منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   الملتقى الشرعي العام (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   الحلقة الخامسة (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=84343)

ام رملة 12-06-2010 12:58 AM

الحلقة الخامسة
 
[SIZE=6][COLOR=blue][I][FONT=Traditional Arabic]السبب الثامن : الرفقة السيئة ، وهي الأخطبوط الذي يضم المصاب بداء الفتور ، كلما حدثته نفسه بالعودة إلى الثبات ، والعزيمة على الرشد ، فتنته هذه الرفقة بعرض جديد من ألوان الهوى ، وصور الفساد والخنا ، فتراه يتوهم السعادة في مجالستهم ، والسهر معهم ، وإنها
لسعادة { كَسَرَابٍ بقيعة يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءه لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ } . وسوف يوفي الله تعالى المغتر برفقة السوء حسابه ، ويريه كيف تكون الحسرة ، فإن كان المتحسر في الدنيا يعض على إصبع واحد حسرة وندامة ، فلسوف يعض على كلتا يديه فجيعة وقهرًا .[/FONT]
[FONT=traditional arabic]وقد صور الله تعالى هذه الحسرة فقال : { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا(27)يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا(28)لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا } .[/FONT]
[FONT=traditional arabic]الله أكبر : كم هدمت رفقة السوء من لبنات الخير في نفوس كثير من الناس ، لهو ولغو ، وغيبة ونميمة ، ونظر إلى الحرام ، واستهانة بالدين ، وسخرية بالصالحين ، وقتل للوقت ، وتضييع للتكاليف .[/FONT]
[FONT=traditional arabic]فواعجبًا ممن ذاق حلاوة الإنس بالصالحين ، كيف يفارقهم ؟ يذكرونه بالله ، ويحيون في نفسه محبة الدين والعمل له ، كلما رآهم زاد إيمانه إيمانا ، يعود منهم تشتاق نفسه لأداء العبادة ، يرغبونه في الخير ، وينهونه عن الشر ، ويكفي القول فيهم : هم القوم لا يشقى جليسهم ، ولعل من أنفع الدواء لضعف الإيمان : الصحبة الصالحة التي تذكر المسلم بالله عند غفلته ، وتعينه على طاعة ربه ، وقد أوصى الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بمرافقتهم فقال : { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ أتعشي يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } . [/FONT]
[FONT=traditional arabic]احذر _ يا رعاك الله _ من صحبة البطالين ، فإنهم موتى القلوب ، ولا يورثونك إلا موتًا ، ولا يكسبونك من الله إلا بعدًا ، فاجتنبهم كما تجتنب الداء العضال ، والوحوش المفترسة ، واربأ بنفسك أن تجالس من انحطت همتهم ، وتمرغت في الخطايا كرامتهم ، فانفر بنفسك قبل أن تحترق بكيرهم ، أو تختنق من دخانهم .[/FONT]
[FONT=traditional arabic]يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ : إِمَّا أَنْ يُحْذيَك وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً ، وَنَافِخُ الْكِيرِ : إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً ) (30) . [/FONT]
[FONT=traditional arabic]ولقد حذّر الله نبيه صلى الله عليه وسلم من مصاحبتهم فقال : { وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } .[/FONT]
[FONT=traditional arabic]السبب التاسع : الانفراد والعزلة ، ففي زمن كثرت فيه المغريات ، وتنوعت فيه وسائل الشهوات ، وسهلت فيه الخلوة بما حرم من المثيرات ، أصبحت العزلة وسيلة إلى الفتور ، وطريقًا إلى الخور والضعف ؛ لأن المسلم حينما ينفرد لا يعرف صوابه من خطئه ، ولا قوته من ضعفه ، فتراه يسير متخبطًا في عمى ، بلا دليل يدل ، ولا حكيم يرشد ، فيسهل قياده من الشيطان للتقصير والهوى ، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية .[/FONT]
[FONT=traditional arabic]من هنا : جاءت التعليمات النبوية بالأمر بالتمسك بالجماعة ، والتحذير من الفرقة والاختلاف ، لأن الله لا يجمع الأمة على ضلالة ، فمن تمسك بهديها اهتدى ، ومن شق جماعتها ضل وغوى .[/FONT]
[FONT=traditional arabic]يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ ، وَهُوَ مِنَ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ ، مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ ) (31) . [/FONT]
[FONT=traditional arabic]ولعلك _ أيها القارئ الكريم _ تذكر قصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين رجلاً ، فإنه لما هداه الله تعالى على يدي ذلك العالم ، وتأكد العالم من توبته وصدق إنابته ، لم يتركه يعبد الله وحده ، بل قال له : ( انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا ؛ فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُدِ اللَّهَ مَعَهُمْ ، وَلَا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ ، فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ ، أَتَاهُ الْمَوْتُ ، فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ ، فَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلًا بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ ، وَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ : إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ ، فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ ، فَقَالَ : قِيسُوا مَا بَيْنَ الْأَرْضَيْنِ فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَهُ ، فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ ، فَقَبَضَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ ) رواه مسلم .[/FONT]
[FONT=traditional arabic]وإنها لثمرة يانعة لمن قصد الله بالتوبة ، وقصد أهل الخير والصلاح ليعينوه بعد الله على عبادة الله تعالى ، فلنعم القصد ، ولنعمت النتيجة .[/FONT]
[FONT=traditional arabic]السبب العاشر : عدم معرفة الله حق معرفته ، والجهل بعظمته في النفوس ؛ فإن من عرف الله تعالى بأسمائه وصفاته ، لم تجرؤ نفسه على التقصير في عبادته ، أو الوقوع في معصيته ، أو الخلوة بالخطيئة ، أو المجاهرة بالسيئة .[/FONT]
[FONT=traditional arabic]ومن جهل برقابة الله عليه ، وسمعه لكلامه ، ونظره إليه ، وعلمه بحركاته وسكناته ، ولم يؤمن بقدرة الله عليه ، أو تغافل عن هذا كله ، فقد نزع عن نفسه لبوس الحياء من الخالق سبحانه ، ومن لم يستح فليصنع ما يشاء ، فلا عجب بعد هذا إذا فتر أو قصر .[/FONT]
[FONT=traditional arabic]فأين هؤلاء من قول الله تعالى : { يَسْتَخْفُونَ مِنْ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنْ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنْ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا } .[/FONT]
[FONT=traditional arabic]أخي الحبيب : إن من تأمل أحوال المتنكبين عن طريق الهداية بعد التزامهم بها يجد غفلتهم عن عظمة الله i تتربع في قلوبهم ، وإلا فهل يستخف بالمعصية من يعلم بأن الله يراه ويسمعه ويحاسبه ، وهل يسرق الناس أموالهم من يعلم أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ، وهل من يستعلي على الخلق ويظلمهم يوقن بقدرة الله عليه ؟؟ إن لتعظيم الله في النفوس لأثراً يعلم به الذين أسهروا ليلهم قياماً لله ركعاً وسجدا، وأمضوا نهارهم صياماً وذكرًا . [/FONT]
[FONT=traditional arabic]إذا ما خلوت الدهر يومًا فلا تقل *** خلوت ولكن قل عليّ رقيبُ[/FONT]
[FONT=traditional arabic]ولا تحسبن الله يغفل ساعة *** وأن ما تخفي عليه يغيب[/FONT]
[FONT=traditional arabic]السبب الحادي عشر : استحقار صغائر الذنوب ، والاستهانة بعقوبتها ، وإنها والله القطرات التي أجرت سيول الفجور ، والحصى الصغيرة التي تراكمت منها جبال الذنوب ، فمرة نقول : صغائرُ ، ومرة نقول : لممٌ ، وما الأمر إلا ملائكة يكتبون ، وصحف تملا ، ورب يحصي ، في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ، فهل علم الفاتر عن الطاعة ذلك كله ؟[/FONT]
[FONT=traditional arabic]عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ ، فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَرَبَ لَهُنَّ مَثَلًا كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا أَرْضَ فَلَاةٍ ، فَحَضَرَ صَنِيعُ الْقَوْمِ ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْطَلِقُ فَيَجِيءُ بِالْعُودِ ، وَالرَّجُلُ يَجِيءُ بِالْعُودِ ، حَتَّى جَمَعُوا سَوَادًا ، فَأَجَّجُوا نَارًا ، وَأَنْضَجُوا مَا قَذَفُوا فِيهَا ) (32) . [/FONT]
[FONT=traditional arabic]قال بعض السلف : ( تسامحت بلقمة فتناولتها ، فأنا اليوم من أربعين سنة إلى خلف ) .[/FONT]
[FONT=traditional arabic]خل الذنوب كبيرها وصغيرها ذاك التقى[/FONT]
[FONT=traditional arabic]واحذر كماش فوق أر ض الشوك يحذر ما يرى[/FONT]
[FONT=traditional arabic]لا تحقر صغيرة إن الجبال من الحصى[/FONT]
[FONT=traditional arabic]السبب الثاني عشر : التعلق في الالتزام بالدين بالأحياء من الصالحين ، وإنه السوس الذي ينخر في دين الإنسان من حيث لا يشعر ، فكم يفرح المرء بهدايته ، غير أنه لم يهتد إلا لأجل إعجابه بشخصية فلان ، أو استحسانه صوته أو صورته ، حتى يصل الأمر بأن يتبعه في كل شيء ، ويقلده في كل أمر ، فإذا ما أصيب قدوته بالفتور ، لحقه فيه دون تردد ، ولو انتكس ، انقلب كما انقلب على عقبيه ، وإنه لا يضر الله شيئا .[/FONT]
[FONT=traditional arabic]إنه يجب أن نقتدي في سائر عباداتنا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وبسلفه الأخيار ، لا نرتضي بهم بدلا ، وليكن ذلك نبراسنا في دعوتنا الناس إلى منابر الهداية المضيئة ، فإن الأحياء لا تؤمن عليهم الفتنة .[/FONT]
[FONT=traditional arabic]يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ( من كان منكم مستنًا ، فليستن بمن مات ، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، كانوا خير هذه الأمة ، أبرها قلوبًا ، وأعمقها علمًا ، وأقلها تكلفًا ، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ونقل دينه ، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم ، فهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا على الهدي المستقيم ) (33) . [/FONT]
[FONT=traditional arabic]فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم *** إن التشبه بالكرام فلاح[/FONT]
[FONT=traditional arabic]السبب الثالث عشر : الانشغال بالعلوم العلمية البحتة ، والانفتاح على شتى وسائل تحصيلها ، من دون تفريق بين ما حلّ منها وما حرم ، كالتعذر في تعلم اللغة الإنجليزية برؤية الأفلام الأجنبية ، أو الاطلاع على مواقع منحلة في شبكة الانترنت ، أو السفر إلى الخارج من غير أخذ الأهبة الدينية التي يجب أن يتسلح المسلم بها قبل ذهابه إلى هناك ، أو السكن مع إحدى الأسر الكافرة ، والاختلاط بهم ؛ بحجة إجادة التعلم والاضطرار إليه .[/FONT]
[FONT=traditional arabic]فكم فجع الإنسان في دينه ، حينما رأى نفسه تنحدر من سبيل التعليم إلى سبيل الغواية والانحلال ، وما ذاك إلا بسبب نظرة محرمة ، وإنها لتقع في قلبه كالسهم المسموم ، الذي يردي قلبه بعد الحياة ميتًا ، وبعد الهداية ضالًا ، فليحكّم الإنسان الشرع في أفعاله وتصرفاته ، ولا يكن مفتيًا لذاته ، حاكمًا بهواه ، { وما كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا } .[/FONT]
[FONT=traditional arabic]السبب الرابع عشر : الغفلة عن محاسبة النفس ، فترى أحدنا يسير في هذه الدنيا ولم يجعل على نفسه حسيبًا ، فتكثر عثراته ، وتتضاعف زلاته ، لا يعرف ما فعل ، ولا يدرك ماذا قال ، ولا يتراجع عن خطأ ، ولا ينشط لفعل طاعة ، كل تصرفاته مرتجلة ، لا يضع لنفسه أهدافًا ، ولا يسأل نفسه ماذا أنجز في يومه ، وكم قصّر في حق ربه ، وكم ضيّع من حقوق عباده ... . [/FONT]
[FONT=traditional arabic]فهل حاولنا أن نخلو بأنفسنا ساعة نحاسبها عما بدر منها من الأقوال والأفعال ؟ وهل حاولنا يومًا أن نعد سيئاتنا كما نعد حسناتنا ؟ بل هل تأملنا أن طاعتنا قد لا يخلو بعضها من الرياء والسمعة ، كيف القدوم على الله _يا عباد الله _ ونحن لأنفسنا غير محاسبين ، ولحساب الله غير مطيقين ، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوها قبل أن توزنوا ، فإن أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية )) . [/FONT]
[FONT=traditional arabic]إن محاسبة النفس _ أيها الأحبة _ هي من شأن الصالحين الأتقياء ، المخبتين الأنقياء ، المنيبين الأصفياء ، الذين لبوا نداء الرحمن حينما قال : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } .[/FONT]
[FONT=traditional arabic]ألم تروا إلى الصديق رضي الله عنه كيف كان يمسك بلسانه ويقول : ( هذا الذي أوردني الموارد ) ، ألم تسمعوا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يضرب نفسه بدرته فيقول : ماذا فعلت اليوم ؟ وأن الأحنف بن قيس رضي الله عنه كان يضع إصبعه على السراج فيقول : لماذا فعلت كذا وكذا يا حنيف ؟[/FONT]
[FONT=traditional arabic]إنا لنفرح بالأيام نقطعـــها *** وكل يوم مضى يدني من الأجل[/FONT]
[FONT=traditional arabic]فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدًا *** فإنما الربح والخسـران في العمل[/FONT]
[FONT=traditional arabic]قال ميمون بن مهران : ( لا يكون العبد تقيًّا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه ، ولهذا قيل : ( النفس كالشريك الخوان ، إن لم تحاسبه ذهب بمالك ) . [/FONT]
[FONT=traditional arabic]أخي الحبيب : إن محاسبة النفس في الدنيا ، كفيلة أن تريحك من عناء الحساب في الآخرة ، فإن من نوقش الحساب فقد عذب ، أما يكفيك بذلك أن تتعرف على أخطاء نفسك فتصلحها ، أما يحثك هذا على الندم على اقتراف الذنب ، والإقلاع عن المعصية ، أما تشعرك مساءلة نفسك بعفو الله وحلمه عليك أن لم يعجل عقوبته بك ، أو يقبضك على ما أنت عليه من المعصية ، أما تعطيك مراجعتك أعمالك دفعة قوية للاجتهاد في العبادة وفتح صفحة جديدة ناصعة البياض ، هدفك فيها أن تملأها بالطاعة والإحسان ؟ [/FONT]
[/I][/COLOR][/SIZE][FONT=traditional arabic][SIZE=6][COLOR=blue][I]يقول الحسن البصري : ( إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه ، وكانت المحاسبة همته[/I][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][/FONT]

أم الزبير محمد الحسين 12-06-2010 02:39 AM

نفع الله بكِ


الساعة الآن 02:28 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.