منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   القرآن الكريم (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   من سورة الإسراء .. (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=79699)

عبد الملك بن عطية 10-01-2010 04:46 AM

من سورة الإسراء ..
 
[right][indent][b][size=5][font=traditional arabic]" [color=red][color=teal]سبحان الذي أسرى بعبده[/color] [/color]" .. التسبيح هو تنزيه الرب القدوس عن كل عيب أو نقص فله الكمال كله والجلال ، سبحانه ، فإذا أنت تقول " [u]سبحان الله[/u] " ، ينبغي أن تستحضر وتستشعر أنك تنزه ذا الجلال والعظمة ، [color=blue]وفكر في نفسك المخلوقة ، ونقصها ، وافتقارها إلى خالقها ، وحتمية عبوديتها له .
[/color]
إنما العبودية شرف ، أما ترى الله يصف نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالعبودية له في أشرف المقامات ، كمقام تشريفه برحلة الإسراء " [color=teal]سبحان الذي أسرى بعبده[/color] " ، ومقام تكريمه بإنزال الكتاب عليه " [color=teal]تبارك الذي نزل الفرقان على عبده[/color] " ؟! وكيف لا يتشرف الإنسان بعبادة ربه ، التي هي كمال محبته مع كمال الذل له ، والله تعالى ذو العظمة والكبرياء ، وله على خلقه ما لا يُحصى من النعم والآلاء ؟!
ولا خسارة شر من التمرد على حكم الله عز وجل ، ولما خرج بنو إسرائيل على حكم ربهم ، وأفسدوا في الأرض ، ونسوا أن العلو لله وحده فاستعلوا ، عاقبهم الله في الدنيا بأن سلط عليهم – تسليطا كونيا قدريا – عدوا يعذبهم به . [u]ولله مشيئتان[/u] : كونية قدرية : وهي الحوادث والبلايا في العالم ، وشرعية : وهو ما أمر به عباده شرعا وفرضه عليهم . فذكر الله خبر بني إسرائيل بيانا للناس ولينذروا به ، فإن من أحسن وأصلح واتبع شرع الله إنما يصلح لنفسه "[color=teal] إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم [/color]" ، ويصلح الله له " [color=teal]فلنحيينه حياة طيبة [/color]" ، ومن خالف وأفسد في الأرض ، واتبع هواه وأعرض عن الكتاب والسنة ، يسلط الله عليه في الدنيا من العقوبة والبلاء ، وهذه سنة الله التي لا تتبدل ، " [color=teal]وإن عدتم عدنا [/color]" ، ثم يكون يومَ القيامة العذاب " [color=teal]وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا[/color] " .

ولنا آية في انتهاك حرمات المسلمين في معظم بلادهم ، وتسلط أعدائهم عليهم ، والغلاء المفزع الذي أصابهم ، وتهديد مصادر مياههم ، وتحكم ولاة أمورهم فيهم بظلم وإفساد . فإن اتقوا ربهم وأطاعوه ، وحكّموا كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فـ " [color=teal]عسى ربكم أن يرحمكم[/color] " ، وهذه سنة الله الكونية في خلقه أنه " [color=teal]لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم [/color]" .[color=blue] ولذلك كان همُّ الدعاة إلى الله ومنهجهم في الإصلاح هو دعوة الفرد والمجتمع إلى الإيمان والعمل الصالح ، وأن يكونوا عبادا لله حقا ، فإنما صلاح أمورهم ورفع البلاءات عنهم بصلاح دينهم ونقاء عقيدتهم ، أما طلب الإصلاح بطرق أخرى تتبعها بعض التيارات الفكرية الإسلامية ، والتي تكون كثيرا مخالفة للمنهاج الإسلامي في إصلاح الأفراد والمجتمعات , وتُقتبس من أنظمة الكفار ومناهجهم ، فهذه لا خير فيها ، ولا نزداد بها إلا ضلالا ومشقة.

[/color] فإن كتاب الله " [color=teal]يهدي للتي هي أقوم[/color] " من العقائد والأعمال والأخلاق ، ولا خير إلا في تحكيم نصوصه والعمل به " [color=teal]إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه[/color] " ، ولا اعتبار لما لا يعتبره الشرع .
والله أعلم .
[/font][/size][/b][/indent][/right]

عبد الملك بن عطية 10-05-2010 02:50 AM

[right][indent]وقال تعالى " [color="red"]وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا[/color] " [الإسراء32] .

قال السعدي : [color="blue"]والنهي عن قربانه أبلغ من النهي عن مجرد فعله لأن ذلك يشمل النهي عن جميع مقدماته ودواعيه [/color]. ا.هـ لذا نهى الشرع عن الاختلاط بين الرجال والنساء ، وخلوة الرجل بالأجنبية ، والدخول على النساء ، وأمر بغض البصر ، ونهى عن إتباع النظرةِ النظرةَ ، ونهى عن الخضوع بالقول ، وأمر المرأة أن تستتر بحجابها ، وأن تقر في بيتها ولا تخرج إلا لحاجة ، وألا تسافر إلا مع ذي محرم ، وحرم الغناء والمعازف ؛ لأنه بريد الزنا ، وغيره مما سد به دواعي الزنا ومقدماته ؛ لأنه "فاحشة"! قال السعدي : [color="blue"]أي : إثما ، يستفحش في الشرع والعقل والفطر لتضمنه التجري على الحرمة في حق الله وحق المرأة وحق أهلها أو زوجها وإفساد الفراش واختلاط الأنساب وغير ذلك من المفاسد [/color]. ا.هـ ومذهب أهل السنة أن الشرع يحرم ويقبح ما هو قبيح عقلا وفطرة ، ويستحسن ما هو حسن عقلا وفطرة ، وقد وصف الله في كتابه اللواط ، ونكاح المحارم ، والزنا بالفاحشة ، وكلها أمور قبيحة عقلا وفطرة أيضا .[/indent][/right]

*أم مريم* 10-05-2010 05:38 PM

[color=#0000ff][quote]
[color=#0000ff]ولذلك كان همُّ الدعاة إلى الله ومنهجهم في الإصلاح هو دعوة الفرد والمجتمع إلى الإيمان والعمل الصالح ، وأن يكونوا عبادا لله حقا ، فإنما صلاح أمورهم ورفع البلاءات عنهم بصلاح دينهم ونقاء عقيدتهم ، أما طلب الإصلاح بطرق أخرى تتبعها بعض التيارات الفكرية الإسلامية ، والتي تكون كثيرا مخالفة للمنهاج الإسلامي في إصلاح الأفراد والمجتمعات , وتُقتبس من أنظمة الكفار ومناهجهم ، فهذه لا خير فيها ، ولا نزداد بها إلا ضلالا ومشقة. [/color]

[/quote]

[color=navy][b]بارك الله بكم أستاذنا الفاضل[/b][/color]
[color=navy][/color]
[/color][color=navy][b]يا ليت قومي يعلمون [/b][/color]

عبد الملك بن عطية 12-05-2010 01:27 PM

[right][indent]وقال تعالى : "[color="red"] وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا [/color](11) " .
وفيه مسائل :
[color="red"]1-[/color] أن الإنسان فيه جهل وعجلة ، فيدعو على نفسه وأهله وماله بالشر عند الغضب بما يكره أن يُستجاب له .
[color="red"]2-[/color] قد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال : " لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ " [مسلم (920)] ، وقال : " لا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ ، لَا تُوَافِقُوا مِنْ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ " [مسلم (3009)] . عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ رَجُلا مِنْ الْمُسْلِمِينَ قَدْ خَفَتَ ، فَصَارَ مِثْلَ الْفَرْخِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلْ كُنْتَ تَدْعُو بِشَيْءٍ، أَوْ تَسْأَلُهُ إِيَّاهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، كُنْتُ أَقُولُ : اللَّهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي بِهِ فِي الْآخِرَةِ فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ! لَا تُطِيقُهُ ، أَوْ لَا تَسْتَطِيعُهُ ، أَفَلَا قُلْتَ : اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ . قَالَ : فَدَعَا اللَّهَ لَهُ ، فَشَفَاهُ [مسلم (6288)] .
[color="red"]3-[/color] أن الله من رحمته بنا ستجيب له في الخير ولا يستجيب له بالشر ، قال تعالى : " وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ " .
[color="red"]4-[/color] فإذا علمتَ رحمة الله بك ، لا تكون عجولا في إجابته دعاءك بالخير لنفسك ، فإنه قد يكون خيرا فيما يظهر لك ، ومن رحمة الله أن يمنعك منه لعلمه أنه ليس أحسن لك . ومثال ذلك الرجل يدعو أن يُشفى من مرضه ، والله لا يستجيب له ، لعلمه تعالى أنه إن صح بدنه استعمله في المعاصي ، وهو بمرضه يتطهر من الذنوب ز ومثال ذلك أيضا الفقير يرجو أن يجعله الله غنيا ، والله يرحمه ولا يبسط له ، لعلمه تعالى أنه لو اغتنى شغله المال عما خُلق له ، أو منع حق الله في ماله . فينبغي للمؤمن أن يرضى بك ما يقدره الله عليه ؛ إيمانا منه بحكمة خالفه مولاه ومن هو أعلم به .
[color="red"]5-[/color] وليسَ من الأدب عامة أن يتعجل العبد الاستجابة ، قال صلى الله عليه وسلم : "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل" قالوا : كيف يعجل يا رسول الله ؟ قال : "يقول : دعوت ، ودعوت ، ودعوت ، فلم يستجب لي" .
[/indent][/right]

عبد الملك بن عطية 12-05-2010 01:37 PM

[right][indent]
قال تعالى : " [color="red"]وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا[/color] (12) "
فالليل والنهار آيتان عظيمتان من آيات الله ، نغفل عنهما مع تكرار حدوثهما كل يوم وليلة ، وما يتحقق بهما من مصالح العباد والنعم عليهم .
شاهدتُ مرة رجلا يحكي – بالإنكليزية – لحظة إسلامه ، وكيف أنه قضى ستة أشهر في دراسة الإسلام ، وتحقق من كل الأمور الروحانية والعلمية – على حد تعبيره - ، لكنه كان قعد ساكنا ينتظر إشارة صغيرة من الله تدفعه إلى الإسلام ، كضوء يبرق لحظة ، أو صوتا غريبا أو أي شيء ، فلم يحدث شيء ألبتة ، وكان يريد أي شيء ولو كان تافها ، فلم يحصل أي شيء .
رجع مُحبطا إلى أريكته وفتح المصحف على الصفحة التي كان يقرؤها ، وفي الصفحة التالية قرأ – حسبَ ما توقعته من الترجمة - قوله تعالى : "[color="darkgreen"] إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ[/color] " أو آية مشابهة في الدعوة إلى النظر في الآيات الكونية لأنها آية على خالقها سبحانه .
قال : [color="blue"]سبحان الله ، كم كنتُ مكابرا وكل هذه الآيات الكونية من حولي ![/color]
والمؤمن ينبغي أن يكون حاضر القلب مُرهف الحس ، لا ينظر إلى الآيات والأحداث حوله تلك النظرة الباردة ، بل يرى في كل شيء صُنع ربه ، ويزداد بهذا النظر والتفكر إيمانا ومحبة .
ولما خُسف القمر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، والخسوف من آيات الله الكونية ، خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة فزِعا ، لأنه تذكر بهذه الآية تصرف ربه في الكون ، وتذكر الساعة وأن خسوف القمر من أهوالها " فإذا برق البصر . وخسف القمر . وجمع الشمس والقمر . يقول الإنسان يومئذ أين المفر . كلا لا وزر . إلى ربك يومئذ المستقر " .
[/indent][/right]

عبد الملك بن عطية 12-05-2010 02:02 PM

[RIGHT][INDENT]
قال تعالى : " [COLOR=Red]وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا[/COLOR] (16) " .

لا يُهلك الله الناس ، أو يبتليهم بما يعذبهم ، إلا بفسادهم ، كما تقدم معنا من خبر بني إسرائيل ، وكما قال تعالى : " وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون " .
فإذا أراد الله إهلاك قرية ، يقول " أمرنا مترفيها ففسقوا فيها " ، وتأويل المُراد بأمر الله هنا يحتاج إلى بيان .
[COLOR=Blue]فأوامر الله على نوعين : [/COLOR]
1- أوامر كونية قدرية ، وهو كل ما يحصل في الكون من حوادث كالحياة والموت والرزق ونزول المطر والحركات والسكنات ، وكل شيء .
2- أوامر شرعية ، وهي ما يأمر الله به عباده في وحيه من أوامر الشرع ، كتوحيده ، والصلاة ، والصوم ، والزكاة ، وحسن الخلق ، وبر الوالدين ، وترك الربا والزنا ، ونحوه .

[COLOR=Blue]أولا : " أمرنا مترفيها " أمرا قدريا .[/COLOR]
لو أنكَ تحرك يدك حركة ما في لحظة ما ، اعلم أن هذه الحركة كانت بأمر الله القدري . فالله تعالى علمها سبحانه ، وكتبها عنده قبل خلق السماوات والأرض ، وشاء لك أن تحرك يدك ، وخلق لك هذه الحركة . فحركة يدك هذه التي أنت من حركها ربك يعلمها من قبل ، ومكتوبة عنده ، وشاء الله لك أن تحرك يدك فأذن لك ، ولو شاء أن يمنعك لمنعك ، وخلق لك هذه الحركة .
وهكذا كل شيء في الكون فإن له أربعة مراتب في القدر : الخلق فالكتابة فالإرادة فالخلق .
والإيمان بالقدر هو الركن السادس من أركان الإيمان ، وهو التصديق الجازم بأن كل ما يقع في هذا الكون فهو بتقدير الله تعالى ، بمراتب القدر الأربع وهي :
1) الإيمان بأن الله تعالى علم كل شيء جملة وتفصيلا من الأزل والقدم فلا يغيب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض .
2) الإيمان بأن الله كتب كل ذلك في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة .
3) الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة فلا يكون في هذا الكون شيء من الخير والشر إلا بمشيئته سبحانه .
4) الإيمان بأن جميع الكائنات مخلوقة لله فهو خالق الخلق وخالق صفاتهم وأفعالهم كما قال سبحانه : ( ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء ) الأنعام/102 .
وللمزيد : [URL]http://islamqa.com/ar/ref/49004[/URL]
فقوله تعالى : " أمرنا مترفيها ففسقوا فيها " ، يعني أمرناهم أمرا قدريا : علمنا فسقهم الذي يكون وكتبناه عندنا ، وشاء الله لهم هذا ، وخلق فعلهم .

[COLOR=Blue]ثانيا : " أمرنا مترفيهم " أمرا شرعيا .[/COLOR]
فبم أمرهم الله ؟ المأمور به هنا محذوف ؛ لأنه معروف ، من قوله تعالى : " إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي " ، وقوله تعالى : " قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون . قل أمر ربي بالقسط " .
وعليه يكون تأويل قوله تعالى : " أمرنا مترفيها ففسقوا فيها " ، أي : أمرناهم بالطاعة فلم يستجيبوا وفسقوا فيها ، فاستحقوا بهذا العقاب والتدمير .

قال تعالى : " [COLOR=Red]وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا[/COLOR] (17) "
فيه تهديد لمن خالف حكم ربه وأفسد في الأرض أنه قد يُهلكه الله كما أهلك قوم نحو وبعدهم كثير ، كعاد وثمود وفرعون وغيرهم ، وترى الكوارث تصيب أماكن متفرق من الأرض اليومَ ، فيجب عليك أن تتعظ لذلك ولا تأمنَ أن يعاقبكَ الله في الدنيا قبل الآخرة ، وهو خبير بصير بعباده ، يعاقبهم على ذنوبهم ولا يظلمهم ، قال الشيخ الجزائري – رحمه الله - :[COLOR=Blue] فإن القول وإن تضمن علم الله تعالى بذنوب عباده فإن معناه الوعيد الشديد والتهديد الأكيد ، فإنه تعالى لا يرضى باستمرار الجرائم والآثام انه يمهل لعل القوم يستفيقون ، لعل الفساق يكفون ، ثم اذا استمروا بعد الاعلام إليهم والتنديد بذنوبهم والتخويف بظلمهم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر . الا فليحذر ذلك المصرون على الشرك والمعاصي!![/COLOR] ا.هـ [ أيسر التفاسير – الشيخ أبو بكر الجزائري ] .
[/INDENT][/RIGHT]

*أم مريم* 12-05-2010 04:36 PM

[font=traditional arabic][color=royalblue][b]جزاكم الله خيراً على هذه المشاركة الطيبة [/b][/color][/font]


الساعة الآن 08:38 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.