منتديات الحور العين - حكم قول (تقبل الله) لمن التقيته بعد الصلاة مع تأصيل لمفهوم الابتداع في العبادات

[CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد ...[/COLOR][/FONT][/B]

[CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فمن القواعد النورانية الشرعية الكلية التي قررها المحققون في كتبهم[/COLOR][/FONT][/B]
[B][U][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]أن الأصل في العبادات البطلان حتى يقوم دليل على صحتها ،[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[B][U][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]والأصل في العادات والمعاملات الصحة حتى يقوم دليل على تحريمها .[/FONT][/COLOR][/U][/B][/CENTER]

[CENTER][B][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]وهذه القاعدة حررها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في " القواعد النورانية " (163) فقال :[/FONT][/COLOR][/B][/CENTER]

[CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]([U] إن تصرفات العباد من الأقوال والأفعال نوعان [/U]:[/COLOR][/FONT][/B]
[COLOR=#000000][B][U][FONT=Traditional Arabic]عبادات[/FONT][/U][/B][B][FONT=Traditional Arabic] يصلح بها دينهم ، [U]وعادات[/U] يحتاجون إليها في دنياهم ،[/FONT][/B][/COLOR]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فباستقراء أصول الشريعة نعلم أن [U]العبادات التي أوجبها الله أو أحبها لا يثبت الأمر بها إلا بالشرع[/U] ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]وأما العادات فهي ما اعتاده الناس في دنياهم مما يحتاجون إليه ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]والأصل فيه عدم الحظر ، فلا يحظر منه إلا ما حظره الله سبحانه وتعالى ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]وذلك لأن الأمر والنهي هما شرع الله والعبادة لا بد أن تكون مأمورا بها ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فما لم يثبت أنه مأمور به كيف يحكم عليه بأنه عبادة ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]وما لم يثبت من العبادات أنه منهي عنه كيف يحكم على أنه محظور ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][U][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]ولهذا كان أحمد وغيره من فقهاء أهل الحديث يقولون :[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[B][U][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]إن الأصل في العبادات التوقيف فلا يشرع منها إلا ما شرعه الله تعالى ، [/FONT][/COLOR][/U][/B]
[B][U][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]وإلا دخلنا في معنى قوله :{ أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله } .[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]والعادات الأصل فيها العفو فلا يحظر منها إلا ما حرمه ، وإلا دخلنا في معنى قوله :[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]{ قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا }[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]ولهذا ذم الله المشركين الذين شرعوا من الدين ما لم يأذن به الله وحرموا ما لم يحرمه[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]في سورة الأنعام من قوله تعالى :[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]{ وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون }[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]{ وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون }[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]{ وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]وأنعام حرمت ظهورها وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون }[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فذكر ما ابتدعوه من العبادات ومن التحريمات ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]{ : قال الله تعالى : إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا } .[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]وهذه " قاعدة عظيمة نافعة " . ) انتهى[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]وهذا النص في مجموع الفتاوى ( 29/16-18 )[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][U][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]قال الفقير إلى عفو ربه :[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]ثم إن الأمر لا يقتصر في هذه القاعدة النورانية على وَقْفِ العبادة على النص في أصل ثبوتها ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]بل يتعدى إلى وَقْفِ العبادة على النص في سببها وجنسها ومقدارها وكيفيتها وزمانها ومكانها ،[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][U][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]قال العلامة المحقق بكر أبو زيد رحمه الله تعالى في مقدمة رسالته الماتعة " بدع القراء " :[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]( وِمِنْ أَجَلِّها ( أي : ومن أجلِّ أصول السنة التي تُرَدَّ بها كل محدثة وبدعة ) :[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]وَقْفُ العبادة على النص في دائرة جهاته الست ، وهي :[/COLOR][/FONT][/B]
[B][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]السبب, والجنس, والمقدار, والكيفية, والزمان, والمكان .[/FONT][/COLOR][/B][B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]) اهـ[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][U][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]قال العلامة الفقيه ابن عثيمين رحمه الله في رسالة[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[B][U][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]"الإبداع في كمال الشرع وخطر الابتداع " مبينا وموضحا لهذا الأصل العظيم :[/FONT][/COLOR][/U][/B][/CENTER]

[CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]( [/COLOR][U][COLOR=red]وليُعلم أيها الأخوة أن المتابعة لا تتحقق إلا إذا كان العمل موافقاً للشريعة في أمور ستة[/COLOR][/U][COLOR=#000000] :[/COLOR][/FONT][/B]
[B][U][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]الأول : السبب[/FONT][/COLOR][/U][/B][B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000] ، فإذا تعبد الإنسان لله عبادة مقرونة بسبب ليس شرعيّاً[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فهي بدعة مردودة على صاحبها ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][U][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]مثال ذلك[/FONT][/COLOR][/U][/B][B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000] : أن بعض الناس يحيي ليلة السابع والعشرين من رجب ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]بحجة أنها الليلة التي عرج فيها برسول الله صلى الله عليه وسلّم ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فالتهجد عبادة ولكن لما قرن بهذا السبب كان بدعة ؛ لأنه بنى هذه العبادة على سبب لم يثبت شرعاً.[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]وهذا الوصف ـ موافقة العبادة للشريعة في السبب ـ أمر مهم ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]يتبين به ابتداع كثير مما يظن أنه من السنة وليس من السنة.[/COLOR][/FONT][/B]
[B][U][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]الثاني : الجنس[/FONT][/COLOR][/U][/B][B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000] ، فلابد أن تكون العبادة موافقة للشرع في جنسها ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فلو تعبد إنسان لله بعبادة لم يشرع جنسها فهي غير مقبولة،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][U][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]مثال ذلك[/FONT][/COLOR][/U][/B][B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000] : أن يضحي رجل بفرس، فلا يصح أضحية؛ لأنه خالف الشريعة في الجنس،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فالأضاحي لا تكون إلا من بهيمة الأنعام، الإبل، البقر، الغنم.[/COLOR][/FONT][/B]
[B][U][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]الثالث : القدر[/FONT][/COLOR][/U][/B][B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000] ، فلو أراد إنسان أن يزيد صلاة على أنها فريضة فنقول :[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]هذه بدعة غير مقبولة لأنها مخالفة للشرع في القدر ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]ومن باب أولى لو أن الإنسان صلى الظهر مثلاً خمساً فإن صلاته لا تصح بالاتفاق .[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][U][COLOR=red]الرابع : الكيفية[/COLOR][/U][COLOR=#000000] ، فلو أن رجلاً توضأ فبدأ بغسل رجليه، ثم مسح رأسه، ثم غسل يديه، ثم وجهه[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فنقول : وضوءه باطل ؛ لأنه مخالف للشرع في الكيفية.[/COLOR][/FONT][/B]
[B][U][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]الخامس: الزمان[/FONT][/COLOR][/U][/B][B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000] ، فلو أن رجلاً ضحى في أول أيام ذي الحجة ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فلا تقبل الأضحية لمخالفة الشرع في الزمان.[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]وسمعت أن بعض الناس في شهر رمضان يذبحون الغنم تقرباً لله تعالى بالذبح ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]وهذا العمل بدعة على هذا الوجه ؛[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]لأنه ليس هناك شيء يتقرب به إلى الله بالذبح إلا الأضحية والهدي والعقيقة ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]أما الذبح في رمضان مع اعتقاد الأجر على الذبح كالذبح في عيد الأضحى فبدعة.[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]وأما الذبح لأجل اللحم فهذا جائز.[/COLOR][/FONT][/B]
[B][U][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]السادس: المكان[/FONT][/COLOR][/U][/B][B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000] ، فلو أن رجلاً اعتكف في غير مسجد فإن اعتكافه لا يصح ؛[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]وذلك لأن الاعتكاف لا يكون إلا في المساجد ، ولو قالت امرأة أريد أن أعتكف في مصلى البيت.[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فلا يصح اعتكافها لمخالفة الشرع في المكان.[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]ومن الأمثلة لو أن رجلاً أراد أن يطوف فوجد المطاف قد ضاق ، ووجد ما حوله قد ضاق ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فصار يطوف من وراء المسجد فلا يصح طوافه ؛ لأن مكان الطواف البيت ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]قال الله تعالى لإبراهيم الخليل: {وَطَهِّرْ بَيْتِىَ لِلطَّآئِفِينَ}(الحج 26).[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][U][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]فالعبادة لا تكون عملاً صالحاً إلا إذا تحقق فيها شرطان :[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[B][U][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]الأول : الإخلاص ، الثاني : المتابعة ،[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[B][U][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]والمتابعة لا تتحقق إلا بالأمور الستة الآنفة الذكر. [/FONT][/COLOR][/U][/B][B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]) اهـ[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][U][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]قال الفقير إلى عفو ربه :[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]إذا تقرر ذلك فليُعلم أن الدعاء من جملة العبادات ، بل إنه هو العبادة[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وابن ماجة من حديث النعمان بن بشير[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]وعليه فإن الأصل وَقْفُه على النص زمانا ومكانا ، كيفية ومقدارا ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فلا يجوز لنا أن نقيد دعاء أطلقه النبي صلى الله عليه وسلم ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]أو أن نطلق دعاء قيده النبي صلى الله عليه وسلم ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فقول القائل : " تقبل الله منا ومنكم " بعد الصلاة على جهة التعبد والمداومة أمر مُحدَث ؛[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]لأنه تقييد لهذا الدعاء بزمان لم يقيده به النبي صلى الله عليه وسلم لا قولا ولا فعلا ولا تقريرا ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]ولهذا لم يثبت هذا الفعل عن أحد من الصحابة ولا عن أحد من التابعين ولا أئمة الإسلام المُتبَعين ،[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][U][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]ولذا قال العلامة المحقق بكرأبو زيد في " معجم المناهي اللفظية " :[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]( تقبل الله منا ومنك في التخاطب بها بعد الصلاة ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][U][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]ليس لها دليل من سنة ولا أثر[/FONT][/COLOR][/U][/B][B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000] ، والالتزام بها ترتيب هدي لم يدل عليه الشرع ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فيكون [/COLOR][U][COLOR=red]بدعة[/COLOR][/U][COLOR=#000000] ، والله أعلم .[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]وأما بعد الانصراف من العيد ، فقد ذكر ابن رشد في : (( البيان والتحصيل )) :[/COLOR][/FONT][/B]
[CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000](( أن مالكاً رحمه الله تعالى سُئِل : هل يكره للرجل أن يقول لأخيه إذا انصرف من العيد :[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000](( تقبل الله مني ومنك ، وغفر الله لنا ولك )) ويرد عليه أخوه مثل ذلك ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فقال لي : لا نكره مثل ذلك )) انتهى .[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][U][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]قال الفقير إلى عفو ربه :[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]ومستند ما نُقل عن مالك رحمه الله في استعمال هذا الدعاء عند التهنئة بالعيد[/COLOR][/FONT][/B]
[COLOR=#000000][B][FONT=Traditional Arabic]ما [/FONT][/B][B][FONT=Traditional Arabic]رواه المحاملي في " كتاب صلاة العيدين "[/FONT][/B][B][FONT=Traditional Arabic] عن [/FONT][/B][B][FONT=Traditional Arabic]جبير بن نفير قال :[/FONT][/B][/COLOR]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]" كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]يقول بعضهم لبعض : تقبل الله منا ومنك . "[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]وهذا إسناد حسنه الحافظ ابن حجر رحمه الله في " الفتح " ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]والسيوطي رحمه الله في " وصول الأماني في أصول التهاني " ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]وصححه الألباني رحمه الله في " تمام المنة " .[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]ثم إن التخاطب بهذا الدعاء بعد الصلاة غالبا ما يكون مصحوبا ببدعة أخرى ، ألا وهي المصافحة ،[/FONT][/COLOR][/B]
[B][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]وقد سئل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله عنها فقال كما في مجموع فتواه ( 23/339) :[/FONT][/COLOR][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]( المصافحة عقيب الصلاة ليست مسنونة ، بل هي بدعة والله أعلم .)[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فإذا بادر أحد العامة بعد الصلاة بالمصافحة فمن الممكن أن نقابله بإلقاء السلام والتعارف ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]مع استعمال اسلوب الحكيم في نصحه وإرشاده إلى الانشغال بعد الصلاة بما هو أولى من السلام ونحوه ، وذلك بالرفق واللين ، ومراعاة حال المخاطَب ورحمة المسلمين .[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][U][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]تتمة في بيان إنكار ابن مسعود رضى الله عنه على من قيد ما جاء مطلقا في النصوص[/FONT][/COLOR][/U][/B][/CENTER]

[CENTER][B][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]ففي الصحيحين واللفظ للبخاري عن الأسود قال : قال عبد الله بن مسعود :[/FONT][/COLOR][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]( لا يجعل أحدكم للشيطان شيئا من صلاته ، يرى أن حقا عليه أن لا ينصرف إلا عن يمينه ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ينصرف عن يساره .)[/COLOR][/FONT][/B]
[B][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]ولفظ مسلم[/FONT][/COLOR][/B][B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000] : ( لا يجعلن أحدكم للشيطان من نفسه جزءا لا يرى إلا أن حقا عليه أن لا ينصرف إلا عن يمينه ، أكثر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصرف عن شماله )[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فانظروا رحمكم الله كيف أنكر ابن مسعود رضي الله عنه على[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]من قيد ما أطلقه النبي صلى الله عليه وسلم في طريقة الانصراف من الصلاة ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]وبلغ من إنكاره أن جعل تعمد الانصراف من جهة اليمين من الشيطان ،[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]وهذا عين ما فهمه أنس بن مالك رضي الله عنه فيما أورده البخاري معلقا بصيغة الجزم قال :[/FONT][/COLOR][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]( وكان أنس بن مالك ينفتل عن يمينه وعن يساره ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]ويعيب على من يتوخى أو من يعمد الانفتال عن يمينه )[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][U][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]قال ابن حجر رحمه الله في " الفتح " :[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]( وظاهر هذا الأثر عن أنس يخالف ما رواه مسلم من طريق إسماعيل بن عبد الرحمن السدي قال :[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]" سألت أنسا كيف أنصرف إذا صليت عن يميني أو عن يساري ؟[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]قال : أما أنا فأكثر ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ينصرف عن يمينه "[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]ويجمع بينهما بأن أنسا عاب من يعتقد تحتم ذلك ووجوبه ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]وأما إذا استوى الأمران فجهة اليمين أولى . )[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]ورواية الإمام مسلم لأثر ابن مسعود رضي الله عنه ظاهرها التعارض مع[/FONT][/COLOR][/B]
[B][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]روايته لأثر أنس رضي الله عنه ، حيث إن الأثرين عُبِّر في كل منهما بصيغة أفعل التفضيل ،[/FONT][/COLOR][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فقال ابن مسعود رضي الله عنه : (أكثر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصرف عن شماله)[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]وقال أنس رضي الله عنه : (أكثر ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ينصرف عن يمينه)[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][U][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]قال الإمام النووي رحمه الله في " شرح مسلم " في الجمع بينهما :[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]( وجه الجمع بينهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل تارة هذا وتارة هذا ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فأخبر كل واحد بما اعتقد أنه الأكثر فيما يعلمه ؛ فدل على جوازهما ، ولا كراهة في واحد منهما ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]وأما الكراهة التي اقتضاها كلام ابن مسعود فليست بسبب أصل الانصراف عن اليمين أو الشمال[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]، وإنما هي في حق من يرى أن ذلك لا بد منه ؛ فإن من اعتقد وجوب واحد من الأمرين مخطئ ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]ولهذا قال : يرى أن حقا عليه ، فإنما ذم من رآه حقا عليه .[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]ومذهبنا أنه لا كراهة في أحد من الأمرين ، لكن يستحب أن ينصرف في جهة حاجته ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]سواء كانت عن يمينه أو شماله ، فإن استوى الجهتان في الحاجة وعدمها فاليمين أفضل ؛[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]لعموم الأحاديث المصرحة بفضل اليمين في باب المكارم ونحوها .[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]هذا صواب الكلام في هذين الحديثين وقد يقال فيهما خلاف الصواب . والله أعلم . )[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][U][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]وقال ابن حجر رحمه الله في " الفتح " وقد ذكر أوجها أخرى للجمع بينهما :[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]( ثم إذا تعارض اعتقاد ابن مسعود وأنس رجح ابن مسعود ؛ لأنه أعلم وأسن وأجل ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]وأكثر ملازمة للنبي صلى الله عليه وسلم وأقرب إلى موقفه في الصلاة من أنس )[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][U][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]ونقل رحمه الله عن ابن المُنيِّر رحمه الله قوله :[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]( فيه أن المندوبات قد تنقلب مكروهات إذا رفعت عن رتبتها ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]لأن التيامن مستحب في كل شيء أي من أمور العبادة ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]لكن لما خشي ابن مسعود أن يعتقدوا وجوبه أشار إلى كراهته ، والله أعلم . )[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][U][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]فائدة[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]بوب الإمام البخاري رحمه الله على أثر ابن مسعود رضي الله عنه بقوله :[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]( باب الانفتال والانصراف عن اليمين والشمال )[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]قال ابن حجر رحمه الله :[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]( قال الزين ابن المنير : جمع في الترجمة بين الانفتال والانصراف للإشارة إلى أنه[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]لا فرق في الحكم بين الماكث في مصلاه إذا انفتل لاستقبال المأمومين ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]وبين المتوجه لحاجته إذا انصرف إليها . )[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][U][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]قال الفقير إلى عفو ربه :[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]وروى الدارمي في مقدمة سننه عن عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني قال :[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]حدثني أبي قال : حدثني أبي قال :[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]" كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة ، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فجاءنا أبو موسى الأشعري ، فقال : أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد ؟ قلنا : لا ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فجلس معنا حتى خرج ، فلما خرج قمنا إليه جميعا ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فقال له أبو موسى : يا أبا عبد الرحمن ! إنى رأيت في المسجد آنفا أمرا أنكرته ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]و لم أر و الحمد لله إلا خيرا ، قال : فما هو ؟ فقال : إن عشتَ فستراه ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]قال : رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ، ينتظرون الصلاة ، في كل حلقة رجل ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]و في أيديهم حصى ، فيقول : كبروا مائة ، فيكبرون مائة ، فيقول هللوا مائة ، فيهللون مائة ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]و يقول سبحوا مائة ، فيسبحون مائة ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]قال : فماذا قلت لهم؟ قال : ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]قال : أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم ، و ضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء ؟[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]ثم مضى و مضينا معه ، حتى أتى حلقة من تلك الحلق ، فوقف عليهم ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فقال : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]قالوا : يا أبا عبد الرحمن ! حصى نعد به التكبير و التهليل و التسبيح ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]قال : فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]و يحكم يا أمة محمد ! ما أسرع هلكتكم ![/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون ، و هذه ثيابه لم تبل ، و آنيته لم تكسر ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد ، أو مفتتحوا باب ضلالة ؟ ![/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]قالوا والله : يا أبا عبد الرحمن ! ما أردنا إلا الخير ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا :[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]أن قوما يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، وايم الله ما أدرى لعل أكثرهم منكم ، ثم تولى عنهم ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فقال عمرو بن سلمة : فرأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج " .[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][U][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]قال العلامة الألباني رحمه الله في" السلسلة الصحيحة " 5 / 11 : [/FONT][/COLOR][/U][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]( و هذا إسناد صحيح )[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][U][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]ثم قال رحمه الله معلقا على هذه الرواية :[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]( إن فيها عبرة لأصحاب الطرق و حلقات الذكر على خلاف السنة ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فإن هؤلاء إذا أنكر عليهم منكر ما هم فيه اتهموه بإنكار الذكر من أصله ![/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]و هذا كفر لا يقع فيه مسلم في الدنيا ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]و إنما المنكر ما ألصق به من الهيئات و التجمعات التي لم تكون مشروعة على عهد[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]النبي صلى الله عليه وسلم ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]و إلا فما الذي أنكره ابن مسعود رضي الله عنه على أصحاب تلك الحلقات ؟[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]ليس هو إلا هذا التجمع في يوم معين ، و الذكر بعدد لم يرد ، وإنما يحصره الشيخ صاحب الحلقة ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]و يأمرهم به من عند نفسه ، و كأنه مشرع عن الله تعالى ![/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]*( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )* .[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]زد على ذلك أن السنة الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم فعلا و قولا إنما هي التسبيح بالأنامل ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]كما هو مبين في " الرد على الحبشي " ، و في غيره .[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]و من الفوائد التي تؤخذ من الحديث و القصة ، أن العبرة ليست بكثرة العبادة ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]و إنما بكونها على السنة ، بعيدة عن البدعة ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]و قد أشار إلى هذا ابن مسعود رضي الله عنه بقوله أيضا :[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]" اقتصاد في سنة ، خير من اجتهاد في بدعة " .[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]و منها : أن البدعة الصغيرة بريد إلى البدعة الكبيرة ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]ألا ترى أن أصحاب تلك الحلقات صاروا بعد من الخوارج الذين قتلهم الخليفة الراشد[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]علي بن أبي طالب ؟ فهل من معتبر ؟ ! ) اهـ[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][U][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]قال الفقير إلى عفو ربه :[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[B][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]وقد تعمدت أن أسوق لإخواني – ورب حامل فقه لمن هو أفقه منه – هذا الفهم عن ابن مسعود[/FONT][/COLOR][/B]
[B][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]رضي الله عنه خاصة ؛ ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حقه جملة من الأحاديث العظيمة ،[/FONT][/COLOR][/B][/CENTER]

[CENTER][B][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]فروى أحمد والترمذي بإسناد صححه الألباني من حديث حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :[/FONT][/COLOR][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]" اقتدوا باللذين من بعدي من أصحابي أبي بكر و عمر ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]و اهتدوا بهدي عمار ، و تمسكوا بعهد ابن مسعود " .[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]وفي طريق أخرى عند ابن حبان وحسنها الألباني :[/FONT][/COLOR][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]" إني لا أدري ما بقائي فيكم ، فاقتدوا باللذين من بعدي وأشار لأبي بكر وعمر[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]واهتدوا بهدي عمار ، وما حدثكم ابن مسعود فاقبلوه "[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]وأخرج الحاكم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :[/FONT][/COLOR][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]" رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد " .[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]قال الحاكم رحمه الله : " هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين " ووافقه الذهبي والألباني .[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]وروى الإمام أحمد في " مسنده " بإسناد حسنه الألباني رحمه الله :[/FONT][/COLOR][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد و هو بين أبي بكر و عمر ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]و إذا ابن مسعود يصلي و إذا هو يقرأ ( النساء ) ، فانتهى إلى رأس المائة ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فجعل ابن مسعود يدعو و هو قائم يصلي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]اسأل تعطه ، اسأل تعطه ، ثم قال :[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]" من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل ، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد " .[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]، فلما أصبح غدا إليه أبو بكر رضي الله تعالى عنه ليبشره ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]و قال له : ما سألت الله البارحة ؟ قال : قلت : اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد ، و نعيما لا ينفد ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]ومرافقة محمد في أعلى جنة الخلد . ثم جاء عمر رضي الله عنه ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فقيل له : إن أبا بكر قد سبقك ! قال : يرحم الله أبا بكر ، ما سبقته إلى خير قط إلا سبقني إليه "[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]وقد شهد ابن مسعود رضي الله عنه لنفسه بتفوقه على عامة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم[/FONT][/COLOR][/B]
[B][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]في العلم بكتاب الله ، ففي الصحيحين من حديثه رضي الله عنه قال :[/FONT][/COLOR][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]{ ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة }[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]" ثم قال : على قراءة من تأمروني أن أقرأ ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فلقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]ولقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أعلمهم بكتاب الله ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]ولو أعلم أن أحدا أعلم مني لرحلت إليه ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]قال شقيق : فجلست في حلق أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فما سمعت أحدا يرد ذلك عليه ولا يعيبه )[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][U][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]فائدة في اتباع هدي السلف دون غيرهم من الخلف[/FONT][/COLOR][/U][/B][/CENTER]

[CENTER][B][U][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]قال ابن كثير رحمه الله تعالى في " تفسيره " :[/FONT][/COLOR][/U][/B][/CENTER]

[CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]( وقوله تعالى: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ }[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]أي: قالوا عن المؤمنين بالقرآن: لو كان القرآن خيرا ما سبقنا هؤلاء إليه ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]يعنون بلالا وعمارا وصُهَيبا وخبابا وأشباههم وأقرانهم من المستضعفين والعبيد والإماء،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]وما ذاك إلا لأنهم عند أنفسهم يعتقدون أن لهم عند الله وجاهة وله بهم عناية.[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]وقد غلطوا في ذلك غلطا فاحشا، وأخطئوا خطأ بينا، كما قال تعالى:[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]{ وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا } [الأنعام: 53][/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]أي: يتعجبون: كيف اهتدى هؤلاء دوننا ؛ ولهذا قالوا : { لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ }[/COLOR][/FONT][/B]
[B][U][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]وأما أهل السنة والجماعة فيقولون في كل فعل وقول لم يثبت عن الصحابة: هو بدعة ؛[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[B][U][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]لأنه لو كان خيرا لسبقونا إليه، لأنهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا وقد بادروا إليها[/FONT][/COLOR][/U][/B][B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]) اهـ[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][U][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic]فائدة في أضرار البدعة[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[B][U][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]قال العلامة بكر أبو زيد في مقدمة رسالة " بدع القراء " :[/FONT][/COLOR][/U][/B][/CENTER]

[CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]( أي حَدَثٍ في التَّعَبُّدِ ففيه :[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]هجر للمشروع ، واستدراك على الشرع ، واستحباب لما لم يشرع ، وإيهام للعامة بمشروعيته ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فيؤول الدين المنزل إلى شرع محرف مبدل .[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]أحيانا الله على الإسلام والسنة , حتى نلقاه على ذلك .[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]ونُقل عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال :[/COLOR][/FONT][/B]
[COLOR=#000000][B][FONT=Traditional Arabic]" كل عبادة لم يتعبد بها أصحاب رسول الله [/FONT][/B][B][FONT=AGA Arabesque][FONT=AGA Arabesque]r[/FONT][/FONT][/B][B][FONT=Traditional Arabic] فلا تعبدوها, فإن الأول لم يدع للآخر مقالاً,[/FONT][/B][/COLOR]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فاتقوا الله معشر القراء, وخذوا بطريق من كان قبلكم [FONT=Traditional Arabic]" [/FONT]والله المستعان .) انتهى[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][U][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]قال الفقير إلى عفو ربه :[/FONT][/COLOR][/U][/B][/CENTER]

[CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]فكل خير في اتباع من سلف ، وكل شر في ابتداع من خلف ،[/COLOR][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]ولئن كنتُ أطلت الجواب ، فلخطورة البدعة وأهمية الخطاب ،[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]

[CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#000000]والله يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى سبحانه .[/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]
[/CENTER]