى الدرك الأسفل فيقوم كله على مدى الثراء. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وفي النظام الشيوعي تهدر قيمة "الإنسان" إلى درجة دون الرقيق. وليست هذه أو تلك حياة إنسانية توسم بالرخاء...[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فالإيمان إمن نفسي ورخاء وبركة في الأرزاق على الحقيقة..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض..)[/color][/font][/size][/b][/center]

[center]******[/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]﴿ [color=darkgreen]فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ[/color] ﴾ أي: اتركوا ما أنتم عليه من الذنوب، واستغفروا الله منها.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]﴿ [color=darkgreen]إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا[/color] ﴾ كثير المغفرة لمن تاب واستغفر، فرغبهم بمغفرة الذنوب، وما يترتب عليها من حصول الثواب، واندفاع العقاب.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ورغبهم أيضا، بخير الدنيا العاجل، فقال: ﴿ [color=darkgreen]يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا[/color] ﴾ أي: مطرا متتابعا، يروي الأرض ويجعلها صالحة للزراعة ، ويحيي البلاد والعباد.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]﴿ [color=darkgreen]وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ[/color] ﴾ أي: يكثر أموالكم التي تدركون بها ما تطلبون من الدنيا وأولادكم، ﴿ [color=darkgreen]وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا[/color] ﴾ وهذا من أبلغ ما يكون من لذات الدنيا ومطالبها.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وكان على الإنسان العاقل أن يدرك عظمة الله تعالى , ويتجه بعقله وقلبه إلى آيات الله في الكون, فكل من حوله يشهد بوحدانية الخالق الحق..وليس لأي مخلوق أن يدعي خلق ذرة أو أقل من الذرة..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][font=arial][size=6][color=black]﴿ [color=darkgreen]مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا[/color] ﴾ [/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أي: خلقا من بعد خلق، في بطن الأم، ثم في الرضاع، ثم في سن الطفولية، ثم التمييز، ثم الشباب، إلى آخر ما وصل إليه الخلق ، فالذي انفرد بالخلق والتدبير البديع، متعين أن يفرد بالعبادة والتوحيد، وفي ذكر ابتداء خلقهم تنبيه لهم على الإقرار بالمعاد، وأن الذي أنشأهم من العدم قادر على أن يعيدهم بعد موتهم.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]واستدل أيضا عليهم بخلق السماوات التي هي أكبر من خلق الناس، فقال: ﴿ [color=darkgreen]أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا[/color] ﴾ أي: كل سماء فوق الأخرى.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]﴿ [color=darkgreen]وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا[/color] ﴾ لأهل الأرض ﴿ [color=darkgreen]وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا[/color] ﴾ .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ففيه تنبيه على عظم خلق هذه الأشياء، وكثرة المنافع في الشمس والقمر الدالة على رحمته وسعة إحسانه، فالعظيم الرحيم، يستحق أن يعظم ويحب ويعبد ويخاف ويرجى. [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]﴿ [color=darkgreen]وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا[/color] ﴾ فالآية توحي بالوحدة بين أصول الحياة على وجه الأرض , وأن نشأة الإنسان من الأرض كنشأة النبات . من عناصرها الأولية يتكون . ومن عناصرها الأولية يتغذى وينمو , فهو نبات من نباتها . وهبه الله هذا اللون من الحياة كما وهب النبات ذلك اللون من الحياة . وكلاهما خلقه من الأرض , وكلاهما يرضع من هذه الأم الحنون.. [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]﴿[color=darkgreen] ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا[/color] ﴾ عند الموت ﴿ [color=darkgreen]وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا[/color] ﴾ للبعث والنشور، فهو الذي يملك الحياة والموت والنشور.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وبذلك تتحدد كل معاملات الإنسان طبقا لعقيدة صحيحة قائمة الحق والعدل...[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]﴿ [color=darkgreen]وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا[/color] ﴾ أي أن الله تعالى جعل لنا الأرض سهلة في تعميرها وإنشاء الطرق عليها وتعميرها بالمدن والمساكن ..وزراعتها والانتفاع بكل ما بسطه الله عليها من نعم لا تعد ولا تحصى..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فهل أدركنا نعمة الله تعالى على أهل الأرض وكيف يكون حال الإنسان لو أن الأرض مثل المريخ ؟؟ ليس به ماء أو هواء ولم يبسط فيه من الخيرات الغذائية والمعدنية ؟؟ مثل ما بسط على أرضنا من جميع النعم..[/color][/font][/size][/b][b][size=5][font=arial][color=black]التي تقتضي أن نشكر الله تعالى عليها. وأن تكون جميع معاملاتنا مبناها رسالة الله تعالى..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 05-13-2011 11:26 PM

[center][color=black][size=5][font=arial][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b][/font][/size][/color][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء التاسع و العشرون[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](11)[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض آيات من سورة الجن[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][color=darkgreen][size=6]عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً[/size] - 26[/color][/color][/font][/size][/b][color=black][/center]

[center][b][size=5][font=arial][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]نتكلم اليوم عن بعض سلوكيات خاطئة لمن يذهبوا إلى الدجالين ليحلوا لهم مشاكلهم عن طريق الجن...[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]وفي الحديث الشريف : [/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]من أتى عرافا لم تقبل له صلاة أربعين ليلة...[/color][size=2]الراوي: عمر بن الخطاب [/size][/font][/size][/b][size=5]
[b][font=arial][size=2]المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 5/120[/size][/font][/b]
[b][font=arial][color=navy][/color][/font][/b]
[b][font=arial][color=navy]عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : من أتى عرافا أو ساحرا أو كاهنا فسأله فصدقه بما يقول : فقد كفر بما أنزل على محمد...( صلى الله عليه وسلم. )[/color][/font][/b]
[b][font=arial][size=2]المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 4/90[/size][/font][/b]
[b][size=2][font=arial]خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد[/font][/size][/b][/center]

[center][b][font=arial]وقد كان العرب في الجاهلية يعتقدون أن للجن سلطانا في الأرض , فكان الواحد منهم إذا أمسى بواد أو قفر , لجأ إلى الاستعاذة بعظيم الجن الحاكم لما نزل فيه من الأرض , فقال:أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه . . ثم بات آمنا .. كذلك كانوا يعتقدون أن الجن تعلم الغيب وتخبر به الكهان فيتنبأون بما يتنبأون . وفيهم من عبد الجن وجعل بينهم وبين الله نسبا , وزعم له سبحانه وتعالى زوجة منهم تلد له الملائكة.....[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]والاعتقاد في الجن على هذا النحو أو شبهه كان فاشيا في كل جاهلية , ولا تزال الأوهام والأساطير من هذا النوع تسود بيئات كثيرة إلى يومنا هذا....[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]وبينما كانت الأوهام والأساطير تغمر قلوب الناس ومشاعرهم وتصوراتهم عن الجن في القديم , وما تزال . . نجد في الصف الآخر اليوم منكرين لوجود الجن أصلا , يصفون أي حديث عن هذا الخلق المغيب بأنه حديث خرافة...[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]وبين الإغراق في الوهم , والإغراق في الإنكار , يقرر الإسلام حقيقة الجن , ويصحح التصورات العامة عنهم , ويحرر القلوب من خوفها وخضوعها لسلطانهم الموهوم.....[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]فالجن لهم حقيقة موجودة فعلا وهم كما يصفون أنفسهم هنا ( [color=darkgreen]وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا [/color]). . ومنهم الضالون المضلون ومنهم السذج الأبرياء الذين ينخدعون: ( [color=darkgreen]وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا , وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا [/color]). . وهم قابلون للهداية من الضلال , مستعدون لإدراك القرآن سماعا وفهما وتأثرا ( [color=darkgreen]قل:أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا:إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به , ولن نشرك بربنا أحدا[/color] ). .[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]وأنهم قابلون بخلقتهم لتوقيع الجزاء عليهم وتحقيق نتائج الإيمان و الكفر فيهم : ( [color=darkgreen]وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به , فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا . وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون , فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا , وأما القاسطون , فكانوا لجهنم حطبا [/color]). .[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]وأنهم لا ينفعون الإنس حين يلوذون بهم بل يرهقونهم ( [color=darkgreen]وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا[/color] ). .[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]وأنهم لا يعلمون الغيب , ولم تعد لهم صلة بالسماء: ( [color=darkgreen]وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا , وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع , فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا , وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا[/color] ) . .[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]وأنهم لا صهر بينهم وبين الله - سبحانه وتعالى - ولا نسب: ( [color=darkgreen]وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا[/color] ). . [/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]وأن الجن لا قوة لهم مع قوة الله ولا حيلة: ( [color=darkgreen]وأنا ظننا أن لن نعجزالله في الأرض ولن نعجزه هربا [/color])[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]وهذا الذي ذكر في هذه السورة عن الجن بالإضافة إلى ما جاء في القرآن من صفات أخرى كتسخير طائفة من الشياطين لسليمان - وهم من الجن - وأنهم لم يعلموا بموته إلا بعد فترة , فدل هذا على أنهم لا يعلمون الغيب : ( [color=navy]فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته , فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين [size=2]-14سبأ[/size] [/color])[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]قال تعالى: ([color=navy] إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم [/color][size=2]. . -27 الأعراف[/size] ) يدل على أن كيان الجن غير مرئي للبشر , في حين أن كيان الإنس مرئي للجن... [/font][/b]
[b][font=arial]هذا بالإضافة إلى ما قرره في سورة الرحمن عن المادة التي منها كيان الجن والمادة التي منها كيان الإنسان في قوله تعالى : ( [color=navy]خلق الإنسان من صلصال كالفخار , وخلق الجان من مارج من نار [/color]). [/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]******[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]وتعالوا نعيش مع تفسير السعدي لبعض آيات سورة الجن.[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial][color=darkgreen]قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا[size=2] – 1[/size] يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا [size=2]– 2[/size] [/color][/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]أي: ﴿[color=darkgreen] قُلْ [/color]﴾ يا أيها الرسول للناس ﴿ [color=darkgreen]أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ[/color] ﴾ صرفهم الله [ إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ] لسماع آياته لتقوم عليهم الحجة [ وتتم عليهم النعمة ] ويكونوا نذرا لقومهم . [/font][/b]
[b][font=arial]وأمر الله رسوله أن يقص نبأهم على الناس، وذلك أنهم لما حضروه، قالوا: أنصتوا، فلما أنصتوا فهموا معانيه، ووصلت حقائقه إلى قلوبهم، ﴿ [color=darkgreen]فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا [/color]﴾ أي: من العجائب الغالية، والمطالب العالية.[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]﴿ [color=darkgreen]يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ [/color]﴾ والرشد: اسم جامع لكل ما يرشد الناس إلى مصالح دينهم ودنياهم، ﴿ [color=darkgreen]فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا [/color]﴾ فجمعوا بين الإيمان الذي يدخل فيه جميع أعمال الخير، وبين التقوى، [ المتضمنة لترك الشر ] وجعلوا السبب الداعي لهم إلى الإيمان وتوابعه، ما علموه من إرشادات القرآن، وما اشتمل عليه من المصالح والفوائد واجتناب المضار، فإن ذلك آية عظيمة، وحجة قاطعة، لمن استنار به، واهتدى بهديه، وهذا الإيمان النافع، المثمر لكل خير، المبني على هداية القرآن، بخلاف إيمان العوائد، والمربى والإلف ونحو ذلك، فإنه إيمان تقليد تحت خطر الشبهات والعوارض الكثيرة،[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]﴿ [color=darkgreen]وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا [/color]﴾ أي: تعالت عظمته وتقدست أسماؤه، ﴿ [color=darkgreen]مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا[/color] ﴾ فعلموا من جد الله وعظمته، ما دلهم على بطلان من يزعم أن له صاحبة أو ولدا، لأن له العظمة والكمال في كل صفة كمال، واتخاذ الصاحبة والولد ينافي ذلك، لأنه يضاد كمال الغنى.[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]﴿ [color=darkgreen]وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا [/color]﴾ أي: قولا جائرا عن الصواب، متعديا للحد، وما حمله على ذلك إلا سفهه وضعف عقله، وإلا فلو كان رزينا مطمئنا لعرف كيف يقول.[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]﴿ [color=darkgreen]وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا [/color]﴾ أي: كنا مغترين قبل ذلك، وغرنا القادة والرؤساء من الجن والإنس، فأحسنا بهم الظن، وظنناهم لا يتجرأون على الكذب على الله، فلذلك كنا قبل هذا على طريقهم، فاليوم إذ بان لنا الحق، رجعنا إليه ، وانقدنا له، ولم نبال بقول أحد من الناس يعارض الهدى.[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]﴿ [color=darkgreen]وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا [/color]﴾ أي: كان الإنس يعبدون الجن ويستعيذون بهم عند المخاوف والأفزاع ، فزاد الإنس الجن رهقا أي: طغيانا وتكبرا لما رأوا الإنس يعبدونهم، ويستعيذون بهم، ويحتمل أن الضمير في زادوهم يرجع إلى الجن ضمير الواو أي: زاد الجن الإنس ذعرا وتخويفا لما رأوهم يستعيذون بهم ليلجئوهم إلى الاستعاذة بهم، فكان الإنسي إذا نزل بواد مخوف، قال: " أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه ".[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]﴿ [color=darkgreen]وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا [/color]﴾ أي: فلما أنكروا البعث أقدموا على الشرك والطغيان.[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]﴿ [color=darkgreen]وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ [/color]﴾ أي: أتيناها واختبرناها، ﴿ [color=darkgreen]فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا[/color] ﴾ عن الوصول إلى أرجائها [ والدنو منها ]، ﴿ [color=darkgreen]وَشُهُبًا[/color] ﴾ يرمى بها من استرق السمع، وهذا بخلاف عادتنا الأولى، فإنا كنا نتمكن من الوصول إلى خبر السماء.[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]﴿ [color=darkgreen]وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْع [/color]﴾ فنتلقف من أخبار السماء ما شاء الله. ﴿[color=darkgreen] فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا [/color]﴾ أي: مرصدا له، معدا لإتلافه وإحراقه، أي: وهذا له شأن عظيم، ونبأ جسيم، وجزموا أن الله تعالى أراد أن يحدث في الأرض حادثا كبيرا، من خير أو شر، فلهذا قالوا: ﴿ [color=darkgreen]وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا [/color]﴾ أي: لا بد من هذا أو هذا، لأنهم رأوا الأمر تغير عليهم تغيرا أنكروه، فعرفوا بفطنتهم أن هذا الأمر يريده الله، ويحدثه في الأرض، وفي هذا بيان لأدبهم، إذ أضافوا الخير إلى الله تعالى، والشر حذفوا فاعله تأدبا مع الله.[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]﴿ [color=darkgreen]وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ [/color]﴾ أي: فساق وفجار وكفار، ﴿ [color=darkgreen]كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا [/color]﴾ أي: فرقا متنوعة، وأهواء متفرقة، كل حزب بما لديهم فرحون.[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]﴿ [color=darkgreen]وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا [/color]﴾ أي : وأنا في وقتنا الآن تبين لنا كمال قدرة الله وكمال عجزنا، وأن نواصينا بيد الله فلن نعجزه في الأرض ولن نعجزه إن هربنا وسعينا بأسباب الفرار والخروج عن قدرته، لا ملجأ منه إلا إليه.[/font][/b]
[b][font=arial]﴿ [color=darkgreen]وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى [/color]﴾ وهو القرآن الكريم، الهادي إلى الصراط المستقيم، وعرفنا هدايته وإرشاده، أثر في قلوبنا فـ ﴿[color=darkgreen] آمَنَّا بِهِ [/color]﴾ .[/font][/b]
[b][font=arial]ثم ذكروا ما يرغب المؤمن فقالوا: ﴿ [color=darkgreen]فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ [/color]﴾ إيمانا صادقا ﴿ [color=darkgreen]فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا[/color] ﴾ أي: لا نقصا ولا طغيانا ولا أذى يلحقه ، وإذا سلم من الشر حصل له الخير، فالإيمان سبب داع إلى حصول كل خير وانتفاء كل شر.[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]﴿ [color=darkgreen]وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ [/color]﴾ أي: الجائرون العادلون عن الصراط المستقيم.[/font][/b]
[b][font=arial]﴿ [color=darkgreen]فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا [/color]﴾ أي: أصابوا طريق الرشد، الموصل لهم إلى الجنة ونعيمها، ﴿ [color=darkgreen]وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا [/color]﴾ وذلك جزاء على أعمالهم، لا ظلم من الله لهم، فإنهم ﴿[color=darkgreen] لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ [/color]﴾ المثلى ﴿ [color=darkgreen]لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا [/color]﴾أي: هنيئا مريئا، ولم يمنعهم ذلك إلا ظلمهم وعدوانهم.[/font][/b]
[b][font=arial]﴿ [color=darkgreen]لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ [/color]﴾ أي : لنختبرهم فيه ونمتحنهم ليظهر الصادق من الكاذب.[/font][/b]
[b][font=arial]﴿ [color=darkgreen]وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا [/color]﴾ أي: من أعرض عن ذكر الله، الذي هو كتابه، فلم يتبعه وينقد له، بل غفل عنه ولهى، يسلكه عذابا صعدا أي: شديدا بليغا.[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]******[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]فهل أدركنا حقيقة الجن ؟ وأن منهم المؤمن ومنهم الكافر ومنهم الطائع ومنهم العاصي , وأنهم لا يعلمون الغيب..[/font][/b]
[b][font=arial]أما الشياطين الذين يضلون الناس عن الهداية فقد يكونوا من الجن أومن الإنس..[/font][/b]
[b][font=arial]فشياطين الجن توسوس وتزين الشرور للإنسان ولا تجبره على ذلك, فالإنسان حر خلقه الله ذو إرادة حرة يحاسب عليها يوم القيامة..[/font][/b]
[b][font=arial]وشياطين الإنس كذلك تزين الشرور وتنشر الفاحشة لتضل الإنسان عن الطريق المستقيم..وليس لهم سلطان على قلب الإنسان المؤمن..[/font][/b]
[b][font=arial]فقراءة سورة البقرة وسورة يس تقي من السحر ووساوس الشياطين..[/font][/b]
[b][font=arial]وفي كل الأحوال ينجو المؤمن بإعتصامه بالله تعالى من شرور شياطين الإنس والجن... [/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]*******[/font][/b][/center]

[center][b][font=arial]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/font][/b][/size][/color][/center]

صابر عباس حسن 05-15-2011 02:18 AM

[center][b][size=5][font=arial][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء التاسع و العشرون[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](12)[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض آيات من سورة المزمل[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][font=arial][size=6][color=navy][u]عبء الأمانة[/u][/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkgreen]يَا أَ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ [size=2]– 1[/size] قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً [size=2]– 2[/size] نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً [size=2]– 3[/size] أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً [size=2]– 4[/size] إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً [size=2]– 5[/size] إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءاً وَأَقْوَمُ قِيلاً [size=2]– 6[/size] إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً [size=2]- 7[/size] وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً [size=2]– 8[/size] رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً [size=2]– 9[/size] وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً [size=2]– 10[/size] وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً[size=2] – 11[/size] [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]بعد عودة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من غار حراء وقد بلغ به الجهد بلقاء جبريل عليه السلام على صورته يقول للسيدة خديجة رضي الله عنها زملوني زملوني....فجاءه الوحي : [/color][color=#006400]يَا أَ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ [size=2]– 1[/size] قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً [size=2]– 2[/size] نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً [size=2]– 3[/size] أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً [size=2]– 4[/size] إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً [size=2]– 5[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فعلم رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] أنه لم يعد هناك نوم.. وأن هناك تكليفا ثقيلا , وجهادا طويلا , وأنه الصحو والكد والجهد منذ ذلك النداء العلوي ... [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقيل لرسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] ( قم ). . فقام . وظل قائما بعدها أكثر من عشرين عاما... لم يسترح . ولم يسكن . ولم يعش لنفسه ولا لأهله . قام وظل قائما على دعوة الله . يحمل على عاتقه العبء الثقيل الباهظ ولا ينوء به . عبء الأمانة الكبرى في هذه الأرض . عبء البشرية كلها , وعبء العقيدة كلها , وعبء الكفاح والجهاد في ميادين شتى . [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]حمل عبء الكفاح والجهاد في ميدان الضمير البشري الغارق في أوهام الجاهلية وتصوراتها , [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]واستمر الجهاد والكفاح والسهر على تربية الأمة الجديدة التي سوف يغير بها الله وجه الأرض من عبادة العباد إلى عبادة الله الخالق الحق.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة للمسلمين فقاموا كما قام وحملوا على عاتقهم نشر رسالة الله للعالمين..ففتحوا القلوب قبل الأرض وأنتشر الإسلام في ربوعها وأضاء نور عقيدة التوحيد وتحقق العدل والحرية والعلم والترجمة في كافة مجالات الحياة من طب وهندسة وكيمياء وشريعة وقانون , وأقاموا الصناعات وشجعوا على الإبتكار فكانت هي أساس كل الصناعات الحديثة..وكانت هي الدولة الأولى في العالم بدون منازع..علما وقوة وحضارة أساسها رسالة الله تعالى..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فهل تعي الأمة معنى أن تقوم ؟ كما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم..وصحابته الكرام والتابعين وتابعي التابعين...[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]إن النوم طال وتفشى الكسل والتخلف وطلت الفواحش بوجهها القبيح وساد الفساد واستشرى الخوف والجهل...[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ولكن مهما طال الليل لابد من طلوع الفجر... [/color][/font][/size][/b]
[/center]

[b][size=5][font=arial][color=black][center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]يَا أَ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ [size=2]– 1[/size] قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً [size=2]– 2[/size] نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً [size=2]– 3[/size] أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً [size=2]– 4[/size] إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً [size=2]– 5[/size] إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءاً وَأَقْوَمُ قِيلاً [size=2]– 6[/size] إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً [size=2]- 7[/size] وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً [size=2]– 8[/size] رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً [size=2]– 9[/size] وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً [size=2]– 10[/size] وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً[size=2] – 11[/size] [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 05-16-2011 12:03 AM

[center][b][size=5][font=arial][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء التاسع و العشرون[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](13)[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض آيات من سورة المدثر[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b] [/center]

[center][b][font=arial][size=6][color=navy][u]النهوض بتبعة الرسالة[/u][/color][/size][/font][/b][/center]


[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ [size=2]– 1[/size] قُمْ فَأَنذِرْ [size=2]– 2[/size] وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ [size=2]– 3[/size] وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ [size=2]– 4[/size] وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ [size=2]– 5[/size] وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ [size=2]– 6[/size] وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ [size=2]– 7[/size] [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]واستكمالا للحديث السابق عن تحمل عبء الأمانة بالقيام والجهد والقرب من الله تعالى , نرى اليوم الأمر بالنهوض بتبعة الرسالة وهي تبيلغها للعالمين مع التحمل بتلك المهمة الضخمة ...فالأمر ليس نزهة وليس طريقا مفروشا بالورود ...إن الأمر يتصادم مع الأهواء والعقائد الفاسدة ويتصادم مع شهوات النفس ويتصادم مع شياطين الإنس والجن...[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ولكنه يلتقي مع الفطر السليمة والنفوس المؤمنة بخالقها ومحبي الحق والعدل.. الذين يحتاجون إلى المعرفة لشريعة ربهم وسنة نبيهم..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فالأمر كبير عظيم , بأبي أنت وأمي يارسول الله , يامن تحملت عبء الرسالة الخالدة وتحملت تبليغها والنهوض بها حتى أتت إلينا بيضاء نقية ليلها كنهارها, تأخذ بأيدينا إلي صراط الله المستقيم..[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b] [/center]

[b][size=5][font=arial][color=black][center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ [size=2]– 1[/size] قُمْ فَأَنذِرْ [size=2]– 2[/size] وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ [size=2]– 3[/size] وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ [size=2]– 4[/size] وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ [size=2]– 5[/size] وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ [size=2]– 6[/size] وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ [size=2]– 7[/size] [/color][/font][/size][/b]
[color=#006400][/color]
[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]كان الأمر في سورة المزمل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، بالاجتهاد في العبادة والصبر على أذى قومه، والأمر هنا بإعلان الدعوة ، والصدع بالإنذار، فقال: ﴿ [color=darkgreen]قُمِ[/color] ﴾ أي بجد ونشاط ﴿ [color=darkgreen]فَأَنْذِرْ[/color] ﴾ الناس بالأقوال والأفعال، التي بها يتحقق هداية البشر إلى دين الله الحق..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]﴿ [color=darkgreen]وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ[/color] ﴾ أي: عظمه بالتوحيد، واجعل قصدك في إنذارك وجه الله، وأن يعظمه العباد ويقوموا بعبادته.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]﴿ [color=darkgreen]وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ[/color] ﴾ يحتمل أن المراد بثيابه، أعماله كلها، وبتطهيرها [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ويدخل في ذلك تطهير الثياب من النجاسة، فإن ذلك من تمام التطهير للأعمال خصوصا في الصلاة، التي قال كثير من العلماء: إن إزالة النجاسة عنها شرط من شروط الصلاة.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ويحتمل أن المراد بثيابه، الثياب المعروفة، وأنه مأمور بتطهيرها عن جميع النجاسات، في جميع الأوقات، خصوصا في الدخول في الصلوات، وإذا كان مأمورا بتطهير الظاهر، فإن طهارة الظاهر من تمام طهارة الباطن.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]﴿ [color=darkgreen]وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ[/color] ﴾ أن المراد بالرجز أعمال الشر كلها وأقواله، فيكون أمرا له بترك الذنوب، صغيرها وكبيرها ، ظاهرها وباطنها، فيدخل في ذلك الشرك وما دونه.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]﴿ [color=darkgreen]وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ[/color] ﴾ أي: لا تمنن على الناس بما أسديت إليهم من النعم الدينية والدنيوية، بل أحسن إلى الناس مهما أمكنك، وانس عندهم إحسانك، ولا تطلب أجره إلا من الله تعالى واجعل من أحسنت إليه وغيره على حد سواء....[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ولا تعط أحدا شيئا، وأنت تريد أن يكافئك عليه بأكثر منه...[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]﴿ [color=darkgreen]وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ[/color] ﴾ أي: احتسب بصبرك، واقصد به وجه الله تعالى،[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فامتثل رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمر ربه، وبادر إليه، فأنذر الناس، وأوضح لهم بالآيات البينات جميع المطالب الإلهية، وعظم الله تعالى، ودعا الخلق إلى تعظيمه، وطهر أعماله الظاهرة والباطنة من كل سوء، وهجر كل ما يبعد عن الله تعالى ، وهجر الشر وأهله، وكانت له المنة على الناس - بعد منة الله- من غير أن يطلب منهم على ذلك جزاء ولا شكورا، وصبر لله أكمل صبر، حتى فاق أولي العزم من المرسلين، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]والتزم بتلك المبادئ صحابته رضوان الله عليهم جميعا , فكانوا نجوم الهداية للعالمين ...[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ولزاما علينا ونحن أتباع ذلك الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه أن نلتزم تلك المبادئ حتى نكون ضمن قافلة الدعاة لدين الله تعالى للعالمين ..سائلين الله الأخلاص دوما وأبدا.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 05-18-2011 01:31 AM

[center][b][size=5][font=arial][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء التاسع و العشرون[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](14)[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض آيات من سورة القيامة[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][font=arial][size=6][color=navy][u]النفس اللوامة[/u][/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=6][color=navy][u]وأثرها في ضبط السلوك للإنسان[/u][/color][/size][/font][/b][/center]



[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ [size=2]– 1[/size] وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ [size=2]– 2[/size] أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ [size=2]– 3[/size] بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ [size=2]– 4 [/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]قال الحسن البصري:إن المؤمن بالله ما تراه إلا يلوم نفسه, فيقول:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ما أردت بكلمتي ? ما أردت بأكلتي ? ما أردت بحديث نفسي ? [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإن الفاجر يمضي قدما ما يعاتب نفسه . .[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وبذلك يلتزم الأداب في جميع معاملاته ويلتزم الإخلاص لعلمه أنه محاسب يوم الدين...[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وعن الحسن : ليس أحد من أهل السماوات والأرضين إلا يلوم نفسه يوم القيامة . .[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وعن عكرمة : النفس اللوامة تلوم على الخير والشر: لو فعلت كذا وكذا ...[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وعن مجاهد : النفس اللوامة تندم على ما فات وتلوم عليه . [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقال جرير: وكل هذه الأقوال متقاربة المعنى , والأشبه بظاهر التنزيل أنها التي تلوم صاحبها على الخير والشر , وتندم على ما فات من تقصير...[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=navy]وفي الحديث القدسي:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم . ثم أوفيكم إياها . فمن وجد خيرا فليحمد الله . ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ...[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=3][color=navy]رواه مسلم ..[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والنفس قد تكون أمارة بالسوء.. قال تعالى في سورة يوسف: [color=navy]( إن النفس لأمارة بالسوء )[/color] فيجب مخالفتها إلى تقوى الله والعمل بأحكام الكتاب والسنة ...[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقد تكون لوامة كما هي معنا اليوم تلوم صاحبها على التقصير وتذكره بالآخرة والحساب...[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وترتقي النفس إلى أن تصبح نفس مطمئنة . قال تعالى في سورة الفجر:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ [size=2]– 27[/size] ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً [size=2]– 28[/size] فَادْخُلِي فِي عِبَادِي [size=2]– 29[/size] وَادْخُلِي جَنَّتِي [size=2]-30[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وبجانب النفس اللوامة في الردع عن المعاصي,[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=6][color=navy][u]تذكر الموت [/u][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][size=6][color=navy][u]واليقين بالبعث ويوم الحساب[/u][/color][/size][/color][/font][/size][/b]
[b][u][font=arial][size=6][color=#000080][/color][/size][/font][/u][/b]

[b][size=5][font=arial][color=black]والموت هو اليقين الذي يولد مع كل إنسان, فإنك حين ترى المولود لا تدري هل يمرض أم يكون صحيحا ؟ هل شقي أم سعيد ؟ هل فقير أم سيكون غنيا ؟ هل يصبح طبيبا أم مهندسا أو غير ذلك ؟[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ولكن هناك يقين بأن هذا المولود حتما سيموت...ومع هذا اليقين قد يغفل كثير من الناس عن تذكر الموت ..ودور ذلك في ضبط سلوك ومعاملات الإنسان مع الأخرين.. وإن الفساد دائما ينشأ من طاعة النفس الأمارة بالسوء وعدم تذكر الموت والحساب..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى [size=2]– 36[/size] أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى [size=2]– 37[/size] ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى [size=2]– 38[/size] فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى [size=2]– 39[/size] أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى [size=2]- 40[/size] [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فمن تلك الحقائق الكبيرة التي تحشدها هذه السورة في مواجهة القلب البشري , وتضرب بها عليه حصارا لا مهرب منه . . حقيقة الموت التي تواجه كل حي , فلا يملك لها ردا , ولا يملك لها أحد ممن حوله دفعا . وهي تتكرر في كل لحظة , ويواجهها الكبار والصغار , والأغنياء والفقراء , والأقوياء والضعاف , ويقف الجميع منها موقفا واحدا . . لا حيلة . ولا وسيلة . ولا قوة . ولا شفاعة . ولا دفع . ولا تأجيل . . مما يوحي بأنها قادمة من جهة عليا لا يملك البشر معها شيئا . ولا مفر من الاستسلام لها , والاستسلام لإرادة تلك الجهة العليا . . ( [color=darkgreen]كلا , إذا بلغت التراقي , وقيل:من راق ? وظن أنه الفراق . والتفت الساق بالساق . . إلى ربك يومئذ المساق[/color] ) [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ومن تلك الحقائق الكبيرة التي تعرضها السورة , حقيقة النشأة الأولى , ودلالتها على صدق الخبر بالنشأة الأخرى , وعلى أن هناك تدبيرا في خلق هذا الإنسان وتقديرا . . وهي حقيقة يكشف الله للناس عن دقة أدوارها وتتابعها في صنعة مبدعة , لا يقدر عليها إلا الله تعالى , ولا يدعيها أحد ممن يكذبون بالآخرة ويتمارون فيها .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فهي قاطعة في أن هناك إلها واحدا يدبر هذا الأمر ويقدره ..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإيحاء قوي بضرورة النشأة الأخرى , تمشيا مع التقدير والتدبير الذي لا يترك هذا الإنسان سدى , ولا يدع حياته وعمله بلا وزن ولا حساب . قال تعالى في أول السورة : [color=darkgreen]أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه [/color]? [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ثم قال تعالى في آخرها : [b][size=5][font=arial][color=darkgreen]أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى [size=2]– 36[/size] أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى [size=2]– 37[/size] ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى [size=2]– 38[/size] فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى [size=2]– 39[/size] أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى [size=2]- 40[/size] [/color][/font][/size][/b][/center]
[/color][/font][/size][/b]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]********[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 05-24-2011 12:10 AM

[center][b][size=5][font=arial][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء التاسع و العشرون[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](15)[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض آيات من سورة القيامة[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b] [/center]

[center][b][font=arial][size=7][color=navy][u]السبيل[/u][/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b] [/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً [size=2]- 1[/size] إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً [size=2]- 2[/size] إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً [size=2]- 3[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b] [/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]إن الأرض كوكب مثل باقي الكواكب في المجموعة الشمسية, ولكن أمدها الله تعالى بمقومات الحياة من هواء وماء وكل الكائنات الحية من حيوان ونبات, ودرجات حرارة ملائمة للحياة..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]هذه الأرض أعدت قبل خلق الإنسان , فلقد أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]أين كان الإنسان قبل أن يكون ? من الذي أوجده ? ومن الذي جعله شيئا مذكورا في هذا الوجود ? بعد أن لم يكن له ذكر ولا وجود: ( [color=darkgreen]هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا[/color] ? ). . [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]إذا أجاب الإنسان على هذه الأسئلة بصدق وصل إلى الإيمان , فإن لم يعرف الإجابة ..فقد أجابته الآيات التالية تبين له حقيقة أصله ونشأته , وحكمة الله في خلقه , وتزويده بطاقاته ومداركه: ( [color=darkgreen]إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا[/color] ). . [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ثم لم يترك الإنسان لعقلة فقط .. بل هداه الله تعالى بإرسال الرسل تبين له الطريق المستقيم الذي يؤدي به إلى العيش في سعادة في الدنيا والنعيم المقيم في الأخرة ...وجعله ذو إرادة في الاختيار بين طريق الخير وطرق الشر ....( [color=darkgreen]إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا [/color]).[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فكان على الإنسان أن ينتبه إلى مستقبله الحقيقي , ولا ينبغي أن يمضي في استهتار. غير واع ولا مدرك , وهو مخلوق ليبتلى , وموهوب نعمة الإدراك لينجح في الابتلاء . [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkgreen]إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَا وَأَغْلَالاً وَسَعِيراً [size=2]– 4[/size] إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً [size=2]– 5[/size] عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً [size=2]– 6[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]هذه صورة واضحة للمستقبل الحقيقي للإنسان , ونهاية كل سبيل , والأهم في ذلك أنه لا رجعة إذا خرج من هذه الحياة , فيجب على الإنسان العاقل أن يختار طريق الحق الذي يصل به إلى رضوان الله تعالى, والطريق إلى الله يحتاج من الإنسان أن يضبط جميع معاملاته طبقا لما جاء في شريعة الله تعالى[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b] [/center]

[center][b][font=arial][size=6][color=navy][u]أهم صفات المؤمنين[/u][/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=6][color=navy][u]التي وردت في هذه السورة[/u][/color][/size][/font][/b]
[b][u][font=arial][size=6][color=#000080][/color][/size][/font][/u][/b] [/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً [size=2]– 7[/size] وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً [size=2]– 8[/size] إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً [size=2]– 9[/size] إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً [size=2]– 10[/size] [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وردت صفات للمؤمنين في مواضع عديدة .. نذكر منها على سبيل المثال ما ورد في سورة الفرقان, [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال تعالى: [/color][color=navy]وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا [size=2]- 63[/size] وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا [size=2]– 64[/size] وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا[size=2] - 65[/size] إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا [size=2]- 66[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقال تعالى في سورة المؤمنون :[/color][color=indigo] قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ [size=2]- 1[/size] الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ [size=2]– 2[/size] وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ [size=2]– 3[/size] وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ [size=2]– 4[/size] وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ [size=2]– 5[/size] إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ [size=2]– 6[/size] فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ [size=2]– 7[/size] وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ [size=2]– 8[/size] وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ [size=2]– 9[/size] أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ [size=2]– 10[/size] الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [size=2]– 11[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#4b0082][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والمتتبع لهذه السلسلة يجد العديد من الصفات العظيمة التي تعين الإنسان للمضي قدما على الطريق المستقيم وأولها الإخلاص لله تعالى..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقد ذكر جملة من أعمالهم في أول هذه السورة، فقال تعالى: ﴿ [color=darkgreen]يُوفُونَ بِالنَّذْرِ[/color] ﴾ أي: بما ألزموا به أنفسهم لله من النذور والمعاهدات، وإذا كانوا يوفون بالنذر، وهو لم يجب عليهم، إلا بإيجابهم على أنفسهم، كان فعلهم وقيامهم بالفروض الأصلية، من باب أولى وأحرى، [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]﴿ [color=darkgreen]وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا[/color] ﴾ أي: منتشرا فاشيا، فخافوا أن ينالهم شره، فتركوا كل سبب موجب لذلك، والخوف من الحساب في الأخرة أهم أسباب الاستقامة على الحق...[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]﴿ [color=darkgreen]وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ[/color] ﴾ أي: وهم في حال يحبون فيها المال والطعام، لكنهم قدموا محبة الله على محبة نفوسهم، ويتحرون في إطعامهم أولى الناس وأحوجهم ﴿ [color=darkgreen]مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا[/color] ﴾ .[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=6][color=black]وهنا يأتي الكلام على طائفة أعطاها الإسلام حقا قبل أن يعرف العالم القوانين الدولية لحقوق الأسرى..[/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][size=6]فتبين الأيات مدى رعاية المجتمع الإيماني للمساكين واليتامى والأسارى[/size].[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقد ورد في سورة الأنفال ما يدل على الإهتمام بالأسرى , قال تعالى: [/color][color=navy]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ[size=2] - 70[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]هل أدركنا مدى شمول شريعة الإسلام لتشمل الرعاية للأسير الذي كان يحاربنا بالأمس قبل أن يقع في الأسر..وتحث على رعايته ومد يد العون له ودعوته للهداية .. [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]﴿ [color=darkgreen]إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا[/color] ﴾ أي: لا جزاء ماليا ولا ثناء قوليا. فيقصدون بإنفاقهم وإطعامهم وجه الله تعالى،[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]﴿ [color=darkgreen]إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا[/color] ﴾ أي: شديد الجهمة والشر ﴿ [color=darkgreen]قَمْطَرِيرًا [/color]﴾ أي: ضنكا ضيقا، [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]﴿ [color=darkgreen]فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ[/color] ﴾ قال تعالى : [/color][color=indigo]لا يحزنهم الفزع الأكبر، وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون [size=3]- 103 الأنبياء[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]﴿ [color=darkgreen]وَلَقَّاهُمْ[/color] ﴾ أي: أكرمهم وأعطاهم ﴿ نَضْرَةً ﴾ في وجوههم ﴿ [color=darkgreen]وَسُرُورًا[/color] ﴾ في قلوبهم، فجمع لهم بين نعيم الظاهر والباطن ﴿ [color=darkgreen]وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا[/color] ﴾ على طاعة الله، فعملوا ما أمكنهم منها، وعن معاصي الله، فتركوها، وعلى أقدار الله المؤلمة، فلم يتسخطوها، ﴿ [color=darkgreen]جَنَّةً وَحَرِيرًا[/color] ﴾ جامعة لكل نعيم، سالمة من كل مكدر ومنغص، [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى.[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 05-28-2011 10:15 PM

[center][b][size=5][font=arial][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء التاسع و العشرون[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](16)[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض آيات من سورة المرسلات[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b] [/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]كان الحديث في اللقاء السابق عن بعض آيات من سورة الإنسان , قال تعالى:[color=darkgreen] إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً[/color] [size=2]– 23 [/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]إنا نحن نَزَّلْنا عليك -أيها الرسول- القرآن تنزيلا من عندنا؛ لتذكر الناس بما فيه من الوعد والوعيد والثواب والعقاب.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]إن الإيمان بالله تعالى يستلزم أن تؤمن برسالاته التي أرسلها لهداية البشر . وإن التكذيب بواحد منها يعد تكذيب بكافة الرسل.. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فالقاعدة المعروفة في القانون أن التشريع الجديد يلغي العمل بالتشريعات القديمة , وبهذا المنطق تسير كل قوانين الأرض.... [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فالقرآن العظيم هو الكتاب الأخير المنزل من عند الله تعالى...[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فوجب العمل به كأخر تشريعات الله تعالى لأهل الأرض, وخاصة أنه تفرد على سائر كتب الأرض بأنه معجز في بيانه ومعجز في آياته ومعجز في موضوعاته... [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]قال تعالى:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][color=navy]قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا[/color] [size=2]– 88 الإسراء[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=2][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]لو اجتمعت الإنس والجن كلهم واتفقوا على أن يأتوا بمثل ما[/color][/font][/size][/b][b][size=5][font=arial][color=black] أنزله على رسوله لما أطاقوا ذلك ولما استطاعوه ولو تعاونوا وتساعدوا وتظافروا فإن هذا أمر لا يستطاع ...[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وكيف يشبه كلام المخلوقين كلام الخالق الذي لا نظير له ولا مثال له ولا عديل له .[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فيجب على البشر تدبر ماأرسل إليهم , قبل فوات الأوان حيث لا رجعة بعد الموت للإيمان , ولكن بعد الموت بعث وحساب . وما على الإنسان العاقل إلا تدبر القرآن بكل هدوء ....[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ويختم ذلك الجزء بسورة المرسلات , [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][size=6][color=darkgreen]( فبأي حديث بعده يؤمنون ? ).[/color][/size] . [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]والذي لا يؤمن بهذا الحديث الذي يهز الرواسي , وبهذه الهزات التي تزلزل الجبال , لا يؤمن بحديث بعده أبدا . إنما هو الشقاء والتعاسة والمصير البائس ...[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkgreen]قال تعالى: أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ [size=2]- 16[/size] ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ [size=2]– 17[/size] كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ [size=2]– 18[/size] وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ [size=2]– 19[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أي: أما أهلكنا المكذبين السابقين ؟ ، ثم نتبعهم بإهلاك من كذب من الآخرين ، وهذه سنته السابقة واللاحقة في كل مجرم لا بد من عذابه ، فلم لا تعتبرون بما ترون وتسمعون ؟[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ومن إعجاز الترتيب في القرآن العظيم أن تأتي أخر آيه في سورة المرسلات لتضع البشرية كلها في موضع المساءلة في حالة إعراضهم عن رسالة ربهم...[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen][size=6]فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ[/size] [size=2]- 50[/size] [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]إن لم يؤمنوا بهذا القرآن، فبأي كتاب وكلام بعده يؤمنون؟ وهو المبيِّن لكل شيء، الواضح في حكمه وأحكامه وأخباره، المعجز في ألفاظه ومعانيه...[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وهذا القرآن العظيم كتاب رب العالمين...[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=olive][color=purple]كتاب أتى بعقيدة التوحيد واضحة جلية , ولم يوجد كتاب على ظهرالأرض مثل القرآن في بيان الحقيقة الإلهية...[/color] [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkslategray]واشتماله على منهاج تطبيقي في المعاملات الإنسانية كما تبين في هذه السلسلة , [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkslategray]وبيان الفرائض والعبادات التي تقربنا الى الله تعالى ,[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=indigo]كتاب أوضح مبادئ القيم الرفيعة والأخلاق العالية ...[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkred]كتاب أتى بشريعة صالحة لكل زمان ومكان...[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]كتاب أتى بأخبار الرسل السابقين والأمم السابقة...[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=seagreen]كتاب بين بداية خلق الإنسان ونشأة الكون...[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]كتاب به أخبار الدار الأخرة بالتفاصيل... [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]كتاب به معجزات علمية تم اكتشافها حديثا وسوف تستمر إلى يوم القيامة... [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]جاء في الحديث: عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]ستكون فتنة . قلت : فما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال : كتاب الله, فيه نبأ ما قبلكم, و خبر ما بعدكم, و حكم ما بينكم, [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]هو بالفصل ليس بالهزل, [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]من تركه من جبار قصمه الله, و من ابتغى الهدى في غيره أضله الله, وهو حبل الله المتين, وهو الذكر الحكيم, وهو الصراط المستقيم, [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]وهو الذي لا تزيغ به الأهواء, و لا تلتبس به الألسن, و لا يخلق على كثرة الرد, و لا تنقضي عجائبه , [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]من قال به صدق, ومن عمل به أجر, ومن حكم به عدل, ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم ... [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: ابن تيمية - المصدر: حقوق آل البيت - الصفحة أو الرقم: 22[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][font=arial][size=6][color=darkgreen]فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ؟[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 05-31-2011 09:51 PM

[center][b][size=5][font=arial][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الثلاثون[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](1)[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض آيات من سورة النبأ[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b] [/center]

[center][b][font=arial][size=6][color=navy][u]النبأ العظيم[/u][/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=5][/size][/font][/b] [/center]
[color=darkgreen] [/color]
[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]عَمَّ يَتَسَاءلُونَ [size=2]– 1[/size] عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ [size=2]– 2[/size] الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ [size=2]– 3[/size] كَلَّا سَيَعْلَمُونَ [size=2]– 4[/size] ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ [size=2]– 5 [/size][/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b] [/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]يبدأ هذا الجزء بالتذكير بالنبأ العظيم , لكي يذكر الإنسان بأن هنالك تبعة . وإن هنالك حسابا . وإن هنالك جزاء . وإن هنالك عذابا شديدا . ونعيما كبيرا . .[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]كفانا غفلة وكفانا تضيع للوقت فالأيام تجري وتقرب كل بعيد والعمر يمضي معها , فكان يجب أن ننتبه إلى رسالة ربنا التي تبين لنا معالم الطريق للوصل إلى سعادة الدنيا والأخرة..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإن العلم اليقيني للإنسان بعد الموت لا ينفعه شيئا فقد فات الأوان, فأنت تموت كل يوم وتبعث , ألا يذكرك هذا بيوم البعث فنجعل كل معاملاتنا مرهونة بذلك اليوم..؟؟[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أين كنت قبل أن تولد ؟؟ من الذي خلقك وكونك في بطن أمك ورعاك وأمدك بمقومات الحياة رغم أنك لا تسطيع مجرد التنفس ؟ ثم أخرجك أين كنت قبل أن تولد ؟؟ من الذي خلقك وكونك في بطن أمك ورعاك وأمدك بمقومات الحياة رغم أنك لا تسطيع مجرد التنفس ؟ ثم أخرجك إلى هذه الحياة لا حول لك ولا قوة ..أبعد كل هذه النعم وبعد كل هذا الخلق والتدبير تنكر البعث أو تغفل عنه..[/color][/font][/size][/b][/center]

[b][size=5][font=arial][color=black][center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]عَمَّ يَتَسَاءلُونَ [size=2]– 1[/size] عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ [size=2]– 2[/size] الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ [size=2]– 3[/size] كَلَّا سَيَعْلَمُونَ [size=2]– 4[/size] ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ [size=2]– 5 [/size][/color][/font][/size][/b]
[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فالمؤمن يؤمن بالبعث والحساب ويرتب كل معاملاته على ذلك اليوم..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]أما الكافر فيعيش في غفلة عن هذا اليوم ويظل يتسائل عنه حتى يرى نفسه في العالم الأخر ويرى الحقيقة ولكن لا ينفع العلم الأن لقد فات الأوان...[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=6][color=navy]حاول من الأن فالكون أمامك كتاب مفتوح لكل متتدبر وكل متسائل..[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَاداً [size=2]– 6[/size] وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً [size=2]– 7[/size] وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً [size=2]- 8[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]اصحوا . استيقظوا . انظروا تلفتوا تفكروا تدبروا [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]الأرض تدور حول محورها كل يوم ..هل شعرت بهذه الحركة ؟ ولو أنك شعرت بها لتزلزلت بك الأرض ولم تهنأ بالعيش عليها ..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]باطن الأرض منصهر يغلي بدرجات حرارة عالية تشتعل تحت البحار ..هل شعرت بهذه الحرارة ؟ إنك تراها عبر البراكين ..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ألا يلفتك هذا إلى عناية الله جل وعلا ..؟ وكيف مهد لنا الأرض نعيش عليها ولا نشعر بدورانها حول نفسها ولا حول الشمس وأن المجموعة الشمسية بالكامل تجري بسرعات فائق نحو مستقر لها.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]إن القشرة الأرضية التي نعيش عليها لو تركت تتحرك نتيجة الأمواج الحرارية العاتية وتحرك الصخور لتزلزلت الأرض ودمرت المباني ...فجعل الله الجبال أوتادا لتمسك القشرة الأرضية وتجعلها ثابتة لتعيش في أمن وسلام...[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ألا تنظر إلى التوازن العجيب في خلق نوع الإنسان من ذكر وأنثى ..هل قرر الإنسان أن ينجب أعداد الذكور ليتناسب مع أعداد الإناث ؟ لن يستطيع كائن على وجه الأرض أن يقرر هذا..ولن يستطيع ولا يخطر بخاطره أصلا...[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً [size=2]– 9[/size] وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً [size=2]– 10[/size] وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً [size=2]- 11[/size] وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً [size=2]- 12 [/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وكان من تدبير الله للبشر أن جعل النوم سباتا يدركهم فيقطعهم عن الإدراك والنشاط ,يتكفل بإراحة أجسادهم وأعصابهم وتعويضها عن الجهد الذي بذلته في حالة الصحو والإجهاد والانشغال بأمور الحياة . . وكل هذا يتم بطريقة عجيبة لا يدرك الإنسان كنهها , ولا نصيب لإرادته فيها ; ولا يمكن أن يعرف كيف تتم في كيانه . فهو في حالة الصحو لا يعرف كيف يكون وهو في حالة النوم . وهو في حالة النوم لا يدرك هذه الحالة ولا يقدر على ملاحظتها . [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والنوم سر من أسرار تكوين الأحياء لا يعلمه إلا من خلق هذه الكائنات الحية وأودعه ذلك السر , وجعل حياته متوقفة عليه . فما من حي يطيق أن يظل من غير نوم إلا فترة محدودة . فإذا أجبر إجبارا بوسائل خارجة عن ذاته كي يظل مستيقظا فإنه يهلك قطعا..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فهذا السبات - أي الإنقطاع عن الإدراك والنشاط بالنوم ضرورة من ضرورات تكوين الكائن الحي , وسر من أسرار القدرة الخالقة , ونعمة من نعم الله لا يملك إعطاءها إلا إياه . وتوجيه النظر إليها على هذا النحو القرآني ينبه القلب إلى خصائص ذاته , وإلى اليد التي أودعتها كيانه , ويلمسه لمسة تثير التأمل والتدبر والتأثر... [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وكان من تدبير الله كذلك أن جعل حركة الكون موافقة لحركة الأحياء . وكما أودع الإنسان سر النوم والسبات , بعد العمل والنشاط , فكذلك أودع الكون ظاهرة الليل ليكون لباسا ساترا يتم فيه السبات والانزواء . وظاهرة النهار ليكون معاشا تتم فيه الحركة والنشاط . . بهذا توافق خلق الله وتناسق .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والسبع الشداد التي بناها الله فوق أهل الأرض هي السماوات السبع ,[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]والحديث عن نعم الله لا تحصى لكي ندرك حقيقة النبأ العظيم.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 06-04-2011 12:45 AM

[center][color=black][size=5][font=arial][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b][/font][/size][/color][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الثلاثون[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](2)[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض آيات من سورة النبأ[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][font=arial][size=6][color=navy][u]النبأ العظيم[/u][/color][/size][/font][/b][/center]


[center][b][size=5][font=arial][color=black]نستكمل إن شاء الله الحديث عن النبأ العظيم .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]تحدثنا في اللقاء السابق على ضرورة اليقين بأن هنالك حسابا . وأن هنالك جزاء . وأن هنالك عذابا شديدا . ونعيما كبيرا . .وليس الأمر عبسيا...[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وأن هذا اليقين يضبط كل معاملات الإنسان في هذه الدنيا..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وأن كتاب الكون مفتوح أمام الجميع ينطق بأن الله تعالى حكيم قدير عليم سميع بصير ..إلى أخر الأسماء الحسنى. وأن الله تعالى مهد لنا الأرض قبل أن نوجد عليها وأرساها بالجبال وجعل التوازن بين نوعية البشر . وتحدثنا عن ظاهرة الليل والنهار وحاجة الإنسان إلى الراحة لينطلق بقوة للسعي في طلب الرزق وتعمير الأرض..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]****** [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً [size=2]– 13[/size] وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجاً [size=2]– 14[/size] لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً [size=2]– 15[/size] وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً [size=2]- 16[/size] [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]واستكمالا للحديث عن نعم الله تعالى على الإنسان , تلفتنا الآيات عن أهمية الشمس والمطر , وأهمية زراعة الحبوب مثل القمح والذرة ثم حدائق الفاكهة المختلفة وأهميتها الغذائية.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][color=darkgreen]( وجعلنا سراجا وهاجا ).[/color] . وهو الشمس المضيئة الباعثة للحرارة التي تعيش عليها الأرض وما فيها من الأحياء . والتي تؤثر كذلك في تكوين السحائب بتبخير المياه من المحيط الواسع في الأرض ورفعها إلى طبقات الجو العليا مكونة السحاب الحامل للماء المطهر: [/color][color=darkgreen]( وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا ).[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وللأسف الشديد لم نستغل الطاقة الشمسية كما يجب..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وهناك علامات استفهام كثيرة على ذلك ...[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فالطاقة الشمسية طاقة نظيفة لا تلوث الهواء يمكن تخزينها عبر محطات الشحن ثم توزيعها في صورة طاقة كهربائية عبر الأسلاك , وفي ذلك تحقيق لثروات هائلة للمنطقة العربية والصحراء الكبرى التي تشمل مصر وليبيا والجزائر والمغرب, فيمكن للطاقة المستخرجة من تلك المناطق العملاقة أن تغطي بلدان الأرض جميعا.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]إن بعض البلدان المتقدمة صناعيا استطاعت تسيير طائرة بالطاقة الشمسية ..فهل لنا أن نسير السيارات بالطاقة الشمسية ؟ لكي نحمي أجيالا من تلوث البيئة بسبب الانبعاث الخطير لعادم السيارات الكثيفة في المدن..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]هل لنا أن نصنع خزانات مصنوعة من الزجاج الحراري تعمل كسخانات من دون كهرباء أو غاز ؟..وإنه لأمر يسير ولكن نريد العزم على النهوض باستخدام الطاقة النظيفة والمتجدده التي أرشدنا إليها المولى عز وجل في القرآن العظيم كثيرا..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]أن الأوان أن نقرأ القرآن العظيم بقلب وعقل مفتوح..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]لعلنا نسود كما فعل أسلافنا في العصر الذهبي للدولة الإسلامية ..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 06-11-2011 03:06 AM

[center][color=black][size=5][font=arial][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b][/font][/size][/color][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الثلاثون[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](3)[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض آيات من سورة النازعات[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][font=arial][size=6][color=navy][u]نهاية الطغاة[/u][/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkgreen]هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى [size=2]– 15[/size] إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى [size=2]– 16[/size] اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى [size=2]– 17[/size] فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى [size=2]– 18[/size] وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى [size=2]- 19[/size] [/color][/font][/size][/b][/center]
[color=darkgreen] [/color]
[center][b][size=5][font=arial][color=black]تبدأ الآيات بتوجيه الخطاب إلى الرسول [ صلى الله عليه وسلم ]: [color=darkgreen]( هل أتاك حديث موسى ? ).[/color] . وهو استفهام للتمهيد وإعداد النفس والأذن لتلقي القصة وتمليها.... [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فتبدأ بمشهد المناداة والمناجاة ... [color=darkgreen]( إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى )[/color]. . وطوى اسم الوادي على الأرجح . وهو بجانب الطور الأيمن بالنسبة للقادم من مدين في شمال الحجاز.... [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ولحظة النداء لحظة رهيبة جليلة . ونداء الله بذاته - سبحانه - لعبد من عباده أمر هائل عظيم ...وهو سر من أسرار الألوهية العظيمة ..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ثم يبادر السياق أمر التكليف الإلهي لموسى : [/color][color=darkgreen]( اذهب إلى فرعون . إنه طغى . فقل:هل لك إلى أن تزكى , وأهديك إلى ربك فتخشى )[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]والطغيان أمر لا ينبغي أن يكون ولا أن يبقى . إنه أمر كريه , وفساد للأرض , مخالف لما يحبه الله , مؤد إلى ما يكره . . فمن أجل منعه ينتدب الله تعالى عبدا من عباده المختارين , ليحاول وقف هذا الشر , ومنع هذا الفساد , ووقف هذا الطغيان .... [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]( اذهب إلى فرعون . إنه طغى ).[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ثم يعلمه الله كيف يخاطب الطاغية بأحب أسلوب وأشده جاذبية للقلوب , لعله ينتهي , ويتقي غضب الله وأخذه.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][color=darkgreen]( فقل هل لك إلى أن تزكى ? ).[/color] . هل لك إلى أن تتطهر من رجس الطغيان ودنس العصيان ? هل لك إلى طريق الصلاة والبركة ? [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][color=darkgreen]( وأهديك إلى ربك فتخشى ).[/color] . هل لك أن أعرفك طريق ربك ? فإذا عرفته وقعت في قلبك خشيته .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فما يطغى الإنسان ويعصى إلا حين يذهب عن ربه بعيدا , وإلا حين يضل طريقه إليه فيقسو قلبه ويفسد , فيكون منه الطغيان والتمرد.. [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى [size=2]– 20[/size] فَكَذَّبَ وَعَصَى [size=2]– 21[/size] ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى [size=2]– 22[/size] فَحَشَرَ فَنَادَى [size=2]– 23[/size] فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى [size=2]– 24[/size] فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى [size=2]- 25[/size] [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]لقد بلغ موسى ما كلف تبليغه . بالأسلوب الذي لقنه ربه وعرفه ...فأراه موسى الآية الكبرى . آية العصا واليد البيضاء كما جاء في المواضع الأخرى... [color=darkgreen]( فكذب وعصى ).[/color] . وانتهى مشهد اللقاء والتبليغ عند التكذيب والمعصية في اختصار وإجمال... [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ثم يعرض مشهدا آخر . مشهد فرعون يتولى عن موسى , ويسعى في جمع السحرة للمباراة بين السحر والحق . حين عز عليه أن يستسلم للحق والهدى..[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b] [/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى [size=2]– 22[/size] فَحَشَرَ فَنَادَى [size=2]– 23[/size] فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى [size=2]– 24[/size] فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى [size=2]– 25[/size][/color][/font][/size][/b][/center]
[color=darkgreen] [/color]
[center][b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ويسارع السياق هنا إلى عرض قولة الطاغية الكافرة , مجملا مشاهد سعيه وحشره للسحرة وتفصيلاتها . فقد أدبر يسعى في الكيد والمحاولة , فحشر السحرة والجماهير ; ثم انطلقت منه الكلمة المتطاولة , المليئة بالغرور والجهالة: أنا ربكم الأعلى..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]قالها الطاغية مخدوعا بغفلة شعبه , وإذعانها وانقيادها . فما يخدع الطغاة شيء ما تخدعهم غفلة شعوبهم وذلتها وطاعتها وانقيادها . وما الطاغية إلا فرد لا يملك في الحقيقة قوة ولا سلطانا . [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]إنما هي الشعوب الغافلة الذلول , تمطي له ظهرها فيركب ... وتمد له أعناقها فيجر ... وتحني له رؤوسها فيستعلي ... وتتنازل له عن حقها في العزة والكرامة فيطغى....[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]والشعوب تفعل هذا مخدوعة من جهة وخائفة من جهة أخرى . وهذا الخوف لا ينبعث إلا من الوهم . فالطاغية - وهو فرد - لا يمكن أن يكون أقوى من الألوف والملايين , لو أنها شعرت بإنسانيتها وكرامتها وعزتها وحريتها .[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وما يمكن أن يطغى فرد في أمة كريمة أبدا . وما يمكن أن يطغى فرد في أمة رشيدة أبدا . وما يمكن أن يطغى فرد في أمة تعرف ربها وتؤمن به وتأبى أن تتعبد لواحد من خلقه لا يملك لها ضرا ولا رشدا...[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فأما فرعون فوجد في قومه من الغفلة ومن الذلة ومن خواء القلب من الإيمان , ما جرؤ به على قوله : [/color][/font][/size][/b][b][size=5][font=arial][color=black]أنا ربكم الأعلى . .[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وما كان ليقولها أبدا لو وجد أمة واعية كريمة مؤمنة , تعرف أنه عبد ضعيف لا يقدر على شيء . وإن يسلبه الذباب شيئا لا يستنقذ من الذباب شيئا...[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وأمام هذا التطاول الوقح , بعد الطغيان البشع , كان الجزاء الذي هو عبرة لكل متطلع إلى الطغيان, إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen][size=6]فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى[/size] – 25[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ويقدم هنا نكال الآخرة على نكال الأولى . . لأنه أشد وأبقى . فهو النكال الحقيقي الذي يأخذ الطغاة والعصاة بشدته وبخلوده . [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ونكال الأولى كان عنيفا قاسيا . فكيف بنكال الآخرة وهو أشد وأنكى ? [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b] [/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen][size=6]إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى[/size] – 26 [/color][/font][/size][/b][/center]


[center][b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 06-13-2011 11:44 PM

[center][b][size=5][font=arial][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الثلاثون[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](4)[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض آيات من سورة عبس[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][font=arial][size=6][color=navy][u]قيمة الإنسان المؤمن[/u][/color][/size][/font][/b]
[u][b][font=arial][size=6][color=navy]في الإسلام[/color][/size][/font][/b][/u][/center]
[color=black]
[center][b][size=5][font=arial][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]رسالة الإسلام هي رسالة الله تعالى للبشرية كافة, والله أعلم بقلوب البشر, وفي الحديث : إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم . ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم..[/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=2]الراوي: أبو هريرة - المصدر: صحيح مسلم [/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial]وقال تعالى في سورة الحجرات :[color=navy] يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا,[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [size=2]– 13[/size] [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial]فهذا هو الميزان الذي أنزله الله للناس مع الرسل , ليقوموا به القيم كلها ...[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]إن الدعوة إلى الله تعالى تحتاج منا الجهد المستمر والشاق وخاصة مع كبار القوم من الناس الذين بهداهم قد يدخل في الإسلام الكثير, أو على الأقل يكفوا عن التصدي لدعوة الحق....[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]ولكن دعوة الحق في الإسلام جلية واضحة , والله تعالى وحده المتفرد بالقبول للداخلين في دينه... ولا منة لأحد من البشر أن يقول أمنت..[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]قال تعالى في سورة الحجرات :[color=navy] يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [size=2]– 17[/size] [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial]******[/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]عَبَسَ وَتَوَلَّى [size=2]– 1[/size] أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى [size=2]– 2[/size] وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى [size=2]– 3[/size] أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى [size=2]– 4[/size] أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى [size=2]– 5[/size] فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى [size=2]– 6[/size] وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى [size=2]– 7[/size] وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى [size=2]- 8[/size] وَهُوَ يَخْشَى [size=2]– 9[/size] فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى [size=2]– 10[/size] كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ [size=2]– 11[/size] فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ [size=2]– 12[/size] فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ [size=2]– 13[/size] مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ [size=2]– 14[/size] بِأَيْدِي سَفَرَةٍ [size=2]– 15[/size] كِرَامٍ بَرَرَةٍ [size=2]– 16[/size] [/color][/font][/size][/b][/center]


[center][b][size=5][font=arial]يجيء الرجل الأعمى الفقير . . ابن أم مكتوم . . إلى رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] وهو مشغول بأمر النفر من سادة قريش . عتبة وشيبة ابني ربيعة , وأبي جهل عمرو بن هشام , وأمية بن خلف , والوليد بن المغيرة , ومعهم العباس بن عبد المطلب . [/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]والرسول [ صلى الله عليه وسلم ] يدعوهم إلى الإسلام ; ويرجو بإسلامهم خيرا للإسلام في عسرته وشدته التي كان فيها بمكة ; وهؤلاء النفر يقفون في طريقه بمالهم وجاههم وقوتهم ; ويصدون الناس عنه , ويكيدون له كيدا شديدا حتى ليجمدوه في مكة تجميدا ظاهرا . بينما يقف الآخرون خارج مكة , لا يقبلون على الدعوة التي يقف لها أقرب الناس إلى صاحبها , وأشدهم عصبية له , في بيئة جاهلية قبلية , تجعل لموقف القبيلة كل قيمة وكل اعتبار...[/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial]يجيء هذا الرجل الأعمى الفقير إلى رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] وهو مشغول بأمر هؤلاء النفر . لا لنفسه ولا لمصلحته , ولكن للإسلام ولمصلحة الإسلام . فلو أسلم هؤلاء لانزاحت العقبات العنيفة والأشواك الحادة من طريق الدعوة في مكة ; ولانساح بعد ذلك الإسلام فيما حولها , بعد إسلام هؤلاء الصناديد الكبار....[/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]عَبَسَ وَتَوَلَّى [size="2"]– 1 [/size]أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى [size="2"]– 2 [/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial]بصيغة الحكاية عن أحد آخر غائب غير المخاطب .. وفي هذا الأسلوب إيحاء بأن الأمر موضوع الحديث من الكراهة عند الله بحيث لا يحب - سبحانه - أن يواجه به نبيه وحبيبه . عطفا عليه , ورحمة به , وإكراما له. [/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]وتشريعا لنا نهتدي به عبر العصور...[/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial]كيف يزن الناس كل أمور الحياة ؟ ومن أين يستمدون القيم التي يزنون بها ويقدرون ..[/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى [size=2]– 3[/size] أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى [size=2]– 4 [/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial]يجيء هذا الرجل , فيقول لرسول الله [ صلى الله عليه وسلم ]:يا رسول الله أقرئني وعلمني مما علمك الله . . ويكرر هذا وهو يعلم تشاغل الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] بما هو فيه من الأمر . فيكره الرسول قطعه لكلامه واهتمامه . وتظهر الكراهية في وجهه - الذي لا يراه الرجل - فيعبس ويعرض .[/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial]وهنا تتنزل رحمة الله تعالى للمؤمنين :[/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى [size=2]– 3[/size] أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى [size=2]– 4[/size] أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى [size=2]– 5[/size] فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى [size=2]– 6[/size] وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى [size=2]– 7[/size] وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى [size=2]- 8[/size] وَهُوَ يَخْشَى [size=2]– 9[/size] فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى [size=2]– 10[/size] كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ [size=2]– 11[/size] فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ [size=2]– 12[/size] فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ [size=2]– 13[/size] مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ [size=2]– 14[/size] بِأَيْدِي سَفَرَةٍ [size=2]– 15[/size] كِرَامٍ بَرَرَةٍ [size=2]– 16[/size] [/color][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=arial]ومن هنا ندرك كرامة المؤمن عند الله تعالى, وأن الداعية إلى الله لا يكلف نفسه فوق طاقتها ..[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]قال تعالى في سورة القصص: [/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [size=2]- 56[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial]يقول تعالى: [color=darkgreen]﴿ كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ ﴾ [/color]أي: حقا إن هذه الموعظة تذكرة من الله، يذكر بها عباده، ويبين لهم في كتابه ما يحتاجون إليه، ويبين الرشد من الغي، فإذا تبين ذلك [color=darkgreen]﴿ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ ﴾[/color] أي: عمل به، كقوله تعالى في سورة الكهف: [color=navy]﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾[size=2]29[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]ثم ذكر محل هذه التذكرة وعظمها ورفع قدرها، فقال: [color=darkgreen]﴿ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ ﴾[/color] القدر والرتبة[color=darkgreen] ﴿ مُطَهَّرَةٌ ﴾[/color] من الآفاق و عن أن تنالها أيدي الشياطين أو يسترقوها، بل هي [color=darkgreen]﴿ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ﴾[/color] وهم الملائكة الذين هم السفراء بين الله وبين عباده،[color=darkgreen] ﴿ كِرَامٍ ﴾ [/color]أي: كثيري الخير والبركة، [color=darkgreen]﴿ بَرَرَةٍ ﴾[/color] قلوبهم وأعمالهم.[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]وذلك كله حفظ من الله لكتابه، أن جعل السفراء فيه إلى الرسل الملائكة الكرام الأقوياء الأتقياء، ولم يجعل للشياطين عليه سبيلا، وهذا مما يوجب الإيمان به وتلقيه بالقبول..[/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial]*******[/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/font][/size][/b][/center]
[/color]

صابر عباس حسن 06-20-2011 02:10 AM

[center][color=black][size=5][font=arial][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b][/font][/size][/color][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الثلاثون[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](5)[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض آيات من سورة عبس[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][font=arial][size=6][color=navy][u]قيمة العقل[/u][/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=6][color=navy][u]وأولويات العمل[/u][/color][/size][/font][/b]
[b][u][font=arial][size=6][color=#000080][/color][/size][/font][/u][/b] [/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]عشنا في اللقاء السابق مع قيمة المؤمن عند الله تعالى.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ونواصل اليوم إن شاء الله تعالى الحديث عن قيمة العقل والتدبر للوصول إلى اليقين الإيماني.. فقضية العقيدة في الإسلام قضية واقعية مبنية على المنطق والعقل وليست ضربا من الخيال والأوهام الفارغة ...[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ [size=2]– 17[/size] مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ [size=2]– 18[/size] مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ [size=2]– 19[/size] ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ [size=2]– 20[/size] ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ [size=2]– 21[/size] ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ [size=2]– 22 [/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فقضية الكفر ليس عليها دليل عقلي بل ضرب من الجهل وضياع العمر فيما لا طائل من وراءه إلا الدمار في الدنيا والجحيم في الأخرة.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فعمر الدنيا لا يكاد يذكر بجانب الخلود الأبدي في الحياة الحقيقية والنعيم الأبدي في الأخرة..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]عجبا لهذا الإنسان الذي يعرض عن الهدى , ويستغني عن الإيمان , ويستعلي على الدعوة إلى ربه . . عجبا من أمره وكفره , وهو لا يذكر مصدر وجوده , وأصل نشأته , ولا يرى عناية الله به وهيمنته كذلك على كل مرحلة من مراحل نشأته في الأولى والآخرة ; ولا يؤدي ما عليه لخالقه وكافله ومحاسبه..؟؟[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=#006400][size=6]قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ[/size] [size=2]– 17[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فإنه ليستحق القتل على عجيب تصرفه . . فهي صيغة تفظيع وتقبيح وتشنيع لأمره . وإفادة أنه يرتكب ما يستوجب القتل لشناعته وبشاعته . . [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ما أكفره ؟ . . ما أشد كفره وجحوده ونكرانه لمقتضيات نشأته وخلقته . ولو رعى هذه المقتضيات لشكر خالقه , ولتواضع في دنياه , ولذكر آخرته . . [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإلا فعلام يتكبر ويستغني ويعرض ? وما هو أصله وما هو مبدؤه؟[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=#006400][size=6]مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ[/size] [size=2]– 18[/size] [/color][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=arial][color=black]إنه أصل متواضع زهيد يستمد كل قيمته من فضل الله ونعمته , ومن تقديره وتدبيره..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=#006400][size=6]مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ[/size] [size=2]– 19[/size] [/color][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=arial][color=black]من هذا الشيء الذي لا قيمة له ; ومن هذا الأصل الذي لا قوام له . . ولكن خالقه هو الذي قدره وكرمه...[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=#006400][size=6]ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ[/size] [size=2]– 20[/size] [/color][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=arial][color=black]فمهد له سبيل الحياة . أو مهد له سبيل الهداية . ويسره لسلوكه بما أودعه من خصائص واستعدادات . سواء لرحلة الحياة , أو للإهتداء فيها . [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]حتى إذا انتهت الرحلة , صار إلى النهاية التي يصير إليها كل حي . بلا اختيار ولا فرار....[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=#006400][size=6]ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ[/size] [size=2]– 21[/size] [/color][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=arial][color=black]فأمره في نهايته كأمره في بدايته , في يد الذي أخرجه إلى الحياة حين شاء , وأنهى حياته حين شاء , وجعل مثواه جوف الأرض , كرامة له ورعاية , ولم يجعل جسده على ظهر الأرض للجوارح والكواسر ... [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]حتى إذا حان الموعد الذي اقتضته مشيئته , أعاده إلى الحياة لما يراد به من الأمر والحساب...[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=#006400][size=6]ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ[/size] [size=2]– 22 [/size][/color][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=arial][color=black]فليس متروكا سدى ; ولا ذاهبا بلا حساب ولا جزاء . . فهل تراه تهيأ لهذا الأمر واستعد ؟؟؟ [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][font=arial][size=6][color=navy][u]أولويات التدبر والإهتمام للإنسان العاقل[/u][/color][/size][/font][/b][/center]


[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ [size=2]- 24 [/size][/color][/font][/size][/b][/center]
[color=darkgreen] [/color]
[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً [size=2]– 25[/size] ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً [size=2]– 26[/size] فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً [size=2]– 27[/size] وَعِنَباً وَقَضْباً [size=2]– 28[/size] وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً [size=2]– 29[/size] وَحَدَائِقَ غُلْباً [size=2]– 30 [/size]وَفَاكِهَةً وَأَبّاً [size=2]– 31[/size] مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ [size=2]- 32 [/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فهلا نظر إلى طعامه وطعام أنعامه في هذه الرحلة ? وهي شيء واحد من أشياء يسرها له خالقه ؟؟ [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]من الغريب أن نرى الإنسان يوجه إهتماماته إلى أشياء كثيرة لا تنفعه وينفق عليها الكثير , بينما يواجه كثير من البشر مخاطر الجوع والفقر..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وكان على الإنسان العاقل أن ينظر إلى طعامه والأهتمام بالجانب الزراعي وزراعة الحبوب وزراعة الفاكهة من أعناب ونخيل والزيتون,[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فهذه نعم الله تعالى التي أنعمها على الإنسان , فوجب الإهتمام بها صيانة ودليلا على القدرة الإلهية ...[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فإن اليد التي أخرجته إلى الحياة وأبدعته, هي ذاتها اليد التي أخرجت طعامه وأبدعته..[/color][/font][/size][/b][/center]

[b][size=5][font=arial][color=black][center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ [size=2]- 24 [/size][/color][/font][/size][/b][/center]
[color=darkgreen] [/color]
[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً [size=2]– 25[/size] ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً [size=2]– 26[/size] فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً [size=2]– 27[/size] وَعِنَباً وَقَضْباً [size=2]– 28[/size] وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً [size=2]– 29[/size] وَحَدَائِقَ غُلْباً [size=2]– 30 [/size]وَفَاكِهَةً وَأَبّاً [size=2]– 31[/size] مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ [size=2]- 32 [/size][/color][/font][/size][/b]
[/color][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=arial][color=black]ومع الإهتمام بالزراعة , من استصلاح للأراضي والإهتمام بالري , وعدم الإعتداء على الأراضي الزراعية, فيجب أن ينظر إليها أنها من إبداع الخالق , فالحبوب والبذور التي يلقيها الإنسان في الأرض . . إنه لم يبدعها , ولم يبتدعها . [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والمعجزة في إنشائها ابتداء من وراء تصور الإنسان وإدراكه . والتربة واحدة بين يديه , ولكن البذور والحبوب منوعة , وكل منها يؤتي أكله في القطع المتجاورات من الأرض . وكلها تسقى بماء واحد , ولكن اليد المبدعة تنوع النبات وتنوع الثمار ; وتحفظ في البذرة الصغيرة خصائص أصلها..[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فالبذرة توضع في الأرض الزراعية يخرج منه جذر وساق , [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ومن المفروض أن يتجه الجذر الى أسفل في عمق الأرض الزراعية وأن الساق يتجه إلى أعلى ليحمل الأوراق والثمار .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]هذه العملية تقتضي أن تكون البذرة على وضع منضبط , بحيث لو وضعت مقلوبة يحدث العكس ..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ولكن الأمر العجيب أن المزارع يرمي البذر على الأرض دون تفكير في هذا الأمر مطلقا ..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فمن الذي وضع في البذرة هذا البرنامج الذي يحدد إتجاه كل من الجذر والساق مهما كان وضع البذرة ؟ [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]الجواب : هو الله الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى .[/color][/font][/size][/b][/center]


[center][b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 06-28-2011 12:10 AM

[center][b][size=5][font=arial][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الثلاثون[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](6)[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض آيات من سورة التكوير[/color][/font][/size][/b]


[b][font=arial][size=6][color=navy][u]علامات القيامة[/u][/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=6][color=navy][u]وأثارها في المعاملات[/u][/color][/size][/font][/b][/center]


[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ [size=3]– 1[/size] وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ[size=3] – 2[/size] وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ [size=3]- 3 [/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkgreen]وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ [size=3]– 4[/size] وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ [size=3]– 5[/size] وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ [size=3]-6[/size] وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ [size=3]– 7 [/size][/color][/font][/size][/b][/center]
[color=darkgreen] [/color]
[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ [size=3]– 8[/size] بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ [size=3]– 9 [/size][/color][/font][/size][/b][/center]
[color=darkgreen] [/color]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]علامات تهز النفس البشرية هزا عنيفا طويلا , يخلعها من كل ما اعتادت أن تسكن إليه , وتتشبث به , فإذا هي في عاصفة الهول المدمر الجارف ريشة لا وزن لها ولا قرار . ولا ملاذ لها ولا ملجأ إلا في حمى الواحد القهار , الذي له وحده البقاء والدوام , وعنده وحده القرار والاطمئنان..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]هذا هو مشهد الانقلاب التام لكل معهود , والثورة الشاملة لكل موجود . الانقلاب الذي يشمل الأجرام السماوية والأرضية , والوحوش النافرة والأنعام الأليفة , ونفوس البشر , وأوضاع الأمور . حيث ينكشف كل مستور , ويعلم كل مجهول ; وتقف النفس أمام ما أحضرت من الرصيد والزاد في موقف الفصل والحساب . وكل شيء من حولها عاصف ; وكل شيء من حولها مقلوب ..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وهذه الأحداث الكونية الضخام تشير بجملتها إلى أن هذا الكون الذي نعهده . الكون المنسق الجميل , الموزون الحركة , المضبوط النسبة , المتين الصنعة , المبني بأيد وإحكام . أن هذا الكون سينفرط عقد نظامه , وتتناثر أجزاؤه , وتذهب عنه صفاته هذه التي يقوم بها ; وينتهي إلى أجله المقدر , حيث تنتهي الخلائق إلى صورة أخرى من الكون ومن الحياة ومن الحقائق غير ما عهدت نهائيا من هذا الكون المعهود.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وهذا ما تستهدف السورة إقراره في المشاعر والقلوب كي تنفصل من هذه المظاهر الزائلة - مهما بدت لها ثابتة - وتتصل بالحقيقة الباقية . . [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]أن البقاء لله الواحد القهار لا يحول ولا يزول..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]حين يحول كل شيء من الحوادث ويزول . [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]إن هذا الشعور بالرهبة يجعل النفس تراجع كل معاملاتها تجاه الأخرين خشية الحساب والعقاب..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=#006400]وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ [size=3]– 8[/size] بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ [size=3]– 9[/size][/color][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=arial][color=black]وإذا الموءودة سئلت: بأي ذنب قتلت ? وقد كان من هوان النفس الإنسانية قبل الإسلام أن انتشرت عادة وأد البنات خوف العار أو خوف الفقر . [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]جاء الإسلام ليرفع العرب من هذا التخلف , ويرفع البشرية كلها . [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فإن هناك حساب ..فما بال القتل الجماعي الذي نراه الأن ؟[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فما بال قتل الأطفال بهذه البشاعة التي تعرض في وسائل الإعلام وعبر النت ؟ فما بال قتل النساء والشيوخ العزل ؟[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]إن القتل يقع من المنوط بهم حماية النفس وحماية الدين والمال والعرض.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=navy]هل الشعور بالرهبة من يوم الحساب قد تجمد ؟[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]وأصبح الإنسان متبلد المشاعر في قتل أخيه ولا يدرك أن هناك نهاية لهذا العالم وأن الحساب شديد .[/color][/font][/size][/b][/center]
[color=navy] [/color]
[center][b][size=5][font=arial][color=navy]هل أدركنا أهمية التربية الإيمانية على مائدة القرآن العظيم ؟[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000080][/color][/size][/font][/b] [/center]

[b][size=5][font=arial][color=black][center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ [size=3]– 1[/size] وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ[size=3] – 2[/size] وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ [size=3]- 3 [/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkgreen]وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ [size=3]– 4[/size] وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ [size=3]– 5[/size] وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ [size=3]-6[/size] وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ [size=3]– 7 [/size][/color][/font][/size][/b][/center]
[color=darkgreen] [/color]
[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ [size=3]– 8[/size] بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ [size=3]– 9 [/size][/color][/font][/size][/b][/center]
[color=darkgreen] [/color]
[center][/color][/font][/size][/b][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ [size=3]– 10[/size] وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ [size=3]– 11 [/size][/color][/font][/size][/b][/center]
[color=darkgreen] [/color]
[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ [size=3]– 12[/size] وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ [size=3]– 13 [/size][/color][/font][/size][/b][/center]
[color=darkgreen] [/color]
[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen][size=6]عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ[/size] [size=3]– 14 [/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 07-01-2011 03:11 AM

[center][font=arial][size=5][color=black][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][b]مع الجزء الثلاثون[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][b](7)[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][b]وبعض آيات من سورة الأنفطار[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][/size][/font]
[font=arial][size=6][color=navy][b][u]تدوين الملائكة لكل أعمال الإنسان[/u][/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=6][color=navy][b][u]وأثارها في المعاملات[/u][/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][/size][/font]
[font=arial][size=5][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=darkgreen][b]يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ [size=2](6)[/size] الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ [size=2](7)[/size] فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ [size=2](8) [/size][/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=darkgreen][b]كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ [size=2](9)[/size] وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ [size=2](10)[/size] كِرَاماً كَاتِبِينَ [size=2](11)[/size] يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ [size=2](12)[/size][/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=darkgreen][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][b][color=darkgreen]﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴾[/color] أتهاونا منك في حقوقه تعالى ؟ أم احتقارا منك لعذابه ؟ أم عدم إيمان منك بجزائه ؟[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][b]أليس هو [color=darkgreen]﴿ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ ﴾[/color] في أحسن تقويم ؟ [color=darkgreen]﴿ فَعَدَلَكَ ﴾[/color] وركبك تركيبا قويما معتدلا، في أحسن الأشكال، وأجمل الهيئات، فهل يليق بك أن تكفر نعمة المنعم، أو تجحد إحسان المحسن ؟[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][b]إن هذا إلا من جهل وظلم وعناد الإنسان ، فالحمد لله أن لم يجعل صورة الإنسان صورة كلب أو حمار، أو نحوهما من الحيوانات, فلهذا قال تعالى: [color=darkgreen]﴿ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾[/color][/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][b][color=darkgreen]﴿ كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ ﴾[/color] أي: مع هذا الوعظ والتذكير، لا تزالون مستمرين على التكذيب بالجزاء.[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][b]وأنتم لا بد أن تحاسبوا على ما عملتم، وقد أقام الله عليكم ملائكة كراما يكتبون أقوالكم وأفعالكم ويعلمون أفعالكم، ودخل في هذا أفعال القلوب، وأفعال الجوارح، فاللائق بكم أن تكرموهم وتجلوهم وتحترموهم.[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][b]ونحن لا ندري كيف يقع هذا كله , ولسنا بمكلفين أن نعرف كيفيته .[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][b]ويكفي أن يشعر القلب البشري أنه غير متروك سدى . وأن عليه حفظة كراما كاتبين يعلمون ما يفعله , ليرتعش ويستيقظ , ويتأدب , وهذا هو المقصود.[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][b]ولما كان جو السورة جو كرم وكرامة , فإنه يذكر من صفة الحافظين كونهم . .([color=darkgreen] كراما[/color] ). . ليستجيش في القلوب إحساس الخجل والتجمل بحضرة هؤلاء الكرام . فإن الإنسان ليحتشم ويستحيي وهو بمحضر الكرام من الناس أن يسف أو يتبذل في لفظ أو حركة أو تصرف . . فكيف به حين يشعر ويتصور أنه في كل لحظاته وفي كل حالاته في حضرة حفظة من الملائكة ( [color=darkgreen]كرام [/color]) لا يليق أن يطلعوا منه إلا على كل كريم من الخصال والفعال..[/b][/color][/size][/font]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[font=arial][size=5][color=black][b]إن القرآن ليستجيش في القلب البشري أرفع المشاعر بإقرار هذه الحقيقة فيه بهذا التصور الواقعي الحي القريب إلى الإدراك المألوف . . [/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][b]ولقد عرف الإنسان في الوقت الراهن تسجيل الصوت والصورة عبر الأقمار الصناعية , وأنظمة المراقبة الدقيقة التي تراقب الداخلين والخارجين في المطارات والفنادق والأبنية الهامة , وكل هذا لا يشكل إلا الحركات الخارجية للإنسان , ويمكن للإنسان أن يتجنب أجهزة المرقبة بالإبتعاد عنها , ولكن لا يستطيع أن يتوارى عن الرقابة الإلهية.[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][b]قال تعالى في سورة ق :[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=navy][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=navy][b]وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ[size=2] – 16[/size] إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ [size=2]– 17[/size] مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [size=2]– 18 [/size][/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=navy][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][b]*******[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][b]إن صور الفساد تستشري في المجتمعات التي تنحي الإيمان جانبا ولا تؤمن بالرقابة الإلهية ..[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][b]وإن الأمن والأمان يسود في المجتمعات المؤمنة , ويحضرني موقف عمر بن الخطاب وهو يتقدم بإستقالته لخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم , أبي بكر الصديق , وكان عمر بن الخطاب يشغل منصب القاضي ومر عام ولم يتقدم إليه أي شكوى أو مظلمة...[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][b]في ظل هذا المجتمع المؤمن يعرف كل إنسان ما له وما عليه ولا يظلم ولا ينطق الفحش أو الكذب لأنه يدرك مدى الرقابة التي تلازمه.[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][b]نحن في حاجة ماسة للتربية الإيمانية التي صنعت مثل هذه النماذج الحضارية التي تصون أمتها وتنهض بها..[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][b]*******[/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=black][b]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/b][/color][/size][/font][/center]

صابر عباس حسن 07-06-2011 01:55 AM

[center][b][size=5][font=arial][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الثلاثون[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](8)[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض آيات من سورة المطففين[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][/font][/b]
[b][font=arial][size=6][color=navy][u]العدل في المعاملات[/u][/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b] [/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ [size=2]– 1[/size] الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ [size=2]– 2[/size] وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ [size=2]– 3[/size] أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ [size=2]– 4[/size] لِيَوْمٍ عَظِيمٍ [size=2]– 5[/size] يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [size=2]- 6[/size][/color][/font][/size][/b][/center]
[color=darkgreen] [/color]
[center][b][size=5][font=arial][color=black]إن الإسلام ليس شعارات ترفع ثم يفعل الإنسان مايخالف المبادئ التي قام عليها من عدل وأخلاق وإحسان في كافة المعاملات وجميع مجالات الحياة.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=navy]قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من غشنا فليس منا[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]إن فساد المجتمع يأتي من عدم اليقين بالحساب يوم الدين. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ونلاحظ اليوم أن الكيل بمكيالين أصبح منتشرا حتي بين الدول ,[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][/font][/b]
[b][font=arial][size=6][color=navy][u]فكيف تتحقق العدالة , والموازين مختلة ؟[/u][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فلا تستقيم حياة البشر إلا في ظل العدل الذي قررته شريعة الإسلام , حيث الحق والعدل والمساواة...[/color][/font][/size][/b]

[size=5][color=black]******[/color][/size][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فسورة المطففين تفضح صنف من البشر يستغل حاجة الناس ,في التربح غير الشريف وكأنه ليس هناك حساب ولا عقاب يوم القيامة..[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فالسورة تتألف من أربعة مقاطع..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]يبدأ المقطع الأول منها بتهديد و بيان مصير المطففين: ويل للمطففين. الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون؛ وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون. ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم؟ يوم يقوم الناس لرب العالمين؟[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فشريعة الإسلام تنبذ الفساد بكل صوره.. وتنهى عن الغش و الإستغلال والخيانة... وقد رآينا ذلك واضحا في تلك السلسلة من أولها , [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ونورد على سبيل المثال هذا التهديد لمن يتعاملون بالربا الذي يدمر إقتصاديات الشعوب ...حيث توعد الله تعالى أكلي الربا إلا أن يتوبوا...[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=navy]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [size=2]– 278[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ [size=2]-279 البقرة[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فالمعاملات في الإسلام مبنية على الأمانة والصدق والإخلاص وهي أهداف العقيدة الصحيحة....[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=navy]ففي الحديث الشريف, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :[/color][/font][/size][/b][/center]
[color=navy] [/color]
[center][b][size=5][font=arial][color=black][color=navy]من حمل علينا السلاح فليس منا . ومن غشنا فليس منا[/color]..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][font=arial][size=2][color=black]الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 101[/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]خلاصة الدرجة: صحيح[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*****[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]ويتحدث المقطع الثاني في شدة وردع وزجر، وتهديد بالويل والهلاك , وبيان لسبب هذا العمى وعلة هذا الانطماس، وتصوير لجزائهم يوم القيامة، وعذابهم بالحجاب عن ربهم، كما حجبت الآثام في الأرض قلوبهم..[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkgreen]كلا. إن كتاب الفجار لفي سجين. ومآ أدراك ما سجين ؟ كتاب مرقوم . ويل يومئذ للمكذبين , الذين يكذبون بيوم الدين . وما يكذب به إلا كل معتد أثيم ، إذا تتلى عليه آياتنا قال: أساطير الأولين . كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون. ثم إنهم لصالوا الجحيم. ثم يقال: هـذا الذي كنتم به تكذبون ...[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*****[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]والمقطع الثالث يعرض الصفحة المقابلة. صفحة الأبرار. ورفعة مقامهم. والنعيم المقرر لهم. ونضرته التي تفيض على وجوههم. والرحيق الذي يشربون وهم على الأرائك ينظرون.. وهي صفحة ناعمة وضيئة...[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين . ومآ أدراك ما عليون , كتاب مرقوم، يشهده المقربون . إن الأبرار لفي نعيم ، على الأرآئك ينظرون ، تعرف في وجوههم نضرة النعيم ، يسقون من رحيق مختوم ، ختامه مسك - وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ـ ومزاجه من تسنيم . عيناً يشرب بها المقربون....[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وعلى هذا النعيم الأبدي يجب أن تكون المنافسة , قال تعالى : [color=navy]فاستبقوا الخيرات[/color][size=2]...سورة البقرة[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]أما التنافس على الدنيا فهي الهلاك...[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وكلنا يرى ما يحدث من فساد وخراب ودمار من أجل التنافس على الدنيا..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]بينما لو حدث التنافس على الخيرات لعم الرخاء والسعادة والتعاون والحب بين البشر... [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]هذا في الدنيا , أما في الأخرة فالنعيم الأبدي بلا حدود...[/color][/font][/size][/b][/center]


[center][b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]والمقطع الأخير يصف ما كان الأبرار يلاقونه في عالم الغرور الباطل من الفجار من إيذاء وسخرية وسوء أدب. ليضع في مقابله ما آل إليه أمر الأبرار وأمر الفجار في عالم الحقيقة الدائم الطويل...[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون، وإذا مروا بهم يتغامزون، وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين. وإذا رأوهم قالوا : إن هـؤلاء لضالون. ومآ أرسلوا عليهم حافظين. فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرآئك ينظرون. هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ؟[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 07-15-2011 08:39 PM

[center][color=black][size=5][font=arial][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b][/font][/size][/color][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الثلاثون[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](9)[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض آيات من سورة الإنشقاق[/color][/font][/size][/b]

[font=arial][size=6][color=navy][b][u]الكدح السمة المشتركة[/u][/b][/color][/size][/font]
[font=arial][size=6][color=navy][b][u]للإنسان في هذه الحياة[/u][/b][/color][/size][/font]
[size=5][/size]
[b][size=5][font=arial][color=darkgreen]يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ [size=2]– 6[/size] فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ [size=2]– 7[/size] فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً[size=2] – 8[/size] وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً [size=2]– 9[/size][/color][/font][/size][/b][/center]
[color=darkgreen] [/color]
[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ [size=2]– 10[/size] فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً [size=2]– 11[/size] وَيَصْلَى سَعِيراً [size=2]– 12[/size] إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً [size=2]– 13[/size] إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ [size=2]– 14[/size] بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً [size=2]– 15[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black][color=#006400]يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ .. [/color]الذي خلقه ربه بإحسان , والذي ميزه بهذه " الإنسانية " التي تفرده في هذا الكون بخصائص كان من شأنها أن يكون أعرف بربه، وأطوع لأمره من الأرض والسماء. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وقد نفخ فيه من روحه، وأودعه القدرة على الاتصال به، وتلقي قبس من نوره، والفرح باستقبال فيوضاته، والتطهر بها أو الارتفاع إلى غير ..وآفاق هذا الكمال عالية بعيدة . [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فهل بعد هذا التكريم لهذا الإنسان تكريم ؟؟[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=#006400]يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ [size=2]– 6[/size] [/color][/font][/size][/b] [/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]. يا أيها الإنسان إنك تقطع رحلة حياتك على الأرض كادحاً، تحمل عبئك، وتجهد جهدك، وتشق طريقك.. لتصل في النهاية إلى ربك. فإليه المرجع وإليه المآب. بعد الكد والكدح والجهاد..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=navy]يا أيها الإنسان.. إنك كادح حتى في متاعك.. فأنت لا تبلغه في هذه الأرض إلا بجهد وكد. إن لم يكن جهد بدن وكد عمل ، فهو جهد تفكير وكد مشاعر.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]الواجد والمحروم سواء . إنما يختلف نوع الكدح ولون العناء ، وحقيقة الكدح هي المستقرة في حياة الإنسان.. ثم النهاية في آخر المطاف إلى الله سواء.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=purple]يا أيها الإنسان.. إنك لا تجد الراحة في الأرض أبداً.[/color][/font][/size][/b][/center]
[color=purple] [/color]
[center][b][size=5][font=arial][color=purple]إنما الراحة هناك. لمن يقدم لها بالطاعة والاستسلام..[/color][/font][/size][/b][/center]
[color=purple] [/color]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]التعب واحد في الأرض والكدح واحد ـ وإن اختلف لونه وطعمه ـ أما العاقبة فمختلفة عندما تصل إلى ربك..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فإنسان إلى عناء دونه عناء الأرض. وإنسان إلى نعيم يمسح على آلام الأرض كأنه لم يكن كدح ولا كد..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=navy]يا أيها الإنسان.. الذي امتاز بخصائص " الإنسان ".. ألا فاختر لنفسك ما يليق بهذا الامتياز الذي خصك به الله، اختر لنفسك الراحة من الكدح عندما تلقاه.[/color][/font][/size][/b][/center]


[center][b][size=5][font=arial][color=black]يا أيها الإنسان إنك ساعٍ إلى الله, وعامل أعمالا من خير أو شر, ثم تلاقي الله يوم القيامة, فيجازيك بعملك بفضله أو عدله.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][font=arial][size=5][b]****** [/b][/size][/font]

[b][color=#006400][font=arial][size=5]فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ [/size][size=2]– 7[/size][size=5] فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً[/size][size=2] – 8[/size][size=5] وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً [/size][size=2]– 9[/size][/font][/color][/b]

[b][size=5][font=arial][color=black]فأما من أعطي صحيفة أعماله بيمينه, وهو مؤمن بربه, فسوف يحاسب حسابًا سهلا ويرجع إلى أهله في الجنة مسرورًا.[/color][/font][/size][/b][/center]


[center][b][size=5][font=arial][color=black]والذي يؤتى كتابه بيمينه هو السعيد، الذي آمن وأحسن، فرضي الله عنه وكتب له النجاة. وهو يحاسب حساباً يسيراً. فلا يناقش ولا يدقق معه في الحساب.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]والذي يصور ذلك هو الآثار الواردة عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم : من نوقش الحساب عذب ... قالت: قلت : أفليس قال الله تعالى: فسوف يحاسب حساباً يسيراً.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]قال: ليس ذلك بالحساب، ولكن ذلك العرض.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]من نوقش الحساب يوم القيامة عذب.[/color][/font][/size][/b][/center]
[size=2] [/size]
[center][b][font=arial][size=2][color=black]الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4939[/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]خلاصة الدرجة: [صحيح][/color][/size][/font][/b][/center]

[center][font=arial][size=5]******[/size] [/font]
[/center]
[b][size=5][font=arial][color=black][center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ [size=2]– 10[/size] فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً [size=2]– 11[/size] وَيَصْلَى سَعِيراً [size=2]– 12[/size] إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً [size=2]– 13[/size] إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ [size=2]– 14[/size] بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً [size=2]– 15[/size][/color][/font][/size][/b][/center]
[/color][/font][/size][/b][center][b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وأمَّا مَن أُعطي صحيفة أعماله من وراء ظهره, وهو الكافر بالله, فسوف يدعو بالهلاك والثبور, ويدخل النار مقاسيًا حرها. إنه كان في أهله في الدنيا مسرورًا مغرورًا, لا يفكر في العواقب, إنه ظنَّ أن لن يرجع إلى خالقه حيا للحساب. بلى سيعيده الله كما بدأه ويجازيه على أعماله, إن ربه كان به بصيرًا عليمًا بحاله من يوم خلقه إلى أن بعثه.[/color][/font][/size][/b][/center]


[center][b][size=5][font=arial][color=black]*****[/color][/font][/size][/b][/center]


[center][b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 07-26-2011 11:56 PM

[center][b][size=5][font=arial][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الثلاثون[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](10)[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض آيات من سورة البروج[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b] [/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ [size=2]– 1[/size] وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ[size=2] – 2[/size] وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ [size=2]– 3[/size] قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ [size=2]– 4[/size] النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ [size=2]– 5[/size] إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ [size=2]– 6[/size] وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ [size=2]– 7[/size] وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ [size=2]– 8[/size] الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [size=2]- 9[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b] [/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]إن حقيقة الإيمان تجعل من الإنسان نموذجا حيا من الأمانة والعدالة والأخلاق الرفيعة مثل الشهامة والكرم والعطف على الضعفاء والمرضى والمساكين ومساعدة كل من يلجأ إليه ..فالمؤمن من أمنه الناس والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][font=arial][size=6][color=navy]فهل بعد هذه الصورة المشرقة للإنسان توجد صورة مماثلة ..؟؟[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]إن المؤمن لا يعبد إلا الله الخالق الحق.. لا يطأطئ رأسه لمخلوق..لا يرضى بالفساد ولا يرضى بالظلم سواء من نفسه أو على نفسه.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فهل هذا يقلق الطغاة المتسلطين الفاسدين..؟؟ الذين يريدون من الناس عبيدا لهم وخدما لا يرفعون رؤساهم أبدا ولا تتكلم السنتهم بالمساواة والحرية والعدل.. فهذا يعتبر تمرد جزاءه الموت والحرق..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=navy]ورد في حديث الإسراء , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مررت ليلة أسري بي برائحة طيبة ، فقلت لجبريل ما هذه ( الرائحة الطيبة ) ؟ فقال ماشطة بنت فرعون ، كانت تمشطها ، فوقع المشط من يدها فقالت باسم الله ، فقالت ابنة فرعون : أبي ، قالت : ربي ، ورب أبيك ، قالت أقول له إذا ، قالت قولي له ، فقال فرعون لها : أولك رب غيري ؟ قالت : ربي وربك الله الذي في السماء -- فأحمي لها ( بنقرة من نحاس ) ، فألقى ولدها ، واحدا ، واحدا -- فكان آخرهم صبي ، فقال يا أماه اصبري فإنك على الحق..[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]الراوي: عبدالله بن عباس – حديث حسن[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=#006400]وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ [size=2]– 8[/size] الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [size=2]- 9[/size] [/color][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=arial][color=black]والموضوع المباشر الذي تتحدث عنه السورة هو حادث أصحاب الأخدود . . والموضوع هو أن فئة من المؤمنين السابقين على الإسلام - ابتلوا بأعداء لهم طغاة قساة , وأرادوهم على ترك عقيدتهم والارتداد عن دينهم , فأبوا وتمنعوا بعقيدتهم . فشق الطغاة لهم شقا في الأرض , وأوقدوا فيه النار , وكبوا فيه جماعة المؤمنين فماتوا حرقا , على مرأى من الجموع التي حشدها المتسلطون لتشهد مصرع الفئة المؤمنة بهذه الطريقة البشعة ...[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ [size=2]– 10[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkgreen]إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ [size=2]– 11[/size] [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]إن جرائم الطغاة لا تنتهي في هذه الدنيا ولا يسدل عليها ستائر النهاية, فهناك حساب عادل وميزان وقصاص في الأخرة...وقد يكون الإنتقام من الطغاة في الدنيا.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فهل يعتبر طغاة اليوم ويقدموا التوبة قبل يوم الحساب ؟ فإن الله تواب رحيم..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ [size=2]– 17[/size] فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ [size=2]- 18[/size][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]قد أتاك حديثهم ... وكيف فعل ربك بهم ؟ [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وهما حديثان مختلفان في طبيعتهما وفي نتائجهما . . فأما حديث فرعون , فقد أهلكه الله وجنده ونجى بني إسرائيل , ومكن لهم في الأرض فترة , ليحقق بهم قدرا من قدره , وإرادة من إرادته . [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وأما حديث ثمود فقد أهلكهم الله عن بكرة أبيهم وأنجى صالحا والقلة معه حيث لم يكن لهم بعد ذلك ملك ولا تمكين . إنما هي مجرد النجاة من القوم الفاسقين... [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وهما نموذجان لفعل الإرادة الإلهية , وتوجه المشيئة . يعرضها القرآن للقلة المؤمنة في مكة , ولكل جيل من أجيال المؤمنين...[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 08-15-2011 07:53 PM

[center][b][size=5][font=arial][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الثلاثون[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](11)[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض آيات من سورة الطارق[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][font=arial][size=6][color=navy][u]التدبر [/u][/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=6][color=navy][u]وتأثيره في المعاملات والنهوض بالأمم[/u][/color][/size][/font][/b][/center]
[size=6][color=navy][/color][/size]
[center][b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkgreen]وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ [size=2](1)[/size] وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ [size=2](2)[/size] النَّجْمُ الثَّاقِبُ [size=2](3)[/size] إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ [size=2](4)[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]*****[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][i]إن هنالك تدبيراً لهذا الكون الشاسع بنجومه وكواكبه وأقماره. وإن هنالك تقديراً لجميع الخلائق وقانونا تتحرك بمقتضاه . وإن هنالك ابتلاء. وإن هنالك تبعة. وإن هنالك حساباً وجزاء.[/i][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][i]وبذلك يسير المؤمن حياته فلا يطغى ولا يظلم ولا يفسد في الأرض...[/i][/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][font=arial][size=6][color=darkred]ونعيش مع بعض التأملات العلمية ...[/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]النجوم النيوترونية تزداد كتلتها عن كتلة الشمس .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فعندما يبدأ النجم بالانهيار على نفسه ينكمش بسرعة ويزيد الضغط على ذرات مواده فتتحطم الذرات ويتكون المائع الالكتروني ويزداد سمكه فيبقى عاجزا عن تحمل الضغط الناتج من ثقل النجم وجاذبيته وتكون النتيجة أن تسحق جاذبية النجم " المائع الألكتروني " كما سحقت من قبل قشرة الذرة ويستمر انهيار العملاق الأحمر على نفسه .. فتلتصق الالكترونات بالبروتينات ثم تتحد معها مكونة نيوترونات جديدة .[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]وتبدأ طبقات النجم وهي تنهار في التطلع إلى منقذ ينقذها من براثن هذا الوحش المسمى بقوة ثقل النجم والذي يسحق كل ما يجده أمامه وفي النهاية تتحد كل الالكترونات بالبروتينات فيصبح النجم عبارة عن نيوترونات منضغطة على بعضها بدون وجود أي فراغ فتصل كثافة النجم إلى رقم قياسي يصعب تصوره ويتقلص العملاق الأحمر إلى ما يسمى بالنجم النيوتروني في حجم كرة القدم يبلغ وزنها خمسين ألف بليون من الأطنان.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فإذا وضعت هذه الكرة على الأرض أو على أي جرم سماوي آخر فلن يتحمل سطحه هذا الوزن الهائل فتسقط الكرة خلال الأرض أو خلال الجرم السماوي تاركا وراءه ثقبا يتناسب مع حجمه..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والطارق هو جرم سماوي له صفتان .. وهما النجم والثاقب ولو قارنا بين تلك الخواص واي جرم سماوي لوجدنا أن النجم النيوتروني يستوفي هذه الخواص نجم و طارق و ثاقب .. له نبضات وطرقات منتظمة فالطارق يصدر طرقات منتظمة متقطعة تك .. تك .. تك تشابه تماما تلك البيبات التي نقلها لنا اللاسلكي والتي كان مصدرها النجم النيوتروني.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]وقد توصل العلماء إن النجم النيوتروني عند مولده له نبضات سريعة لسرعة دورانه وسرعة طاقته وان النجم النيوتروني العجوز له إشارات بطيئة على فترات أطول وذلك عندما تقل طاقته وتنقص سرعة دورانه ..[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فسبحان لله العظيم حين خص هذا النجم بالثاقب وأقسم به فمن عظمة القسم ندرك عظمة المقسوم به ....[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]المصدر ( موقع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة )[/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkgreen]فَلْيَنظُرْ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ [size=2](5)[/size] خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ [size=2](6)[/size] يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ [size=2](7)[/size] إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ [size=2](8)[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فلينظر الإنسان من أي شيء خلق وإلى أي شيء صار.. إنه خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب، ولقد كان هذا سراً مكنوناً في علم الله لا يعلمه البشر. حتى كان نصف القرن الأخير .[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]هذه الخلية الواحدة الملقحة لا تكاد ترى بالمجهر , هذه الخليقة التي لا قوام لها ولا عقل ولا قدرة ولا إرادة، تبدأ في الحال بمجرد استقرارها في الرحم في عملية بحث عن الغذاء . حيث تزودها اليد الحافظة بخاصية أكالة وبمجرد اطمئنانها على غذائها تبدأ في عملية جديدة. عملية انقسام مستمرة تنشأ عنها خلايا.. [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000080][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وتعرف هذه الخليقة التي لا قوام لها ولا عقل ولا قدرة ولا إرادة.. تعرف ماذا هي فاعلة وماذا هي تريد.. حيث تزودها اليد الحافظة بالهدى والمعرفة والقدرة والإرادة التي تعرف بها الطريق.. إنها مكلفة أن تخصص كل مجموعة من هذه الخلايا الجديدة لبناء ركن من أركان هذه العمارة الهائلة.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=purple]عمارة الجسم الإنساني.. فهذه المجموعة تنطلق لتنشئ الهيكل العظمي. وهذه المجموعة تنطلق لتنشئ الجهاز العضلي. وهذه المجموعة تنطلق لتنشئ الجهاز العصبي. وهذه المجموعة تنطلق لتنشئ الجهاز للمفاوي.. إلى آخر هذه الأركان الأساسية في العمارة الإنسانية. [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#800080][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ولكن العمل ليس بمثل هذه البساطة.. إن هنالك تخصصاً أدق. فكل عظم من العظام. وكل عضلة من العضلات. وكل عصب من الأعصاب.. لا يشبه الآخر. لأن العمارة دقيقة الصنع، عجيبة التكوين، متنوعة الوظائف.. ومن ثم تتعلم كل مجموعة من الخلايا المنطلقة لبناء ركن من العمارة، أن تتفرق طوائف متخصصة، تقوم كل طائفة منها بنوع معين من العمل في الركن المخصص لها من العمارة الكبيرة. [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkred]فالخلايا المكلفة أن تصنع العين تعرف أن العين ينبغي أن تكون في الوجه، ولا يجوز أبداً أن تكون في البطن أو القدم أو الذراع. مع أن كل موضع من هذه المواضع يمكن أن تنمو فيه عين. ولو أخذت الخلية الأولى المكلفة بصنع العين وزرعت في أي من هذه المواضع لصنعت عيناً هنالك! ولكنها هي بذاتها حين تنطلق لا تذهب إلا للمكان المخصص للعين في هذا الجهاز الإنساني المعقد..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فمن ترى قال لها: إن هذا الجهاز يحتاج إلى عين في هذا المكان دون سواه؟ إنه الله. إنه الحافظ الأعلى الذي يرعاها ويوجهها ويهديها إلى طريقها في المتاهة التي لا هادي فيها إلا الله تعالى ...[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy]وكل تلك الخلايا فرادى ومجتمعة تعمل في نطاق ترسمه لها مجموعة معينة من الوحدات كامنة فيها. هي وحدات الوراثة، الحافظة لسجل النوع ولخصائص الأجداد. فخلية العين وهي تنقسم وتتكاثر لكي تكوّن العين، تحاول أن تحافظ في أثناء العمل على شكل معين للعين وخصائص محددة تجعلها عين إنسان لا عين أي حيوان آخر.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000080][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإنسان لأجداده شكل معين للعين وخصائص معينة.. وأقل انحراف في تصميم هذه العين من ناحية الشكل أو ناحية الخصائص يحيد بها عن الخط المرسوم. فمن ذا الذي أودعها هذه القدرة ؟ وعلمها ذلك التعليم؟ وهي الخلية التي لا عقل لها ولا إدراك، ولا إرادة لها ولا قوة ؟ إنه الله تعالى . علمها ما يعجز الإنسان كله عن تصميمه لو وكل إليه تصميم عين أو جزء من عين . بينما خلية واحدة منه أو عدة خلايا ، تقوم بهذا العمل العظيم .[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فلينظر الإنسان المنكر للبعث مِمَّ خُلِقَ ؟ ليعلم أن إعادة خلق الإنسان ليست أصعب من خلقه أوّلا . إن الذي خلق الإنسان من هذا الماء لَقادر على رجعه إلى الحياة بعد الموت.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]*****[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy][i]وهكذا ندرك معنى التدبر في السماوات والأرض وفي النفس[/i][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=navy][i]هذا التدبر يرقى بالإنسان للوصول إلى اليقين الإيماني والتطور العلمي وبالتالي السعادة في الدنيا والنعيم الدائم في الأخرة.[/i][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkgreen]يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ [size=2](9)[/size] فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا نَاصِرٍ [size=2](10)[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=2][color=#006400][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]يوم تُخْتَبر السرائر فيما أخفته, ويُمَيَّز الصالح منها من الفاسد, فما للإنسان من قوة يدفع بها عن نفسه, وما له من ناصر يدفع عنه عذاب الله.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#006400][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkgreen]وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ [size=2](11)[/size] وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ [size=2](12)[/size] إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ [size=2](13)[/size] وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ [size=2](14)[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والقول الفصل هو الذي ينهي كل قول وكل جدل وكل شك وكل ريب.[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][/font][/b]
[b][font=arial][size=6][color=darkgreen]وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ[/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والرجع المطر ترجع به السماء مرة بعد مرة،[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]حيث تتبخر المياه من البحار ومن سطح الأرض بفعل حرارة الشمس[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]مكونة السحاب الذي سخره الله بحيث لا ينفلت من الأرض[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وينقى الماء ثم يعود مرة أخرى إلى ينابيع الأنهار[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]كما أن الرجع له وظيفة أخرى حيث تقوم طبقات السماء العليا للأرض بصد الأشعاعات الضارة التي تنبعث من الشمس وغيرها إلى الأرض .[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=indigo]والصدع النبت يشق الأرض وينبثق.. وهما يمثلان مشهداً للحياة في صورة من صورها. حياة النبات ونشأته الأولى: ماء يتدفق من السماء، ونبت ينبثق من الأرض.. أشبه شيء بالماء الدافق من الصلب والترائب؛ والجنين المنبثق من ظلمات الرحم. الحياة هي الحياة. والمشهد هو المشهد. والحركة هي الحركة.. نظام ثابت، يدل وحدانية الخالق. الذي لا يشبهه أحد لا في حقيقة الصنعة ولا في شكلها الظاهر[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=6][color=darkgreen]وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ[/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]يقول الدكتور زغلول النجار في التفسير العلمي للآية الكريمة[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فسبحان الذي وصف الأرض من قبل ألف وأربعمائة سنة بأنها ذات صدع ,[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]لأن الشبكة العملاقة من الصدوع أو الأودية التي تمزق الغلاف الصخري 150.65 كيلو مترا وتمتد لعشرات الألاف من الكيلو مترات لتحيط بالأرض إحاطة كاملة في كل الاتجاهات تتصل بعضها البعض , وكأنها صدع واحد .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فعبر هذه الصدوع العملاقة خرج كل من الغلافين المائي والغازي للأرض [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]*****[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 09-02-2011 03:56 AM

[center][b][size=5][font=arial][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الثلاثون[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](12)[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض آيات من سورة الأعلى[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000][/color][/size][/font][/b] [/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى [size=3]– 1[/size] الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى [size=3]– 2[/size] وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى [size=3]- 3[/size] وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى [size=3]- 4[/size] فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى [size=3]- 5[/size] سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى [size=3]- 6[/size] إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى [size=3]- 7[/size] [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#006400][/color][/size][/font][/b]
[color=darkgreen] [/color]
[b][font=arial][size=6][color=navy][i][u]معنى التسبيح في معاملات الإنسان[/u][/i][/color][/size][/font][/b]
[b][i][u][font=arial][size=6][color=#000080][/color][/size][/font][/u][/i][/b] [/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فالتسبيح هو التمجيد والتنزيه واستحضار معاني الصفات الحسنى لله , والحياة بين إشعاعاتها وفيوضاتها وإشراقاتها في القلب والشعور . وليست هي مجرد ترديد لفظ : سبحان الله . . . [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]قال تعالى في الحشر : الآيات 22 إلى 24 .[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkslateblue]هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]( [color=darkgreen]سبح اسم ربك الأعلى[/color] ). . يأمر تعالى بتسبيحه المتضمن لذكره وعبادته، والخضوع لجلاله، والاستكانة لعظمته، وأن يكون تسبيحا، يليق بعظمة الله تعالى ، بأن تذكر أسماؤه الحسنى العالية على كل اسم بمعناها الحسن العظيم ، فهو الرقيب سبحانه , فكل أفعال العباد تحت رقابته ..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وهو السميع سبحانه , فلا ينطق المؤمن إلا خيرا ..لعلمه أن الله تعالى يسمعه ويراه..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبجانب تذكر أسماء الله الحسنى نتذكر أفعاله التي منها أنه خلق المخلوقات فسواها ، أي : أتقنها وأحسن خلقها ، [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وأن تلتزم في جميع سلوكياتك ومعاملاتك مقتضى التسبيح والتنزيه ..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][font=arial][size=7][color=darkgreen]إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى ..[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فلا يصدر منك تصرف يخالف هذا اليقين , فهذا مقتضى التسبيح ..[/color][/font][/size][/b][b][size=5][font=arial][color=black]الإذعان لمنهج الله تعالى الذي أرسله للبشر ليسود السلام والأمن بينهم..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فالكون من حولنا يسير وفق قانون الله الذي وضعه له دون تمرد ..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فهذا الكون يسبح لله تعالى, وهذا هو المعنى الحقيقي للتسبيح المرادة من المؤمن .. فعليه تسير حياته وفق شرع الله دون تمرد . [/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=5][color=#000000]قال تعالى في سورة النور : [/color][/size][/font][/b][/center]

[center][color=navy][b][size=5][font=arial]أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ [size=2]– 41[/size] وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ [size=2]– 42[/size][/font][/size][/b][size=2] [/size][/color]


[b][size=5][font=arial][color=black]وفي الحديث الشريف : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [/color][color=darkred]كلمتان حبيبتان إلى الرحمن ، خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان : [/color][/font][/size][/b][/center]
[color=darkred] [/color]
[center][b][font=arial][size=6][color=darkred]سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم .[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][font=arial][size=2][color=black]الراوي: أبو هريرة المصدر: صحيح البخاري - [/color][/size][/font][/b]
[b][font=arial][size=2][color=black]حكم المحدث: صحيح[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 09-20-2011 12:38 AM

[color="black"][size="5"][font="arial"][b][center]بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الثلاثون
(13)
وبعض آيات من سورة الغاشية

سورة الغاشية تطوف بالقلب البشري في مجالين هائلين : مجال الآخرة وعالمها الواسع , ومشاهدها المؤثرة . ومجال الوجود العريض المكشوف للنظر , وآيات الله المبثوثة في خلائقه المعروضة للجميع .
ثم تذكرهم بعد هاتين الجولتين الهائلتين بحساب الآخرة , وسيطرة الله , وحتمية الرجوع إليه في نهاية المطاف .

*****

[color="navy"][size="6"][u]الوجوه الخاشعة الناصبة[/u][/size][/color]


[color="darkgreen"]هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ – 1 وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ – 2 عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ – 3 تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً – 4 تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ – 5 لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ – 6 لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ - 7 [/color]

( [color="darkgreen"]الغاشية[/color] ). . أي الداهية التي تغشى الناس وتغمرهم بأهوالها . وهو من الأسماء الجديدة الموحية التي وردت في هذا الجزء . . الطامة . . الصاخة . . الغاشية . . القارعة . . مما يناسب طبيعة هذا الجزء المعهودة ..

فحديث الغاشية هو حديث هذا القرآن العظيم . يذكر به وينذر ويبشر ; ويستجيش به في الضمائر الحساسية والخشية والتقوى والتوجس ; كما يثير به الرجاء والارتقاب والتطلع . ومن ثم يستحيي هذه الضمائر فلا تموت ولا تغفل وتسير جميع معاملاتها وفقا لذلك اليقين ..
[color="darkgreen"]وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ – 2 عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ – 3 تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً – 4
[/color]

إنه يعجل بمشهد العذاب قبل مشهد النعيم ; فهو أقرب إلى جو( [color="darkgreen"]الغاشية [/color])

فهناك يومئذ وجوه خاشعة ذليلة متعبة مرهقة ; عملت ونصبت فلم تحمد العمل ولم ترض العاقبة , ولم تجد إلا الوبال والخسارة , فزادت مضضا وإرهاقا وتعبا , فهي : ( [color="darkgreen"]عاملة ناصبة[/color] ) . . عملت لغير الله , ونصبت في غير سبيله . عملت لنفسها وأولادها . وتعبت لدنياها ولأطماعها . ثم وجدت عاقبة العمل والكد . وجدته في الدنيا شقوة لغير زاد . ووجدته في الآخرة سوادا يؤدي إلى العذاب . وهي تواجه النهاية مواجهة الذليل المرهق الخائب الرجاء ..
ومع هذا الذل والرهق العذاب والألم : ( [color="darkgreen"]تصلى نارا حامية [/color]) وتذوقها وتعانيها ..

فيجب على الإنسان العاقل أن يدرك أن الإتزان والإستقامة على الحق في جميع معاملاته سواء المتعلقة بالعقيدة أو السلوكيات مرهونة بتلك المدة من عمره على الأرض فلا يضيعها في العبث والظلم والفساد وجمع المال بالباطل وسلب حقوق الأخرين ... فإن ذلك يعرض الإنسان للتعب والمشقة في الدنيا والنصب والعذاب في الأخرة ...

*******

[color="navy"][size="6"][u]الوجوه الناعمة[/u][/size][/color]


[color="darkgreen"]وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ – 8 لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ – 9 فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ – 10 لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً – 11 فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ – 12 فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ – 13 وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ - 14 وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ – 15 وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ -
16
[/color]
وعلى الجانب الآخر:

[color="darkgreen"]وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ – 8 لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ – 9 فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ – 10[/color]

فهنا وجوه يبدو فيها النعيم . ويفيض منها الرضى . وجوه تنعم بما تجد , وتحمد ما عملت . فوجدت عقباه خيرا , وتستمتع بهذا الشعور الروحي الرفيع . شعور الرضى عن عملها حين ترى رضى الله عنها . وليس أروح للقلب من أن يطمئن إلى الخير ويرضى عاقبته , ثم يراها ممثلة في رضى الله الكريم . وفي النعيم . ومن ثم يقدم القرآن العظيم هذا اللون من السعادة على ما في الجنة من رخاء ومتاع , ثم يصف الجنة ومناعمها المتاحة لهؤلاء السعداء ...

[color="darkgreen"] لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً – 11 [/color]

ويطلق هذا التعبير جوا من السكون والهدوء والسلام والاطمئنان والود والرضى والنجاء والسمر بين الأحباء والأوداء , والتنزه والارتفاع عن كل كلمة لاغية , لا خير فيها ولا عافية . . وهذه وحدها نعيم . وهذه وحدها سعادة . سعادة تتبين حين يستحضر الحس هذه الحياة الدنيا , وما فيها من لغو وجدل وصراع وزحام ولجاج وخصام وقرقعة وفرقعة . وضجة وصخب , وهرج ومرج .

ثم يستسلم بعد ذلك لتصور الهدوء الآمن والسلام الساكن في العبارة الموحية : ( لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً ) وتوحي هذه اللمسة بأن حياة المؤمنين في الأرض وهم ينأون عن الجدل واللغو , هي طرف من حياة الجنة , يتهيأون بها لذلك النعيم الكريم ...

وهكذا يقدم الله تعالى من صفة الجنة هذا المعنى الرفيع الكريم الوضيء . ثم تجيء المناعم التي تشبع الحس والحواس . تجيء في الصورة التي يملك البشر تصورها . وهي في الجنة مكيفة وفق ما ترتقي إليه نفوس أهل الجنة . مما لا يعرفه إلا من يذوقه ...

******

والى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
[/center][/b][/font][/size][/color]

صابر عباس حسن 09-24-2011 01:53 AM

[center][b][size=5][font=arial][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]مع الجزء الثلاثون[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black](14)[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وبعض آيات من سورة الغاشية[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=navy][i]تحدثنا في اللقاء السابق عن مجال الآخرة وعالمها الواسع , ومشاهدها المؤثرة .[/i][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ونعرض اليوم إن شاء الله تعالى لمجال الوجود العريض المكشوف للنظر , وآيات الله المبثوثة في خلائقه المعروضة للجميع . وتأثيرها على جميع معاملات الإنسان .. فإنسان العاقل الذي يعتبر بما يدور حوله .[/color][/font][/size][/b]
[b][font=arial][size=6][color=navy]فالكون من حولنا طائع لمن خلقه .[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ [size=3]-17[/size] وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ [size=3]-18[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkgreen]وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ [size=3]–19[/size] وَإِلَى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ [size=3]-20[/size][/color][/font][/size][/b][/center]
[color=darkgreen] [/color]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]هذه دعوة للتأمل في آيات الله الكونية .[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]إن هذه المشاهد معروضة لنظر الإنسان حيثما كان . . السماء والأرض والجبال والحيوان . . وأيا كان حظ الإنسان من العلم والحضارة فهذه المشاهد داخلة في عالمه وإدراكه . موحية له بما وراءها حين يوجه نظره وقلبه إلى دلالتها.. [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][font=arial][size=6][color=darkgreen]أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فلننظر إلى الإبل كيف سخرها ربنا لنا , بهذا الحجم الهائل يسوقها غلام صغير ,ولولا تسخير الله لها , ما كنا نستطيع أن نستفيد بها ..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]بينما هناك مخلوقات صغيرة جدا ولكن ليست مسيسة بشكل مباشر لك وقد تتسبب في هلاكك مثل الجراثيم والحشرات والعقارب والثعابين إلى آخر تلك المخلوقات.. وقد يستفيد الإنسان من تلك المخلوقات بإستخراج سمومها واستخدامها في الترياق وبعض الأدوية ..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]والإشارة إلى الإبل هنا تدلك على أهميتها بالنسبة للإنسان , حيث كانت في الماضي من أهم وسائل المواصلات وخاصة في الصحراء , وكان العرب يسمونها سفينة الصحراء , فإن لها بكل قدم خف كبير بحيث لا تغوص أقدامها في الرمال , وتستطيع الأبل تخزين كميات هائلة من المياه داخل بطونها تستعين بها في السفر الطويل..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]وهي على عظم نفعها وخدمتها قليلة التكاليف . مرعاها ميسر , وكلفتها ضئيلة , وهي أصبر الحيوان المستأنس على الجوع والعطش والكدح وسوء الأحوال..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][font=arial][size=6][color=darkgreen]وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فالمتأمل في السماء يدرك عظمة الخالق, لهذا الكون العظيم , من مجرات ونجوم وكواكب وأقمار .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]السماء بنهارها الواضح الباهر الجاهر . والسماء بأصيلها الفاتن الرائق الساحر . والسماء بغروبها البديع الفريد الموحي . والسماء بليلها المترامي ونجومها المتلألئة . والسماء بشروقها الجميل الحي السافر ..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فالنجوم والكواكب والأقمار كلها تسير في مدارات وضعت لها ,[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فالقانون الآلهي مطاع من تلكم الأجرام السماوية الهائلة..[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ولو إنحرفت النجوم عن هذه المسارت وعن هذا القانون الآلهي لهلكت وأهلكت الكواكب التابعة لها.. ولم أستطع أن أعبر عن مدى الدمار الذي يحدث إن انحرفت .. [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]ونتعلم من ذلك أن شريعة الله تعالى هي الضمانة لسلامة الإنسان . كما أن قانون الله في الكون ضمان لسائر النجوم والكواكب والأقمار.[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][font=arial][size=6][color=darkgreen]وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وعلى الأرض نرى هذه الجبال الشامخة , وكيف نصبت على هذه الهيئة التي تحفظ توازن الأرض بإذن الله تعالى . [/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]*****[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][font=arial][size=6][color=darkgreen]وَإِلَى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ[/color][/size][/font][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]والمتأمل والدارس لكوكب الأرض يرى عجائب صنع الله ,[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]فباطن الأرض منصهر هائل الإرتفاع في الحرارة , تعبر عنه البراكين والحمم...[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فكلنا رأينا ما يخرج من البراكين من نيران ومنصهرات تذيب ما تقع [/color][/font][/size][/b][b][size=5][font=arial][color=black]عليه في لحظات , ومع هذا الجحيم في باطن الأرض نرى سطح الكرة الأرضية أمنا معبد للإنسان.. , به الأودية والأنهار والبحار والزروع وجميع الأحياء , رغم أن باطن الأرض منصهر ..[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]فكيف سطحت هذه الأرض بهذه الكيفية الأمنة ؟ , والجواب .. قدرة الله العظيم ...[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=black]بهذا التأمل فتح المسلمون العالم ووضعوا مبادئ العلوم الحديثة التي نراها الأن.. وبهذا التأمل يعود مجد الأمة إلى عهده إن شاء الله تعالى..[/color][/font][/size][/b][/center]

[b][size=5][font=arial][color=black]
[center][b][size=5][font=arial][color=darkgreen]أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ [size=3]-17[/size] وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ [size=3]-18[/size][/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=darkgreen]وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ [size=3]–19[/size] وَإِلَى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ [size=3]-20[/size][/color][/font][/size][/b]
[/color][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=arial][color=black]*******[/color][/font][/size][/b][/center]

[center][b][size=5][font=arial][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/font][/size][/b][/center]

صابر عباس حسن 09-30-2011 10:41 PM

[color="black"][size="5"][font="arial"][b][center]
بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الثلاثون
(15)
وبعض آيات من سورة الفجر

[size="6"][size="6"][i][color="navy"]مصير الأمم الطاغية[/color][/i][/size][/size]


[color="darkgreen"]أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ – 6 إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ – 7 الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ – 8 وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ – 9 وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ – 10 الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ – 11 فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ – 12 فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ – 13 إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ – 14 [/color]

******

[color="navy"][size="6"][u]عاد الأولى[/u][/size][/color]

وقد جمع الله في هذه الآيات القصار مصارع أقوى الجبارين الذين عرفهم التاريخ القديم . . مصرع : " عاد إرم " وهي عاد الأولى . وقيل : إنها من العرب العاربة أو البادية . وكان مسكنهم بالأحقاف وهي كثبان الرمال . في جنوبي الجزيرة بين حضرموت واليمن .
وقد وصفوا في القرآن بالقوة والبطش ، فقد كانت قبيلة عاد هي أقوى قبيلة في وقتها وأميزها : " التي لم يخلق مثلها في البلاد " في ذلك الأوان . .

وإضافة الفعل إلى " ربك " فيها للمؤمن طمأنينة وأنس وراحة . وبخاصة أولئك الذين كانوا في مكة يعانون طغيان الطغاة ، وعسف الجبارين من المشركين ، الواقفين للدعوة وأهلها بالمرصاد .

*******

[color="navy"][size="6"][u]ثمود[/u][/size][/color]

[color="darkgreen"]وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ..[/color]

وكانت ثمود تسكن بالحجر في شمال الجزيرة العربية بين المدينة والشام . وقد قطعت الصخر وشيدته قصورا ؛ كما نحتت في الجبال ملاجئ ومغارات . .

*******

[color="navy"][size="6"][u]الفراعنة[/u][/size][/color]

[color="darkgreen"]وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ – 10 الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ – 11
فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ – 12 [/color]

[color="darkgreen"]( وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ).[/color] . وهي على الأرجح الأهرامات التي تشبه الأوتاد الثابتة في الأرض المتينة البنيان . وفرعون المشار إليه هنا هو فرعون موسى الطاغية الجبار .

هؤلاء هم [color="darkgreen"]( الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ – 11 فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ – 12 )[/color] . .

وليس وراء الطغيان إلا الفساد . فالطغيان يفسد الطاغية ، ويفسد الذين يقع عليهم الطغيان سواء . كما يفسد العلاقات والارتباطات في كل جوانب الحياة . ويحول الحياة عن خطها السليم النظيف ، المعمر الباني ، إلى خط آخر لا تستقيم معه خلافة الإنسان في الأرض بحال . .

إنه يجعل الطاغية أسير هواه ، لأنه لا يفيء إلى ميزان ثابت ، ولا يقف عند حد ظاهر ، فيفسد هو أول من يفسد ؛ ويتخذ له مكانا في الأرض غير مكان العبد المستخلف.
هكذا قال فرعون . . " أنا ربكم الأعلى " عندما أفسده طغيانه ، فتجاوز به مكان العبد المخلوق ، وتطاول به إلى هذا الادعاء المقبوح ، وهو فساد أي فساد .

ثم هو يجعل الجماهير أرقاء أذلاء ، مع السخط الدفين والحقد الكظيم ، فتتعطل فيهم مشاعر الكرامة الإنسانية ، وملكات الابتكار المتحررة التي لا تنمو في غير جو الحرية .

وبذلك تنشأ الشعوب المتخلفة أو شعوب العالم الثالث. وهذه الشعوب لا تنظر إلى تطور أو إلى حضارة إلا إذا تحررت من الفساد والاستبداد وعرفت معنى الحرية الحقيقي واحترام الإنسان أيا كان موقعه, فالإنسان كرمه الله تعالى وأسجد له الملائكة وسخر له ما في السماوات والأرض.

والطغيان يحطم الموازين والقيم والتصورات المستقيمة. التي أتت في شريعة الله تعالى لتنقذ البشرية من التخلف والفقر..

والطغاة واهمون إذا ظنوا أنهم غير محاسبون سواء في الدنيا أو الأخرة.

فلما أكثروا في الأرض الفساد ، كان العلاج هو تطهير وجه الأرض منهم ...

[color="darkgreen"]فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ – 13 إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ – 14 [/color]

فربك راصد لهم ومسجل لأعمالهم . فلما أن كثر الفساد وزاد صب عليهم سوط عذاب ، وهو تعبير يوحي بلذع العذاب حين يذكر السوط ، وبفيضه وغمره حين يذكر الصب . حيث يجتمع الألم اللاذع والغمرة الطاغية ، على الطغاة الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد .

ومن وراء المصارع كلها تفيض الطمأنينة على القلب المؤمن وهو يواجه الطغيان في أي زمان وأي مكان .

فمهما طال الليل لابد من فجر يطل بالأمل والنور والحرية.
وسميت هذه السورة بالفجر للدلالة على أهميته للإنسان المؤمن المتطلع للحرية والعدل والحضارة القائمة على حقوق الإنسان وصيانة كرامته التي كفلها الله تعالى لبني أدم.

ومن قوله تعالى : [color="darkgreen"]( إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ) [/color]تفيض طمأنينة خاصة . فليطمئن بال المؤمن ، ولينم ملء جفونه . فإن ربه بالمرصاد . . للطغيان والشر والفساد ...
[color="darkgreen"]( إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ )[/color]. يرى ويحسب ويحاسب ويجازي ، وفق ميزان دقيق لا يخطئ ولا يظلم ولا يأخذ بظواهر الأمور لكن بحقائق الأشياء . .

[color="navy"]وفي الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله ليملي للظالم ، حتى إذا أخذه لم يفلته . قال : ثم قرأ : ( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ – 102 هود )..[/color]
[size="3"]الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4686
خلاصة حكم المحدث: [صحيح][/size]


******

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
[/center][/b][/font][/size][/color]

صابر عباس حسن 10-03-2011 07:25 PM

[color="black"][size="5"][font="arial"][b][center]
بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الثلاثون
(16)
وبعض آيات من سورة الفجر

[color="navy"][i]تحدثنا في اللقاء السابق عن مصارع الأمم الطاغية وبزوغ فجر الحرية.

فمهما طال الليل لابد من فجر يطل بالأمل والنور والحرية.
وسميت هذه السورة بالفجر للدلالة على أهميته للإنسان المؤمن المتطلع للحرية والعدل والحضارة القائمة على حقوق الإنسان وصيانة كرامته التي كفلها الله تعالى لبني أدم.[/i][/color]

وجدير بالذكر أن نتحدث عن أهمية أوقات الصلاة وتأثيرها الإيجابي في ضبط مواعيد حركات الإنسان في حياته سواء منها العملية أو التعبدية أو الراحة والاستجمام..

ويبدأ اليوم في المجتمع الإسلامي بعد صلاة الفجر أي قبل طلوع الشمس بقليل وهكذا يستفيد الإنسان بضوء النهار من أوله وبذلك يحدث توفير في الطاقة الكهربية التي تعود بالنفع على الإنسان في مجالاته الأخرى..
نهيك عن البركة في البكور..

ففي الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

[size="7"][color="indigo"]بورك لأمتي في بكورها...[/color][/size]

[size="3"]الراوي: عبدالله بن عمر و أبو هريرة
المصدر: صحيح الجامع - الألباني [/size]

ولو نظرنا لكثير من الدول المتقدمة ماديا تجدها تبدأ عملها مبكرا جدا قبل شروق الشمس . . . بينما تجد الدول المتخلفة يبدأ عملها عند الظهر حيث قد ضاع الوقت من جراء السهر على اللهو الفارغ... وهكذا ضاع الرزق وضاعت الصحة في المخالفة لتعاليم الإسلام . . .

قال تعالى في سورة مريم : [color="darkslateblue"]فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا – 59 إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا – 60 [/color]

وقد لقيت المجتمعات التي أضاعت الصلاة ذلك الغي ...سواء بضيق الرزق أو تسلط المستبدين عليهم أو تفشي الفساد وسوء الأخلاق..

فتتحقق الحياة الكريمة في الحفاظ على جميع تعاليم الإسلام . . .
قال تعالى في سورة الحج :
[color="darkslateblue"]الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ – 41
[/color]
إذا حرص الناس على تلكم المبادئ لا يستطيع طاغية مهما بلغ من طغيانه أن يستعبدهم أو ينشر الفساد والتخلف بينهم ..


[color="darkgreen"]وَالْفَجْرِ – 1 وَلَيَالٍ عَشْرٍ – 2 وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ – 3 وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ – 4 هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ – 4 [/color]

([color="darkgreen"] وَالْفَجْرِ [/color]) قسم يدل على أهميته ، الذي هو آخر الليل ومقدمة النهار، لما في إدبار الليل وإقبال النهار، من الآيات الدالة على كمال قدرة الله تعالى ، وأنه وحده المدبر لجميع الأمور، الذي لا تنبغي العبادة إلا له ، ويقع في الفجر صلاة فاضلة معظمة .
( [color="darkgreen"]وَلَيَالٍ عَشْرٍ [/color]) وهي على الصحيح: ليالي عشر رمضان، أو عشر ذي الحجة ، فإنها ليال مشتملة على أيام فاضلة ، ويقع فيها من العبادات والقربات ما لا يقع في غيرها.
وفي ليالي عشر رمضان ليلة القدر ، التي هي خير من ألف شهر، وفي نهارها، صيام آخر رمضان الذي هو ركن من أركان الإسلام.
وفي أيام عشر ذي الحجة، الوقوف بعرفة، الذي يغفر الله فيه لعباده مغفرة يحزن لها الشيطان ، فما رئي الشيطان أحقر ولا أدحر منه في يوم عرفة، لما يرى من تنزل الأملاك والرحمة من الله لعباده ، ويقع في الليالي العشر كثير من أفعال الحج والعمرة ، وهذه أشياء معظمة، مستحقة لأن يقسم الله بها.
﴿ [color="darkgreen"]وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ [/color]﴾ أي: وقت سريانه وإرخائه ظلامه على العباد، فيسكنون ويستريحون ويطمئنون، رحمة منه تعالى وحكمة.
﴿ [color="darkgreen"]هَلْ فِي ذَلِكَ [/color]﴾ المذكور ﴿ [color="darkgreen"]قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ [/color]﴾ أي : لذي عقل ؟ نعم، بعض ذلك يكفي، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

*******

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
[/center][/b][/font][/size][/color]

صابر عباس حسن 10-08-2011 12:10 AM

[color="black"][size="5"][font="arial"][b][center]
بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الثلاثون
(17)
وبعض آيات من سورة الفجر

تحدثنا في اللقاء السابق عن أهمية أوقات الصلاة وتأثيرها الإيجابي في ضبط مواعيد حركات الإنسان في حياته سواء منها العملية أو التعبدية أو الراحة والاستجمام..

وتحدثنا عن أهمية البكور

ففي الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[size="6"]بورك لأمتي في بكورها...[/size]

[size="2"]الراوي: عبدالله بن عمر و أبو هريرة
المصدر: صحيح الجامع - الألباني [/size]

******

وبعون الله تعالى نتحدث عن التوازن الإجتماعي في المجتمع بين الأغنياء والفقراء , وكفالة الأيتام ..ومساعدة المساكين على الحياة..

[color="darkgreen"]فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ – 15 وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِي - 16 كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ – 17 وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ – 18 وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا – 19 وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا – 20 [/color]

يخبر تعالى عن طبيعة الإنسان من حيث أنه لا علم له بالعواقب .
وهو في كلتا الحالتين مخطئ في التصور ومخطئ في التقدير .
فبسط الرزق أو قبضه ابتلاء من الله لعبده . ليظهر منه الشكر على النعمة أو البطر . ويظهر منه الصبر على المحنة أو الضجر . والجزاء على ما يظهر منه بعد . وليس ما أعطي من عرض الدنيا أو منع هو الجزاء . .

[color="red"][size="6"]وقيمة العبد عند الله لا تتعلق بما عنده من عرض الدنيا .[/size][/color]

[size="6"][color="navy"] ورضى الله أو سخطه لا يستدل عليه بالمنح والمنع في هذه الأرض . [/color][/size]

فهو يعطي الصالح والطالح ، ويمنع الصالح والطالح . ولكن ما وراء هذا وذلك هو الذي عليه المعول . إنه يعطي ليبتلي ويمنع ليبتلي . والمعول عليه هو نتيجة الابتلاء...
غير أن الإنسان - حين يخلو قلبه من الإيمان - لا يدرك حكمة المنع والعطاء .

وفي الحديث القدسي :

[size="6"][color="navy"] يقول رب العزة : ابن آدم عندك ما يكفيك، و أنت تطلب ما يطغيك، ابن آدم لا بقليل تقنع، و لا بكثير تشبع . ابن آدم إذا أصبحت معافى في جسدك، آمنا في سربك، عندك قوت يومك، فعلى الدنيا العفاء..[/color][/size]
[size="2"]الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة حكم المحدث: صحيح المصدر: الجامع الصغير [/size]

والإنسان البعيد عن الإيمان ينظر إلى المال والجاه بأنهما كل شئ وليس وراءهما مقياس ... ومن ثم فإن تكالبهم على المال عظيما ، وحبهم له حبا طاغيا ، مما يورثهم شراهة وطمعا . كما يورثهم حرصا وشحا ...

ومن ثم يكشف الله تعالى لهم عن ذوات صدورهم في هذا المجال ، ويقرر أن هذا الشره والشح هما علة خطئهم في إدراك معنى الابتلاء من وراء البسط والقبض في الأرزاق ...

[color="darkgreen"]كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ – 17 وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ – 18 وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا – 19 وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا – 20
[/color]
كلا ليس الأمر كما يقول الإنسان الخاوي من الإيمان . ليس بسط الرزق دليلا على الكرامة عند الله . وليس تضييق الرزق دليلا على المهانة والإهمال .

إنما الأمر أنكم لا تنهضون بحق العطاء ، ولا توفون بحق المال . فأنتم لا تكرمون اليتيم الصغير الذي فقد حاميه وكافله حين فقد أباه ، ولا تحاضون فيما بينكم على إطعام المسكين . الساكن الذي لا يتعرض للسؤال وهو محتاج ...

وقد اعتبر عدم التحاض والتواصي على إطعام المسكين قبيحا مستنكرا . كما يوحي بضرورة التكافل في الجماعة في التوجيه إلى الواجب وإلى الخير العام . وهذه سمة الإسلام ....
. . إنكم لا تدركون معنى الابتلاء . فلا تحاولون النجاح فيه ، بإكرام اليتيم والتواصي على إطعام المسكين ، بل أنتم - على العكس - تأكلون الميراث أكلا شرها جشعا ؛ وتحبون المال حبا كثيرا طاغيا ، لا يستبقي في نفوسكم أريحية ولا مكرمة مع المحتاجين إلى الإكرام والطعام ...

[color="navy"]وقد ورد في الحديث الشريف , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا . وأشار بالسبابة والوسطى ، وفرج بينهما شيئا..[/color]
[size="2"]الراوي: سهل بن سعد الساعدي - رواه : البخاري
خلاصة حكم المحدث: صحيح[/size]

هل أدركنا حقيقة الإيمان ؟ بأنه سلوك ينظم حياة الإنسان , سواءا الغني أو الفقير . وأن الحكمة في توزيع الثروة على أهل الأرض إنما هو ابتلاء واختبار , فإن الجميع متساون في الحياة والموت ولن يأخذ إنسان ماله إلى قبره.. بل الحساب على مصدر المال وعلى طريقة إنفاقه..

[color="navy"]وقد ورد في الحديث الشريف , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه ، حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيم أفناه ؟ و عن شبابه فيم أبلاه ؟ و عن ماله من أين اكتسبه و فيم أنفقه ؟ و ماذا عمل فيما علم ؟[/color]
[size="2"]الراوي: عبدالله بن مسعود
: الألباني - المصدر: صحيح الجامع
خلاصة حكم المحدث: حسن[/size]

*******

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
[/center][/b][/font][/size][/color]

صابر عباس حسن 10-14-2011 11:40 PM

[font=arial][b][center]
[size=5][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/size]

[size=5][color=black]مع الجزء الثلاثون[/color][/size]
[size=5][color=black](18)[/color][/size]
[size=5][color=black]وبعض آيات من سورة البلد[/color][/size]

[size=6][color=#000080][u]الهمة والنهوض بالأمة[/u][/color][/size]

[size=7][color=#006400]فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ[/color][/size]

[size=5][color=black]فقد سعد وفاز من بذل جهده في تحصيل الحسنات من أعمال الخير , وقد خاب وخسر من بذل الجهد في المعاصي وتحصيل السيئات فقد تعب في الدنيا و الأخرة . [/color][/size]
[size=5][color=black]وقد أمد الله تعالى الإنسان بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى منها نعمة العقل والإدراك والأختيار بين البديلات ونعمة السمع ونعمة البصر ونعمة النطق ,[/color][/size]
[size=5][color=black]وطلب منا أن ننهض بإقتحام العقبة التي تحول بين الحضارة البشرية وكرامة الأنسان , فلا حضارة في ظل إستعباد البشر للبشر, ولا حضارة في ظل الفقر والفساد .[/color][/size]
[size=5][color=black]فكان يجب تحرير العبيد أولا , كما يجب القضاء على الفقر بمبدأ التكافل الأجتماعي برعاية الأيتام وكفالة المساكين والفقراء ,[/color][/size]
[size=5][color=black]ثم التواصي بالصبر والتواصي بالمرحمة وهي إشاعة الشعور بواجب التراحم بين أفراد الأمة.[/color][/size]
[size=5][color=black]كل هذه المعاني العظيمة التي تسطر في مجلدات أتت بها سورة البلد في أيات معدودة غاية الإعجاز.[/color][/size]
[size=5][color=black]فتعالوا نقتبس من أنوارها بعض المعاني نهتدي بها في معاملاتنا وأخلاقنا.[/color][/size]
[size=5]
[/size][size=5][color=black]****[/color][/size]
[size=5]
[/size][color=#006400][size=5]لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ [/size][size=2](1)[/size][size=5] وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ [/size][size=2](2)[/size][size=5] وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ [/size][size=2](3)[/size][size=5] [/size]
[size=5]لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ [/size][size=2](4)[/size][size=5] أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ [/size][size=2](5)[/size][size=5] يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً [/size][size=2](6)[/size][size=5] أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ [/size][size=2](7)[/size][size=5] أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ [/size][size=2](8)[/size][size=5] وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ [/size][size=2](9)[/size][size=5] وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ [/size][size=2](10)[/size][size=5] [/size]
[size=5]فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ [/size][size=2](11)[/size][size=5] وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ [/size][size=2](12)[/size][size=5] فَكُّ رَقَبَةٍ [/size][size=2](13)[/size][size=5] [/size]
[size=5]أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ [/size][size=2](14)[/size][size=5] يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ [/size][size=2](15)[/size][size=5] أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ [/size][size=2](16)[/size]
[size=5]ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ [/size][size=2](17)[/size][size=5] أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ [/size][size=2](18)[/size][size=5] وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ [/size][size=2](19)[/size][size=5] عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ [/size][size=2](20)[/size][/color]
[size=5]
[/size][size=5][color=black]******[/color][/size]
[/center]
[/b][b][center][color=#006400][size=5]لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ [/size][size=2](1)[/size][size=5] وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ [/size][size=2](2)[/size][/color]
[color=#006400][size=2]
[/size][/color][/center]
[/b][b][center][size=5][color=black]والبلد هو مكة. بيت الله الحرام. أول بيت وضع للناس في الأرض. ليكون مثابة لهم وأمناً. يضعون عنده سلاحهم وخصوماتهم وعداواتهم، ويلتقون فيه مسالمين، حراماً بعضهم على بعض، كما أن البيت وشجره وطيره وكل حي فيه حرام. ثم هو بيت إبراهيم والد إسماعيل أبي العرب والمسلمين أجمعين. رزقنا الله حجه هذا العام وكل عام..[/color][/size]
[size=5][color=black]وحين يقسم الله ـ سبحانه ـ بالبلد والمقيم به، فإنه يخلع عليه عظمة وحرمة فوق حرمته، فيبدو موقف المشركين الذين يدعون أنهم سدنة البيت وأبناء إسماعيل وعلى ملة إبراهيم، موقفاً منكراً قبيحاً من جميع الوجوه.[/color][/size]
[size=5]
[/size][/center]
[/b][b][center][color=#006400][size=5]وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ [/size][size=2](3)[/size][size=5] [/size][/color][/center]
[/b][b][center][size=5]
[/size][size=5][color=black]إشارة خاصة إلى إبراهيم، أو إلى إسماعيل ـ عليهما السلام ـ وإضافة هذا إلى القسم بالبلد والنبي المقيم به، وبانيه الأول وما ولد.. وإن كان هذا الاعتبار لا ينفي أن يكون المقصود هو: والد وما ولد إطلاقاً. وأن تكون هذه إشارة إلى طبيعة النشأة الإنسانية، واعتمادها على التوالد. منذ أبو البشر أدم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.[/color][/size]
[size=5]
[/size][/center]
[/b][b][center][color=#006400][size=5]لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ [/size][size=2](4)[/size][/color][/center]
[/b][b][center][size=5]
[/size][size=5][color=black]والكبد هو بذل الجهد في تحصيل غاية معينة , فلن تبلغ الغاية بالأماني الكاذبة .[/color][/size]
[size=5]
[/size][size=5][color=black]قال تعالى :[/color][/size][color=#000080][size=5] لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا [/size][size=2]-123 النساء[/size][/color]
[size=2]
[/size][size=5][color=black]والمؤمن يبذل جهده في وجوه الخير طيلة العمر حتى يلاقي ربه مخلصا من كل شوائب الشرك , فالغاية عنده هي رضى الله تعالى , حيث النعيم الأبدي.[/color][/size]
[size=5][color=black]أما غير المؤمن يبذل جهده في هذه الدنيا لغايات عديدة منها صالحة وغير صالحة , فيحصل على نتائج ما يريد في الدنيا ولا نصيب له في الأخرة إلا الشقاء . فقد شقي في الدنيا والأخرة .[/color][/size]
[size=5]
[/size][size=5][color=black]قال تعالى : [/color][/size][color=#000080][size=5]كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا [/size][size=2]– 20 الإسراء[/size][/color]
[size=5]
[/size][size=5][color=black]فإن عطاء الله الكريم الواهب لجميع النعم تشمل جميع الخلق .[/color][/size]
[size=5][color=black] فمن بذل جهده في التصنيع سوف يجني ثمار ذلك تقدما وحضارة , ومن بذل جهده في العمران وتخطيط المدن وتوسعة الطرق التي هي بمثابة شرايين الحياة في المدن , سوف يحقق رخاءا وتنمية تعود عليه وعلى أولاده . [/color][/size]
[size=5][color=black]أما من ترك بذل الجهد في البحث العلمي والصناعة والتخطيط العمراني وتوسعة لشبكات الطرق والمواصلات , فسوف يعيش في تخلف وشقاء ومعاناة ....[/color][/size]
[size=5]
[/size][size=5][color=black]******[/color][/size]
[size=5]
[/size][size=6][color=#000080][u]والمكابدة والجهد في جميع المخلوقات
[/u][/color][/size]
[size=5][color=black]فإذا تصورت في النبات كم تعاني البذرة في أطوار النمو : من مقاومة فواعل الجو، ومحاولة امتصاص الغذاء مما حولها من العناصر، إلى أن تستقيم شجرة ذات فروع وأغصان، وتستعد إلى أن تلد بذرة أو بذوراً أخرى تعمل عملها، وتزين الوجود بجمال منظرها ـ[/color][/size]
[size=5][color=black] إذا أحضرت ذلك في ذهنك، والتفت إلى ما فوق النبات من الحيوان والإنسان، حضر لك من أمر الوالد والمولود فيهما ما هو أعظم، ووجدت من المكابدة والعناء الذي يلاقيه كل منهما في سبيل حفظ الأنواع، واستبقاء جمال الكون بصورها ما هو أشد وأجسم .[/color][/size]
[size=5]
[/size][size=5][color=black]***** [/color][/size]
[size=5]
[/size][size=6][color=#006400]أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ ؟[/color][/size]
[size=5]
[/size][size=5][color=black]وتستقيم كل معاملات الإنسان في ظل هذا الإيمان واليقين بأن الله تعالى يرانا أينما كنا ويسمعنا ويعلم مافي الصدور,[/color][/size]
[size=5][color=black]فهو السميع البصير.[/color][/size]
[size=5][color=black]والسميع البصير , صفتان من صفات الكمال الإلهي حيث لاشبيه له ولا تمثيل ,[/color][/size]
[size=5][color=black]فهو السميع الذي لا يشغله نداء عن نداء ..[/color][/size]
[size=5][color=black]تستوي في كمال سمعه الأصوات , ولا تختلف عليه اللغات [/color][/size]
[size=5][color=black]فهو سبحانه سميع لكل الموجودات البصير بها[/color][/size]
[size=5][color=black]ويرى كل الوجود جملة وتفصيلا ليس كمثله شئ .[/color][/size]
[size=5]
[/size][size=5][color=black]******[/color][/size]
[size=5]
[/size][/center]
[/b][b][center][color=#006400][size=5]فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ [/size][size=2](11)[/size][size=5] وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ [/size][size=2](12)[/size][size=5] فَكُّ رَقَبَةٍ [/size][size=2](13)[/size][size=5] [/size]
[size=5]أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ [/size][size=2](14)[/size][size=5] يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ [/size][size=2](15)[/size][size=5] أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ [/size][size=2](16)[/size]
[size=5]ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ [/size][size=2](17)[/size][size=5] أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ [/size][size=2](18)[/size][size=5] وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ [/size][size=2](19)[/size][size=5] عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ [/size][size=2](20)[/size][/color]
[color=#006400][size=2]
[/size][/color][/center]
[/b][b][center][size=5][color=black]عقبات يجب أن يجتازها الإنسان لكي يحقق الكرامة للإنسانية ويبني حضارته على وجه الأرض و لكي ينجو بنفسه في الأخرة..[/color][/size]
[size=5][color=black]وأول هذه العقبات تحرير العبيد والقضاء على نظام الرق.[/color][/size]
[size=5]
[/size][color=#006400][size=7]فَكُّ رَقَبَةٍ[/size][size=5] (13)[/size][/color]
[size=5]
[/size][size=5][color=black]فقد قضى الإسلام على الرق من جذوره[/color][/size]
[size=5][color=black]إذ أن مصدر الرق كان الأسر في الحروب , وقد أغلق هذا الباب.[/color][/size]
[size=5][color=black]قال تعالى في سورة محمد : حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً .[/color][/size]
[size=5][color=black]وبذلك أغلق باب الإسترقاق...[/color][/size]
[size=5][color=black]وجعل من التقرب إلى الله عتق العبيد المستبقين من النظم السابقة. [/color][/size]

[size=5][color=black]ولكن للأسف الشديد نجد اليوم من يتاجرون بالبشر , فقد ورد خبر على شبكة النت ,[/color][/size]
[size=5][color=black]الأطفال اللاجئون سلع بشرية بأوروبا .[/color][/size]
[size=5][color=black]قالت وكالة حقوقية أوروبية إن كثيرا من الأطفال الذين يختفون من مراكز اللجوء في القارة سنويا، يقعون على الأرجح في براثن شبكات الاتجار بالبشر.[/color][/size][size=2][color=black] المصدر: الألمانية 7/7/2009- الجزيرة .نت[/color][/size]
[size=2]
[/size][size=5][color=black]******[/color][/size]
[size=5]
[/size][size=5][color=black] ومن العقبات التي نراها الأن مشكلة الفقر وأن على المجتمعات الغنية حل مثل هذه المشكلات .[/color][/size]
[size=5]
[/size][/center]
[/b][b][center][color=#006400][size=5]أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ [/size][size=2](14)[/size][size=5] يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ [/size][size=2](15)[/size][size=5] أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ [/size][size=2](16)[/size][/color]
[color=#006400][size=2]
[/size][/color][/center]
[/b][b][center][size=5][color=black]وقد حدث في عصر الخليف عمر بن عبد العزيز أن قضى على الفقر تماما بواسطة جمع الزكاة من الأغنياء وتوزيعها على الفقراء والمساكين.. حتى أنه لم يجد من يأخذ الزكاة فزوج بها الشباب وعم الرخاء أرجاء الأمة....[/color][/size]

[size=5][color=black]*******[/color][/size]
[size=5][color=#006400]ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ .[/color][/size]
[size=5]
[/size][size=5][color=black]والإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل[/color][/size]
[size=5][color=black]والمؤمن من أمنه الناس على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم , فالمؤمن لا يروع الأمنين ولا يقتل ولا يزني ولا يأكل أموال الناس بالباطل .[/color][/size]
[size=5][color=black]فالمعاملات في الإسلام مبنية على الأمانة والصدق والإخلاص وهي أهداف العقيدة الصحيحة .[/color][/size]
[size=5][color=black]من حمل علينا السلاح فليس منا . ومن غشنا فليس منا[/color][/size]
[size=2][color=black]الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 101[/color]
[color=black]خلاصة الدرجة: صحيح[/color][/size]
[size=5][color=black]صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم[/color][/size]

[size=5][color=black]والصبر هو العنصر الضروري للإيمان بصفة عامة، ولاقتحام العقبة بصفة خاصة.[/color][/size]

[size=5][color=#006400]وتواصوا بالمرحمة[/color][/size][size=5][color=black] : تعني إشاعة الشعور بواجب التراحم في المجتمع ,[/color][/size]
[size=5]
[/size][color=#483d8b][size=5]وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [/size][size=2](71)[/size]
[size=5]وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [/size][size=2](72) التوبة[/size]
[/color][size=5][color=black]وقال تعالى :[/color][/size]
[color=#483d8b][size=5] مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (29) الفتح[/size][/color]
[color=#483d8b][size=5]
[/size][/color][size=5][color=black]****[/color][/size]
[size=5][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/size]
[/center]
[/b][/font]

صابر عباس حسن 10-15-2011 11:50 PM

[font=arial][b][center][size=5]بسم الله الرحمن الرحيم[/size]

[size=5]مع الجزء الثلاثون[/size]
[size=5](19)[/size]
[size=5]وبعض آيات من سورة الشمس[/size]

[size=6][color=#000080][u]تزكية النفس وأثرها في المعاملات[/u][/color][/size]
[size=6][color=#000080][/color][/size]
[color=#006400][size=5]وَٱلشَّمْسِ وَضُحَاهَا [/size][size=2]-1[/size][size=5] وَٱلْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا[/size][size=2] -2 [/size][size=5]وَٱلنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا[/size][size=2] -3 [/size][size=5]وَٱللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا[/size][size=2] -4 [/size][size=5]وَٱلسَّمَآءِ وَمَا بَنَاهَا [/size][size=2]-5[/size][size=5] وَٱلأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا [/size][size=2]-6 [/size][size=5] وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا [/size][size=2]-7 [/size][size=5] فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا [/size][size=2]-8[/size][size=5] قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا [/size][size=2]-9[/size][size=5] وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا [/size][size=2]-10[/size][size=5] كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَآ [/size][size=2]-11[/size][size=5] إِذِ ٱنبَعَثَ أَشْقَاهَا [/size][size=2]-12[/size][size=5] فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ نَاقَةَ ٱللَّهِ وَسُقْيَاهَا [/size][size=2]-13[/size][size=5] فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا [/size][size=2]-14[/size][size=5] وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا [/size][size=2]-15[/size][size=5] [/size]
[/color]

[size=5]إن الإنسان مخلوق مزدوج الطبيعة، مزدوج الاستعداد، مزدوج الاتجاه ونعني بكلمة مزدوج على وجه التحديد أنه بطبيعة تكوينه من طين الأرض ومن نفخة الله فيه من روحه , مزود باستعدادات متساوية للخير والشر، والهدى والضلال. [/size]

[size=5]فهو قادر على التمييز بين ما هو خير وما هو شر. كما أنه قادر على توجيه نفسه إلى الخير وإلى الشر سواء. وأن هذه القدرة كامنة في كيانه، يعبرعنها القرآن بالإلهام تارة: ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها.. ويعبر عنها بالهداية تارة: فهديناه النجدين .[/size]
[size=5]
فهي كامنة في صميمه في صورة استعداد.. والرسالات والتوجيهات والعوامل الخارجية إنما توقظ هذه الاستعدادات وتشحذها وتوجهها هنا أو هناك. ولكنها لا تخلقها خلقاً. لأنها مخلوقة فطرة، وكائنة طبعاً، وكامنة إلهاماً.[/size]

[/center]
[/b][b][center][color=#006400][size=5]وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا [/size][size=2]-7 [/size][size=5] فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا [/size][size=2]-8[/size][size=5] قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا [/size][size=2]-9[/size][size=5] وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا [/size][size=2]-10[/size][/color][/center]
[/b][b][center]
[size=5]وهناك إلى جانب هذه الاستعدادات الفطرية الكامنة قوة واعية مدركة موجهة في ذات الإنسان. هي التي تناط بها التبعة. فمن استخدم هذه القوة في تزكية نفسه وتطهيرها وتنمية استعداد الخير فيها، وتغليبه على استعداد الشر.. فقد أفلح. ومن أظلم هذه القوة وخبأها وأضعفها فقد خاب.[/size]
[size=5]
[/size][/center]
[/b][b][center][size=6][color=#006400]قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا - وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا[/color][/size][/center]
[/b][b][center]
[size=5]وهكذا ترتبط حقيقة النفس البشرية بحقائق هذا الوجود الكبيرة، ومشاهدة الثابتة، كما ترتبط بهذه وتلك سنة الله في أخذ المكذبين والطغاة، في حدود التقدير الحكيم الذي يجعل لكل شيء أجلاً، ولكل حادث موعداً، ولكل أمر غاية، ولكل قدر حكمة، وهو رب النفس والكون والقدر جميعاً.[/size]

[size=5]*******[/size]

[size=5]وقد ورد في سورة الشمس نموذج من رسل الله إلى البشر .[/size]
[size=5]نبي الله " صالح" عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام .[/size]

[size=5]قال تعالى في سورة هود :[/size]

[color=#483d8b][size=5]وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ [/size][size=2]-61[/size]
[size=5]قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَـذَا أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ [/size][size=2]-62[/size]
[size=5]قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةً مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ [/size][size=2]-63[/size]
[size=5]وَيَا قَوْمِ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ [/size][size=2]-64[/size]
[/color]
[size=5]هكذا في وضوح كوضح الشمس,[/size]
[size=5][color=#000080]
قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ.[/color][/size]

[size=5]ولكنهم ردوا بالشك في دعوة التوحيد التي هي الأوضح لدى كل عاقل ,[/size]
[size=5]فهذه الشمس من خلقها ؟ وخلق ضياءها ,[/size]
[size=5] وهذا القمر من خلقه ؟ وجعله أداة للتوقيت عبر العصور المختلفة لم يتقدم أو يتأخر ,[/size]
[size=5]وهذا النهار المطل دائما نحو الشمس ينسلخ من الليل لينير- بقدرة الله تعالى - نصف الأرض ,[/size]
[size=5] فإنك لو خرجت خارج طبقة النهر متجها إلى السماء , تشاهد عجبا , الشمس تضيء وحولها سماء مظلمة والنجوم تتلألأ في مساراتها .[/size]

[size=5]فالليل يغطي كل النجوم بما فيها شمسنا , فسبحان من أنار الأرض بالنهار. [/size]
[size=5]كل هذه الأيات لا تكفي للدلالة على الخالق الأعظم ؟ إذن فانظر إلى السماء وعظيم هذا البناء الكوني من يسيره ؟ ومن وضع له قوانين مروره , كل في فلك يسبحون . [/size]

[size=5]لم يكف هذا ؟؟ ننزل إلى الأرض , [/size]

[size=5]فتدور الأرض حول محورها دون شعور منا بهذه الحركة الدقيقة[/size]
[size=5]الناعمة , فكيف للأرض وهي جماد أن تدور بانتظام عبر ملايين السنين, بهذه الدقة حيث ينشأ الليل والنهار..؟؟؟[/size]
[size=5]وتدور في نفس الوقت في مدار حول الشمس وبنفس الدقة ,حيث تنشأ الفصول الأربعة ...؟؟؟ ويختلف طول الليل والنهار مع هذا المدار...[/size]

[size=6]أين المحرك لهذه الأرض ؟؟ ومن يديره ؟؟[/size]

[size=5]ونرى العجب على سطح الأرض[/size]

[size=5][color=#483d8b]أولا البحار [/color][/size]

[size=5]وتشمل أكثر من سبعين في المائة من مساحة الأرض وبها قوانين وضعها الله تعالى حتي تصلح لجريان السفن عليها ...[/size]

[size=5][color=#483d8b]ثانيا مياه الأمطار[/color][/size]
[size=5]ترتبط مياه الأمطار بكل قطرة ماء على سطح الأرض..فهناك علاقة بين الأنهار وتكوينها وبين الشمس والبحار والسحاب.. [/size][size=5]في منظومة علمية دقيقة لإستمرار الحياة على الأرض..[/size]
[size=5]حيث تتبخر المياه من البحار ومن سطح الأرض بفعل حرارة الشمس, مكونة السحاب الذي سخره الله بحيث لا ينفلت من الأرض , وينقى الماء ثم يعود مرة أخرى إلى ينابيع الأنهار , وتجري الأنهار وتتحرك يشرب منها جميع المخلوقات ... فقد نقاها خالقها لكي تصلح للشرب والري ..[/size]
[size=5]ولأنها أي مياه الأنهارمتحركة فهي لا تعطب وتتجه دائما لتصب في البحار[/size]
[size=5]وللحفاظ على مياه البحار من العطب وضع الله فيها الأملاح التي لا تتبخر مع الماء الصاعد إلى السحاب ...[/size]

[size=6]سبحان الخالق العظيم[/size]

[size=5]كل هذه الآيات لم تكف ؟؟ إذن انظر في نفسك , من خلقك ومن كونك وأنت في بطن أمك وجعل لك السمع والبصر والفؤاد وأمدك بكل ما تحتاجه لتحيا ؟؟؟[/size]
[size=5]من الذي ركب فيك حرية الإختيار ؟؟ , وكان من الممكن أن يكون الإنسان ليس له خيار ويعيش كسائر المخلوقات . ولكن كرمه الله بنعمة العقل والإختيار, وأرسل له الرسل لتوضح له طريق الخير ليسلكه , وتبين طرق الشر ليبتعد عنها , وأن هناك حساب يوم القيامة , حيث النعيم الأبدي للمؤمنين , والجحيم للكافرين .[/size]

[size=5]ومع كل هذا الوضوح يطلب الكافرون آية من نبي الله صالح , وقد أجابهم بما طلبوا , وخرجت ناقة من الصخر , معجزة من الله كما طلبوا .[/size]

[size=5]فهل أمنوا ؟ أن الذي لا يؤمن بكل دلائل القدرة الإلهية في الأنفس والأفاق , يصعب عليه الإيمان بعد ذلك , وهذا ما حدث لثمود,[/size]
[size=5]عقروا الناقة , فاستحقوا العذاب .[/size]

[/center]
[/b][b][center][size=6][color=#006400]قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا - وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا[/color][/size]
[size=6][color=#006400]
[/color][/size][/center]
[/b][b][center][size=5]******[/size]

[size=5]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/size]
[/center]
[/b][/font]

صابر عباس حسن 10-21-2011 11:11 PM

[font=arial][b][size=5][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/size]

[size=5][color=black]مع الجزء الثلاثون[/color][/size]
[size=5][color=black](19)[/color][/size]
[size=5][color=black]وبعض آيات من سورة الليل[/color][/size]

[size=6][color=#000080][u]مبدأ التكامل وأثره في المعاملات[/u][/color][/size]

[size=5][color=#006400]
[/color][/size][/b][/font][font=arial][b][size=5][color=#006400]وَٱلْلَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ [/color][/size][size=2][color=#006400]-1[/color][/size][size=5][color=#006400] وَٱلنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ [/color][/size][size=2][color=#006400]-2[/color][/size][size=5][color=#006400] وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ [/color][/size][size=2][color=#006400]-3[/color][/size][size=5][color=#006400] إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ [/color][/size][size=2][color=#006400]-4 [/color][/size]



[size=5][color=black]الليل والنهار ,من الآيات الكونية التي تدل على قدرة الله تعالى .[/color][/size]
[size=5][color=black]فهو وحده تبارك وتعالى المتحكم فيهما .[/color][/size]


[size=5][color=black] قال تعالى:[/color][/size]


[color=#000080][size=5]قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ [/size][size=2]-71[/size][size=5] قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ [/size][size=2]-72[/size][size=5] وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [/size][size=2]-73 .القصص[/size]
[/color]
[size=5][color=black]فالليل مكمل للنهار , ولا يستقيم الوضع مع الليل منفردا ولا يستقيم الوضع مع النهار منفردا , ومن هنا نلاحظ ورود عنصرا البشرية الذكر والأنثى بعد ورود الليل والنهار , وأن الذكر مكمل للأنثى , وكذلك الأنثى مكملة للذكر , وبهما تسير قافلة البشرية إلى منتهاها ...[/color][/size]

[size=5][color=black]قال تعالى:[/color][/size]

[size=5][color=#000080]إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا[/color][/size][size=2][color=#000080] -35 الأحزاب[/color][/size]

[size=5][color=black]ومع هذا التساوي في المقامات والتقرب إلى الله من كلا الجنسين وما أعد لهم , فإن سعيهم مختلف , فكل ميسر لما خلق له .[/color][/size]

[size=5][color=black] فعلى الرجل أعباء وعلى المرأة أعباء مختلفة , وقد تكون متشابهة في بعض الجوانب ومختلفة في جوانب أخرى ولكنها متكاملة بالضرورة ومهمة ولا يمكن الإستغناء عنها بحال من الأحوال .[/color][/size]

[size=5][color=black]والتكامل يحدث بين أفراد الجنس الواحد سواء ذكورا أو إناثا ..فهذه طبيبة وهذه معلمة وأخرة مهندسة وأخرة ممرضة إلى أخر التخصصات..وكذلك الرجال..[/color][/size]

[size=5][color=#2f4f4f]إن المواهب التي أمدها الله تعالى للبشر - جعل هذا الكم الهائل من التخصصات في كافة المجالات والمهن - تخدم بعضها البعض علموا بذلك أو لم يعلموا.. فهي مواهب متعددة يكمل بعضها الأخر.[/color][/size]

[size=5][color=#008000]فانظر إلى رغيف الخبز الذي تأكله , سخر الله لك الزارع الذي حصد القمح وسخر لك المطحن الذي حوله لدقيق وسخر لك الفرن الذي تم فيه عجن الدقيق وخبزه ليصلك رغيف الخبز..[/color][/size]

[size=5][color=black]وكذلك أنت يجب أن تعمل في تخصص ما- يخدم غيرك من البشر- لكي تحصل على المال لتداول المنافع بين الناس.. وهكذا يكون الأنسان عنصرا خادما لغيره شاء أو لم يشأ في منظومة متكاملة ..[/color][/size]
[size=5][color=black]يسعد فيها الراضون بقضاء الله , ويشقى فيها من سخط بقضاء الله..[/color][/size]

[size=5][color=black]قال تعالى في سورة النساء:[/color][/size][/b][/font]
[font=arial][b][size=5]
[/size][size=5][color=#000080]وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا [/color][/size][size=2][color=#000080]– 32[/color][/size]


[size=5][color=black]ينهى تعالى المؤمنين عن أن يتمنى بعضهم ما فضل الله به غيره من الأمور الممكنة وغير الممكنة. [/color][/size]
[size=5][color=black]فلا تتمنى النساء خصائص الرجال , ولا صاحب الفقر والنقص حالة الغنى والكمال.[/color][/size]
[size=5][color=black] فهذا يؤدي إلى السخط على قدر الله والإخلاد إلى الكسل والأماني الباطلة التي لا يقترن بها عمل ولا كسب. [/color][/size]
[size=5][color=black]وإنما المحمود أمران: أن يسعى العبد على حسب قدرته بما ينفعه من مصالحه الدينية والدنيوية، ويسأل الله تعالى من فضله، فلا يتكل على نفسه ولا على غير ربه. [/color][/size]


[size=5][color=black]وكذلك في جميع المخلوقات من نبات أو حيوان أو حتى الطاقة فيلزمها الطاقة الموجبة والطاقة السالبة وإلا لتعطلت .[/color][/size]

[color=#2f4f4f][i][size=5]وأن هذا التوازن العجيب بين الذكور والإناث ليدل على أن الأمر ليس صدفة كما يقرر الملاحدة .[/size]
[size=5]فلا يبقى إلا أن هنالك مدبراً يخلق الذكر والأنثى لحكمة مرسومة وغاية معلومة. فلا مجال للمصادفة، ولا مكان للتلقائية في نظام هذا الوجود أصلاً.[/size][/i][/color]

[size=5][color=black]وقد ذكرت ذلك في سلسلة مبدأ التوحيد من القرآن العظيم , ولا يعد ذلك تكرارا حيث لا تنفصل عقيدة التوحيد عن المعاملات , ولكنه التوضيح في جانب معاملات الإنسان عبر رحلة يقطعها في هذه الدنيا إلى هدف مرضات الله تعالى, أوضحتها شريعة الله تعالى إلى البشر في القرآن العظيم وسنة نبينا صلوات ربي وسلامه عليه.[/color][/size]

[size=5][color=black]قال تعالى:[/color][/size]

[size=6][color=#000080]وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ[/color][/size][size=5][color=black] [/color][/size][size=3][color=black]– 155 الأنعام[/color][/size][size=5][color=black] [/color][/size]

[size=5][color=black]*****[/color][/size]

[size=5][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/size]
[/b][/font]

صابر عباس حسن 10-28-2011 11:35 PM

[font=arial][b][center]
[size=5]بسم الله الرحمن الرحيم[/size]

[size=5]مع الجزء الثلاثون[/size]
[size=5](21)[/size]
[size=5]وبعض آيات من سورة الليل[/size]

[size=6][color=#000080][u]مبدأ التكافل الإجتماعي
وأثره في المعاملات[/u][/color][/size]
[size=6][color=#000080][/color][/size]
[color=#006400][size=5]فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ [/size][size=2]-5[/size][size=5] وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ [/size][size=2]–6[/size][size=5] فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ [/size][size=2]-7 [/size]
[size=5]وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَٱسْتَغْنَىٰ [/size][size=2]-8[/size][size=5] وَكَذَّبَ بِٱلْحُسْنَىٰ [/size][size=2]-9[/size][size=5] فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ [/size][size=2]-10[/size][size=5] وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّىٰ [/size][size=2]-11 [/size]
[size=5]إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ [/size][size=2]-12[/size][size=5] وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَٱلأُولَىٰ [/size][size=2]-13[/size][size=5] فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّىٰ [/size][size=2]-14[/size][size=5] لاَ يَصْلاَهَآ إِلاَّ ٱلأَشْقَى [/size][size=2]-15[/size][size=5] ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ [/size][size=2]-16 [/size][size=5]وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلأَتْقَى [/size][size=2]-17[/size][size=5] ٱلَّذِى يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ [/size][size=2]-18[/size][size=5] وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰ [/size][size=2]-19[/size][size=5] إِلاَّ ٱبْتِغَآءَ وَجْهِ رَبِّهِ ٱلأَعْلَىٰ [/size][size=2]-20[/size][size=5] وَلَسَوْفَ يَرْضَىٰ [/size][size=2]-21 [/size][size=5].[/size][/color]

[size=5]*******[/size]

[size=5]تمر المجتمعات الحديثة في هذه الأيام أزمات إقتصادية في غاية الصعوبة قد تهوي بها إلى الإفلاس والإنهيار. وذلك كله لإهمال التكافل الإجتماعي الذي يعيد منظومة توزيع المال بين الناس بحيث تصغر الهوة بين الأغنياء وبين الفقراء...[/size]
[size=5]وقد إنهار النظام الشيوعي لإغفاله الملكية الفردية .. وهذه الأيام نرى إنهيارا للنظام الرأسمالي لإغفالة التكافل الإجتماعي . وهو العطاء لذوي الحاجات والضعفاء والفقراء والمساكين , وإغناءهم وحمايتهم من الفقر القاتل كما نشاهده في بلدان عديدة ..[/size]
[size=5]بينما نجد المليارات في أيدي أفراد معدودة من الأثرياء لا يستطيعون التمتع بها في دنياهم لكثرتها , وقد حرموا منها جموع الشعوب الفقيرة وحرموا أنفسهم من الرضوان والنعيم في الأخرة.[/size]

[size=5]إن الإسلام يعتبر المال وسيلة للتعامل وليس سلعة في حد ذاته كما تفعل البنوك الربوية ..[/size]
[size=5]ولو تحول المال إلى سلعة فسوف يحقق ربحا مؤقتا لفئة من الناس . ولكنه سيعود بالأزمات المالية والفقر على قطاعات كبيرة من المجتمع ولعل ما نلاحظه في هذه الأيام من إنهيار الإقتصاد لدول عديدة[/size]
[size=5]من جراء ذلك المفهوم الخاطئ في التعاملات المالية...[/size]

[size=5]ولكن في ظل الشريعة الإسلامية عاش الناس في رخاء وانظروا إلى ما تحقق في عصر الخليفة عمر بن عبد العزيز من تيسير ورخاء , حيث لم يجد موزعوا أموال الزكاة من يأخذها في عصره وذلك لكثرة الأموال والرخاء, ومع ذلك لم يهدرها ولم يلقي بها في البحر , بل زوج الشباب على نفقة الدولة وأقام المشاريع , إلى غير ذلك من الأمور.[/size]


[b][center][color=#006400][size=5]فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ [/size][size=2]-5[/size][size=5] وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ [/size][size=2]–6[/size][size=5] فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ [/size][size=2]-7 [/size][/color][/center]
[/b]
[size=5]والذي يعطي ويتقي ويصدق بالحسنى يكون قد بذل أقصى ما في وسعه ليزكي نفسه ويهديها. عندئذ يستحق عون الله وتوفيقه الذي أوجبه ـ سبحانه ـ على نفسه بإرادته ومشيئته.[/size]
[size=5]والذي بدونه لا يكون شيء، ولا يقدر الإنسان على شيء.[/size]

[size=5]*****[/size]

[b][center][color=#006400][size=5]وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَٱسْتَغْنَىٰ [/size][size=2]-8[/size][size=5] وَكَذَّبَ بِٱلْحُسْنَىٰ [/size][size=2]-9[/size][size=5] فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ [/size][size=2]-10[/size][size=5] وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّىٰ [/size][size=2]-11 [/size][/color][/center]
[/b]
[size=5]والذي يبخل بنفسه وماله، ويستغني عن ربه وهداه، ويكذب بدعوته ودينه.. يبلغ أقصى ما يبلغه إنسان بنفسه من تعريضها للفساد. ويستحق أن يعسر الله عليه كل شيء ، فييسره للعسرى , فإذا تردى وسقط في نهاية العثرات والانحرافات لم يغن عنه ماله الذي بخل به ، والذي استغنى به كذلك عن الله وهداه.[/size]

[b][center][b][center][b][center][color=#006400][size=5]وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّىٰ [/size][size=2]-11[/size][/color][/center]
[/b][/center]
[/b][/center]
[/b][size=5] [/size]

[size=5]والتيسير للشر والمعصية من التيسير للعسرى ، وإن أفلح صاحبها في هذه الأرض ونجا.[/size]
[size=5]وهل أعسر من جهنم ؟ وإنها لهي العسرى .[/size]

[size=5]****[/size]

[b][center][color=#006400][size=5]إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ [/size][size=2]-12[/size][size=5] وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَٱلأُولَىٰ [/size][size=2]-13[/size][size=5] فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّىٰ [/size][size=2]-14[/size][size=5] لاَ يَصْلاَهَآ إِلاَّ ٱلأَشْقَى [/size][size=2]-15[/size][size=5] ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ [/size][size=2]-16 [/size][size=5]وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلأَتْقَى [/size][size=2]-17[/size][size=5] ٱلَّذِى يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ [/size][size=2]-18[/size][size=5] وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰ [/size][size=2]-19[/size][size=5] إِلاَّ ٱبْتِغَآءَ وَجْهِ رَبِّهِ ٱلأَعْلَىٰ [/size][size=2]-20[/size][size=5] وَلَسَوْفَ يَرْضَىٰ [/size][size=2]-21 [/size][size=5].[/size][/color][/center]
[/b]
[size=5]لقد كتب الله على نفسه ـ فضلاً منه بعباده ورحمة ـ أن يبين الهدى لفطرة الناس ووعيهم . وأن يبينه لهم كذلك بالرسل والرسلات والآيات، فلا تكون هناك حجة لأحد ، ولا يكون هناك ظلم لأحد .[/size]

[b][center][b][center][color=#006400][size=5]وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰ [/size][size=2]-19[/size][size=5] إِلاَّ ٱبْتِغَآءَ وَجْهِ رَبِّهِ ٱلأَعْلَىٰ [/size][size=2]-20[/size][size=5] وَلَسَوْفَ يَرْضَىٰ [/size][size=2]-21 [/size][size=5].[/size][/color][/center]
[/b][/center]
[/b]
[size=5]فالإسلام يوجب علينا أن يكون العمل خالصا لله تعالى , لا رياء ولا سمعة[/size]
[size=5]يجب أن تكون كل الأفعال والأقوال ابتغاء وجه ربنا الأعلى .[/size]

[size=5]****[/size]

[size=5]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/size]
[/center]
[/b][/font]

صابر عباس حسن 11-04-2011 11:02 PM

[font=arial][b][center]
[size=5]بسم الله الرحمن الرحيم[/size]

[size=5]مع الجزء الثلاثون[/size]
[size=5](22)[/size]
[size=5]وبعض آيات من سورة الضحى[/size]

[size=6][color=#4b0082][u]نعم الله تعالى التي لا تحصى[/u]
وأثرها في المعاملات[/color][/size]
[size=6][color=#4b0082]
[/color][/size]
[size=7][color=#006400]وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ.[/color][/size]

[size=5]
[/size]
[size=5]ورد في روايات كثيرة أن الوحي فتر عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبطأ عليه جبريل ـ عليه السلام ـ فقال المشركون: ودع محمداً ربه, فأنزل الله تعالى هذه السورة..[/size]
[size=5]وفي رواية لمسلم :[/size]
[size=5][color=#000080]أبطأ جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال المشركون : قد ودع محمد . فأنزل الله عز وجل : والضحى . والليل إذا سجى . ما ودعك ربك وما قلى .[/color] [/size]
[size=2]الراوي: جندب بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1797
خلاصة الدرجة: صحيح[/size]

[size=5]ولو فكر المشركون قليلا , لكان هذا الحدث من دلائل صدق النبي صلى الله عليه وسلم , لأنه لا يتكلم من عند نفسه فإذا نزل الوحي بلغ ما أنزل إليه , قال تعالى : [/size][color=#483d8b] [size="5"]وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى .[/size][/color][size=2] (النجم)[/size]

[size=5]فنزلت آيات سورة الضحى تمسح الآلام والمواجع، وتنسم بالروْح والرضى والأمل. وتسكب البرد والطمأنينة واليقين للرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين معه.[/size]


[size=5][color=#006400]وَالضُّحَى [/color][/size][size=2][color=#006400]-1[/color][/size][size=5][color=#006400] وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى [/color][/size][size=2][color=#006400]-2[/color][/size][size=5][color=#006400] مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى [/color][/size][size=2][color=#006400]-3[/color][/size][size=5][color=#006400] وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى [/color][/size][size=2][color=#006400]-4[/color][/size][size=5][color=#006400] وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى [/color][/size][size=2][color=#006400]-5[/color][/size][size=5][color=#006400] أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى [/color][/size][size=2][color=#006400]-6[/color][/size][size=5][color=#006400] وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى [/color][/size][size=2][color=#006400]-7[/color][/size][size=5][color=#006400] وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى [/color][/size][size=2][color=#006400]-8[/color][/size][size=5][color=#006400] فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ [/color][/size][size=2][color=#006400]-9[/color][/size][size=5][color=#006400] وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ [/color][/size][size=2][color=#006400]-10[/color][/size][size=5][color=#006400] وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ [/color][/size][size=2][color=#006400]-11[/color][/size]

[size=5]*****[/size]

[size=5]أقسم تعالى بالنهار إذا انتشر ضياؤه بالضحى، وبالليل إذا سجى أي أظلم ، على اعتناء الله برسوله صلى الله عليه وسلم فقال : ﴿[color=#006400] مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ[/color] ﴾ أي: ما تركك منذ اعتنى بك، ولا أهملك منذ رباك ورعاك، بل لم يزل يربيك أحسن تربية، ويعليك درجة بعد درجة.[/size]


[size=5][color=#006400]وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى.[/color][/size]

[size=5]وقد ورد في الحديث الشريف الذي رواه مسلم:[/size]

[size=5]أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم :[color=#483d8b] رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني[/color] [/size][size=2](إبراهيم / الآية - 36 )[/size][size=5] وقول الله عز وجل في عيسى عليه السلام : [/size][color=#483d8b][size=5]إن تعذبهم فإنهم عبادك و إن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم[/size][size=2] [/size][/color][size=2]( المائدة / الآية – 118)[/size]
[size=6][color=#000080]فرفع يديه وقال " اللهم , أمتي أمتي " وبكى ...[/color][/size][size=5] [/size]

[size=5]فقال الله عز وجل : يا جبريل ! اذهب إلى محمد ، وربك أعلم ، فسله ما يبكيك ؟ [/size]
[size=5]فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله . فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال . [/size]
[size=5]فقال الله : يا جبريل ! اذهب إلى محمد فقل : إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك . [/size]
[size=2]الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 202
خلاصة الدرجة: صحيح[/size]

[i][size=5]هل أدركنا مقدار حب رسول الله لنا- صلوات ربي وسلامه عليه..[/size]
[size=5]إن دموع الحب والشوق لك ياحبيب الله , هي التي تعبر عن حبك لأمتك .[/size]

[/i]
[size=5][color=#006400]أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى. [/color][/size]

[size=5]لقد ولدت يتيماً فآواك إليه، وعطف عليك القلوب حتى قلب عمك أبي طالب وهو على غير دينك .[/size]

[size=5][color=#006400]وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى.[/color][/size]

[size=5]ثم لقد نشأت في جاهلية مضطربة التصورات والعقائد، منحرفة السلوك والأوضاع، فلم تطمئن روحك إليها. ولكنك لم تكن تجد لك طريقاً واضحاً مطمئناً . لا فيما عند الجاهلية ولا فيما عند أتباع موسى وعيسى الذين حرفوا وبدلوا وانحرفوا وتاهوا .. ثم هداك الله بالأمر الذي أوحى به إليك، وبالمنهج الذي يصلك به.[/size]

[size=5][color=#006400]وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى. [/color][/size]

[size=5]ولقد كنت فقيراً فأغنى الله نفسك بالقناعة، كما أغناك بكسبك ومال أهل بيتك (خديجة رضي الله عنها) عن أن تحس الفقر، أو تتطلع إلى ما حولك من ثراء .[/size]

[size=6][color=#006400]فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ . وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ .
وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ .[/color][/size]

[size=5]فهذه التوجيهات إلى إكرام اليتيم والنهي عن قهره وكسر خاطره وإذلاله، وإلى إغناء السائل مع الرفق به واكرامه، كانت من أهم متطلبات الإسلام . حيث رفع الإسلام هذه البيئة بشريعة الله إلى الحق والعدل والوقوف عند حدود الله.[/size]
[size=5]وأما التحدث بنعمة الله ـ وبخاصة نعمة الهدى والإيمان ـ فهي صورة من صور الشكر للمنعم. يكملها البر بعباده، وهو المظهر العملي للشكر، والحديث الصامت النافع الكريم .[/size]

[size=5]ونعم الله كثيرة لا نستطيع حصرها فهي تبدأ مع بداية حياة الإنسان..وتمتد نعم الله لتشمل كل حياة الإنسان ..[/size]


[size=5]قال تعالى في سورة النحل:[/size]

[color=#483d8b][size=5]خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [/size][size=2]- 3[/size]

[size=5]خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ [/size][size=2]- 4[/size][/color]

[size=5]وقال تعالى في سورة المؤمنون :[/size][color=#483d8b][size=5] وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ[/size][size=2] -12[/size][size=5] ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ [/size][size=2]– 13[/size][size=5] ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ [/size][size=2]– 14 [/size][/color]

[size=5]سبحان الله وصف دقيق لمراحل تخليق الجنين أسلم الكثير من العلماء لما سمعوا بهذه الآيات وقالوا أنها تمثل أعلى ما وصل إليه العلم الحديث.[/size]

[size=5]*******[/size]

[color=#483d8b][size=5]وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ [/size][size=2]- 5[/size]
[size=5]وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ [/size][size=2]– 6 [/size]
[size=5]وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ [/size][size=2]– 7[/size][size=5] [/size][/color]

[size=5]والأنعامَ من الإبل والبقر والغنم خلقها الله لكم -أيها الناس- وجعل في أصوافها وأوبارها الدفء, ومنافع أُخر في ألبانها وجلودها وركوبها, ومنها ما تأكلون.[/size]

[size=5]ولكم فيها زينة تُدْخل السرور عليكم عندما تَرُدُّونها إلى منازلها في المساء, وعندما تُخْرجونها للمرعى في الصباح.[/size]
[size=5]وقال تعالى:[/size]
[color=#483d8b][size=5]وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ [/size][size=2]– 66 النحل[/size]
[/color]

[size=5]نعمة وسائل المواصلات [/size]
[size=5]وكيف أشار الله تعالى إلي كل ما نعلمه , وما لا نعلمه من وسائل قديمة وحديثة ومستجدة لا نعرفها .[/size]

[color=#483d8b][size=5]وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ [/size][size=2]– 7 [/size]

[size=5]وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ[/size][size=2] -8[/size][size=5] [/size]
[size=5]وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ [/size][size=2]-9[/size][/color]

[size=5]وخلق لكم الخيل والبغال والحمير; لكي تركبوها, ولتكون جمَالا لكم ومنظرًا حسنًا; ويخلق لكم من وسائل الركوب وغيرها ما لا عِلْمَ لكم به; لتزدادوا إيمانًا به وشكرا له.[/size]
[size=5]فهذا بيان لكل مكتشف في وسائل النقل , فعلى الإنسان تطوير صناعة المواصلات , و على العلماء إستخدام الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية في تسير تلك المركبات بدلا من التلوث البيئي الذي نعاني منه .[/size]

[size=5]وعلى الله بيان الطريق المستقيم لِهدايتكم, وهو الإسلام, ومن الطرق ما هو مائل لا يُوصل إلى الهداية, وهو كل ما خالف الإسلام من الملل والنحل. ولو شاء الله هدايتكم لهداكم جميعًا للإيمان.[/size]

[size=5]****[/size]

[size=5]نعمة المياه والزروع[/size]

[color=#483d8b][size=5]هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ [/size][size=2]-10[/size][size=5] [/size]
[size=5]يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [/size][size=2]-11[/size][size=5] [/size][/color]

[size=5]هو الذي أنزل لكم من السحاب مطرًا, فجعل لكم منه ماءً تشربونه, وأخرج لكم به شجرًا تَرْعَوْن فيه دوابّكم, ويعود عليكم دَرُّها ونفْعُها.[/size]

[size=5]يُخرج لكم من الأرض بهذا الماء الواحد الزروع المختلفة, ويُخرج به الزيتون والنخيل والأعناب, ويُخرج به كل أنواع الثمار والفواكه. إن في ذلك الإخراج لدلالةً واضحة لقوم يتأملون, فيعتبرون.[/size]


[size=5]نعمة الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم .[/size]

[color=#483d8b][size=5]وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [/size][size=2]– 12 [/size]
[/color]
[size=5]وسخَّر لكم الليل لراحتكم, والنهار لمعاشكم, وسخَّر لكم الشمس ضياء, والقمر نورًا ولمعرفة السنين والحساب, وغير ذلك من المنافع, والنجوم في السماء مذللات لكم بأمر الله لمعرفة الأوقات, والاهتداء بها في الظلمات. إن في ذلك التسخير لَدلائلَ واضحةً لقوم يعقلون ويتعاملون مع هذه الظواهر الكونية بكل ما أتاهم الله تعالى من علم , فيعرفون عظمة الخالق سبحانه , وينعمون من جراء ما يستفيدون منه كالطاقة الشمسية وغيرها.[/size]

[size=5]*****[/size]

[size=5]نعمة الثروات الباطنة في الأرض [/size]
[size=5]من معادن وبترول وغيرها.[/size]

[color=#483d8b][size=5]وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ [/size][size=2]– 13[/size][/color]

[size=5]تلفتنا الآيات للتنقيب عن المعادن وجميع الثروات التي سخرها الله تعالى لنا في باطن الأرض.[/size]
[size=5]وسخَّر ما خلقه لكم في الأرض من الدوابِّ والثمار والمعادن, وغير ذلك مما تختلف ألوانه ومنافعه. إن في ذلك الخَلْق واختلاف الألوان والمنافع لَعبرةً لقوم يتعظون, ويعلمون أنَّ في تسخير هذه الأشياء علاماتٍ على وحدانية الله تعالى وإفراده بالعبادة.[/size]

[size=5]نعمة البحار وما فيها من أسماك وكنوز من اللؤلؤ. ثم قوانين الطفو لتسير السفن والغواصات..[/size]

[size=5][color=#483d8b]وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [/color][/size][size=2][color=#483d8b]– 14[/color][/size][size=5][color=#483d8b] [/color][/size]

[size=5]تلفتنا الآيات إلى قيمة الثروة السمكية التي لو استغلت حق إستغلال لم ترى جائع على وجه الأرض. فهي ثروة مجانية في البحار والأنهار ولكن علينا الهمة والسعي لكي نحصل عليها .[/size]

[size=5]وهو الذي سخَّر لكم البحر; لتأكلوا مما تصطادون من سمكه لحمًا طريًا, وتستخرجوا منه زينة تَلْبَسونها كاللؤلؤ والمرجان, وترى السفن العظيمة تشق وجه الماء تذهب وتجيء, وتركبونها; لتطلبوا رزق الله بالتجارة والربح فيها, ولعلكم تشكرون لله تعالى على عظيم إنعامه عليكم, فلا تعبدون غيره[/size]

[size=5]نعمة ثبات الأرض رغم دورانها المستمر حول نفسها وحول الشمس ونعمة الجبال ودورها في توازن حركة الأرض. ثم نعمة الأنهار ونعمة الأودية...[/size]

[color=#483d8b][size=5]وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [/size][size=2]– 15[/size][/color][size=2] [/size]

[size=5]وأرسى في الأرض جبالا تثبتها حتى لا تميل بكم, وجعل فيها أنهارًا; لتشربوا منها, وجعل فيها طرقًا; لتهتدوا بها في الوصول إلى الأماكن التي تقصدونها.[/size]

[size=5]****[/size]

[size=5]نعمة علامات الهداية من الكواكب و النجوم ومواقعها العظيمة , التي تحدد معالم الاتجاهات في الليل وفي الصحاري الواسعة والمحيطات المائية الكبيرة.[/size]

[size=5][color=#483d8b]وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ [/color][/size][size=2][color=#483d8b]– 16[/color][/size][size=5][color=#483d8b] [/color][/size]

[size=5]وجعل في الأرض معالم تستدلُّون بها على الطرق نهارًا, كما جعل النجوم للاهتداء بها ليلا. وأيضا للمزيد من المعلومات علينا بالبحث العلمي. [/size]
[size=5]هل أدركنا شمول رسالة الله تعالى للحياة كلها ؟ وهل يستطيع مكابر بعد هذه الأدلة أن ينحي الدين عن الحياة الواقعية ؟[/size]

[size=5]*******[/size]

[color=#483d8b][size=6]أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ[/size][size=5] [/size][size=2]-17 [/size]

[size=6]وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ[/size][size=5] [/size][size=2]– 18[/size][/color]

[size=5]*****[/size]

[size=5]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/size]
[/center]
[/b][/font]

صابر عباس حسن 11-11-2011 08:02 PM

[font=arial][b][center]
[size=5][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/size]

[size=5][color=black]مع الجزء الثلاثون[/color][/size]
[size=5][color=black](23)[/color][/size]
[size=5][color=black]وبعض آيات من سورة الشرح[/color][/size]

[size=6][color=#000080][u]مبدأ اليسر في الإسلام[/u][/color][/size]


[color=#006400][size=5]أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ [/size][size=2]– 1[/size][size=5] وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ [/size][size=2]– 2 [/size][size=5] الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ [/size][size=2]– 3[/size][size=5] وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ [/size][size=2]– 4 [/size]

[size=6] فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا[/size][size=5] [/size][size=2]– 5 [/size][size=6]إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا[/size][size=5] [/size][size=2]– 6 [/size]

[size=5]فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ [/size][size=2]– 7[/size][size=5] وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ [/size][size=2]– 8[/size][size=5] [/size]
[/color]
[size=5][color=black]*****[/color][/size]

[size=5][color=black]﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾ لشرائع الدين والدعوة إلى الله، والاتصاف بمكارم الأخلاق، والإقبال على الآخرة، وتسهيل الخيرات فلم يكن ضيقًا حرجًا.[/color][/size]
[size=5][color=black]﴿ [/color][/size][size=5][color=#006400]وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ[/color][/size][size=5][color=black] ﴾ ووضعنا عنك عبئك الذي أثقل ظهرك حتى كاد يحطمه من ثقله . . وضعناه عنك بشرح صدرك له فخف وهان . وبتوفيقك وتيسيرك للدعوة ومداخل القلوب . وبالوحي الذي يكشف لك عن الحقيقة ويعينك على الدعوة في يسر وهوادة ولين .[/color][/size]
[size=5][color=black]كما قال تعالى في سورة الفتح : [/color][/size]
[color=#483d8b][size=5]إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا[/size][size=2] – 1 [/size][size=5] لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا[/size][size=2] – 2[/size][size=5] وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا[/size][size=2] – 3[/size][size=5] [/size]
[/color]
[size=5][color=black]﴿ [/color][/size][size=5][color=#006400]وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ[/color][/size][size=5][color=black] ﴾ أي: أعلينا قدرك، وجعلنا لك الثناء الحسن العالي، الذي لم يصل إليه أحد من الخلق، فلا يذكر الله إلا ذكر معه رسوله صلى الله عليه وسلم، كما في الدخول في الإسلام، وفي الأذان، والإقامة، والخطب، وغير ذلك من الأمور التي أعلى الله بها ذكر رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. [/color][/size]

[size=5][color=black]وله في قلوب أمته من المحبة والإجلال والتعظيم ما ليس لأحد غيره، بعد الله تعالى، فجزاه الله عن أمته أفضل ما جزى نبيًا عن أمته. [/color][/size]

[size=5][color=black]*****[/color][/size]

[size=5][color=black]وقوله: ﴿[/color][/size][size=5][color=#006400] فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا[/color][/size][size=5][color=black] ﴾ بشارة عظيمة، أنه كلما وجد عسر وصعوبة، فإن اليسر يقارنه ويصاحبه، حتى لو دخل العسر جحر ضب لدخل عليه اليسر، فأخرجه كما قال تعالى : ﴿ [/color][/size][size=5][color=#483d8b]سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا[/color][/size][size=5][color=black] ﴾[/color][/size][size=2][color=black]-7 سورة الطلاق[/color][/size][size=5][color=black] [/color][/size]
[size=5][color=#4b0082]وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم : و اعلم أن النصر مع الصبر و أن الفرج مع الكرب و أن مع العسر يسرا[/color][/size]
[size=2][color=black]حديث صحيح رواه عبدالله بن جعفر بن أبي طالب[/color]
[color=black]المصدر : تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم: 315[/color]
[/size]
[size=5][color=black]فاليسر أساس حياة المؤمن ,[/color][/size][size=5][color=#4b0082] فما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أختار أيسرهما ... [/color][/size][size=3][color=#4b0082]كما ورد في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري عن السيدة عائشة رضي الله عنها.[/color][/size]
[size=5][color=black]
[/color][/size]
[size=5][color=black]وقال تعالى في سورة الأعلى : [/color][/size][color=#4b0082][size=6]وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى [/size][size=2] - 8[/size][/color]
[size=5][color=black]
[/color][/size]
[size=5][color=black]إن الذي ييسره الله لليسرى ليمضي في حياته كلها ميسراً. يمضي مع هذا الوجود المتناسق التركيب والحركة والاتجاه.. إلى الله.. فلا يصطدم إلا مع المنحرفين عن خط هذا الوجود الكبير .[/color][/size]
[size=5][color=black] يمضي في حركة يسيرة لطيفة هينة لينة مع الوجود كله ومع الأحداث والأشياء والأشخاص، ومع القدر الذي يصرف الأحداث والأشياء والأشخاص.[/color][/size]
[size=5][color=black]اليسر في يده. واليسر في لسانه. واليسر في خطوه. واليسر في عمله واليسر في تصوره. واليسر في تفكيره. واليسر في أخذه للأمور. واليسر في علاجه للأمور. اليسر مع نفسه واليسر مع غيره.[/color][/size]
[size=5][color=black]
[/color][/size]
[color=#4b0082][size=5]وهكذا كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في كل أمره.. ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما كما روت عنه السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ وكما قالت عنه: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خلا في بيته ألين الناس، بساماً ضحاكاً " [/size]
[size=5]وفي هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في اللباس والطعام والفراش وغيرها ما يعبر عن اختيار اليسر وقلة التكليف ألبتة.[/size]
[size=5]ونهى عن التشدد في كل الأمور حتى في أمور العقيدة.[/size]
[size=5]ومن هذا قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " إن هذا الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه " (أخرجه البخاري).. [/size]
[size=5]" لا تشددوا على أنفسكم فيشدد عليكم فإن قوماً شددوا على أنفسهم فشدد عليهم.. " (أخرجه أبو داود).. [/size]
[size=5]إن المنبتّ لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى " (أخرجه البخاري)..[/size]
[size=5] يسروا ولا تعسروا " (أخرجه الشيخان).[/size]
[size=5]وفي أمور المعاملات[/size]
[size=5]قوله ـ صلى الله عليه وسلم :[/size]
[size=5]رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى (أخرجه البخاري) [/size]
[size=5]المؤمن هين لين . (أخرجه البيهقي) [/size]
[size=5]المؤمن يألف ويؤلف . (أخرجه الدارقطني). [/size]
[size=5]إن أبغض الرجال إلى الله الألدّ الخصم . أخرجه الشيخان.[/size]
[size=5]ومن قوله: " إن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق (أخرجه الترمذي)..[/size]
[size=5]وسيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلها صفحات من السماحة واليسر والهوادة واللين والتوفيق إلى اليسر في تناول الأمور جميعاً.[/size]
[/color][size=5][color=black]
[/color][/size]
[size=5][color=black]******[/color][/size]

[size=5][color=black]وهذه المبادئ تجعل من المؤمن نشيطا غير يائس ولا كسلان مهما أصابه من هم أو كرب وبذلك تنعكس على كل معاملاته تجاه الأخرين..[/color][/size]

[size=5][color=black]وتعريف " العسر " في الآيتين، يدل على أنه واحد، وتنكير " اليسر " يدل على تكراره، فلن يغلب عسر يسرين.[/color][/size]

[size=5][color=black]وفي تعريفه بالألف واللام، الدالة على الاستغراق والعموم يدل على أن كل عسر - وإن بلغ من الصعوبة ما بلغ - فإنه في آخره التيسير ملازم له.[/color][/size]

[size=5][color=black]ثم أمر الله رسوله أصلًا، والمؤمنين تبعًا ، بشكره والقيام بواجب نعمه ، فقال : ( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ﴾ أي : إذا تفرغت من أشغالك ، ولم يبق في قلبك ما يعوقه، فاجتهد في العبادة والدعاء.[/color][/size]

[size=5][color=black]﴿[/color][/size][size=5][color=#006400] وَإِلَى رَبِّكَ[/color][/size][size=5][color=black] ﴾ وحده ﴿[/color][/size][size=5][color=#006400] فَارْغَبْ [/color][/size][size=5][color=black]﴾ أي : أعظم الرغبة في إجابة دعائك وقبول عباداتك .[/color][/size]
[size=5][color=black]ولا تكن ممن إذا فرغوا وتفرغوا لعبوا وأعرضوا عن ربهم وعن ذكره، فتكون من الخاسرين.[/color][/size]

[size=5][color=black]وهكذا تكون حياة المؤمن نشاطا دائما سواء في العبادة أو العمل أو الراحة, فذكر الله لا ينقطع والتسبيح يشمل كل حياة الإنسان على المعنى الذي بيناه في سورة الأعلى..[/color][/size]
[size=5][color=black]فالتسبيح هو التمجيد والتنزيه واستحضار معاني الصفات الحسنى لله , والحياة بين إشعاعاتها وفيوضاتها وإشراقاتها في القلب والشعور . [/color][/size]

[size=5][color=black]وبذلك تنضبط حياة الإنسان فيعرف ما له وما عليه ولا يقع فريسة لطغيان أو فساد سواء منه أو عليه.[/color][/size]

[b][center][color=#006400][size=6]فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا[/size][size=5] [/size][size=2]– 5 [/size][size=6]إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا[/size][size=5] [/size][size=2]– 6 [/size]

[size=5]فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ [/size][size=2]– 7[/size][size=5] وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ [/size][size=2]– 8[/size][size=5] [/size][/color]
[color=#006400][size=5]
[/size][/color][/center]
[/b][size=5][color=black] *******[/color][/size]

[size=5][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/size]
[/center]
[/b][/font]

صابر عباس حسن 11-18-2011 10:24 PM

[font=arial][b][center][size=5]بسم الله الرحمن الرحيم[/size]

[size=5]مع الجزء الثلاثون[/size]
[size=5](24)[/size]
[size=5]وبعض آيات من سورة التين[/size]

[size=6][color=#000080][u]مبدأ الحفاظ على الفطرة القويمة
والمعنى الحقيقي للدين[/u][/color][/size]
[size=6][color=#000080][/color][/size]
[size=5][color=#006400]وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيْتُونِ[/color][/size][size=2][color=#006400] -1[/color][/size][size=5][color=#006400] وَطُورِ سِينِينَ[/color][/size][size=2][color=#006400] -2[/color][/size][size=5][color=#006400] وَهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ ٱلأَمِينِ[/color][/size][size=2][color=#006400] -3[/color][/size][size=5][color=#006400] لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ فِيۤ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ [/color][/size][size=2][color=#006400]-4[/color][/size][size=5][color=#006400] ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ [/color][/size][size=2][color=#006400]-5[/color][/size][size=5][color=#006400] إِلاَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ[/color][/size][size=2][color=#006400] -6 [/color][/size][size=5][color=#006400] فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِٱلدِّينِ[/color][/size][size=2][color=#006400] -7[/color][/size][size=5][color=#006400] أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَحْكَمِ ٱلْحَاكِمِينَ [/color][/size][size=2][color=#006400]-8 [/color][/size]


[size=6][color=#000080]الحقائق الرئيسية التي تعرضها سورة التين.[/color][/size]

[size=5]أولا : حقيقة الفطرة القويمة التي فطر الله الناس عليها، واستقامة طبيعتها مع طبيعة الإيمان بالله الواحد ، والوصول بها للمقام المقدر لها .[/size]
[size=5]ثانيا : هبوط الإنسان وسقوطه حين ينحرف عن سواء الفطرة واستقامة الإيمان بعقيدة التوحيد.[/size]

[size=5]ثالثا : حقيقة الدين الخاتم بشموله عقيدة وشريعة ومعاملات وأخلاق وعبادات ( الفرائض ) ...[/size]

[size=5]********[/size]

[size=5]فالإسلام دين الفطرة التي ترقى بالإنسان إلى صفوف الملائكة الكرام قال تعالى في سورة الإسراء : [/size]

[color=#000080][size=5]وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً [/size][size=2]– 70 [/size][/color]

[size=5]ولقد كرَّمنا ذرية آدم بالعقل وإرسال الرسل، وسَخَّرنا لهم جميع ما في الكون،[/size]
[size=5]وسَخَّرنا لهم ما يركبونه من وسائل النقل, سيارات وطائرات في البر والسفن في البحر لحملهم، ورزقناهم من طيبات المطاعم والمشارب، وفضَّلناهم على كثير من المخلوقات تفضيلا عظيمًا[/size]


[size=5]****[/size]

[size=6][color=#000080][u]أولا : حقيقة الفطرة القويمة[/u][/color][/size]

[size=6][color=#006400]لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ فِيۤ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ[/color][/size]

[size=5]ومن هذه الخصائص الروحية يتجلى تفوق التكوين الإنساني. فهو مهيأ لأن يبلغ من الرفعة مدى يفوق مقام الملائكة المقربين. كما تشهد بذلك قصة المعراج.. حيث وقف جبريل ـ عليه السلام ـ عند مقام، وارتفع نبينا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ـ الإنسان ـ إلى المقام الأسنى.[/size]

[size=5]قال تعالى في سورة البقرة :[/size]

[color=#000080][size=5]وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ [/size][size=2]– 30 [/size]
[size=5]وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [/size][size=2]– 31[/size][size=5] قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ [/size][size=2]– 32 [/size]
[size=5]قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ [/size][size=2]– 33 [/size]
[/color]
[size=5]فهكذا نرى تكريم الإنسان منذ أن خلقه الله تعالى وأمر الملائكة للسجود له... فهل هناك إرتقاء يعادل ذلك الإرتقاء وهذا السمو. ؟؟[/size]

[size=5]********[/size]

[size=6][color=#000080][u]ثانيا : هبوط الإنسان وسقوطه[/u][/color][/size]

[size=6][color=#006400]ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ [/color][/size]

[size=5]أما في حالة الكفر والشرك والإلحاد ينتكس الإنسان حيث يهوي إلى الدرك الذي لا يبلغ إليه مخلوق قط حيث تصبح البهائم أرفع منه وأقوم، لاستقامتها على فطرتها، وإلهامها تسبيح ربها، وأداء وظيفتها في الأرض على هدى. بينما هو المخلوق في أحسن تقويم، يجحد ربه، ويرتكس مع هواه، إلى درك لا تملك البهيمة أن ترتكس إليه.[/size]

[size=5]قال تعالى في سورة الحج : [/size]

[color=#000080][size=5]وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ[/size][size=2] – 31 [/size]
[/color]
[size=5]ولكن رحمة الله تعالى بالإنسان كبيرة وعظيمة فقد فتح له باب النجاة للصعود مرة أخرة إلى الفطرة السليمة.[/size]

[size=6][color=#006400]إِلاَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ [/color][/size]

[size=5]بالإيمان والعمل الصالح يرتقي الإنسان إلى الكمال المقدر له ، حتى ينتهي به إلى حياة الكمال في دار الكمال. [/size]

[size=6][color=#006400]فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ[/color][/size][size=5] -[/size]

[size=5] أي دائم غير مقطوع.[/size]


[size=5]*****[/size]

[size=6][color=#000080][u]ثالثا : حقيقة الدين[/u][/color][/size]

[size=6][color=#006400]فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِٱلدِّينِ ؟[/color][/size]
[size=6][color=#006400]أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَحْكَمِ ٱلْحَاكِمِينَ !![/color][/size]

[size=5]وحقيقة مصطلح الدين في الإسلام هو النظام الشامل الذي يحكم حياة الإنسان .. وبالمعنى الحديث يسمونه الدستور..[/size]
[size=5]قال تعالى في سورة يوسف : [color=#000080]مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ..[/color][/size]

[size=5]والدين يقال للطاعة والجزاء، والدين كالملة، لكنه يقال اعتبارا بالطاعة والانقياد للشريعة، [/size]
[size=5]قال تعالى : ( [color=#000080]إن الدين عند الله الإسلام[/color] )[/size][size=2] آل عمران/19،[/size][size=5] [/size]
[size=5]وقال تعالى : ( [color=#000080]ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن[/color] )[/size][size=2] النساء/125[/size][size=5]، أي : طاعة لشريعة الله تعالى، [/size]
[size=5]وقوله تعالى: ( [color=#000080]يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم[/color] ) [/size][size=2]النساء/171[/size][size=5]، [/size]

[size=5]وقال تعالى : ( [color=#000080]أفغير دين الله يبغون[/color] ) [/size][size=2]آل عمران/83[/size][size=5]، [/size]
[size=5]يعني أفغير شريعة الله يريدون ؟؟ وأي شريعة وضعية تستطيع أن تحيط بالنفس الأنسانية..[/size]
[size=5]قال تعالى في سورة الملك : [color=#000080]أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ[/color] [/size][size=2]- 14[/size]
[size=5] قال تعالى : ( [color=#000080]ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه[/color] )[/size][size=2] آل عمران/85،[/size][size=5] [/size]
[size=5]قال تعالى : ( [color=#000080]هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق[/color] )[/size][size=2] الصف/9،[/size][size=5] [/size]
[size=5]
وهكذا يتبين من الآيات السابقة أن الدين بمعناه الشامل يشمل الحياة جميعا , ومن هنا ندرك معنى الآية ( [color=#000080]لكم دينكم ولي دين[/color] )[/size]
[size=5]فهل للكافرين دين ؟؟ نعم دينهم عبادة الأصنام وقوانينهم يضعونها بناء على أهوائهم ورغباتهم..[/size]
[size=5]أما المؤمنون بدين الأسلام فهم يعبدون اله واحد خالق الكون يحي ويميت .. وقوانينهم من شريعة ربهم الشريعة الإسلامية..[/size]

[size=6][color=#006400]فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِٱلدِّينِ ؟
أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَحْكَمِ ٱلْحَاكِمِينَ !![/color][/size]


[size=5]*******[/size]

[size=5]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/size]
[/center]
[/b][/font]

صابر عباس حسن 11-26-2011 11:08 AM

[font=arial][b][center]
[size=5]بسم الله الرحمن الرحيم[/size]

[size=5]مع الجزء الثلاثون[/size]
[size=5](25)[/size]
[size=5]وبعض آيات من سورة العلق[/size]

[size=6][color=#000080][u]مبدأ العلم والبحث العلمي
أول ما نزل من القرآن العظيم[/u][/color][/size]


[color=#006400][size=5]اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ[/size][size=2] – 1 [/size][size=5] خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ [/size][size=2]– 2 [/size]
[size=5]اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ [/size][size=2]– 3 [/size][size=5]الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ [/size][size=2]– 4 [/size][size=5]عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ [/size][size=2]– 5[/size]
[/color]
[size=5]إن المدخل الأول للتعلم هو القراءة , [/size][size=6]( [color=#006400]اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ[/color] ) [/size][size=5]. [/size]

[size=5]وإن المدخل الأول للبحث العلمي هو النظر في الحقائق الموجودة في واقع الحياة[size=6] [/size][/size][size=6]( [color=#006400]خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ[/color] )..[/size][size=5].[/size]

[size=5]وإن المدخل الأول لكلا الأمرين تعلم الكتابة والوسيلة التي تكتب (القلم) والمعلم, لأن العلم مكتسب ولا يولد مع الإنسان, لا بد من معلم ووسيلة للكتابة.. ولذك كان التعلم لأبو البشر أدم عليه السلام . قال تعالى في سورة البقرة : [/size][size=6][color=#000080]وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ....[/color][/size]

[color=#006400][size=6] اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ[/size][size=5] [/size][size=3]– 3 [/size][size=6]الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ[/size][size=5] [/size][size=3]– 4[/size][size=5] عَلَّمَ الْإِنسَانَ [/size][size=6]مَا لَمْ يَعْلَمْ [/size][size=3]– 5[/size][/color]


[size=5]من أهم مقومات الحضار في الإسلام " العلم والبحث العلمي " فهو المقدمة الأولى لبناء الصرح الحضاري.. [/size]

[size=5]والعلماء ورثة الأنبياء كما ورد في الحديث الشريف : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :[/size]

[size=5][color=#000080]من سلك طريقا يطلب فيه علما ، سلك الله به طريقا من طرق الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع ، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ، ومن في الأرض ، والحيتان في جوف الماء ، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ، وإن العلماء ورثة الأنبياء ، وإن الأنبياء ، لم يورثوا دينارا ، ولا درهما ، إنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر...[/color][/size]
[size=2]الراوي: أبو الدرداء المصدر: صحيح الجامع للألباني –
خلاصة حكم المحدث: صحيح[/size]

[size=5]وأن الذين يخافون الله تعالى هم العلماء لما يرونه من حقائق مزهلة في عالم الإنسان والحيوان والنبات والجماد وفي مجرات النجوم والكوكب والأقمار وفي الذرة وفي البحار والأنهار.[/size]

[size=5]قال تعالى:[/size][size=6][color=#000080] إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ [/color][/size][size=3] - 28 فاطر [/size]

[size=5]********[/size]

[size=6][color=#000080][u]والعلم من أهم صفات من نزل عليهم القرآن العظيم[/u][/color][/size]


[size=5]قال تعالى: في أول سورة فصلت: [/size][color=#483d8b][size=5]حم [/size][size=2]– 1[/size][size=5] تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ[/size][size=2] - 2[/size][size=5] كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ[/size][size=2] – 3[/size][/color]

[size=5]يخبر تعالى عباده أن هذا القرآن العظيم ﴿ [color=#483d8b]تَنْزِيلُ[/color] ﴾ صادر ﴿ [color=#483d8b]مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ[/color] ﴾ الذي وسعت رحمته كل شيء، الذي من أعظم رحمته وأجلها، إنزال هذا الكتاب، الذي حصل به، من العلم والهدى، والنور، والشفاء، والرحمة، والخير الكثير، فهو الطريق للسعادة في الدارين...[/size]
[size=5]ثم أثنى على الكتاب بتمام البيان فقال : ﴿ [color=#483d8b]فُصِّلَتْ آيَاتُهُ[/color] ﴾ أي : فصل كل شيء , وهذا يستلزم من علماء المسلمين تدبر آياته والبحث في كافة العلوم التي أتى بها على الإجمال حتى يستوعبها البشر في كافة العصور....[/size]
[size=5]﴿ [color=#483d8b]قُرْآنًا عَرَبِيًّا[/color] ﴾ أي: باللغة الفصحى أكمل اللغات، فصلت آياته وجعل عربيًا. ﴿[color=#483d8b] لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ[/color] ﴾ أي: لأجل أن يتبين لهم معناه، كما تبين لفظه، ويتضح لهم الهدى من الضلال، والْغَيِّ من الرشاد.....[/size]

[size=5]وقد حافظ القرآن العظيم على اللغة العربية ونشرها في ربوع الأرض وجعلها من اللغات الحية في العالم.. وقد استوعبت اللغة العربية جميع علوم الأرض , والدليل على ذلك ما قام به علماء الإسلام بالترجمة لكتب العلوم في العصر الذهبي للدولة الإسلامية , والبحث العلمي في جميع أصول المعرفة سواء الرياضية في الجبر والهندسة أو العلوم الكيمائية أو الطبية أو علم الفلك من نجوم وكواكب أو الجغرافية أو التاريخية والشريعة والقانون..[/size]

[size=5]فتفوق المسلمون الأوائل في العلوم الصناعية في كافة المجالات مثل صناعة السفن والأساطيل البحرية وإنشاء الترع والسدود و إنشاء المدن وما ترتب عليها من مرافق وإضاءة...[/size]

[size=5]قال تعالى في سورة يونس : [/size]

[color=#000080][size=5]هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ [/size][size=2]– 5[/size][size=5] [/size]
[size=5]إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ [/size][size=2]– 6[/size][size=5] [/size]
[/color]

[size=5]*******[/size]

[size=5]هل أدركنا أهمية العلم والبحث العلمي في ظل عقيدة التوحيد..[/size]

[size=5]فرسالة الإسلام هي سياج الأمان من إنحراف الحضارات , فبدون مبادئ الإيمان تشتعل الحروب ويروج لها تجار السلاح..[/size]

[size=5]قال تعالى : [/size][size=6][color=#000080]كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ[/color][/size][size=5] [/size][size=2]– 64 المائدة[/size]

[size=5]ولكن في ظل عقيدة الإسلام , قال تعالى : [/size]

[size=7][color=#2f4f4f] إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[/color][/size][size=5] [/size][size=3]– 90 النحل[/size]

[size=5]*******[/size]

[size=5]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/size]
[/center]
[/b][/font]

صابر عباس حسن 12-02-2011 06:24 PM

[center][font=arial][b]
[size=5]بسم الله الرحمن الرحيم[/size]

[size=5]مع الجزء الثلاثون[/size]
[size=5](26)[/size]
[size=5]وبعض آيات من سورة القدر[/size]

[size=6][color=#000080][u]المصدر الإلهي للقرآن العظيم[/u][/color][/size]

[color=#006400][size=5]إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ[/size][size=2]-1[/size][size=5] وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ[/size][size=2] -2[/size][size=5] لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ [/size][size=2]-3[/size][size=5] تَنَزَّلُ ٱلْمَلاَئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ [/size][size=2]-4[/size][size=5] سَلاَمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ ٱلْفَجْرِ [/size][size=2]- 5[/size][/color]


[size=5]تتحدث سورة القدر عن زمن نزول القرآن العظيم إلى السماء الدنيا من لدن رب العزة , ثم نزوله منجما فترة البعثة الشريفة ,ليكون قرآنا مطبقا مع كل حدث ويعيش المؤمن متطلعا إلى خبر السماء طيلة البعثة النبوية الشريفة لنبينا صلوات ربي وسلامه عليه .[/size]

[size=5]وإنه لشعور عظيم والمسلمون يترقبون خبر السماء يتنزل عليهم لينظم لهم حياتهم ويعلمهم مالم يكونوا يعلمون ..[/size]
[size=5]فكانوا يحفظون الآيات مع العمل بها فجعلت منهم خير أمة أخرجت للناس ينشرون العدل والحرية في ربوع الأرض..[/size]

[size=5]وبقدر تدبرنا اليوم للقرآن العظيم بقدر تعرضنا لرحمات ربنا جل وعلا . وكأنه ينزل إلينا هذه الأيام , وكثير ممن يتلون القرآن يشعرون بذلك , يشعرون بالسكينة والرحمة , والهدوء , والشفاء من مرض القلوب . ويشعرون بمخاطبة الله تعالى لهم , فالقرآن العظيم كلام الله تعالى .[/size]

[size=5]قال تعالى في سورة التوبة :[/size]

[size=5][color=#000080] وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ [/color][/size][size=2][color=#000080]– 6[/color][/size]
[size=5]
[/size][/b][/font][font=arial][b][size=5]وقد تولى المولى تبارك وتعالى حفظ كتابه , فجعله ميسر للذكر وميسر للحفظ , وإنك لتعجب اليوم من حفظة للقرآن صغارا وكبارا حول العالم ولا يتحدثون اللغة العربية... إنه لإعجاز يفوق التصور ..ولكنه الحفظ الإلهي لكتابه , فلا يزيد حرف ولا ينقص حرف . وإن حدث يكتشف فورا فتحرق النسخ التي زاد فيها حرف أو نقص منها حرف .. وقد حدث ذلك وكان أولها ما فعله الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه..[/size]
[size=5]فإن العرضة الأخيرة من جبريل عليه السلام للقرآن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هي التي بين أيدينا من أوله إلى أخره من حيث ترتيب السور وعدد الآيات.. وقد ثبت ذلك بالتواتر.. والنسخ المحفوظة حتى الأن . والأهم من ذلك أن تلقي حفظ القرآن لا يتم إلا بالمشافهة أي عن طريق الحفاظ لطلاب العلم ولا يتم بالقراءة فقط ..فالقارئ للقرآن العظيم سمعه من شيخه الذي سمعه الأخير بدوره من شيخة أيضا إلى أن يصل أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.. [/size]

[size=5]قال تعالى في سورة الحجر :[/size]

[color=#000080][size=6] إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ[/size][size=5] [/size][size=2]– 9 [/size][/color]

[size=5] أي: القرآن الذي فيه ذكرى لكل شيء من المسائل والدلائل الواضحة، وفيه يتذكر من أراد التذكر، ﴿ [color=#000080]وإنا له لحافظون[/color] ﴾ أي : في حال إنزاله وبعد إنزاله ، ففي حال إنزاله حافظون له من استراق كل شيطان رجيم، وبعد إنزاله أودعه الله في قلب رسوله ، واستودعه فيها ثم في قلوب أمته ، وحفظ الله ألفاظه من التغيير فيها والزيادة والنقص ، ومعانيه من التبديل ، فلا يحرف محرف معنى من معانيه إلا وقيض الله له من يبين الحق المبين، وهذا من أعظم آيات الله ونعمه على عباده المؤمنين، ومن حفظه أن الله يحفظ أهله من أعدائهم، ولا يسلط عليهم عدوا يجتاحهم.[/size]

[size=6][color=#006400]إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ ٱلْقَدْ[/color][/size][/b][/font][color=#006400][b][size=6]رِ [/size][/b][b][size=2]-1[/size][/b][/color]
[font=arial][b]
[size=5]وهي ليلة بدء نزول هذا القرآن على قلب نبينا محمد ـ صلى الله عليه وأله وسلم ـ ليلة ذات الحدث العظيم الذي لم تشهد الأرض مثله في عظمته، وفي دلالته، وفي آثاره في حياة البشرية جميعاً .[/size]
[size=5]والعظمة التي لا يحيط بها الإدراك البشري.[/size]

[size=5]والليلة التي تتحدث عنها السورة هي الليلة التي جاء ذكرها في سورة الدخان.[/size]
[size=5][color=#000080]إنا أنزلناه في ليلة مباركة، إنا كنا منذرين، فيها يفرق كل أمر حكيم. أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين. رحمة من ربك إنه هو السميع العليم .[/color][/size]

[size=5]والمعروف أنها ليلة من ليالي رمضان، كما ورد في سورة البقرة:[/size]
[size=5][color=#000080]شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان....[/color][/size]

[size=5]فهل أدركنا أهمية القرآن العظيم في تنظيم حياتنا وسلوكنا وأخلاقنا فهو دستور الأخلاق الفاضلة وهو المصدر الأول لشريعة الإسلام..[/size]
[size=5]فما أعظم المجتمعات التي يكون مصدر تشريعاتهم كلام الله تعالى وسنة نبينا صلوات ربي وسلامه عليه...[/size]

[size=5]*********[/size]

[size=5]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/size]
[/b][/font][/center]

صابر عباس حسن 12-09-2011 11:31 PM

[font=arial][center]
[size=5][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b][/size]

[size=5][b]مع الجزء الثلاثون[/b][/size]
[size=5][b](27)[/b][/size]
[size=5][b]وبعض آيات من سورة البينة[/b][/size]

[size=6][b][color=#000080][u]خير البرية[/u][/color][/b][/size]

[size=6][/size]
[color=#006400][b][size=6]إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ[/size][size=2]- 7[/size][/b][/color]

[size=5][b]******[/b][/size]

[size=5][b]([color=#006400] إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا [/color]) إنه الإيمان الذي ينشئ آثاره في واقع الحياة .. فالمؤمن من أمنه الناس والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده ..[/b][/size]
[size=5][b]( [color=#006400]وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ[/color] ) أي العمل وليس الكلام الذي لا يتعدى الشفاه ! .... والصالحات هي كل ما أمر الله تعالى بفعله من عبادة وخلق وعمل وتعامل . وفي أولها إقامة شريعة الله في الأرض , والحكم بين الناس بما شرع الله . فمن كانوا كذلك فهم خير البرية...[/b][/size]

[size=5][b]قال تعالى في سورة ال عمران : [/b][/size]

[color=#000080][b][size=5]كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ [/size][size=2]– 110[/size][/b][/color]

[size=5][b]يمدح تعالى هذه الأمة ويخبر أنها خير الأمم التي أخرجها الله للناس، وذلك بتكميلهم لأنفسهم بالإيمان المستلزم للقيام بكل ما أمر الله به، وبتكميلهم لغيرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المتضمن دعوة الخلق إلى عبادة الله الواحد وترك عبادة العباد وبذل الجهد على ذلك وبذل المستطاع في ردهم عن ضلالهم وغيهم وعصيانهم ... فبهذا كانوا خير أمة أخرجت للناس ، ولما كانت الآية السابقة وهي قوله تعالى : [/b][/size]
[size=5][b]﴿ [color=#000080]ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن [/color][/b][/size][color=#000080][/color][size=5][b][color=#000080]المنكر[/color] ﴾ [/b][/size]

[size=5][b]أمرا منه تعالى لهذه الأمة، والأمر قد يمتثله المأمور ويقوم به، وقد لا يقوم به ، فإن قامت به الأمة فهم خير البرية, وإن لم تقم به فتتساوى مع باقي الأمم والغلبة للأقوي وهكذا سنة الله في الأرض . فبينت الآية 110 التزام المؤمنون بتلك الأوامر ولذلك إستحقوا لقب الخيرية على الأمم [/b][/size][color=#000080][b].[/b][/color]
[color=#000080][/color] [b][center][b][center][b][center][size=6][color=#000080]( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ )[/color][/size][/center]
[/b][/center]
[/b][/center]
[/b][size=5][b][color=#000080]
[/color][/b][/size][size=5][/size]
[size=6][b][color=#000080]فالتمكين في الأرض له شروط .[/color][/b][/size]

[size=5][b]وقد تحققت تلك الشروط في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم , ففتحوا القلوب قبل البلاد وسادوا العالم لقرون عديدة نشروا العدل والحرية , وكانت الدول التي لم تدخل الإسلام في ظلام الجهل والتخلف...[/b][/size]

[size=6][b]فهل نحن اليوم مستعدون ومؤهلين لتلك الخيرية ؟؟؟ نتمنى ذلك .!![/b][/size]
[size=5][b]
قال تعالى في سورة الحج : [/b][/size]

[color=#483d8b][b][size=5].... وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [/size][size=2]-40[/size]

[size=5] الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ [/size][size=2]- 41[/size]
[/b][/color]


[size=5][b]فوعد الله المؤكد الوثيق المتحقق الذي لا يتخلف هو أن ينصر من ينصره . . فمن هم هؤلاء الذين ينصرون الله , فيستحقون نصر الله , القوي العزيز الذي لا يهزم من يتولاه ?[/b][/size]

[size=5][b] إنهم هؤلاء ( [color=#483d8b]الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ[/color] )[/b][/size]

[size=5][b]فحقق الله تعالى لهم النصر وثبتهم ..لأنهم وثقوا صلتهم به بإقامة الصلاة .. وأدوا حق المال بإخراج الزكاة فحققوا التكافل الإجتماعي الذي يكفل تلاحم الأمة بين الأغنياء والفقراء , ثم محاربة الفساد بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. [/b][/size]

[size=5][b]بهذه الشروط ترقى الأمم وتستمر في عزتها وكرامتها بين الأمم محققة العدل والحرية والمساوة في ظل شريعة ربها تستلهم منها قوانينها لتسعد في الدنيا بالرخاء والاستقرار والعدالة الإجتماعية.. ثم النعيم الأبدي في الأخرة مع النبين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا..[/b][/size]

[color=#006400][b][size=6]إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ[/size][size=2]- 7 [/size][/b][/color]
[color=#006400][b][size=2]
[/size][size=5]جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ [/size][size=2]- 8[/size][/b][/color]



[size=5][b]*******[/b][/size]
[size=5][b]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/b][/size]
[/center]
[/font]

صابر عباس حسن 12-16-2011 11:47 PM

[font=arial][b][center]
[size=5]بسم الله الرحمن الرحيم[/size]

[size=5]مع الجزء الثلاثون[/size]
[size=5](28)[/size]
[size=5]وبعض آيات من سورة الزلزلة[/size]

[size=6][color=#000080][u]معاملات الإنسان[/u]
وحساب الأخرة.[/color][/size]


[color=#006400][size=5]إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا [/size][size=2]- 1[/size][size=5] وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا [/size][size=2]– 2[/size][size=5] وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا [/size][size=2]- 3[/size][size=5] [/size]
[size=5]يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا [/size][size=2]– 4[/size][size=5] بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا [/size][size=2]– 5[/size][size=5] يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ [/size][size=2]– 6[/size][size=5] فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ [/size][size=2]– 7[/size][size=5] وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [/size][size=2]– 8[/size][size=5] [/size][/color]


[size=5]إنه يوم القيامة حيث ترتجف الأرض الثابتة ارتجافا , وتزلزل زلزالا , وتنفض ما في جوفها نفضا , وتخرج ما يثقلها من أجساد ومعادن وغيرها مما حملته طويلا . وكأنها تتخفف من هذه الأثقال , التي حملتها طويلا .. [/size]

[size=5]ولعل أكثرنا عايش أحداث الزلازل التي تقع في أماكن مختلفة على وجه الأرض ومدى الفزع والخوف في قلوب البشر ومدى الدمار التي تحدثه تلك الزلازل ولعل الكثير يتذكر كيف تبتلع قرى ومدن كاملة مثل مدينة الأصنام في الجزائر فإنها إختفت تماما من الخارطة الأرضية..[/size]

[size=5]ولكن زلزال يوم القيامة يختلف عن كل الزلازل التي حدثت على مر العصور .. [/size]
[size=5]فهو مشهد يهز تحت أقدام المستمعين لهذه السورة كل شيء ثابت ; ويخيل إليهم أنهم يترنحون ويتأرجحون , والأرض من تحتهم تهتز وتمور مشهد يخلع القلوب من كل ما تتشبث به من هذه الأرض , وتحسبه ثابتا باقيا ; وهو الإيحاء الأول لمثل هذه المشاهد التي يصورها القرآن , ويودع فيها حركة تكاد تنتقل إلى أعصاب السامع بمجرد سماع العبارة القرآنية الفريدة....[/size]

[size=5]ويزيد هذا الأثر وضوحا بتصوير "الإنسان" حيال المشهد المعروض , ورسم انفعالاته وهو يشهده , وقال الإنسان : ما لها ؟؟ [/size]

[size=5]وهو سؤال المفجوء , الذي يرى ما لم يعهد , ويواجه ما لا يدرك , ويشهد ما لا يملك الصبر أمامه والسكوت . مالها ? ؟ ما الذي يزلزلها هكذا ويرجها رجا ? مالها ? ويحاول أن يمسك بأي شيء يسنده ويثبته , وكل ما حوله يمور مورا شديدا..[/size]

[size=5]والإنسان" قد شهد الزلازل والبراكين من قبل , وكان يصاب منها بالهلع والذعر , والهلاك والدمار , ولكنه حين يرى زلزال يوم القيامة لا يجد أن هناك شبها بينه وبين ما كان يقع من الزلازل والبراكين في الحياة الدنيا . فهذا أمر جديد لا عهد للإنسان به . أمر لا يعرف له سرا , ولا يذكر له نظيرا . أمر هائل يقع للمرة الأولى ...[/size]

[b][center][color=#006400][size=5]يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا [/size][size=2]– 4[/size][size=5] بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا [/size][size=2]– 5[/size][/color][/center]
[/b]
[size=5]يومئذ تحدث هذه الأرض أخبارها , وتصف حالها وما جرى لها . . لقد كان ما كان لها ( [color=#006400]بأن ربك أوحى لها[/color] ) . . وأمرها أن تمور مورا , وأن تزلزل زلزالها , وأن تخرج أثقالها ..... فأطاعت أمر ربها ( [color=#4b0082]وأذنت لربها وحقت [/color][/size][size=2]-2 الانشقاق[/size][size=5] ). [/size]


[b][center][color=#006400][size=5]يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ [/size][size=2]– 6[/size][/color][/center]
[/b]

[size=5]وفي لمحة نرى مشهد القيام من القبور: [/size][b][center][b][center][color=#006400][size=5]يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ [/size][size=2]– 6[/size][/color][/center]
[/b][/center]
[/b][b][center][size=5] [/size][/center]
[/b]

[size=5]نرى مشهدهم شتيتا منبعثا من أرجاء الأرض ( [color=#4b0082]كأنهم جراد منتشر[/color] [/size][size=2]– 7 القمر[/size][size=5] ). . وهو مشهد لا عهد للإنسان به كذلك من قبل . مشهد الخلائق في أجيالها جميعا تنبعث من هنا ومن هناك: [/size]
[size=5]( [color=#4b0082]يوم تشقق الأرض عنهم سراعا[/color] [/size][size=2]– 44 ق[/size][size=5] ) [/size]
[size=5]( [color=#4b0082]لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه[/color] [/size][size=2]– 37 عبس[/size][size=5] )[/size]

[size=5]إنه مشهد لا تعبر عن صفته لغة البشر . هائل مروع . مفزع . مرعب . مذهل....[/size]
[size=5]لعله يحرك القلوب الغافلة الحائرة التي تهيم في الدنيا وكأنها دار الخلود والأستقرار..ولا تعبأ بأكل الحرام والفساد في الأرض.[/size]
[size=5]إن المؤمن بذلك اليوم يتلمس الحلال في كل شئ ولا يرضى بالفساد في الأرض ...[/size]

[b][center][color=#006400][size=5]فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ [/size][size=2]– 7[/size][size=5] وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [/size][size=2]– 8[/size][size=5] [/size][/color][/center]
[/b]
[size=5]فالذرة لا ترى أبدا حتى بأعظم المجاهر في المعامل و لم يسبق لواحد من العلماء أن رآها بعينه ولا بمجهره . وكل ما رآه هو آثارها.... [/size]
[size=5]فهذه أو ما يشبهها من ثقل , من خير أو شر , تحضر ويراها صاحبها ويجد جزاءها ... [/size]
[size=5]عندئذ لا يحقر "الإنسان" شيئا من عمله . خيرا كان أو شرا . ولا يقول:هذه صغيرة لا حساب لها ولا وزن . إنما يرتعش وجدانه أمام كل عمل من أعماله .... وخاصة أن جميع الأعمال تأتي حاضرة يوم القيامة..[/size]

[size=5][color=#4b0082]وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا[/color] [/size][size=2]– 49 الكهف[/size]

[size=5]*******[/size]

[size=5]اللهم أسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض...أمين أمين أمين.[/size]

[size=5]إن رحمة الله وسعت كل شئ فهو غافر الذنب وقابل التوب..[/size]
[size=5]أرشدنا في هذه السورة قبل فوات الأوان..فعمر الإنسان هو الفرصة المتاحة له لتحصيل الحسنات .[/size]
[color=#000080][size=5]قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :[/size]
[size=5]إذا مات الرجل انقطع عمله إلا من ثلاث ولد صالح يدعو له أو صدقة جارية أو علم ينتفع به ...[/size][/color]
[size=2]الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن عساكر - المصدر: معجم الشيوخ - الصفحة أو الرقم: 1/432
خلاصة حكم المحدث: صحيح[/size]

[size=5]إن جميع معاملات الإنسان على هذه الأرض هي للإختبار , فقد ينجح الإنسان في أحدها دون أن يدري ..كمن سقى كلب بخفه , فدخل بذلك الفعل الجنة..[/size]
[color=#000080][size=5]قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :[/size]
[size=5]بينا رجل بطريق ، اشتد عليه العطش ، فوجد بئرا فنزل فيها ، فشرب ثم خرج ، فإذا كلب يلهث ، يأكل الثرى من العطش ، فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني ، فنزل البئر فملأ خفه ماء ، فسقى الكلب ، فشكر الله له فغفر له . قالوا : يا رسول الله ، وإن لنا في البهائم لأجرا ؟ فقال : في كل ذات كبد رطبة أجرا[/size][/color]

[size=2]الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2466
خلاصة حكم المحدث: صحيح[/size]

[size=5]والصورة المقابلة لمن دخلت النار في هرة ..[/size]
[color=#000080][size=5]قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :[/size]
[size=5]دخلت امرأة النار في هرة ربطتها ، فلم تطعمها ، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض..[/size][/color]
[size=2]الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3318
خلاصة حكم المحدث: صحيح [/size]

[size=5]فما بالنا بمعاملة الإنسان لأخيه الإنسان.. هذا في معاملات غير الإنسان,[/size]
[color=#000080][size=5]قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :[/size]
[size=5]تبسمك في وجه أخيك لك صدقة ، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة ، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة ، وإماطتك الأذى والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة ، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة....[/size][/color]
[size=2]الراوي: أبو ذر الغفاري - المصدر: صحيح الترغيب للألباني - الصفحة أو الرقم: 2685
خلاصة حكم المحدث: صحيح[/size]

[size=5]هل أدركنا مدى حساسية ميزان يوم القيامة ؟؟[/size]

[color=#006400][size=6]فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ[/size][size=5] [/size][size=2]– 7 [/size]

[size=6]وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ[/size][size=5] [/size][size=2]– 8[/size][size=5] [/size][/color]

[size=5]******[/size]

[size=5]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/size][/center]
[/b][/font]

صابر عباس حسن 12-22-2011 11:40 PM

[font=arial][b][center][center][size=5][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/size]

[size=5][color=black]مع الجزء الثلاثون[/color][/size]
[size=5][color=black](29)[/color][/size]
[size=5][color=black]وبعض آيات من سورة العاديات[/color][/size]

[size=6][color=#000080][u]المال ودوره الحقيقي في المعاملات[/u][/color][/size]
[size=6][color=#000080][/color][/size]
[color=#006400][size=5]إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ[/size][size=2] – 6 [/size][size=5] وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ [/size][size=2]– 7 [/size][size=5]وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ [/size][size=2]– 8[/size][size=5] أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ [/size][size=2]– 9[/size][size=5] وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ [/size][size=2]– 10[/size][size=5] إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ [/size][size=2]– 11[/size][size=5] [/size]
[/color]
[size=5][color=black]إن الإنسان ليجحد نعمة ربه , وينكر جزيل فضله . ويتمثل كنوده وجحوده في مظاهر شتى تبدو منه أفعالا وأقوالا , فتقوم عليه مقام الشاهد الذي يقرر هذه الحقيقة . وكأنه يشهد على نفسه بها . أو لعله يشهد على نفسه يوم القيامة بالكنود والجحود : ( [/color][/size][size=5][color=#006400]وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ[/color][/size][size=5][color=black] ). . يوم ينطق بالحق على نفسه حيث لا جدال ولا إنكار ..[/color][/size]


[size=5][color=black]( [/color][/size][size=5][color=#006400]وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ[/color][/size][size=5][color=black] ) أي لحب المال وهذه فطرته . وهذا طبعه . ما لم يخالط الإيمان قلبه . فيغير من تصوراته وقيمه وموازينه واهتماماته . ويحيل كنوده وجحوده اعترافا بفضل الله وشكرانا . كما يبدل أثرته وشحه إيثارا ورحمة . ويريه القيم الحقيقية التي تستحق الحرص والتنافس والكد والكدح . وهي قيم أعلى من المال والسلطة والمتاع الحيواني بأعراض الحياة الدنيا...[/color][/size]

[size=5][color=black]إن الإنسان - بغير إيمان - صغير الاهتمامات . ومهما كبرت أطماعه . واشتد طموحه , وتعالت أهدافه , فإنه يظل مرتكسا في حمأة الأرض , مقيدا بحدود العمر , سجينا في سجن الذات . . لا يطلقه ولا يرفعه إلا الاتصال بخالقه ( الله رب العالمين ) الذي يدعوه لدار السلام .[/color][/size]

[size=5][color=black]******[/color][/size]
[size=5][color=black]إن تحصيل الأموال يتم من خلال العمل وبذلك تتكامل مصالح وإحتياجات البشر ...فالعامل يجتهد في عمله لكي يحصل على المال الذي به يلبي حاجاته من مسكن ومأكل وتلبية حاجات أهله وأولاده.. وبالمثل جميع التخصصات ... فالكل يسعى للحصول على المال ليعيش كريما بين الناس.. وهذا أمر شرعي لكل إنسان ذو قوة وموهبة من الله تعالى ..[/color][/size]

[size=5][color=black]قال تعالى في سورة الملك : [/color][/size]

[color=#000080][size=5]هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ [/size][size=2]– 15[/size][/color][size=5][color=black] [/color][/size]

[size=5][color=black]أي: هو الذي سخر لكم الأرض وذللها، لتدركوا منها كل ما تعلقت به حاجتكم، من غرس وبناء وحرث، وطرق يتوصل بها إلى الأقطار النائية والبلدان الشاسعة ، ﴿ [/color][/size][size=5][color=#000080]فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا[/color][/size][size=5][color=black] ﴾ أي : لطلب الرزق والمكاسب.[/color][/size]

[size=5][color=black]وقال تعالى في سورة هود :[/color][/size]

[size=5][color=black]﴿ [/color][/size][size=5][color=#000080]هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا[/color][/size][size=5][color=black] ﴾[/color][/size]

[size=5][color=black]أي: طلب منكم إعمارها، وأنعم عليكم بالنعم الظاهرة والباطنة، ومكنكم في الأرض، تبنون، وتغرسون، وتزرعون، وتحرثون ما شئتم، وتنتفعون بمنافعها، وتستغلون ثرواتها فيما يسعدكم في الدنيا ويكون سبيلا لإسعادكم في الأخرة...[/color][/size]

[size=5][color=black]وفي الحديث الشريف :[/color][/size]

[size=5][color=#000080]قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أكل أحد طعاما قط ، خيرا من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده[/color][/size]
[size=2][color=black]الراوي: المقدام بن معد يكرب - المصدر: صحيح البخاري - [/color]
[color=black]خلاصة حكم المحدث: صحيح[/color][/size]



[size=5][color=black]******[/color][/size]
[size=6][color=#000080][u]المال ضروري في جميع معاملات الإنسان[/u][/color][/size]

[size=5][color=black]ولذلك أمرنا الله تعالى بالحفاظ عليه وعدم إهداره وتبذيره, وفي نفس الوقت عدم البخل به , وبذله في مشاريع الخير التي تعود على الإنسانية...[/color][/size]

[size=5][color=black]قال تعالى في سورة الإسراء :[/color][/size]

[color=#483d8b][size=5]وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا [/size][size=2]– 26 [/size][size=5] إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا [/size][size=2]– 27 [/size][size=5] وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا [/size][size=2]– 28[/size]
[size=5] وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا[/size][size=2] – 29 [/size]
[size=5] إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا [/size][size=2]– 30[/size][size=5] [/size]
[/color]
[size=5][color=black]****[/color][/size]

[color=#000080][u][size=5]فالمؤمن يتعامل مع المال بتوازن ويعلم أنه وسيلة وليس هدفا..[/size]
[/u][/color]
[size=5][color=black]قال تعالى في سورة الفرقان :[/color][/size]

[size=5][color=#483d8b]وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً [/color][/size][size=2][color=#483d8b]- 67[/color][/size]

[size=5][color=black]والذين إذا أنفقوا من أموالهم لم يتجاوزوا الحد في العطاء، ولم يضيِّقوا في النفقة، وكان إنفاقهم وسطًا بين التبذير والتضييق...[/color][/size]

[size=5][color=black]******[/color][/size]

[size=5][color=black]أما في حالة طغيان الحب للمال بحيث يصبح هدف وليس وسيلة - فيدمر حياة الإنسان ويحطم نفسيته ولا يقنع ولو ملك الأرض جميعا..[/color][/size]

[size=5][color=black]قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :[/color][/size]
[size=5][color=#000080]لو أن ابن آدم أعطي واديا ملأى من ذهب أحب إليه ثانيا ، ولو أعطي ثانيا أحب إليه ثالثا ، ولا يسد جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب... [/color][/size]
[size=2][color=black]الراوي: سهل بن سعد الساعدي - المصدر: صحيح البخاري [/color]
[color=black]خلاصة حكم المحدث: صحيح[/color]
[/size]

[size=5][color=black]وهناك نماذج ممن جمع المال فكان وبالا عليه في الدنيا والأخرة..ومن هذه النماذج ( قارون ) و ( فرعون ) ومن النماذج الحديثة ما يعرفه الجميع - زالوا وزالت أموالهم فلم تنفعهم الأموال الطائلة بل كانت وبالا عليهم...[/color][/size]


[size=5][color=black]ومن ثم تجيء اللفتة الأخيرة في السورة لعلاج الكنود والجحود والأثرة والشح , لتحطيم قيد النفس وإطلاقها منه . مع عرض مشهد البعث والحشر في صورة تنسي حب الخير , وتوقظ من غفلة البطر... [/color][/size]

[b][center][center][color=#006400][size=5]أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ [/size][size=2]– 9[/size][size=5]وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ [/size][size=2]– 10[/size][size=5] إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ [/size][size=2]– 11[/size][size=5] [/size][/color][/center]
[/center]
[/b]
[size=5][color=black]وهو مشهد عنيف مثير . بعثرة لما في القبور ...وتحصيل لأسرار الصدور التي ضنت بها وخبأتها بعيدا عن العيون . [/color][/size]


[b][center][center][b][center][center][b][center][center][color=#006400][size=6]إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ[/size][size=5] [/size][size=2]– 11[/size][size=5] [/size][/color][/center]
[/center]
[/b][/center]
[/center]
[/b][/center]
[/center]
[/b][size=5][color=black] [/color][/size]

[size=5][color=black]*******[/color][/size]

[size=5][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/size]

[/center]
[/center]
[/b][/font]

صابر عباس حسن 12-27-2011 12:51 AM

[color="black"][size="5"][font="arial"][b][center]
بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الثلاثون
(30)
وبعض آيات من سورة القارعة

[color="navy"][u][size="6"]ميزان العدل يوم القيامة[/size][/u]
وأثره في المعاملات[/color]

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[color="#483d8b"]أتدرون من المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع . فقال : إن المفلس من أمتي ، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا . فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته . فإن فنيت حسناته ، قبل أن يقضى ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه . ثم طرح في النار[/color]
[size="2"]الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم
خلاصة حكم المحدث: صحيح[/size]

جميع المعاملات تسطر صفحات الإنسان يوم القيامة حتى الكلمات التي يتكلمها الإنسان دون أن يدري لها بالا..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[color="navy"]إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ، لا يلقي لها بالا ، يرفعه الله بها درجات ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ، لا يلقي لها بالا ، يهوي بها في جهنم..[/color]
[size="2"]الراوي: أبو هريرة - المصدر: صحيح البخاري.
خلاصة حكم المحدث: صحيح[/size]

*******

[color="#006400"] فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ [size="2"]– 6[/size] فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ [size="2"]– 7 [/size] وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ [size="2"]– 8[/size] فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ [size="2"]– 9 [/size] وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ [size="2"]– 10[/size] نَارٌ حَامِيَةٌ [size="2"]- 11[/size][/color]

( [color="#006400"]فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ [/color] ) في اعتبار الله وتقويمه ( [color="#006400"] فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ [/color] ). .راضية برضاء الله عليهم , راضية بالنعيم الأبدي الذي لا موت بعده...
[color="#4b0082"]عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ "إذا دخل أهل الجنة - الجنة- ينادي مناد‏:‏ إن لكم أن تحيوا، فلا تموتوا أبداً، وإن لكم أن تصحوا، فلا تسقموا أبداً، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً، وإن لكم أن تنعموا، فلا تبأسوا أبداً‏"‏.[/color]
‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

[color="#2f4f4f"]وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ إن في الجنة سوقاً يأتونها كل جمعة‏.‏ فتهب ريح الشمال، فتحثوا في وجوههم وثيابهم، فيزدادون حسناً وجمالاً فيرجعون إلى أهليهم، وقد ازدادوا حسناً وجمالاً، فيقول لهم أهلوهم‏:‏ والله لقد ازددتم حسناً وجمالاً‏!‏ فيقولون‏:‏ وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً‏!........... .[/color]
‏‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

[color="#483d8b"]وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة‏:‏ يا أهل الجنة، فيقولون ‏:‏ لبيك ربنا وسعديك، والخير في يديك فيقول‏:‏ هل رضيتم‏ ؟‏
فيقولون‏:‏ وما لنا لا نرضى يا ربنا وقد أعطيتنا مالم تعط أحداً من خلقك‏!‏
فيقول‏:‏ ألا أعطيكم أفضل من ذلك فيقولون‏:‏ وأي شيء أفضل من ذلك‏؟‏
فيقول‏:‏ أحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبدا. [/color]
متفق عليه‏)‏‏)‏‏.‏

*******

( [color="#006400"]وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ[/color] ) في اعتبار الله وتقويمه ( [color="#006400"]فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ[/color] ) والأم هي مرجع الطفل وملاذه . فمرجع القوم وملاذهم يومئذ هو الهاوية
[color="#006400"]وما أدراك ما هيه[/color] ؟؟
سؤال التجهيل والتهويل المعهود في القرآن , لإخراج الأمر عن حدود التصور وحيز الإدراك...
ثم يجيء الجواب
[color="#006400"]نَارٌ حَامِيَةٌ [size="2"]- 11[/size][/color]

هذه هي أم الذي خفت موازينه ! أمه التي يفيء إليها ويأوي...والأم عندها الأمن والراحة . فماذا هو واجد عند أمه هذه - الهاوية النار الحامية...
أعاذنا الله وإياكم وسائر المؤمنين...

*****

هل أدركنا أهمية الحسنات التي يحصلها الإنسان المؤمن ..؟؟

وقد أرشدنا نبينا صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الأمر.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

[color="navy"]كلمتان حبيبتان إلى الرحمن ، خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم.[/color]
[size="2"]الراوي : أبو هريرة - المصدر: صحيح البخاري
خلاصة حكم المحدث: صحيح[/size]

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

[color="#4b0082"]من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة ، والحسنة بعشرة أمثالها ، لا أقول الم حرف ، ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف...[/color]
[size="2"]الراوي : عبدالله بن مسعود
المصدر : الأحكام الصغرى - صحيح الإسناد[/size]

وقال تعالى في أخر سورة هود :

[color="#4b0082"]وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ [size="2"]– 114[/size] وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [size="2"]– 115[/size][/color]

[size="6"][color="navy"]﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾[/color][/size]

أي: فهذه الصلوات الخمس، وما ألحق بها من التطوعات من أكبر الحسنات، وهي: مع أنها حسنات تقرب إلى الله، وتوجب الثواب، فإنها تذهب السيئات وتمحوها، والمراد بذلك : الصغائر، كما قيدتها الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثل قوله: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر"، بل كما قيدتها الآية التي في سورة النساء، وهي قوله تعالى :

[color="#4b0082"]﴿ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا ﴾[/color]

وهكذا فإن جميع معاملات المؤمن تنضبط إذا وضع نصب عينيه صحيفته والميزان ...

ففي الحديث القدسي الذي رواه مسلم يقول الله تعالى :

[color="#483d8b"]يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ، ثم أوفيكم إياها ؛ فمن وجد خيرًا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه.[/color]

******

[color="#006400"] فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ [size="2"]– 6[/size] فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ [size="2"]– 7 [/size] وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ [size="2"]– 8[/size] فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ [size="2"]– 9 [/size] وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ [size="2"]– 10[/size] نَارٌ حَامِيَةٌ [size="2"]- 11[/size][/color]

******

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/center][/b][/font][/size][/color]

صابر عباس حسن 12-30-2011 11:17 PM

[font=arial][b][center][size=5][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/size]

[size=5][color=black]مع الجزء الثلاثون[/color][/size]
[size=5][color=black](31)[/color][/size]
[size=5][color=black]وبعض آيات من سورة التكاثر[/color][/size]


[size=7][color=#000080][u]علم اليقين[/u][/color][/size]


[size=5][color=#006400]أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ [/color][/size][size=2][color=#006400]– 1[/color][/size][size=5][color=#006400] حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ [/color][/size][size=2][color=#006400]– 2[/color][/size][size=5][color=#006400] كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ [/color][/size][size=2][color=#006400]– 3[/color][/size][size=5][color=#006400] ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ [/color][/size][size=2][color=#006400]– 4[/color][/size][size=5][color=#006400] كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ [/color][/size][size=2][color=#006400]– 5[/color][/size][size=5][color=#006400] لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ [/color][/size][size=2][color=#006400]– 6[/color][/size][size=5][color=#006400] ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ [/color][/size][size=2][color=#006400]– 7[/color][/size][size=5][color=#006400] ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ [/color][/size][size=2][color=#006400]– 8[/color][/size][size=5][color=#006400] [/color][/size]

[size=5][color=black]*******[/color][/size]

[size=5][color=black]تحدثنا في اللقاء السابق عن ميزان العدل يوم القيامة وأثر الإيمان به في معاملات الإنسان...ولكن هناك فئة من البشر لا يؤمنون بذلك اليوم. [/color][/size]

[size=5][color=black]يقول تعالى موبخًا عباده عن اشتغالهم عما خلقوا له من عبادته وحده لا شريك له ، ومعرفته ، والإنابة إليه ، وتقديم محبته على كل شيء : [/color][/size]

[size=5][color=black]﴿ [/color][/size][size=5][color=#006400]أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ[/color][/size][size=5][color=black] ﴾ ولم يذكر المتكاثر به، ليشمل ذلك كل ما يتكاثر به المتكاثرون، ويفتخر به المفتخرون، من التكاثر في الأموال، والأولاد، والأنصار، والجنود، والخدم، والجاه، وغير ذلك من الأعراض..[/color][/size]

[size=5][color=black]فاستمرت غفلتكم وتشاغلكم ﴿ [/color][/size][size=5][color=#006400]حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ[/color][/size][size=5][color=black] ﴾ فانكشف لكم حينئذ الغطاء ، ولكن بعد ما تعذر عليكم استئنافه.[/color][/size]


[size=5][color=black]قال تعالى في سورة ق :[/color][/size]
[size=5][color=#000080]وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ [/color][/size][size=2][color=#000080]– 19[/color][/size][size=5][color=#000080] وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ [/color][/size][size=2][color=#000080]– 20[/color][/size][size=5][color=#000080] وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ [/color][/size][size=2][color=#000080]– 21[/color][/size][size=5][color=#000080] لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ [/color][/size][size=2][color=#000080]– 22 [/color][/size]

[size=5][color=black]أي ﴿ [/color][/size][size=5][color=#000080]وَجَاءَتْ[/color][/size][size=5][color=black] ﴾ هذا الغافل المكذب بآيات الله ﴿ [/color][/size][size=5][color=#000080]سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ[/color][/size][size=5][color=black] ﴾ الذي لا مرد له ولا مناص، ﴿ [/color][/size][size=5][color=#000080]ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ[/color][/size][size=5][color=black] ﴾ أي: تتأخر وتنكص عنه.[/color][/size]
[size=5][color=black]﴿ [/color][/size][size=5][color=#000080]وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ[/color][/size][size=5][color=black] ﴾ أي : اليوم الذي يلحق الظالمين ما أوعدهم الله به من العقاب، والمؤمنين ما وعدهم به من الثواب.[/color][/size]

[size=5][color=black]﴿ [/color][/size][size=5][color=#000080]وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ[/color][/size][size=5][color=black] ﴾ يسوقها إلى موقف القيامة، فلا يمكنها أن تتأخر عنه ، ﴿ [/color][/size][size=5][color=#000080]وَشَهِيدٌ[/color][/size][size=5][color=black] ﴾ يشهد عليها بأعمالها، خيرها وشرها، وهذا يدل على اعتناء الله بالعباد، وحفظه لأعمالهم ، ومجازاته لهم بالعدل .[/color][/size]

[size=5][color=black]فهذا الأمر، مما يجب أن يجعله العبد منه على بال...[/color][/size]
[size=5][color=black]ولكن أكثر الناس غافلون، ولهذا قال : ﴿ [/color][/size][size=5][color=#000080]لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا[/color][/size][size=5][color=black] ﴾ أي : يقال للمعرض المكذب يوم القيامة هذا الكلام ، توبيخًا ، ولومًا وتعنيفًا أي: لقد كنت مكذبًا بهذا، تاركًا للعمل له فالآن ﴿ [/color][/size][size=5][color=#000080]كشفنا عَنْكَ غِطَاءَكَ[/color][/size][size=5][color=black] ﴾ الذي غطى قلبك ، فكثر نومك ، واستمر إعراضك ، ﴿ [/color][/size][size=5][color=#000080]فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ[/color][/size][size=5][color=black] ﴾ ينظر ما يزعجه ويروعه، من أنواع العذاب والنكال.[/color][/size]

[size=5][color=black]أو هذا خطاب من الله للعبد ، فإنه في الدنيا ، في غفلة عما خلق له ، ولكنه يوم القيامة ، ينتبه ..[/color][/size]
[size=5][color=black] ولكنه في وقت لا يمكنه أن يتدارك الفارط ، ولا يستدرك الفائت ، وهذا كله تخويف من الله للعباد ، وترهيب، بذكر ما يكون على المكذبين، في ذلك اليوم العظيم.[/color][/size]

[size=5][color=black]******[/color][/size]

[size=5][color=black]ودل قوله: ﴿ [/color][/size][size=5][color=#006400]حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ[/color][/size][size=5][color=black] ﴾ أن البرزخ دار مقصود منها النفوذ إلى الدار الباقية ، أن الله سماهم زائرين، ولم يسمهم مقيمين.[/color][/size]

[size=5][color=black]فدل ذلك على البعث والجزاء بالأعمال في دار باقية غير فانية، ولهذا توعدهم بقوله : ﴿ [/color][/size][size=5][color=#006400]كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ[/color][/size][size=5][color=black] ﴾ أي: لو تعلمون ما أمامكم علمًا يصل إلى القلوب، لما ألهاكم التكاثر، ولبادرتم إلى الأعمال الصالحة...[/color][/size]

[size=5][color=black]ولكن عدم العلم الحقيقي ، صيركم إلى ما ترون، ﴿ [/color][/size][size=5][color=#006400]لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ[/color][/size][size=5][color=black] ﴾ أي : لتردن القيامة ، فلترون الجحيم التي أعدها الله للكافرين.[/color][/size]

[size=5][color=black]﴿ [/color][/size][size=5][color=#006400]ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ[/color][/size][size=5][color=black] ﴾ أي : رؤية بصرية ، كما قال تعالى في سورة الكهف : ﴿ [/color][/size][size=5][color=#000080]وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا[/color][/size][size=2][color=#000080] -53[/color][/size][size=5][color=black] ﴾ .[/color][/size]
[size=5][color=black]﴿ [/color][/size][size=5][color=#006400]ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ[/color][/size][size=5][color=black] ﴾ الذي تنعمتم به في دار الدنيا ، هل قمتم بشكره ، وأديتم حق الله فيه ، ولم تستعينوا به ، على معاصيه ، فينعمكم نعيمًا أعلى منه وأفضل...[/color][/size]
[size=5][color=black]أم اغتررتم به ، ولم تقوموا بشكره ؟ بل ربما استعنتم به على معاصي الله فيعاقبكم على ذلك ، قال تعالى في سورة الأحقاف : ﴿ [/color][/size][size=5][color=#483d8b]وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ [/color][/size][size=2][color=#483d8b]- 20[/color][/size][size=5][color=black] ﴾...[/color][/size]

[size=5][color=black]وقال تعالى في نفس السورة :[/color][/size]

[size=5][color=#483d8b]وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ [/color][/size][size=2][color=#483d8b]– 34[/color][/size][size=5][color=#483d8b] فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ [/color][/size][size=2][color=#483d8b]– 35 الأحقاف[/color][/size]

[size=5][color=black]إن الإيمان باليوم الأخر من ضرورات الإيمان بالله تعالى .. وإن المؤمنون يوقنون باليوم الأخر كأنه واقع أمامهم...[/color][/size]

[size=5][color=black]قال تعالى في أول سورة البقرة :[/color][/size]
[size=5][color=#000080]وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ [/color][/size][size=2][color=#000080]– 3 [/color][/size]
[size=5][color=black][/color][/size][size=5]
[/size][size=6][color=#000080]﴿ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴾ [/color][/size]
[size=5]
[/size][size=5][color=black]و " الآخرة " اسم لما يكون بعد الموت .. لأن الإيمان باليوم الآخر, أحد أركان الإيمان... ولأنه أعظم باعث على الرغبة والرهبة والعمل...[/color][/size]
[size=5][color=black] و " اليقين " هو العلم التام الذي ليس فيه أدنى شك, الموجب للعمل وفعل الخيرات وتركت المنكرات والباعث الحقيقي لكل المعاملات الصالحة للإنسان..[/color][/size]

[size=5][color=black]*******[/color][/size]

[size=5][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/size]
[/center]
[/b][/font]

صابر عباس حسن 01-05-2012 12:30 AM

[font=arial][b][center][size=5][color=black]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/size]

[size=5][color=black]مع الجزء الثلاثون[/color][/size]
[size=5][color=black](32)[/color][/size]
[size=5][color=black]وبعض آيات من سورة العصر[/color][/size]


[size=6][color=#000080][u]الإنسان بين الحاضر والمصير[/u][/color][/size]


[color=#006400][size=5] وَالْعَصْرِ [/size][size=2]-1 [/size][size=5] إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ [/size][size=2]-2 [/size][size=5] إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [/size][size=2]-3 [/size]
[/color]

[size=5][color=black]العصر : ويعني الزمان بتوالي الليل والنهار , فهو محل أفعال العباد وأعمالهم...[/color][/size]
[size=5][color=black]ومن هنا ندرك أهمية الوقت في الإسلام ..فالوقت يمثل عمر الإنسان..فإن اليوم يقول للإنسان أنا يوم جديد على عملك شهيد فاغتنمني فإني إذا ذهبت لا أعود إلي يوم القيامة..[/color][/size]

[size=5][color=black]إنه على امتداد الزمان في جميع الأعصار , وامتداد الإنسان في جميع الأدهار , ليس هنالك إلا منهج واحد رابح , وطريق واحد ناج . هو ذلك المنهج الذي ترسم السورة حدوده , وهو هذا الطريق الذي تصف السورة معالمه ( طريق الإيمان ).. وكل ما وراء ذلك ضياع وخسار . . [/color][/size]

[size=5][color=black]وبهذا الإعجاز تلخص سورة العصر كل معالم الحياة على وجه الأرض..في ثلاث أيات ..نقف بين أنوارها مدهوشين من أين نبدأ وكيف نأتي بالمجلدات لتفسير تلك المعاني الكبيرة التي تشمل الحياة من أولها إلى أخرها والمصير الذي ينتظر الإنسان يوم القيامة..[/color][/size]

[size=5][color=black]******[/color][/size]

[size=6][color=#000080][u]الإنسان والإيمان[/u][/color][/size]

[size=5][color=black]ولكي ندرك أهمية الإيمان للإنسان يجب عقد مقارنة بين الإنسان المؤمن والإنسان الغير مؤمن...[/color][/size]

[size=5][color=black]1- فالمؤمن واسع الأفق لأنه يؤمن بالله خالق السماوات والأرض[/color][/size]
[size=5][color=black]رب العالمين , فهو لا يستغرب شيئا بعد هذا الإيمان ...[/color][/size]

[size=5][color=black]2 - والمؤمن عزيز النفس فهو يعلم أنه لا ضار ولا نافع إلا هو سبحانه,[/color][/size]
[size=5][color=black]بينما غير المؤمن والمشرك والملحد والكافر يطأطئ رأسه لمخلوق مثله .[/color][/size]

[size=5][color=black]3 - والمؤمن مع عزة نفسه متواضع لأنه يعلم أن الكبرياء لله تعالى وحده, بينما ترى المشرك متكبر بغير الحق ...[/color][/size]

[size=5][color=black]4 - والمؤمن حريص على تزكية نفسه بالصالحات لأنه يعلم أن الإيمان[/color][/size]
[size=5][color=black]ليس بالتمني ولكن بالعمل الصالح , فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره[/color][/size]
[size=5][color=black]ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره .[/color][/size]
[size=5][color=black]بينما الكافر والمشرك يمني نفسه بالأماني الكاذبة ....[/color][/size]

[size=5][color=black]5 - والمؤمن لا يتسرب الى قلبه اليأس فهو يعلم أن الله له ملك السماوات والأرض , فهو يبذل الجهد متوكلا على الله الواحد الذي بيده خزائن السماوات والأرض .[/color][/size]
[size=5][color=black]بينما المشرك والملحد سرعان مايتسرب اليأس إلي قلبه, فتتحطم نفسيته وقد يقدم على الإنتحار ...[/color][/size]

[size=5][color=black]6 - والمؤمن ثابت العزم قوي الإرادة ليقينه بأنه يعتمد على مالك الملك .[/color][/size]
[size=5][color=black]وليس لغير المؤمن والمشرك هذا اليقين ...[/color][/size]

[size=5][color=black]7 - والمؤمن لا يلوث نفسه بالطمع والدناءة وقبيح الأعمال ,[/color][/size]
[size=5][color=black]لأنه يعلم أن الأمر كله لله يرزق من يشاء بغير حساب .[/color][/size]
[size=5][color=black]بينما المشرك والكافر لا يعبأ من أي شئ يحصل على المال .[/color][/size]

[size=5][color=black]8 - والمؤمن يسير حياته وفق شريعة الله التي تحدد له الحلال والحرام[/color][/size]
[size=5][color=black]فهو أمن في الدنيا والأخرة بإذن الله تعالى .[/color][/size]
[size=5][color=black]بينما الغير مؤمن والمشرك منفلت لشهواته ورغباته لا يخاف إلا من الشرطي.[/color][/size]
[size=5][color=black]وبهذه المقارنة السريعة نلاحظ قيمة الإيمان في حياة الإنسان..[/color][/size]


[b][center][color=#006400][size=5]وَالْعَصْرِ [/size][size=2]-1 [/size][size=5] إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ [/size][size=2]-2 [/size][size=5] إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [/size][size=2]-3 [/size]
[/color]
[color=#006400][size=2]
[/size][/color]
[color=#006400][size=2]
[/size][/color][/center]
[/b][size=5][color=black]إن مقومات الإيمان هي بذاتها مقومات الإنسانية الرفيعة الكريمة . . . [/color][/size]
[size=5][color=black]التعبد لإله واحد , يرفع الإنسان عن العبودية لسواه , ويقيم في نفسه المساواة مع جميع العباد , فلا يذل لأحد , ولا يحني رأسه لغير الواحد القهار . .[/color][/size]
[size=5][color=black] ومن هنا الانطلاق التحرري الحقيقي للإنسان . الانطلاق الذي ينبثق من الضمير ومن تصور الحقيقة الواقعة في الوجود . إنه ليس هناك إلا قوة واحدة وإلا معبود واحد . فالانطلاق التحرري ينبثق من هذا التصور انبثاقا ذاتيا , لأنه هو الأمر المنطقي الوحيد . [/color][/size]

[size=5][color=black]إن الإيمان دليل على صحة الفطرة وسلامة التكوين الإنساني , وتناسقه مع فطرة الكون كله , ودليل التجاوب بين الإنسان والكون من حوله . فهو يعيش في هذا الكون , وحين يصح كيانه لا بد أن يقع بينه وبين هذا الكون تجاوب . [/color][/size]
[size=5][color=black]ولا بد أن ينتهي هذا التجاوب إلى الإيمان , بحكم ما في الكون ذاته من دلائل وإيحاءات عن القدرة المطلقة التي أبدعته على هذا النسق . [/color][/size]
[size=5][color=black]فإذا فقد الإنسان هذا التجاوب أو تعطل , كان هذا بذاته دليلا على خلل ونقص في الجهاز الذي يتلقى , وهو هذا الكيان الإنساني . وكان هذا دليل فساد لا يكون معه إلا الخسران . ولا يصح معه عمل ولو كان في ظاهره مسحة من الصلاح ...[/color][/size]
[size=5][color=black]قال تعالى: [/color][/size]
[color=#000080][size=5]مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ [/size][size=2]-18 إبراهيم[/size][/color]

[size=5][color=black]يخبر تعالى عن أعمال الكفار التي عملوها: بالرماد، الذي هو أدق الأشياء وأخفها، إذا اشتدت به الريح في يوم عاصف شديد الهبوب، فإنه لا يبقى منه شيئا، ولا يقدر منه على شيء يذهب ويضمحل.....[/color][/size]

[size=5][color=black]والإيمان المطلوب في الإسلام هو المقترن بالعمل الصالح[/color][/size]
[size=5][color=black]وهذا ما نتحدث عنه في اللقاء القادم إن شاء الله تعالى[/color][/size]

[size=5][color=black]******[/color][/size]
[size=5][color=black]وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى[/color][/size]
[/center]
[/b][/font]


الساعة الآن 06:38 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.