منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   القرآن الكريم (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   عالمية الرسالة (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=128841)

صابر عباس حسن 10-23-2015 11:20 PM

عالمية الرسالة
 
[center][size="5"][color="black"][font="arial"][b]عالمية الرسالة
*********

الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن ﻻ إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمداً عبده ورسوله .
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..

أما بعد : ما أحوج العالم اليوم لرسالة الله تعالى تأخذ بيده وتنتشله من الضياع والسقوط في مستنقع الرذيلة والدمار الأخلاقي والتشتت والتمزق النفسي الذي يؤدي به إلى الإنتحار رغم كل وسائل الترفيه المتاحة...

*********

ويتجه الإنسان إلى العبادة والتوجه إلى خالقه لكي ينقذه من هذه المصاعب النفسية وهذه الكروب المحيطة به من كل مكان...ولكن هذا التوجه قد يعتريه مورثات خاطئة من عقائد , فيزداد غما وضياعا لعدم التوجه الصحيح لخالق الكون الله سبحانه وتعالى..

ولذلك أرسل الله تعالى رسالة الإسلام إلى العالمين لتأخذ بأيدهم وتنقذهم من الغرق في أوهام الشرك والإلحاد ومن ثم التمزق النفسي والضياع والسقوط في الهاوية حيث الجحيم...

*********

ونستمع إلى كلام الله تعالى:

[color="darkgreen"]﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ -21 الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ - 22﴾البقرة[/color]

هذا أمر عام لكل الناس, بأمر عام, وهو العبادة الجامعة, لامتثال أوامر الله, واجتناب نواهيه, وتصديق خبره, فأمرهم تعالى بما خلقهم له، قال تعالى :
[color="indigo"] ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾56 الذاريات[/color]

ثم استدل على وجوب عبادته وحده, بأنه ربكم الذي رباكم بأصناف النعم, فخلقكم بعد العدم, وخلق الذين من قبلكم, وأنعم عليكم بالنعم الظاهرة والباطنة, فجعل لكم الأرض فراشا تستقرون عليها, وتنتفعون بالأبنية, والزراعة, والحراثة, والسلوك من محل إلى محل, وغير ذلك من أنواع الانتفاع بها، وجعل السماء بناء لمسكنكم, وأودع فيها من المنافع ما هو من ضروراتكم وحاجاتكم, كالشمس, والقمر, والنجوم.

[color="darkgreen"]﴿وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً﴾ [/color]والسماء: تعني كل ما علا فوقك فهو سماء, ولهذا قال المفسرون: المراد بالسماء هاهنا: السحاب، فأنزل منه تعالى ماء، [color="darkgreen"]﴿فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ﴾[/color] كالحبوب, والثمار, من نخيل, وفواكه, [وزروع] وغيرها ﴿رِزْقًا لَكُمْ﴾ به ترتزقون, وتقوتون وتعيشون وتفكهون.

[color="darkgreen"]﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا﴾[/color] أي: نظراء وأشباها من المخلوقين, فتعبدونهم كما تعبدون الله, وتحبونهم كما تحبون الله, وهم مثلكم, مخلوقون, مرزوقون مدبرون, لا يملكون مثقال ذرة في السماء ولا في الأرض، ولا ينفعونكم ولا يضرون، ﴿وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ أن الله ليس له شريك, ولا نظير, لا في الخلق, والرزق, والتدبير, ولا في العبادة فكيف تعبدون معه آلهة أخرى مع علمكم بذلك؟ هذا من أعجب العجب, وأسفه السفه.

وهذه الآية جمعت بين الأمر بعبادة الله وحده, والنهي عن عبادة ما سواه, وبيان الدليل الباهر على وجوب عبادته, وبطلان عبادة من سواه, وهو [ذكر] توحيد الربوبية, المتضمن لانفراده بالخلق والرزق والتدبير، فإذا كان كل أحد مقرا بأنه ليس له شريك في ذلك, فكذلك فليكن إقراره بأن [الله] لا شريك له في العبادة, وهذا أوضح دليل عقلي على وحدانية الباري، وبطلان الشرك.

وقوله تعالى:[color="darkgreen"] ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [/color]يحتمل أن المعنى: أنكم إذا عبدتم الله وحده, اتقيتم بذلك سخطه وعذابه, لأنكم أتيتم بالسبب الدافع لذلك، ويحتمل أن يكون المعنى: أنكم إذا عبدتم الله, صرتم من المتقين الموصوفين بالتقوى, وكلا المعنيين صحيح, وهما متلازمان، فمن أتى بالعبادة كاملة, كان من المتقين، ومن كان من المتقين, حصلت له النجاة من عذاب الله وسخطه.
(تفسير السعدي)

*************

وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
دمتم في رعاية الله وأمنه
[/b][/font][/color][/size][/center]

صابر عباس حسن 10-24-2015 03:39 PM

[size=5][font=arial][center][b][color=darkslategray]بسم الله الرحمن الرحيم


[size=6][color=navy]عالمية الرسالة[/color][/size]

قد يظن الإنسان أنه في حل من أي إنضباط تحكم تصرفاته في تحصيله للرزق, ويأكل ويشرب من الأشياء الضارة دون مراعاة لذلك البدن الذي ينمو وفق أطعمة وأشربة غير ضارة ولا مغيبة للعقل..
أما المؤمن فيأكل ويشرب كل ما هو حلال طيب وفق شريعة الله تعالى..

******

[size=6][u][color=navy]النداء العلوي للبشرية [/color][/u][/size]

[/color][color=#006400]يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ[size=2] -168 [/size]إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ[size=2] -169[/size] وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ[size=2]-170(سورة البقرة)[/size][/color][color=darkslategray][size=2]
[/size]
[/color][color=#000080][size=6]هذا خطاب رب العالمين الرحمن الرحيم للناس كلهم, [/size][/color][color=darkslategray]

فامتن عليهم بأن أمرهم أن يأكلوا من جميع ما في الأرض، من حبوب, وثمار, وفواكه, وحيوانات, حالة كونها ﴿حَلَالًا﴾ أي: محللا لكم تناوله، ليس بغصب ولا سرقة, ولا محصلا بمعاملة محرمة أو على وجه محرم، أو معينا على محرم.
[/color][color=#006400]﴿طَيِّبًا﴾[/color][color=darkslategray] أي: ليس بخبيث, كالميتة والدم, ولحم الخنزير, والخبائث كلها،
ففي هذه الآية, دليل على أن الأصل في الأعيان الإباحة، أكلا وانتفاعا,

وأن المحرم نوعان: إما محرم لذاته, وهو الخبيث الذي هو ضد الطيب، وإما محرم لما عرض له, وهو المحرم لتعلق حق الله, أو حق عباده به, وهو ضد الحلال.

وفيه دليل على أن الأكل بقدر ما يقيم البنية واجب, يأثم تاركه لظاهر الأمر، ولما أمرهم باتباع ما أمرهم به - إذ هو عين صلاحهم - نهاهم عن اتباع[/color][color=#006400] ﴿خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ﴾ [/color][color=darkslategray]أي: طرقه التي يأمر بها, وهي جميع المعاصي من كفر, وفسوق, وظلم، ويدخل في ذلك تحريم السوائب, والحام, ونحو ذلك، ويدخل فيه أيضا تناول المأكولات المحرمة،

[/color][color=#006400]﴿إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾[/color][color=darkslategray] أي: ظاهر العداوة, فلا يريد بأمركم إلا غشكم, وأن تكونوا من أصحاب السعير،
فلم يكتف ربنا بنهينا عن اتباع خطواته, حتى أخبرنا - وهو أصدق القائلين - بعداوته الداعية للحذر منه, ثم لم يكتف بذلك, حتى أخبرنا بتفصيل ما يأمر به, وأنه أقبح الأشياء, وأعظمها مفسدة فقال: [/color][color=#2f4f4f]﴿إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ﴾[/color][color=darkslategray]
أي: الشر الذي يسوء صاحبه, فيدخل في ذلك, جميع المعاصي، فيكون قوله : [/color][color=#006400]﴿وَالْفَحْشَاءِ﴾[/color][color=darkslategray] من باب عطف الخاص على العام؛ لأن الفحشاء من المعاصي, ما تناهى قبحه, كالزنا, وشرب الخمر, والقتل, والقذف, والبخل ونحو ذلك, مما يستفحشه من له عقل،

[/color][color=#006400]﴿وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾[/color][color=darkslategray] فيدخل في ذلك, القول على الله بلا علم, في شرعه, وقدره، فمن وصف الله بغير ما وصف به نفسه, أو وصفه به رسوله, أو نفى عنه ما أثبته لنفسه, أو أثبت له ما نفاه عن نفسه, فقد قال على الله بلا علم،

ومن زعم أن لله ندا, وأوثانا, تقرب من عبدها من الله, فقد قال على الله بلا علم، ومن قال: إن الله أحل كذا, أو حرم كذا, أو أمر بكذا, أو نهى عن كذا, بغير بصيرة, فقد قال على الله بلا علم،
ومن قال: الله خلق هذا الصنف من المخلوقات, للعلة الفلانية بلا برهان له بذلك, فقد قال على الله بلا علم، ومن أعظم القول على الله بلا علم, أن يتأول المتأول كلامه, أو كلام رسوله, على معان اصطلح عليها طائفة من طوائف الضلال, ثم يقول: إن الله أرادها، فالقول على الله بلا علم, من أكبر المحرمات, وأشملها, وأكبر طرق الشيطان التي يدعو إليها, فهذه طرق الشيطان التي يدعو إليها هو وجنوده, ويبذلون مكرهم وخداعهم, على إغواء الخلق بما يقدرون عليه.

[/color][color=#000080][size=6]وأما الله تعالى, فإنه يأمر بالعدل والإحسان, وإيتاء ذي القربى, وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي،
فلينظر العبد نفسه, مع أي الداعيين هو, ومن أي الحزبين؟
[/size][/color][color=darkslategray]
أتتبع داعي الله الذي يريد لك الخير والسعادة الدنيوية والأخروية, الذي كل الفلاح بطاعته, وكل الفوز في خدمته, وجميع الأرباح في معاملة المنعم بالنعم الظاهرة والباطنة, الذي لا يأمر إلا بالخير, ولا ينهى إلا عن الشر،
أم تتبع داعي الشيطان, الذي هو عدو الإنسان, الذي يريد لك الشر, ويسعى بجهده على إهلاكك في الدنيا والآخرة؟ الذي كل الشر في طاعته, وكل الخسران في ولايته، الذي لا يأمر إلا بشر, ولا ينهى إلا عن خير. [size=2](تفسير السعدي)
[/size]
******
[/color]
ثم أخبر تعالى عن حال المشركين إذا أمروا باتباع ما أنزل الله على رسوله - مما تقدم وصفه - رغبوا عن ذلك..[color=darkslategray]

[/color][color=#006400]وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ[size=2]-170[/size]
[/color][color=darkslategray]
[/color]******
وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
دمتم في رعاية الله وأمنه[color=darkslategray]

[/color][/b][/center]
[/font][/size]

صابر عباس حسن 10-26-2015 10:47 PM

[color="black"][size="5"][font="arial"][b][center]بسم الله الرحمن الرحيم


عالمية الرسالة

[color="darkgreen"]يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا. [/color](1) سورة النساء

افتتح تعالى هذه السورة بالأمر إلى الناس كافة بتقواه، والحث على عبادته، والأمر بصلة الأرحام، والحث على ذلك.

خطاب إلى الإنسانية الحائرة المتخبطة في المعاصي والأثام ..ولم ينظروا إلى حقيقة الوجود وسر وجودهم على الأرض بهذه الكيفية ..ولم ينظروا إلى نعم الله تعالى عليهم..

وبيَّن السبب الداعي الموجب لكل من ذلك، وأن الموجب لتقواه لأنه ﴿ [color="darkgreen"]رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ [/color]﴾ ورزقكم، ورباكم بنعمه العظيمة، التي من جملتها خلقكم ﴿ [color="darkgreen"]مِن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا[/color] ﴾ ليناسبها، فيسكن إليها، وتتم بذلك النعمة في بناء الأسر على التراحم والمودة بين أفراد العائلة التي خلقهم الله بعضهم من بعض..

وكذلك من الموجب الداعي لتقواه تساؤلكم به وتعظيمكم، حتى إنكم إذا أردتم قضاء حاجاتكم ومآربكم، توسلتم بـها بالسؤال بالله.
فيقول من يريد ذلك لغيره: أسألك بالله أن تفعل الأمر الفلاني؛ لعلمه بما قام في قلبه من تعظيم الله الداعي أن لا يرد من سأله بالله، فكما عظمتموه بذلك فلتعظموه بعبادته وتقواه.

وكذلك الإخبار بأنه رقيب، أي: مطلع على العباد في حال حركاتـهم وسكونـهم، وسرهم وعلنهم، وجميع أحوالهم، مراقبا لهم فيها مما يوجب مراقبته، وشدة الحياء منه، بلزوم تقواه.

وفي الإخبار بأنه خلقهم من نفس واحدة ( أدم عليه السلام )، وانتشارهم في ربوع الأرض , مع رجوعهم إلى أصل واحد - ليعطف بعضهم على بعض، ويرقق بعضهم على بعض..ليشيع الحب بينهم لأنهم عائلة واحدة,
وقرن الأمر بتقواه بالأمر ببر الأرحام والنهي عن قطيعتها، ليؤكد هذا الحق، وأنه كما يلزم القيام بحق الله، كذلك يجب القيام بحقوق الخلق، خصوصا الأقربين منهم، بل القيام بحقوقهم هو من حق الله الذي أمر به.

وفي قوله: ﴿ [color="darkgreen"]وخلق مِنْهَا زَوْجَهَا[/color] ﴾ تنبيه على مراعاة حق الأزواج والزوجات والقيام به، لكون الزوجات مخلوقات من الأزواج، فبينهم وبينهن أقرب نسب وأشد اتصال، وأقرب علاقة.
وبذلك تعم المودة والرحمة بين الأزواج..

سبحان الخالق العظيم

******
وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
دمتم في رعاية الله وأمنه
[/center][/b][/font][/size][/color]

صابر عباس حسن 10-27-2015 09:45 PM

[font="arial"][size="5"][/size][/font][font="arial"][/font][color="black"][center][size="5"][b]بسم الله الرحمن الرحيم


عالمية الرسالة
************

[color="darkgreen"]يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا[/color] -170سورة النساء

النداء الإلهي إلي جميع الناس أن يتبعوا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) المبعوث رحمة للعالمين..

قال تعالى في سورة الأنبياء :[color="darkgreen"] وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [/color]– 107..

فهو رحمته المهداة لعباده، فالمؤمنون به، قبلوا هذه الرحمة، وشكروها، وقاموا بها، وغيرهم كفرها، وبدلوا نعمة الله كفرا، وأبوا رحمة الله ونعمته.
و قد ذكرالله تعالى السبب الموجب للإيمان بخاتم الرسل صلوات ربي وسلامه عليه، من حيث الفوائد بذلك الإيمان ومن حيث المضرة من عدم الإيمان به،

فالسبب الموجب هو إخباره بأنه جاءهم بالحق.أي: فمجيئه نفسه حق، وما جاء به من الشرع حق،

فإن العاقل يعرف أن بقاء الخلق في جهلهم يعمهون، وفي كفرهم يترددون، والرسالة قد انقطعت عنهم غير لائق بحكمة الله ورحمته،

فمن حكمته تعالى ورحمته العظيمة أن أرسل الرسول إليهم، ليعرفهم الهدى من الضلال، والغي من الرشد، فمجرد النظر في رسالته يتبين بالدليل القاطع صحة نبوته صلوات ربي وسلامه عليه، بما حوت من إعجاز لغوي وإعجاز علمي ..فوق قدرة البشر..

وكذلك النظر إلى ما جاء به من الشرع العظيم والصراط المستقيم. فإن فيه من الإخبار بالغيوب الماضية والمستقبلة، والخبر عن الله وعن اليوم الآخر - ما لا يعرف إلا بالوحي والرسالة.
وما فيه من الأمر بكل خير وصلاح، ورشد وعدل وإحسان، وصدق وبر وصلة وحسن خلق، ومن النهي عن الشر والفساد والبغي والظلم وسوء الخلق، والكذب والعقوق، مما يقطع به أنه من عند الله خالق الكون..
وكلما ازداد به الإنسان بصيرة، ازداد إيمانه ويقينه، فهذا السبب الداعي للإيمان.

********************

وأما الفائدة في الإيمان فأخبر أنه خير لكم والخير ضد الشر. فالإيمان خير للمؤمنين في أبدانهم وقلوبهم وأرواحهم ودنياهم وأخراهم. وذلك لما يترتب عليه من المصالح والفوائد، فكل ثواب عاجل وآجل فمن ثمرات الإيمان، فالنصر والهدى والعلم والعمل الصالح والسرور والأفراح، والجنة وما اشتملت عليه من النعيم كل ذلك مسبب عن الإيمان.

***********************

وأما مضرة عدم الإيمان به صلى الله عليه وسلم فيعرف بضد ما يترتب على الإيمان به.

فعدم الإيمان يؤدي إلى الشقاء الدنيوي والأخروي ..وهكذا يعيش الإنسان ممزق النفس تعيس في صراع دائم مع نفسه ومع غيره بسب بعده عن مصدر السعادة وهو الإيمان بالله ورسله صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين..

وأن العبد لا يضر إلا نفسه، والله تعالى غني عنه لا تضره معصية العاصين، ولهذا قال : [color="darkgreen"]فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ[/color] .. أي : الجميع خلقه وملكه، وتحت تدبيره وتصريفه -[color="darkgreen"] وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا[/color] - بكل شيء -[color="darkgreen"] حَكِيمًا [/color]- في خلقه وأمره.
فهو سبحانه العليم بمن يستحق الهداية والغواية، الحكيم في وضع الهداية والغواية موضعهما. ( تفسير السعدي )



سبحان الخالق العظيم

******
وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
دمتم في رعاية الله وأمنه[/b][/size][/center][/color]

صابر عباس حسن 10-30-2015 07:58 PM

[color="black"][size="5"][font="arial"][center][b]بسم الله الرحمن الرحيم

عالمية الرسالة

[color="darkgreen"]يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا -174 فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا – 175[/color] سورة النساء

نداء من الله تعالى إلى سائر الناس أنه قد أوصل إليهم من البراهين القاطعة والأنوار الساطعة، ليقيم عليهم الحجة، ويوضح لهم المحجة، فقال : ﴿ [color="darkgreen"]يَأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِن رَّبِّكُمْ[/color] ﴾ أي: حجج قاطعة على الحق تبينه وتوضحه، وتبين ضده.
وهذا يشمل الأدلة العقلية والنقلية، الآيات الأفقية والنفسية ﴿ [color="navy"]سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقّ [/color]– 53 فصلت ﴾

وفي قوله : ﴿ [color="darkgreen"]مِن رَّبِّكُمْ [/color]﴾ ما يدل على شرف هذا البرهان وعظمته، حيث كان من ربكم الذي رباكم التربية الدينية والدنيوية، فمن تربيته لكم التي يحمد عليها ويشكر، أن أوصل إليكم البينات، ليهديكم بها إلى الصراط المستقيم، والوصول إلى جنات النعيم.

فهو خالق الكون الذي ترونه من حولكم ..فهل رأيتم صنعة من غير صانع ؟؟ هل رأيتم خلقا من غير خالق ؟؟؟

قال تعالى :

[color="blue"]أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ – 60

أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ - 61

أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ – 62

أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ – 63

أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ – 64[/color] النمل


فهذه براهين ودلائل الإيمان .. فأين دلائل الكفر والإلحاد ؟؟


ولذلك قال تعالى :[color="darkslateblue"] وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ -117 وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ -118[/color] سورة المؤمنون

﴿[color="darkgreen"] وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا [/color]﴾ وهو هذا القرآن العظيم، الذي قد اشتمل على علوم الأولين والآخرين والأخبار الصادقة النافعة، والأمر بكل عدل وإحسان وخير، والنهي عن كل ظلم وشر، فالناس في ظلمة إن لم يستضيئوا بأنواره، وفي شقاء عظيم إن لم يقتبسوا من خيره.

ولكن انقسم الناس - بحسب الإيمان بالقرآن والانتفاع به - قسمين:

﴿ [color="darkgreen"]فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ[/color] ﴾ أي: اعترفوا بوجوده واتصافه بكل وصف كامل، وتنزيهه من كل نقص وعيب. ﴿ [color="darkgreen"]وَاعْتَصَمُــوا بِـهِ[/color] ﴾ أي : لجأوا إلى الله واعتمدوا عليه وتبرأوا من حولهم وقوتهم واستعانوا بربهم . ﴿ [color="darkgreen"]فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ[/color] ﴾ أي : فسيتغمدهم بالرحمة الخاصة، فيوفقهم للخيرات ويجزل لهم المثوبات، ويدفع عنهم البليات والمكروهات.
﴿ [color="darkgreen"]وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا[/color] ﴾ أي: يوفقهم للعلم والعمل، معرفة الحق والعمل به.

ومن لم يؤمن بالله ويعتصم به ويتمسك بكتابه، منعهم من رحمته، وحرمهم من فضله، وخلى بينهم وبين أنفسهم، فلم يهتدوا، بل ضلوا ضلالا مبينا، عقوبة لهم على تركهم الإيمان فحصلت لهم الخيبة والحرمان،
نسأله تعالى العفو والعافية والمعافاة. (تفسير السعدي)

******
وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
دمتم في رعاية الله وأمنه[/b][/center][/font][/size][/color]

صابر عباس حسن 11-02-2015 11:05 PM

[center][color="black"][size="5"][font="arial"][b]بسم الله الرحمن الرحيم


عالمية الرسالة

************

ما أحوج العالم أن يستمع إلى كلام رب العزة تبارك وتعالى , ففيه النجاة من التخبط والصراعات بين البشر اليوم..

قال تعالى في سورة النحل :

[color="navy"]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ – 90[/color]

ونستمع اليوم إلى كلام الله في الحديث القدسي..
روى مسلم في صحيحه عن أبو ذر الغفاري :

عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فيما روى عن اللهِ تبارك وتعالى أنَّهُ قال :
[color="blue"]
" يا عبادي ! إني حرَّمتُ الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا . فلا تظَّالموا .

يا عبادي ! كلكم ضالٌّ إلا من هديتُه . فاستهدوني أَهْدِكم .

يا عبادي ! كلكم جائعٌ إلا من أطعمتُه . فاستطعموني أُطعمكم .

يا عبادي ! كلكم عارٍ إلا من كسوتُه . فاستكسوني أكْسُكُم .

يا عبادي ! إنكم تُخطئون بالليلِ والنهارِ ، وأنا أغفرُ الذنوبَ جميعًا . فاستغفروني أغفرُ لكم .

يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضُرِّي فتضروني . ولن تبلغوا نفعي فتنفَعوني .

يا عبادي ! لو أنَّ أوَّلكم وآخركم وإِنْسَكم وجِنَّكم . كانوا على أتقى قلبِ رجلِ واحدٍ منكم . ما زاد ذلك في ملكي شيئًا .

يا عبادي ! لو أنَّ أوَّلَكم وآخركم . وإنْسَكم وجِنَّكم . كانوا على أفجرِ قلبِ رجلٍ واحدٍ . ما نقص ذلك من ملكي شيئًا .

يا عبادي ! لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم . وإنسَكم وجِنَّكم . قاموا في صعيدٍ واحدٍ فسألوني . فأعطيتُ كل إنسانٍ مسألتَه . ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقصُ المِخْيَطُ إذا أُدْخِلَ البحرَ .

يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أُحصيها لكم . ثم أوفِّيكم إياها . فمن وجد خيرًا فليحمدِ اللهَ . ومن وجد غيرَ ذلك فلا يلومَنَّ إلا نفسَه "

[/color]
******
وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
دمتم في رعاية الله وأمنه[/b][/font][/size][/color][/center]

صابر عباس حسن 11-03-2015 09:42 PM

[center][b][font=arial][size=5][color=#000000]بسم الله الرحمن الرحيم


[/color][color=#000080][size=6][u]عالمية الرسالة[/u][/size][/color][color=#000000]

[/color][size=6][color=#006400][u]يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ[/u][/color][/size][color=#000000]

إن الإنسان حين يستشعر الخوف يلجأ إلى إلله تعالى مخلصا له الدين , ولا يفكر في أوهام الشرك أو الإلحاد , لأنه في هذه اللحظات لا يخدع نفسه التي تشرف على الهلاك..
وهذا الشعور الإيماني بالخالق سبحانه يجب أن يستمر مع الإنسان الواعي في كل حياته..وأن يحاول أن يلتزم شرعه ورسالته.

قال تعالى في سورة يونس :
[/color][color=#006400]
هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ [size=2]-22[/size] [/color][color=#000000]

[/color][color=#006400]فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ[size=2] - 23[/size][/color][color=#000000][size=2]
[/size]
﴿ [/color][color=#006400]هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ[/color][color=#000000] ﴾ بما يسر لكم من الأسباب المسيرة لكم فيها، وهداكم إليها من سيارات وطائرات وسفن وغيرها.
﴿ [/color][color=#006400]حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ[/color][color=#000000] ﴾ أي: السفن البحرية ﴿ [/color][color=#006400]وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ[/color][color=#000000] ﴾ موافقة لما يهوونه، من غير انزعاج ولا مشقة.
﴿ [/color][color=#006400]وَفَرِحُوا بِهَا[/color][color=#000000] ﴾ واطمأنوا إليها، فبينما هم كذلك، إذ ﴿ [/color][color=#006400]جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ[/color][color=#000000] ﴾ شديدة الهبوب ﴿[/color][color=#006400] وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ[/color][color=#000000] ﴾ أي : عرفوا أنه الهلاك، فانقطع حينئذ تعلقهم بالمخلوقين، وعرفوا أنه لا ينجيهم من هذه الشدة إلا الله وحده، فدَعَوُه مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ووعدوا من أنفسهم على وجه الإلزام، فقالوا : ﴿[/color][color=#006400] لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ[/color][color=#000000] ﴾ ﴿[/color][color=#006400] فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ[/color][color=#000000] ﴾ أي : نسوا تلك الشدة وذلك الدعاء، وما ألزموه أنفسهم، فأشركوا بالله، من اعترفوا بأنه لا ينجيهم من الشدائد، ولا يدفع عنهم المضايق،
فهلا أخلصوا لله العبادة في الرخاء، كما أخلصوها في الشدة ؟!!

ولكن هذا البغي يعود وباله عليهم، ولهذا قال : ﴿ [/color][color=#006400]يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [/color][color=#000000]﴾ أي : غاية ما تؤملون ببغيكم، وشرودكم عن الإخلاص لله، أن تنالوا شيئًا من حطام الدنيا وجاهها النزر اليسير الذي سينقضي سريعًا، ويمضي جميعًا، ثم تنتقلون عنه بالرغم.
﴿[/color][color=#006400] ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ[/color][color=#000000] ﴾ في يوم القيامة ﴿[/color][color=#006400] فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ[/color][color=#000000] ﴾ وفي هذا غاية التحذير لهم عن الاستمرار على عملهم...[size=2]( تفسير السعدي )
[/size]
*******

فما أحوج العالم اليوم إلى أن يتمسك برسالة رب العالمين التي أرسلها على خاتم رسله محمد صلى الله عليه وسلم. ففيها النجاة من صرعات الحياة وصرعات النفس المشتته بين أوهام الكفر والإلحاد..

فلا ينفع البغي فالحياة قصيرة ..والأخرة خير وأبقى..والحساب لا مفر منه..

[/color][color=#006400][size=6]يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ..[/size][/color][color=#000000]

******
وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
دمتم في رعاية الله وأمنه


[/color][/size][/font][/b][/center]

صابر عباس حسن 11-06-2015 06:54 PM

[center][font=arial][size=5][color=#000000][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b]


[/color][color=#000080][size=6][b][u]عالمية الرسالة[/u][/b][/size][/color][color=#000000]

[/color][color=#006400][b]يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [size=2] - 57[/size]
[/b][b]قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [size=2]– 58 يونس[/size][/b][/color][color=#000000]

[b]النداء الإلهي للعالمين محببا إليهم رسالته ومرغبا فيها..
[/b]
[b]﴿ [/b][/color][color=#006400][b]يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ أي : تعظكم،[/b]
[b]لفعل الخيرات التي تقربكم من ربكم,
[/b]
[b]قال تعالى في سورة يونس :
[/b]
[/color][color=#006400][b]وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [size=2]– 25[/size] [/b]
[b] لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [size=2]– 26[/size][/b][/color][color=#000000]
[b]
﴿ [/b][/color][color=#006400][b]وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ وهو هذا القرآن، شفاء لما في الصدور من أمراض الشهوات الصادة عن الانقياد للشرع وأمراض الشبهات، القادحة في العلم اليقيني، فإن ما فيه من المواعظ والترغيب والترهيب، والوعد والوعيد، مما يوجب للعبد الرغبة والرهبة.
[/b]
[b]وإذا وجدت فيه الرغبة في الخير، والرهبة من الشر، أوجب ذلك تقديم مراد الله على مراد النفس، وصار ما يرضي الله أحب إلى العبد من شهوة نفسه.
[/b]
[b]وكذلك ما فيه من البراهين والأدلة التي صرفها الله غاية التصريف، وبينها أحسن بيان، مما يزيل الشبه القادحة في الحق، ويصل به القلب إلى أعلى درجات اليقين.[/b]

[b]وإذا صح القلب من مرضه، ورفل بأثواب العافية، تبعته الجوارح كلها، فإنها تصلح بصلاحه، وتفسد بفساده.
[/b]
[b]﴿[/b][/color][color=#006400][b] وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [/b][/color][color=#000000][b]﴾ فالهدى هو العلم بالحق والعمل به.[/b]
[b]والرحمة هي ما يحصل من الخير والإحسان، والثواب العاجل والآجل، لمن اهتدى به، فالهدى أجل الوسائل، والرحمة أكمل المقاصد والرغائب،
ولكن لا يهتدي به، ولا يكون رحمة إلا في حق المؤمنين.[/b]
[b]وإذا حصل الهدى، وحلت الرحمة الناشئة عنه، حصلت السعادة والفلاح، والربح والنجاح، والفرح والسرور.[/b]

[b]ولذلك أمر تعالى بالفرح بذلك فقال : ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ الذي هو القرآن، الذي هو أعظم نعمة ومنة، وفضل تفضل الله به على عباده ﴿[/b][/color][color=#006400][b] وَبِرَحْمَتِهِ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ الدين والإيمان، وعبادة الله ومحبته ومعرفته. ﴿[/b][/color][color=#006400][b] فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ من متاع الدنيا ولذاتها.
[/b]
[b]فنعمة الدين المتصلة بسعادة الدارين، لا نسبة بينها، وبين جميع ما في الدنيا، مما هو مضمحل زائل عن قريب.
[/b]
[b]وإنما أمر الله تعالى بالفرح بفضله ورحمته، لأن ذلك مما يوجب انبساط النفس ونشاطها، وشكرها لله تعالى، وقوتها، وشدة الرغبة في العلم والإيمان الداعي للازدياد منهما، وهذا فرح محمود، بخلاف الفرح بشهوات الدنيا ولذاتها، أو الفرح بالباطل، فإن هذا مذموم كما قال تعالى عن قوم قارون له : ﴿[/b][/color][color=#4b0082][b] لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ[size=2] – 76 القصص[/size][/b][/color][color=#000000][b] ﴾ .[/b]
[b]وكما قال تعالى في الذين فرحوا بما عندهم من الباطل المناقض لما جاءت به الرسل: ﴿[/b][/color][color=#4b0082][b] فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ[/b][/color][color=#000000][size=2][b]– 83 المؤمنون[/b][size=5][b] ﴾ [/b][/size][b](تفسير السعدي)
[/b][/size]
[b]*******
[/b]
[/color][color=#006400][size=6][b]وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [/b][/size][/color][color=#000000][size=2][b]– 25

[/b][/size]
[b]******
[/b]
[b]وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى[/b]
[b]دمتم في رعاية الله وأمنه

[/b]
[/color][/size][/font][/center]

صابر عباس حسن 11-09-2015 09:52 PM

[center][font=arial][size=5][color=#000000][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b]


[/color][color=#000080][size=6][b][u]عالمية الرسالة[/u][/b][/size][/color][color=#000000]

[/color][color=#0000cd][size=6][b][u]اليقين والحق[/u][/b][/size][/color][color=#000000]

[/color] [b] قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ, وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ, وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [/b] [color=#000000][size=2] [b]- 104 [/b][/size][b][size=2]يونس.[/size]
[/b]
[b]بدأت رسالة الإسلام بأنها الحق واليقين الذي لا ريب فيها متحدية فصحاء العرب أن يأتوا بمثله وعلماء العالم بالسبق العلمي والحضاري..
[/b]
[b]قال تعالى في سورة البقرة :
[/b][/color][color=#000080]
[b]وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ[size=2] – 23[/size] فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ [size=2]– 24[/size] [/b]
[/color][color=#000000]

[b]وهذا دليل عقلي على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم, وصحة ما جاء به، فقال : ﴿ [/b][/color][color=#000080][b]وإن كنتم [/b][/color][color=#000000][b]﴾ معشر المعاندين للرسول, الرادين دعوته, في شك واشتباه, مما نزلنا على عبدنا, هل هو حق أو غيره ؟ [/b]
[b]فهاهنا أمر نصف، فيه الفيصلة بينكم وبينه، وهو أنه بشر مثلكم, ليس بأفصحكم ولا بأعلمكم وأنتم تعرفونه منذ نشأ بينكم, لا يكتب ولا يقرأ، فأتاكم بكتاب زعم أنه من عند الله, وقلتم أنتم أنه تقوَّله وافتراه، فإن كان الأمر كما تقولون, فأتوا بسورة من مثله, واستعينوا بمن تقدرون عليه من أعوانكم وشهدائكم, فإن هذا أمر يسير عليكم، [/b]
[b]فإن جئتم بسورة من مثله, فهو كما زعمتم, وإن لم تأتوا بسورة من مثله وعجزتم غاية العجز, ولن تأتوا بسورة من مثله،
[/b]
[b]ولكن هذا التقييم على وجه الإنصاف والتنزل معكم، فهذا آية كبرى, ودليل واضح جلي على صدقه وصدق ما جاء به,
[/b]
[b] فيتعين عليكم اتباعه, واتقاء النار التي بلغت في الحرارة العظيمة والشدة , أن كانت وقودها الناس والحجارة, ليست كنار الدنيا التي إنما تتقد بالحطب, وهذه النار الموصوفة معدة ومهيأة للكافرين بالله ورسله. فاحذروا الكفر برسوله, بعد ما تبين لكم أنه رسول الله.
[/b]
[b]وهذه الآية ونحوها يسمونها آيات التحدي, وهو تعجيز الخلق أن يأتوا بمثل هذا القرآن،

قال تعالى : ﴿[/b][/color][color=#000080][b] قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا[/b][/color][color=#000000][b][size=2]-88[/size] ﴾[size=2] الإسراء
[/size][/b]
[b]وكيف يقدر المخلوق من تراب, أن يكون كلامه ككلام رب الأرباب؟ [/b]
[b]أم كيف يقدر الناقص الفقير من كل الوجوه, أن يأتي بكلام ككلام الكامل, الذي له الكمال المطلق, والغنى الواسع من كل الوجوه؟ هذا ليس في الإمكان, ولا في قدرة الإنسان،[/b]
[b] وكل من له أدنى ذوق ومعرفة بأنواع الكلام, إذا وزن هذا القرآن العظيم بغيره من كلام البلغاء, ظهر له الفرق العظيم.[/b]

[b]*******
[/b]
[/color] [b] قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ, وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ, وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [/b] [color=#000000][size=2] [b]- 104 [/b][b]يونس.
[/b][/size]
[b]﴿ [/b][/color][color=#006400][b]وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ أي : هو الله الذي خلقكم، وهو الذي يميتكم، ثم يبعثكم، ليجازيكم بأعمالكم، فهو الذي يستحق أن يعبد، ويصلى له ويخضع ويسجد. [/b][size=2][b](تفسير السعدي)
[/b][/size]
[b]والتذكير باليقين وهو الموت لا يختلف عليه إنسان..[/b]
[b]فلو اجتمعت الإنس والجن على أن يمنعوا حدوث الموت لمن حان أجله لما استطاعوا...
[/b]
[b]قال تعالى في سورة الواقعة :

[/b][/color][color=#0000cd][b]فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ [size=2]- 86[/size] تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [size=2]- 87[/size][/b]
[b]فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ [size=2]– 88[/size] فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ [size=2]- 89[/size] [/b]
[b] وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ [size=2]– 90[/size] فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ [size=2]– 91[/size] [/b]
[b] وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ [size=2]– 92[/size] فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ [size=2]– 93[/size] وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ [size=2]– 94
[/size][/b]
[size=6] [b]إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ[/b][/size][b] [size=2]– 95
[/size][/b]
[b] فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ [size=2]– 96 [/size][/b][/color][color=#000000]

[b]******[/b]
[b]وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى[/b]
[b]دمتم في رعاية الله وأمنه[/b][/color][/size][/font][/center]

صابر عباس حسن 11-14-2015 11:37 PM

[center][font=arial][size=5][color=#000000]
[b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b]


[b][u]عالمية الرسالة
[/u][/b]
[/color][size=6][color=#000080][b][u]عائد الهداية[/u][/b][/color][/size][color=#000000]

[/color][color=#006400][b]قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ [/b][/color][color=#000000][size=2][b]-108[/b][/size]
[/color][color=#006400][b]وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ [/b][/color][color=#000000][size=2][b]– 109 ( يونس )[/b][/size]

[b]﴿ [/b][/color][color=#006400][b]يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ أي : الخبر الصادق المؤيد بالبراهين، الذي لا شك فيه بوجه من الوجوه، وهو واصل إليكم من ربكم الذي من أعظم تربيته لكم، أن أنزل إليكم هذا القرآن الذي فيه تبيان لكل شيء، وفيه من أنواع الأحكام والمطالب الإلهية والأخلاق المرضية، ما فيه أعظم تربية لكم، وإحسان منه إليكم، فقد تبين الرشد من الغي، ولم يبق لأحد شبهة.
[/b]
[b]﴿ [/b][/color][/size][/font][size=5][b]فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ[/b][/size][font=arial][size=5][color=#000000][b] ﴾ فمن اهتدى, بهدى الله بأن علم الحق وتفهمه، وآثره على غيره فلِنَفْسِهِ والله تعالى غني عن عباده، وإنما ثمرة أعمالهم راجعة إليهم.
[/b]
[b]فما أحوج الإنسانية إلى هذه الهداية التي تأخذ بأيديهم إلى رقي الأخلاق والسكينة والسعادة في الدنيا والأخرة..
[/b]
[b]قال تعالى في سورة النحل : ( [/b][/color][color=#000080][b]مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[/b][/color][color=#000000][b] [size=2]– 97[/size] )
[/b]
[b]﴿ [/b][/color][color=#006400][b]وَمَنْ ضَلَّ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ عن الهدى بأن أعرض عن العلم بالحق، أو عن العمل به، ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ ولا يضر الله شيئًا، فلا يضر إلا نفسه.
[/b]
[b]﴿ [/b][/color][color=#006400][b]وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ فأحفظ أعمالكم وأحاسبكم عليها، وإنما أنا لكم نذير مبين، والله عليكم وكيل. فانظروا لأنفسكم، ما دمتم في مدة الإمهال.[/b]


[/color][color=#006400][b][size=6]وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ[/size][/b][/color][color=#000000][size=2][b]– 109[/b][/size]

[b]﴿ [/b][/color][color=#006400][b]وَاتَّبَعَ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ أيها الرسول ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]مَا يُوحَى إِلَيْكَ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ علمًا، وعملاً، وحالاً، ودعوة إليه، ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]وَاصْبِرْ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ على ذلك، فإن هذا أعلى أنواع الصبر، وإن عاقبته حميدة، فلا تكسل، ولا تضجر، بل دم على ذلك، واثبت,
﴿ [/b][/color][color=#006400][b]حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ بينك وبين من كذبك ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ فإن حكمه، مشتمل على العدل التام، والقسط الذي يحمد عليه.
[/b]
[b]وقد امتثل صلى الله عليه وسلم أمر ربه، وثبت على الصراط المستقيم، حتى أظهر الله دينه على سائر الأديان، ونصره على أعدائه ، بعد ما نصره الله عليهم، بالحجة والبرهان، فلله الحمد، والثناء الحسن، كما ينبغي لجلاله، وعظمته، وكماله وسعة إحسانه. [size=2]( تفسير السعدي )[/size][/b]
[b]والحمد لله رب العالمين.[/b]

[b]******[/b]
[b]وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى[/b]
[b]دمتم في رعاية الله وأمنه[/b]
[/color][/size][/font][/center]

صابر عباس حسن 11-21-2015 03:31 PM

[center][font=arial][size=5][color=#000000]
[b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b]

[b][u]عالمية الرسالة
[/u][/b]
[/color][color=#000080][size=6][b][u]أهوال القيامة[/u][/b][/size][/color][color=#000000]

[/color][color=#006400][b]يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ[size=2] - 1 [/size] يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ [size=2]– 2[/size][/b][/color][color=#000000][b][size=2] الحج[/size][/b]

[b]يخاطب الله الناس كافة، بأن يتقوا ربهم، الذي رباهم بالنعم الظاهرة والباطنة، فحقيق بهم أن يتقوه، بترك الشرك والفسوق والعصيان، ويمتثلوا أوامره، مهما استطاعوا.[/b]
[b]لأن هول القيامة شئ عظيم ..وحين يأتي لا ينفع الندم
[/b]
[b]﴿[/b][/color][color=#006400][b] إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ لا يقدر قدره، ولا يبلغ كنهه، ذلك بأنها إذا وقعت الساعة، رجفت الأرض وارتجت، وزلزلت زلزالها، وتصدعت الجبال، واندكت، وكانت كثيبا مهيلا، ثم كانت هباء منبثا،
[/b]
[b]فهناك تنفطر السماء، وتكور الشمس والقمر، وتنتثر النجوم، ويكون من القلاقل والبلابل ما تنصدع له القلوب، وتجل منه الأفئدة، وتشيب منه الولدان...
[/b]
[b] ولهذا قال تعالى : ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ مع أنها مجبولة على شدة محبتها لولدها، خصوصا في هذه الحال، التي لا يعيش إلا بها.
[/b]
[b]﴿ [/b][/color][color=#006400][b]وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا [/b][/color][color=#000000][b]﴾ من شدة الفزع والهول،
[/b]
[b]﴿ [/b][/color][color=#006400][b]وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ أي : تحسبهم -أيها الرائي لهم- سكارى من الخمر، وليسوا سكارى.[/b]
[b]﴿ [/b][/color][color=#006400][b]وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ فلذلك أذهب عقولهم، وفرغ قلوبهم، وملأها من الفزع، وبلغت القلوب الحناجر، وشخصت الأبصار، وفي ذلك اليوم، لا يجزي والد عن ولده، ولا مولود هو جاز عن والده شيئا.
[/b]
[b]ويومئذ ﴿[/b][/color][color=#0000cd][b] يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ [size=2]-34[/size] وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ [size=2]-35[/size] وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ [size=2]– 36[/size] لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ [size=2]-37[/size][/b][/color][color=#000000][b] ﴾[size=2]عبس
[/size][/b]
[b]وهناك ﴿ [/b][/color][color=#0000cd][b]ويوم يعض الظالم على يديه، يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا [size=2]-27[/size] [/b][/color][color=#000000][b]﴾[size=2] الفرقان[/size]
[/b]
[b] وتسود حينئذ وجوه وتبيض وجوه، وتنصب الموازين، التي يوزن بها مثاقيل الذر، من الخير والشر، وتنشر صحائف الأعمال وما فيها من جميع الأعمال والأقوال والنيات، من صغير وكبير، وينصب الصراط على متن جهنم،
وتقترب الجنة للمتقين، وبرزت الجحيم للغاوين. ﴿ [/b][/color][color=#0000cd][b]إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا[size=2] -12[/size] وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا [size=2]– 13[/size][/b][/color][color=#000000][b][size=2] الفرقان[/size] ﴾
[/b]
[b] ويقال لهم : ﴿[/b][/color][color=#0000ff][b] لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا [size=2]-14[/size][/b][/color][color=#000000][b][size=2] الفرقان[/size] ﴾
[/b]
[b]وإذا نادوا ربهم ليخرجهم منها، قال : ﴿[/b][/color][color=#0000ff][b] اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ [size=2]– 108[/size][/b][/color][color=#000000][b][size=2] المؤمنون[/size] ﴾ قد غضب عليهم الرب الرحيم، وحضرهم العذاب الأليم، وأيسوا من كل خير، ووجدوا أعمالهم كلها، لم يفقدوا منها نقيرا ولا قطميرا.[/b]

[b]هذا، والمتقون في روضات الجنات يحبرون، وفي أنواع اللذات يتفكهون، وفيما اشتهت أنفسهم خالدون، [/b]
[b]فحقيق بالعاقل الذي يعرف أن كل هذا أمامه، أن يعد له عدته، وأن لا يلهيه الأمل، فيترك العمل، وأن تكون تقوى الله شعاره، وخوفه دثاره، ومحبة الله، وذكره، روح أعماله. [size=2](تفسير السعدي)[/size][/b]

[b]******[/b]
[b]وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى[/b]
[b]دمتم في رعاية الله وأمنه


[/b][/color][/size][/font][/center]

صابر عباس حسن 11-28-2015 05:47 PM

[center][font=arial][size=5][color=#000000][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b]


[b][u]عالمية الرسالة
[/u][/b]
[/color][color=#000080][size=6][b][u]دلائل البعث[/u][/b][/size][/color][color=#000000]

[/color][color=#006400][b]يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ [size=2]- 5
[/size][/b]
[b]ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [size=2]– 6
[/size][/b]
[b] وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ [size=2]– 7[/size][/b][/color][color=#000000][size=2][b] (الحج)[/b][/size]

[/color][color=#000080][size=6][b]نداء إلهي إلى الإنسانية المعذبة التي تترنح بين الأوهام والشك....[/b][/size][/color][color=#000000]

[b]يقول تعالى: ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ أي: شك واشتباه، وعدم علم بوقوعه، مع أن الواجب عليكم أن تصدقوا ربكم، وتصدقوا رسله في ذلك، ولكن إذا أبيتم إلا الريب، فهاكم دليلين عقليين تشاهدونهما، كل واحد منهما، يدل دلالة قطعية على ما شككتم فيه، ويزيل عن قلوبكم الريب.[/b]
[b]أحدهما: الاستدلال بابتداء خلق الإنسان، وأن الذي ابتدأه سيعيده،
[/b]
[b]فقال فيه : ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ وذلك بخلق أبي البشر آدم عليه السلام،

﴿ [/b][/color][color=#006400][b]ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ [/b][/color][color=#000000][b]﴾ أي: مني، وهذا ابتداء أول التخليق، ﴿[/b][/color][color=#006400][b] ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ أي : تنقلب تلك النطفة، بإذن الله دما أحمر، ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ أي: ينتقل الدم مضغة، أي: قطعة لحم، بقدر ما يمضغ، وتلك المضغة تارة تكون ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]مُخَلَّقَةٍ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ أي: مصور منها خلق الآدمي، ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ تارة، بأن تقذفها الأرحام قبل تخليقها،

﴿[/b][/color][color=#006400][b] لِنُبَيِّنَ لَكُمْ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ أصل نشأتكم، مع قدرته تعالى، على تكميل خلقه في لحظة واحدة، ولكن ليبين لنا كمال حكمته، وعظيم قدرته، وسعة رحمته.
[/b]
[b]﴿ [/b][/color][color=#006400][b]وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ أي : ونقر، أي : نبقي في الأرحام من الحمل، الذي لم تقذفه الأرحام، ما نشاء إبقاءه إلى أجل مسمى، وهو مدة الحمل.
[/b]
[b]﴿ [/b][/color][color=#006400][b]ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ من بطون أمهاتكم ﴿[/b][/color][color=#006400][b] طِفْلًا[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ لا تعلمون شيئا، وليس لكم قدرة، وسخرنا لكم الأمهات، وأجرينا لكم في ثديها الرزق، ثم تنتقلون طورا بعد طور، حتى تبلغوا أشدكم، وهو كمال القوة والعقل.
[/b]
[b]﴿ [/b][/color][color=#006400][b]وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ من قبل أن يبلغ سن الأشد، ومنكم من يتجاوزه فيرد إلى أرذل العمر، أي: أخسه وأرذله،..
[/b]
[b]﴿[/b][/color][color=#006400][b] لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ أي: لأجل أن لا يعلم هذا المعمر شيئا مما كان يعلمه قبل ذلك، وذلك لضعف عقله، فقوة الآدمي محفوفة بضعفين، ضعف الطفولية ونقصها، وضعف الهرم ونقصه،

كما قال تعالى: ﴿ [/b][/color][color=#000080][b]اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ [size=2]– 54 الروم[/size][/b][/color][color=#000000][b]﴾

[/b]
[b] والدليل الثاني، إحياء الأرض بعد موتها، فقال الله فيه : ﴿[/b][/color][color=#006400][b] وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ أي: خاشعة مغبرة لا نبات فيها، ولا خضر،[/b]
[b] ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ أي : تحركت بالنبات ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]وَرَبَتْ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ أي : ارتفعت بعد خشوعها وذلك لزيادة نباتها، ﴿[/b][/color][color=#006400][b] وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ أي : صنف من أصناف النبات ﴿[/b][/color][color=#006400][b] بَهِيجٍ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ أي: يبهج الناظرين، ويسر المتأملين...
[/b]
[b]﴿ [/b][/color][color=#006400][b]ذَلِكَ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ الذي أنشأ الآدمي من ما وصف لكم، وأحيا الأرض بعد موتها، ﴿[/b][/color][color=#006400][b] بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ أي : الرب المعبود، الذي لا تنبغي العبادة إلا له، وعبادته هي الحق، وعبادة غيره باطلة، ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ كما ابتدأ الخلق، وكما أحيا الأرض بعد موتها،
[/b]
[b] ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ كما أشهدكم من بديع قدرته وعظيم صنعته ما أشهدكم.[/b]
[b]﴿ [/b][/color][color=#006400][b]وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ فلا وجه لاستبعادها، ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ فيجازيكم بأعمالكم حسنها وسيئها.[size=2] (تفسير السعدي)[/size][/b]

[b]******[/b]
[b]وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى[/b]
[b]دمتم في رعاية الله وأمنه

[/b][/color][/size][/font][/center]

صابر عباس حسن 12-01-2015 11:44 PM

[center][font=arial][size=5][color=#000000][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b]


[b][u]عالمية الرسالة
[/u][/b]
[/color][color=#000080][b][u][size=6]خطاب الرسول للناس كافة[/size]
[/u](صلى الله عليه وسلم)
[/b][/color][color=#000000]
[b]قال تعالى في سورة الحج:
[/b]
[/color][color=#006400][b]قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ [size=2]– 49[/size] [/b]
[b] فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [size=2]– 50[/size] [/b]
[b]وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ [size=2]– 51[/size] [/b][/color][color=#000000]

[b]يأمر الله تعالى عبده ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم أن يخاطب الناس جميعا، بأنه رسول الله حقا، مبشرا للمؤمنين بثواب الله، منذرا للكافرين والظالمين من عقابه،
[/b]
[b]وقوله : ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]مُبِينٌ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ أي : واضح الإنذار، وهو التخويف مع الإعلام بالمخوف، وذلك لأنه أقام البراهين الساطعة على صدق ما أنذرهم به، [/b]
[b]ثم ذكر تفصيل النذارة والبشارة فقال : ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]فَالَّذِينَ آمَنُوا[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ بقلوبهم إيمانا صحيحا صادقا ﴿[/b][/color][color=#006400][b] وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ بجوارحهم ..[/b]
[b]﴿[/b][/color][color=#006400][b] في جنات النعيم[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ أي : الجنات التي يتنعم بها بأنواع النعيم من المآكل والمشارب والصور والأصوات والتنعم برؤية الرب الكريم وسماع كلامه..[size=2](تفسير السعدي)[/size][/b]

[b]( [/b][/color][color=#006400][b]وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ[/b][/color][color=#000000][b] )
[/b]
[b]والذين اجتهدوا في الكيد لإبطال آيات القرآن بالتكذيب مشاقين مغالبين، أولئك هم أهل النار الموقدة، يدخلونها ويبقون فيها أبدًا[/b][b].[/b][size=2][b](التفسير الميسر)
[/b][/size]
[b]******
[/b]
[b]وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى[/b]
[b]دمتم في رعاية الله وأمنه

[/b]
[/color][/size][/font][/center]

صابر عباس حسن 12-12-2015 11:37 AM

[center][b][font=arial][size=5][color=#000000]بسم الله الرحمن الرحيم


[/color][color=#000080][size=6][u]عالمية الرسالة[/u]
[u]التحدي الدائم لسائر البشر[/u]
[u]إلى يوم القيامة
[/u]
[/size][/color][color=#006400]
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ [size=2]– 73[/size] مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [size=2]– 74 ( الحج )[/size][/color][color=#000000]

[/color][color=#000080]نداء إلهي إلى كل البشر: أنهم لن يستطيعوا أن يخلقوا ذبابة ...أو إسترجاع ما تسلبهم الذبابة..[/color][color=#000000]

فالذبابة تمد فمها من أسفل رأسها إلى السطح المقابل له، مكونة بذالك انبوبا لامتصاص الطعام، وإذا نظرت بدقة إلى الأنبوب الماص لوجدت ان الطرف الملامس لسطح الطعام متسعا وكأنه مكنسة كهربائية. بعد ذلك تبدأ الذبابة بفرز انزيم ليمكنها من تحليل الطعام وتحويله إلى مادة سائلة لمساعدتها على امتصاصه خلال الأنبوب.
لذلك فالذبابة تبدأ بهضم الطعام قبل أن يدخل إلى جسمها. فالطعام الذي دخل في جوف الذبابة لم يعد نفسه الطعام الذي سلبته....[size=3](الموسوعة الحرة ويكيبيديا)[/size]

[/color][size=6][color=#006400]وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ...[/color][/size][color=#000000]

*******

[/color][color=#006400]يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ[size=2] – 73 [/size][/color][color=#000000]

﴿[/color][color=#006400] يَا أَيُّهَا النَّاسُ[/color][color=#000000] ﴾ هذا خطاب لجميع البشر, للمؤمنين والكفار، المؤمنون يزدادون علما وبصيرة، والكافرون تقوم عليهم الحجة،
﴿ [/color][color=#006400]ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ [/color][color=#000000]﴾ أي : ألقوا إليه أسماعكم، وتفهموا ما احتوى عليه، ولا يصادف منكم قلوبا لاهية، وأسماعا معرضة، بل ألقوا إليه القلوب والأسماع،

﴿ [/color][color=#006400]إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ[/color][color=#000000] ﴾ شمل كل ما يدعى من دون الله، ﴿[/color][color=#006400] لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا[/color][color=#000000] ﴾ الذي هو من أحقر المخلوقات وأخسها، فليس في قدرتهم خلق هذا المخلوق الضعيف، فما فوقه من باب أولى، ﴿ [/color][color=#006400]وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ[/color][color=#000000] ﴾ ..

بل أبلغ من ذلك لو ﴿ [/color][color=#006400]يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ[/color][color=#000000] ﴾ وهذا غاية ما يصير من العجز.

﴿ [/color][color=#006400]ضَعُفَ الطَّالِبُ[/color][color=#000000] ﴾ الذي هو المعبود من دون الله ﴿[/color][color=#006400] وَالْمَطْلُوبُ[/color][color=#000000] ﴾ الذي هو الذباب، فكل منهما ضعيف، وأضعف منهما، من يتعلق بهذا الضعيف، وينزله منزلة رب العالمين.

﴿ [/color][color=#006400]ما قدروا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ[/color][color=#000000] ﴾ حيث سوى الفقير العاجز من جميع الوجوه، بالغني القوي من جميع الوجوه، سوى من لا يملك لنفسه، ولا لغيره نفعا ولا ضرا، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، بمن هو النافع الضار، المعطي المانع، مالك الملك، والمتصرف فيه بجميع أنواع التصريف.

﴿ [/color][color=#006400]إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ[/color][color=#000000] ﴾ أي : كامل القوة، كامل العزة، من كمال قوته وعزته، أن نواصي الخلق بيديه، وأنه لا يتحرك متحرك، ولا يسكن ساكن، إلا بإرادته ومشيئته،

فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ومن كمال قوته، أنه يمسك السماوات والأرض أن تزولا، ومن كمال قوته، أنه يبعث الخلق كلهم، أولهم وآخرهم، بصيحة واحدة، ومن كمال قوته، أنه أهلك الجبابرة والأمم العاتية، بشيء يسير، وسوط من عذابه. [size=3]( تفسير السعيدي )[/size]

[/color][color=#000080][size=6]سبحان مالك الملك خالق الكون..
الله الرحمن الرحيم.[/size][/color][color=#000000]

******
وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
دمتم في رعاية الله وأمنه
[/color][/size][/font][/b][/center]

صابر عباس حسن 12-18-2015 07:54 PM

[center][font=arial][size=5][color=#000000][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b]


[/color][color=#000080][size=6][b][u]عالمية الرسالة
[/u][/b]
[b][u]الاستعداد ليوم القيامة[/u][/b]
[b][u]وحقيقة الدنيا وغرور الشيطان[/u][/b][/size][/color][color=#000000]


[/color][color=#006400][b]يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ [/b][/color][color=#000000][b][size=3]– 33 لقمان[/size] [/b]

[b]يأمر الله تعالى الناس بتقواه، التي هي امتثال أوامره، وترك زواجره، ويستلفتهم لخشية يوم القيامة، اليوم الشديد، الذي فيه كل أحد لا يهمه إلا نفسه فـ ﴿[/b][/color][color=#006400][b] لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ لا يزيد في حسناته ولا ينقص من سيئاته، قد تم على كل عبد عمله، وتحقق عليه جزاؤه.[/b]

[b]هذا من رحمة اللّه بالبشرية، يأمرهم بتقواه التي فيها سعادتهم، ويعدهم عليها الثواب، ويحذرهم من العقاب، بالمواعظ والمخوفات، فلك الحمد يا رب العالمين.[/b]

[b]﴿ [/b][/color][color=#006400][b]إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ [/b][/color][color=#000000][b]﴾ فلا تمتروا فيه، ولا تعملوا عمل غير المصدق،
[/b]
[b]فلهذا قال : ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ بزينتها وزخارفها وما فيها من الفتن والمحن.[/b]
[b]﴿ [/b][/color][color=#006400][b]وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ الذي هو الشيطان، الذي ما زال يخدع الإنسان ولا يغفل عنه في جميع الأوقات،
[/b]
[b]فإن للّه تعالى على عباده حقا، وقد وعدهم موعدا يجازيهم فيه بأعمالهم، وهل وفوا حقه أم قصروا فيه.[/b]
[b]وهذا أمر يجب الاهتمام به، وأن يجعله الإنسان نصب عينيه، ورأس مال تجارته، التي يسعى إليها.[/b]

[b]ومن أعظم العوائق عنه والقواطع دونه، الدنيا الفتانة، والشيطان الموسوس الْمُسَوِّل، [/b]
[b]فنهى الله تعالى البشرية، أن تغرهم الدنيا، أو يغرهم باللّه الغرور..[/b]
[b]﴿[/b][/color][color=#000080][b] يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا [/b][/color][color=#000000][b][size=2]– 120 النساء[/size] ﴾[size=3](تفسير السعيدي)[/size][/b]

[b]******[/b]
[b]وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى[/b]
[b]دمتم في رعاية الله وأمنه

[/b]
[/color][/size][/font][/center]

صابر عباس حسن 12-23-2015 06:43 PM

[center][font=arial][size=5][color=#000000][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b]


[/color][color=#0000cd][size=6][b][u]عالمية الرسالة[/u][/b]
[b][u]التفكر في مصدر الخلق والرزق
[/u][/b][/size][/color][color=#000000]
[/color][color=#006400]
[b]يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ [size=3]– 3 [/size] وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُور [size=3]– 4 فاطر[/size][/b][/color][color=#000000]

[b]سؤال لكافة الناس من هو مصدر الخلق والرزق ؟؟
[/b]
[b]يأمر تعالى، جميع الناس أن يذكروا نعمته عليهم، وهذا شامل لذكرها بالقلب اعترافا، وباللسان ثناء، وبالجوارح انقيادا،
فإن ذكر نعمه تعالى داع لشكره، ثم نبههم على أصول النعم، وهي الخلق والرزق،

فقال تعالى : ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾
[/b]
[b]ولما كان من المعلوم أنه ليس أحد يخلق ويرزق إلا اللّه، نتج من ذلك، أن كان ذلك دليلا على ألوهيته وعبوديته،

ولهذا قال تعالى : ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ أي : تصرفون عن عبادة الخالق الرازق لعبادة المخلوق المرزوق.
[/b]
[b]﴿ [/b][/color][color=#006400][b]وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ يا أيها الرسول، فلك أسوة بمن قبلك من المرسلين،

﴿ [/b][/color][color=#006400][b]فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ فأهلك المكذبون، ونجى اللّه الرسل وأتباعهم. ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾..[size=2](تفسير السعدي)[/size][/b]

[/color][/size][/font][font=arial][size=5][color=#006400][b]يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ [size=2]– 3[/size] وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُور [size=2]– 4 فاطر[/size][/b][/color][/size][/font][font=arial][size=5][color=#000000]


[b]******
[/b]
[b]وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى[/b]
[b]دمتم في رعاية الله وأمنه.


[/b][/color][/size][/font][/center]

صابر عباس حسن 12-25-2015 11:32 AM

[center][font=arial][size=5][color=#000000]
[b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b]


[/color][color=#000080][size=6][b][u]عالمية الرسالة
[/u][/b]
[b][u]الوعد الحق[/u][/b][/size][/color][color=#000000]


[/color][color=#006400][b]يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ [size=2]- 5 [/size] إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ[size=2] -6 [/size] الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ [size=2]-7 [/size][/b][/color][color=#000000][b][size=2] فاطر[/size][/b]

[b]يقول الله تعالى : ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ بالبعث والجزاء على الأعمال، ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]حَقٌّ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ أي : لا شك فيه، ولا مرية، ولا تردد، قد دلت على ذلك الأدلة السمعية والبراهين العقلية،
[/b]
[b]فإذا كان وعده حقا، فتهيئوا له، وبادروا أوقاتكم الشريفة بالأعمال الصالحة، ولا يقطعكم عن ذلك قاطع،
[/b]
[b]﴿ [/b][/color][color=#006400][b]فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ بلذاتها وشهواتها ومطالبها النفسية، فتلهيكم عما خلقتم له،
[/b]
[b]﴿ [/b][/color][color=#006400][b]وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ الذي هو ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]الشَّيْطَانُ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ الذي هو عدوكم في الحقيقة ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ أي : لتكن منكم عداوته على بال، ولا تهملوا محاربته كل وقت، فإنه يراكم وأنتم لا ترونه، وهو دائما لكم بالمرصاد.
[/b]
[b][size=6]فيكون حشدكم ضد عدوكم الحقيقي الذي يريد هلاككم في الدنيا والأخرة..[/size]
[/b]
[b]﴿ [/b][/color][color=#006400][b]إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ[/b][/color][color=#000000][b]﴾ هذا غايته ومقصوده ممن تبعه، أن يهان غاية الإهانة بالعذاب الشديد.
[/b]
[b][size=6]فالشيطان يشيع الحقد والبغضاء بين البشر والتقاتل على أمور زائلة ..[/size]
[/b]
[b]ثم ذكر الله تعالى أن الناس انقسموا بحسب طاعة الشيطان وعدمها إلى قسمين، وذكر جزاء كل منهما،
[/b]
[b]فقال تعالى : ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]الَّذِينَ كَفَرُوا[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ أي : جحدوا ما جاءت به الرسل، ودلت عليه الكتب ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ في نار جهنم، شديد في ذاته ووصفه، وأنهم خالدون فيها أبدا.
[/b]
[b]وقال تعالى : ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]وَالَّذِينَ آمَنُوا [/b][/color][color=#000000][b]﴾ بقلوبهم، بما دعا اللّه إلى الإيمان به ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]وَعَمِلُوا[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ بمقتضى ذلك الإيمان، بجوارحهم، الأعمال ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ لذنوبهم، يزول بها عنهم الشر والمكروه ﴿ [/b][/color][color=#006400][b]وَأَجْرٌ كَبِيرٌ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ يحصل به السعادة في الدارين .[/b]
[b]ففي الدنيا حياة طيبة مطمئنة..[/b]
[b]وفي الأخرة الخلود الأبدي في جنات النعيم ..[size=2](تفسير السعدي)[/size][/b]

[b]******
[/b]
[b]وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى[/b]
[b]دمتم في رعاية الله وأمنه.

[/b]
[/color][/size][/font][/center]

صابر عباس حسن 12-28-2015 12:04 AM

[center][font=arial][size=5][color=#000000]
[b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b]


[/color][color=#000080][size=6][b][u]عالمية الرسالة[/u][/b][/size]

[/color][/size][/font][b][color=#000080][u][size=6]المخلوقات على الأرض[/size][/u][/color][/b][font=arial][size=5][color=#000000]


[/color][color=#006400][b]يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ [size=2]- 15[/size] إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ [size=2] - 16[/size] وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ [size=2]– 17 [/size][/b][/color][color=#000000][b][size=2][size=4] فاطر
[/size][/size][/b]

[b]أثبت العلم أن الإنسان هو آخر المخلوقات ظهوراً. حيث سبقه كثير من الأمم مثل النحل والنمل والحيوانات والنبات وغير ذلك مما سخره الله لخدمة الإنسان.
[/b]
[b]وقد مرت بالأرض فترات كانت الغلبة فيها لبعض مخلوقات الله مثل الديناصورات وغيرها من المخلوقات التي أفسدت في الأرض وطغت وسفكت الدماء، حتى أهلكها الله تعالى واستخلف من بعدها أمماً أخرى. [/b]
[b]وفي بعض الروايات أنه قد صدر إفساد من الجن وكانت[/b] [b]الملائكة ترى ما يحدث على الأرض، فقد رأت الفساد الذي أحدثته كثير من المخلوقات، فظنّت أن هذا المخلوق الجديد سيسفك الدماء ويفسد في الأرض مثل من سبقه من الأمم[/b][b].
[/b]
[b]فيجب على الإنسان أن يدرك أنه مخلوق كغيره من المخلوقات وعليه أن يزعن للذي خلقه ولا يتكبر ولا يطغى ..فالذي خلقه قادر على إزالته والمجيئ بمخلوقات غيره..
[/b]
[b]فمن خلال الحفريات والآثار التي تركها مجتمع الديناصورات الذي عاش على الأرض وانقرض قبل 65 مليون سنة، فإن هذه المخلوقات "الشرسة" أفسدت في الأرض وسفكت دماء بعضها بشكل عنيف، وقد عثر العلماء على أدلة تؤكد أن الديناصورات كانت مخلوقات شرسة وعاثت فساداً في الأرض، ونرى ذلك من خلال الأفلام العلمية التي تصور حياة الديناصورات[/b][b].
[/b]
[b]ولكن هذا الفساد لم يستمر طويلاً حتى أنزل الله عليها عقاباً فأهلكها (من الممكن أن يكون هذا العقاب عبارة عن صاعقة أو مجموعة نيازك نزلت من السماء على شكل أمطار نيزكية واخترقت الغلاف الجوي وأبادت هذه المخلوقات)،
وهذه عقوبة تعهد الله بها لكل من يفسد في الأرض، يقول تعالى: ([/b][/color][color=#006400][b] وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا[/b][/color][color=#000000][b] ) [size=3]الإسراء: 58 (موقع أسرار الإعجاز القرأني)[/size]
[/b]
[b]******
[/b]
[/color][color=#006400][b]يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ [size=2]- 15[/size] إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ [size=2] - 16[/size] وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ [size=2]– 17[/size] [/b][/color][color=#000000]
[b]يخاطب تعالى جميع الناس، ويخبرهم بحالهم ووصفهم، وأنهم فقراء إلى اللّه من جميع الوجوه:[/b]
[b]فقراء في إيجادهم، فلولا إيجاده إياهم، لم يوجدوا.
[/b]
[b]فقراء في إعدادهم بالقوى والأعضاء والجوارح، التي لولا إعداده إياهم بها ، لما استعدوا لأي عمل كان.[/b]
[b]فقراء في إمدادهم بالأقوات والأرزاق والنعم الظاهرة والباطنة، فلولا فضله وإحسانه وتيسيره الأمور، لما حصل لهم من الرزق والنعم شيء.
[/b]
[b]فقراء في صرف النقم عنهم، ودفع المكاره، وإزالة الكروب والشدائد. فلولا دفعه عنهم، وتفريجه لكرباتهم، وإزالته لعسرهم، لاستمرت عليهم المكاره والشدائد.[/b]
[b]فقراء إليه في تربيتهم بأنواع التربية، وأجناس التدبير.
[/b]
[b]فقراء إليه، في تألههم له، وحبهم له، وتعبدهم، وإخلاص العبادة له تعالى، فلو لم يوفقهم لذلك، لهلكوا، وفسدت أرواحهم، وقلوبهم وأحوالهم.
[/b]
[b]فقراء إليه، في تعليمهم ما لا يعلمون، وعملهم بما يصلحهم، فلولا تعليمه، لم يتعلموا، ولولا توفيقه، لم يصلحوا.
[/b]
[b]فهم فقراء بالذات إليه، بكل معنى، وبكل اعتبار، سواء شعروا ببعض أنواع الفقر أم لم يشعروا، [/b]
[b]ولكن الموفق منهم، الذي لا يزال يشاهد فقره في كل حال من أمور دينه ودنياه، ويتضرع له، ويسأله أن لا يكله إلى نفسه طرفة عين، وأن يعينه على جميع أموره، ويستصحب هذا المعنى في كل وقت، فهذا أحرى بالإعانة التامة من ربه وإلهه، الذي هو أرحم به من الوالدة بولدها.
[/b]
[b]﴿ [/b][/color][color=#006400][b]وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ أي : الذي له الغنى التام من جميع الوجوه، فلا يحتاج إلى ما يحتاج إليه خلقه، ولا يفتقر إلى شيء مما يفتقر إليه الخلق، وذلك لكمال صفاته، وكونها كلها، صفات كمال، ونعوت وجلال.[/b]
[b]ومن غناه تعالى، أن أغنى الخلق في الدنيا والآخرة، الحميد في ذاته، وأسمائه، لأنها حسنى، وأوصافه، لكونها عليا، وأفعاله لأنها فضل وإحسان وعدل وحكمة ورحمة، وفي أوامره ونواهيه، فهو الحميد على ما فيه، وعلى ما منه، وهو الحميد في غناه الغني في حمده .
[/b]
[b]﴿[/b][/color][color=#006400][b] إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ يحتمل أن المراد : إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بغيركم من الناس، أطوع للّه منكم، ويكون في هذا تهديد لهم بالهلاك والإبادة، وأن مشيئته غير قاصرة عن ذلك.
[/b]
[b]ويحتمل أن المراد بذلك، إثبات البعث والنشور، وأن مشيئة اللّه تعالى نافذة في كل شيء، وفي إعادتكم بعد موتكم خلقا جديدا، ولكن لذلك الوقت أجل قدره اللّه، لا يتقدم عنه ولا يتأخر.
[/b]
[b]﴿ [/b][/color][color=#006400][b]وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ أي: بممتنع، ولا معجز له. [size=3](تفسير السعدي)[/size][/b]

[b]******
[/b]
[b]وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى[/b]
[b]دمتم في رعاية الله وأمنه[/b][/color][/size][/font][/center]

صابر عباس حسن 12-29-2015 09:08 PM

[center][font=arial][size=5][color=#000000]
[b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b]


[/color][color=#000080][size=6][b][u]عالمية الرسالة[/u][/b][/size][/color][color=#000000]

[/color][color=#006400]
[b]يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ[/b][/color][color=#000000][b][size=2] -[/size][/b][size=2][b] 13الحجرات
[/b][/size]
[b]يخبر تعالى أنه خلق بني آدم، من أصل واحد، وجنس واحد، وكلهم من ذكر وأنثى، ويرجعون جميعهم إلى آدم وحواء، ولكن الله تعالى بث منهما رجالاً كثيرا ونساء، وفرقهم، وجعلهم شعوبًا وقبائل أي: قبائل صغارًا وكبارًا، وذلك لأجل أن يتعارفوا، لا أن يعتدي بعضهم على بعض..
[/b]
[b]ونستمع إلى النداء الإلهي إلى الإنسانية المعذبة ..
[/b]
[/color][color=#006400][b]يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ .[/b][/color][color=#000000]
[b] فإنهم لو استقل كل واحد منهم بنفسه، لم يحصل بذلك، التعارف الذي يترتب عليه التناصر والتعاون، والتوارث، والقيام بحقوق الأقارب، ولكن الله جعلهم شعوبًا وقبائل، لأجل أن تحصل هذه الأمور وغيرها، مما يتوقف على التعارف، ولحوق الأنساب، [/b]

[b]ولكن الكرم بالتقوى، فأكرمهم عند الله، أتقاهم، وهو أكثرهم طاعة وانكفافًا عن المعاصي، لا أكثرهم قرابة وقومًا، ولا أشرفهم نسبًا، ولكن الله تعالى عليم خبير، يعلم من يقوم منهم بتقوى الله، ظاهرًا وباطنًا، ممن يقوم بذلك، ظاهرًا لا باطنًا، فيجازي كلا، بما يستحق. [size=2](تفسير السعدي)[/size][/b]

[b]رأينا في هذه السلسلة كيف توجه الخطاب إلى كافة الناس..ليدل ذلك على عالمية رسالة الإسلام للعالمين..
[/b]
[/color][color=#000080][b][size=6]فهي رسالة رب العالمين..[/size][/b][/color][color=#000000]
[b]ويتبقي دور المسلمين في التبليغ لهذه الرسالة العالمية بالترجمة والشرح وقبل ذلك بالتخلق بأخلاق الرسالة..
[/b]
[/color][color=#006400][b]كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ[/b][/color][color=#000000][b] ..[size=2]110 ال عمران[/size]
[/b]
[/color] [b] الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا [/b] [color=#000000][b] [size=2]– 39 الأحزاب
[/size][/b]
[b]******[/b]
[b]وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى[/b]
[b]دمتم في رعاية الله وأمنه


[/b][/color][/size][/font][/center]

صابر عباس حسن 12-30-2015 09:36 PM

[center][font=arial][size=5][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b]

[size=6][color=#000080]
[b][u]عالمية الرسالة
[/u][/b][/color][/size]

[/size][/font][size=6][color=#008000][b]وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ * قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[/b][b] - [/b][b]*[/b][/color][size=2][b]الأنبياء[/b][/size][/size]
[font=arial][size=5]
[b]واستكمالا لموضوع عالمية الرسالة نواصل الحديث عن مخاطبة أهل الكتاب للإيمان بالرسالة الخاتمة لرسالات السماء, حيث كان من المفترض أن يكونوا أول المؤمنين ...
[/b]
[b]إن رسالات الله تعالى منذ أدم عليه السلام إلى خاتم الأنبياء نزلت لإنتشال البشرية من الضلال والظلمات إلى نور الإسلام لله تعالى الخالق البارئ المصور الرزاق المحي المميت مالك الملك الرحمن الرحيم .
[/b]
[b]قال تعالى في سورة ال عمران :
[/b]
[color=#008000][b]وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ[/b] [size=3][b]- 81
[/b][/size][/color]
[b]يخبر تعالى أنه أخذ ميثاق النبيين وعهدهم المؤكد بسبب ما أعطاهم من كتاب الله المنزل، والحكمة الفاصلة بين الحق والباطل والهدى والضلال، إنه إن بعث الله رسولا مصدقا لما معهم أن يؤمنوا به ويصدقوه ويأخذوا ذلك على أممهم،
[/b]
[b]فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد أوجب الله عليهم أن يؤمن بعضهم ببعض، ويصدق بعضهم بعضا لأن جميع ما عندهم هو من عند الله،
[/b]
[b] وكل ما من عند الله يجب التصديق به والإيمان، فهم كالشيء الواحد، فعلى هذا قد علم أن الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم هو خاتمهم، فكل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لو أدركوه لوجب عليهم الإيمان به واتباعه ونصرته، وكان هو إمامهم ومقدمهم ومتبوعهم، فهذه الآية الكريمة من أعظم الدلائل على علو مرتبته وجلالة قدره، وأنه أفضل الأنبياء وسيدهم صلى الله عليه وسلم [/b][b]..[size=3](تفسير السعدي)[/size]
[/b]
[size=6][b][color=#0000cd]وبهذا الإقرار فهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله..[/color]
[/b][/size]
[b]﴿ [color=#008000]قالوا أقررنا[/color] ﴾[/b] [b]أي : قبلنا ما أمرتنا به .[/b] [b]﴿ [color=#008000]قال[/color] ﴾[/b] [b]الله لهم[/b][b]: [/b][b] ﴿ [color=#008000]فاشهدوا[/color] ﴾ على أنفسكم وعلى أممكم بذلك،[/b]

[color=#008000][size=6][b]قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ[/b] [/size][/color][b][color=#008000][size=6]..[/size][/color]
[/b]
[b]وبهذا الإستهلال ندرك طبيعة عالمية رسالة الإسلام وأنها موجهة للعالمين وعلى رأسهم أهل الكتاب ..[/b]

[b]******
[/b]
[b]وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى[/b]
[b]دمتم في رعاية الله وأمنه


[/b][/size][/font][/center]

صابر عباس حسن 12-31-2015 06:52 PM

[center][color=#000000][font=arial][size=5][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b]

[/size][/font][/color][size=6][color=#000080][font=arial][b][u]عالمية الرسالة[/u][/b][/font][/color][/size][color=#000000][font=arial][size=5]
[b]هدف جميع الأديان السماوية[/b]
[b]عبادة الله وحده لا شريك له.[/b]

[/size][/font][/color][color=#006400][font=arial][size=5][b]قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ[/b][/size][/font][/color][color=#000000][font=arial][size=5] [size=3][b]– 64 ال عمران[/b][/size]

[b]أمرٌ من الله تعالى لرسوله صلوات ربي وسلامه عليه :
[/b]
[b]أن يدعو أهل الكتاب إلى الإسلام, وأن ننطلق جميعا من قاعدة مشتركة ألا وهي عبادة الله خالق الكون ومرسل الأديان إلى البشر هداية ورحمة..[/b]

[/size][/font][/color][size=6][color=#006400][font=arial][b]قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ..[/b][/font][/color][/size][color=#000000][font=arial][size=5]

[b]أي : قل لأهل الكتاب من اليهود والنصارى ﴿ [/b][/size][/font][/color][color=#006400][font=arial][size=5][b]تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم[/b][/size][/font][/color][color=#000000][font=arial][size=5][b] ﴾ أي : هلموا نجتمع عليها وهي الكلمة التي اتفق عليها الأنبياء والمرسلون، ولم يخالفها إلا المعاندون والضالون، ليست مختصة بأحدنا دون الآخر، بل مشتركة بيننا وبينكم، وهذا من العدل في المقال والإنصاف في الجدال،
[/b]
[b] ثم فسرها بقوله ﴿ [/b][/size][/font][/color][color=#006400][font=arial][size=5][b]ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا[/b][/size][/font][/color][color=#000000][font=arial][size=5][b] ﴾ فنفرد الله بالعبادة ونخصه بالحب والخوف والرجاء ولا نشرك به نبيا ولا ملكا ولا وليا ولا صنما ولا وثنا ولا حيوانا ولا جمادا ..[/b]

[b]﴿ [/b][/size][/font][/color][color=#006400][font=arial][size=5][b]ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله[/b][/size][/font][/color][color=#000000][font=arial][size=5][b] ﴾ بل تكون الطاعة كلها لله ولرسله، فلا نطيع المخلوقين في معصية الخالق، لأن ذلك جعل للمخلوقين في منزلة الربوبية،
[/b]
[b]فإذا دعي أهل الكتاب أو غيرهم إلى ذلك، فإن أجابوا كانوا مثلكم، لهم ما لكم وعليهم ما عليكم، وإن تولوا فهم معاندون متبعون أهواءهم فاشهدوهم أنكم مسلمون،
[/b]
[b]ولعل الفائدة في ذلك أنكم إذا قلتم لهم ذلك وأنتم أهل العلم على الحقيقة، كان ذلك زيادة على إقامة الحجة عليهم كما استشهد تعالى بأهل العلم حجة على المعاندين، [/b]
[b]وأيضا فإنكم إذا أسلمتم أنتم وآمنتم فلا يعبأ الله بعدم إسلام غيركم لعدم زكائهم ولخبث طويتهم، كما قال تعالى ﴿ [/b][/size][/font][/color][color=#0000cd][font=arial][size=5][b]قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا[/b][/size][/font][/color][color=#000000][font=arial][size=5][size=3][b]– 107 الإسراء[/b][/size][b] ﴾
[/b]
[/size][/font][/color][color=#006400][font=arial][size=5][b][size=6]( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ )[/size][/b][/size][/font][/color][color=#000000][font=arial][size=5]
[b]أي : ثابتين على العقيدة الإيمانية, مما يوجب للمؤمن أن يجدد إيمانه ويعلن بإسلامه، إخبارا بيقينه وشكرا لنعمة ربه. [/b][b][size=3](تفسير السعدي)[/size]
[/b]
[/size][/font][/color][color=#000080][font=arial][size=5][b]وبذلك ندرك رحمة الله تعالى بجميع خلقه وأنه تعالى أرسل خاتم رسله لإنقاذ البشرية من الضياع والضلال في الدنيا والعذاب في الأخرة ...وأن رحمة الله قريبة من المؤمنين تأخذ بأيدهم في الدنيا صلاحا وهداية وفي الأخرة نعيما أبديا في الجنات خالدين..[/b][/size][/font][/color][color=#000000][font=arial][size=5]

[b]******[/b]
[b]وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى[/b]
[b]دمتم في رعاية الله وأمنه

[/b][/size][/font][/color][/center]

صابر عباس حسن 01-01-2016 03:42 PM

[center][b][font=arial][size=5][color=#000000]
بسم الله الرحمن الرحيم


[/color][color=#000080][size=6][u]عالمية الرسالة[/u][/size][/color][color=#000000][size=6]
[/size][/color][color=#000080][size=6][u]سبل السلام[/u][/size][/color][color=#000000][size=6]
[/size]

[/color][color=#2f4f4f]يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ [/color][color=#000000][size=2]- 15
[/size]
[/color][color=#2f4f4f] يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [/color][color=#000000][size=2]– 16 (المائدة)[/size]
[size=6]
أمرٌ من رب العالمين لأهل الكتاب : أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، [/size]

واحتج عليهم بآية قاطعة دالة على صحة نبوته، وهي : أنه بين لهم كثيرا مما يُخْفُون عن الناس، حتى عن العوام من أهل ملتهم،

فإذا كانوا هم المشار إليهم في العلم ولا علم عند أحد في ذلك الوقت إلا ما عندهم، فالحريص على العلم لا سبيل له إلى إدراكه إلا منهم، فإتيان الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا القرآن العظيم الذي بيَّن به ما كانوا يتكاتمونه بينهم، وهو أُمِّيّ لا يقرأ ولا يكتب - من أدل الدلائل على القطع برسالته، وذلك مثل صفة محمد في كتبهم، ووجود البشائر به في كتبهم، وبيان آية الرجم ونحو ذلك.

[size=6]﴿[/size][/color][color=#2f4f4f][size=6] وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ[/size][/color][color=#000000][size=6] ﴾ [/size]

أي: يترك بيان ما لا تقتضيه الحكمة.


[size=6]﴿ [/size][/color][color=#2f4f4f][size=6]قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ[/size][/color][color=#000000][size=6] ﴾ [/size]

وهو القرآن، يستضاء به في ظلمات الجهالة وعماية الضلالة.


[size=6]﴿ [/size][/color][color=#2f4f4f][size=6]وَكِتَابٌ مُّبِينٌ [/size][/color][color=#000000][size=6]﴾[/size]

لكل ما يحتاج الخلق إليه من أمور دينهم ودنياهم. من العلم بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله، ومن العلم بأحكامه الشرعية وأحكامه الجزائية.

ثم ذكر مَنْ الذي يهتدي بهذا القرآن، وما هو السبب الذي من العبد لحصول ذلك،


[size=6] فقال تعالى : ﴿ [/size][/color][color=#2f4f4f][size=6]يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ[/size][/color][color=#000000][size=6] ﴾ [/size]

أي: يهدي به من اجتهد وحرص على بلوغ مرضاة الله، وصار قصده حسنا -سبل السلام التي تسلم صاحبها من العذاب، وتوصله إلى دار السلام، وهو العلم بالحق والعمل به، إجمالا وتفصيلا.

[size=6]﴿ [/size][/color][/size][/font][/b][size=6][b][font=arial][color=#2f4f4f]وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ [/color][/font][/b][/size][b][font=arial][size=5][color=#000000][size=6]﴾ [/size]

ظلمات الكفر والبدعة والمعصية، والجهل والغفلة، إلى نور الإيمان والسنة والطاعة والعلم، والذكر. وكل هذه الهداية بإذن الله، الذي ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن. [/color][/size][/font][/b][b][font=arial][size=5][color=#000000][size=3]( تفسير السعدي )[/size][/color][/size][/font][/b][b][font=arial][size=5][color=#000000]

[size=6]﴿ [/size][/color][color=#2f4f4f][size=6]وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [/size][/color][color=#000000][size=6]﴾ [/size]

********

[/color][color=#000080][size=6]وبذلك ندرك أن تبليغ أهل الكتاب برسالة رب العالمين فريضة واجبة نغفل عنها ...ولكن في عصر السماوات المفتوحة والإنترنت والمعلومات يصبح الأمر يسير على كل داعية أن ينشر كلام الله للعالمين..حتى لا يكون للناس حجة يوم القيامة...[/size][/color][color=#000000]

[/color][size=6][color=#000080]اللهم أهدنا واهد بنا يارب العالمين..
[/color][/size][color=#000000]

******
وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
دمتم في رعاية الله وأمنه

[/color][/size][/font][/b][/center]

صابر عباس حسن 01-02-2016 09:47 PM

[center][font=arial][size=5][color=#000000][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b]


[/color][color=#000080][size=6][b][u]عالمية الرسالة[/u][/b][/size][/color][color=#000000]

[/color][color=#2f4f4f][size=6][b]وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [/b][/size][/color][color=#000000][size=3][b]– 46 (العنكبوت)[/b][/size]


[b]حيث أن الحق واضح ودلائل الإعجاز في القرآن العظيم لا تعد ولا تحصى ,[/b]

[b]فالذين أوتوا الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم...[/b]

[b]ومن الظواهر الجديرة بالذكر أن كثيرا من علماء أهل الكتاب يعتنقون الإسلام يوميا...[/b]

[b]ومن الشواهد التي نراها كثيرا دخول العديد من الشرق والغرب[/b] [b]في دين الله تعالى.. [/b]

[b]ولعل أهم ما يراه من يقرأ في عقيدة التوحيد في الإسلام الصدق والوضوح[/b][b]..[/b]

[b]ولعلنا نتذكر آيات سورة ال عمران التي أمرنا الله فيها [/b][b] بأن نحتكم إليه في مواجهة من يجادل بالباطل ويصر على مخالفة عقيدة التوحيد ..[/b]

[b]قال تعالى في سورة ال عمران :[/b]

[/color][color=#800080][b]إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [size=3]– 59[/size] [/b]
[b]الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنْ الْمُمْتَرِينَ [size=3]– 60 [/size] [/b] [/color][color=#000000]

[/color][color=#800080][b]فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى[/b] [b]الْكَاذِبِينَ[/b][/color][color=#000000]
[/color][color=#800080]
[b]إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [size=3]– 61 [/size][/b][/color][color=#000000]


[b]فمَن جادلك -أيها الرسول- في المسيح عيسى ابن مريم من بعد ما جاءك من العلم في أمر عيسى عليه السلام, فقل لهم : تعالوا نُحْضِر أبناءنا وأبناءكم, ونساءنا ونساءكم, وأنفسنا وأنفسكم, ثم نتجه إلى الله بالدعاء أن يُنزل عقوبته ولعنته على الكاذبين في قولهم, المصرِّين على عنادهم..[/b]


[/color][color=#000080][size=6][b]هل يوجد عدل أكثر من هذا , وقوة يقين وصدق أكثر من هذا , لنحتكم إلى خالقنا أيها الناس , فهو سبحانه منزل الرسالات وهو وحده يعلم الصادق من الكاذب[/b][b]... وهو المطلع علينا...[/b]
[/size][/color][color=#000000]

[b]ولا شك أن الفطرة الإنسانية السليمة تكره الكذب . فلنحتكم إلى الله تعالى...[/b]

[b]نتجه بالدعاء له ونحن في جوف الليل ونقول اللهم أهدنا للحق وللطريق المستقيم[/b][b] .[/b]

[/color][size=6][color=#000080][b]فنحن المسلمون نحب الخير لكل البشر ولذلك ندعوهم إلى نور الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة , لا نسئ إلى أحد ولا نسب أحد , فنحن نؤمن بكافة أنبياء الله تعالى[/b] [b]لا نفرق بين أحد من رسله[/b][b]..[/b]
[/color][/size][color=#000000]

[b]ونستمع خاشعين إلى آيات الله تعالى :[/b]

[/color][color=#2f4f4f][size=6][b]وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ[/b] [/size][/color][color=#000000][size=3]-[b] 46 [/b][/size]


[b]ولا تجادلوا -أيها المؤمنون- اليهودَ والنصارى إلا بالأسلوب الحسن, والقول الجميل, والدعوة إلى الحق بأيسر طريق موصل لذلك, إلا الذين حادوا عن وجه الحق وعاندوا وكابروا وأعلنوا الحرب عليكم, فيجب صدهم عن عدوانهم[/b][b] .
[/b]
[b]وقولوا: آمنا بالقرآن الذي أُنزل إلينا, وآمنا بالتوراة والإنجيل اللذَيْن أُنزلا إليكم, وإلهنا وإلهكم واحد لا شريك له في ألوهيته, ولا في ربوبيته, ولا في أسمائه وصفاته, ونحن له خاضعون متذللون بالطاعة فيما أمرنا به, ونهانا عنه[/b][b].[/b]

[/color][color=#2f4f4f][b][size=6]وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلاء مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الْكَافِرُونَ[/size][/b][/color][color=#000000][b] - [/b][b][size=3]47[/size][/b]

[b]وكما أنزلنا -أيها الرسول- الكتب على مَن قبلك من الرسل, أنزلنا إليك هذا الكتاب المصدق للكتب السابقة, فالذين آتيناهم الكتاب من بني إسرائيل فعرفوه حق معرفته يؤمنون بالقرآن, ومِن هؤلاء العرب من قريش وغيرهم مَن يؤمن به, ولا ينكر القرآن أو يتشكك في دلائله وبراهينه البينة إلا الكافرون الذين دَأْبُهم الجحود والعناد[/b][size=3][b]التفسير الميسر ... [/b]

[/size]
[b] *********
[/b]
[b]اللهم أهدنا واهد بنا يارب العالمين..

[/b]
[b]******
[/b]
[b]وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى[/b]
[b]دمتم في رعاية الله وأمنه


[/b][/color][/size][/font][/center]

صابر عباس حسن 01-03-2016 10:53 PM

[center][font=arial][size=5][color=#000000]
[b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b]


[/color][color=#000080][size=6][b][u]عالمية الرسالة[/u][/b]
[/size][/color][color=#000000]

[b]إستكمالا لما سبق من الحديث عن دعوة أهل الكتاب بالتي هي أحسن, نستعرض اليوم بعون من الله تعالى صورة حية لذلك..[/b]

[b]إن دعوة الله التي حملها نوح - عليه السلام - والرسل بعده حتى وصلت إلى خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم, لهي دعوة واحدة من عند إله واحد , ذات هدف واحد , هو رد البشرية الضالة إلى ربها , وهدايتها إلى طريقه , وتربيتها بمنهاجه .[/b]
[b]وكل جيل من أجيال المؤمنين هو حلقة في تلك السلسلة الطويلة الممتدة على مدار القرون .
[/b]
[b]******
[/b]
[b]وهذا الإسلوب أي المجادلة بالتي هي أحسن تؤتي ثمارها بشكل عجيب وإليكم هذا المثال:
( المصدر الموسوعة الحرة )[/b]

[/color][color=#000080][b](يوسف إستس) ولد 1944 م. هو أمريكي تحول إلى الإسلام، واسمه قبل إسلامه هو جوسيف إدوارد إستس أو جوزيف إيستس، ولد في الولايات المتحدة ونشأ في أسرة بروتستانتية مسيحية وأصبح قسيسا.[/b]
[b]حصل على شهادة ماجستير في الفنون سنة 1974م وشهادة الدكتوراة في علم اللاهوت.[/b]
[b]فبعد تعامله مع شخص مسلم مصري اسمه محمد, اعتنق (يوسف إستس) الإسلام سنة1991 م هو وزوجه ووالده وزوجة والده، ثم تعلَّم بعدها اللغة العربية والدراسات الإسلامية من سنة 1991 م إلى سنة 1998 م في مصر والمغرب وتركيا.[/b]
[b]ويعمل في مجال الدعوة في الولايات المتحدة وله أشرطة ومحاضرات بالإنكليزية.[/b]
[/color][color=#000000]
[b]*****
[/b]
[/color][color=#2f4f4f][b]ويقول يوسف إستس:[/b]
[b]من خلال مدة شهرين تقريباً قضاها مسلم مصري مع أسرتنا وفي بيتنا اكتشفنا من وجوده وطريقة حياته ومعيشته ونظامه ومن خلال مناقشتنا له أموراً جديدة علينا, لم نكن نعلمها عن المسلمين وليست عندنا كنصارى...![/b][/color][color=#000000]

[b]*****
[/b][/color][color=#008000]
[b]ففي ذات يوم قال لي والدي : إنه سيأتي إلينا رجل من مصر قد نقيم معه تجارة في مجال بيع السلع المختلفة. ففرحت في نفسي وقلت : سوف نتوسع في تجارتنا وتصبح تجارة دولية تمتد إلى أرض ذلك الضخم أعني (أبا الهول) ! ثم قال لي والدي : لكنني أريد أن أخبرك أن هذا الرجل الذي سيأتينا مسلم وهو رجل أعمال. فقلت منزعجاً : مسلم !! لا.. لن أتقابل معه. فقال والدي : لابد أن تقابله. [/b][/color][color=#000000][b]

فقلت : لا.. أبداً...[/b][b]وأصرّ والدي على رأيه بأن أقابل ذلك المصري المسلم.. ثم تنازلت أنا عن إصراري لأني كنت أسكن مع والدي في منزله.. وخشيت أن أسبب مشكلة فلا أستطيع البقاء عنده.[/b]
[b]ومع ذلك لما حضر موعد اللقاء لبست قبعة مكتوب عليها : " عيسى هو الرب " وعلقت صليباً كبيراً في حزامي، وأمسكت بنسخة من الكتاب المقدس في يدي وحضرت إلى طاولة اللقاء بهذه الصورة، ثم تطرقنا في الحديث عن ديانته وتهجمت على الإسلام والمسلمين حسب الصورة المشوهة التي كانت لدي، وكان هو هادئاً جداً وامتص حماسي واندفاعي , ثم دعاه والدي للإقامة عندنا في المنزل، وكان المنزل يحويني أنا وزوجتي ووالدي ثم جاء هذا المصري واستضفنا كذلك قسيساً آخر لكنه يتبع المذهب الكاثوليكي.
[/b]
[b]فصرنا نحن الخمسة.. أربعة من علماء ودعاة النصارى ومسلم مصري واحد.. أنا ووالدي من المذهب البروتستانتي النصراني ومعنا قسيس كاثوليكي المذهب وزوجتي كانت من مذهب متعصب له جانب من الصهيونية،[/b]
[b] وللمعلومية والدي قرأ الإنجيل منذ صغره وصار داعياً ذو منصب معترفا به في الكنيسة، والقسيس الكاثوليكي له خبرة 12 عاماً في دعوته في القارتين الأمريكيتين، وزوجتي كانت تتبع مذهب الإنجيليين الجدد الذي له ميول صهيونية، وأنا نفسي درست الإنجيل والمذاهب النصرانية واخترت بعضاً منها أثناء حياتي وانتهيت من حصولي على شهادة الدكتوراة في العلوم اللاهوتية.
[/b]
[b]وكنا نحن النصارى في البيت يحمل كل منا نسخة مختلفة من الكتاب المقدس ونتناقش عن الاختلافات في العقيدة النصرانية وفي الأناجيل المختلفة على مائدة مستديرة، والمسلم يجلس معنا ويتعجب من اختلاف كتبنا.. فقد كان مع والدي في تلك الفترة نسخة الملك جيمس وكانت معي نسخة الريفازد إيديشن (المُراجع والمكتوب من جديد) التي تقول: إن في نسخة الملك جيمس الكثير من الأغلاط والطوام الكبيرة !! حيث أن النصارى لما رؤوا كثرة الأخطاء في نسخة الملك جيمس اضطروا إلى كتابته من جديد وتصحيح ما رأوه من أغلاط كبيرة، والإنجيل الثالث مع زوجتي هو نسخة القسيس المعاصر جيمي سواقرت، [/b]
[b]أما القسيس الكاثوليكي فكانت لديه نسخة أخرى لمذهبه فيها 73 سفراً، أما الإنجيل في مذهبنا ففيه 66 سفراً، وكل الأناجيل مختلفة وفي داخلها اختلافات كثيرة.[/b]

[/color][size=6][color=#000080][b][i]قال يوسف إستس : فسألنا المسلم المصري وكان اسمه (محمد) : كم نسخة مختلفة من القرآن عندكم ؟ فقال : ليس لدينا إلا نسخة واحدة، والقرآن موجود كما أنزل بلغته العربية منذ أكثر من 1400 سنة !. فكان هذا الجواب كالصاعقة لنا ![/i][/b][/color][/size][color=#000000]

[b]وعلى العموم.. لما كنا نجلس في بيتنا نحن النصارى الأربعة المتدينين مع المسلم المصري (محمد) ونناقش مسائل الاعتقاد حرصنا أن ندعو هذا المسلم إلى النصرانية بعدة طرق..[/b]
[b]فكان جوابه محدداً بقوله : أنا مستعد أن أتبع دينكم إذا كان عندكم في دينكم شيء أفضل من الذي عندي في ديني. قلنا : بالطبع يوجد عندنا. فقال المسلم : أنا مستعد إذا أثبتم لي ذلك بالبرهان والدليل.[/b]
[b]فقلت له : الدين عندنا لم يرتبط بالبرهان والاستدلال والعقلانية.. إنه عندنا شيء مسلّم وهو مجرد اعتقاد محض ! فكيف نثبته لك بالبرهان والدليل ؟!..
[/b]
[/color][size=6][color=#000080][b]فقال المسلم : لكن الإسلام دين عقيدة وبرهان ودليل وعقل ووحي من السماء. [/b][/color][/size][color=#000000][b]

فقلت له : إذا كان عندكم الاعتماد على جانب البرهان والاستدلال فإني أحب أن أستفيد منك وأن أتعلم منك هذا وأعرفه. [/b]
[b]ثم لما تطرقنا لمسألة التثليث.. وكل منا قرأ ما في نسخته ولم نجد شيئاً واضحاً.. سألنا الأخ (محمد) : ما هو اعتقادكم في الإله في الإسلام. فقال :
[/b]
[/color][size=6][color=#2f4f4f][b](قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفواً أحد)،[/b][/color][/size][color=#000000]
[b]تلاها بالعربية ثم ترجم لنا معانيها.. وكأن صوته حين تلاها بالعربية دخل في قلبي حينها.. وكأن صوته لا زال يرن صداه في أذني ولاأزال أتذكره.. أما معناها فلا يوجد أوضح ولا أفضل ولا أقوى ولا أوجز ولا أشمل منه إطلاقاً. فكان هذا الأمر مثل المفاجأة القوية لنا.. مع ما كنا نعيش فيه من ضلالات وتناقضات في هذا الشأن وغيره.[/b]

[b]****
[/b]
[b]ثم طلب القسيس الكاثولكي من الأخ (محمد) أن يصطحبه معه ليرى صلاة المسلمين في المسجد، فأخذه معه وذهب به مرتين إلى أحد المراكز الإسلامية فرأى وضوء المسلمين وصلاتهم وبقي ينظر إليهم ثم عادا إلى المنزل. [/b]
[b]وتوجهنا بسؤالنا للقسيس الكاثوليكي : أي أنواع الموسيقى يستخدمونها أثناء الصلاة ؟ فقال : ولا واحدة. فقلنا متعجبين : يعبدون ربهم ويصلون بدون موسيقى ؟!! فقال القسيس الكاثوليكي : نعم، وأنا أشهد ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله. وأعلن إسلامه.[/b]

[b]*****
[/b]
[b]فقلت له : لماذا أسلمت.. ءأنت متيقن مما تفعله ؟ قلت له ذلك وأنا في نفسي أحترق وأتمنى أني أسلمت قبله حتى لا يسبقني لما هو أفضل. [/b]
[b]وصعدت أنا وزوجتي إلى الأعلى.. فقالت لي : أظن أني لن أستمر بعلاقتي معك طويلاً. فقلت لها : لماذا ؟ هل تظنين أني سأسلم ؟ قالت : لا. بل لأني أنا التي سوف تسلم ! فقلت لها : وأنا أيضاً في الحقيقة أريد أن أسلم.[/b]
[b]قال : فخرجت من باب البيت وخررت على الأرض ساجداً تجاه القبلة وقلت : يا إلهي.. اهدني. وشعرت مباشرة بانشراح صدري للإسلام.. ثم دخلت البيت.. وأعلنت إسلامي. [/b]
[/color][color=#006400][size=6]
[b][i]يقول يوسف إستس : فأرى أن إسلامنا جميعاً كان بفضل الله ثم بالقدوة الحسنة في ذلك المسلم الذي كان حسن الدعوة وكان قبل ذلك حسن التعامل، وكما يقال عندنا : لا تقل لي.. ولكن أرني.[/i][/b]
[/size][/color][color=#000000]
[b]****[/b]
[b]كان إسلام الشيخ يوسف وأسرته عام 1991م، وتوفي والده في شهر ذي القعدة عام 1422هـ، وكان الشيخ يوسف مع كبر سنه يحضر أباه الطاعن في السن المُقعد على الكرسي المتحرك إلى الصلاة ويضعه في الصف ليحضر صلاة الجماعة (مشهد مؤثر جداً مع كونهما داعيين للنصرانية سابقاً). [/b]
[b]ولا يكاد يمر يوم إلا ويسلم على يديه الكثير، ولا يكتفي الشيخ بتلقين الشهادة فحسب بل يتابع المسلمين الجدد ويعلمهم أمور دينهم، حتى أنه يتكلف السفر لهم أحياناً، وله عدة أشرطة مرئية لمحاضرات عن حقيقة الإسلام ، وعن التعريف الواضح بالإسلام، وعن فهم الإسلام.. وغيرها.[/b]

[b]******
[/b]
[b]فهل أدركنا الأن معنى الآية الكريمة ؟ وأنها تؤتي ثمارها عبر العصور المختلفة والأماكن المختلفة , وبهذا الفهم لدين الرحمة والتسامح إنتشر الإسلام في ربوع الأرض.
[/b]
[/color][color=#2f4f4f][size=6][b]وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ[/b][/size][/color][color=#000000] [size=3][b](46)[/b][/size]


[b]*********[/b]
[b]اللهم أهدنا واهد بنا يارب العالمين..
[/b]
[b]******[/b]
[b]وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى[/b]
[b]دمتم في رعاية الله وأمنه
[/b]
[/color][/size][/font][/center]

صابر عباس حسن 01-07-2016 03:58 PM

[center][font=arial][size=5][color=#000000]
[b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b]


[/color][color=#000080][size=6][b][u]عالمية الرسالة[/u][/b]

[b][u]خير أمة[/u][/b][/size][/color][color=#000000]


[/color][color=#2f4f4f][b]كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ [size=2] - 110[/size]
[/b]
[b]لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ [/b][b][size=2]- 111 [/size]
[/b]
[b]ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ [/b][size=2][b]– 112 ال عمران


[/b][/size][/color][color=#000000][size=2][b][size=5]********[/size]
[/b]
[/size]
[b]يمدح تعالى هذه الأمة ويخبر أنها خير الأمم التي أخرجها الله للناس، وذلك بتكميلهم لأنفسهم بالإيمان المستلزم للقيام بكل ما أمر الله به، وبتكميلهم لغيرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المتضمن دعوة الخلق إلى الله وجهادهم على ذلك وبذل المستطاع في ردهم عن ضلالهم وغيهم وعصيانهم،
[/b]
[/color][color=#000080][b][size=6]فبهذا كانوا خير أمة أخرجت للناس، [/size][/b][/color][color=#000000]
[b]قامت بما أمرها الله بالقيام به، وامتثلت أمر ربها واستحقت الفضل على سائر الأمم [/b]
[b]﴿ [/b][/color][color=#2f4f4f][b]ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ وفي هذا من دعوته بلطف الخطاب ما يدعوهم إلى الإيمان، ولكن لم يؤمن منهم إلا قليل، وأكثرهم الفاسقون الخارجون عن طاعة الله المعادون لأولياء الله بأنواع العداوة، [/b]
[b]وغاية ما يصلون إليه من الأذى أذية الكلام التي لا سبيل إلى السلامة منها من كل معادي، [/b][size=3][b](تفسيرالسعدي)[/b]

[size=5]*********[/size][/size][/color][/size][/font]
[font=arial][size=5][color=#000000]
[/color][color=#2f4f4f][b]لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ[size=2] - 111[/size]
[/b]
[b]ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ [/b][size=2][b]– 112 ال عمران[/b][/size][/color][color=#000000]

[b]*********
[/b]
[b]اللهم أهدنا واهد بنا يارب العالمين..
[/b]
[b]******[/b]
[b]وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى[/b]
[b]دمتم في رعاية الله وأمنه

[/b][/color][/size][/font][/center]

عبيراالورود 01-08-2016 07:20 AM

[size=5][color=teal]اللهم هبنا الجنة وما قرب لها من قول وعمل ولمن اهمنا وجميع المسلمين
جزاك الله خير الجزاء
وعمر الله قلبك بالايمان وطاعة الرحمن
وبلغك بروالديك ومحبة رسول الله صلي الله عليه وسلم
وجزاك المولى الفردوس الأعلى
ونفع الله بك ،وزادك من علمه وفضله .
ربي يسعدك بالدارين[/color][/size]

صابر عباس حسن 01-08-2016 10:48 PM

[center][font=arial][size=5][color=#000000]
[b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b]


[/color][color=#000080][size=6][b][u]عالمية الرسالة[/u][/b]
[b][u]دَارِ السَّلَامِ[/u][/b]
[/size][/color][color=#000000]
[/color][color=#2f4f4f][b][size=6]وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ[/size][/b][/color][color=#000000][b] [size=3]- 25[/size]

[/b][/color][color=#2f4f4f][b][size=6]لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ[/size][/b][/color][color=#000000][b] [size=3]-26 يونس[/size][/b]

[/color][color=#000080][b][size=6]هذه دعوة الله تعالى للبشرية ..فهل من مستجيب ؟؟[/size][/b][/color][color=#000000]
[/color][color=#2f4f4f][b]لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ.[/b][/color][color=#000000]

[b]فالكل مدعو إلى الإيمان والعمل الصالح وليس بالأماني الفارغة والتعصب الأعمى لمورثات ..
[/b]
[b]قال تعالى في سورة النساء :[/b]
[/color][color=#0000cd]
[b]لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا [size=2]- 123[/size] وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا [size=2]– 124[/size] [/b][/color][color=#000000]
[b]أي: ﴿ [/b][/color][color=#0000cd][b]لَيْسَ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ الأمر والنجاة والتزكية ﴿ [/b][/color][color=#0000cd][b]بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ [/b]
[b]والأماني : أحاديث النفس المجردة عن العمل، المقترن بها دعوى مجردة لو عورضت بمثلها لكانت من جنسها. وهذا عامّ في كل أمر، فكيف بأمر الإيمان والسعادة الأبدية؟!
[/b]
[b]فإن أماني أهل الكتاب قد أخبر الله بها أنهم قالوا : ﴿ [/b][/color][color=#0000cd][b]لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾البقرة وغيرهم ممن ليس ينتسب لكتاب ولا رسول من باب أولى وأحرى.[/b]
[b]وكذلك أدخل الله في ذلك من ينتسب إلى الإسلام لكمال العدل والإنصاف، فإن مجرد الانتساب إلى أي دين كان، لا يفيد شيئا إن لم يأت الإنسان ببرهان على صحة دعواه،
[/b]
[b]فالأعمال تصدق الدعوى أو تكذبها ولهذا قال تعالى : ﴿ [/b][/color][color=#2f4f4f][b]مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ[/b][/color][color=#000000][b] ﴾ وهذا شامل لجميع العاملين، لأن السوء شامل لأي ذنب كان من صغائر الذنوب وكبائرها، وشامل أيضا لكل جزاء قليل أو كثير، دنيوي أو أخروي.
[/b]
[b]والناس في هذا المقام درجات لا يعلمها إلا الله، فمستقل ومستكثر، فمن كان عمله كله سوءا وذلك لا يكون إلا كافرا. فإذا مات من دون توبة جوزي بالخلود في العذاب الأليم.
[/b]
[b]ومن كان عمله صالحا، وهو مستقيم في غالب أحواله، وإنما يصدر منه بعض الأحيان بعض الذنوب الصغار فما يصيبه من الهم والغم والأذى و بعض الآلام في بدنه أو قلبه أو حبيبه أو ماله ونحو ذلك - فإنها مكفرات للذنوب..[size=3](تفسير السعدي)[/size]
[/b]
[b]*******
[/b]
[b]فهذا نداء من رب العالمين لجميع الخلق:
[/b][/color][color=#2f4f4f]
[b]وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [size=2]- 25[/size] لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [size=2]-26[/size][/b][/color][color=#000000]

[b]*********
[/b]
[b]اللهم أهدنا واهد بنا يارب العالمين..
[/b]
[b]******[/b]
[b]وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى[/b]
[b]دمتم في رعاية الله وأمنه


[/b][/color][/size][/font][/center]

صابر عباس حسن 01-10-2016 11:41 PM

[center][center][center][b][color=black][center][center][size=5][center][font=arial][center][center][center][center][center][center][center]بسم الله الرحمن الرحيم

[u][color=#000080][size=6]عالمية الرسالة[/size]

عدم الغلو في الدين

[size=6]واقعية الإسلام[/size][/color][/u]


[color=#006400][size=6]يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ,

إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ,

فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ ,

[size=7]إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ,[/size]

لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا [/size][size=2]–(سورة النساء)[/size][/color][size=2] 171[/size]


ينهى تعالى أهل الكتاب عن الغلو في الدين وهو مجاوزة الحد والقدر المشروع إلى ما ليس بمشروع.
وذلك كقول النصارى في غلوهم بعيسى عليه السلام، ورفعه عن مقام النبوة والرسالة إلى مقام الربوبية الذي لا يليق بغير الله،
فكما أن التقصير والتفريط من المنهيات، فالغلو كذلك، ولهذا قال: ﴿ [color=#006400]وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ[/color] ﴾


وهذا الكلام يتضمن ثلاثة أشياء:


أمرين منهي عنهما، وهما قول الكذب على الله، والقول بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله وشرعه ورسله، والثالث: مأمور به وهو قول الحق في هذه الأمور.


ولما كانت هذه قاعدة عامة كلية، وكان السياق في شأن عيسى عليه السلام نصَّ على قول الحق فيه، المخالف لطريقة اليهودية والنصرانية


[size=6]فقال تعالى : ﴿ [color=#006400]إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ[/color] ﴾ [/size]


أي: غاية المسيح عليه السلام ومنتهى ما يصل إليه من مراتب الكمال أعلى حالة تكون للمخلوقين، وهي درجة الرسالة التي هي أعلى الدرجات وأجلّ المثوبات.


وأنه ﴿ [color=#006400]كَلِمَتُهُ [/color]﴾ التي ﴿ [color=#006400]أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ[/color] ﴾ أي : كلمة تكلم الله بها فكان بها عيسى، ولم يكن تلك الكلمة، وإنما كان بها، وهذا من باب إضافة التشريف والتكريم.


وكذلك قوله : ﴿ [color=#006400]وَرُوحٌ مّنْهُ[/color] ﴾ أي : من الأرواح التي خلقها وكملها بالصفات الفاضلة والأخلاق الكاملة،


فلما بيّن الله تعالى حقيقة عيسى عليه السلام، أمر أهل الكتاب بالإيمان به وبرسله،
ونهاهم أن يجعلوا الله ثالث ثلاثة ..


فأمرهم أن ينتهوا، وأخبر أن ذلك خير لهم، لأنه الذي يتعين أنه سبيل النجاة، وما سواه فهو طريق الهلاك،


ثم نزه نفسه عن الشريك والولد فقال : ﴿ [color=#006400]إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ[/color] ﴾ أي: هو المنفرد بالألوهية، الذي لا تنبغي العبادة إلا له. ﴿ [color=#006400]سُبْحَانَهُ[/color] ﴾ أي : تنزه وتقدس ﴿ [color=#006400]أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ[/color] ﴾ لأن ﴿ [color=#006400]لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ[/color] ﴾ فالكل مملوكون له مفتقرون إليه، فمحال أن يكون له شريك منهم أو ولد.


ولما أخبر أنه المالك للعالم العلوي والسفلي أخبر أنه قائم بمصالحهم الدنيوية والأخروية وحافظها، ومجازيهم عليها تعالى. [size=2](تفسير السعدي)
[/size]
*******
اللهم أهدنا واهد بنا يارب العالمين..
******
وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
دمتم في رعاية الله وأمنه
[/center]
[/center]
[/center]
[/center]
[/center]
[/center]
[/center]
[/font][/center]
[/size][/center]
[/center]
[/color][/b][/center]
[/center]
[/center]

صابر عباس حسن 01-13-2016 11:19 PM

[color=black][size=5][font=arial][center]بسم الله الرحمن الرحيم


عالمية الرسالة


[color=#006400]يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ [size=2] - 40 [/size]
وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ [size=2]- 41 [/size]
وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [size=2]– 42 [/size]
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ [size=2]– 43 سورة البقرة [/size]
[/color]


واستكمالا لموضوع عالمية الرسالة نواصل الحديث عن مخاطبة أهل الكتاب للإيمان بالرسالة الخاتمة لرسالات السماء, حيث كان من المفترض أن يكونوا أول المؤمنين به...
إن رسالات الله تعالى - منذ أدم عليه السلام إلى خاتم الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليه - نزلت لإنتشال البشرية من الضلال والظلمات إلى نور الإسلام لله تعالى الخالق البارئ المصور الرزاق المحي المميت مالك الملك الرحمن الرحيم .


*******


﴿[color=#006400] يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ[/color] ﴾ المراد بإسرائيل : يعقوب عليه السلام، والخطاب لجميع أبنائه..
أمرهم بأمر عام،
فقال : ﴿ [color=#006400]اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ [/color]﴾ وهو يشمل سائر النعم ، والمراد بذكرها بالقلب اعترافا, وباللسان ثناء, وبالجوارح باستعمالها فيما يحبه ويرضيه.
﴿ [color=#006400]وَأَوْفُوا بِعَهْدِي[/color] ﴾ وهو ما عهده إليهم من الإيمان به, وبرسله وإقامة شرعه.
﴿ [color=#006400]أُوفِ بِعَهْدِكُمْ[/color] ﴾ وهو المجازاة على ذلك.


ثم أمرهم بالسبب الحامل لهم على الوفاء بعهده, وهو الرهبة منه تعالى, وخشيته وحده, فإن مَنْ خشِيَه أوجبت له خشيته امتثال أمره واجتناب نهيه.
ثم أمرهم بالأمر الخاص, الذي لا يتم إيمانهم, ولا يصح إلا به,
فقال : ﴿ [color=#006400]وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ[/color] ﴾ وهو القرآن الذي أنزله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فأمرهم بالإيمان به, واتباعه, ويستلزم ذلك, الإيمان بمن أنزل عليه، وذكر الداعي لإيمانهم به،
فقال: ﴿ [color=#006400]مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ[/color] ﴾
أي: موافقا له لا مخالفا ولا مناقضا، فإذا كان موافقا لما معكم من الكتب, غير مخالف لها; فلا مانع لكم من الإيمان به, لأنه جاء بما جاءت به المرسلون, فأنتم أولى من آمن به وصدق به, لكونكم أهل الكتب والعلم.
وأيضا فإن في قوله : ﴿ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ ﴾ إشارة إلى أنكم إن لم تؤمنوا به, عاد ذلك عليكم, بتكذيب ما معكم, لأن ما جاء به هو الذي جاء به موسى وعيسى وغيرهما من الأنبياء، فتكذيبكم له تكذيب لما معكم.
وأيضا, فإن في الكتب التي بأيدكم, صفة هذا النبي الذي جاء بهذا القرآن والبشارة به، فإن لم تؤمنوا به, كذبتم ببعض ما أنزل إليكم, ومن كذب ببعض ما أنزل إليه, فقد كذب بجميعه، كما أن من كفر برسول, فقد كذب الرسل جميعهم.


فلما أمرهم بالإيمان به, نهاهم وحذرهم من ضده وهو الكفر به فقال: ﴿ [color=#006400]وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ[/color] ﴾ أي: بالرسول والقرآن.
ثم ذكر المانع لهم من الإيمان, وهو اختيار العرض الأدنى على السعادة الأبدية، فقال : ﴿ [color=#006400]وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا[/color] ﴾ وهو ما يحصل لهم من المناصب والمآكل, التي يتوهمون انقطاعها, إن آمنوا بالله ورسوله, فاشتروها بآيات الله واستحبوها, وآثروها.


********


[color=#006400]وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ[/color]


ومن لبس الحق بالباطل, فلم يميز هذا من هذا, مع علمه بذلك, وكتم الحق الذي يعلمه, وأمر بإظهاره, فهو من دعاة جهنم, لأن الناس لا يقتدون في أمر دينهم بغير علمائهم, فاختاروا لأنفسكم إحدى الحالتين.


*******


[color=#006400]وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ[/color]


ثم قال : ﴿ [color=#006400]وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ [/color]﴾ أي : ظاهرا وباطنا
﴿[color=#006400] وَآتُوا الزَّكَاةَ [/color]﴾ مستحقيها، ﴿ [color=#006400]وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ [/color]﴾ أي : صلوا مع المصلين، فإنكم إذا فعلتم ذلك مع الإيمان برسل الله وآيات الله, فقد جمعتم بين الأعمال الظاهرة والباطنة, وبين الإخلاص للمعبود, والإحسان إلى عبيده، وبين العبادات القلبية البدنية والمالية.
وقوله : ﴿ [color=#006400]وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ[/color] ﴾ أي : صلوا مع المصلين, ففيه الأمر بالجماعة للصلاة ووجوبها..[size=3](تفسير السعدي)[/size]


******


اللهم أهدنا واهد بنا يارب العالمين..


******


وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
دمتم في رعاية الله وأمنه
[/center]
[/font][/size][/color]

صابر عباس حسن 01-16-2016 03:41 PM

[center][font=arial][size=5][color=#000000][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b]


[/color][color=#000080][b][u][size=6]عالمية الرسالة[/size][/u][/b][/color][color=#000000]
[b]ونختتم دعوة أهل الكتاب إلى رسالة الإسلام بهذه الصورة الحية..
[/b]
[/color][size=6][color=#000080][b][u]صورة حية من مواقف القيامة
[/u][/b]
[b][u]لبيان حقيقة ما قاله نبي الله عيسى لقومه.[/u][/b][/color][/size][color=#000000]
[b] (قال تعالى في سورة المائدة)
[/b]
[/color][color=#006400][b]وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ؟؟؟[/b]

[b] قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ..[/b]

[b] إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ[/b] [size=2][b]- 116[/b]
[/size]
[b]مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ .[/b]

[b]وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ[/b] [size=2][b]- 117 [/b][/size]

[b]إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ[/b] [size=2][b]- 118 [/b][/size]

[b]قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ[/b] [size=2][b]- 119 [/b][/size]

[b]لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[/b][size=2]- [b]120[/b]
[/size]
[/color][color=#000000]
[b]******[/b]

[b]يقول الله تعالى يوم القيامة : يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اجعلوني وأمي معبودين من دون الله؟ فأجاب عيسى - منزِّهًا الله تعالى- : ما ينبغي لي أن أقول للناس غير الحق.[/b]

[b] إن كنتُ قلتُ هذا فقد علمتَه; لأنه لا يخفى عليك شيء,[/b]
[b]تعلم ما تضمره نفسي, ولا أعلم أنا ما في نفسك. إنك أنت عالمٌ بكل شيء مما ظهر أو خفي..,[/b]

[b] يا ربِّ ما قلتُ لهم إلا ما أوحيته إليَّ, وأمرتني بتبليغه من إفرادك بالتوحيد والعبادة,[/b]
[b]وكنتُ على ما يفعلونه - وأنا بين أظهرهم - شاهدًا عليهم وعلى أفعالهم وأقوالهم,
[/b]
[b] فلما وفيتني أجلي على الأرض, كنت أنت المطَّلِع على سرائرهم, وأنت على كل شيء شهيد, لا تخفى عليك خافية في الأرض ولا في السماء.[/b]

[b]إنك يا ألله إن تعذبهم فإنهم عبادك - وأنت أعلم بأحوالهم -، تفعل بهم ما تشاء بعدلك,[/b]
[b]وإن تغفر برحمتك لمن أتى منهم بأسباب المغفرة , فإنك أنت العزيز الذي لا يغالَبُ, الحكيم في تدبيره وأمره..[/b]

[/color][/size][/font][size=6][b]لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.[/b][/size][font=arial][size=5][color=#000000]

[b]لله وحده لا شريك له ملك السموات والأرض وما فيهن, وهو – سبحانه - على كل شيء قدير لا يعجزه شيء...[/b] [size=3][b]( التفسير الميسر )[/b][/size]

*******

[b]اللهم أهدنا واهد بنا يارب العالمين..
[/b]
[b]******[/b]
[b]وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى[/b]
[b]دمتم في رعاية الله وأمنه


[/b][/color][/size][/font][/center]


الساعة الآن 09:16 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.