منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   الملتقى الشرعي العام (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   أسلحة الداعية " مقال رائع ومهم لشيخنا العلامة أحمد بن فريد " حفظه الله . (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=59037)

أبو دجانة السلفي 01-19-2010 07:17 PM

أسلحة الداعية " مقال رائع ومهم لشيخنا العلامة أحمد بن فريد " حفظه الله .
 
[center][size=5][color=#ff0000]الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, أما بعد؛[/color][/size]
[b][font=arial][size=5][color=magenta]فإن [/color][/size][/font][/b][font=arial][size=5][b][font=arial][size=5]الوعظ والتذكير من أشرف الوظائف التي يمكن أن يشتغل بها عبد من عباد الله,[/size][/font][/b][/size][/font]
[b][size=5][font=arial][color=magenta]وكيف لا يكون كذلك, وهو وظيفة الأنبياء والمرسلين الذين اختصهم الله -عز[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=magenta]وجل- بهذا الفضل المبين, فالدعوة وظيفة أشرف البشر, وكذا أتباعهم من[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=magenta]المؤمنين الذين أحبوا دعوة الرسل, وآمنوا بها, وبذلوا ما يملكون في سبيل[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=magenta]نشرها, قال -تعالى- آمرًا رسوله محمدًا -صلى الله عليه وسلم-:[/color] ([/font][/size][font=arial][size=5][color=red]قُلْ[/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=red]هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=red]اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ[/color])[/font][/size][/b][b][font=arial][size=5] (يوسف:108)[/size][/font][/b][b][font=arial][size=5],[/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial]وقال سفيان الثوري -رحمه الله-: "أشرف الناس منزلة من كان بين الله وبين[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]عباده, وهم الأنبياء والعلماء", وقال بعضهم: "إذا أردت أن تعرف مقامك[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]فانظر أين أقامك".[/font][/size][/b][/center]


[center][b][font=arial][size=5]فمن[/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial]كان مشغولاً بالدنيا مشغوفـًا بزينتها, يجمع حطامها, ويسعى للوصول إلى[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]شهواتها, فليعلم أنه ليس له قدْر عند الله -عز وجل-؛ لأن الدنيا كلها لا[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]تعدل عند الله جناح بعوضة, ومن كان مشغولاً بالأمر بالمعروف والنهي عن[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]المنكر يُعَبِّد الناس لله -عز وجل-, ويغزو قلوبهم بكتاب الله وسنة رسوله[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]-صلى الله عليه وسلم-, فقد استُعمِل في أشرف الوسائل, وتشرف بأعظم الأعمال.[/font][/size][/b][/center]


[center][b][color=blue][font=arial][size=5]قال الإمام الغزالي -رحمه الله-:[/size][/font][/color][/b]
[b][font=arial][size=5]"الأمر المعروف, والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين, وهو المهم[/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial]الذي ابتعث الله له النبيين أجمعين, ولو طوي بساطه, وأهمل علمه وعمله؛[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]لتعطلت النبوة, واضمحلت الديانة, وعمت الفترة, وفشت الضلالة, وشاعت[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]الجهالة, واستشرى الفساد, وخربت البلاد, وهلك العباد, ولم يشعروا بالهلاك[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]إلا يوم التناد, وقد كان الذي خفنا أن يكون, فإنا لله وإنا إليه راجعون إذ[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]قد اندرس هذا القطب علمه وعمله, فاستولت على القلوب مداهنة الخلق, وانمحت[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]عنها مراقبة الخالق, واسترسل الناس في اتباع الهوى والشهوات استرسال[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]البهائم, وعز على الأرض مؤمن صادق لا تأخذه في الله لومة لائم, فمن سعى في[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]تلافي هذه الفترة, وسد هذه الثلمة إما متكفلاً بعلمها, أو متقلدًا[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]لتنفيذها مجددًا لهذه السنة الدائرة ناهضًا بأعبائها, ومشمرًا في إحيائها[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]كان مستأثرًا من بين الخلق بإحياء سنة أفضى الزمان إلى إماتتها, ومستبدًا[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]بقربة تتضاءل درجات القرب دون ذروتها".[/font][/size][/b][/center]


[center][size=5][b][font=arial]وكيف[/font][/b][/size]
[b][size=5][font=arial]لا يكون الأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر من أشرف الأعمال, وهو الذي أخبر[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]الله -عز وجل- أنه سبب تفضيل هذه الأمة على سائر الأمم فقال -تعالى-: ([color=red]كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ[/color]) [/font][/size][/b][size=5][b][font=arial](آل عمران:110)[/font][/b][/size][b][font=arial][size=5],[/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial]وأمر الله -عز وجل- المؤمنين بأن يكونوا أمة واحدة تدعو إلى الخير, وتأمر[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]بالمعروف, وتنهى عن المنكر, أو أن تكون منهم أمة أي طائفة تقوم بهذا[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]الواجب الكفائي؛ فقال -تعالى-: ([/font][/size][font=arial][size=5][color=red]وَلْتَكُنْ[/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=red]مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=red]وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[/color]) [/font][/size][/b][size=5][b][font=arial](آل عمران:104)[/font][/b][b][font=arial], وبيَّن -عز وجل- أن الفلاح منوط بالقيام بهذه الوظيفة؛ فقال -عز وجل- ([color=red]وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[/color]).[/font][/b][/size][/center]


[center][b][font=arial][size=5]وأخبر -عز وجل- عن نجاة القائمين بهذه الوظيفة من عذاب الدنيا, وعذاب الآخرة فقال -تعالى- كما في قصة أصحاب السبت: ([/size][size=5][color=red]فَلَمَّا[/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=red]نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=red]السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=red]يَفْسُقُونَ[/color])[/font][/size][/b][b][font=arial][size=5] (الأعراف:165)[/size][/font][/b][b][font=arial][size=5], وأخبر -عز وجل- أن سبب لعن بني إسرائيل هو تضييع هذه الوظيفة فقال -عز وجل-: ([/size][size=5][color=red]لُعِنَ[/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=red]الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=red]وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=red]كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=red]يَفْعَلُونَ[/color])[/font][/size][/b][b][font=arial][size=5] (المائدة:78-79)[/size][/font][/b][b][font=arial][size=5], وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن القائمين بهذه الوظيفة مستحقون لوصف الإيمان فقال -صلى الله عليه وسلم-: ([/size][size=5][color=red]فَمَنْ[/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=red]جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=red]فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَيْسَ[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=red]وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ[/color]) [/font][/size][/b][b][font=arial][size=5](رواه مسلم)[/size][/font][/b][b][font=arial][size=5],[/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial]وكيف لا يستحق الدعاة إلى الله -عز وجل- وصف الإيمان, والدوافع إلى الدعوة[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]كلها دوافع إيمانية تنم عن قلب سليم, ومحبة صادقة لله -عز وجل-, ولرسوله[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]-صلى الله عليه وسلم-, ولدين الله. [/font][/size][/b][/center]


[center][b][color=blue][font=arial][size=5]قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله-:[/size][/font][/color][/b]
[b][font=arial][size=5]"اعلم أن الأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر تارة يحمل عليه رجاء ثوابه,[/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial]وتارة خوف العقاب في تركه, وتارة الغضب لله على انتهاك محارمه, وتارة[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]النصيحة للمؤمنين والرحمة لهم, ورجاء إنقاذهم مما أوقعوا أنفسهم فيه من[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]التعرض لعقوبة الله وغضبه في الدنيا والآخرة, وتارة يحمل عليه إجلال الله[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]وإعظامه ومحبته, وأنه أهل أن يطاع فلا يعصى, وأن يذكر فلا ينسى, وأن يشكر[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]فلا يكفر, وأنه يفتدى من انتهاك محارمه بالنفوس والأموال كما قال بعض[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]السلف: "وددت أن الخلق كلهم أطاعوا الله وأن لحمي قرض بالمقاريض", وكان[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز يقول لأبيه: "وددت أني غلت بي وبك القدور[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]في الله -تعالى-", ومن لحظ هذا المقام, والذي قبله هان عليه كل ما يلقى من[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]الأذى في الله -تعالى-, وربما دعا لمن آذاه".[/font][/size][/b][/center]


[center][size=5][b][font=arial]وحتى تنجح دعوة الدعاة لابد لهم من أسلحة يتسلحون بها, فما هي أسلحة الداعية التي تتم بها مهمته, وتنجو بها دعوته؟؟[/font][/b][/size][/center]


[center][b][color=blue][font=arial][size=5]1- الإخلاص:[/size][/font][/color][/b][/center]


[center][size=5][b][font=arial]وهو[/font][/b][/size]
[b][size=5][font=arial]أنفع سلاح وأمضاه, فينبغي أن يكون الدافع الوحيد للداعية هو التقرب إلى[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]الله -عز وجل-, وابتغاء وجهه كما أشار إليه قوله -تعالى-: ([color=red]قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ[/color]) [/font][/size][/b][size=5][b][font=arial](يوسف:108)[/font][/b][/size][size=5][b][font=arial],[/font][/b][/size]
[b][size=5][font=arial]فلا تكون دعوته عصبية لجماعة, أو هيئة, أو يدعو لنفسه لا يدعو إلى الله,[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]وبمقدار إخلاص الداعية في دعوته يكتب له القبول والبقاء والنفع في الدنيا[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]والآخرة, فما كان لله دام واتصل, وما كان لغير الله انقطع وانفصل, وقد[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]سمعنا وشاهدنا كثيرًا من الدعاة, وكثيرًا من الدعوات اندثرت فما بقي لها[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]أثر ولا لأصحابها من خبر: ([color=red]هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا[/color]) [/font][/size][/b][size=5][b][font=arial](مريم:98)[/font][/b][b][font=arial].[/font][/b][/size][/center]


[center][size=5][b][font=arial]والدعوة إلى الله -عز وجل- عبادة يشترط لها ما يشترط لسائر العبادات, وهو الإخلاص؛ قال -تعالى-: ([color=red]أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ[/color]) [/font][/b][b][font=arial](الزمر:3)[/font][/b][b][font=arial], وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ([color=red]إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إِلاَّ مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ[/color]) [/font][/b][b][font=arial](رواه النسائي، وصححه الألباني)[/font][/b][b][font=arial].[/font][/b][/size][/center]


[center][size=5][b][color=blue][font=arial]2- أن يكون الداعية صحيح العقيدة سليم الفهم للكتاب والسنة:[/font][/color][/b][/size][/center]


[center][size=5][b][font=arial]فلابد[/font][/b][/size]
[b][size=5][font=arial]أن يكون الداعية مهتديًا إلى الحق, وإلا ففاقد الشيء لا يعطيه, والعقيدة[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]الصحيحة هي عقيدة السلف الصالح -رضي الله عنهم-؛ قال -تعالى-: ([color=red]فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا[/color]) [/font][/size][/b][size=5][b][font=arial](البقرة:137)[/font][/b][/size][b][font=arial][size=5], وقال -صلى الله عليه وسلم-: ([/size][size=5][color=red]فَعَلَيْكُمْ[/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=red]بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=red]تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ[/color]) [/font][/size][/b][b][font=arial][size=5](رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني)[/size][/font][/b][size=5][b][font=arial],[/font][/b][/size]
[b][size=5][font=arial]والسنة هي ما تركنا عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من عقائد وأخلاق[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]وأعمال وأقوال, فالدعوة إلى السنة دعوة إلى اعتقاد السلف, وفهم السلف[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]للكتاب والسنة, والالتزام بما كان عليه السلف الصالح من هدي ظاهر, وأخلاق[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]باطنة, وأعمال مرضية, وأقوال زكية.[/font][/size][/b][/center]


[center][b][color=blue][font=arial][size=5]3- العلم والبصيرة:[/size][/font][/color][/b][/center]


[center][size=5][b][font=arial]كما في قوله -تعالى-: ([color=red]أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ[/color]) [/font][/b][b][font=arial](يوسف:108)[/font][/b][b][font=arial], والدعوة إلى الله -عز وجل- عمل, والعلم قبل القول والعمل؛ قال الله -عز وجل-: ([color=red]فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ[/color])[/font][/b][b][font=arial] (محمد:19)[/font][/b][b][font=arial], فبدأ بالعلم.[/font][/b][/size][/center]


[center][size=5][b][color=blue][font=arial]وقال معاذ:[/font][/color][/b][b][font=arial] "العلم أمام العمل والعمل تابعه", وهذا ظاهر؛ فإن القصد والعمل إن لم يكن بعلم كان جهلاً وضلالاً، واتباعًا للهوى.[/font][/b][/size][/center]


[center][size=5][b][font=arial]والدعوة[/font][/b][/size]
[b][size=5][font=arial]إلى الله -عز وجل- عبادة, ولابد للعبادة من العلم النافع, فلا يمكن للعبد[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]أن يصلي حتى يتعلم فقه الطهارة والصلاة, ولا يمكنه أن يحج قبل أن يتعلم[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]المناسك, وكذا من تصدر للدعوة قبل أن يتعلم فقه الدعوة, وقبل أن يعرف ما[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]يبثه من أحاديث وآثار هل هي من الصحيح الثابت عن النبي -صلى الله عليه[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]وسلم-, أو من الخرافات والموضوعات؟ وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ([color=red]مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ[/color]) [/font][/size][/b][size=5][b][font=arial](متفق عليه)[/font][/b][b][font=arial], ومن عبد الله بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح, والبصيرة تختلف من زمان إلى زمان, ومن مكان إلى مكان.[/font][/b][/size][/center]


[center][b][color=blue][font=arial][size=5]4- الرفق:[/size][/font][/color][/b][/center]


[center][size=5][b][font=arial]قال الله -عز وجل- لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: ([color=red]فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ[/color])[/font][/b][b][font=arial] (آل عمران:159)[/font][/b][b][font=arial], وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ([color=red]إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلاَّ زَانَهُ وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ شَانَهُ[/color]) [/font][/b][b][font=arial](رواه مسلم)[/font][/b][/size][b][font=arial][size=5], وقال -صلى الله عليه وسلم-: ([/size][size=5][color=red]إِنَّ[/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=red]اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=red]يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ وَمَا لاَ يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ[/color]) [/font][/size][/b][size=5][b][font=arial](رواه مسلم)[/font][/b][b][font=arial], وعن جرير قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ([color=red]مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرَمِ الْخَيْرَ[/color]) [/font][/b][b][font=arial](رواه مسلم)[/font][/b][b][font=arial].[/font][/b][/size][/center]


[center][b][color=blue][font=arial][size=5]قال الإمام أحمد -رحمه الله-:[/size][/font][/color][/b]
[b][font=arial][size=5]"يأمر بالرفق والخضوع, فإن أسمعوه ما يكره لا يغضب, فيكون كمن يريد أن[/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial]ينتصر لنفسه", وقال سفيان الثوري: "لا يأمر بالمعروف, ولا ينهى عن المنكر[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]إلا من كان فيه ثلاث خصال: رفيق بما يأمر, رفيق بما ينهى, عدل فيما يأمر,[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]عدل فيما ينهى, عالم بما يأمر, عالم بما ينهى".[/font][/size][/b][/center]


[center][b][color=blue][font=arial][size=5]5- سلامة القلب:[/size][/font][/color][/b][/center]


[center][b][font=arial][size=5]فالداعية[/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial]يحتاج أن يكون قلبه سليمًا من الشرك, سليمًا من الشبهات والشهوات, سليمًا[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]من الغش والحسد والبغضاء للمؤمنين, فإن قيل: كيف يصل الداعية إلى سلامة[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]القلب؟؟[/font][/size][/b][/center]


[center][b][font=arial][size=5]فالجواب:[/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial]بتعهد الداعية قلبه بالأغذية النافعة: كالذكر والدعاء والاستغفار، وقيام[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]الليل, والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-, وكذا حفظ القلب من سموم[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]المعاصي الضارة: كفضول الكلام, وفضول النظر, وفضول المخالطة, وفضول النوم,[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]وفضول الطعام.[/font][/size][/b][/center]


[center][size=5][b][color=blue][font=arial]6- أن يجتهد الداعية في العمل بما يدعو إليه:[/font][/color][/b][/size][/center]


[center][b][color=blue][font=arial][size=5]قال رجل لابن عباس -رضي الله عنهما-:[/size][/font][/color][/b]
[b][font=arial][size=5]"أريد أن آمر بالمعروف, وأنهى عن المنكر, فقال له ابن عباس -رضي الله[/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial]عنهما-: "إذا لم تخشَ أن تفضحك هذه الآيات الثلاث فافعل, وإلا فابدأ[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial]بنفسك, ثم تلا: ([color=red]أتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ[/color]) [/font][/size][/b][size=5][b][font=arial](البقرة:44)[/font][/b][b][font=arial], وقوله -تعالى-: ([color=red]لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ. كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ[/color]) [/font][/b][b][font=arial](الصف:2-3)[/font][/b][b][font=arial], وقوله حكاية عن شعيب -عليه السلام-: ([color=red]وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ[/color]) [/font][/b][b][font=arial](هود:88)[/font][/b][b][font=arial]". [/font][/b][/size][/center]


[center][b][color=blue][font=arial][size=5]قال النخعي -رحمه الله-:[/size][/font][/color][/b][b][font=arial][size=5] "كانوا يكرهون القصص لهذه الآيات الثلاث", وعن أسامة بن زيد -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ([/size][size=5][color=red]يُجَاءُ[/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=red]بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ فَتَنْدَلِقُ[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=red]أَقْتَابُهُ فِي النَّارِ، فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِرَحَاهُ[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=red]فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ، فَيَقُولُونَ أَيْ فُلاَنُ: مَا[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=red]شَأْنُكَ أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَى عَنِ[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=red]الْمُنْكَرِ؟ قَالَ: كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلاَ آتِيهِ،[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=red]وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ[/color]) [/font][/size][/b][size=5][b][font=arial](متفق عليه)[/font][/b][b][font=arial].[/font][/b][/size][/center]


[center][size=5][b][color=blue][font=arial]7- الصبر والحلم والمداراة:[/font][/color][/b][/size][/center]


[center][b][font=arial][size=5]قال الله –تعالى-: ([/size][size=5][color=red]يَا[/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=red]أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنْذِرْ. وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ.[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=red]وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ. وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ. وَلا تَمْنُنْ[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=red]تَسْتَكْثِر. وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ[/color]) [/font][/size][/b][size=5][b][font=arial](المدثر:1-7)[/font][/b][b][font=arial], فابتدأ آيات الإرسال إلى الخلق بالأمر بالنذارة, وختمها بالأمر بالصبر, وقال -عز وجل- حاكيًا عن لقمان أنه قال لابنه: ([color=red]وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور[/color]ِ) [/font][/b][b][font=arial](لقمان:17)[/font][/b][/size][b][font=arial][size=5], وقال -عز وجل-: ([/size][size=5][color=red]وَالْعَصْرِ.[/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=arial][color=red]إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ. إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=arial][color=red]الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ[/color]) [/font][/size][/b][size=5][b][font=arial](العصر:1-3)[/font][/b][b][font=arial], فقدم -عز وجل- التواصي بالحق على التواصي بالصبر؛ لأن التواصي بالحق يحتاج إلى صبر.[/font][/b][/size][/center]


[center][b][font=arial][size=5]اللهم أعز الإسلام والمسلمين, وأذل الكفر والكافرين, وأعلِ راية الحق والدين.[/size][/font][/b][/center]

أم الزبير محمد الحسين 01-25-2010 02:09 AM

جزاكم الله خيراً


الساعة الآن 08:12 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.