منتديات الحور العين - هل يجوز سب الكافرين والاستهزاء بهم ، ولعنهم والدعاء على أعيانهم ؟

[center][font=traditional arabic][b]الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ...[/b][/font][/center]

[center][font=traditional arabic][b]فقال الله تعالى :[/b][/font][/center]
[font=traditional arabic][b][وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ[/b][/font]
[font=traditional arabic][b]كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ][/b][/font]

[u][b][font=traditional arabic][color=red]قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في [تفسيره]مبينا لمسائل وأحكام هذه الآية :[/color][/font][/b][/u]
[font=traditional arabic][b][فمتى كان الكافر في منعة ، وخيف أن يسب الإسلام أو النبي عليه السلام أو الله عز وجل ،[/b][/font]
[font=traditional arabic][b]فلا يحل لمسلم أن يسب صلبانهم ولا دينهم ولا كنائسهم ، ولا يتعرض إلى ما يؤدي إلى ذلك ؛[/b][/font]
[font=traditional arabic][b]لأنه بمنزلة البعث على المعصية.][/b][/font]

[u][b][font=traditional arabic][color=red]ثم قال رحمه الله :[/color][/font][/b][/u]
[font=traditional arabic][b][وفيها دليل على أن المحق قد يكف عن حق له إذا أدى إلى ضرر يكون في الدين.[/b][b]][/b][/font]

[u][b][font=traditional arabic][color=red]وهنا قاعدة مهمة[/color][/font][/b][/u]
[font=traditional arabic][b]عزة المسلم على الكافر لا تكون إلا بأحد أمرين :[/b][/font]
[font=traditional arabic][b]إما بالحجة والبيان , وإما بالسيف والسنان[/b][/font]

[font=traditional arabic][b]قال تعالى :[/b][/font]
[font=traditional arabic][b]لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ[/b][/font]
[font=traditional arabic][b]وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ[/b][/font]

[font=traditional arabic][b][u][color=red]قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كما في [مجموع الفتاوى 28/232 ]:[/color][/u][/b][/font]
[b][font=traditional arabic][فأخبر أنه أنزل الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنه أنزل الحديد كما ذكره . [/font][/b]
[font=traditional arabic][b]فقوام الدين بالكتاب الهادي والسيف الناصر { وكفى بربك هاديا ونصيرا } . والكتاب هو الأصل ؛ [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]ولهذا أول ما بعث الله رسوله أنزل عليه الكتاب ؛ ومكث بمكة لم يأمره بالسيف حتى هاجر وصار له أعوان على الجهاد [/b][/font]
[font=traditional arabic][b][u]وأعداء الدين نوعان : الكفار والمنافقون [/u][/b][/font]
[font=traditional arabic][b]وقد أمر الله نبيه بجهاد الطائفتين في قوله : { جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم } في آيتين من القرآن.][/b][/font]

[u][b][font=traditional arabic][color=red]وقال رحمه الله كما في [مجموع الفتاوى 28/264]:[/color][/font][/b][/u]
[font=traditional arabic][b][فمن عدل عن الكتاب قوم بالحديد ؛ ولهذا كان قوام الدين بالمصحف والسيف .][/b][/font]
[b][font=traditional arabic]ولذا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه أنه جاهد الكفار والمنافقين بغير هذين الأمرين[/font][/b]
[font=traditional arabic][b]وما سمعنا أبدا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرد على استهزاء الكفار به وسخريتهم منه طوال العهد المكي [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]بقول أو فعل ، بل أمره الله بأن يهجرهم هجرا جميلا [/b][/font]
[b][font=traditional arabic]وهذا الهجر الجميل مشروع ومأمور به في كل زمان يستضعف فيه المؤمنون ، ويحال بينهم وبين جهاد الكافرين [/font][/b]

[font=traditional arabic][b]ولذا أمر الله نبينا صلى الله عليه وسلم في العهد المكي بالهجر الجميل والصفح الجميل والصبر الجميل [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]الهجر الجميل الذي لا إيذاء فيه ، والصفح الجميل الذي لا عتاب فيه ، والصبر الجميل الذي لا شكوى فيه [/b][/font]
[b][font=traditional arabic][/font][/b]
[b][font=traditional arabic]وأما مقابلة الاستهزاء بمثله ، والسب بمثله ، والطعن بمثله [/font][/b]
[font=traditional arabic][b]فليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في شيء[/b][/font]
[b][font=traditional arabic]واعلموا رعاكم الله أن لعن جنس الكافرين على وجه العموم جائز بلا خلاف بين الفقهاء [/font][/b]
[font=traditional arabic][b]نقل الإجماع على جوازه النووي في [الأذكار] وابن كثير في [تفسيره][/b][/font]
[font=traditional arabic][b]وكذلك أجمعوا على جواز لعن أفرادهم الأموات على وجه التعيين[/b][/font]

[b][font=traditional arabic]وأما لعن بعض أفرادهم الأحياء على وجه التعيين ففيه نزاع بين العلماء [/font][/b]
[font=traditional arabic][b]الجمهور من [/b][b]الحنفية والشافعية والحنابلة على أنه لا يجوز لعنه [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]لأن حاله عند الوفاة لا تعلم وقد شرط الله تعالى في إطلاق اللعنة الوفاة على الكفر وذلك في قوله تعالى : [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]{ إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين } ، [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]ولأنا لا ندري ما يختم به لهذا الكافر[/b][/font]
[font=traditional arabic][b]وذهب الحنابلة في رواية والشافعية في قول وابن العربي من المالكية إلى جواز لعنه[/b][/font]
[u][b][font=traditional arabic][color=red][/color][/font][/b][/u]
[u][b][font=traditional arabic][color=red]قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مرجحا لمذهب الجمهور كما في [مجموع الفتاوى 8/335] :[/color][/font][/b][/u]
[b][font=traditional arabic][والدعاء على جنس الظالمين الكفار مشروع مأمور به ، وشرع القنوت والدعاء للمؤمنين والدعاء على الكافرين [/font][/b]
[font=traditional arabic][b][u]وأما الدعاء على معينين[/u][/b][b] كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يلعن فلانا وفلانا فهذا قد روي أنه منسوخ بقوله : [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]{ ليس لك من الأمر شيء } . كما قد بسط الكلام على ذلك في غير هذا الموضع . فيما كتبته في قلعة مصر ؛ [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]وذلك لأن المعين لا يعلم إن رضي الله عنه أن يهلك بل قد يكون ممن يتوب الله عليه ؛ [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]بخلاف الجنس فإنه إذا دعي عليهم بما فيه عز الدين وذل عدوه وقمعهم كان هذا دعاء بما يحبه الله ويرضاه ؛ [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]فإن الله يحب الإيمان وأهل الإيمان وعلو أهل الإيمان وذل الكفار فهذا دعاء بما يحب الله [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]وأما الدعاء على المعين بما لا يعلم أن الله يرضاه فغير مأمور به وقد كان يفعل ثم نهى عنه ؛ [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]لأن الله قد يتوب عليه أو يعذبه . [/b][/font]
[font=traditional arabic][b][u]ودعاء نوح على أهل الأرض بالهلاك[/u][/b][b] كان بعد أن أعلمه الله أنه لا يؤمن من قومك إلا من قد آمن [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]ومع هذا فقد ثبت في حديث الشفاعة في الصحيح أنه يقول : { إني دعوت على أهل الأرض دعوة لم أومر بها } [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]فإنه وإن لم ينه عنها فلم يؤمر بها ، فكان الأولى أن لا يدعو إلا بدعاء مأمور به واجب أو مستحب [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]فإن الدعاء من العبادات فلا يعبد الله إلا بمأمور به واجب أو مستحب ، وهذا لو كان مأمورا به لكان شرعا لنوح [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]ثم ننظر في شرعنا هل نسخه أم لا ؟ . [u]وكذلك دعاء موسى بقوله[/u] : [/b][/font]
[b][font=traditional arabic]{ ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم }[/font][/b]
[font=traditional arabic][b]إذا كان دعاء مأمورا به بقي النظر في موافقة شرعنا له [/b][/font]
[font=traditional arabic][b][u]والقاعدة الكلية في شرعنا[/u][/b][b] أن الدعاء [u]إن كان واجبا[/u] أو مستحبا فهو حسن يثاب عليه الداعي [/b][/font]
[font=traditional arabic][b][u]وإن كان محرما[/u][/b][b] كالعدوان في الدماء فهو ذنب ومعصية ، [u]وإن كان مكروها[/u] فهو ينقص مرتبة صاحبه [/b][/font]
[font=traditional arabic][b][u]وإن كان مباحا[/u][/b][b] مستوي الطرفين فلا له ولا عليه فهذا هذا ، والله سبحانه أعلم .]اهـ[/b][/font]
[u][b][font=traditional arabic][color=red][/color][/font][/b][/u]
[u][b][font=traditional arabic][color=red]وأما ما يذكره المخالفون من سب أبي بكر لعروة بن مسعود في صلح الحديبية ففيه تأمل من عدة أوجه :[/color][/font][/b][/u]
[u][b][font=traditional arabic][color=red]أولا :[/color][/font][/b][/u][font=traditional arabic][b] هل كان هذا السب منهجا لأبي بكر رضي الله عنه مع كل الكافرين في كل المواقف ؟![/b][/font]
[font=traditional arabic][b]الجواب : لا ، ولم يثبت عنه أنه قال هذه الكلمة أو نحوها في غير هذا السياق[/b][/font]
[u][b][font=traditional arabic][color=red][/color][/font][/b][/u]
[u][b][font=traditional arabic][color=red]ثانيا [/color][/font][/b][/u][font=traditional arabic][b]: هل هذا كان منهجا للنبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المخالفين ؟![/b][/font]
[font=traditional arabic][b]مع كثرة مواقفه صلى الله عليه وسلم مع الكافرين وتنوعها ؟![/b][/font]
[font=traditional arabic][b]الجواب : لا ، ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن قابل سبهم واستهزائهم بمثله [/b][/font]

[u][b][font=traditional arabic][color=red]ثالثا[/color][/font][/b][/u][font=traditional arabic][b] :هل قول أبي بكر رضي الله عنه : [امصص بظر اللات] كان معروفا من عادة العرب في السب ؟[/b][/font]
[font=traditional arabic][b]وإذا كان معروفا هل كان لأبي بكر رضي الله عنه مقصد معين في التلفظ به في هذا السياق تحديدا ؟ [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]وإذا كان له مقصد معين ، هل تحقق هذا المقصد أم لا؟[/b][/font]
[u][b][font=traditional arabic][color=red][/color][/font][/b][/u]
[u][b][font=traditional arabic][color=red]أجاب عن هذا جميعا الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في [فتح الباري] فقال :[/color][/font][/b][/u]
[font=traditional arabic][b][وكانت [u][color=red]عادة العرب[/color][/u] الشتم بذلك لكن بلفظ الأم، [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]فأراد أبو بكر المبالغة في سب عروة بإقامة من كان يعبد مقام أمه، [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]وحمله على ذلك ما أغضبه به من نسبة المسلمين إلى الفرار ،[/b][/font]
[font=traditional arabic][b]وفيه جواز النطق بما يستبشع من الألفاظ لإرادة [u][color=red]زجر من [/color][/u][u][color=red]بدا منه ما يستحق به ذلك[/color][/u] ، [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]وقال ابن المنير : في قول أبي بكر تخسيس للعدو وتكذيبهم، [/b][/font]
[font=traditional arabic][b][u][color=red]وتعريض بإلزامهم من قولهم إن اللات بنت الله[/color][/u] تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]بأنها لو كانت بنتا لكان لها ما يكون للإناث.]اهـ[/b][/font]
[font=traditional arabic][/font]
[font=traditional arabic][b]إذا هذا اللفظ كان معروفا عند العرب في كلامهم ، ولم يتفرد أبو بكر رضي الله عنه بوضعه [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]ومقصد أبي بكر رضي الله عنه من التلفظ به في هذا السياق تحديدا أمران :[/b][/font]
[font=traditional arabic][b]زجر عروة بن مسعود أولا ، والتعريض بآلهة المشركين ثانيا [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]وهذا المقصد تحقق في هذا السياق ، فأفحم عروة ، وانتصر لله ورسوله [/b][/font]
[font=traditional arabic][/font]
[font=traditional arabic][b]أما في حالتنا هذه ، فهل انزجر النصارى بهذا السب؟ ، الجواب : لا[/b][/font]
[font=traditional arabic][b]وهل انتصر المسلمون لله ورسوله ؟ ، الجواب : لا[/b][/font]
[font=traditional arabic][b]والنبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على أبي بكر في زمن القوة وسياق العزة [/b][/font]
[font=traditional arabic][/font]
[font=traditional arabic][b]أما في زمن الاستضعاف في العهد المكي فأمر الله نبينا صلى الله عليه وسلم كما سبق [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]بالهجر الجميل والصفح الجميل والصبر الجميل[/b][/font]

[b][font=traditional arabic]وأما الجواب على هؤلاء بغير التي هي أحسن بقصد زجرهم مع غلبة الظن على تحقق هذا المقصد فجائز [/font][/b]
[u][b][font=traditional arabic][color=red]ولذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كما في [مجموع الفتاوى 3/252]:[/color][/font][/b][/u]
[b][font=traditional arabic][[/font][/b][font=traditional arabic][b]والله تعالى يقول :{ ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم } . [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]فمتى ظلم المخاطب لم نكن مأمورين أن نجيبه بالتي هي أحسن ، [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]بل قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه لعروة بن مسعود بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم لما قال : [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]إني لأرى أوباشا من الناس خليقا أن يفروا ويدعوك : امصص بظر اللات ، أنحن نفر عنه وندعه [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]ومعلوم أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين من كانوا . [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]وقد قال تعالى : { ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين } . فمن كان مؤمنا فهو الأعلى كائنا من كان . [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]ومن حاد الله ورسوله فقد قال تعالى : { إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين } ]اهـ[/b][/font]

[u][b][font=traditional arabic][color=red]وأما ما يذكرونه من هجاء حسان بن ثابت رضي الله عنه[/color][/font][/b][/u][font=traditional arabic][b] للمشركين في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم[/b][/font]
[font=traditional arabic][b]فهذا لا ننازع فيه أصلا ، فهجاء المسلمين لعموم الكافرين بالشعر مما يحبه الله ويرضاه[/b][/font]
[font=traditional arabic][b]وخصوصا في مثل هذا المجتمع العربي الذي كان يعظم الشعر ويخاف من الهجاء وينزجر به [/b][/font]

[u][b][font=traditional arabic][color=red]وعود على بدء [/color][/font][/b][/u]
[font=traditional arabic][b]أسأل مرة أخرى : هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم رد على أحد من المشركين [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]لما اتهموه كذبا وزورا بقولهم : [ساحر ، كذاب ، مجنون ، شاعر ، كاهن ] ؟؟ [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]الجواب : لا ، لم يثبت أنه رد عليهم بالسب والشتائم [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]إذا كيف رد عليهم صلى الله عليه وسلم ؟ [/b][/font]
[font=traditional arabic][b]الجواب : بالحجة والبيان في العهد المكي ، وبالسيف والسنان في العهد المدني[/b][/font]
[u][b][font=traditional arabic][color=red][/color][/font][/b][/u]
[u][b][font=traditional arabic][color=red]فإذا قال قائل : قد قررتَ فيما سبق عدم جواز لعن أعيان الكافرين الأحياء [/color][/font][/b][/u]
[font=traditional arabic][b][u][color=red]فهل يجوز الدعاء عليهم من غير تلبس بلعنهم ؟ [/color][/u][/b][/font]
[b][font=traditional arabic]فالجواب : نعم ، يجوز الدعاء على عمومهم بإجماع الفقهاء ، والدعاء على أعيانهم من غير لعنهم ، [/font][/b]
[font=traditional arabic][b]أما الإكثار من اللعن ونحوه فلم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم[/b][/font]
[font=traditional arabic][/font]
[font=traditional arabic][b]ولذا جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة [/b][b]قال : قيل : يا رسول الله ، ادع على المشركين ,[/b][/font]
[font=traditional arabic][b]قال : إني لم أبعث لعانا ، وإنما بعثت رحمة.[/b][/font]
[b][font=traditional arabic]هذا والله تعالى أعلى وأعلم .[/font][/b]

[center][center][font=traditional arabic][size=5][b]الحمد لله أما بعد ..[/b][/size][/font][/center]
[/center]
[center][center][font=traditional arabic][size=5][b]فعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الفاضل ، وأحبك الله الذي أحببتني فيه[/b][/size][/font][/center]
[/center]
[center][center][font=traditional arabic][size=5][b]وما أجمل أن نرى في زماننا من يشتهي الأدب ويطلبه ، كما كان الشافعي رحمه الله يشتهيه ويطلبه [/b][/size][/font][/center]
[/center]
[center][center][font=traditional arabic][size=5][b]فيما نقله عنه ابن جماعة رحمه الله في فاتحة كتابه الماتع[تذكرة السامع والمتكلم][/b][/size][/font][/center]
[/center]
[center][center][font=traditional arabic][size=5][b]
قال : قيل للشافعي : [u][color=red]كيف شهوتك للأدب ؟[/color][/u] [/b][/size][/font][/center]
[/center]
[center][center][font=traditional arabic][size=5][b]فقال : أسمع بالحرف منه مما لم أسمعه ، فتود أعضائي أن لها أسماعا فتنعم به [/b][/size][/font][/center]
[/center]
[center][center][font=traditional arabic][size=5][b]قيل له : [u][color=red]وكيف طلبك له ؟[/color][/u] [/b][/size][/font][/center]
[/center]
[center][center][font=traditional arabic][size=5][b]قال : طلب المرأة المضلة ولدَها وليس لها غيره ![/b][/size][/font][/center]
[/center]
[center][center][font=traditional arabic][size=5][b][u][color=blue]
ولذا قال ابن القيم رحمه الله في [مدارج السالكين 2/391] مقررا لهذا المعنى التربوي العظيم :[/color][/u][/b][/size][/font][/center]
[/center]
[center][center][font=traditional arabic][size=5][b]
[[/b][b][color=black]وأدب المرء : عنوان سعادته وفلاحه ، وقلة أدبه : عنوان شقاوته وبواره [/color][/b][/size][/font][/center]
[/center]
[center][center][font=traditional arabic][size=5][b][color=black]فما استجلب خير الدنيا والآخرة بمثل الأدب ، ولا استجلب حرمانها بمثل قلة الأدب[/color][/b][/size][/font][/center]
[/center]
[center][center][font=traditional arabic][size=5][b][color=black]فانظر إلى الأدب مع الوالدين [/color][/b][/size][/font][/center]
[/center]
[center][center][font=traditional arabic][size=5][b][color=black]كيف نجى صاحبه من حبس الغار حين أطبقت عليهم الصخرة [/color][/b][/size][/font][/center]
[/center]
[center][center][font=traditional arabic][size=5][b][color=black]والإخلال به مع الأم تأويلا وإقبالا على الصلاة [/color][/b][/size][/font][/center]
[/center]
[center][center][font=traditional arabic][size=5][b][color=black]كيف امتحن صاحبه بهدم صومعته وضرب الناس له ورميه بالفاحشة!]

[/color][/b][/size][/font][/center]
[/center]
[center][center][font=traditional arabic][size=5][b][u][color=blue]ومن أجمل مظاهر حرص السلف رحمهم الله ورضي عنهم على الأدب[/color][/u][/b][/size][/font][/center]
[/center]
[center][center][font=traditional arabic][size=5][b][u][color=blue]ما أورده[/color][/u][/b][b][u][color=blue] الإمام الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء [11/316-317] :[/color][/u][/b][/size][/font][/center]
[/center]
[center][center][font=traditional arabic][size=5][b][color=black]
عن الحسين بن إسماعيل عن أبيه قال:[/color][/b][/size][/font][/center]
[/center]
[center][center][font=traditional arabic][size=5][b][color=black]كان يجتمع في مجلس أحمد زهاء [/color][/b][b][u][color=red]خمسة آلاف أو يزيدون[/color][/u][/b][/size][/font][/center]
[/center]
[center][center][font=traditional arabic][size=5][b][color=black]نحو خمس مئة يكتبون، [/color][/b][b][u][color=blue]والباقون يتعلمون منه حسن الأدب والسمت[/color][/u][/b][b][color=black].[/color][/b][/size][/font][/center]
[/center]
[center][center][font=traditional arabic][size=5][b][color=black]
ابن بطة : سمع النجاد يقول : سمعت أبا بكر بن المُطَّوِعي يقول :[/color][/b][/size][/font][/center]
[/center]
[center][center][font=traditional arabic][size=5][b][color=black]اختلفت إلى أبي عبد الله [/color][/b][b][u][color=red]ثنتي عشرة سنة[/color][/u][/b][b][color=black]، وهو يقرأ " المسند " على أولاده[/color][/b][/size][/font][/center]
[/center]
[center][center][font=traditional arabic][size=5][b][color=black]فما كتبت عنه حديثا واحدا، إنما كنت [/color][/b][b][u][color=blue]أنظر إلى هديه وأخلاقه[/color][/u][/b][b][color=black].[/color][/b][/size][/font][/center]
[/center]
[center][center][font=traditional arabic][size=5][b][color=black]
قال حميد بن عبدالرحمن الرؤاسي: [/color][/b][/size][/font][/center]
[/center]
[center][center][font=traditional arabic][size=5][b][color=black]يقال:لم يكن أحد من الصحابة أشبه هديا وسمتا ودلا من ابن مسعود بالنبي صلى الله عليه وسلم[/color][/b][/size][/font][/center]
[/center]
[center][center][font=traditional arabic][size=5][b][color=black]وكان أشبه الناس به علقمة، وكان أشبه الناس بعلقمة إبراهيم [/color][/b][/size][/font][/center]
[/center]
[center][center][font=traditional arabic][size=5][b][color=black]وكان أشبههم بإبراهيم منصور بن المعتمر، وأشبه الناس به سفيان الثوري، وأشبه الناس به وكيع[/color][/b][/size][/font][/center]
[/center]
[center][center][font=traditional arabic][size=5][b][color=black]وأشبه الناس بوكيع فيما قاله محمد بن يونس الجمال أحمد بن حنبل.]اهـ

[/color][/b][/size][/font][/center]
[/center]
[center][center][font=traditional arabic][size=5][b][color=black]فانظر رحمك الله إلى هذا الإسناد المتصل إلى خير البرية ، المسلسل في طريقه بحسن السمت والآداب الشرعية[/color][/b][/size][/font][/center]
[/center]
[center][center][font=traditional arabic][size=5][b][color=black]
فالله أسأل أن يجعلنا من أهل هذا الإسناد ، وأن يزيننا بزينة خير العباد [/color][/b][/size][/font][/center]
[/center]
[center][center][font=traditional arabic][size=5][b][color=black]فإنه ولي ذلك والقادر عليه ، ولا منجا منه إلا إليه [/color][/b][/size][/font][/center]
[/center]
[center][center][font=traditional arabic][size=5][b][color=black]وهو الموفق لما يحب ويرضى سبحانه.[/color][/b][/size][/font][/center]
[/center]