سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ( 11 ) : الشيخ زيد البحري
 

[SIZE=6][COLOR=#646464][FONT=Tahoma] [CENTER][CENTER][FONT=PT Bold Heading]سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ( 11 )[/FONT][/CENTER][/CENTER]
[CENTER][CENTER][FONT=PT Bold Heading]فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري[/FONT][/CENTER][/CENTER]
[CENTER][CENTER][URL="http://www.albahre.com/"][FONT=Times New Roman]www.albahre.com[/FONT][/URL][/CENTER][/CENTER]
[FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=PT Bold Heading]أما بعد ، فيا عباد الله :[/FONT]
[B][U][FONT=Times New Roman]مازال الحديث يتواصل عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم[/FONT][/U][/B]
[FONT=Times New Roman]وكان الحديث قد حطّ رحاله بنا في الجمعة الماضية عند [/FONT][FONT=PT Bold Heading]غزوة بني المصطلق .[/FONT]
[FONT=Times New Roman]وقلنا في تلك الغزوة حصلت أمور عظام من المنافقين ، ومن بين هذه الأمور مما أسلفنا ذكره أنهم أمروا أن تُكفَّ النفقة عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى ينفض الناس من حوله .[/FONT]
[FONT=PT Bold Heading]هذه الغزوة[/FONT][FONT=Times New Roman] – عباد الله – [/FONT][FONT=PT Bold Heading]كما أسلفت وقعت في السنة الخامسة من الهجرة في شهر شوال .[/FONT]
[FONT=Times New Roman]وكان سببها – كما ذكرت – من أن الحارث بن ضرار وهو سيدهم جمَّع جموعا لقتال النبي صلى الله عليه وسلم .[/FONT]
[FONT=Times New Roman]فخرج عليه الصلاة والسلام خرج .[/FONT]
[FONT=Times New Roman]وغزواته عليه الصلاة والسلام ليست حبا للقتال ، وليست حبا لزهق الأرواح أو لإراقة الدماء كلا ، كما يزعمه البعض .[/FONT]
[FONT=Times New Roman]بل إن هذا الجهاد الذي يقوم به النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو من اجل أن يزيح تلك العقبات التي يضعها صناديد المشركين أمام الناس في الدخول إلى الإسلام .[/FONT]
[FONT=Times New Roman][B][U]وذلك لأن الإسلام لا يكره أحدا في الدخول فيه ، إذ قال الله عز وجل[/U][/B] : [/FONT][FONT=Monotype Koufi]((لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ))[/FONT][FONT=Times New Roman] [/FONT][FONT=PT Bold Heading]ـــــــــــــــــ لم ؟[/FONT]
[FONT=Times New Roman]لأن هذا الدين الإسلامي له قوة عجيبة تنفذ في القلوب حتى يؤثر فيها ، وإلا لو كان المغزى من هذا القتال هي السيطرة والهيمنة أو حب قتل النفوس لما أقر الإسلام من رغب أن يبقى على دينه مع دفع الجزية لما أقره الإسلام على ذلك .[/FONT]
[FONT=Times New Roman][B][U]ولذا النبي صلى الله عليه وسلم – كما في صحيح مسلم من حديث بريدة رضي الله عنه[/U][/B] - [/FONT][FONT=Mudir MT](( كان عليه الصلاة والسلام إذا أمَّر أميرا على جيش أو سرية أوصاه بمن معه بتقوى الله عز وجل ))[/FONT]
[FONT=Times New Roman][B][U]وكان يقول :[/U][/B] [/FONT][FONT=Mudir MT](( اغزوا[/FONT][FONT=Times New Roman] [/FONT][FONT=Mudir MT]في سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله ،اغز ولا تغلوا ، ولا تغدروا ، ولا تمثلوا )) [/FONT]
[FONT=Times New Roman][B][U]إلى أن قال :[/U][/B] [/FONT][FONT=Mudir MT]((فإذا لقيت عدوك فادعهم إلى ثلاث خلال : أولا ادعهم إلى الإسلام فإن أبوا فليدفعوا الجزية فإن أبوا فاستعن بالله على قتالهم ))[/FONT]
[FONT=Times New Roman]إذاً ذهب النبي صلى الله عليه وسلم ، وهيَّأ أصحابه ، وكان من عادته عليه الصلاة والسلام في هذه الأسفار أن يقرع بين نسائه ، فمن خرج سهمها خرجت معه .[/FONT]
[FONT=Times New Roman][B]قالت عائشة رضي الله عنها فطار سهمي[/B] ( يعني خرج سهمي )[/FONT]
[FONT=Times New Roman]فخرجت رضي الله عنها مع النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة بعد ما نزلت آية الحجاب .[/FONT]
[FONT=Times New Roman][B][U]آية الحجاب كما قال ابن حجر[/U][/B]: [/FONT][FONT=Mudir MT]" الصحيح المعتمد أنها نزلت في السنة الرابعة من الهجرة "[/FONT]
[B][FONT=Times New Roman]فأسند النبي صلى الله عليه وسلم مهمة تبريك جمل عائشة لبعض الصحابة ، وجُعل لها على بعيرها جُعل لها هودج ( وهو مثل البناء الصغير الذي يُوضع على متن البعير ممن أجل أن تستتر به )[/FONT][/B]
[B][FONT=Times New Roman]فسار عليه الصلاة والسلام فأتى إليهم ، ولم يلق قتالا ، فأخذ أموالهم وسبى نساءهم .[/FONT][/B]
[FONT=Times New Roman][B][U]ومن بين هؤلاء النساء اللواتي سبين ، منهن[/U][/B] [/FONT][FONT=PT Bold Heading]" بنت الحارث وهي جويرية "[/FONT]
[FONT=Times New Roman]وقعت في سهم [B]قيس بن ثابت[/B] فكاتبها .[/FONT]
[FONT=PT Bold Heading]لكن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يزيح عنها الألم ـــــــــ لم ؟[/FONT]
[B][FONT=Times New Roman]لأنها بنت سيد بني المصطلق .[/FONT][/B]
[FONT=Times New Roman]فأراد أن يزيح الألم الذي بها ، فأدى النبي صلى الله عليه وسلم ما عليها وأعتقها وتزوجها عليه الصلاة والسلام .[/FONT]
[B][U][FONT=Times New Roman]قالت عائشة رضي الله عنها [/FONT][/U][/B][B][U][FONT=Mudir MT]:[/FONT][/U][/B][FONT=Mudir MT] " فأُعتق مئة أهل بيت من بني المصطلق ، إذ قالوا : أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم فلنعتقهم "[/FONT]
[FONT=Times New Roman][B][U]قالت عائشة رضي الله عنها :[/U][/B] [/FONT][FONT=Mudir MT]" فما أعلم امرأة أعظم بركة منها على قومها "[/FONT]
[FONT=PT Bold Heading]الشاهد من هذا :[/FONT]
[FONT=Times New Roman]أن الغزوة انتهت ، وعاد الجيش ، ومن بينهم : [B][U]المنافقون .[/U][/B][/FONT]
[FONT=Times New Roman]فكان الجيش كلما مضى مسافة استراح ، وفي مستراحه في أحد الأماكن نزلت عائشة رضي الله عنها لتقضي حاجتها ، فذهبت فقضت حاجتها ، فلما رجعت إذا بها رضي الله عنها تفقد لها عقدا من جزع أظفار.[/FONT]
[B][U][FONT=Times New Roman]فترددت وتحيرت :[/FONT][/U][/B]
[FONT=Mudir MT]هل تركته عند بعيرها ؟[/FONT]
[FONT=Mudir MT]أم تركته عند قضاء حاجتها ؟[/FONT]
[FONT=Times New Roman]فجعلت نفسها في حيرة من أمرها .[/FONT]
[FONT=Times New Roman]فاستقر بها الأمر إلى أن تعود رضي الله عنها ، فعادت ، وبعد بحث طويل وجدته.[/FONT]
[FONT=Times New Roman]ولكن عائشة رضي الله عنها لما رجعت ، وكانت تظن أنها ستجد الجيش، إذا بها تجد أن الجيش قد رحل ، وسار.[/FONT]
[FONT=Times New Roman][B][U]والعجب[/U][/B] أن من كان قائما على بعيرها لم يسترب في وجودها من عدمه ؛ وذلك لأن النساء في ذلك الوقت كُنَّ خفيفات .[/FONT]
[FONT=Times New Roman][B][U]يقول ابن حجر رحمه الله في تفسير ما قيل[/U][/B] [/FONT][FONT=Mudir MT]" إنهن يأكلن العُلقة من الطعام [/FONT][FONT=Times New Roman]( يعني الجزء اليسير من الطعام ) " [/FONT]
[FONT=Times New Roman]وأضف إلى ذلك أن عائشة رضي الله عنها كانت مع خفتها لأن النبي عليه الصلاة والسلام في إحدى غزواته- كما جاء في سنن أبي داود [B][U]– قالت [/U]" سابقني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبقته ، فلما حملت اللحم وبدنت[/B] ( تعني في سفرة أخرى ) [B]سابقته فسبقني ، فقال عليه الصلاة والسلام :[/B] [/FONT][FONT=Mudir MT](( هذه بتلك )) .[/FONT]
[FONT=Times New Roman]مع خفة وزنها كانت صغيرة رضي الله عنها
لأنه جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت ست أو سبع سنين وبنى بها ( يعني دخل بها ) وهي بنت تسع سنين .[/FONT]
[FONT=Times New Roman]فلما رجعت ، [B][U]والعجب يقول ابن حجر رحمه الله :[/U][/B] [/FONT][FONT=Mudir MT]" أن من كان قائما على هودجها كان في قمة الأدب إذ لم ينقب عن هودجها ، وهذا يدل على أنهم كانوا أمناء "[/FONT]
[FONT=Times New Roman][B]فعادت رضي الله عنها وإذا بها ترى أن الأمر على خلاف ما أرادت ، فظلت في تلك الصحراء القاحلة ، نظرت يمنة[/B] [B]ويسرة تنظر[/B] : [/FONT][FONT=Mudir MT]هل هناك من أحد ؟[/FONT]
[FONT=Times New Roman]استطلعت المكان فلم تجد أحدا[/FONT]
[FONT=PT Bold Heading]وهو موقف رهيب عجيب ـــــــــــــ لم ؟[/FONT]
[FONT=Times New Roman]لأنها رضي الله عنها في صحراء قاحلة ، أضف إلى ذلك أنها امرأة ، وهي ضعيفة ، وأضف إلى ضعفها وضعف أنوثتها أنها مازالت حديثة السن .[/FONT]
[FONT=Times New Roman]فعادت رضي الله عنها إلى موضع بعيرها لعل النبي صلى الله عليه وسلم أن يخبره الوحي بحقيقة أمرها ، أو لعله أن يتساءل أو يسأل عنها ، لاسيما وأنه قائد الجيش .[/FONT]
[B][U][FONT=Times New Roman]فذهبت إلى مكانها فألقى الله عز وجل عليها النوم :[/FONT][/U][/B]
[FONT=PT Bold Heading]يقول ابن حجر رحمه الله في الفتح يقول [/FONT][FONT=Mudir MT]: " لقد لطف الله بها عز وجل فألقى عليها النوم في تلك الصحراء القاحلة ، وهذا من تأنيس الله عز وجل لها "[/FONT]
[FONT=Times New Roman]فقامت رضي الله عنها فغطَّت وجهها بجلبابها ، فنامت رضي الله عنها .[/FONT]
[FONT=Times New Roman]وفي سكرات النوم إذا بالجلباب ينحسر عن وجهها ، فنامت رضي الله عنها ، وقد تركت أحب الناس إليها ، بل هي حبيبته عليه الصلاة والسلام.[/FONT]
[FONT=PT Bold Heading]في الصحيحين :[/FONT]
[FONT=Times New Roman][B][U]عمرو بن العاص لما سأل النبي عليه الصلاة والسلام[/U][/B] : [/FONT][FONT=Mudir MT]" من أحب الناس إليك ؟" [/FONT]
[B][U][FONT=Times New Roman]قال عليه الصلاة والسلام [/FONT][/U][/B][B][U][FONT=Mudir MT]:[/FONT][/U][/B][FONT=Mudir MT] عائشة[/FONT][FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]كانت رضي الله عنها تحب الموت ولا تفقد رسول الله صلى الله عليه وسلم [/FONT]
[FONT=Times New Roman]ففي أحد أسفاره –كما جاء في صحيح مسلم – خرجت القرعة عليها وعلى حفصة .[/FONT]
[B][FONT=Times New Roman]فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاء في الليل يأتي إلى جمل عائشة ، وكانت يتحدث معها في الليل ، فقالت حفصة ذات يوم : [/FONT][/B][FONT=Mudir MT]" يا عائشة ألا تركبين الليلة بعيري وأركب بعيرك " فوافقت عائشة رضي الله عنها على ذلك.[/FONT]
[FONT=Mudir MT]فلما جاء الليل وأرادت عائشة أن يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما لم يأتِ حزنت حزنا شديدا ، وذلك من غيرتها فوضعت رضي الله عنها رجلها في الإذخر وهو عشب ، فقالت : يا ربي سلطْ عليّ عقربا أو حية تلدغني لأنها في ظنها فرطت في النبي صلى الله[/FONT][FONT=Times New Roman] [/FONT][FONT=Mudir MT]عليها وسلم.[/FONT]
[FONT=PT Bold Heading]الشاهد من هذا : [/FONT]
[FONT=Times New Roman][B][U]أنها لما نامت وانحسر الجلباب عن وجهها يقول ابن حجر رحمه الله [/U][/B][U]:[/U] [/FONT][FONT=Mudir MT]" هذا من شؤم الحرص على المال ، يقول : " الحرص على المال له شؤم "[/FONT][FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]وذلك لأنها لو لم تطل في البحث عن هذا العقد لما افتقدت الجيش "[/FONT]
[FONT=PT Bold Heading]وقال رحمه الله :[/FONT][FONT=Times New Roman] " حالها كحال ذلكم الرجلين – كما جاء في الصحيحين – لما تلاحا وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليعلم أصحابه بعلامة ليلة القدر فتلاحا حتى ارتفعت أصواتهما ، [B][U]فقال عليه الصلاة والسلام :[/U][/B] [/FONT][FONT=Mudir MT](( لقد رُفعت ))[/FONT][FONT=Times New Roman] بسبب غضب وتخاصم هذين الرجلين .[/FONT]
[FONT=Times New Roman]فباتت رضي الله عنها نائمة في ذلك المكان ، وإذا بصوت يفجؤها ، ويوقظها من نومها .[/FONT]
[FONT=Times New Roman][B]هذا الصوت يقول :[/B] [/FONT][FONT=Mudir MT]" إنا لله وإنا إليه راجعون "[/FONT]
[FONT=Times New Roman]فقامت رضي الله عنها من دوي الصوت ، فبادرت لجلبابها فغطت به وجهها .[/FONT]
[FONT=Times New Roman]لقد صدر هذا الصوت من رجل كان قد رآها قبل أن تنزل آية الحجاب ، فاستعظم هذا الأمر واسترجع ،[B][U] وقال :[/U][/B] [/FONT][FONT=Mudir MT]" إنا لله وإنا إليه راجعون "[/FONT]
[FONT=PT Bold Heading]هذا الرجل هو:[/FONT][FONT=Times New Roman] [/FONT][FONT=Mudir MT]" صفوان بن معطل السلمي الذكواني "[/FONT]
[FONT=PT Bold Heading]قال ابن حجر رحمه الله :[/FONT][FONT=Times New Roman] [B]" إن سبب تأخر صفوان لغلبة النوم عليه[/B] (- كان ثقيل النوم رضي الله عنه – كما جاء في شكوى زوجته للنبي صلى الله عليه وسلم – كما في سنن أبي داود – إذ اشتكت من ثقل نومه رضي الله عنه )[/FONT]
[FONT=Times New Roman][B][U]فتقول عائشة رضي الله عنها[/U][/B] : [/FONT][FONT=Mudir MT]" والله ما صدرت منه إلا كلمة الاسترجاع " وما خرجت منه كلمة بعد ذلك "[/FONT]
[FONT=Times New Roman][B][U]قالت رضي الله عنها :[/U][/B] [/FONT][FONT=Mudir MT]" فوالله ما كلمني كلمة إلا أنه استرجع ، ولم يعد إلى ذلك "[/FONT]
[FONT=PT Bold Heading]وهذه قضية تستوجب الاسترجاع ــــــــــ لم ؟[/FONT]
[FONT=Times New Roman]لأنها حالة لم تُعهد في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ، أضف إلى ذلك أنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأي زوجة ؟! إنها عائشة رضي الله عنها بنت الصديق ، وأحب النساء إلى النبي عليه الصلاة والسلام .[/FONT]
[FONT=Times New Roman][B][U]الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم عنها – كما في الصحيحين -[/U][/B] : [/FONT][FONT=PT Bold Heading](( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ))[/FONT]
[FONT=Times New Roman]فما كان منه رضي الله عنه إلا أن تقدم فأناخ بعيره لتركب رضي الله عنها 0[/FONT]
[FONT=Times New Roman]فلما ركبت سار رضي الله عنه ، مشى على قدميه من أجل أن يرد لأهل الفضل فضلهم .[/FONT]
[FONT=Times New Roman]تجشم المصائب والمتاعب فمشى على قدميه من أجل أن ترتاح زوجة النبي صلى الله عليه وسلم .[/FONT]
[FONT=Times New Roman]بل إنه رضي الله عنه من كمال أدبه ما مشى خلفها إنما مشى أمامها ، وهذه آية في الأدب منه رضي الله عنه .[/FONT]
[FONT=Times New Roman]وحقيقة أن الأدب إنما تظهره المواقف .[/FONT]
[FONT=Times New Roman][B]فساروا حتى أدركوا الجيش في نحر الظهيرة[/B] .[/FONT]
[FONT=Times New Roman]فعادت رضي الله عنها محاطة برعاية الله عز وجل دون أن يحصل لها أذى، فلما وصلت جلست في بيتها .[/FONT]
[FONT=Times New Roman]ولعله من آثار الرعب والخوف والتعب حصل لها هذا المرض :[/FONT]
[B][FONT=Times New Roman]حصل لها مرض حبسها في بيتها ، وهي لا تعلم ماذا يجري في أوساط المدينة .[/FONT][/B]
[B][FONT=Times New Roman]وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل عليها ، فكان يسلم ويسأل ثم ينصرف[/FONT][/B]
[B][U][FONT=Times New Roman]وهي رضي الله عنها استرابت من هذا الأمر ــــــــــ لم ؟[/FONT][/U][/B]
[FONT=PT Bold Heading]لأن هذا شيء لم تعهده منه عليه الصلاة والسلام [/FONT]
[FONT=Mudir MT]سلام ـــــــــــــ ثم سؤال ـــــــــــــــــــــ ثم انصراف ، وكفى! [/FONT]
[FONT=Mudir MT]إن في الأمر أمرا [/FONT]
[FONT=Mudir MT]أين تلك الدعابة التي كان يلاطفها بها النبي عليه الصلاة والسلام ؟[/FONT]
[FONT=Mudir MT]أين تلك البسمة ؟[/FONT]
[FONT=Mudir MT]أين تلك المحادثة ؟[/FONT]
[FONT=Times New Roman]افتقدت هذا الشيء[/FONT]
[FONT=Times New Roman]فمضى أمرها على هذه الحال شهرا كاملا ، وكأن عافيتها بدأت تعود إليها .[/FONT]
[FONT=Mudir MT]وفي ذات ليلة أحبت أن تقضي حاجتها ، فطلبت من أم[/FONT][FONT=Times New Roman] [/FONT][FONT=Mudir MT]مسطح ، وهي بنت أم مِسْطَح[/FONT][FONT=Times New Roman]( بكسر الميم وفتح الطاء ) [/FONT][FONT=Mudir MT]هي بنت خالة أبي بكر رضي الله عنه طلبت منها أن تذهب معها إلى مكان [/FONT][FONT=PT Simple Bold Ruled]يسمى[/FONT][FONT=Times New Roman] بـ [/FONT][FONT=PT Bold Heading]" المناصح "[/FONT][FONT=Times New Roman] خارج المدينة ، وكان هذا المكان يقضي فيه أهل المدينة حاجاتهم قبل أن يتخذوا الكنف – كما قال النووي رحمه الله – على خلاف العجم إذ لم يتخذوا الكنف في بيوتهم قبل ذلك .[/FONT]
[FONT=Mudir MT]وكان النساء لا يخرجن إلا بالليل ، فخرجت رضي الله عنها وأرادت ألا تقع في الخطأ الذي وقعت فيه في أول أمرها لما ذهبت مع الجيش ذهبت لوحدها ، فأخرجت معها أم مسطح ، وهذا مصداق حديث النبي صلى الله عليه[/FONT][FONT=Times New Roman] [/FONT][FONT=Mudir MT]وسلم[/FONT][FONT=Times New Roman] – كما جاء في الصحيحين - : [/FONT][FONT=Mudir MT](( لا يُلدَغ المؤمن من جحر مرتين ))[/FONT]
[FONT=Times New Roman]فخرجت رضي الله عنها مع أم مسطح ، فعثرت أم مسطح ، ومسطح هو ابن لها واسمه : [B][U]" عوف "،[/U][/B] ومسطح لقبه ، فعثرت ، فقالت : [B][U]" تعس مسطح "[/U][/B] [/FONT]
[FONT=PT Bold Heading]فقالت عائشة رضي الله عنها[/FONT][FONT=Times New Roman] : [/FONT][FONT=Mudir MT]" أتسبين ابنك ؟ "[/FONT][FONT=Times New Roman] [/FONT][FONT=Mudir MT]فمضت ، فعثرت الثانية ، فقالت أم مسطح : " تعس مسطح " ثم عثرت الثالثة فقالت مقولتها تلك فكأن الغضب ساور قلب عائشة رضي الله عنها ، فقالت : " أتسبين رجلا شهد بدرا ؟ "[/FONT]
[FONT=Mudir MT]فقالت : " والله ما أسبه إلا فيكِ ، أو ما علمتِ ماذا قال ؟ [/FONT]
[FONT=Mudir MT]فقالت رضي الله عنها : " وماذا قال ؟ [/FONT][FONT=Times New Roman]" [/FONT]
[FONT=Mudir MT]فأخبرتها أم مسطح بأمر جلل ما كان يخطر في قلب عائشة وفي نفس عائشة أن يُتحدث بمثل هذا الحديث .[/FONT]
[FONT=Mudir MT]أتدرون ما هو هذا الحديث الذي جرى عقيب غزوة بني المصطلق ؟[/FONT]
[FONT=Mudir MT]جرى من المنافقين ، عبد الله بن أُبي - وهذا هو الأمر الجلل الذي توقفت عنده في الجمعة الماضية - لما رآها قادمة مع صفوا في نحر الظهيرة قال كلمة [/FONT]
[FONT=Mudir MT]ماذا قال ؟[/FONT]
[FONT=Mudir MT]قال : " ما برئت عائشة من صفوان ولا برئ منها "[/FONT]
[FONT=Mudir MT]فأراد أن يتخذ طريقا للقدح والنيل من عرض النبي صلى الله عليه وسلم [/FONT]
[FONT=Mudir MT]" ما برئت عائشة من صفوان ولا برئ منها "[/FONT]
[FONT=PT Bold Heading]فقال ابن القيم[/FONT][FONT=Times New Roman] رحمه الله مقولة عجيبة لطيفة حول هذا الموقف الذي صدر من عبد الله بن أبي بن سلول ، لعلنا نتحدث عن هذا الحديث من ابن القيم رحمه الله في الجمعة القادمة بإذن الله تعالى .[/FONT]
[FONT=Times New Roman]أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه إن ربي كان توابا رحيما .[/FONT]
[CENTER][CENTER][FONT=PT Bold Heading] [/FONT][/CENTER][/CENTER]
[CENTER][CENTER][FONT=PT Bold Heading]الخطبة الثانية[/FONT][/CENTER][/CENTER]
[FONT=PT Bold Heading] [/FONT]
[FONT=PT Bold Heading]أما بعد ، فيا عباد الله :[/FONT]
[FONT=Times New Roman][B][U]النبي صلى الله عليه وسلم [/U][/B]– كما قال في صحيح البخاري – [B][U]قال :[/U][/B] [/FONT][FONT=Monotype Koufi](( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ))[/FONT]
[FONT=Times New Roman]وضع تحت كلمة [/FONT][FONT=PT Bold Heading]"[U] الفراغ[/U] "[/FONT][FONT=Times New Roman] أكثر من خط [/FONT]
[FONT=PT Bold Heading]وقال عليه الصلاة والسلام[/FONT][FONT=Times New Roman] – كما في المسند – [/FONT][FONT=Mudir MT](( اغتنم خمسا قبل خمس ............ ))[/FONT][FONT=Times New Roman] ذكر منها عليه الصلاة والسلام : [/FONT][FONT=Mudir MT](( فراغك قبل شغلك ))[/FONT][FONT=Times New Roman] [/FONT]
[FONT=Times New Roman]حقيقة أيها الأحبة حقيقة أن هذه الإجازة الصيفية أكاد أن [B][U]أقول :[/U][/B] " أصبحت وبالا على المسلمين ، ولا سيما في مجتمعنا "[/FONT]
[FONT=Mudir MT]فراغ ثم فراغ ثم فراغ [/FONT]
[FONT=Mudir MT]ماذا يتخلل هذا الفراغ ؟[/FONT]
[FONT=Mudir MT]وماذا يسبقه ؟[/FONT]
[FONT=Mudir MT]وماذا يعقبه ؟[/FONT]
[FONT=Mudir MT]تسبقه أمور [/FONT]
[FONT=Mudir MT]ويتخلله أمور [/FONT]
[FONT=Times New Roman]وتعقبه أمور لا ترضي الله عز وجل [/FONT]
[FONT=PT Bold Heading]إليكم أوجه من المفاسد التي تحصل في هذه الإجازة [/FONT]
[FONT=Times New Roman]وهذه مسؤولية يتحملها كل أب ، وكل ولي أمر على أسرة من عم من أخ يتحملها ، من منطلق [B][U]قول الله عز وجل[/U][/B] : [/FONT][FONT=Monotype Koufi]((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً))[/FONT]
[FONT=Times New Roman](([/FONT][FONT=Monotype Koufi]قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً[/FONT][FONT=Times New Roman]))[/FONT]
[FONT=Mudir MT](( كلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته ))[/FONT]
[FONT=Times New Roman]في هذه الإجازة حقيقة ، وفي الإجازات السابقة لكنها تتفشى في كل عام أكثر مما سبق : [/FONT][FONT=PT Bold Heading]" قضية السهر "[/FONT][FONT=Times New Roman] عند الشباب : [B][U]سواء من الذكور أو من الإناث :[/U][/B][/FONT]
[B][FONT=Times New Roman]أما بالنسبة إلى الذكور فهذا شيء مشاهد نراهم يسهرون إما أن يسهر البعض إلى قبيل الفجر وتضيع صلاة الفجر، وإما "أن يسهر ما بعد صلاة الفجر ، وهذا شيء مشاهد ويمارسون الكرة الطائرة أو القدم إلى الساعة الثامنة أو إلى الساعة التاسعة صباحا ثم يأتي وينام ، تُركت صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، ثم يستيقظ بعد صلاة العشاء ، وهذا ديدنه في اليوم .[/FONT][/B]
[FONT=Mudir MT]أين الصلوات ؟[/FONT]
[FONT=Mudir MT]أين الخير ؟[/FONT]
[FONT=Mudir MT]هذه هي الحياة ؟! [/FONT]
[FONT=Mudir MT]كيف يرضى الأب أن يكون ابنه في هذه الصورة ؟[/FONT]
[FONT=Mudir MT]كيف يرضى أن ينام أبناؤه في بيته ، ويأكلون من رزقه الذي سهله الله عز وجل له وهو ساكت عن هذا الأمر ؟! [/FONT]
[FONT=Times New Roman]أنا أدرك أن التربية في هذا العصر شاقة، وفيها عناء وتعب ، لا أغمض عيني عن مشقة التربية في هذا العصر [/FONT]
[FONT=Times New Roman]ولكن لابد أن يكون لولي الأمر موقف تجاه هذه الأمور .[/FONT]
[FONT=PT Bold Heading]يعني هذه أشبه ما تكون بحياة البهائم ، بل إن حياة البهائم أفضل :[/FONT]
[FONT=Mudir MT]أكل [/FONT]
[FONT=Mudir MT]ونوم [/FONT]
[FONT=Mudir MT]وشرب[/FONT]
[FONT=Mudir MT]ولعب [/FONT]
[FONT=Mudir MT]وترك للصلاة[/FONT]
[FONT=Mudir MT]وترك للواجبات [/FONT]
[FONT=Mudir MT]وفعل للمحرمات[/FONT]
[FONT=Mudir MT]هذه من المصائب [/FONT]
[FONT=Times New Roman]أضف إلى ذلك أن البنات في البيوت يسهرن بهذه الطريقة وقد يسهرن على مواقع الانترنت ، وما يشوبها من الشوائب ، وما يحصل فيها من العلاقات التي لا ترضي الله عز وجل .[/FONT]
[FONT=Times New Roman]وهكذا دواليك [/FONT]
[FONT=Times New Roman]وأنت المسؤول أمام رب العالمين ، أمام ما يجري [/FONT]
[FONT=Times New Roman]قد لا تُطاع في أول الأمر ، ولكن مع التنبيه والتوجيه ، ومع الحزم في بعض الأحيان قد تتغير الأمور .[/FONT]
[FONT=Times New Roman]هذا وجه من أوجه الفساد .[/FONT]
[FONT=PT Bold Heading]إليكم وجها آخر :[/FONT]
[B][U][FONT=Times New Roman]وهذا مما يندى له الجبين :[/FONT][/U][/B]
[FONT=Mudir MT]النساء الآن في هذا الوقت ، ولا أُعمم ، لكن الظاهرة بدأت تتفشى وتظهر – يلبسن ما يسمى بالشورت إلى أنصاف الساقين ، ويلبسن البنطلون [/FONT]
[FONT=Mudir MT]يعني هذا تمهيد إلى أن تنزع المرأة هذا البنطال حتى يخرج منها أنصاف فخذيها .[/FONT]
[FONT=Mudir MT]وإذا بها تُظْهِر ظهرها والجزء الأعلى من بطنها ، وتظهر ثدييها ثم تخرج .[/FONT]
[FONT=Mudir MT]ليس هذا في البيت بل إنها تخرج إلى المناسبات : مناسبة الزواج أو المناسبات العائلية .[/FONT]
[FONT=Mudir MT]يعني على أقل الأحوال لو أن الزوج اخذ زوجته أو أخذ الأب بناته في هذه الصورة ثم حصل حادث في طريقه فتمزقت عباءة إحداهن ، واجتمع الناس : كيف يكون الحال؟[/FONT]
[B][FONT=Times New Roman]هذه من المصائب [/FONT][/B]
[FONT=PT Bold Heading]الوجه الآخر وهي من أعظم المصائب :[/FONT]
[FONT=Mudir MT]أن بعض النساء يُرين قبيل الفجر يخرجن من قصور الأفراح مع من ؟[/FONT]
[FONT=Times New Roman]مع السائق ، ومع سائق الأجرة ، وقد تكون المرأة وحدها ، وفي هذا الوقت من الليل .[/FONT]
[B][U][FONT=Times New Roman]فاتقوا الله – عباد الله - :[/FONT][/U][/B]
[FONT=Times New Roman]أنتم في نعمة ، أنتم في خير[/FONT]
[FONT=Times New Roman]الله عز وجل يمهل ولا يهمل [/FONT]
[FONT=Mudir MT](( إن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ))[/FONT]
[FONT=Monotype Koufi]{وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ }[/FONT]
[FONT=PT Bold Heading]اتقوا الله - عباد الله :[/FONT]
[FONT=Times New Roman]لأن المجتمع حقيقة في هوة يتدحدر يعني ينحدر انحدارا عجيبا [/FONT]
[FONT=Times New Roman]وهذه مسئولية كل أب [/FONT]
[FONT=Times New Roman][B]لا يقل أحد[/B] : والله لا أستطيع[/FONT]
[FONT=Mudir MT]أين القوامة التي ملكك الله عز وجل إياها ؟[/FONT]
[FONT=Times New Roman][B]أنت قادر بإذن الله ، لكن البعض من الناس يقول :[/B] [/FONT][FONT=Mudir MT]" أنا مالي ! أحافظ على صحتي ، أخشى أن تأتيني الأمراض [/FONT][FONT=Times New Roman]"[/FONT]
[FONT=Times New Roman]ليس بصحيح .[/FONT]
[FONT=Times New Roman][B][U]ومن قال لك إذا نبَّهت أو وجهت :[/U][/B] [/FONT][FONT=Mudir MT]" اغضب أو أحرق أعصابك "[/FONT]
[FONT=Times New Roman]ما يقال بمثل هذا [/FONT]
[FONT=Times New Roman]التوجيه يكون بالرفق ، ثم يكون بالحزم أيضا ، قد تمنع عن هؤلاء المال ، لك سلطة ، لك قوة ، وإلا أين الرجولة؟ أهي آلية الذكورية فقط ؟ [/FONT]
[FONT=Times New Roman]لا ، أنت رجل ، أنت مسلم .[/FONT]
[FONT=Times New Roman][B][U]وإني أقولها بكل اختصار[/U][/B] : [/FONT][FONT=Mudir MT]" إن الوضع الذي نعيش فيه ، والله لا يبشر بخير "[/FONT]
[FONT=Times New Roman]لا يقل أحد إني لدي نظرة تشاؤمية .[/FONT]
[FONT=PT Bold Heading]النبي عليه الصلاة والسلام يقول [/FONT][FONT=Times New Roman]–[/FONT][FONT=PT Bold Heading] كما في صحيح مسلم -[/FONT][FONT=Times New Roman] : [/FONT][FONT=Mudir MT](( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ))[/FONT]
[FONT=PT Bold Heading]وهذا كما قال النووي رحمه الله ، قال :[/FONT][FONT=Times New Roman] [/FONT][FONT=Mudir MT]" إذا كان يقول ذلك تباهيا بحاله ، وبديانته ، أما إذا قال ذلك تأسفا على حال المسلمين أمام حرمات الله عز وجل فإنه لا يدخل ضمن هذا الحديث "[/FONT]
[FONT=Times New Roman]فإن الوضع وضع مزري ، ونخشى أن تصيبنا قارعة من الله عز وجل من حيث لا نحتسب .[/FONT]
[FONT=Times New Roman][B][U]النبي عليه الصلاة والسلام حذر قال :[/U][/B] [/FONT][FONT=Mudir MT](( اتقوا الدنيا واتقوا النساء ))[/FONT]
[FONT=Times New Roman][B][U]قال :[/U][/B] [/FONT][FONT=Mudir MT](( ما تركت بعدي فتنة هي أشد ضررا على الرجال من النساء ))[/FONT]
[FONT=PT Bold Heading]فاتقوا الله [/FONT][FONT=Times New Roman]–[/FONT][FONT=PT Bold Heading] عباد الله [/FONT]
[B][FONT=Times New Roman]أسأل الله عز وجل أن يصلح أحوالنا ، وأن يصلح حال نسائنا وبناتنا ، وأبنائنا ، إنه ولي ذلك والقادر عليه.[/FONT][/B]
[/FONT][/COLOR][/SIZE]