الأربعون النووية ( 11 )
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومَن تبع هداه
بناتي وأخواتي الغاليات الحبيبات
بين أيديكن الحديث الثالث عشر من الأربعين النووية
وأسأل الله عز وجل أن يُعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا
اللهم آمين

[center][center][b][font=&quot]الأربعون النووية (11)[/font][/b][/center][/center]
[font=&quot]بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومَن تبع هُداه .. أما بعد[/font]
[font=&quot]اليوم بمشيئة الله تعالى معنا الحديث الثالث عشر :[/font]
[b][font=&quot]عن أبي حمزة أنس بن مالك رضى الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " لا يؤمن أحدكم حتى يُحبَّ لأخيه ما يُحبُ لنفسه "[/font][/b]
[b][font=&quot]رواه البخاري ومسلم [/font][/b]
[b][font=&quot] [/font][/b]
[font=&quot]لا يؤمن أحدكم : النفى هنا للكمال والتمام ، يعني نفى كمال الإيمان الواجب وليس نفياً لأصل الإيمان ، بدليل أن ذلك العمل لا يخرج به الإنسان من الإيمان وبالتالي يكون النفى هنا نفياً لكمال الإيمان .[/font]
[font=&quot]لا يؤمن أحدكم : الإيمان فى اللغة : التصديق ، وقيل : الإقرار ( إقرار القلب لِما يردُ عليه )[/font]
[font=&quot]وشرعاً : هو الإقرار المستلزم للقبول والإذعان ، فإن أقرَّ بدون قبول وإذعان فليس بمؤمن ، وعلى هذا فاليهود والنصارى اليوم ليسوا بمؤمنين لأنهم لم يقبلوا دين الإسلام ولم يُذعنوا ، وكذلك أبو طالب كان مُقراً بنبوة النبى صلى الله عليه وسلم ويُعلن ذلك ، وقد قال شعراً :[/font]
[font=&quot]ولقد علمتُ بأن دين محمدٍ من خير أديان البرية ديناً[/font]
[font=&quot]لولا الملامة أو خوفَ مسبةٍ لرأيتنى سمحاً لذاكَ مُبيناً[/font]
[font=&quot]فهذا إقرار واضح ودفاع عن النبى صلى الله عليه وسلم ، ومع ذلك أبو طالب ليس بمؤمن لأنه فقدَ القبول والإذعان .. ( قاله بن عثيمين – رحمه الله تعالى ) [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]والإيمان محله القلب واللسان والجوارح ، فالإيمان يكون بالقلب ويكون باللسان ويكون بالجوارح ، بدليل قوله تعالى { وما كان اللهُ ليضيعَ إيمانكم } قال المفسرون : إيمانكم : أى صلاتكم إلى بيت المقدس .. وقول النبى صلى الله عليه وسلم " الإيمان بضعٌ وسبعون شُعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان ""[/font]
[font=&quot]أعلاها ( قول ) لا إله إلا الله : وهذا قول لسان[/font]
[font=&quot]وأدناها ( إماطة الأذى عن الطريق ) وهذا فعل جوارح[/font]
[font=&quot]وأما مَن يقولون أن الإيمان محله القلب فقط فهذا غلط كبير..[/font]
[font=&quot] [/font]
[b][font=&quot]لا يؤمن أحدكم : [/font][/b]
[font=&quot]هذه الكلمة تدل على أن ما بعدها مأمورٌ به فى الشريعة إما ( أمر إيجاب ) أو ( أمر إستحباب)[/font]
[font=&quot]قال شيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله فى كتابه الإيمان : النفى هنا نفى لكمال الإيمان الواجب وهذا دليل على وجوب ما نُفى الإيمان بسببه ( يعنى دليل على أن محبة المرء لأخيه ما يحب لنفسه واجبة لأن الإيمان لا يُنفى لنفى شئ مستحب – يعنى من ترك مستحباً لا يُنفى عنه الإيمان )[/font]
[font=&quot]( لا يؤمن أحدكم ) له نظائر كثيرة فى السُنة :[/font]
1)[font=&quot] [/font][font=&quot]" لا يؤمن أحدكم حتى أكونَ أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين "[/font]
2)[font=&quot] [/font][font=&quot]" لا يؤمن مَن لا يأمن جاره بوائقه "[/font]
3)[font=&quot] [/font][font=&quot]" لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يُحب لنفسه "[/font]
4)[font=&quot] [/font][font=&quot]" مَن أحب أن يُزحزح عن النار ويُدخل الجنة فلتأتِ منيتهُ وهو يؤمن بالله واليوم الآخر [u]وليأتِ إلى الناس مما يُحب أن يُؤتى إليه " [/u][/font][u][/u]
[font=&quot] [/font]

[b][font=&quot]حتى يُحب لأخيه ما يُحب لنفسه :[/font][/b]
[font=&quot]حتى : تفيد الغاية ، يعنى إلى أن يُحب لأخيه ما يُحب لنفسه[/font]
[font=&quot]المحبة هى المحبة ولا تُفسر بلفظ آخر خير من ذلك اللفظ[/font]
[font=&quot]لأخيه : المسلم – المؤمن[/font]
[font=&quot]ما يُحب لنفسه : من الخير ودفع الشر والدفاع عن العِرض وغير ذلك ، وهذا يشمل جميع الأعمال الصالحة من المعتقدات والأفعال والأقوال ، يعنى يشمل أن يُحب لأخيه أن يكون مُعتقده صحيحاً ، ويعنى أن يحب لأخيه أن يكون مُصلياً ، وأن يحب لأخيه أن يكون حسن اللسان ، ويحب لأخيه أن يكون ذو سعةً فى المال ، وذو وجاهة ... وهكذا فى سائر المعتقدات والأقوال والأعمال ، فمحبة الخير لأخيه تشمل أمور الدين والدنيا ..[/font]
[font=&quot]ومن العلماء من فرّق بين أُمور الدين وأُمور الدنيا فقال :[/font]
-[font=&quot] [/font][font=&quot]أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه من أمور الدين ( فهذه محبة واجبة ) يعنى يجب عليه أن يحب لإخوانه ما يحب لنفسه ، وهذا هو الذى يُنفى عنه كمال الإيمان فى الحديث ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) يعنى من أُمور الدين التى يُرغب بها الشارع وأمر بها أمر إيجاب ، وكذلك المنهيات : فيُحب لأخيه أن ينتهي عن المحرمات ، ويُحب لأخيه أن يأتى الواجبات ..[/font]
-[font=&quot] [/font][font=&quot]أما فى أُمور الدنيا : فهذه محبة مستحبة يعنى لو فرّط فيه لم يُنفى عنه كمال الإيمان الواجب [/font]
[font=&quot] [/font]
[b][font=&quot]فوائد من الحديث :[/font][/b]
1)[font=&quot] [/font][font=&quot]جواز نفى الشئ لإنتفاء الكمال ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يُحب لنفسه ) ، ومثله : قول النبى صلى الله عليه وسلم : لا صلاة بحضرة طعام ( أى : لا صلاة كاملة ، لأن هذا الذى يُصلى سينشغل قلبه بالطعام .... والأمثلة كثيرة[/font]
2)[font=&quot] [/font][font=&quot]وجوب محبة المرء لأخيه ما يُحب لنفسه ، لأن نفى الإيمان عمن لا يُحب لأخيه ما يحب لنفسـه دليل على وجوب ذلك ، إذ لا يُنفى الإيمان إلا بفوات واجبٍ فيه أو لوجود ما يُنافيه .[/font]
3)[font=&quot] [/font][font=&quot]فى هذا الحديث : التحذير من الحسد ، لأن الحاسد لا يُحب لأخيه ما يُحب لنفسه ، بل يحب أن يُزيل الله النعمة عن أخيه . وقد قال بعض العلماء فى تفسير معنى الحسد : [/font]
-[font=&quot] [/font][font=&quot]الحسد : تمني زوال نعمة الله على الغير[/font]
-[font=&quot] [/font][font=&quot]وقال بعضهم : الحسد هو كراهة ما أنعم الله به على الغير وإن لم يتمنى الزوال ( وهذا إختيار شيخ الإسلام بن تيمية ) [/font]
4)[font=&quot] [/font][font=&quot]أنه ينبغى صياغة الكلام بما يحملُ على العمل به ، ونأخذ هذا من قوله صلى الله عليه وسلم ( لأخيه ) ، لأن هذا يقتضى العطف والحنان والرقة والمحبة[/font]
[font=&quot]وقد يرى البعض أن مسألة ( حب الإنسان لأخيه ما يُحب لنفسه ) مسألة صعبة ، فقد يصعب ذلك على الكثيرين ، ولكن نقول : هذا لا يصعُب إذا مرّنتَ نفسكَ عليه ، ولا تُطع نفسك فى هواها .[/font]
[font=&quot]ولو قال تلميذ من التلاميذ : أنا أحب زميلي وسوف أُعطيه إجابة الإمتحان لأنى أحب أن أنجح وأحب أن ينجح هو أيضاً[/font]
[font=&quot]نقول : هذا غلط وحرام لأنه ( غش ) وهو فى الحقيقة ليس محبة لأخيك بل هو إساءة إليه ، لأنك إذا عوّدته الخيانة إعتاد عليها ، فأنت بذلك تساعده على الإثم والعدوان وليس على البر والتقوى ، ستساعده أن يحصل على شهادة لم يكن من حقه الحصول عليها[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]هذا والله أعلى وأعلم .. وصلى اللهم على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم .. والحمد لله رب العالمين[/font]

جزاك الله خيرا
اسال الله ان يجعل عملك هذا في ميزان حسناتك

[center][font=traditional arabic][size=5][b]جزاكم الله خيراً معلِّمتي .[/b][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][b]أعلمُ أنه يفوتني من الخير الكثير ...لأن حضور الدروس مباشرة لا شك أنَّه أفضلُ بكثيرمن قراءتها فقط... لكن قدر الله وما شاء فعل [/b][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][b]وفقك الله معلِّمتي الى ما يحبه و يرضاه [/b][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][b]بارك الله فيكم .[/b][/size][/font][/center]

[font=traditional arabic][size=5][color=navy][b]جزاكم الله خيراً معلِّمتي [/b][/color][/size][/font]
[b][font=traditional arabic][size=5][color=#000080][/color][/size][/font][/b]
[font=traditional arabic][size=5][color=navy][/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=navy][b]جُزيتِ كل خير .. نفعَ اللهُ بكِ[/b][/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=navy][b] ..[/b][/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5] [/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]

[font=traditional arabic][size=5][/size][/font]

أختى الحبيبة المؤمنة بالله
جزاكِ الله خيراً على مرورك الطيب العطر
ونتمنى إنضمامك معنا فى الدروس مع الأخوات
فكلنا نتعلم ونشجع بعضنا البعض على التعلم والمذاكرة
بارك الله فيكِ ونفع بكِ

حبيبتى الغالية نصرة مسلمة
ولكِ مثلما دعوتِ لي يا غالية
بارك الله فيكِ ويسّر أمرك وأعانك وقدّر لك الإنضمام إلينا سريعاًَ
نفع الله بكِ وقدّر لكِ كل خير
ونتمنى وجودك معنا فى القريب العاجل بإذن الله تعالى

الحبيبة الغالية الغميصاء
وفيكِ بارك الله ونفع بكِ
وأعانكِ ووفقكِ لكل خيرٍ وبر
اللهم آمين آمين