منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   التاريخ والسير والتراجم (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=236)
-   -   محمد صلي الله عليه وسلم كأنك تراه(5) (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=23769)

هجرة إلى الله السلفية 10-12-2008 10:26 AM

محمد صلي الله عليه وسلم كأنك تراه(5)
 
[B][U][COLOR=maroon][FONT=Times New Roman]محمد صلى الله عليه وسلم خطيبا:[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] [COLOR=blue]{[/COLOR][/FONT][SIZE=3][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] (63) [/FONT][/FONT][/COLOR][/SIZE][COLOR=blue][FONT=Times New Roman]}[/FONT][/COLOR][FONT=Times New Roman] النساء.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]ولسانٌ صيرفيٌٌّ صارم[/FONT]
[FONT=Times New Roman]كذباب السيف ما مسّ قطع[/FONT]
[FONT=Times New Roman]منطق كالفجر أو كالغيث ما[/FONT]
[FONT=Times New Roman]شانه عيب كنورٍ قد سطع[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] طالع دفتر بيانه عليه الصلاة والسلام، وتأمّل ديوان فصاحته، كلام لعمري يأخذ بالقلوب، وحديث والله يأسر الأرواح، صحة مخارج وإشراق عبارة وحسن ديباجة، وانتقاء ألفاظ، ورصانة جمل، حتى كأنّ حديثه روض فوّاح، أو حديقة غنّاء باكرها الغيث وصحبتها الصبا، وداعبها النسيم، وقد آتاه الإعجاز في إيجاز، والبلاغة في اختصار، وقد أخبر بذلك فقال[COLOR=blue]:" أوتيت جوامع الكلم"[/COLOR] أخرجه البخاري 2977 ومسلم 523 واللفظ له عن أبي هريرة، وفي رواية[COLOR=blue]:" واختصر لي الكلام اختصارا". [/COLOR]أخرجه البيهقي في الشعب 1436 عن عمر رضي الله عنه وانظر كشف الخفاء 1\14-15.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] ولكن إن تنظر فيما صحّ عنه من أحاديث قولية، وهي ما يقارب العشرة آلاف حديث، فإذا هي شملت كل فصول الحياة وأبواب الآخرة وأخبار الماضي ومعجزات المستقبل، وإن شئت أن تعرف سموّ كلامه صلى الله عليه وسلم وجزالة لفظه وقوة عبارته ونصاعة بيانه، فقارنه بكلام غيره من البشر مهما عظمت فصاحته. ولو دخلت ناديا به لوحات من الكلمات الخالدة والعبارات المؤثرة لخطباء العالم وشعراء الدنيا ونوابغ الدهر، ثم نظرت الى كلامه صلى الله عليه وسلم لرأيت كلامه ناسخا لمحاسن كلام غيره، حتى كأنه ما أعجبك قبل كلامه كلام، ولا هزك قبل حديثه حديث، بل إنّك لتجد الرجل العامي الذي ما تمرّس على ضروب الكلام ولا ميّز بين مختلف الكلام، يجد للفظ الرسول صلى الله عليه وسلم وقعا خاصا ومذاقا آخر.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] يريد عليه الصلاة والسلام أن يوصي معاذ بن جبل وصية جامعة مانعة شافية كافية، فيأتي بعبارة موجزة مليئة بالفوائد، حافلة بالشوارد، بديعة المنزع، مشرقة الديباجة، فيقول[COLOR=blue]:" اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن"[/COLOR] أخرجه أحمد [ 20847، 20894] والترمذي 1987 والدارمي 2791 والمشكاة 5083. ولو أن بليغا أراد أن يقول مثلها لأسهب في الوصية وأطال في النصح، فإما أن يجعل المعنى على حساب اللفظ فيبسط القول ويختزل المعنى، أو أن يجعل اللفظ على حساب المعنى فيوجز الحديث ويشير الى المعنى إشارة.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] سأله صلى الله عليه وسلم عقبة بن عامر عن النجاة ما هي؟ فلا يتلعثم ولا يتعثر ولا يفكر، إنما ينطلق فمه الشريف بجملة راشدة واعية موحية فيقول[COLOR=blue]:" كفّ عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك"[/COLOR] أخرجه أحمد 21732 والترمذي 2406 وابن أبي عاصم في الزهد 1\15 وصححه عن عقبة بن عامر رضي الله عنه. فانظر لحسن التقسيم الثلاثي البديع، مع استيفاء المعنى واختصار اللفظ دون تحضير سابق ولا إعداد متقدم؛ لأن السائل واقف يريد الجواب، مستعجل يبتغي النصح.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] ويركب صلى الله عليه وسلم راحلته ومعه ابن عباس رضي الله عنهما، فيوصيه صلى الله عليه وسلم بوصية حضرته في الحال، فيخرجها في حلة من البيان تأسر الألباب، ويضعها في طبق من الفصاحة يكاد يذهب ضوؤه بالأبصار، يقول[COLOR=blue]:" يا غلام! إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرّف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة، وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا ان يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفّت الصحف. واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا"[/COLOR]. أخرجه أحمد [2664، 2758، 2800] والترمذي 2516، والحاكم 6304 عن ابن عباس رضي الله عنهما وانظر المشكاة 5302. والآن أضعك أمام هذا النص الراقي من البيان، وأحاكمك الى عقلك: هل رأيت في كلام البشر كهذا الكلام؟ حسن فواصل وعذوبة لفظ، وقوة معان، وأسر خطاب! فقوله[COLOR=blue]:" احفظ الله يحفظك"[/COLOR] من الجمل المحفورة في ذاكرة البيان، والتي يسجد لها العقل السويّ في محراب الفصاحة، فإنها جمعت الوصايا في وصية، واختصرت العظات في عظة، فلو كان غيره صلى الله عليه وسلم المتحدث لقال: احفظ الله بأداء أوامره يحفظك بنعمه، واحفظ الله بترك نواهيه يحفظك من عقابه، واحفظ الله في شبابك يحفظك في هرمك.. إلى آخر تلك المقابلات، وإلى قائمة طويلة من المقدمات والنتائج والبدايات والخواتم، ولكنه قال[COLOR=blue]:"احفظ الله يحفظك"[/COLOR] فلا أبدع ولا أروع ولا أوجز ولا أعجز من هذا الكلام الباهي الزاهي:[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]كأنه الروض حيّته الصّبا سحرا[/FONT]
[FONT=Times New Roman]وزاره الغيث فازدانت خمائله[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] ثم اقرأ الحديث جملة جملة، وقف إن كنت ذا ذائقة للبيان وذا دربة على سحر الخطاب:[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]إذا تغلغل فكر المرء في طرف[/FONT]
[FONT=Times New Roman]من حسنه غرقت فيه خمائله[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وخذ أي حديث من أحاديثه العطرة الزكية، هل ترى فيها عوجا من الركاكة، أو أمتا من التكلف؟ بل رقة في فخامة، وسهولاة في إشراق، وأصالة في عمق، فسبحان من أجرى الحديث على لسانه سلسا متدفقا أخاذا.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] ويقول صلى الله عليه وسلم[COLOR=blue]:" إنما الأعمال بالنيات"[/COLOR] أخرجه البخاري [1 ،54] ومسلم 1907 عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. فيكفي ويشفي ويفي المقصود، ويستولي على المعاني ويطوي مسافات من الأحكام والعقائد والآداب والأخلاق في جملتين زاهيتين جامعتين، فتصبح قاعدة للعلماء ومثلا للحكماء وكلمة شاردة للأدباء.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وخذ مثلا كلامه على البديهة والفجاءة: يدخل طفل من الأنصار له طائر يلعب به فمات فيقول[COLOR=blue]:" يا أبا عمير ما فعل النغير؟" [/COLOR]أخرجه البخاري [ 6129، 6203] ومسلم 2150 عن أنس بن مالك رضي الله عنه. انظر الى تقابل العبارة وحسن السجعة وموازنة الجملتين، لا وكس ولا شطط.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] ويقول في حنين على وجه العجلة:[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[COLOR=blue][FONT=Times New Roman]" أنا النبي لا كذب[/FONT][/COLOR]
[COLOR=blue][FONT=Times New Roman]أنا ابن عبدالمطلب"[/FONT][/COLOR]
[FONT=Times New Roman]أخرجه البخاري [2864، 2874]، ومسلم 1776 عن البراء بن عازب رضي الله عنه.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] فلو أن علماء الكلام وأساطين البيان أرادوا هذا الكلام على عجلة من أمرهم لما تأتّى لهم.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] ولا غرابة ان يكون صلى الله عليه وسلم أفصح الناس فإن معجزته الكبرى وآيته العظمى هو القرآن الذي أدهش الفصحاء وأفحم الشعراء وأذهل العرب العرباء، فلا بد أن يكون هذا النبي الموحى إليه بدرجة سامية من البيان الخلاب الجذاب الذي يستولي على الألباب.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[B][U][COLOR=maroon][FONT=Times New Roman]محمد صلى الله عليه وسلم مفتيا:[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[COLOR=blue][FONT=Times New Roman] {[/FONT][/COLOR][SIZE=3][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]وَيَسْتَفْتُونَكَ[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][/SIZE][COLOR=blue][FONT=Times New Roman]}[/FONT][/COLOR][FONT=Times New Roman]النساء 127.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]يطاوعه اللفظ العصيّ إذا قضى[/FONT]
[FONT=Times New Roman]ويسعفه الرأي الأصيل إذا جرى[/FONT]
[FONT=Times New Roman]إذا ظنّ ظنّاً قلت صبحٌ مؤلقٌ[/FONT]
[FONT=Times New Roman]كأنه صريح البرق من ظنّه سرى[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] كان عليه الصلاة والسلام مؤيدا من ربه في علم الفتيا، فقد فتح الله عليه أبواب المعرفة وكنوز الفهم، فكان عنده جواب لكل سائل على حسب حاله وما يصلح له وما ينفعه في دنياه وأخراه. كان الجواب ثوبا مفصلا على السائل يفصّله تماما على الذي أحسن، مع جمال الأداء وبهاء الإلقاء ومتعة التلقي منه، فكأنه قرأ حياة السائل قبل أن ياتيه، وألمّ بدخائله ومذاهبه قبل أن يستفتيه، وما ذاك إلا لقوّة أنوار النبوّة وبركة الوحي وأثر التوفيق والفتح الرباني.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] يسأله شيخ كبير أدركه الهرم وأضناه الكبر عن عمل يداوم عليه، فأفتاه بعمل يسير يناسب حاله على أفضل عمل وأسهل عبادة وأيسر طاعة، في لفظ وجيز، ول كان غيره لربما أوصى الرجل بالاجتهاد في الطاعة واغتنام آخر العمر بالجدّ في العبادة مع إغفال ضعفه وإهمال شيخوخته.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وانظر ما أجمل كلمة[COLOR=blue]:" لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله" [/COLOR]أخرجه أحمد [17227، 17245] والترمذي 3375 وابن ماجه 3793 وانظر المشكاة 2279. وما فيها من حسن تصوير وبراعة عرض وطلاوة عبارة تهيج السامع على هذا العمل الجليل.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وجاءه غيلان الثقفي، وكان قوي البنية ضخم الأعضاء صلب الجسم، فسأله عن عمل يتقرب به الى الله تعالى، فقال[COLOR=blue]:" عليك بالجهاد في سبيل الله"[/COLOR] (لم يجد تخريجه)، فانظر لحسن اختياره للعمل وملاحظته استعداد الرجل وما يصلح له ويناسب حاله، فيا لها من فطنة باهرة وحكمة عامرة.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وسأله أبو ذر ـ وكان غضوبا حادّ الطباع ـ أن يوصيه فقال[COLOR=blue]:" لا تغضب"[/COLOR] ثلاثا، أخرجه البخاري 6116 عن أبي هريرة رضي الله عنه. فكان هذا دواءه وعلاج حالته وبلسم حاله الذي لا يصرف إلا من صيدلية النبوة المباركة. وصارت هذه الكلمة قاعدة من قواعد الدين وأصلا من أصول الشريعة.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] ويرى أبا موسى الأشعري يصعد جبلا فيقول له[COLOR=blue]:" عليك بلا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة"[/COLOR] أخرجه البخاري [ 4205، 6610] ومسلم 2704. فهذه الكلمة تناسب صعود الجبال وحمل الأثقال، لأن فيها البراءة من قوة العبد وحوله وطلب المعونة من الله والمدد، فما أحسن الاختيار في هذا الإرشاد مع مراعاة مقتضى المقام.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] ويرى صلى الله عليه وسلم ضعف أبي ذر وقلة تحمّله فيأمره باجتناب الإمارة، لأنه ضعيف، وهي أمانة وخزي وندامة يوم القيامة، لن مثل أبي ذر له أبواب في الخير يجيدها غير باب الولاية، فانظر لفطنته صلى الله عليه وسلم ومعرفته بمواهب الناس[COLOR=blue]{[/COLOR][/FONT][SIZE=3][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]إِنْ هُوَ إِلَّا[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]وَحْيٌ يُوحَى[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] (4) [/FONT][/FONT][/COLOR][/SIZE][COLOR=blue][FONT=Times New Roman]}[/FONT][/COLOR][FONT=Times New Roman] النجم.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] ويقول صلى الله عليه وسلم لمعاذ لما بعثه الى اليمن[COLOR=blue]:" إنك تأتي أقواما أهل كتاب"[/COLOR] أخرجه البخاري [ 1458، 1496] ومسلم 19 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وذلك لينبّه معاذا الى معرفة أقدار المخاطبين، والاطلاع على أحوالهم ليقول لهم ما يناسبهم.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] ويوصي معاذا ـ وهو رديفه على حمار ـ بحق الله على العبيد وحق العبيد على الله؛ لأن معاذا عالم داعية تناسبه هذه الوصية الكبرى، وسوف يبلغها للأمة، لأنه في مكان التوجيه والإرشاد والنصح، وهذا الذي فعله معذا في حياته. ولو كان أعرابيا لما ناسبه هذا الكلام.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وجاءه حصين بن عبيد فسأله[COLOR=blue]:"كم تعبد؟"[/COLOR] قال: سبعة، واحدا في السماء وستة في الأرض، قال[COLOR=blue]:" من لرغبك ورهبك؟"[/COLOR] قال: الذي في السماء، [COLOR=blue]قال:" فاترك التي في الأرض واعبد الذي في السماء"[/COLOR] ثم قال له[COLOR=blue]:" قل اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شرّ نفسي"[/COLOR] اخرجه الترمذي 3483 واللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة 1184 عن عمران بن حصين رضي الله عنه وانظر المشكاة 2476. فهذا الدعاء يناسب حال حصين بن عبيد وما كان فيه من أمر مريج ومن اشتباه حال وشكٍّّ مريب وفوات رشد وبعد صواب، فناسب أن يطلب الرشد من ربّه وأن يستعيذ من شرّ نفسه كل بلاء منها.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وأرشد صلى الله عليه وسلم علي ابن أبي طالب الى أن يقول[COLOR=blue]:"اللهم اهدني وسدّدني"[/COLOR] اخرجه مسلم 2725 عن علي رضي الله عنه. وهذا يناسب حال علي، فإنه عاش حتى أدرك اختلاف الأمور وظهور الفتن والتباس الحال التي تتطلب الهداية من الله في هذا الجو المظلم، وطلب السداد من الحيّ القيوّم عند هذه الواردات والآراء والأهواء.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] فسبحان من ألهم رسوله وفتح على نبيه وأفاض عليه من مكنون الفهم ومخزون الفقه ما فاق الوصف وجلّ عن المدح:[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]قطف الرجال القول قبل نباته[/FONT]
[FONT=Times New Roman]وقطفت أنت القول لمّا نوّرا[/FONT]
[FONT=Times New Roman]فهو المشيع بالعيون[/FONT]
[FONT=Times New Roman]وهو المضاعف حسنه إن كرّرا[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وليس كلامه صلى الله عليه وسلم بكلام شعر من الشعراء الذين يهرفون بما لا يعرفونن وفي كل واد يهيمون، وإنما زخرفهم من خيالاتهم الفاسدة ومن تصوراتهم الكاسدة، فأما هو فصانه الله من ذلك، بل كلامه وحي يوحى وشرع يتلى، وليس قوله بقول سياسي يسترضي به الملأ وينافق به الجمهور ويروّج به بضاعته المزجاة، بل كان صلى الله عليه وسلم نبيّا ربّانيا ورسولا معصوما ينقل عن جبريل عن ربّه حكمة راشدة وملة هاديةن ودينا قيّما.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] ولم يكن صلى الله عليه وسلم اديبا يغرف من مخزون ثقافته ومن فيض ذاكرته التي جمعها هذا الأديب من نتاج الناس وزبد ثقافات البشر أبناء الطين وسلالة التراب، بل كان صلى الله عليه وسلم معلّما معصوما أن يزيغ، محفوظا أن يضلّ، مصانا أن يجازف. [/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[B][U][COLOR=maroon][FONT=Times New Roman]محمد صلى الله عليه وسلم طاهرا مطهرا[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[COLOR=blue][FONT=Times New Roman] {[/FONT][/COLOR][SIZE=3][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]يَا أَيُّهَا[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] (45) [/FONT][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] (46) [/FONT][/FONT][/COLOR][/SIZE][COLOR=blue][FONT=Times New Roman]}[/FONT][/COLOR][FONT=Times New Roman] الأحزاب.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]كأن الثريّا علّقت بجبينه[/FONT]
[FONT=Times New Roman]وفي جيده الشّعرى وفي وجهه القمر[/FONT]
[FONT=Times New Roman]عليه جلال المجد لو أن وجهه[/FONT]
[FONT=Times New Roman]أضاء بليل هلّل البدو والحضر[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] لقد أكمل الله المحاسن لرسوله صلى الله عليه وسلم وأتمّ عليه نعمة الفضل، واختصّه بالعناية حتى صار الأسوة الحسنة في كل فضيلة، فمنه تتعلم فنون المكارم، ومن برديه تنبع صفوة المناقب؛ لأن من لوازم القدوة أن يكون مثاليا جامعا لما تفرق في الأخيار من سجايا حميدة، فكان عليه الصلاة والسلام ذاك الإنسان المجتبى من ربه المصطفى من خالقه، ليقود الناس الى أحسن الأخلاق وأنبل الأعمال وأكرم المذاهب.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] فأما مخبره عليه الصلاة والسلام فهو الطاهر المبارك الذي غسل قلبه بماء الحياة فصار أبيض نقيا مطهرا، وقد أذهب الله من صدره كلّ غيظ وحسد وحقد وغلّ وغش، فصار أرحم الناس قاطبة، وأبرّهم كافة، وأكرمهم جميعا، فعمّ حلمه وكرمه وطيبه وجوده الحاضر والبادي والقريب والبعيد، فنفسه أذكى نفس، وباله أشرح بال، وضميره أطهر ضمير، وحُقّ له أن يكون كذلك لأنه المرشّح لقيادة العالم وإصلاح الكون وتقويم البشرية [COLOR=blue]{[/COLOR][/FONT][SIZE=3][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]وَمَا[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] (107)[/FONT][/FONT][/COLOR][/SIZE][COLOR=blue][FONT=Times New Roman]}[/FONT][/COLOR][FONT=Times New Roman] الأنبياء.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]إن البريّة يوم مبعث أحمد[/FONT]
[FONT=Times New Roman]نظر الاله لها فبدّل حالها[/FONT]
[FONT=Times New Roman]بل كرّم الإنسان يوم اختار من[/FONT]
[FONT=Times New Roman]خير البرية نجمها وهلالها[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] ينهى عن الغضب ويقول[COLOR=blue]:"لا تغضب"[/COLOR]، ويكون أبعد الناس عن أسباب الغضب المشين دوافعه، بل وسع الناس حلما وأمطرهم كرما وأوسعهم عفوا وصفحا.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] ويقول[COLOR=blue]:" لا تحاسدوا"[/COLOR]. أخرجه البخاري [6116، 6076] ومسلم 2559 عن أنس بن مالك رضي الله عنه. ثم يكون المعافى من هذا الداء القاتل، فليس في كيانه ذرة من حسد، أو قطرة من حقد، صانه الله من ذلك، بل هو الذي وزع الخير على العالم وقسم الفضل من الله على الناس.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] ويقول[COLOR=blue]:" ولا تدابروا، ولا تقاطعوا" [/COLOR]الحديث السابق، ثم يترجم هذا الخلق النبيل من الصلة والبر والإحسان، فيصل من قطعه ويعفو عمن ظلمه ويعطي من حرمه، فأعظم عبد صحّت فيه آية[COLOR=blue]:{ [/COLOR][/FONT][SIZE=3][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ[/FONT][/COLOR][/SIZE][COLOR=blue][FONT=Times New Roman] [/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Times New Roman]} [/FONT][/COLOR][FONT=Times New Roman]آل عمران 134. [/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] ويقول:" [COLOR=blue]إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا"[/COLOR] أخرجه مسلم 2865 عن عياض بن حمار رضي الله عنه. فيكون هو التواضع كله صورة ماثلة ومشهدا حيا وحقيقة قائمة، يركب الحمار، ويخصف النعل، ويجلس على التراب، ويحلب الشاة، ويقف مع العجوز، ويذهب مع الجارية، ويخالط المساكين، ويضيف الأعراب، ويجالس الفقراء.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] ويقول[COLOR=blue]:"خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"[/COLOR] أخرجه الترمذي 3895 والبيهقي في السنن 15477 عن عائشة رضي الله عنها. فيتمثل فيه هذا الحديث أعظم تمثيل، فإذا الرحيم الودود بأهله يدخل عليهم ضحّاكا بسّاما، يداعبهم بأرق العبارات ويلاطفهم بأحسن التعامل، يشاركهم الخدمة ويجاذبهم أحلى الحديث ويبادلهم أجمل السمر بلا فظاظة ولا غلظة ولا لوم ولا تعنيف[COLOR=blue] { [/COLOR][/FONT][SIZE=3][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]وَإِنَّكَ لَعَلى[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]خُلُقٍ عَظِيمٍ[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] (4)[/FONT][/FONT][/COLOR][/SIZE][COLOR=blue][FONT=Times New Roman]} [/FONT][/COLOR][FONT=Times New Roman]القلم.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]خلق أرق من النسيم إذا سرى[/FONT]
[FONT=Times New Roman]وشمائل كالمنديل الفوّاح[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] قال له رجل وهو يقسم الغنائم: اعدل يا محمد. فردّ عليه:" [COLOR=blue]خبت وخسرت فمن يعدل إذا لم أعدل؟"[/COLOR] أخرجه البخاري 3610 ومسلم 1064. وصدق وبرّ فيما قال، فليس في العالم أعدل منه، وإذا لم يكن عادلا صلى الله عليه وسلم فقد انتهى العدل في الدنيا، وطوي من الناس، وارتفع من الأرض، وهل العدل إلا حكمه؟ ولو كان العدل شخصا ناطقا ثم سألته من أعدل البريّة؟ لقال محمد صلى الله عليه وسلم.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وانظر الى عدله في أحكامه وإنصافه حتى من نفسه، بل طلب من بعض أصحابه أن يقتصّ منه، وأقسم لو أن فاطمة ابنته سرقت لقطع يدها، فكان لا يحابي أحدا في الحق، ولا يشفع عنده بشر في الحدود، وقد صاح في وجه أسامة بن زيد وهو من أحبّ الناس إليه لما شفع في المخزومية التي سرقت[COLOR=blue]:" أتشفع في حدّ من حدود الله"[/COLOR] أخرجه البخاري[ 3475، 6788] ومسلم 1688 عن عائشة رضي الله عنها.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وحكم بين الزبير ورجل من الأنصار، فقال الأنصاري: أن كان ابن عمتك؟ يعني أن الزبير ابن عمتك صفية فحكمت له؟ فأنزل الله[COLOR=blue]:{[/COLOR][/FONT][SIZE=3][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic] فَلاَ وَرَبِّكَ[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيما[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman](65)[/FONT][/FONT][/COLOR][/SIZE][COLOR=blue][FONT=Times New Roman]}[/FONT][/COLOR][FONT=Times New Roman] النساء. فكفى بالله شهيدا على عدل رسوله وصدق أحكامه وصحة قضائه:[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]وإذا حكمت فلا ارتياب كأنما[/FONT]
[FONT=Times New Roman]جاء الخصوم من السماء قضاء[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] فهو مؤسس العدل في العالم، وهادم صرح الظلم، واعترف بذلك العدو والصديق والكاره والمحب.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وقس على ذلك أخلاقه الشريفة التي دعا إليها وكان أول عامل بها، فصدّق فعله قوله وباطنه ظاهره، وجوارحه قلبه.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وأما جمال ظاهره صلى الله عليه وسلم فهو عنوان كتاب قيمه المثلى، وبوابة قصر محاسنه الجلّى، فكان أجمل الناس وجها وأبهاهم محيّا، وأزهرهم جبينا وأنورهم طلعة، رقيق البشرة طيب الرائحة، زكي الشذا. عرقه كالجمان، وأنفاسه كالمسك، يقول أنس: ما مسست حريرا ولا ديباجا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت مسكا ولا عنبرا أزكى من رائحته. أخرجه البخاري 3561 ومسلم 2330. يصافحه الرجل فيجد آثار الطيب في كفه أياما عديدة من أثر مصافحته:[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]ألا إن وادي الجزع أضحى ترابه[/FONT]
[FONT=Times New Roman]من المسك كافورا وأعواده رندا[/FONT]
[FONT=Times New Roman]وما ذاك إلا أن هندا عشية[/FONT]
[FONT=Times New Roman]تمشّت وجرت في جوانبه بردا[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وكان صلى الله عليه وسلم حيّ العاطفة جيّاش الفؤاد، يضحك للنادرة ويهش للدعابة، ويتأثر للموقف ويبكي رحمة، ويلين شفقة ويمتلئ خشية، إذا سالم فأوفى الأوفياء وأكرم الأصدقاء، وإذا حارب فأعتى من الرياح النكباء وأمضى من الصعدة السمراء، وإذا أعطى فأجود من تحت السماء وأسخى من شربة الماء، وإذا رضي ملأ القلوب سعادة وعمر المجلس حفاوة، وإذا غضب في الحق كان أمضى من السيف حسما، وأقوى من الأيام حزما.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] يضحك بأسنان كالبرد، ويبكي بدموع كالمطر، ويعطي بكفّ الغيث، ويقابل بمحيّا كالفجر، لا يملّ جليسه حديثه، ولا يسأم رفيقه صحبته، ولا يطيق من عرفه فراقه.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] يخرج الى العيد في حلّة حمراء زاهية باهية، بوجه طلق بشوش، أجمل من العيد وأجل من تلك الفرحة، فكان عيد الصحابة الأعظم رؤيته وسماع حديثه والتمتع بصحبته، ويحضر الاستسقاء متخشعا مبتذلا متضرعا باكيا، فكان أعظم موعظة عند المسلمين رؤية ذاك الوجه الخاشع والنظر الى تلك الدموع الصادقة والمنظر المؤثر.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] ويخوض صلى الله عليه وسلم الحرب ويشعل المعركة بقلب وثّاب ونفس ثابتة وعزم صادق، فتنهزم أمامه الصفوف وتتراجع من سطوته الأبطال، فأشجع الصحابة وقت الذروة يتقي به، وأعتى الكماة لحظة الموت يحتمي به. [/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[B][U][COLOR=maroon][FONT=Times New Roman]محمد صلى الله عليه وسلم محبوبا:[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[COLOR=blue][FONT=Times New Roman] {[/FONT][/COLOR][SIZE=3][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][/SIZE][COLOR=blue][FONT=Times New Roman]}[/FONT][/COLOR][FONT=Times New Roman] الأعراف 157.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman][COLOR=blue] " لا يؤمن أحدكم حتى أكون احب إليه من والده وولده والناس أجمعين"[/COLOR] أخرجه البخاري 15 ومسلم 44 عن أنس رضي الله عنه.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]أحبّك حبا ليس في غضاضة[/FONT]
[FONT=Times New Roman]وبعض مودات الرجال سراب[/FONT]
[FONT=Times New Roman]ومنحتك الود الصريح وإنه[/FONT]
[FONT=Times New Roman]عليه دليل ظاهر وكتاب[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] من يطالع سيرة الصحابة يرى ذلك الحب الصادق الفياض لشخص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، حبا يستولي على النفس ويملك المشاعر، حبا لا يعدله حب الولد والوالد والابن والزوجة، حبا يصل شغاف القلب ويمازج قرار الروح.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] ولكن لماذا أحبّوه هذا الحب؟ إذ لا يوجد في التاريخ كله قوم أحبّوا إمامهم أو زعيمهم أو شيخهم أو قائدهم أو أستاذهم كما أحبّ أصحاب محمد محمدا صلى الله عليه وسلم حتى افتدوه بالمهج، وعرّضوا أجسامهم للسيوف دون جسمه، وضحوا بدمائهم لحمايته، وبذلوا أعراضهم دون عرضه، فكان بعضهم لا يملأ عينيه من النظر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم إجلالا له، ومنهم من ذهب الى الموت طائعا ويعلم أنها النهاية وكأنه يذهب الى عرس، ومنهم من احتسى الشهادة في سبيل الله كالماء الزلل، لأنه أحبّ محمدا ودعوته. بل كانوا يتمنون رضاه على رضاهم، وراحته ولو تعبوا، وشبعه ولو جاعوا، فما كانوا يرفعون أصواتهم على صوته، ولا يقدمون أمرهم على أمره، ولا يقطعون أمرا من دونه، فهو المطاع المحبوب، والأسوة الحسنة، والقدوة المباركة.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] أما دواعي هذا الحب وأسبابه، فأعظمها أن هذا الإنسان هو رسول الرحمن، وصفوة الإنس والجان، أرسله الله ليخرجهم من الظلمات الى النور، ويقودهم الى جنة عرضها السموات والأرض.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] ثم إنهم وجدوا فيه صلى الله عليه وسلم الإمام الذي كملت فضائله وتمّت محاسنه، فقد أسرهم بهذا الخلق العظيم والمذهب الكريم، فوجدوا في قربه واتباعه جنة وارفة من الإيمان، بعد نار تلظى من الكفر والجاهلية، فهو الذي غسل أرواحهم بإذن الله من أوضار الوثنية، وزكّى نفوسهم من آثام الشرك، وطهّر ضمائرهم من لوثة الأصنام، وعلمهم الحياة الكريمة. ملأ صدورهم سعادة بعد عمر من القلق والاضطراب والغموم والهموم، بنى في قلوبهم صروح اليقين بعد خراب الشك والريبة والانحراف.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] كانوا قبل دعوته كالبهائم السائمة، لا إيمان، ولا أدب ولا صلاة، ولا زكاة، ولا نور، ولا صلاح، حياة مظلمة من عبادة الأصنام وملابسة الفواحش ومعاقرة الخمر وسفك الدماء والسلب والنهب، فليس لهم في الحياة رسالة، وما عندهم عن الله خبر، وما لديهم من أمر الدنيا نبأ، فهم في غيّهم يعمهون.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] قلوب أقسى من الحجارة، ونفوس أظلم من الليل، وبؤس أشد بشاعة من الموت، فلا عقل محفوظ، ولا دم معصوم، ولا مال حلال، ولا عرض مصان، ولا نفوس راضية، ولا أخلاق قويمة، ولا مجتمع يحترم الفضيلة، ولا شعب يحمي المبادئ.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] فلما أراد الله إنقاذ هذه البشرية وإسعادها وصلاحها وفلاحها بعث محمدا صلى الله عليه وسلم، فكأن الناس ولدوا من جديد، وكأن وجه الدنيا تغير، وكأن الأرض لبست ثوبا آخر، فالوحي يتنزل على هذا الإمام من لدن لطيف خبير، وجبريل يغدو ويروح بشريعة نسخت الشرائع، فيها سعادة العباد، وصلاح البشر، وعمارة الأرض.. فمسجد يبنى، ورقبة تعتق، وصدر يعمر، وجسد يطهر، وصلاة تؤدى، ومصحف يتلى، وآية تفسّر، وحديث يشرح، وراية تعقد، وحضارة تبنى، وأمة تحرّر [COLOR=blue]{ [/COLOR][/FONT][SIZE=3][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]هُوَ الَّذِي[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] (2) [/FONT][/FONT][/COLOR][/SIZE][COLOR=blue][FONT=Times New Roman]}[/FONT][/COLOR][FONT=Times New Roman] الجمعة.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] لقد أحبّ الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه وصلهم بالله ودلّهم على رضوانه، وهداهم الى صراطه المستقيم. وإنهم لمعذورون في هذا الحب لأنه أقل ما يجب عليهم نحو هذا الرسول المعصوم والنبي الخاتم، الذي جاء إليهم وهم عاكفون على أصنامهم، فصاح بهم [COLOR=blue]:"قولوا لا إله إلا الله تفلحوا"[/COLOR] أخرجه أحمد 18525 والحاكم 39، وصلى بهم وقال[COLOR=blue]:" صلوا كما رأيتموني أصلي"[/COLOR] أخرجه البخاري 631، وحجّ بهم وقال[COLOR=blue]:" خذوا عني مناسككم" [/COLOR]أخرجه مسلم 1297، وعلمهم السنة وقال[COLOR=blue]:" من رغب عن سنتي فليس مني"[/COLOR] أخرجه البخاري 5063 ومسلم 1401، ودعاهم الى التقوى وقال[COLOR=blue]:" إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا"[/COLOR] أخرجه البخاري 20. فالله أنقذهم به من النار، وبصّرهم من العمى، وعلّمهم به من الجهل، وأصلحهم بعد الفساد، وهداهم بعد الضلالة، وأرشدهم بعد الغي.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] كيف لا يحبه أصحابه بل كل مسلم وهو لا يزاول طاعة إلا والرسول صلى الله عليه وسلم نصب عينيه في طهارته وصلاته وصيامه وزكاته وحجّه وذكره وعقيدته وخلقه وسلوكه، كيف لا يحبه وكلما فعل خيرا فإنما إمامه محمد صلى الله عليه وسلم، أو قام بقربة فقدوته محمد صلى الله عليه وسلم، أو أحسن في حياته فأسوته محمد صلى الله عليه وسلم، أو أسدى جميلا أو قدّم معروفا فمثله الأعلى محمد صلى الله عليه وسلم.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]المصلحون أصابع جمعت يدا[/FONT]
[FONT=Times New Roman]هي أنت بل أنت اليد البيضاء[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] كيف لا يحبه الإنسان وحديثه يرنّ في الأذن ويعبر الى القلب بكل فضيلة وكل خلق شريف وسجايا نبيلة، داعيا الى الصدق والعدل والسلام والرحمة والتآخي والإحسان، محذرا من الفجور والفسوق والعصيان والظلم والاعتداء والبغي والإجرام.. فميلاد الإنسان الميلاد الثاني يوم اتبع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، واقتدى بهذا النبي الأمي:[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]أخوك عيسى دعا ميتا فقام له[/FONT]
[FONT=Times New Roman]وأنت أحييت أجيالا من الرمم[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وسعادة العبد إنما هي في الاهتداء بهدي هذا الإمام المعصوم، لأنه الوحيد من الناس الذي يدور معه الحق حيثما دار، فعلى قوله تعرض الأقوال، وعلى فعله توزن الأفعال، وعلى حاله تقاس الأحوال[COLOR=blue]:{[/COLOR][/FONT][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][SIZE=3]وإنّك لتهدي الى صراط مستقيم[/SIZE][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Times New Roman]}.[/FONT][/COLOR]
[COLOR=blue][FONT=Times New Roman] [/FONT][/COLOR]
[FONT=Times New Roman] من نحن قبلك إلا نقطة غرقت[/FONT]
[FONT=Times New Roman]في اليمّ أو دمعة خرساء في القدم [/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[B][U][COLOR=maroon][FONT=Times New Roman]محمد صلى الله عليه وسلم مباركا:[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[B][I][U][COLOR=red][FONT=Times New Roman] [/FONT][/COLOR][/U][/I][/B]
[COLOR=blue][FONT=Times New Roman] {[/FONT][/COLOR][SIZE=3][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]حَيّاً[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] (31) [/FONT][/FONT][/COLOR][/SIZE][COLOR=blue][FONT=Times New Roman]}[/FONT][/COLOR][FONT=Times New Roman] مريم.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]إذا نحن أدلجنا وأنت إمامنا[/FONT]
[FONT=Times New Roman]كفى بالمطايا طيب ذكرك هاديا[/FONT]
[FONT=Times New Roman]وإني لأستغثي وما بي غشوة[/FONT]
[FONT=Times New Roman]لعلّ خيالا منك يلقى خياليا[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] كانت البركة فيه ومعه وعنده عليه الصلاة والسلام، فكلامه مبارك، يقول الكلمة الموجزة فتحمل في طياتها العبر والعظات ما يدهش لروعتها العقل حسنا وبلاغة، ويلقي الخطبة فيجعل الله فيها من النفع والتأثير والبركة ما يبقى صداه في الأجيال جيلا بعد جيل.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] والبركة في عمره صلى الله عليه وسلم، فقد عاش ثلاثا وعشرين سنة في إبلاغ رسالته ليس إلا، فكان في هذه الفترة الوجيزة من الفتح والنصر والنفع والعلم والإيمان والإصلاح ما لا يقوم به غيره في قرون ولا دهور، ففي ثلاث وعشرين سنة فحسب، بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة وعلّم القرآن ونشر السنة، وقضى على الكفر، وأسّس دولة العدل، وأقام أعظم حضارة راشدة عرفتها الإنسانية.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وانظر الى بركة يوم واحد من أيامه عليه الصلاة والسلام، وهو يوم النحر، اليوم العاشر من حجه صلى الله عليه وسلم على سبيل المثال، ففي هذا اليوم الواحد صلى الفجر بمزدلفة ودفع الى منى وهو يلبّي ويذكر الله ويدعوه، ويعلم الناس المناسك، ويفتي الحجاج، ثم رمى جمرة العقبة، ثم حلق ثم نحر ثم ذهب الى المسجد الحرام فطاف، ثم صلى الظهر، وهو مع ذلك يرشد الناس ويوجّههم.. هذا إلى صلاة الظهر فقط، مع أن وسيلة النقل ناقته صلى الله عليه وسلم، مع بعد المسافة وكثرة الزحام وحرارة الجو ووقوفه للناس يسألونه، فسبحان من بارك في لحظات عمره ودقائق حياته:[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]مرّت سنين بالسعود وبالهنا[/FONT]
[FONT=Times New Roman]فكأنها من حسنها أيام[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وبورك له صلى الله عليه وسلم في آثاره، فقد مرّ بصاحب قبرين يعذبان، أحدهما كان لا يتنزه من البول، والآخر كان يمشي بالنميمة بين الناس، فشقّ صلى الله عليه وسلم عصا خضراء كانت معه وغرسها على القبرين وقال[COLOR=blue]:"[/COLOR] [COLOR=blue]أرجو أن يخفف عنهما من العذاب حتى تيبسا" [/COLOR]أخرجه البخاري [216، 218] ومسلم 292 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وهذا خاص به، ولا يكون إلا له صلى الله عليه وسلم، لما جعل الله فيه من البركة.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] ومرض علي ابن أبي طالب بالرمد يوم خيبر، حتى أصبح لا يرى شيئا، فنفث عليه صلى الله عليه وسلم فأبصر بإذن الله في الحال لبركة دعائه ونفثه:[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]مرض الحبيب فزرته[/FONT]
[FONT=Times New Roman]فمرضت من خوفي عليه[/FONT]
[FONT=Times New Roman]وأتى الحبيب يزورني[/FONT]
[FONT=Times New Roman]فشفيت من نظري إليه[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وكان الجيش في الخندق ألف رجل قد بلغ بهم الجوع مبلغا عظيما، فدعا جابر بن عبدالله الرسول صلى الله عليه وسلم وثلاثة معه على عناق من ولد الماعز ذبحها وشيء من طعام الشعير، فدعا صلى الله عليه وسلم الجيش جميعا وسبقهم، ودعا على الطعام ونفث، ثم أدخلهم عشرة عشرة، فأكلوا جميعا وشبعوا جميعا وبقي الطعام بحاله، ووزع على أهل المدينة، فما بقي بيت إلا دخله من ذلك الطعام. فلا إله إلا الله! يا لها من معجزة باهرة وآية ظاهرة على صدقه وبركنه ونبوّته:[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]علوّ في الحياة وفي الممات[/FONT]
[FONT=Times New Roman]بحق فيك كل المعجزات[/FONT]
[FONT=Times New Roman]عليك تحية الرحمن تسري[/FONT]
[FONT=Times New Roman]بتبريك عواد رائحات[/FONT]
[FONT=Times New Roman] وسافر معه جيش قوامه ألف وأربعمائة رجل، فانتهى ماؤهم وأشرفوا على الهلاك، وانقطعوا في البيداء، فدعا صلى الله عليه وسلم بقربة صغيرة فيها قليل من ماء، فصبّه على يده الشريفة الطاهرة المباركة، فثارت من بين أصابعه أنهار الماء، فملأ الناس أوعيتهم وعبأوا قربهم وسقوا رواحلهم، وشربوا وتوضؤوا واغتسلوا جميعا [COLOR=blue]{ [/COLOR][/FONT][SIZE=3][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]أَفَسِحْرٌ هَذَا[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]أَمْ أَنتُمْ لَا تُبْصِرُونَ[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] (15)[/FONT][/FONT][/COLOR][/SIZE][COLOR=blue][FONT=Times New Roman]} [/FONT][/COLOR][FONT=Times New Roman]الطور.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]وأبيض يستسقى الغمام بوجهه[/FONT]
[FONT=Times New Roman]ثمال اليتامى عصمة للأرامل[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] فحيّا الله ذاك الكف الطاهر المبارك الذي ما خان ولا غش ولا غدر ولا نهب ولا سلب ولا سرق ولا سفك.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]يد بيضاء لو مدّت بليل[/FONT]
[FONT=Times New Roman]عظيم الهول أشرقت الليالي[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وزار صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص وهو مريض ملتهب الجسم، فوضع يده المباركة على صدر سعد، فوجد بردها كالثلج فشفي بإذن الله. يقول سعد بعد سنوات طويلة: والله لكأني أجد بردها الآن على صدري.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] ورشّ صلى الله عليه وسلم بقية وضوئه على جابر بن عبدالله وهو مريض فشفي بإذن الله، وحلق رأسه صلى الله عليه وسلم بمنى يوم النحر، فأعطى شقّه الأيمن أبا طلحة الأنصاري لأن صوته في الجيش كمائة فارس جائزة له، والنصف الآخر وزع على الناس، فكادوا يقتتلون عليه، فمنهم من حصل على شعرة، ومنهم من تقاسم هو وصاحبه شعرة واحدة، ومنهم من كان يضع هذه الشعرة في الماء إذا أراد أن يشرب.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]جعلت لعرّاف اليمامة حكمه[/FONT]
[FONT=Times New Roman]وعراف نجد إن هما شفياني[/FONT]
[FONT=Times New Roman]فوالله ما من رقية يعلمانها[/FONT]
[FONT=Times New Roman]ولا شربة إلا بها سقياني[/FONT]
[FONT=Times New Roman]فجئت الى المعصوم حتى أعلّني[/FONT]
[FONT=Times New Roman]بشربة حقّ من هدى وبيان[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] ومسح صلى الله عليه وسلم رأس أبي محذورة وهو صغير، فأقسم أبو محذورة لا يحلق هذا الشعر الذي مسّه كف الرسول صلى الله عليه وسلم، فبقي طيلة حياته حتى طال ودفن معه.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وكان الصبيان يأتونه صلى الله عليه وسلم بآنيتهم فيضع كفه المبارك في إناء الماء واللبن، فيجدون فيه البركة والشفاء بإذن الله.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وقصص بركته لا تنتهي، وأحاديث معجزاته لا تنقضي، فهو المبارك أينما حل وأينما ارتحل، وهو الموفّق أينما سار وأقام.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]يا رب صلّ وسّلم ما أردت على[/FONT]
[FONT=Times New Roman]نزيل عرشك خير الرسل كلهم[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[B][U][COLOR=maroon][FONT=Times New Roman]الرسول صلى الله عليه وسلم مربيا:[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[COLOR=blue][FONT=Times New Roman] { [/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][SIZE=3]يتلوا عليكم ءايته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة[/SIZE][/FONT][/COLOR][FONT=Times New Roman][COLOR=blue]}[/COLOR] .[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]هديتنا لسبيل الحق نسلكه[/FONT]
[FONT=Times New Roman]مسّكتنا حبل هدى غير منصرم[/FONT]
[FONT=Times New Roman]أنت الإمام الذي نرجو شفاعته[/FONT]
[FONT=Times New Roman]وأنت قدوتنا في حالك الظلم[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] كان صلى الله عليه وسلم مربيا كملت مناقب المربي فيه، فهو رفيق في تعليمه ويقول[COLOR=blue]:" إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف" [/COLOR]أخرجه البخاري 6927 ومسلم 2593 عن عائشة رضي الله عنها. ويقول[COLOR=blue]:" ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه[/COLOR]" أخرجه مسلم 2594 عن عائشة رضي الله عنها. وكان يصل الى قلوب الناس بألين السبل حتى قال فيه ربه عز وجل[COLOR=blue]:{[/COLOR][/FONT][SIZE=3][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic] فَبِمَا رَحْمَةٍ[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]مِنْ حَوْلِكَ [/FONT][/COLOR][/SIZE][FONT=Times New Roman][COLOR=blue]}[/COLOR] آل عمران 159. فهو أعظم من تمثل خلق القرآن، فتجده القريب منالنفوس، الحبيب الى القلوب.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] جاءه أعرابي فقال في التشهد: الله ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا، فقال له صلى الله عليه وسلم[COLOR=blue]:" لقد حجرت واسعا"[/COLOR] أخرجه البخاري 6010 عن أبي هريرة. أي أنه ضيّق رحمة الله التي وسعت كل شيء، ثم قام الأعرابي فبال في طرف المسجد، فأراد الصحابة ضرب الأعرابي، فمنعهم صلى الله عليه وسلم ودعا بدلو من ماء فصبّه على بول الأعرابي، ثم دعا الأعرابي برفق ولين وحسن خلق فقال[COLOR=blue]:" إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من الأذى والقذر، وإنما هي للصلاة والذكر وقراءة القرآن" [/COLOR]أخرجه مسلم 285 عن أنس بن مالك رضي الله عنه. فذهب هذا الأعرابي الى قومه لما رأى منا لرفق واللين، فدعاهم الى الإسلام فأسلموا.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وجلس معه صلى الله عليه وسلم غلام على مائدة الطعام، فأخذت يد الغلام تطيش في الصحفة، فما نهره ولا زجره وإنما قال له برفق[COLOR=blue]:" سمّ الله وكل بيمينك وكل مما يليك"[/COLOR] أخرجه البخاري [ 5376، 5378] ومسلم 2022 عن عمر ابن أبي سلمة رضي الله عنه.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] ودخل اليهود عليه صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليك، يعني الموت، فقالت عائشة: عليكم السام واللعنة، فقال صلى الله عليه وسلم[COLOR=blue]:" يا عائشة، ما هذا؟ إن الله يكره الفحش والتفاحش، وقد رددت عليهم ما قالوا، فقلت: وعليكم" [/COLOR]أخرجه البخاري [ 2935، 6030] ومسلم 2165 عن عائشة رضي الله عنها. وليس في قاموس حياته صلى الله عليه وسلم ولا في معجم أدبه كلمة نابية ولا بذيئة ولا فاحشة، وإنما طهر كله ونقاء وصفاء ولين ووفاء، لأنه رحمة مهداة، ونعمة مسداة، وبركة عامة، وخير متصل.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وكان صلى الله عليه وسلم يتخوّل أصحابه بالموعظة كراهية السآمة والملل عليهم، أي يتركهم فترات من الزمن بلا وعظ ليكون أنشط لنفوسهم وأروح لقلوبهم، فكان إذا وعظهم أوجز وأبلغ، وكان ينهى عن التطويل على الناس وإدخال المشقة عليهم، سواء في الصلاة أو الخطب، [COLOR=blue]ويقول:" إن قصر خطبة الرجل وطول صلاته مئنة من فقهه"[/COLOR] أخرجه مسلم 869 عن عمار رضي الله عنه. أي علامة على فقهه، فقصّروا الخطبة وأطيلوا الصلاة.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وأنكر عمر على الحبشة لعبهم بالحراب في مسجده صلى الله عليه وسلم فقال[COLOR=blue]:" دعهم يا عمر، ليعلم يهود أن في ديننا فسحة"[/COLOR] أخرجه أحمد [ 24334، 25431] عن عائشة رضي الله عنها أنظر كشف الخفاء: 658.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] ودخل أبو بكر عليه صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة رضي الله عنها وعندها جاريتان تغنيان يوم العيد، فقال أبو بكر: أمزمار الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال صلى الله عليه وسلم[COLOR=blue]:" دعهم يا أبا بكر، فإن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا" [/COLOR]أخرجه البخاري [ 952، 3931] ومسلم 892 عن عائشة رضي الله عنها.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وسأل صلى الله عليه وسلم عائشة عن زواج حضرته للأنصار[COLOR=blue]:" هل كان معكم شيء من لهو؟ ـ أي من طرب ـ فإن الأنصار يعجبهم اللهو"[/COLOR] أخرجه البخاري 5163 عن عائشة رضي الله عنها. كل هذا في حدود المباح الذي يريح النفس ويذهب عنها السأم والملل، أما الحرام فكان أبعد الناس عنه صلى الله عليه وسلم.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وكان صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه بالقدوة الحيّة الماثلة فيه صلى الله عليه وسلم، فكان يدعوهم الى تقوى الله وهو أتقاهم، وينهاهم عن الشيء فيكون أشدّهم حذرا منه، ويعظهم ودموعه على خدّه الشريف، ويوصيهم بأحسن الخلق، فإذا هو أحسنهم خلقا، ويندبهم الى ذكر الله وإذا به أكثرهم ذكرا، ويناديهم الى البذل والعطاء ثم يكون أسخاهم يدا وأكرمهم نفسا، وينصحهم بحسن العشرة مع الأهل، ثم تجده أحسن الناس لأهله رحمة وعطفا ورقة ولطفا:[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]يا صاحب الخلق الأسمى وهل حملت[/FONT]
[FONT=Times New Roman]روح الرسالات إلا روح مختار[/FONT]
[FONT=Times New Roman]أعلى السجايا التي صاغت لصاحبها[/FONT]
[FONT=Times New Roman]من الهدى والمعالي نصب تذكار[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] والعجيب توصّله صلى الله عليه وسلم الى غرس هذه الفضيلة في نفوس أصحابه غرسا بقي بقاء حياتهم، ودام دوام أعمارهم ونقله الأتباع عنهم، وأتباع الأتباع عن الأتباع الى اليوم، فكان إذا لقيه الرجل يوما من الدهر أو ساعة من الزمن وآمن به، ترك عليه من الأثر ما يبقى ملازما له حتى الموت، فكأن ليس في حياة هذا الرجل إلا ذلك اليوم أو تلك الساعة التي لقي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم:[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]قد يضيق العمر إلا ساعة[/FONT]
[FONT=Times New Roman]وتضيق الأرض إلا موضعا[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وما ذاك إلا لصدق نبوته عليه الصلاة والسلام وبركة دعوته، وعظيم إخلاصه وجلالة خلقه ونبل فضائله:[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]فعليه ما سجع الحمام سلامنا[/FONT]
[FONT=Times New Roman]فيه إله العالمين هدانا[/FONT]
[B][U][COLOR=maroon][FONT=Times New Roman]وجوب الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم:[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] [COLOR=blue]{[/COLOR][/FONT][SIZE=3][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]إِنَّ اللَّهَ[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] (56) [/FONT][/FONT][/COLOR][/SIZE][COLOR=blue][FONT=Times New Roman]}[/FONT][/COLOR][FONT=Times New Roman] الأحزاب.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]صلى عليك الله يا علم الهدى[/FONT]
[FONT=Times New Roman]ما حنّ مشتاق الى لقياكا[/FONT]
[FONT=Times New Roman]وعليك ملء الأرض من صلواتنا[/FONT]
[FONT=Times New Roman]وقلوبنا ذابت على ذكراك[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم جلاء الأبصار، ونور البصائر، وبهجة القلوب، وراحة الأرواح، وقرة العيون، ومسك المجالس، وطيب الحياة، وزكاة العمر، وجمال الأيام، وذهاب الهموم، وطرد الأحزان، وهي الجالبة للسرور وانشراح الصدور وتكامل الحبور وتعاظم النور.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] بها يطيب السمر ويحلو الحديث ويحلّ الأنس وتحصل البركة وتنزل السكينة، وهي علامة الحب وشاهد المتابعة وبرهان الموالاة ودليل الصلاح وطريق الفلاح، يقول صلى الله عليه وسلم[COLOR=blue]:" من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشر صلوات، ورفعه عشر درجات، وكتبت له عشر حسنات، ومحي عنه عشر سيئات" [/COLOR]أخرجه النسائي في الكبرى 9890 وفي عمل اليوم والليلة 63 عن أنس بن مالك. وقال[COLOR=blue]:" أكثروا عليّ من الصلاة ليلة الجمعة ويوم الجمعة"[/COLOR] أخرجه ابن عدي في الكامل 3\102 والبيهقي في الكبرى 5790 وفي الشعب 3030 عن أنس بن مالك وانظر كشف الخفاء 1\190. وقال[COLOR=blue]:" رغم أنف من ذكرت عنده ولم يصلّ عليّ"[/COLOR] أخرجه أحمد 7402 والترمذي 3545 والحاكم 2016. وروي مرفوعا[COLOR=blue]:" البخيل من ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ"[/COLOR] أخرجه أحمد 1738 والترمذي 3546 عن علي رضي الله عنه وانظر كشف الخفاء 1\332. وورد[COLOR=blue]:" إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغونني من أمتي السلام"[/COLOR] أخرجه أحمد [3657، 4198] والنسائي 1282 والدارمي 2774 والحاكم 3576 عن عبدالله بن مسعود. ولما قال أبيّ بن كعب: سوف أجعل لك صلاتي كلها، أي دعائي، قال[COLOR=blue]:" إذن يغفر ذنبك، وتكفي همّك"[/COLOR] أخرجه الترمذي 2457. [/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] فيصلى عليه صلى الله عليه وسلم في التشهد الأول والثاني، وعند ذكره، وفي خطبة الجمعة، والعيد، والاستسقاء، وفي خطبة النكاح، وفي مجلس العلم والمواعظ، والكتب والرسائل، والمعاهدات، والصكوك، وعند لقاء الأحباب، وعند الوداع، وفي الدعاء وأذكار الصباح والمساء، وعند نزول الهموم وترادف الغموم وفقد الأغراض وتزاحم الكرب وحدوث المصاب ووصول المبشرات، وعند تأليف الكتب وشرح حديثه وكتابة سيرته وذكر أخباره وقصصه.. إلى غير ذلك من المناسبات، فصلّى الله عليه وسلم ما زهر فاح، وبلبل صاح، وسر باح، وحمام ناح، وصلى الله عليه وسلم ما نسيم تدّفق وما دمع ترقرق، وما وجه أشرق، وصلى الله عليه وسلم ما اختلف الليل والنهار، وهطلت الأمطار، ودنت الثمار واهتزت الأشجار، وصلى الله عليه وسلم ما بدت النجوم، وتلبدّت الغيوم وانقشعت الهموم، وتليت الأخبار والعلوم، وعلى آله الطيبين الأبرار، وأصحابه الأخيار من المهاجرين والأنصار، ومن تبعهم واقتفى الك الآثار.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]صلى عليه إلهه وخليله[/FONT]
[FONT=Times New Roman]ما دامت الغبراء والخضراء[/FONT]
[FONT=Times New Roman]فهو الذي فاق الأنام كرامة[/FONT]
[FONT=Times New Roman]واستبشرت بقدومه الأنباء [/FONT]
[B][U][COLOR=maroon][FONT=Times New Roman]وجوب التأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم:[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] [COLOR=blue]{[/COLOR][/FONT][SIZE=3][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]يَا أَيُّهَا[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] (2) [/FONT][/FONT][/COLOR][/SIZE][COLOR=blue][FONT=Times New Roman]}[/FONT][/COLOR][FONT=Times New Roman] الحجرات.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]قحطان عدنان شادوا منك عزّتهم[/FONT]
[FONT=Times New Roman]بك التشرّف للتأريخ لا بهم[/FONT]
[FONT=Times New Roman]أكاد أقتلع الآهات من حرقي[/FONT]
[FONT=Times New Roman]إذا ذكرتك أو أرتاع من ندمي[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] الأدب معه صلى الله عليه وسلم شريعة يثاب فاعلها ويعاقب تاركها، فالأدب مع شخصه الكريم بإجلاله وإعزازه وتوقيره وتقديره واحترامه وانزاله المنزلة التي أنزله الله إياها: لا غلوّ ولا جفاء، وعدم الاعتراض عليه صلى الله عليه وسلم أو مناقضة أقواله بأقوال غيره من الناس، أو تقديم قول كائن من البشر مهما كان على قوله، أو أخذ حديثه على أنه كلام يصيب ويخطئ، بل هو كلام نبيّ معصوم، أو التعرّض لصفة من صفاته بجفاء، أو رد قوله بعد التأكد من صحة نسبته اليه، أو الشك في بعض قضاياه وأحكامه، أو مقارنته بالقادة والزعماء والملوك، فقد رفع الله قدره على الجميع وأعلى منزلته على الكل.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] بل يحرم كل ما فهم منه الجفاء والتنقص والاعتراض عليه صلى الله عليه وسلم، والواجب على كل من رضي به رسولا واتبعه وآمن به حبه حبا صادقا أعظم من حب النفس والولد والوالد والناس أجمعين، وتصديق ما أخبر به، وامتثال ما أمر به والانتهاء عما نهى عنه، والاهتداء بهداه والاقتداء بسنته والرضى بحكمه والحرص على متابعته، وتوقير حديثه والصلاة والسلام عليه إذا ذكر صلى الله عليه وسلم، وعدم رفع الصوت عند ذكره وذكر حديثه، وعدم الضحك وقت تلاوة أخباره وكلامه وآثاره، والخشوع عند ذكر شيء من سنته، والتأدب عند الاستشهاد بقوله، والتسليم عند أمره ونهيه، والإيمان بمعجزاته والذب عن جنابه الشريف وأهل بيته وأصحابه [COLOR=blue]{ [/COLOR][/FONT][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][SIZE=3]فالذين ءامنوا به وعزّروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون[/SIZE][/FONT][/COLOR][FONT=Times New Roman][COLOR=blue]}[/COLOR].[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]يا من تضوّع طيب القاع منزله[/FONT]
[FONT=Times New Roman]فطاب من طيب ذاك القاع والأكم[/FONT]
[FONT=Times New Roman]نفسي الفداء لمجدٍ أنت حامله[/FONT]
[FONT=Times New Roman]فيه العفاف وفيه الجود والكرم[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] فعلى المسلم أن يفعل فعل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في التأدب معه، فمنهم من كان لا يتكلم عنده إلا بصوت خافض خاشع، وكان إذا تحدث كان على رؤوسهم الطير، ومنهم من جلس في الطريق خارج المسجد لما سمعه يقول من داخل المسجد[COLOR=blue]:" يا أيها الناس اجلسوا"[/COLOR] أخرجه أبو داود 1091 والحاكم 1056 عن جابر رضي الله عنه. ومنهم من لا يكلم ابنه حتى مات لأنه عارض حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.. إلى آخر تلك الأفعال الجميلة والخصال الحميدة من تأدبهم معه صلى الله عليه وسلم.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[B][U][COLOR=maroon][FONT=Times New Roman]الرسول صلى الله عليه وسلم مبشّرا:[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[COLOR=blue][FONT=Times New Roman] {[/FONT][/COLOR][SIZE=3][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]وَبَشِّرِ[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] (47) [/FONT][/FONT][/COLOR][/SIZE][COLOR=blue][FONT=Times New Roman]}[/FONT][/COLOR][FONT=Times New Roman] الأحزاب.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[COLOR=blue][FONT=Times New Roman] " بشّروا ولا تنفروا، ويسّروا ولا تعسّروا".[/FONT][/COLOR]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] بشرى لنا الاسلام إن لنا[/FONT]
[FONT=Times New Roman]من العناية ركنا غير منهزم[/FONT]
[FONT=Times New Roman]لما دعا الله داعينا لطاعته[/FONT]
[FONT=Times New Roman]بأكرم الرسل كنا أكرم الأمم[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] من أعظم صفاته صلى الله عليه وسلم أنه مبشر[COLOR=blue]:{[/COLOR][/FONT][SIZE=3][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic] يَا أَيُّهَا[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] (45)[/FONT][/FONT][/COLOR][/SIZE][COLOR=blue][FONT=Times New Roman]}[/FONT][/COLOR][FONT=Times New Roman] الأحزاب، فهو صلى الله عليه وسلم الذي أتى بالبشارة الكبرى، وهي الإيمان بالله والبشارة بعفوه وغفرانه ورضوانه ورحمته، والبشارة بجنة عرضها السموات والأرض، وقد بشّر صلى الله عليه وسلم بتوبة الله على من تاب وعفوه عمن أناب، فجلّ الذين بشارة، فقد بشّر عليه الصلاة والسلام بان الوضوء يحطّ الخطايا وأن الصلاة ورمضان والحج والعمرة كفارات لما بينها من الذنوب إلا الكبائر، وبشّر من فقد عينيه بالجنة، وبشر من فقد ابنه بقصر في الجنة، وبشّر من أصابه مرض بأنه يمحو الخطايا، وأن من أراد الله به خيرا ابتلاه، وبشّر من انتظر الصلاة أن الملائكة تصلي عليه وتدعو له ما لم يحدث، وبشّر من سبح تسبيحة واحدة بغرس نخلة له في الجنة، وأن من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حطّت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر، وأن من أذنب ذنبا ثم توضأ وصلى ركعتين واستغفر الله غفر الله له، وبشّر أن من أصابه مرض أو وصب أو نصب أو هم أو غمّ أو حزن حتى الشوكة يشاكها جعلها الله كفارة له من الذنوب.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وجاء بكتاب عظيم وذكر حكيم يبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات بان لهم أجرا حسنا ونهاهم عن اليأس[COLOR=blue]:{[/COLOR][/FONT][SIZE=3][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic] إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] (87)[/FONT][/FONT][/COLOR][/SIZE][COLOR=blue][FONT=Times New Roman]}[/FONT][/COLOR][FONT=Times New Roman] يوسف.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وعن القنوط[COLOR=blue]:{[/COLOR][/FONT][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][SIZE=3]ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون[/SIZE][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Times New Roman]}.[/FONT][/COLOR]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] ونهاهم عن الحزن[COLOR=blue]:{[/COLOR][/FONT][SIZE=3][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic] وَلاَ تَهِنُوا[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]وَلاَ تَحْزَنُوا[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][/SIZE][COLOR=blue][FONT=Times New Roman]}[/FONT][/COLOR][FONT=Times New Roman] آل عمران 139.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وفتح باب الغفران للتائبين من المسرفين[COLOR=blue]:{[/COLOR][/FONT][SIZE=3][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic] قُلْ يَا عِبَادِيَ[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] (53) [/FONT][/FONT][/COLOR][/SIZE][COLOR=blue][FONT=Times New Roman]}[/FONT][/COLOR][FONT=Times New Roman] الزمر.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] ولما أرسل رسله الى البلدان ودعاة الى الله قال لهم[COLOR=blue]:" بشّروا ولا تنفّروا، ويسّروا ولا تعسّروا"[/COLOR]، وحذّر من التشديد والتنفير فقال[COLOR=blue]:" يا أيها الناس! إن منكم منفّرين، من صلى بالناس فليخفف، فإن فيهم الكبير والصغير والمريض وذا الحاجة"[/COLOR] أخرجه البخاري [ 90، 702] ومسلم 466 .[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وذمّ المتكلفين في الدين، وبشّر عائشة ببراءة الله لها، وبشر كعب بن مالك بتوبة الله عليه، وبشر جابرا بأن الله كلم أباه، وبشر المسلمين بدخول زيد وجعفر وابن أبي رواحة الجنة، وبشر بلال بأنه سمع دفي نعليه في الجنة، وبشّر أبيّ بن كعب بأن الله ذكره في الملأ الأعلى، وبشّر العشرة بالجنة، وبشّر أهل بدر بأن الله قال لهم[COLOR=blue]:" اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"[/COLOR] أخرجه البخاري [ 3007، 3983] ومسلم 2494 عن علي رضي الله عنه. وبشّر أهل البيعة تحت الشجرة برضوان الله، وبشّر الذي لازم [COLOR=blue]{[/COLOR][/FONT][SIZE=3][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]قُلْ هُوَ اللَّهُ[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]أَحَدٌ[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] (1)[/FONT][/FONT][/COLOR][/SIZE][COLOR=blue][FONT=Times New Roman]}[/FONT][/COLOR][FONT=Times New Roman] الإخلاص، بأن الله يحبه، وبشّر رجلا صلى معه وقد أصاب حدّا بأن الله غفر له.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وبالجملة فمن أعظم خصاله الحميدة صلى الله عليه وسلم إدخال البشرى على الناس وإسعادهم.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]بشرى من الغيب ألقت في فم الغار[/FONT]
[FONT=Times New Roman]وحياً وأفضت الى الدنيا بأسرار[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[B][U][COLOR=maroon][FONT=Times New Roman]الرسول صلى الله عليه وسلم معلما:[/FONT][/COLOR][/U][/B]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[COLOR=blue][FONT=Times New Roman] {[/FONT][/COLOR][SIZE=3][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] (113) [/FONT][/FONT][/COLOR][/SIZE][COLOR=blue][FONT=Times New Roman]}[/FONT][/COLOR][FONT=Times New Roman] النساء.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] " [COLOR=blue]من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له به طريقا الى الجنة"[/COLOR] أخرجه مسلم 2699 عن أبي هريرة رضي الله عنه.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]كفاك بالعلم في الأمي معجزة[/FONT]
[FONT=Times New Roman]عند البريّة والتأديب في اليتم[/FONT]
[FONT=Times New Roman]فهو الذي تم في فضل وفي كرم[/FONT]
[FONT=Times New Roman]ثم اصطفاه رسولا بارئ النسم[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] بعث صلى الله عليه وسلم معلما الناس يعلم الناس مكارم الأخلاق ومعالي الأمور وأشرف الخصال وأنبل السجايا.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] فعلّم صلى الله عليه وسلم بوعظه الذي كان يهز به القلوب فكأنه منذر جيش يقول صبّحكم ومساكم، وكان إذا وعظ علا صوته واشتدّ غضبه واحمرّت عيناه، فلا تسمع إلا بكاء ونحيبا وحنينا وأنينا وتفجّعا وتوجعّا وندما وحسرة وتوبة ورجوعا وإنابة.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وعلّم صلى الله عليه وسلم بخطبه القيمة الناعة في مناسبات العبادات، فكانت فيضا من الهدى ونهرا من النور، تزيد الإيمان وترفع اليقين.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وعلّم صلى الله عليه وسلم بفتواه لمن سأله، فكان أفقه الناس وأعظمهم إجابة وأكثرهم إصابة، وأعرفهم بما يصلح للسائل.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وعلّم صلى الله عليه وسلم بوصاياه ونصائحه التي تصل الى القلوب وتملأ النفوس تقوى وصلاحا.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وعلّم بضرب الأمثال التي يعرفها الناس، وتوضيح المعاني بأمور محسوسة تقرب المعنى وتزيل الإشكال وترفع الوهم.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وعلّم صلى الله عليه وسلم بالقصص الجذاب الخلاب الذي يثير في النفوس الإعجاب والإنصات والاستجابة.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وعلّم صلى الله عليه وسلم بالقدوة الحية المتمثلة في سيرته العطرة وأخلاقه السامية وخصاله الجليلة التي أجمع على حسنها العقلاء وأحبها الأتقياء واقتدى بها الأولياء.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وأول كلمة نزلت عليه صلى الله عليه وسلم كلمة "اقرأ"، وهي من أعظم أدلة فضل العلم وقيمة المعرفة، وأمره الله أن يقول: رب زدني علما، ولم يأمره بطلب زيادة إلا من العلم لأنه طريق الرضوان وباب التوفيق وسبيل الفلاح، وامتنّ عليه ربّه بأن علّمه ما لم يكن يعلم من المعارف الإيمانية والفتوحات الربانية والمواهب الالهية، وقال له ربه[COLOR=blue]:{[/COLOR][/FONT][SIZE=3][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic] فَاعْلَمْ أَنَّهُ[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ[/FONT][/COLOR][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/SIZE][FONT=Times New Roman]} محمد 19. فبدأ بالعلم قبل القول والعمل، فكان صلى الله عليه وسلم أسوة العلماء وقدوة طلبةا لعلم في الاستزادة من العلم النافع والعمل الصالح، وقال[COLOR=blue]:" مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث"[/COLOR] أخرجه البخاري 79 ومسلم 2282. فكانت مهمته الكبرى تعليم الكتاب والحكمة[COLOR=blue]:{[/COLOR][/FONT][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][SIZE=3] وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ[/SIZE][/FONT][/COLOR][FONT=Times New Roman][COLOR=blue]}[/COLOR] البقرة 129. حتى خرج من أصحابه صلى الله عليه وسلم علماء وفقهاء وحكماء ومفسرون ومحدّثون ومفتون وخطباء ومربّون ملؤوا الدنيا علما وحكما ورشدا واستفاقة:[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]فكلهم من رسول الله ملتمس[/FONT]
[FONT=Times New Roman]غرفا من البحر أو رشفا من الديم[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman] وقد حثّ عليه الصلاة والسلام على العلم ونشره وتعليمه فقال كما في حجة الوداع[COLOR=blue]:" فليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع"[/COLOR] أخرجه البخاري [1741، 7078] ومسلم 1679 عن أبي بكرة رضي الله عنه. وقال[COLOR=blue]:" نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها، فرب حامل فقه الى من هو أفقه منه"[/COLOR] أخرجه الترمذي 2658 عن ابن مسعود رضي الله عنه وانظر: كشف الخفاء 2\423. وقال[COLOR=blue]:" بلّغوا عني ولو آية"[/COLOR] أخرجه البخاري 3461 عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما. وكانت حياته صلى الله عليه وسلم كلها تعليما لأمته، فصلاته وصيامه وصدقته وحجه وذكره لربه وكلامه وقيامه وقعوده وأكله وشربه، كل هذا تعليم وأسوة لمن آمن به واتبعه، وكان صلى الله عليه وسلم يتدرّج في التعليم، فما كان يلقي العلم على أصحابه جملة واحدة بل شيئا فشيئا [COLOR=blue]{[/COLOR][/FONT][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][SIZE=3]فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ[/SIZE][/FONT][/COLOR][FONT=Times New Roman][COLOR=blue]}[/COLOR] الاسراء 106، [COLOR=blue]{[/COLOR][/FONT][SIZE=3][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] [/FONT][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Times New Roman] (32) [/FONT][/FONT][/COLOR][/SIZE][COLOR=blue][FONT=Times New Roman]}[/FONT][/COLOR][FONT=Times New Roman] الفرقان. فكان يمتثل هذا في تدريسه لأصحابه، وكان يبدأ صلى الله عليه وسلم بكبار المسائل والأهم فالمهم، ويكرر المسألة حتى تفهم عنه، ويعلّم تعليما علميا بالقدوة، كالوضوء أمام الناس ليأخذوا عنه، وصلاته لهم ليصلوا كصلاته، وقوله[COLOR=blue]:" صلوا كما رأيتموني أصلي" [/COLOR]أخرجه البخاري 631 عن مالك بن الحويرث رضي الله عنه. وحجه بهم وقوله[COLOR=blue]:" لتأخذوا عني مناسككم"[/COLOR] أخرجه مسلم 1297 عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما.[/FONT]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[CENTER][CENTER][FONT=Times New Roman]**[/FONT][/CENTER]
[CENTER][FONT=Times New Roman] [/FONT][/CENTER][/CENTER]
[RIGHT][CENTER][CENTER][FONT=Times New Roman] [/FONT][/CENTER]
[CENTER][FONT=Times New Roman]تمّ والحمد لله[/FONT][/CENTER]
[CENTER][FONT=Times New Roman]شبكة مجاهد مسلم الإسلامية الدعوية[/FONT][/CENTER]
[CENTER][FONT=Times New Roman]نسأل الله التوفيق[/FONT][/CENTER]
[CENTER][URL="http://www.islammi.jeeran.com/"][U][FONT=Times New Roman]www.islammi.jeeran.com[/FONT][/U][/URL][/CENTER]
[CENTER][FONT=Times New Roman]بيروت لبنان[/FONT][/CENTER]
[CENTER][COLOR=red][FONT=Times New Roman]نشره موقع صيد الفوائد[/FONT][/COLOR][/CENTER]
[CENTER][URL="http://www.saaid.net/"][U][FONT=Times New Roman]http://www.saaid.net/[/FONT][/U][/URL][FONT=Times New Roman]خط[/FONT][/CENTER][/CENTER]
[/RIGHT]

أمّ مُصْعب الخير 10-14-2008 03:46 PM

جهد موفق
جزاكم الله الفردوس الاعلى

هجرة إلى الله السلفية 10-15-2008 05:28 AM

جزاك الله خيرا
اختي الكريمة
وبارك لك
اشكرك لمرورك

نسألكم الدعاء 02-23-2012 02:35 AM

متصفح جميل
وياليت يتم تثبيت تلك السلسلة فهي من الاهمية بمكان
وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم

جزاكم الله خيرا

التونسي الصابر 02-23-2012 02:54 AM

الله صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد...
بارك الله فيكم


الساعة الآن 12:40 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.