منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   الملتقى الشرعي العام (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   الحـــيـــاء (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=47689)

أمّ مُصْعب الخير 08-30-2009 01:21 PM

الحـــيـــاء
 
[CENTER][FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif[/IMG]. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]إن للخير والشر معان كامنة في النفس تعرف بعلامات وسمات دالة كما قال الشاعر: [/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]لا تسأل المرء عن أخلاقه *** في وجهه شاهد من الخير[/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]فمن سمات الخير: الدعه والحياء والكرم ومن سمات الشر: القحة والبذاء واللؤم [/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]حياءك فاحفظه عليك وإنما *** يدل على فعل الكريم حياؤه[/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]إذن: فالحياء علامة تدل على ما في النفس من الخير وهو إمارة صادقة على طبيعة الإنسان فيكشف عن مقدار بيانه وأدبه. فعندما ترى إنساناً يشمئز ويتحرج عن فعل ما لا ينبغي فاعلم أن فيه خيراً وإيماناً بقدر مافيه من ترك للقبائح. [/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]ما هو الحياء وما حقيقته؟[/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]الحياء: خلق يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح، فهو من صفات النفس المحمودة التي تستلزم الأنصراف من القبائح وتركها وهو من أفضل صفات النفس وأجلها وهو من خلق الكرام وسمة أهل المرؤة والفضل. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]ومن الحكم التي قيلت في شأن الحياء: ( من كساه الحياء ثوبه لم يرى الناس عيبه ) وقال الشاعر: [/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]ورب قبيحة ما حال بيني *** وبين ركوبها إلا الحياء[/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]لذلك فعندما نرى إنساناً لا يكترث ولا يبالي فيما يبدر منه من مظهره أو قوله أو حركاته يكون سبب ذلك قلة حيائه وضعف إيمانه كما جاء في الحديث: [COLOR=#0000ff][B]{[/B] إذا لم تستح فافعل ما شئت [B]}[/B][/COLOR]. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]وقد قال الشاعر: [/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]إذا رزق الفتى وجهاً وقاحاً *** تقلب في الأمور كما يشاء[/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]فمالك في معاتبة الذي لا *** حياء لوجهه إلا العناء[/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]قال أبو حاتم: إن المرء إذا إشتد حياؤه صان ودفن مساوئه ونشر محاسنه. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]والحياء من الأخلاق الرفيعة التي أمر بها الإسلام وأقرها ورغب فيها. وقد جاء في الصحيحين قول النبي [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif[/IMG]: [COLOR=#0000ff][B]{[/B] الإيمان بضع وسبعون شعبه فأفضلها لا إله إلا اللّه وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان [B]}[/B][/COLOR]. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]وفي الحديث الذي رواه الحاكم وصححه على شرط الشيخين: [COLOR=#0000ff][B]{[/B] الحياء والإيمان قرنا جميعاً فإذا رفع أحدهما رفع الآخر [B]}[/B][/COLOR]. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]والسر في كون الحياء من الإيمان: لأن كل منهما داع إلى الخير مُقرب منه صارف عن الشر مُبعد عنه، فالإيمان يبعث المؤمن على فعل الطاعات وترك المعاصي والمنكرات. والحياء يمنع صاحبه من التفريط في حق الرب والتقصير في شكره. ويمنع صاحبه كذلك من فعل القبيح أو قوله اتقاء الذم والملامة. [/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]ورب قبيحة ما حال بيني *** وبين رركوبها إلا الحياء[/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]وقد قيل: ( الحياء نظام الإيمان فإذا انحل نظام الشيء تبدد ما فيه وتفرق ). [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]فالحياء ملازم للعبد المؤمن كالظل لصاحبه وكحرارة بدنه لأنه جزء من عقيدته وإيمانه ومن هنا كان الحياء خيراً ولا يأتي إلا بالخير، كما في الصحيحين عن النبي [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif[/IMG]: [COLOR=#0000ff][B]{[/B] الحياء لا يأتي إلا بخير [B]}[/B][/COLOR] وفي رواية مسلم: [COLOR=#0000ff][B]{[/B] الحياء خير كله [B]}[/B][/COLOR]. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]وفي الصحيحين أن النبي [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif[/IMG] مر على رجل يعظ أخاه في الحياء: أي يعاتبه فيه لأنه اضر به، فقال له الرسول [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif[/IMG]: [COLOR=#0000ff][B]{[/B] دعه فإن الحياء من الإيمان [B]}[/B][/COLOR] فقد أمر الرسول [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif[/IMG] ذلك الرجل أن يترك أخاه ويبقيه على حيائه ولو منع صاحبه من إستيفاء حقوقه. إذ ضياع حقوق المرء خير له من أن يفقد حيائه الذي هو من إيمانه وميزة إنسانيته وخيريته. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]ورحم الله امرأة كانت فقدت طفلها فوقفت على قوم تسألهم عن طفلها فقال أحدهم: تسأل عن ولدها وهي تغطي وجهها. فسمعته فقال: ( لأن أرزأ في ولدي خير من أن أرزأ في حيائي أيهل الرجل ). سبحان الله.. أين هذه المرأة من نساء اليوم تخرج المرأة كاشفة وجهها مبدية زينتها لا تستحي من الله ولا من الناس أضاعت ولدها فعند الله لها العوض والأجر أما المرأة التي حياءها وإيمانها فما أعظم الخسارة وما أسوأ العاقبة. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]وصدق الشاعر حين قال: [/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]فتاة اليوم ضيعت الصوابا *** وألقت عن مفاتنا الحجابا[/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]فلن تخشى حياءٌ من رقيب *** ولم تخشى من الله الحسابا[/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]إذا سارت بدا ساق وردف *** ولو جلست ترى العجب العجابا[/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]بربك هل سألت العقل يوماً *** أهذا طبع من رام الصوابا[/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]أهذا طبع طالبة لعلم *** إلى الإسلام تنتسب إنتساباً[/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]ما كان التقدم صبغ وجه *** وما كان السفور إليه باباً[/SIZE][/FONT]

[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]شباب اليوم يا أختي ذئاب *** وطبع الحمل أن يخشى الذئاب[/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]أما انقباض النفس عن الفضائل والإنصراف عنها فلا يسمى حياء. فخلق الحياء في المسلم غير مانع له من أن يقول حقاً أو يطلب علماً أو يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر. فإذا منع العبد عن فعل ذلك باعث داخلي فليس هو حياء وإنما هو ضعف إيمانه وجبنه عن قول الحق: [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif[/IMG][COLOR=#ff0000] وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ [/COLOR][IMG]http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif[/IMG] [الأحزاب:53]... فهذا النبي [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif[/IMG] مع شدة حيائه إلا أنه لم يكن يسكت عن قول الحق بل كان يغضب غضباً شديداً إذا انتهكت محارم الله.. فمن ذلك عندما شفع مرة عند رسول الله [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif[/IMG] أسامة بن زيد حب رسول الله وابن حبه فلم يمنعه حياؤه [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif[/IMG] من أن يقول لأسامة في غضب: [COLOR=#0000ff][B]{[/B] أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة والله لو سرقت فاطمة لقطعت يدها [B]}[/B][/COLOR]. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]ولم يمنع الحياء أم سليم الأنصارية أن تقول: يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق فهل على المرأة غسل إذا احتلمت؟ فيقول لها ولم يمنعه الحياء في بيان العلم: [COLOR=#0000ff][B]{[/B] نعم، إذا رأت الماء [B]}[/B][/COLOR] إذاً الحياء لا يمنع من الإستفسار والسؤال عما جهل من أمور الدين وما يجب عليه معرفته وقد قيل: ( لا يتعلم العلم مستكبر ولا مستح ). وهناك من النساء من يمنعها حياؤها بزعمها من ترك بعض العادات المحرمة التي اعتادت عليها في مجتمعها مثل مصافحة الرجال الأجانب والإختلاط بهم فلا تتحجب من أقارب زوجها ولا تمنع دخولهم عليها في بيتها حال غياب زوجها، والنبي [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif[/IMG] يقول: [COLOR=#0000ff][B]{[/B] إياكم والدخول على النساء [B]}[/B][/COLOR] [صحيح الجامع]. فإذا كان خير الخلق لا يصافح نساء الصحابة وهن خير القرون فما بال رجال ونسوة في عصر كثر فيه الشر وأهله أصبحوا لا يرون في المصافحة بأساًَ. محتجين أن قلوبهم تقية ونفوسهم نقية؟ فأيهم أزكى نفساً وأطهر قلباً؟ أهذا الغثاء أم تلك النفوس الكبيرة؟ فضلاً عن أن الرسول [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif[/IMG] حذر من مس النساء فقال: [COLOR=#0000ff][B]{[/B] لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له [B]}[/B][/COLOR] [صحيح الجامع]. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]ومن الناس من يتساهل في إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحجة أنه يستحي من الإنكار على الناس. ومن ذلك ما يفعله بعض الناس من مجاملة بعضهم لبعض في سماع الغيبة أو سماع أي من المنكرات أو رؤيتها، ونحوها فهذا جبن مذموم كل الذم وصاحبه شريك في الإثم إن لم ينكر أو يفارقهم. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]والله عز وجل قال: [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif[/IMG][COLOR=#ff0000] كُنتُم خَير اُمةٍ أخرِجت لِلنّاسِ تَأمرونَ بالمَعروف وَتَنهُونَ عَنِ المُنكرِ وَتُؤمِنُونَ باللّه [/COLOR][IMG]http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif[/IMG] [آل عمران:110]. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]وقد حذرنا رسول الله [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif[/IMG] من التساهل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال: [COLOR=#0000ff][B]{[/B] والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعوه فلا يستجاب لكم [B]}[/B][/COLOR]. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]وينقسم الحياء من حيث الأصل إلى قسمين: [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]1 ) حياء فطري غريزي. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]2 ) حياء مكتسب. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]قال القرطبي: ( الحياء المكتسب هو الذي جعله الشارع من الإيمان غير أن كن كان فيه غريزة الحياء فإنها تعينه على المكتسب وقد يتطبع بالمكتسب حتى يصير غريزياً... وهذا قول صحيح ومعلوم بالتجربة في مجال التربية فإن المتربي قد يكون في بدايته لا يملك حياء غريزياً أو أن عنده حياءاً غريزياً ناقصاً ثم ينشأ في جو ينمي بواعث الحياء في قلبة ويدله على خصال الحياء فإن هذا المتربى سيكتسب الحياء شيئاً فشيئاً ويقوى الحياء فى قلبه بالتوجيه والتربيه حتى يصبح الحياء خلقاً ملازماً له، وقد قال بعض الحكماء: ( احيو الحياء بمجالسة من يستحيا منه ) وهذا الكلام بديع المعنى بعيد الفقه.. حيث أن كثرة مجالسة من لا يستحيا منه لوضاعته أوحقارته أو قلة قدره ومروءته تخلق في النفس نوع التجانس معهم ثم إن قلة قدرهم عنده تجعلة لا يستحي منهم فيصنع ما يشاء بحضرة هذه الجماعة فيضعف عنده خصلة الحياء شيئاً فشيئاً فيتعود أن يصنع ما يشاء أمام الناس جميعاً. أما مجالسة من يستحيا منه لصلاحهم وعلو قدرهم فأنها تحيي في القلب الحياء فيظل الإنسان يراقب أفعاله وأقواله قبل صدورها حياء ممن يجالسه فيكون هذا خلقاً له ملازماً فتتعود نفسه إتيان الخصال المحمودة ومجانية وكراهية الخصال المذمومة. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]الحاصل: أن مجالس الأخيار تقوي الحياء المكتسب وتنميه، أما مجالسة الأرذال فإنها تحول بين العبد وبين اكتساب الحياء. [/SIZE][/FONT]


[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]والحياء أنواع [/SIZE][/FONT]


[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]1) الحياء من الله. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]2 ) الحياء من الملائكة. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]3 ) الحياء من الناس. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]4 ) الحياء من النفس. [/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Comic Sans MS][B]( 1 ) الحياء من الله:[/B] [/FONT][/SIZE]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]قال الله تعالى: [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif[/IMG][COLOR=#ff0000] أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى [/COLOR][IMG]http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif[/IMG] [العلق:14] وقال تعالى: [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif[/IMG][COLOR=#ff0000] مَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [/COLOR][IMG]http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif[/IMG] [الأنعام:91] [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif[/IMG][COLOR=#ff0000] إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [/COLOR][IMG]http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif[/IMG] [النساء:1]. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]فتجرؤ العبد على المعاصي واستخفافه بالأوامر والنواهي الشرعية يدل على عدم إجلاله لربه وعدم مراقبته لربه. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]فالحياء من الله يكون باتباع الأوامر واجتناب النواهي. قال رسول الله [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif[/IMG]: [COLOR=#0000ff][B]{[/B] استحيوا من الله حق الحياء [B]}[/B][/COLOR] قال: قلنا يا رسول الله إنا نستحي والحمد لله قال: [COLOR=#0000ff][B]{[/B] ليس ذلك ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى وليحفظ البطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء [B]}[/B][/COLOR]. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]معنى الحديث: [COLOR=#0000ff][B]{[/B] استحيوا من الله حق الحياء [B]}[/B][/COLOR] أي استحيوا من الله قدر استطاعتكم لأنه من المعلوم أن الإنسان لا يستطيع أن يقوم بكل ما عليه تاماً كاملاً ولكن كل على حسب طاقته ووسعه قال تعالى: [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif[/IMG][COLOR=#ff0000] فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [/COLOR][IMG]http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif[/IMG] [التغابن:16]. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]( قال قلنا: إنا نستحي والحمد لله ). أجابوا بذلك لأنهم قصدوا أنهم يفعلون كل مليح ويتركون كل قبيح على حسب استطاعتهم فرد عليهم رسول الله [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif[/IMG] أن ليس المقصود هذا العموم لأن هناك شروطاً للحياء حق الحياء فليس كما يظنون: [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5](1) [COLOR=#0000ff][B]{[/B] أن يحفظ الرأس وما وعى [B]}[/B][/COLOR] أي ما جمع من الأعضاء: العقل والبصر والسمع واللسان. قال تعالى: [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif[/IMG][COLOR=#ff0000] إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [/COLOR][IMG]http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif[/IMG] [الإسراء:36]. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5](2) [COLOR=#0000ff][B]{[/B] وليحفظ البطن وما حوى [B]}[/B][/COLOR] أي يحفظ بطنه وما في ذلك من حفظ الفرج عن الحرام فيحفظ بطنه من أن يدخله طعام حرام أو من مال حرام فالبدن نبت ويقوي من الطعام. والرب عز وجل لا يقبل من عبده أن يتقوى على طاعته بمطعم حرام ولا مشرب حرام لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5](3) [COLOR=#0000ff][B]{[/B] وليذكر الموت والبلى [B]}[/B][/COLOR] أن يذكر الموت دائماً لأننا في هذه الدنيا لسنا مخلدين وإنما سنموت وسنرجع وسنقف بين يدي الله تبارك وتعالى. قال [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif[/IMG]: [COLOR=#0000ff][B]{[/B] أكثروا من ذكر هادم اللذات [B]}[/B][/COLOR]. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5](4) [COLOR=#0000ff][B]{[/B] ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا [B]}[/B][/COLOR] قال تعالى: [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif[/IMG][COLOR=#ff0000] تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [/COLOR][IMG]http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif[/IMG] [القصص:83]. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]فالمقصود أن الحياء من الله يكون باتباع أوامر الله واجتناب نواهيه ومراقبة الله في السر والعلن. قال رسول الله [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif[/IMG]: [COLOR=#0000ff][B]{[/B] استحي من الله تعالى كما تستحي من الرجل الصالح من قومك [B]}[/B][/COLOR] [صحيح الجامع]. وهذا الحياء يسمى حياء العبودية الذي يصل بصاحبه إلى أعلى مراتب الدين وهي مرتبة الأحسان الذي يحس فيها العبد دائماً بنظر الله إليه وأنه يراه في كل حركاته وسكناته فيتزين لربه بالطاعات. وهذا الحياء يجعله دائماً يشعر بأن عبوديته قاصرة حقيرة أمام ربه لأنه يعلم أن قدر ربه أعلى وأجل. قال ذو النون: ( الحياء وجود الهيبة في القلب مع وحشة مما سبق منك إلى ربك ) وهذا يسمى أيضاً حياء الإجلال الذي متبعه معرفة الرب عز وجل وإدراك عظم حقه ومشاهدة مننه وآلائه. وهذه هي حقيقة نصب الرسول [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif[/IMG] وإجهاد نفسه في عبادة ربه. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]ومن هذا الحياء أيضاً: [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]حياء الجناية والذنب: ومثال ذلك ما ذكره ابن القيم في كتابه مدارج السالكين. عندما فر آدم هارباً في الجنة فقال الله تعالى له: ( أفراراً مني يا آدم؟ فقال: لا بل حياء منك ). [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]ومن أنواع الحياء من الله: [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]الحياء من نظر الله إليه في حالة لا تليق: [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]كالتعري كما في حديث بهز بن حكيم عندما سأل رسول الله [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif[/IMG] فقال: ( عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ ) فقال: [COLOR=#0000ff][B]{[/B] احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك [B]}[/B][/COLOR]. قال: ( يا نبي الله إذا كان أحدنا خالياً؟ ) قال: [COLOR=#0000ff][B]{[/B] فالله أحق أن يستحي منه الناس [B]}[/B][/COLOR]. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]ولذلك عقد الإمام البخاري باباً سماه: ( التعري عند الاغتسال والاستتار أفضل ). [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]وقد ورد أن ابن عباس كان يغتسل وهو يرتدي ثوباً خفيفاً حياء من الله أن يتجرد. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]وكان أبو بكر الصديق [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif[/IMG] يقول: ( والله إني لأضع ثوبي على وجهي في الخلاء حياء من الله ). [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]وكان عثمان بن عفان لا يقيم صلبه عند الاغتسال حياء من الله. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]وجاء رجل إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما فقال له: أنا رجل عاصي ولا أصبر عن المعصية فعظني. فقال الحسين: ( افعل خمسة وافعل ما شئت ). قال الرجل: هات. قال الحسين: ( لا تأكل من رزق الله وأذنب ما شئت ). قال الرجل: كيف ومن أين آكل وكل ما في الكون من رزقه. قال الحسين: ( اخرج من أرض الله وأذنب ما شئت ). قال الرجل: كيف ولا تخفى على الله خافية. قال الحسين: ( اطلب موضعاً لا يراك الله فيه وأذنب ما شئت ). قال الرجل: هذه أعظم من تلك، فأين أسكن. قال الحسين: ( إذا جائك ملك الموت فادفعه عن نفسك وأذنب ما شئت ). قال الرجل: هذا مُحال. قال الحسين: ( إذا دخلت النار فلا تدخل فيها وأذني ما شئت ). فقال الرجل: حسبك، لن يراني الله بعد اليوم في معصية أبداً. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]لقد بلغ الإيمان بالصحابة رضي الله عنهم أنهم أصبحوا يستحيون من الله في التقصير في النوافل وكأنهم قد ضيعوا الفرائض. قال الفضيل بن عياض: ( أدركت أقواماً يستحيون من الله سواد الليل من طول الهجيعة ). [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]قال يحيي بن معاذ: ( من استحى من الله مطيعاً استحى الله منه وهو مذنب ). أي من غلب عليه خلق الحياء من الله حتى في حال طاعته فهو دائماً يحس بالخجل من الله في تقصيره فيستحي أن يرى من يكرم عليه في حال يشينه عنده. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]ثم قال يحيي بن معاذ: ( سبحان من يذنب عبده ويستحي هو ). وفي الأثر: ( من استحيا الله منه ) ويجدر هنا أن ننبه إلى أن حياء الرب صفة من صفاته الثابتة بالكتاب والسنة وهي كسائر صفاته عز وجل لا تدركها الأفهام ولا تكيفها العقول بل نؤمن بها من غير تشبيه ولا تكييف. وحياء الله عز وجل صفة كمال تدل على الكرم والفضل والجود والجلال. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]ففي الحديث: [COLOR=#0000ff][B]{[/B] أن الله حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفراً [B]}[/B][/COLOR] وأيضاً: [COLOR=#0000ff][B]{[/B] إن الله يستحي أن يعذب شيبة شاب في الإسلام [B]}[/B][/COLOR]. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]عجيب شأن هذا العبد المسكين لا يستحي من ربه وهو ينعم عليه آناء الليل وأطراف النهار مع فقره الشديد... والرب العظيم يستحي من عبده مع غناه عنه وعدم حاجته إليه. [/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Comic Sans MS][B]( 2 ) الحياء من الملائكة:[/B] [/FONT][/SIZE]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]من المعلوم أن الله قد جعل فينا ملائكة يتعاقبون علينا بالليل والنهار.. وهناك ملائكة يصاحبون أهل الطاعات مثل الخارج في طلب العلم والمجتمعين على مجالس الذكر والزائر للمريض وغير ذلك. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]وأيضاً هناك ملائكة لا يفارقوننا وهم الحفظة والكتبة [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif[/IMG][COLOR=#ff0000] وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ [/COLOR][IMG]http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif[/IMG] [الإنفطار:11،10] [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif[/IMG][COLOR=#ff0000] أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ [/COLOR][IMG]http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif[/IMG] [الزخرف:8]. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]إذاً فعلينا أن نستحي من الملائكة وذلك بالبعد عن المعاصي والقبائح وإكرامهم عن مجالس الخنا وأقوال السوء والأفعال المذمومة المستقبحة. قال [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif[/IMG]: [COLOR=#0000ff][B]{[/B] إياكم والتعري فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط وحين يفضي الرجل إلى أهله فاستحيوا منهم وأكرموهم [B]}[/B][/COLOR]. [/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Comic Sans MS][B]( 3 ) الحياء من الناس:[/B] [/FONT][/SIZE]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]وهذا النوع من الحياء هو أساس مكارم الأخلاق ومنبع كل فضيلة لأنه يترتب عليه القول الطيب والفعل الحسن والعفة والنزاهة... والحياء من الناس قسمين: [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]1 ـ هذا قسم أحسن الحياء وأكملة وأتمه. فإن صاحبه يستحي من الناس جازم بأنه لا يأتي هذا المنكر والفعل القبيح إلا خوفاً من الله تعالى أولاً ثم اتقاء ملامة الناس وذمهم ثانياً فهذا يأخذ أجر حيائه كاملاً لأنه استكمل الحياء من جميع جهاته إذ ترتب عليه الكف عن القبائح التي لا يرضاها الدين والشرع ويذمه عليها الخلق. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]2 ـ قسم يترك القبائح والرذائل حياء من الناس وإذا خلا من الناس لا يتحرج من فعلها وهذا النوع من الناس عنده حياء ولكن حياء ناقص ضعيف يحتاج إلى علاج وتذكير بعظمة ربه وجلاله وأنه أحق أن يستحيا منه لأنه القادر المطلع الذي بيده ملكوت كل شيء الذي أسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة فكيف يليق به أن يأكل من رزقه ويعصيه ويعيش في أرضه وملكوته ولا يطيعه ويستعمل عطاياه فيما لا يرضيه. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]وعلى ذلك فإن هذا العبد لا يليق به أن يستحي من الناس الذين لا يملكون له ضراً ولا نفعاً لا في الدنيا ولا في الآخرة ثم لا يستحي من الله الرقيب عليه المتفضل عليه الذي ليس له غناء عنه. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]أما الذي يجاهر بالمعاصي ولا يستحي من الله ولا من الناس فهذا من شر ما منيت به الفضيلة وانتهكت به العفة، لأن المعاصي داء سريع الانتقال لا يلبث أن يسري في النفوس الضعيفة فيعم شر معصية المجاهر ويتفاقم خطبها، فشره على نفسه وعلى الناس عظيم وخطره على الفضائل كبير، ومن المؤسف أن المجاهرة بالمعاصي التي سببها عدم الحياء من الله ولا من الناس ـ قد فشت في زماننا. فلا شاب ينزجر ولا رجل تدركه الغيرة ولا امرأة يغلب عليها الحياء فتتحفظ وتتستر.. فقد كثر في المجتمعات المسلمة التبرج من النساء في الأسواق وفي الحدائق العامة وحتى في المساجد. تخرج المرأة كاشفة الوجه مبدية الزينة بكل جرأة لم تجل خالقاً ولم تستحي من مخلوق. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]ومن مظاهر عدم الحياء في مجتمع النساء: تحدث المرأة بما يقع بينها وبين زوجها من الأمور الخاصة. وقد وصف النبي [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif[/IMG] من يفعل ذلك بشيطان أتى شيطانه في الطريق والناس ينظرون. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]ومن مظاهر ضعف الحياء لدى بعض النساء: تبسطها بالتحدث مع الرجل الأجنبي مثل البائع وتليين القول له وترقيق الصوت من أجل أن يخفض لها سعر البضاعة. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]ومن المظاهر تشبه النساء بالرجال في اللباس وقصات الشعر والمشية والحركة. وهذا فعل مستقبح تأباه الفطرة السليمة والذوق والحياء وحرمه الشرع ونهى عنه. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]ومن المشاهد المؤسفة التي فشت في وسط النساء هذه الأيام ظاهرة النساء الكاسيات العاريات - أو النساء شبه العاريات - وذلك بلبس الملابس شديدة الضيق اللاصقة أو الملابس المفتحة من الأعلى والأسفل حتى وصلت إلى حدود العورات المغلظة فلم يراعوا ديناً ولا حياء ولا مروءة. والله إن المؤمن عندما يرى أمثال هؤلاء يقشعر بدنه حياء من الله وحياء من الناس. ولكن ماذا تقول لأمثال هؤلاء النسوة؟ وماذا نملك لهن وقد نُزع الحياء من قلوبهم وقابلوا الناس بوجه وقاحاً. [/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Comic Sans MS][B]( 4 ) الحياء من النفس:[/B] [/FONT][/SIZE]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]وهو حياء النفوس العزيزة من أن ترضى لنفسها بالنقص أو تقنع بالدون. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]ويكون هذا الحياء بالعفة وصيانة الخلوات وحسن السريرة. فيجد العبد المؤمن نفسه تستحي من نفسه حتى كأن له نفسين تستحي إحداهما من الأخرى وهذا أكمل ما يكون من الحياء. فإن العبد إذا استحى من نفسه فهو بأن يستحي من غيره أجدر. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]يقول أحد العلماء: ( من عمل في السر عملاً يستحي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر ). [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]والحقيقة أن هناك نفساً أمارة بالسوء تأمر صاحبها بالقبائح. قال تعالى على لسان امرأة العزيز: [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif[/IMG][COLOR=#ff0000] وَمَا أبَرِّىءُ نَفسِي إنَّ النّفسَ لأَمّارَةٌ بِالسُوءِ إلاَ مَارَحِمَ رَبِيِ إنّ رَبِي غَفُورٌ رّحِيمٌ [/COLOR][IMG]http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif[/IMG] [يوسف:53].. والنفس الثانية هي النفس الأمارة بالخير الناهية عن القبائح وهي النفس المطمئنة. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]قال تعالى: [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif[/IMG][COLOR=#ff0000] يَا أيّتُهَا النّفسُ المُطمَئِنَةُ ارجِعِى إلى رَبِكِ رَاضِيَةً مَرضِيَةً فَأدخُلي في عِبادِي وَادخُلي جَنَتي [/COLOR][IMG]http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif[/IMG] [الفجر:27-30]. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]إذاً فعلينا أن نجاهد أنفسنا فلا نجعلها تفكر في الحرام ولا تعمله حتى تكون من النفوس المطمئنة التي تبشر بجنة عرضها السموات والأرض.. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]يقول تعالى: [IMG]http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif[/IMG][COLOR=#ff0000] وَالّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهدِيَنّهُمَ سُبُلُنَا وَإنّ اللّهَ لَمَعَ المُحسِنِينَ [/COLOR][IMG]http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif[/IMG] [العنكبوت:69]. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]نسأل الله العزيز القدير ذا العرش المجيد أن يعصمنا من قبائحنا وأن يستر عوراتنا ويغفر زلاتنا ويقينا شرور أنفسنا وشر الشيطان وشركه. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]اللهم إنا نعوذ بك من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]منقول[/SIZE][/FONT][/CENTER]

رحمتك يارب 08-31-2009 06:45 PM

جُزيتي خيراً ياحبيبه
ورزقنا الله واياكم وبنات المسلمين االحياء
اللهم امين

أم مُعاذ 08-31-2009 11:55 PM

جزاكِ الله خير اخيتي

أم الزبير محمد الحسين 09-01-2009 05:50 AM

جزاكِ الله خيراً أختي الفاضلة
وبارك الله فيكِ


الساعة الآن 05:42 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.