منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   وسائل تحصيل العلم الشرعي (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=119)
-   -   في آداب طالب العلم والأسباب المعينة على تحصيله (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=54466)

هجرة إلى الله السلفية 12-04-2009 10:36 AM

في آداب طالب العلم والأسباب المعينة على تحصيله
 
[CENTER][CENTER][SIZE=5][B][U][COLOR=maroon][FONT=Arabic Transparent]في آداب طالب العلم والأسباب المعينة على تحصيله[/FONT][/COLOR][/U][/B][B][U][FONT=Arabic Transparent][/FONT][/U][/B][/SIZE][/CENTER]
[CENTER][B][FONT=Arabic Transparent][SIZE=5]الشيخ ابن عثيمين(رحمه الله)[/SIZE][/FONT][/B][/CENTER]
[CENTER][B][COLOR=maroon][FONT=Arabic Transparent][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/COLOR][/B] [/CENTER]
[CENTER][B][COLOR=maroon][FONT=Arabic Transparent]الفصل الأول[/FONT][/COLOR][/B][/CENTER]
[CENTER][B][COLOR=maroon][FONT=Arabic Transparent]آداب طالب العلم[/FONT][/COLOR][/B][COLOR=maroon][FONT=Arabic Transparent][/FONT][/COLOR][/CENTER][/CENTER]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5]طالب العلم لابد له من التأدب بآداب، نذكر منها :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] الأمر الأول : إخلاص النية لله - عز وجل -:[/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] بأن يكون قصده بطلب العلم وجه الله والدار الآخرة؛ لأن الله حثُ عليه ورغب فيه، فقال تعالى: [/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ [/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] (محمد: الآية19) والثناء على العلماء في القرآن معروف، وإذا أثنى الله على شيء أو أمر به صار عبادة.[/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] إذن فيجب الإخلاص فيه لله بأن ينوي الإنسان في طلب العلم وجه الله – عز وجل – وإذا نوى الإنسان بطلب العلم الشرعي أن ينال شهادة ليتوصل بها إلى مرتبة أو رتبة، فقد قال رسول الله [/FONT]صلى الله عليه وسلم[FONT=Arabic Transparent] (( من تعلم علماً يبتغي به وجه الله – عز وجل – لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة)) – يعني ريحها - [URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftn1"][COLOR=#0000ff]([/COLOR][/URL][/FONT]11[FONT=Arabic Transparent])[/FONT][FONT=Arabic Transparent] وهذا وعيد شديد. [/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] لكـن لو قال طالب العلم: أنا أريد أن أنال الشهادة لا من أجل حظ من الدنيا، ولكن لأن النظم أصبح مقياس العالم فيها [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5]شهادته فنقول: إذا كانت نية الإنسان نيل الشهادة من أجل نفع الخلق تعليمًا أو إدارة أو نحوها، فهذه نية سليمة لا تضره شيئاً ؛ لأنها نية حق.[/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] وإنما ذكرنا الإخلاص في أول آداب طالب العلم ؛ لأن الإخلاص أساس، فعلى طالب العلم أن ينوي بطلب العلم امتثال أمر الله – عز وجل – لأن الله - عز وجل – أمر بالعلم فقال تعالى : [/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ [/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] (محمد: الآية 19) فأمر بالعلم، فإذا تعلمت فإنك ممتثل لأمر الله – عز وجل - . [/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent]الأمر الثاني: رفع الجهل عن نفسه وعن غيره :[/FONT]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] أن ينوي بطلب العلم رفع الجهل عن نفسه وعن غيره؛ لأن الأصل في الإنسان الجهل، ودليل ذلك قوله تعالى: [/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون [/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] (النحل:78)[/FONT] [FONT=Arabic Transparent]. والواقع يشهد بذلك فتنوي بطلب العلم رفع الجهل عن نفسك وبذلك تنال خشية الله [/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent]إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] (فاطر، الآية:28)[/FONT] [FONT=Arabic Transparent]فتنوي رفع الجهل عن نفسك لأن الأصل فيك الجهل، فإذا تعلمت وصرت من العلماء انتفي عنك الجهل، وكذلك تنوي رفع الجهل عن الأمة ويكون ذلك بالتعليم بشتى الوسائل لتنفع الناس بعلمك. [/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] وهل من شرط نفع العلم أن تجلس في المسجد في حلقة ؟ [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] أو يمكن أن تنفع الناس بعلمك في كل حال ؟[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5]الجواب: بالثاني؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (( بلغوا عني ولو آية )) [/SIZE][URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftn2"][SIZE=5][COLOR=#0000ff]([/COLOR][/SIZE][/URL][/FONT][SIZE=5]12[/SIZE][FONT=Arabic Transparent][SIZE=5])[/SIZE][/FONT][FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5]لأنك إذا علمت رجلاً علماً وعلّمه رجلاً آخر صار لك أجر رجلين، ولو علم ثالثاُ صار لك أجر ثلاثة وهكذا، ومن ثم صار من البدع أن الإنسان إذا فعل عبادة قال: (( اللهم اجعل ثوابها لرسول الله ))؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي علمك بها وهو الذي دلك عليها فله مثل أجرك. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] قال الإمام أحمد – رحمه الله تعالى -: (( العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته )). قالوا : كيف ذلك ؟ (( ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره ))؛ لأن الأصل فيهم الجهل كما هو الأصل فيك، فإذا تعلمت من أجل أن ترفع الجهل عن هذه الأمة كنت من المجاهدين في سبيل الله الذين ينشرون دين الله. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5]الأمر الثالث: الدفاع عن الشريعة:[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] أن ينوي بطلب العلم الدفاع عن الشريعة؛ لأن الكتب لا يمكن أن تدافع عن الشريعة، ولا يدافع عن الشريعة إلا حامل الشريعة، فلوا أن رجلاً من أهل البدع جاء إلى مكتبة حافلة بالكتب الشرعية فيها ما لا يحصى من الكتب، وقام يتكلم ببدعة ويقررها فلا أظن أن كتاباً واحداً يرد عليه، لكن إذا تكلم عن عند شخص من أهل العلم ببدعته ليقررها فإن طالب العلم يرد عليه ويدحض كلامه بالقرآن والسنة. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] فعلى طالب العلم أن ينوى بطلب العلم الدفاع عن الشريعة ؛ لأن الدفاع عن الشريعة لا يكون إلا برجالها كالسلاح تماماً، لو كان عندنا أسلحة ملأت خزائنها فهل هذه الأسلحة تستطيع أن تقوم من أجل أن تلقي قذائفها على العدو؟ أو لا يكون ذلك إلا بالرجال ؟ [/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][B][FONT=Arabic Transparent]فالجواب[/FONT][/B][FONT=Arabic Transparent]: لا يكون ذلك إلا بالرجال، وكذلك العلم.[/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] ثم إن البدع تتجدد، فقد توجد بدع ما حدثت في الزمن الأول ولا توجد في الكتب فلا يمكن أن يدافع عنها إلا طالب العلم، ولهذا أقول: [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] إن ما تجب مراعاته لطالب العلم الدفاع عن الشريعة، إذن فالناس في حاجة ماسة إلى العلماء؛ لأجل أن يردوا على كيد المبتدعين وسائر أعداء الله – عز وجل – ولا يكون ذلك إلا بالعلم الشرعي المتلقى من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5]الأمر الرابع: رحابة الصدر في مسائل الخلاف: [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] أن يكون صدره رحباً في مواطن الخلاف الذي مصدره الاجتهاد ؛ لأن مسائل الخلاف بين العلماء، أما أن تكون مما لا مجال للاجتهاد فيه ويكون الأمر فيها واضحاً فهذه لا يعذر أحد بمخالفتها، وإما أن تكون مما للاجتهاد فيها مجال فهذه يعذر فيها من خالفها، ولا يكون قولك حجة على من خالفك فيها؛ لأننا لو قلنا ذلك لقلنا بالعكس قوله حجة عليك. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] وأنا أريد بهذا ما للرأي فيه مجال، ويسع الإنسان فيه الخلاف، أما من خالف طريق السلف كمسائل العقيدة فهذه لا يقبل من أحد مخالفة ما كان عليه السلف الصالح، لكن في المسائل الأخرى التي للرأي فيها مجال فلا ينبغي أن يتُخذ من هذا الخلاف مطعنٌ في الآخرين، أو يتُخذ منها سببٌ للعداوة والبغضاء . [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] فالصحابة – رضي الله عنهم – يختلفون في أمور كثيرة، ومن أراد أن يطلع على اختلافهم فليرجع إلى الآثار الواردة عنهم يجد الخلاف في مسائل كثيرة، وهي أعظم من المسائل التي اتخذها الناس هذه الأيام ديدناً للاختلاف حتى اتخذ الناس من ذلك تحزباً بأن يقولوا: أنا مع فلان وأنا مع فلان كأن المسألة مسألة أحزاب فهذا خطأ.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] من ذلك مثلاً كأن يقول أحد إذا رفعت من الركوع فلا تضع يدك اليمنى على اليسرى، بل أرسلها إلى جنب فخذيك فإن لم تفعل فأنت مبتدع.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] كلمة مبتدع ليست هينة على النفس، إذا قال لي هذا سيحدث في صدري شيء من الكراهية؛ لأن الإنسان بشر، ونحن نقول هذه المسألة فيها سعة إما أن يضعها أو يرسلها، ولهذا نص الإمام أحمد – رحمه الله – على أنه يخيّر بين أن يضع يده اليمنى على اليسرى وبين الإرسال؛ لأن الأمر في ذلك واسع، ولكن ما هي السنة عند تحرير هذه المسألة؟[/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] فالجواب: السنة أن تضع يدك اليمنى على اليسرى إذا رفعت من الركوع كما تضعها إذا كنت قائماً، والدليل فيما رواه البخاري عن سهل بن سعد قال[/FONT]:[FONT=Arabic Transparent]((كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة ))[URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftn3"][COLOR=#0000ff](13)[/COLOR][/URL] فلتنظر هل يريد بذلك في حال السجود؟ أو يريد بذلك في حال الركوع أو يريد بذلك في حال القعود ؟ لا بل يريد بذلك في حالة القيام وذلك يشمل القيام قبل الركوع والقيام بعد الركوع، فيجب أن لا نأخذ من هذا الخلاف بين العلماء سبباً للشقاق والنزاع؛ لأننا كلنا نريد الحق وكلنا فعل ما أدّاه اجتهاده إليه، فما دام هكذا فإنه لا يجوز أن نتخذ من ذلك سبباً للعداوة والتفرق بين أهل العلم؛ لأن العلماء لم يزالوا يختلفون حتى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .[/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] إذن فالواجب على طلبة العلم أن يكونوا يداًَ واحدة، ولا يجعلوا مثل هذا الخلاف سبباً للتباعد والتباغض، بل الواجب إذا خالفت صاحبك بمقتضى الدليل عندك، خالفك هو بمقتضى الدليل عنده أن تجعلوا أنفسكم على طريق واحد، وأن تزداد المحبة بينكما. [/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] ولهذا فنحن نحب ونهنىء شبابنا الذين عندهم الآن اتجاه قوي إلى أن يقرنوا المسائل بالدلائل وأن يبنوا علمهم على كتاب الله وسنة رسوله، نرى أن هذا من الخير وأنه يبشر بفتح أبواب العلم من مناهجه الصحيحة، ولا نريد منهم أن يجعلوا ذلك سببا للتحزب والبغضاء، وقد قال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : [/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ [/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] (الأنعام: الآية: 159) فالذين يجعلون أنفسهم أحزاباً يتحزبون إليها لا نوافقهم على ذلك لأن حزب الله واحد ، ونرى أن اختلاف الفهم لا يوجب أن يتباغض الناس وأن يقع في عرض أخيه.[/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] فيجب على طلبة العلم أن يكونوا إخوة، حتى وإن اختلفوا في بعض المسائل الفرعية، وعلى كل واحد أن يدعو الآخر بالهدوء والمناقشة التي يُراد بها وجه الله والوصول إلى العلم، وبهذا تحصل الألفة، ويزول هذا العنت والشدة التي تكون في بعض الناس، حتى قد يصل بهم الأمر إلى النزاع والخصام، وهذا لا شك يفرح أعداء المسلمين والنزاع بين الأمة من أشد ما يكون في الضرر قال الله تعالى: [/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent]وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] ( الأنفال، الآية:46) .[/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] وكان الصحابة- رضي الله عنهم – يختلفون في مثل هذه المسائل، ولكنهم على قلب واحد، على محبة وائتلاف، بل إني أقول بصراحة إن الرجل إذا خالفك بمقتضى لدليل عنده فإنه موافق لك في الحقيقة؛ لأن كلاً منكما طالب للحقيقة وبالتالي فالهدف واحد وهو الوصول إلى الحق عن دليل ، فهو إذن لم يخالفك ما دمت تقرّ أنه إنما خالفك بمقتضى الدليل عنده، فأين الخلاف؟ وبهذه الطريقة تبقى الأمة واحدة وإن اختلفت في بعض المسائل لقيام الدليل عندها، أما مَنْ عاند وكابر بعد ظهور الحق فلا شك أنه يجب أن يعامل بما يستحقه بعد العناد والمخالفة، ولكل مقام مقال. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]الأمر الخامس: العمل بالعلم:[/FONT]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] أن يعمل طالب العلم بعلمه عقيدة وعبادة، وأخلاقاً وآداباً ومعاملةً ؛ لأن هذا هو ثمرة العلم وهو نتيجة العلم، وحامل العلم كالحامل لسلاحه، إما له وإما عليه، ولهذا ثبت عن النبي [/FONT]صلى الله عليه وسلم[FONT=Arabic Transparent] أنه قال: (( القرآن حجة لك أو عليك)) [URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftn4"][COLOR=#0000ff](14)[/COLOR][/URL] . لك إن عملت به، [/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]وعليك إن لم تعمل به، وكذلك يكون العمل بما صح عن النبي [/FONT]صلى الله عليه وسلم[FONT=Arabic Transparent] بتصديق الأخبار وامتثال الأحكام ، إذا جاء الخبر من الله ورسوله فصدقه وخذه بالقبول والتسليم ولا تقل: لم؟ وكيف؟ فإن هذا طريقة غير المؤمنين فقد قال الله تعالى: [/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] [/FONT])[FONT=Arabic Transparent]وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً[/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] (الأحزاب الآية :36) .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] والصحابة كان النبي [/FONT]صلى الله عليه[B] وسلم[/B][FONT=Arabic Transparent] يحدثهم بأشياء قد تكون غريبة وبعيدة عن أفهامهم، ولكنهم يتلقون ذلك بالقبول لا يقولون: لم؟ وكيف؟ بخلاف ما عليه المتأخرون من هذه الأمة، نجد الواحد منهم إذا حُدًث بحديث عن الرسول [/FONT]صلى الله عليه وسلم[FONT=Arabic Transparent] وحار عقله فيه نجده يورد على كلام الرسول [/FONT]صلى الله عليه وسلم[FONT=Arabic Transparent] الإيرادات التي تستشف منها أنه يريد الاعتراض لا الاسترشاد، ولهذا يحال بينه وبين التوفيق، حتى يرد هذا الذي جاء عن الرسول [/FONT]صلى الله عليه وسلم [FONT=Arabic Transparent] لأنه لم يتلقه بالقبول والتسليم. [/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] وأضرب لذلك مثلاً ثبت عن النبي [/FONT]صلى الله عليه وسلم [FONT=Arabic Transparent] أنه قال: (( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له)) [URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftn5"][COLOR=#0000ff](1[/COLOR][/URL][/FONT]5[FONT=Arabic Transparent])[/FONT][FONT=Arabic Transparent] [/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] هذا الحديث حدّث به النبي [/FONT]صلى الله عليه وسلم[FONT=Arabic Transparent] وهو حديث مشهور بل متواتر، ولم يرفع أحد من الصحابة لسانه ليقول: يا رسول الله كيف ينزل؟ وهل يخلو منه العرش أم لا؟ وما أشبه ذلك، لكن نجد بعض الناس يتكلم في مثل هذا ويقول كيف يكون على العرش وهو ينزل إلى السماء الدنيا؟ وما أشبه ذلك من الإيرادات التي يوردونها، ولو أنهم تلقوا هذا الحديث بالقبول وقالوا إن الله – عز وجل – مستو على عرشه والعلو من لوازم ذاته، وينزل كما يشاء- سبحانه وتعالى – لاندفعت عنهم هذه الشبهة ولم يتحيروا فيما أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه.[/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] إذن الواجب علينا أن نتلقى ما أخبر الله به ورسوله من أمور الغيب بالقبول والتسليم، وأن لا نعارضها بما يكون في أذهاننا من المحسوس والمشاهد؛ لأن الغيب أمر فوق ذلك، والأمثلة على ذلك كثيرة لا أحب أن أطيل بذكرها، إنما موقف المؤمن من مثل هذه الأحاديث هو القبول والتسليم بأن يقول صدق الله ورسوله كما أخبر الله عن ذلك في قوله: [/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ [/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] (البقرة الآية: 285) .[/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] فالعقيدة يجب أن تكون مبنية على كتاب الله وسنة رسوله، وأن يعلم الإنسان أنه لا مجال للعقل فيها لا أقول مدخل للعقل فيها، وإنما أقول لا مجال للعقل فيها، إلا لأن ما جاءت به من نصوص في كمال الله شاهدة به العقول، وإن كان العقل لا يدرك تفاصيل ما يجب لله من كمال لكنه يدرك أن الله قد ثبت له كل صفة الكمال لابد أن يعمل بهذا العلم الذي منّ الله به عليه من ناحية العقيدة.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] كذلك من ناحية العبادة، التعبد لله – عز وجل – وكما يعلم كثير منا أن العبادة مبنية على أمرين أساسين : [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] إحداهما: الإخلاص لله – عز وجل ـ .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5]والثاني: المتابعة للرسول، فيبني الإنسان عبادته على ما جاء عن الله ورسوله، لا يبتدع في دين الله ما ليس منه لا في أصل العبادة، ولا في وصفها ، ولهذا نقول : لا بد في العبادة أن تكون ثابتة بالشرع في هيئتها، وفي مكانها، وفي زمانها، وفي سببها، لابد أن تكون ثابتة بالشرع في هذه الأمور كلها. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] فلو أن أحداً أثبت شيئاً من الأسباب لعبادة تعبد الله بها دون دليل رددنا عليه ذلك، وقلنا: إن هذا غير مقبول؛ لأنه لابد أن يثبت بأن هذا سبب لتلك العبادة وإلا فليس بمقبول منه، ولو أن أحداً شرع شيئاً من العبادات لم يأت به الشرع أو أتي بشيء ورد به الشرع لكن على هيئة ابتدعها أو في زمان ابتدعه، قلنا إنها مردودة عليك؛ لأنه لابد أن تكون العبادة مبنية على ما جاء به الشرع؛ لأن هذا هو مقتضى ما علّمك الله تعالى من العلم ألا تتعبد لله تعالى إلا بما شرع.[/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] ولهذا قال العلماء إن الأصل في العبادات الحظر حتى يقوم دليل على المشروعية واستدلوا على ذلك بقوله: [/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّه [/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] (الشورى: الآية21) . وبقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه في الصحيح من حديث عائشة – رضي الله عنها -: (( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )) [URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftn6"][COLOR=#0000ff](16)[/COLOR][/URL] .[/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5]حتى لو كنت مخلصا وتريد الوصول إلى الله، وتريد الوصول إلى كرامته، ولكنه على غير الوجه المشروع فإن ذلك مردود عليك، ولو أنك أردت الوصول إلى الله من طريق لم يجعله الله تعالى طريقا للوصول إليه فإن ذلك مردود عليه. [/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] إذن فواجب طالب العلم أن يكون متعبداً الله تعالى بما علمه من الشرع لا يزيد ولا ينقص، لا يقول إن هذا الأمر الذي أريد أن أتعبد لله به أمر تسكن إليه نفسي ويطمئن إليه قلبي وينشرح به صدري، لا يقول هكذا حتى لو حصل هذا فليزنها بميزان الشرع فإن شهد الكتاب والسنة لها بالقبول فعلى العين والرأس وإلا فإنه قد يزين له سوء عمله: [/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] َفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] (فاطر: الآية8) .[/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] كذلك لابد أن يكون عاملا بعلمه في الأخلاق والمعاملة ، والعلم الشرعي يدعو إلى كل خلق فاضل من الصدق، والوفاء ومحبة الخير للمؤمنين حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) [/SIZE][URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftn7"][SIZE=5][COLOR=#0000ff](1[/COLOR][/SIZE][/URL][/FONT][SIZE=5]7[FONT=Arabic Transparent])[/FONT][FONT=Arabic Transparent] وقال عليه الصلاة والسلام: (( من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه )) [URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftn8"][COLOR=#0000ff](1[/COLOR][/URL][/FONT]8[FONT=Arabic Transparent])[/FONT][FONT=Arabic Transparent] ، وكثير من الناس عندهم غيرة وحب للخير، ولكن لا يسعون الناس بأخلاقهم، نجد عنده شدة وعنف حتى في مقام الدعوة إلى الله – عز وجل، نجده يستعمل العنف والشدة، وهذا خلاف الأخلاق التى أمر بها الله - عز وجل ـ.[/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] واعلم أن حسن الخلق هو مما يقرب إلى الله – عز وجل – وأولى الناس برسول الله [/FONT]صلى الله عليه وسلم[FONT=Arabic Transparent] وأدناهم منه منزلة أحاسنهم أخلاقاً كما قال [/FONT]صلى الله عليه وسلم[FONT=Arabic Transparent] (( إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إلى وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون)) . قالوا يا رسول الله ! قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون؟ قال؟ ((المتكبرون)) [URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftn9"][COLOR=#0000ff](1[/COLOR][/URL][/FONT]9[FONT=Arabic Transparent])[/FONT][FONT=Arabic Transparent] [/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5]الأمرالسادس: الدعوة إلى الله : [/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] أن يكون داعياً بعلمه إلى الله – عز وجل – يدعو في كل مناسبة في المساجد، وفي المجالس، وفي الأسواق وفي كل مناسبة، هذا النبي [/FONT]صلى الله عليه وسلم[FONT=Arabic Transparent] بعد أن آتاه الله النبوة والرسالة ما جلس في بيته بل كان يدعو الناس ويتحرك، وأنا لا أريد من طلبة العلم أن يكونوا نسخاً من كتب، ولكني أريد منهم أن يكونوا علماء عاملين. [/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5]الأمر السابع: الحكمة : [/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] أن يكون متحلياً بالحكمة، حيث يقول الله تعالي:[/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً [/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] (البقرة: الآية269) والحكمة أن يكون طالب العلم مربياً لغيره بما يتخلق به من الأخلاق، وبما يدعو إليه من دين الله – عز وجل – بحيث يخاطب كل إنسان بما يليق بحاله، وإذا سلكنا هذا الطريق حصل لنا خير كثير كما قال ربنا – عز وجل:- [/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً [/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] (البقرة: الآية269) .[/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] والحكيم هو : الذي ينزل الأشياء منازلها ، لأن الحكيم مأخوذ من الإحكام وهو الإتقان، وإتقان الشيء أن ينزله منزلته، فينبغي بل يجب على طالب العلم أن يكون حكيماً في دعوته.[/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] وقد ذكر الله مراتب الدعوة في قوله تعالى: [/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] [/FONT])[FONT=Arabic Transparent]ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )(النحل: الآية125) وذكر الله تعالى مرتبة رابعة في جدال أهل الكتاب فقال تعالى:[/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] [/FONT])[FONT=Arabic Transparent]وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ) (العنكبوت: الآية46) .فيختار طالب العلم من أساليب الدعوة ما يكون أقرب إلى القبول، ومثال ذلك في دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، جاء أعرابي فبال في جهة من المسجد، فقام إليه الصحابة يزجرونه، فنهاهم النبي [/FONT][B]صلى الله عليه وسلم[/B][FONT=Arabic Transparent] ، ولما قضى بوله دعاه النبي وقال له: (( إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والقذر، إنما هي لذكر الله عز وجل، والصلاة، وقراءة القرآن )) [URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftn10"][COLOR=#0000ff](20)[/COLOR][/URL] أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، أرأيتم أحسن من هذه الحكمة؟ فهذا الأعرابي انشرح صدره واقتنع حتى إنه قال (( اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحداً)) .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] وقصة أخرى عن معاوية بن الحكم السُلميّ ، قال: بيْنا أنا أصلي مع رسول الله [/FONT]صلى الله عليه وسلم [FONT=Arabic Transparent] [/FONT]صلى الله عليه وسلم[FONT=Arabic Transparent] إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله فرجاني القوم بأبصارهم فقلت : واُثكل أُمياه! ما شأنكم تنظرون إلي ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم. فلما رأيتهم يصمتونني، لكنّي سكتٌ. فلما صلى رسول الله [/FONT]صلى الله عليه وسلم[FONT=Arabic Transparent] ، فبأبي هو وأمي ! ما رأيت معلماً بعده أحسن تعليماً منه، فوالله ! ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني. قال: (( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن )) [URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftn11"][COLOR=#0000ff](21)[/COLOR][/URL] ومن هنا نجد أن الدعوة إلى الله يجب أن تكون بالحكمة كما أمر الله – عز وجل -. [/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] ومثال آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً وفي يده خاتم ذهب وخاتم الذهب حرام على الرجال، فنزعه النبي [/FONT]صلى الله عليه وسلم[FONT=Arabic Transparent] من يده ورمى به، وقال: (( يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيضعها في يده )) [URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftn12"][COLOR=#0000ff](22)[/COLOR][/URL] ولما انصرف النبي [/FONT]صلى الله عليه وسلم[FONT=Arabic Transparent] قيل للرجل : خذ خاتمك انتفع به، فقال: والله لا [/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]آخذ خاتماً طرحه رسول الله [/FONT]صلى الله عليه وسلم[FONT=Arabic Transparent] ، فأسلوب التوجيه هنا أشد؛ لأن لكل مقام مقالاً، وهكذا ينبغي لك من يدعو إلى الله أن ينزل الأمور منازلها وألا يجعل الناس على حد سواء، والمقصود حصول المنفعة. [/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] وإذا تأملنا ما عليه كثير من الدعاة اليوم وجدنا أن بعضهم تأخذه الغيرة حتى ينفر الناس من دعوته، لو وجد أحداً يفعل شيئاً محرماً لوجدته يشهر به بقوة وبشدة يقول: ما تخاف الله، ما تخشى الله، وما أشبه ذلك حتى ينفر منه، وهذا ليس بطيب؛ لأن هذا يقابل بالضد، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – لما نقل عن الشافعي – رحمه الله – ما يراه في أهل الكلام، حينما قال: (( حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في العشائر ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة، وأقبل على الكلام )). [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] قال شيخ الإسلام: إن الإنسان إذا نظر إلى هؤلاء وجدهم مستحقين لما قاله الشافعي من وجه، ولكنه إذا نظر إليهم بعين القدر، والحيرة قد استولت عليهم والشيطان قد استحوذ عليهم، فإنه يرق لهم ويرحمهم، ويحمد الله أن عافاه مما ابتلاهم به، أو توا ذكاءً وما أوتوا زكاء، أو أوتوا فهوما وما أوتوا علوما، أو أوتوا سمعاً وأبصاراً وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء. [/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] هكذا ينبغي لنا أيها الإخوة أن ننظر إلى أهل المعاصي بعينين: عين الشرع، وعين القدر، عين الشرع أي لا تأخذنا في الله لومة لائم كما قال تعالى عن الزانية والزاني:([/FONT][FONT=Arabic Transparent]فاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ [/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] (النور: الآية2)[/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] وننظر إليهم بعين القدر فنرحمهم ونرق لهم ونعاملهم بما نراه أقرب إلى حصول المقصود وزوال المكروه، وهذا من آثار طالب العلم بخلاف الجاهل الذي عنده غيرة، لكن ليس عنده علم، فطالب العلم الداعية إلى الله يجب أن يستعمل الحكمة. [/SIZE][/FONT]
[B][FONT=Arabic Transparent][SIZE=5]الأمر الثامن: أن يكون الطالب صابراً على العلم:[/SIZE][/FONT][/B]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] أي مثابراً عليه لا يقطعه ولا يمل بل يكون مستمراً في تعلمه بقدر المستطاع، وليصبر على العلم، ولا يمل فإن الإنسان إذا طرقه الملل استحسر وترك، ولكن إذا كان مثابراً على العلم فإنه ينال أجر الصابرين من وجه، وتكون له العاقبة من وجه آخر، واستمع إلى قول الله – عز وجل – مخاطباً نبيه : [/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ [/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] (هود الآية:49) .[/FONT][/SIZE]
[B][FONT=Arabic Transparent][SIZE=5]الأمر التاسع : احترام العلماء وتقديرهم:[/SIZE][/FONT][/B]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] إن على طلبة العلم احترام العلماء وتقديرهم، وأن تتسع صدورهم لما يحصل من اختلاف بين العلماء وغيرهم ، وأن يقابلوا هذا بالاعتذار عمن سلك سبيلاً خطأ في اعتقادهم، وهذه نقطة مهمة جداً؛ لأن بعض الناس يتتبع أخطاء الآخرين، ليتخذ منها ما ليس لائقا في حقهم ، ويشوش على الناس سمعتهم، وهذا أكبر الأخطاء، وإذا كان اغتياب العامي من الناس من كبائر الذنوب فإن اغتياب العالم أكبر وأكبر؛ لأن اغتياب العالم لا يقتصر ضرره على العالم بل عليه وعلى ما يحمله من العلم الشرعي.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] والناس إذا زهدوا في العالم أو سقط من أعينهم تسقط كلمته أيضاً . وإذا كان يقول الحق ويهدي إليه فإن غيبة هذا الرجل لهذا العالم تكون حائلاً بين الناس وبين علمه الشرعي، وهذا خطره كبير وعظيم. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] أقول: إن على هؤلاء الشباب أن يحملوا ما يجري بين العلماء من الاختلاف على حسن النية، وعلى الاجتهاد، وأن يعذروهم فيما اخطأوا فيه، ولا مانع أن يتكلموا معهم فيما يعتقدون أنه خطأ، ليبينوا لهم هل الخطأ منهم أومن الذين قالوا إنهم أخطأوا؟ لأن الإنسان أحياناً يتصور أن قول العالم خطأ، ثم بعد المناقشة يتبين له صوابه. والإنسان بشر (([B] كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون))[URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftn13"][COLOR=#0000ff](23)[/COLOR][/URL] [/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] أما أن يفرح بزلة العالم وخطئه ، ليشيعها بين الناس فتحصل الفرقة، فإن هذا ليس من طريق السلف. [/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] وكذلك أيضاً ما يحصل من الأخطاء من الأمراء، لا يجوز لنا أن نتخذ ما يخطئون فيه سٌلّماً للقدح فيهم في كل شيء ونتغاضي عما لهم من الحسنات؛ لأن الله يقول في كتابه: [/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا[/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] (المائدة: الآية8). يعني لا يحملكم بغض قوم على عدم العدل، فالعدل واجب، ولا يحل للإنسان أن يأخذ زلات أحد من الأمراء أو العلماء أو غيرهم فيشيعها بين الناس ، ثم يسكت عن حسناتهم، فإن هذا ليس بالعدل . وقس هذا الشيء على نفسك لو أن أحداً سٌلط عليك وصار ينشر زلاتك وسيئاتك، ويخفي حسناتك وإصاباتك ، لعددت ذلك جناية منه عليك، فإذا كنت ترى ذلك في نفسك؛ فإنه يجب عليك أن ترى ذلك في غيرك، وكما أشرت آنفاً إلى أن علاج ما تظنه خطأ أن تتصل بمن رأيت أنه أخطأ، وأن تناقشه، ويتبين الموقف بعد المناقشة . [/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] فكم من إنسان بعد المناقشة يرجع عن قوله إلى ما يكون هو الصواب، وكم من إنسان بعد المناقشة يكون قوله هو الصواب، وظننا هو الخطأ. (( فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً)) [/SIZE][URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftn14"][SIZE=5][COLOR=#0000ff](2[/COLOR][/SIZE][/URL][/FONT][SIZE=5]4[FONT=Arabic Transparent])[/FONT][FONT=Arabic Transparent] وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:( من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه)[/FONT][/SIZE][URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftn15"][SIZE=5][COLOR=#0000ff]( 25)[/COLOR][/SIZE][/URL][FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] ، وهذا هو العدل والاستقامة. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5]الأمر العاشر: التمسك بالكتاب والسنة:[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] يجب على طلبة العلم الحرص التام على تلقي العلم والأخذ من أصوله التي لا فلاح لطالب العلم إن لم يبدأ بها، وهي: [/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][B]1[/B][B][FONT=Arabic Transparent]- القران الكريم : [/FONT][/B][FONT=Arabic Transparent]فإنه يجب على طالب العلم الحرص عليه قراءةً وحفظاً وفهماً وعملاً به، فإن القرآن هو حبل الله المتين ، وهو أساس العلوم، وقد كان السلف يحرصون عليه غاية الحرص فيذكرعنهم الشيء العجيبمن حرصهم على القرآن ، فتجد أحدهم حفظ القرآن وعمره سبع سنوات، وبعضهم حفظ القرآن في أقل من شهر، وفي هذا دلالة على حرص السلف – رضوان الله عليهم – على القرآن ، فيجب على طالب العلم الحرص عليه وحفظه على يد أحد المعلمين؛ لأن القرآن يؤخذ عن طريق التلقي.[/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5]وإنه مما يؤسف له أن تجد بعض طلبة العلم لا يحفظ القرآن ، بل بعضهم لا يحسن القراءة، وهذا خلل كبير في منهج طلب العلم. لذلك أكرر أنه يجب على طلبة العلم الحرص على حفظ القرآن والعمل به والدعوة إليه وفهمه فهماً مطابقاً لفهم السلف الصالح. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5]2- [B]السنة الصحيحة: [/B]فهي ثاني المصدرين للشريعة الإسلامية، وهي الموضحة للقرآن الكريم، فيجب على طالب العلم الجمع بينهما والحرص عليهما، وعلى طالب العلم حفظ السنة، إما بحفظ نصوص الأحاديث أو بدراسة أسانيدها ومتونها وتمييز الصحيح من الضعيف، وكذلك يكون حفظ السنة بالدفاع عنها والرد على شبهات أهل البدع في السنة. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] فيجب على طالب العلم أن يلتزم بالقرآن والسنة الصحيحة، وهما له – إي طالب العلم – كالجناحين للطائر إذا انكسر أحدهما لم يطر. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] لذلك لا تراعي السنة وتغفل عن القرآن ، أو تراعي القرآن وتغفل عن السنة ، فكثير من طلبة العلم يعتني بالسنة وشروحها ورجالها، ومصطلحاتها اعتناءً كاملاً؛ لكن لو سألته عن آية من كتاب الله لرأيته جاهلا بها، وهذا غلط كبير، فلا بد أن يكون الكتاب والسنة جناحين لك يا طالب العلم، وهناك شيء ثالث مهم وهو كلام العلماء، فلا تهمل كلام العلماء ولا تغفل عنه ؛ لأن العلماء أشد رسوخاً منك في العلم، وعندهم من قواعد الشريعة وأسرارها وضوابطها ما ليس عندك ولهذا كان العلماء الأجلاء المحققون إذا ترجح عندهم قول، يقولون: إن كان أحد قال به وإلا فلا نقول به، فمثلا شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى- على علمه وسعة اطلاعه إذا قال قولاً لا يعلم به قائلاً قال : أنا أقول به إن كان قد قيل به، ولا يأخذ برأيه. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] لذا يجب على طالب العلم الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأن يستعين بكلام العلماء .[/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] والرجوع إلى كتاب الله يكون بحفظه وتدبره والعمـل على ما جاء به؛ لأن الله يقول: [/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ[/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent](ص الآيةّ:29) (لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ[/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] وتدبر الآيات يوصل إلى فهم المعنى،[/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent]. والتذكر هو العمل بهذا القرآن. [/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] نزل هذا القرآن لهذه الحكمة، وإذا كان نزل لذلك؛ فلنرجع إلى الكتاب لنتدبره ولنعلم معانيه، ثم نطبق ما جاء به ووالله إن فيه سعادة الدنيا والآخرة، يقول الله تعالى: [/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT] [FONT=Arabic Transparent]فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى[/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] [/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] (طـه: الآيتان 123 ، :124) [/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] ولهذا لا تجد أحداً أنعم بألاً ، ولا أشرح صدراً ، ولا أشد طمأنينة في قلبه من المؤمن أبداً ، حتى وإن كان فقيراً ، فالمؤمن أشد الناس انشراحاً ، وأشد الناس اطمئناناً ، وأوسع الناس صدراً وأقرأوا إن شئتم قول الله تعالى:[/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُون [/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] (النحل الآية:97) .[/FONT][/SIZE]
[B][COLOR=maroon][FONT=Arabic Transparent][SIZE=5]ما هي الحياة الطيبة ؟ [/SIZE][/FONT][/COLOR][/B]

[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] الجواب: الحياة الطيبة هي انشراح الصدر وطمأنينة القلب، حتى ولو كان الإنسان في أشد بؤس، فإنه مطمئن القلب منشرح الصدر، قال النبي [/FONT]صلى الله عليه وسلم[FONT=Arabic Transparent] : (( عجباً الأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له )) [URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftn16"][COLOR=#0000ff](2[/COLOR][/URL][/FONT]6[FONT=Arabic Transparent])[/FONT][FONT=Arabic Transparent] [/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] الكافر إذا أصابته الضراء هل يصبر ؟ فالجواب: لا. بل يحزن وتضيق عليه الدنيا، وربما انتحر وقتل نفسه، ولكن المؤمن يصبر ويجد لذة الصبر انشراحاً وطمأنينة؛ ولذلك تكون حياته طيبة، وبذلك يكون قوله تعالى: [/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً [/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] . حياة طيبة في قلبه ونفسه.[/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] بعض المؤرخين الذين تكلموا عن حياة الحافظ ابن حجر – رحمه الله – وكان قاضي قضاة مصر في عهده، وكان إذا جاء إلى مكان عمله يأتي بعربة تجرها الخيول أو البغال في موكب. فمر ذات يوم برجل يهودي في مصر زيات – أي يبيع الزيت – وعادة يكون الزيات وسخ الثياب – فجاء اليهودي فأوقف الموكب. وقال للحافظ ابن حجر – رحمه الله -: إن نبيكم يقول" (( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر )) [/SIZE][URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftn17"][SIZE=5][COLOR=#0000ff](2[/COLOR][/SIZE][/URL][/FONT][SIZE=5]7[FONT=Arabic Transparent])[/FONT][FONT=Arabic Transparent] . وأنت قاضي قضاة مصر ،وأنت في هذا الموكب، وفي هذا النعيم، وأنا – يعني نفسه اليهودي – في هذا العذاب وهذا الشقاء. [/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - : (( أنا فيما أنا فيه من الترف والنعيم يعتبر بالنسبة إلى نعيم الجنة سجناً ، وأما أنت بالنسبة للشقاء الذي أنت فيه يعتبر بالنسبة لعذاب النار جنة)) . فقال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله. وأسلم. [/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Symbol]· [/FONT][FONT=Arabic Transparent]فالمؤمن في خير مهما كان، وهو الذي ربح الدنيا والآخرة. [/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Symbol]· [/FONT][FONT=Arabic Transparent]والكافر في شر وهو الذي خسر الدنيا والآخرة.[/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent]قال الله تعالى : [/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] [/FONT])[FONT=Arabic Transparent]وَالْعَصْر*إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ*إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر[/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent]( العصرالآيات 1- 3) .[/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] فالكفار والذين أضاعوا دين الله وتاهوا في لذاتهم وترفهم ، فهم وإن بنوا القصور وشيدوها وازدهرت لهم الدنيا؛ فإنهم في الحقيقة في جحيم، حتى قال بعض السلف: (( لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف )).[/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] أما المؤمنون فقد نعموا بمناجاة الله وذكره، وكانوا مع قضاء الله وقدره ، فإن أصابتهم الضراء صبروا، وإن أصابتهم السراء شكروا، فكانوا في أنعم ما يكون، بخلاف أصحاب الدينا فإنهم كما وصفهم الله بقوله: [/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] [/FONT]) [FONT=Arabic Transparent]فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ [/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] (التوبة: الآية58) .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] وأما الرجوع إلي السنة النبوية: فسنة الرسول [/FONT]صلى الله عليه وسلم[FONT=Arabic Transparent] ثابتة بين أيدينا، ولله الحمد، ومحفوظة، حتى ما كان مكذوباً على الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإن أهل العلم بينوا سنته، وبينوا ما هو مكذوب عليه، وبقيت السنة - ولله الحمد – ظاهرة محفوظة، يستطيع إي إنسان أن يصل إليها إما بمراجعة الكتب – إن تمكن – وإلا ففي سؤال أهل العلم. [/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] ولكن إذا قال قائل: كيف توفق بين ما قلت من الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله [/FONT]صلى الله عليه وسلم[FONT=Arabic Transparent] ؟ مع أننا نجد أن أناساً يتبعون الكتب المؤلفة في المذاهب ويقول: أنا مذهبي كذا؛ وأنا مذهبي كذا؛ وأنا مذهبي كذا!! حتى إنك لتفتي الرجل وتقول له: قال النبي [/FONT][B]صلى الله عليه وسلم[/B][FONT=Arabic Transparent] كذا، فيقول : أنا مذهبي حنفي، أنا مذهبي مالكي، أنا مذهبي شافعي، أنا مذهبي حنبلي ... وما أشبه ذلك. [/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] فالجواب: أن نقول لهم إننا جميعا نقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله . [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5]فما معني شهادة أن محمداً رسول الله ؟[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] قال العلماء : معناها: (( طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع )) . [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] فإذا قال إنسان أنا مذهبي كذا أو مذهبي كذا أو مذهبي كذا فنقول له: هذا قول الرسول- عليه الصلاة والسلام – فلا تعارضه بقول أحد. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] حتى أئمة المذاهب ينهون عن تقليدهم تقليدا محضاً ويقولون: (( متى تبين الحق فإن الواجب الرجوع إليه)). [/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] فنقول لمن عارضنا بمذهب فلان أو فلان: نحن وأنت نشهد أن محمداً رسول الله، وتقتضي هذه الشهادة إلا نتبع إلا رسول الله [/FONT][B]صلى الله عليه وسلم[/B][FONT=Arabic Transparent] .[/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] وهذه السنة بين أيدينا واضحة جلية، ولكن لست أعني بهذا القول أن نقلل من أهمية الرجوع لكتب الفقهاء وأهل العلم، بل إن الرجوع إلى كتبهم للانتفاع بها ومعرفة الطرق التي بها تستنبط الأحكام من أدلتها من الأمور التي لا يمكن أن تحقق طلب العلم إلا بالرجوع إليها.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] ولذلك نجد أولئك القوم الذين لم يتفقهوا على أيدي العلماء نجد أن عندهم من الزلات شيئاً كثيراً؛ لأنهم صاروا ينظرون بنظر أقل مما ينبغي أن ينظروا فيه، يأخذون مثلاُ صحيح البخاري فيذهبون إلى ما فيه من الأحاديث، مع أن في الأحاديث ما هو عام ، ومخصص، ومطلق، ومقيد ، وشيء منسوخ، لكنهم لا يهتدون إلى ذلك، فيحصل بهذا ضلال كبير. [/SIZE][/FONT]
[B][FONT=Arabic Transparent][SIZE=5]الأمر الحادي عشر: التثبت والثبات:[/SIZE][/FONT][/B]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] ومن أهم الآداب التي يجب أن يتحلى بها طالب العلم التثبت فيما ينقل من الأخبار والتثبت فيما يصدر من الأحكام، فالأخبار إذا نقلت فلابد أن تتثبت أولاً هل صحت عمن نقلت إليه أو لا، ثم إذا صحت فتثبت في الحكم ربما يكون الحكم الذي سمعته مبنياً على أصل تجهله أنت، فتحكم أنه خطأ، والواقع أنه ليس بخطأ . [/SIZE][/FONT]
[B][FONT=Arabic Transparent][SIZE=5]ولكن كيف العلاج في هذه الحال ؟[/SIZE][/FONT][/B]

[SIZE=5][B][FONT=Arabic Transparent] العلاج:[/FONT][/B][FONT=Arabic Transparent] أن تتصل بمن نُسب إليه الخبر وتقول نقل عنك كذا وكذا فهل هذا صحيح؟ ثم تناقشه فقد يكون استنكارك ونفور نفسك منه أول وهلة سمعته لأنك لاتدري ما سبب هذا المنقول، ويقال إذا علم السبب بطل العجب، فلابد أولاً من التثبت في الخبر والحكم، ثم بعد ذلك تتصل بمن نقل عنه وتسأله هل صح ذلك أم لا؟ ثم تناقشه: إما أن يكون هو على حق وصواب فترجع إليه أو يكون الصواب معك فيرجع إليه. [/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] وهناك فرق بين الثبات والتثبت فهما شيئان متشابهان لفظاً مختلفان معنى. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] فالثبات معناه : الصبر والمثابرة وإلا يمل ولا يضجر وإلا يأخذ من كل كتاب نتفة، أو من كل فن قطعة ثم يترك؛ لأن هذا الذي يضر الطالب، ويقطع عليه الأيام بلا فائدة، فمثلاً بعض الطلاب يقرأ في النحو : في الأجرومية ومرة في متن قطر الندى، ومرة في الألفية. وكذلك الحال في: المصطلح، مرة في النخبة، ومرة في ألفية العراقي، وكذلك في الفقه: مرة في زاد المستقنع، ومرة في عمدة الفقه، ومرة في المغني ، ومرة في شرح المهذب، وهكذا في كل كتاب، وهلم جرا ، هذا في الغالب لا يحصلُ علماً، ولو حصل علماً فإنه يحصل مسائل لا أصولاً ، وتحصيل المسائل كالذي يتلقط الجراد واحدة بعد الأخرى، لكن التأصيل والرسوخ والثبات هو المهم، فكن ثابتاً بالنسبة للكتب التي تقرأ أو تراجع وثابتاً بالنسبة للشيوخ الذين تتلقى عنهم، لا تكون ذواقاً كل أسبوع عند شيخ، كل شهر عن شيخ ، قرر أولاً من ستتلقى العلم عنده، ثم إذا قررت ذلك فاثبت ولا تجعل كل شهر أو كل أسبوع لك شيخا ، ولا فرق بين أن تجعل لك شيخاً في الفقه وتستمر معه في الفقه، وشيخا آخر في النحو وتستمر معه في النحو، وشيخاً آخر في العقيدة والتوحيد وتستمر معه، المهم أن تستمر لا أن تتذوق، وتكون كالرجل المطلاق كما تزوج امرأة وجلس عندها أياماً طلقها وذهب يطلب أخرى.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] أيضاً التثبت أمر مهم؛ لأن الناقلين تارة تكون لهم نوايا سيئة، ينقلون ما يشوه سمعته المنقول عنه قصداً وعمداً ، وتارة لا يكون عندهم نوايا سيئة ولكنهم يفهمون الشيء على خلاف معناه الذي أريد به، ولهذا يجب التثبت، فإذا ثبت بالسند ما نٌقل أتى دور المناقشة مع صاحبه الذي نقل عنه قبل أن تحكم على القول بأنه خطأ أو غير خطأ، وذلك لأنه ربما يظهر لك بالمناقشة أن الصواب مع هذا الذي نٌقل عنه الكلام. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] والخلاصة أنه إذا نقل عن شخص ما، ترى أنه خطأ فاسلك طرقا ثلاثة على الترتيب: [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] الأول : التثبت في صحة الخبر.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] الثاني: النظر في صواب الحكم، فإن كان صواباً فأيده ودافع عنه، وإن رأيته خطأ فاسلك الطريق الثالث وهو : الاتصال بمن نسب إليه لمناقشته فيه وليكن ذلك بهدوء واحترام.[/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][B][FONT=Arabic Transparent]الأمر الثاني عشر: [/FONT][/B][FONT=Arabic Transparent]الحرص على فهم مراد الله تعالى ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم : [/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] من الأمور المهمة في طلب العلم قضية الفهم، أي فهم مراد الله – عز وجل – ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ لأن كثيراً من الناس أوتوا علماً ولكن لم يؤتوا فهماً. لا يكفي أن تحفظ كتاب الله وما تيسر من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بدون فهم. لابد أ ن تفهم عن الله ورسوله ما أراده الله ورسوله، وما أكثر الخلل من قوم استدلوا بالنصوص على غير مراد الله ورسوله فحصل بذلك الضلال. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] وهنا أنبّه على نقطة مهمة ألا وهي: أن الخطأ في الفهم قد يكون أشد خطراً من الخطأ بالجهل؛ لأن الجاهل الذي يخطئ بجهله يعرف أنه جاهل ويتعلم، لكن الذي فهم خطأ يعتقد في نفسه أنه عالم مصيب، ويعتقد أن هذا هو مراد الله ورسوله، ولنضرب لذلك بعض الأمثلة ليتبين لنا أهمية الفهم: [/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] المثال الأول: قال الله تعالى: [/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] [/FONT])[FONT=Arabic Transparent]وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ [/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] [/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ * [/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] (الأنبياء الآيتان: 78، 79) .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] فضل الله – عز وجل – سليمان على داود في هذه القضية بالفهم [/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَان[/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent]َ ولكن ليس هناك نقص في علم داود [/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً [/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] . [/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] وانظر إلى هذه الآية الكريمة لما ذكر الله – عز وجل – ما امتاز به سليمان من الفهم، فإنه ذكر أيضاً ميزة داود عليه السلام، فقال تعالى: [/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ [/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] . وذلك حتى يتعادل كل منهما، فذكر الله تعالى ما اشتركا فيه من الحكم والعلم ثم ذكر ما امتاز به كل واحد منهما عن الآخر. [/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] وهذا يدلنا على أهمية الفهم، وأن العلم ليس كل شيء. [/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] المثال الثاني: إذا كان عندك وعاءان أحدهما فيه ماء ساخن دافىء، والآخر فيه ما بارد قارس، والفصل فصل الشتاء، فجاء رجل يريد الاغتسال من الجنابة، فقال بعد الناس: الأفضل أن تستخدم الماء البارد، وذلك لأن الماء البارد فيه مشقة؛ لأن النبي [/FONT][B]صلى الله عليه وسلم[/B][FONT=Arabic Transparent] قال: (( ألا أدلكم على ما يمحوا الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ، قالوا بلي يا رسول الله. قال: إسباغ الوضوء على المكاره ... )) [URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftn18"][COLOR=#0000ff](2[/COLOR][/URL][/FONT]8[FONT=Arabic Transparent])[/FONT][FONT=Arabic Transparent] الحديث. [/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] يعني إسباغ في أيام البرد فإذا أسبغت الوضوء بالماء البارد كان أفضل من أن تسبغ الوضوء بالماء المناسب لطبيعة الجو. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] فالرجل أفتى بأن استخدام الماء البارد أفضل واستدل بالحديث السابق.[/SIZE][/FONT]
[B][FONT=Arabic Transparent][SIZE=5]فهل الخطأ في العلم أم في الفهم ؟[/SIZE][/FONT][/B]

[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] الجواب: أن الخطأ في الفهم؛ لأن الرسول [/FONT]صلى الله عليه وسلم[FONT=Arabic Transparent] يقول: (( إسباغ الوضوء على المكاره)) ولم يقل: أن تختار الماء البارد للوضوء، وفرق بين التعبيرين . لو كان الوارد في الحديث التعبير الثاني لقلنا نعم اختر الماء البارد. ولكن قال: (( إسباغ الوضوء على المكاره)). أي أن الإنسان لا يمنعه برودة الماء من إسباغ الوضوء. [/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] ثم نقول: هل يريد الله بعباده اليسر أم يريد بهم العسر ؟[/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] الجواب: في قوله تعالى:[/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT] [FONT=Arabic Transparent] يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ[/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] (البقرة: الآية 185) وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن الدين يسر )) [URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftn19"][COLOR=#0000ff](2[/COLOR][/URL][/FONT]9[FONT=Arabic Transparent])[/FONT][FONT=Arabic Transparent] [/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] فأقول لطلبة العلم: إن قضية الفهم قضية مهمة، فعلينا أن تفهم ماذا أراد الله من عباده ؟ هل أراد أن يشق عليهم في أداء العبادات أم أراد بهم اليسر ؟![/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5] ولا شك أن الله - عز وجل – يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر.[/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Arabic Transparent] فهذه بعض آداب مما ينبغي لطالب العلم أن يكون متأثراً بها في علمه حتي يكون قدوة صالحاً وحتى يكون داعيا إلى الخير وإماماً في دين الله – عز وجل – فبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين ، كما قال الله تعالى: [/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ [/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] (السجدة الآية:24) . [/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=5][/SIZE][/FONT]

هجرة إلى الله السلفية 12-04-2009 10:47 AM

[CENTER][CENTER][B][COLOR=maroon][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]الفصل الثاني[/SIZE][/FONT][/COLOR][/B][/CENTER][/CENTER]
[B][COLOR=maroon][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]الأسباب المعينة على طلب العلم[/SIZE][/FONT][/COLOR][/B]

[SIZE=6][B][COLOR=maroon][FONT=Arabic Transparent] الأسباب المعينة على طلب العلم كثيرة، نذكر منها[/FONT][/COLOR][/B][B][FONT=Arabic Transparent] : [/FONT][/B][/SIZE]
[SIZE=6][B][COLOR=maroon][FONT=Arabic Transparent]أولا: التقوى[/FONT][/COLOR][/B][B][FONT=Arabic Transparent]:[/FONT][/B][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=Arabic Transparent] وهي وصية الله للأولين والآخرين من عباده، قال الله تعالى:[/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT] [FONT=Arabic Transparent] وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيّاً حَمِيدا [/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] (النساء: الآية131) .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=Arabic Transparent] وهي أيضاً وصية الرسول [/FONT]صلى الله عليه وسلم[FONT=Arabic Transparent] لأمته، فعن أبي إمامة صدي بن عجلان الباهلي– رضي الله عنه – قال: (( سمعت رسول الله [/FONT]صلى الله عليه وسلم[FONT=Arabic Transparent] يخطب في حجة الوداع فقال: إتقوا ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدٌوا زكاة أموالكم، وأطيعوا أمراءكم تدخلوا جنة ربكم )) [URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftn20"][COLOR=#0000ff](3[/COLOR][/URL][/FONT]0[FONT=Arabic Transparent])[/FONT][FONT=Arabic Transparent] وكان [/FONT]صلى الله عليه وسلم[FONT=Arabic Transparent] إذا بعث أميراً على سرية أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيراً. ولم يزل السلف الصالح يتواصون بها في خطبهم ومكاتباتهم ووصاياهم عند الوفاة ؛ كتب عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – إلى ابنه عبدالله: أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله -عز وجل– فإنه من اتقاه وقاه، ومن أقرضه جزاه ؛ ومن شكره زاده – وأوصى علي – رضي الله عنه – رجلاً فقال: ( أوصيك بتقوى عز وجل الذي لا بد لك من لقائه ولا منتهى لك دونه، وهو يملك الدنيا والآخرة) ، وكتب أحد الصالحين إلى أخ له في الله تعالى: ( أما بعد ... أوصيك بتقوى الله الذي هو نجيك في سريرتك ، ورقيبك في علانيتك، فاجعل الله من بالك على كل حال في ليلك ونهارك. وخف الله بقدر قربه منك وقدرته عليك، واعلم أنك بعينه لا تخرج من سلطانه إلى سلطان غيره، ولا من ملكه إلى ملك غيره، فليعظم منه حذرك وليكثر وجلك والسلام). [/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=6] [B]ومعنى التقوى[/B] : أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه وقاية تقيه منه. وتقوى العبد ربه: أن يجعل بينه وبين من يخشاه من غضبه وسخطه وقاية تقيه من ذلك، بفعل طاعته واجتناب معاصيه.[/SIZE][/FONT]
[SIZE=6][FONT=Arabic Transparent] واعلم أن التقوى أحياناً تقترن بالبر، فيقال: بر وتقوى كما في قوله تعالى: [/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] (المائدة: الآية2) [/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=6] وتارة تذكر وحدها فإن قرنت بالبر صار البر فعل الأوامر، والتقوى ترك النواهي. [/SIZE][/FONT]
[SIZE=6][FONT=Arabic Transparent] وإذا أفردت صارت شاملة تعم فعل الأوامر واجتناب النواهي، وقد ذكر الله في كتابه أن الجنة أعدت للمتقين، فأهل التقوى هم أهل الجنة – جعلنا الله وإياكم منهم – ولذلك يجب على الإنسان أن يتقي الله – عز وجل – امتثالاً لأمره، وطلباً لثوابه، والنجاة من عقابه. قال الله – عز وجل -: [/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيم [/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] (الأنفال الآية:29) .[/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=6] [B]وهذه الآية فيها ثلاث فوائد مهمة:[/B][/SIZE][/FONT]
[SIZE=6][B][FONT=Arabic Transparent]الفائدة الأولى: [/FONT][/B][B][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][/B][B][FONT=Arabic Transparent] [/FONT][/B][FONT=Arabic Transparent]يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانا [/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] أي يجعل لكم ما تٌفرقون به بين الحق والباطل، وبين الضار والنافع ، وهذا يدخل فيه العلم بحيث يفتح الله على الإنسان من العلوم ما لا يفتح لغيره، فإن التقوى يحصل بها زيادة الهدى، وزيادة العلم، وزيادة الحفظ، ولهذا يذكر عن الشافعي – رحمه الله – أنه قال : [/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]شكــوت إلى وكيـع سـوء حفظــي [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=6] فأرشــدني إلى تـــرك المعــــاصي[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]وقـــال أعلـم بأن العلـــم نــور[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=6] ونــور الله لا يــؤتـــاه عاصـــي[/SIZE][/FONT]
[B][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6] [/SIZE][/FONT][/B]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=6] ولا شك أن الإنسان كلما ازداد علماً ازداد معرفة وفرقاناً بين الحق والباطل، والضار والنافع، وكذلك يدخل فيه ما يفتح الله على الإنسان من الفهم؛ لأن التقوى سبب لقوة الفهم، وقوة الفهم يحصل بها زيادة العلم، فإنك ترى الرجلين يحفظان آية من كتاب الله يستطيع أحدهما أن يستخرج منها ثلاثة أحكام، ويستطيع الآخر أن يستخرج أكثر من هذا بحسب ما أتاه الله من الفهم.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=6] فا[B]لتقوى سبب لزيادة الفهم، [/B]ويدخل في ذلك أيضاً الفراسة أن الله يعطي المتقي فراسة يميز بها حتى بين الناس. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=6] فبمجرد ما يرى الإنسان يعرف أنه كاذب أو صادق، أو بر أو فاجر حتى أنه ربما يحكم على الشخص وهو لم يعاشره، ولم يعرف عنه شيئاً بسبب ما أعطاه الله من الفراسة. [/SIZE][/FONT]
[SIZE=6][B][FONT=Arabic Transparent]الفائدة الثانية: [/FONT][/B][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ [/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] . (الأنفال الآية: 29) وتكفير السيئات يكون بالأعمال الصالحة، فإن الأعمال الصالحة تكفر الأعمال السيئة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر )) [URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftn21"][COLOR=#0000ff]([/COLOR][/URL][/FONT]3[FONT=Arabic Transparent]1)[/FONT][FONT=Arabic Transparent] .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=Arabic Transparent]وقال الرسول [/FONT][B]صلى الله عليه وسلم[/B][FONT=Arabic Transparent] : (( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما )) [URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftn22"][COLOR=#0000ff]([/COLOR][/URL][/FONT]3[FONT=Arabic Transparent]2)[/FONT][FONT=Arabic Transparent] . فالكفارة تكون بالأعمال الصالحة، وهذا يعني أن الإنسان إذا اتقى الله سهل له الأعمال الصالحة التي يكفّر الله بها عنه.[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=Arabic Transparent] [B]الفائدة الثالثة: [/B][/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] ويغفر لكم [/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] بأن ييسر كم للاستغفار والتوبة، فإن هذا من نعمة الله على العبد أن ييسر للاستغفار والتوبة. [/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][B][FONT=Arabic Transparent]ثانياً : المثابرة والاستمرار على طلب العلم[/FONT][/B][FONT=Arabic Transparent]: [/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=6] يتعين على طالب العلم أن يبذل الجهد في إدراك العلم والصبر عليه وأن يحتفظ به بعد تحصيله، فإن العلم لا ينال براحة الجسم، فيسلك المتعلم جميع الطرق الموصلة إلى العلم وهو مثاب على ذلك؛ لما ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( من سلك طريقاً يلتمس به علماً سهل الله له طريقا إلى الجنة )) [/SIZE][URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftn23"][SIZE=6][COLOR=#0000ff]([/COLOR][/SIZE][/URL][/FONT][SIZE=6]3[FONT=Arabic Transparent]3)[/FONT][FONT=Arabic Transparent] . فليثابر طالب العلم ويجتهد ويسهر الليالي ويدع عنه كل ما يصرفه أو يشغله عن طلب العلم.[/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=6] وللسلف الصالح قضايا مشهورة في المثابرة على طلب العلم حتى أنه يروى عن ابن عباس – رضي الله عنه – أنه سئل بما أدركت العلم؟ قال: بلسان سؤول، وقلب عقول، وبدن غير مئول وعنه أيضا – رضي الله عنه – قال : (( ... إن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتي بابه – وهو قائل – فأتوسد ردائي على بابه، تسفي الريح عليّ من التراب، فيخرج فيقول : يا ابن عم رسول الله ما جاء بك ؟ ألا أرسلت إلي فآتيك ؟ فأقول: أنا أحق أن آتيك، فأسأله عن الحديث ... )) . فابن عباس – رضي الله عنه – تواضع للعلم فرفعه الله به. [/SIZE][/FONT]
[SIZE=6][FONT=Arabic Transparent] وهكذا ينبغي لطالب العلم أن يثابر المثابرة الكبيرة، ويروى أيضاً عن الشافعي – رحمه الله – أنه استضافه الإمام أحمد ذات ليلة فقدم له العشاء، فأكل الشافعي ثم تفرق الرجلان إلى منامهما، فبقي الشافعي – رحمه الله – يفكر في استنباط أحكام من حديث، وهو قول النبي [/FONT]صلى الله عليه وسلم[FONT=Arabic Transparent]: ((يا أبا عمير ما فعل النغير )) [URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftn24"][COLOR=#0000ff](3[/COLOR][/URL][/FONT]4[FONT=Arabic Transparent])[/FONT][FONT=Arabic Transparent] أبا عمير كان معه طائر صغير يسمي النغير ، فمات هذا الطائر فحزن عليه الصبي، وكان النبي [/FONT]صلى الله عليه وسلم[FONT=Arabic Transparent] يداعب الصبيان ويكلم كل إنسان بما يليق به، فظل طول الليل يستنبط من هذا الحديث ويقال إنه استنبط منه أكثر من ألف فائدة، ولعله إذا استنبط فائدة جر إليها حديث آخر ، وهكذا حتى تتم فلما أذن الفجر قام الشافعي – رحمه الله – ولم يتوضأ ثم انصرف إلى بيته، وكان الإمام أحمد يثني عليه عند أهله فقالوا له:[/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]يا أبا عبد الله كيف تثني على هذا الرجل الذي أكل فشرب ونام ولم يقم، وصلى الفجر بدون وضوء؟ فسأل الإمام الشافعي فقال: ( أما كوني أكلت حتى أفرغت الإناء فذلك لأني ما وجدت طعاماً أطيب من طعام الإمام أحمد فأردت أن أملأ بطني منه، وأما كوني لم أقم لصلاة الليل فإن العلم أفضل من قيام الليل، وقد كنت أفكر في هذا الحديث، وأما كوني لم أتوضأ لصلاة الفجر فكنت على وضوء من صلاة العشاء ) ولا يحب أن يكلفهم بماء الوضوء .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=6] أقول على كل حال، إن المثابرة في طلب العلم أمر مهم، فلننظر في حاضرنا الآن هل نحن على هذه المثابرة؟ لا. أما الذين يدرسون دراسة نظامية إذا انصرفوا من الدراسة ربما يتلهون بأشياء لا تعين على الدرس، وإني أضرب مثلا وأحب ألا يكون وإلا يوجد له نظير، أحد الطلبة في بعض المواد أجاب إجابة سيئة ، فقال المدرس: لماذا؟ فقال : لأني قد أيست من فهم هذه المادة، فأنا لا أدرسها ولكن أريد أن أكون حاملاً لها، كيف اليأس؟ وهذا خطأ عظيم، يجب أن نثابر حتى نصل إلى الغاية.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=6] وقد حدثني شيخنا المثابر عبد الرحمن السعدي – رحمه الله – أنه ذكر عن الكسائي إمام أهل الكوفة في النحو أنه طلب النحو فلم يتمكن،وفي يوم من الأيام وجد نملة تحمل طعاماً لها وتصعد به إلى الجدار وكما صعدت سقطت ، ولكنها ثابرت حتى تخلصت من هذه العقبة وصعدت الجدار، فقال الكسائي: هذه النملة ثابرت حتى وصلت الغاية، فثابر حتى صار إماماً في النحو.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=6] ولهذا ينبغي لنا أيها الطلبة أن نثابر ولا نيأس فإن اليأس معناه سد باب الخير، وينبغي لنا ألا نتشاءم بل نتفاءل وأن نعد أنفسنا خيراً.[/SIZE][/FONT]
[B][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]ثالثاً الحفظ :[/SIZE][/FONT][/B]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=6] فيجب على طالب العلم الحرص على المذاكرة وضبط ما تعلمه إما بحفظه في صدره، أو كتابته، فإن الإنسان عرضة للنسيان، فإذا لم يحرص على المراجعة وتكرر ما تعلمه فإن ذلك يضيع منه وينساه وقد قيل: [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]العلــم صيــد والكتابــة قيــده قيد صيودك بالحبـــال الواثقــة[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]فمن الحماقــة أن تصيــد غزالـة وتتركهــا بين الخلائـق طالقــة[/SIZE][/FONT]
[SIZE=6][FONT=Arabic Transparent]ومن الطرق التي تعين على حفظ العلم وضبطه أن يهتدي الإنسان بعلمه، قال الله تعالى: [/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُم [/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] (محمد، الآية: 17).[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=Arabic Transparent]وقال [/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] [/FONT])[FONT=Arabic Transparent]وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً[/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] (مريم الآية: 76) [/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=Arabic Transparent]فكلما عمل الإنسان بعلمه زاده الله حفظاً وفهماً، لعموم قوله: [/FONT][FONT=AGA Arabesque]][/FONT][FONT=Arabic Transparent] زادهم هدى [/FONT][FONT=AGA Arabesque][[/FONT][FONT=Arabic Transparent] .[/FONT][/SIZE]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]رابعاً ملازمة العلماء:[/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]يجب على طالب العلم أن يستعين بالله – عز وجل – ثم بأهل العلم، ويستعين بما كتبوا في كتبهم؛ لأن الاقتصار على مجرد القراءة والمطالعة يحتاج إلى وقت طويل بخلاف من جلس إلى عالم يبين له ويشرح له وينير له الطريق، وأنا لا أقول إنه لا يدرك العلم إلا بالتلقي من المشائخ ، فقد يدرك الإنسان بالقراءة والمطالعة لكن الغالب أنه إذا ما أكب إكباباً تاماً ليلاً ونهاراً ورزق الفهم فإنه قد يخطء كثيراً ولهذا يقال: [ من كان دليله كتابه فخطئه أكثر من صوابه ]، ولكن هذا ليس على الإطلاق في الحقيقة. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]ولكن الطريقة المثلى أن يتلقى العلم على المشائخ ، وأنا أنصح طالب العلم أيضاً ألا يتلقف من كل شيخ في فن واحد، مثل أن يتعلم الفقه من أكثر من شيخ؛ لأن العلماء يختلفون في طريقة استدلالهم من الكتاب والسنة، ويختلفون في آرائهم أيضاً، فأنت تجعل لك عالماً تتلقى علمه في الفقه أو البلاغة وهكذا ، أي تتلقى العلم في فن واحد من شيخ واحد، وإذا كان الشيخ عنده أكثر من فن فتلتزم معه، لأنك إذا تلقيت علم الفقه مثلاً من هذا وهذا واختلفوا في رأيهم فماذا يكون موقفك وأنت طالب؟ يكون موقفك الحيرة والشك، لكن التزامك بعالم في فن معين فهذا يؤدي إلى راحتك.[/SIZE][/FONT]
[RIGHT][SIZE=6][/SIZE] [/RIGHT]
[FONT=Arabic Transparent][SIZE=6][/SIZE][/FONT]

[SIZE=6][/SIZE][URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftnref1"][SIZE=6][COLOR=#0000ff](11)[/COLOR][/SIZE][/URL][SIZE=6] أخرجـه الإمام أحمد ج 2 ص 338، وأبوداود ، كتاب العلم، باب: طلب العلم لغير الله تعالى. وابن ماجه، المقدمة، باب: الانتفاع بالعلم والعمل به، والحاكم في (( المستدرك)) ج 1 ص 160، وابن أبي شيبة في (( المصنف)) ج8 ص 543، قال الحاكم : حديث صحيح سنده ثقات. [/SIZE]

[RIGHT][URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftnref2"][SIZE=6][COLOR=#0000ff](12)[/COLOR][/SIZE][/URL][SIZE=6] أخرجه البخاري، كتاب الأنبياء ، باب: ما ذكر عن بني إسرائيل[/SIZE][/RIGHT]

[URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftnref3"][SIZE=6][COLOR=#0000ff](13[/COLOR][/SIZE][/URL][SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6] أخرجه البخاري، كتاب صفة الصلاة، باب: وضع اليمنى على اليسرى، ولفظه: (( عن سهل بن سعد قال: كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة)).[/SIZE]

[RIGHT][URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftnref4"][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6][COLOR=#0000ff](14)[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6] أخرجه مسلم، كتاب الوضوء ، باب : فضل الوضوء.[/SIZE][FONT=Arabic Transparent][/FONT]

[URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftnref5"][SIZE=6][COLOR=#0000ff](15)[/COLOR][/SIZE][/URL][SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6] أخرجه البخاري، كتاب التهجد، باب: الدعاء والصلاة من الليل ، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل. [/SIZE][/RIGHT]

[URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftnref6"][SIZE=6][COLOR=#0000ff](16) رواه مسلم، كتاب الأقضية، باب: نقض الأحكام الباطلة ، ورد محدثات الأمور.[/COLOR][/SIZE][/URL]

[URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftnref7"][SIZE=6][COLOR=#0000ff](17) رواه البخاري، كتاب الإيمان، باب: باب أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ومسلم، كتاب الإيمان، باب:[/COLOR][/SIZE][/URL]
[SIZE=6]الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير. [/SIZE]

[URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftnref8"][SIZE=6][COLOR=#0000ff](18) رواه مسلم، كتاب الإمارة، باب: الأمر بالوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول . ونصة: عن عبدالله بن عمر – رضي الله عنهما – قال: كنا مع رسـول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلاً فمنا من يصلح خباءه ومنـا من ينتص[/COLOR][/SIZE][/URL][SIZE=6]ل، ومنـا من هو في جشره إذا نادي مُنادي رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصلاة جامعة، فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (( أنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها. = وتجيء فتن يرقق بعضاً وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه ! فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه .ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يديه وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر فاضربوا عنق الآخر )). [/SIZE]

[URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftnref9"][SIZE=6][COLOR=#0000ff](19)[/COLOR][/SIZE][/URL][SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6] أخرجه الترمذي، كتاب البر والصلة ، باب: ما جاء في معالي الأخلاق ، والإمام أحمد يلفظ (( إن من أحبكم أحسنكم خلقاً)) جـ 2 ص 189 ، والبغوي في (( شرح السنة )) جـ 12 ص 366، والهيثمي في ((مجمع الزوائد)) وقال: (( رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح)).[/SIZE]

[URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftnref10"][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6][COLOR=#0000ff](20) أخرجه البخاري، كتاب الوضوء باب: صب الماء على البول في المسجد، ومسلم كتاب الطهارة، باب: وجوب غسل البول.[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Arabic Transparent][/FONT]

[RIGHT][URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftnref11"][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6][COLOR=#0000ff](21) أخرجه مسلم، كتاب المساجد وم[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6]واضع الصلاة، باب: تحريم الكلام في الصلاة. [/SIZE][/FONT]

[URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftnref12"][FONT=Arabic Transparent][SIZE=6][COLOR=#0000ff](22) أخرجه مسلم ، كتاب اللباس، باب : تحريم خاتم الذهب على الرجال.[/COLOR][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Arabic Transparent][/FONT]

[URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftnref13"][SIZE=6][COLOR=#0000ff](23)[/COLOR][/SIZE][/URL][SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6] أخرجه الإمام أحمد ج 3 ص 198 والترمزي كتاب صفة القيامة ،ج 4 ص 569 برقم (2499) وابن ماجه ؛ كتاب الزهد، باب ذكر التوبة ، والدارمي كتاب الرقاق باب في التوبة والبغوي في ((شرح السنة)) ج 5 ص 92 وابو نعيم في (الحلية) ج 6 ص 332 والحاكم في (المستدرك) ج 4 ص 273 وقال : (حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، قال العجلوني : (إسناده قوي ) ج 2 ص 120)[/SIZE][/RIGHT]

[URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftnref14"][SIZE=6][COLOR=#0000ff](24) رواه البخاري، كتاب المساجد، باب : تشبيك الأصابع في المسجد وغير[/COLOR][/SIZE][/URL][SIZE=6]ه، ومسلم، كتاب البر والصلة، باب: تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم .[/SIZE]

[RIGHT][URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftnref15"][SIZE=6][COLOR=#0000ff](25) قدم تخريجه رقم (18) .[/COLOR][/SIZE][/URL]

[URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftnref16"][SIZE=6][COLOR=#0000ff](26) رواه مسلم، كتاب الزهد، المؤمن أمره كله خير. [/COLOR][/SIZE][/URL][/RIGHT]

[URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftnref17"][SIZE=6][COLOR=#0000ff](27) رواه مسلم ، كتاب الزهد . [/COLOR][/SIZE][/URL]

[URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftnref18"][SIZE=6][COLOR=#0000ff](28) رواه مسلم، كتاب الطهارة ، باب: فضل إسباغ الوضوء على المكاره .[/COLOR][/SIZE][/URL]

[URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftnref19"][SIZE=6][COLOR=#0000ff](29) رواه ال[/COLOR][/SIZE][/URL][SIZE=6]بخاري ، كتاب الإيمان، باب: الدين يسر . [/SIZE]

[RIGHT][URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftnref20"][SIZE=6][COLOR=#0000ff](30) أخرجه الترمذي، كتاب الجمعة.[/COLOR][/SIZE][/URL][/RIGHT]

[URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftnref21"][SIZE=6][COLOR=#0000ff](31) أخرجه مسلم، كتاب الطهارة باب: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر. [/COLOR][/SIZE][/URL]

[URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftnref22"][SIZE=6][COLOR=#0000ff](32) أخرجه البخاري، كتاب العمرة ، ومسلم، كتاب الحج.[/COLOR][/SIZE][/URL]

[RIGHT][URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftnref23"][COLOR=#0000ff][SIZE=6](33) [/SIZE][/COLOR][/URL][SIZE=6]أخرجه مسلم، كتاب الدعوات، باب: فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر. [/SIZE][/RIGHT]

[URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-03.HTM#_ftnref24"][SIZE=6][COLOR=#0000ff](34) أخرجه البخاري ، كتاب الأدب باب : الانبساط إلى الناس. [/COLOR][/SIZE][/URL]


الساعة الآن 03:45 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.