سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ( 12 ) : الشيخ زيد البحري
 

[CENTER][CENTER][SIZE=6][FONT=PT Bold Heading]سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ( 12 )[/FONT][/SIZE][/CENTER][/CENTER]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=PT Bold Heading] فضيلة الشيخ :زيد بن مسفر البحري[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][CENTER][CENTER][SIZE=6][URL="http://www.albahre.com/"][FONT=Times New Roman]www.albahre.com[/FONT][/URL][/SIZE][/CENTER][/CENTER]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman] [/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=PT Bold Heading]أما بعد ، فيا عباد الله :[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][B][U][FONT=Times New Roman]مازلنا في السيرة المطهرة للعظيم النبي محمد صلى الله عليه وسلم [/FONT][/U][/B][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]فبعدما عاد عليه الصلاة والسلام من [/FONT][FONT=PT Bold Heading]غزوة المريسيع [/FONT][FONT=Times New Roman]، وكانت عائشة قد تخلفت بسبب تفقدها للعقد الذي ضاع منها ، رجعت بصحبة صفوان بن المعطل السلمي .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]فلما قدم في نحر الظهيرة أراد [/FONT][FONT=PT Bold Heading]عبد الله بن أُبي بن سلول[/FONT][FONT=Times New Roman] أن يقدح في عرض النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لما رآهما : [B]" ما برئت عائشة من صفوان ولا برئ منها "[/B][/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=PT Bold Heading]يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه " زاد المعاد " :[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][B][U][FONT=Times New Roman]قال رحمه الله [/FONT][/U][/B][B][U][FONT=Mudir MT]:[/FONT][/U][/B][FONT=Mudir MT] " فاتخذ منه هذا العدو متنفسا يتنفس فيه من كرب النفاق والحسد الذي بين ضلوعه ، فجعل يستحكيه ، ويستوشيه ، ويجمعه ، ويفرقه حتى عمّ أرجاء المدينة ، فانطلت هذه الفرية على بعض الصحابة كـ [/FONT][FONT=PT Bold Heading]" مسطح " و " حسان " و" حمنة بنت جحش " .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][FONT=Times New Roman][SIZE=6][B][U]فلما بلغ صفوان ما قيل فيه قال :[/U][/B] [/SIZE][/FONT][SIZE=6][FONT=Mudir MT]" والله ما كشفت كنف أنثى قط " [/FONT][FONT=Times New Roman]( يعني والله ما جامعتها )[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][FONT=Times New Roman][SIZE=6][B][U]وجاء في معجم الطبراني[/U][/B] – كما ذكر ذلك الذهبي في السير أن حسان بن ثابت أكثر على صفوان ، فجعل يقول في ضمن شعر من أشعاره يُعرِّض بصفوان ، قال :[/SIZE][/FONT]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Mudir MT]أمسى الجلابيب قد عزوا وقد كثروا [/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Mudir MT] وابن الفريعة أمسى بيضة البلدِ[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][FONT=Times New Roman][SIZE=6][B][U]فقام صفوان فضربه فكشطه ، فقال عليه الصلاة والسلام :[/U][/B] [/SIZE][/FONT][SIZE=6][FONT=Mudir MT](( لقد تنفست فيهم يا حسان ، أحسنْ فيما أصابك ))[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][FONT=Times New Roman][SIZE=6][B]فقال حسان رضي الله عنه[/B] : لقد تركتها لك يا رسول الله [/SIZE][/FONT]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]فأهدى له النبي صلى الله عليه وسلم [/FONT][FONT=PT Bold Heading]" سيرين[/FONT][FONT=Times New Roman] " أخت [/FONT][FONT=PT Bold Heading]مارية القبطية[/FONT][FONT=Times New Roman] ، فولدت منه سيرين [B]" عبد الرحمن بن حسان "[/B] وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم أرضا كان أبو طلحة قد أعطاها للنبي صلى الله عليه وسلم .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][FONT=Times New Roman][SIZE=6][B][U]قال الهيثمي في مجمع الزوائد[/U][/B] : رجاله رجال الصحيح .[/SIZE][/FONT]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]إذاً أجرى الله عز وجل على لسان أم مسطح لما عثرت [B][U]فقالت :[/U][/B] [/FONT][FONT=Mudir MT]" تعس مسطح "[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]أجرى الله عز وجل على لسانها ما كان مخفيا على عائشة ، فاستبان لعائشة الأمر ، ولم تتوقع في يوم من الأيام أن تُرمى بمثل هذه الفرية .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]ولنعلم جميعا – وهذه فائدة عرضية – ولنعلم جميعا أنه ليس كل ما يقال في شخص أنه صحيح .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]قد يُرمى الصالحون أو يرمى العلماء أو بعض طلاب العلم ببعض الأشياء وهم منها برآء . [/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Mudir MT]فالنبي صلى الله عليه وسلم أعظم الناس ، وقد رُمي في بيته عليه الصلاة والسلام ، وهذا لا شك أنه كذب وافتراء .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Mudir MT]فلما رجعت عائشة رضي الله عنها كان عليه الصلاة والسلام – كما أسلفت لكم – كان يدخل فيسلم ، ويسأل ، ثم ينصرف ، ففعل فعلته المعتادة فسلم ثم سأل ثم انصرف.[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Mudir MT]لكنها قد استبان لها في هذا الوقت ما كان مخفيا عليها فيما مضى .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]سلام ثم سؤال ثم انصراف ، وكفى [/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]لقد علمت بهذا الأمر .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]وقبل أن يخرج استأذنته رضي الله عنها أن تزور أبويها
وهذا من الفقه .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][B][U][FONT=Times New Roman]ولذا يقول النووي رحمه الله [/FONT][/U][/B][B][U][FONT=Mudir MT]:[/FONT][/U][/B][FONT=Mudir MT] " المرأة لا يجوز لها أن تخرج من بيت زوجها لزيارة أبويها إلا بإذنه "[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]لله درها من فقيهة ، مع ما جرى لها ، ومع هذا الموقف فإنها استأذنت من النبي صلى الله عليه وسلم .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][FONT=Times New Roman][SIZE=6][B][U]وهي لم ترد محض الزيارة[/U][/B] – كما جاء على لسانها – [/SIZE][/FONT][SIZE=6][FONT=Mudir MT]وإنما أحبت أن تستوثق من هذا الخبر: أهو خبر حق ؟ أهو خبر صدق ؟ أحقا ما يقال فيها ؟ [/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][B][FONT=Times New Roman]فلما ذهبت صادفت أمها في السُّفُل ( يعني في سفل البيت ) وإذا بأبي بكر رضي الله عنه في أعلى البيت يقرأ القرآن .[/FONT][/B][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][FONT=Times New Roman][SIZE=6][B][U]فلما صادفت أمها في السفل ، قالت[/U][/B] : [/SIZE][/FONT][SIZE=6][FONT=Mudir MT]" يا أماه أحقا ما يقال ؟ "[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]وهنا يأتي دور الأم العظيمة في توجيه ابنتها ليس كما يصنعه البعض من النساء أو من الآباء ، ليس كما يصنعه البعض من الأمهات أو من الآباء إذا جاءت البنت تشكو زوجها صعَّد الأب الموقف ، وجعل يتحدث في زوجها ، ويرميه بالعظائم ، فتتسع الفجوة بين الزوجين .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=PT Bold Heading]وإنما انظروا إلى هذا الكلام ، فأرادت أن تهون من هذا الشأن ، :[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][FONT=Times New Roman][SIZE=6][B][U]فقالت [/U][/B]: [/SIZE][/FONT][SIZE=6][FONT=Mudir MT]" يا بنية ، والله لقلما كانت امرأة وضيئة ( يعني جميلة ، وكانت عائشة رضي الله عنها جميلة ،ولذا جاء في سنن النسائي : أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لها لما كان الحبشة يلعبون في المسجد قال : " أتريدين أن تنظري إليهم يا حميراء ؟ "[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=PT Bold Heading]الشاهد من ذلك :[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=PT Bold Heading]أنها قالت :[/FONT][FONT=Times New Roman] [/FONT][FONT=Mudir MT]" لقلما كانت امرأة وضيئة عند زوج يحبها ، ولها ضرائر إلا أكثرن عليها "[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]فبكت رضي الله عنها ، وعلمت أن ما يقال هو حق .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]فسمع أبو بكر رضي الله عنها بكاءها فنزل رضي الله عنه ، وسأل عن سبب بكائها ، فأخبرته زوجته أم رومان بأن عائشة قد علمت .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][FONT=Times New Roman][SIZE=6][B][U]فقالت عائشة رضي الله عنها :[/U][/B] [/SIZE][/FONT][SIZE=6][FONT=Mudir MT]" سبحان الله! أو قد تكلم الناس بهذا ؟ "[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]أبو بكر رضي الله عنه لا شك أن الجميع يعلم مواقفه العظيمة ، ليس في هذا الموقف فحسب بل في جميع المواقف .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=PT Bold Heading]ولذا قال ابن حجر رحمه الله [/FONT][FONT=Times New Roman]–[/FONT][FONT=PT Bold Heading] كما في الفتح - :[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=PT Bold Heading]قال :[/FONT][FONT=Times New Roman] [/FONT][FONT=Mudir MT]" إن أبا بكر رضي الله عنه مع هذا الموقف ، وهذا المقام العظيم ظل شهرا كاملا لم يُنقل عنه كلمة "[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]مع أنه أبوها ، مع أن هذه البنت هي زوجة صديقه النبي عليه الصلاة والسلام إلا ما جاء عند الطبراني من حديث ابن عمر إذ قال أبو بكر رضي الله عنه : " والله ما رُمينا بهذا في الجاهلية ، أفنرمى به بعدما أعزنا الله عز وجل بالإسلام ؟! "[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=PT Bold Heading]فجاء موقفه العظيم ، فماذا صنع ؟[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][FONT=Times New Roman][SIZE=6][B][U]ليس كموقف بعض الآباء الذين يؤججون المواقف بين الزوجين ، وإنما قال لها[/U][/B] : [/SIZE][/FONT][SIZE=6][FONT=Mudir MT]" أقسمت عليك يا بنية إلا عدتِ إلى بيت زوجك "[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]حلف عليها أن تعود فعادت رضي الله عنها فظلت ليلتها تلك ساهرة باكية لم يخالط النوم جفنها ، حتى أتى الصباح .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]فعلم النبي صلى الله عليه وسلم بأن عائشة قد علمت ، ورقّ لها من بكائها ، فعظمت المصيبة عليه عليه الصلاة والسلام إذ لم يأته خبر من السماء في هذا الأمر[/FONT][FONT=PT Bold Heading]ـــــــــــ فماذا صنع ؟[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Mudir MT]استشار علي بن أبي طالب ، وأسامة بن زيد في فراقه لعائشة رضي الله عنها .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=PT Bold Heading]ولماذا علي بالذات ؟[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]لأن علي رضي الله عنه بمثابة الابن للنبي عليه الصلاة والسلام إذ تربى في بيته ، ولأنه صهر النبي عليه الصلاة والسلام إذ زوجه فاطمة ، فهو أعلم من غيره بما يدور في بيت النبي صلى الله عليه وسلم .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]واستشار [/FONT][FONT=PT Bold Heading]أسامة بن زيد[/FONT][FONT=Times New Roman] لطول الملازمة بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ، ولذا كان يُلقب بـ [/FONT][FONT=PT Bold Heading]" حِبِّه "[/FONT][FONT=Times New Roman] يعني بحب النبي عليه الصلاة والسلام .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]فاستشارهما من أجل أن ينظر في رأيهما في مفارقته عليه الصلاة والسلام لعائشة .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=PT Bold Heading]أما أسامة رضي الله عنه : [/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][B][FONT=Times New Roman]فأشار إليه بما يعلم من براءتها ، وذكَّر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك الود الذي بينهما ، فهل بعد ذلك الود يتم الفراق ؟! [/FONT][/B][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]وكيف لا تصاحب العفة عائشة رضي الله عنها وهي بنت الصديق رمز الطهر والعفاف ، فأشار على النبي عليه الصلاة والسلام أن يبقيها[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=PT Bold Heading]وأما علي رضي الله عنه :[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]فإنه لما رأى الوجل يكتنف رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يهون عليه ، [B][U]فقال – عليه الصلاة والسلام[/U][/B] " [/FONT][FONT=Mudir MT]النساء غيرها كثير"[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][FONT=Times New Roman][SIZE=6][B][U]ومع ذلك لم يكن هذا الكلام من علي من صميم قلبه ، وإنما قال له في آخر الكلام لما قال[/U][/B] : [/SIZE][/FONT][SIZE=6][FONT=Mudir MT]" النساء غيرها كثير[/FONT][FONT=Times New Roman]" [/FONT][FONT=PT Bold Heading]قال[/FONT][FONT=Times New Roman] : " فاسأل الجارية لعلها قد اطلعت على شيء من أمرها "[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][B][U][FONT=Times New Roman]فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الجارية ، وسألها ، فقالت الجارية : [/FONT][/U][/B][FONT=Mudir MT]" والله ما أعيب عليها إلا أنها كانت بنتا حديثة السن تعجن عجين أهلها فتنام ، فتأتي الداجن[/FONT][FONT=Times New Roman] ( وهي البهيمة ) [/FONT][FONT=Mudir MT]فتأكل هذا العجين .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]وهذا من الاستثناء البديع الذي يدل على براءة عائشة رضي الله عنها من العيب ، فإنه لغفلتها رضي الله عنها عن عجين أهلها بعيد أن يصدر منها مثل هذا .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][FONT=Times New Roman][SIZE=6][B][U]يقول ابن القيم رحمه الله – كما في الزاد - :[/U][/B] [/SIZE][/FONT][SIZE=6][FONT=Mudir MT]" إن الله لن يجعل ربة بيته وحبيبته من النساء وبنت صديقه بالمنزلة التي أنزلها أهل الإفك "[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=PT Bold Heading]ثم قال رحمه الله : [/FONT][FONT=Mudir MT]" فالرسول صلى الله عليه وسلم أكرم على ربه وأعز من أن يجعل تحته امرأة بغيا ، ومن عرف قدر الله عز وجل ، وقدر النبي صلى الله عليه وسلم عند ربه قال كما قال أبو أيوب :[/FONT][FONT=Times New Roman] [/FONT][FONT=Monotype Koufi]((سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ))[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][FONT=Times New Roman][SIZE=6][B][U]فإن أبا أيوب[/U][/B] – [B]كما ذكر ابن كثير في التفسير – لما قالت زوجته أم أيوب قالت له[/B] : [/SIZE][/FONT][SIZE=6][FONT=Mudir MT]" يا أبا أيوب أو ما سمعت ما يقال في عائشة ؟[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Mudir MT]فقال رضي الله عنه : " نعم ، وذلك الكذب ، أكنتِ فاعلة ذلك يا أم أيوب ؟ [/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Mudir MT]قالت : لا [/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Mudir MT]قال : فعائشة رضي الله عنها خير منك [/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][FONT=Times New Roman][SIZE=6][B]فأنزل الله عز وجل :[/B] [/SIZE][/FONT][SIZE=6][FONT=Monotype Koufi]((سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ))[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]فدعا النبي صلى الله عليه وسلم – كما أسلفت – الجارية ، فتحدثت معه بهذا الحديث ، فانتهرها بعض الصحابة [B][U]، فقال[/U][/B] : [/FONT][FONT=Mudir MT]" أصدقي رسول الله عليه الصلاة والسلام "[/FONT][FONT=Times New Roman] [/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][FONT=Times New Roman][SIZE=6][B][U]فقالت هذه الجارية رضي الله عنها :[/U][/B] [/SIZE][/FONT][SIZE=6][FONT=Mudir MT]" والله ما أعلم منها إلا كما يعلم الصائغ على تبر الذهب الأحمر "[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]الصائغ لا يعرف من العيب على الذهب الأحمر إلا ما يخرج منه من الوسخ فكذلك عائشة رضي الله عنها لا أعلم منها إلا كما يعلم هذا الصائغ ، وهذا لخلوها من العيوب رضي الله عنها .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][FONT=Times New Roman][SIZE=6][B][U]يقول ابن القيم رحمه الله – كما في الزاد - :[/U][/B] [/SIZE][/FONT][SIZE=6][FONT=Mudir MT]" لماذا توقف النبي صلى الله عليه وسلم وسأل عنها واستشار أسامة وعليا ؟ ألم يكن من المناسب أن يقول – كما قال أبو أيوب رضي الله عنه ؟[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=PT Bold Heading]فقال رحمه الله :[/FONT][FONT=Times New Roman] [/FONT][FONT=Mudir MT]" هذا من تمام الحكمة التي جعلها الله عز وجل امتحانا للنبي صلى الله عليه وسلم ، وامتحانا للأمة ، وذلك ليرفع الله عز وجل بهذه القصة أقواما ، ويضع بها آخرين ."[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]وحتى يتمحض حسن الظن بالله عز وجل ، والرجاء فيما عنده [/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=PT Bold Heading]ثم قال رحمه الله :[/FONT][FONT=Times New Roman] " وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم هو المقصود " [/FONT][FONT=PT Bold Heading]قال :[/FONT][FONT=Times New Roman] [/FONT][FONT=Mudir MT]" هو المقصود بالأذى ، والذي رُميت زوجته ، وأحب النساء إليه ، فلم يكن من المناسب أن يبين براءتها ، مع علمه العلم اليقين أو الظن المقارب لليقين أنها بريئة [/FONT][FONT=PT Bold Heading]، ولم يظن – يقول ابن القيم رحمه الله - :[/FONT][FONT=Times New Roman] [/FONT][FONT=Mudir MT]" لم يظن النبي صلى الله عليه وسلم بها سوءا فحاشاه ، وحاشاها "[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][FONT=Times New Roman][SIZE=6][B]وكان قبل ذلك عليه الصلاة والسلام قد استشار زينب بنت[/B] [B]جحش وهي زوجته[/B] ، [/SIZE][/FONT][SIZE=6][FONT=Mudir MT]وزينب هي أخت " حمنة بنت جحش التي انطلت عليها هذه الفرية ،[/FONT][FONT=Times New Roman] [/FONT][FONT=PT Bold Heading]فقالت زينب [/FONT][FONT=Mudir MT]: " أحمي سمعي وبصري ما علمت على عائشة إلا خيرا "[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=PT Bold Heading]قالت عائشة رضي الله عنها[/FONT][FONT=Times New Roman] : [/FONT][FONT=Mudir MT]" وكانت هي التي تساميني [/FONT][FONT=Times New Roman]( يعني كانت تنافسني عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنزلة عنده ) [/FONT][FONT=Mudir MT]"فعصمها الله عز وجل بالورع ."[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]أما أختها [/FONT][FONT=PT Bold Heading]حمنة[/FONT][FONT=Times New Roman] فطفقت تحكي هذا القول من أجل أن تخفض منزلة عائشة عند النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن أجل أن ترفع قدر أختها عند النبي صلى الله عليه وسلم فهلكت فيمن هلك .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][FONT=Times New Roman][SIZE=6][B][U]فخرج النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما سأل الجارية واعتلى المنبر ، فقال[/U][/B] : [/SIZE][/FONT][SIZE=6][FONT=Mudir MT](( من يعذرني في رجل قد تكلم في أهلي ؟[/FONT][FONT=Times New Roman] ( أي من يقوم بعذره فيما رمى به أهلي ) [/FONT][FONT=Mudir MT]ومن يقوم بعذري إذا أنا عاقبته على ما قال ))[/FONT][FONT=Times New Roman] [/FONT][FONT=PT Bold Heading]ثم قال عليه الصلاة والسلام : [/FONT][FONT=Mudir MT](( فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا ، ولقد ذكروا رجلا [/FONT][FONT=Times New Roman]( يعني صفوان ) [/FONT][FONT=Mudir MT]ما علمت عليه إلا خيرا ، وما كان يدخل على أهل بيتي إلا وهو معي ، وما غزوت إلا وهو معي ))[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=PT Bold Heading]فقام سعد بن معاذ ، فقال [/FONT][FONT=Mudir MT]: " يا رسول الله أنا أعذرك منه ، إن كان من الأوس ضربت عنقه ، وإن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك "[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=PT Bold Heading]فقام سعد بن عبادة[/FONT][FONT=Times New Roman] فاحتملته الحمية لأنه من الخزرج ، وسعد بن معاذ من الأوس ، وكان بينهما قبل الإسلام كان بينهما شجار وخصومة قال [B]: " كذبت لعمر الله لا تقتله "[/B][/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]فقام [/FONT][FONT=PT Bold Heading]أسيد بن حضير[/FONT][FONT=Times New Roman] وهو ابن عم سعد بن معاذ [/FONT][FONT=PT Bold Heading]فقال :"[/FONT][FONT=Times New Roman] [/FONT][FONT=Mudir MT]كذبت يا عدو الله إنك منافق تجادل عن المنافقين ، والله لنقتلنه "[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=PT Bold Heading]فتساور الحيان [B]:[/B][/FONT][B][FONT=Times New Roman] الأوس والخزرج حتى هموا ان يقتتلوا بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يسكِّتهم حتى سكتوا ، ثم نزل عليه الصلاة والسلام من المنبر.[/FONT][/B][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=PT Bold Heading]تُرى ما الحامل لسعد بن عبادة أن يقول مثل هذا الكلام ؟[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]ما الذي دعاه إلى أن يقول هذا الكلام ، مع ما له من المنزلة العظيمة ، والمواقف الشريفة في الدفاع عن الإسلام ، وفي الاستجابة لأوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! [/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]بعد جلسة الاستراحة إن شاء الله يتبين لنا هذا السبب .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman]أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ، فاستغفروه ، وتوبوا إليه إن ربي كان غفورا رحيما .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman] [/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][CENTER][CENTER][SIZE=6][FONT=PT Bold Heading]الخطبة الثانية[/FONT][/SIZE][/CENTER][/CENTER]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=Times New Roman] [/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=PT Bold Heading]أما بعد ، فيا عباد الله :[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][FONT=Times New Roman][SIZE=6][B]الحامل لسعد بن عبادة على أن يقول هذا الكلام جاء مُبيَّنا في حديثه رضي الله عنه إذ قال[/B] [/SIZE][/FONT][SIZE=6][FONT=Mudir MT]: " والله لو كان من الأوس ما أحببت أن تضرب أعناقهم "[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=PT Bold Heading]ولذا قالت عائشة رضي الله عنها :[/FONT][FONT=Times New Roman] [/FONT][FONT=Mudir MT]" وكان رجلا صالحا "[/FONT][FONT=Times New Roman] [B][U]تقول عائشة رضي الله عنها :[/U][/B] [/FONT][FONT=Mudir MT]" وكان رجلا صالحا ما كان ليريد أن يرد أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، وما كان يحب أن يجادل وأن يدافع وأن يناضل وينافح عن المنافقين ، ولكن أخذته الحمية" [/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=PT Bold Heading]وأما قول أسيد بن الحضير:[/FONT][FONT=Times New Roman] [/FONT][FONT=Mudir MT]" إنك منافق تجادل عن المنافقين " :[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][FONT=Times New Roman][SIZE=6][B][U]قال ابن حجر رحمه الله ، قال[/U][/B] : [/SIZE][/FONT][SIZE=6][FONT=Mudir MT]" إن هذا وقع منه على جهة الغضب ، فإنه يقصد أنك تصنع صنيع المنافقين "[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=PT Bold Heading]وقال شيخ الإسلام رحمه الله ، قال :[/FONT][FONT=Times New Roman] [B]" إن مثل هذا الذي يقال من هذه الألفاظ والتي تصدر من بعض الصحابة لبعضهم البعض : " إنك لمناقق " إنما هذا صادر من اجتهاد منهم رضي الله عنهم من باب الدفاع عن الشريعة ، وإلا فإنهم لا يريدون النفاق المعروف "[/B][/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=PT Bold Heading]يقول ابن حجر رحمه الله كلاما لطيفا في الفتح محذرا من الغضب ، يقول [/FONT][FONT=Times New Roman]: [/FONT][FONT=Mudir MT]" احذر الغضب ، فإن الغضب يخرج الحليم المتقي إلى ما لا يليق ، فقد أخرج الغضب قوما من خيار هذه الأمة بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما لا يشك أحد أنها منهم زلة "[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=PT Bold Heading]انتهى كلامه رحمه الله [/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=PT Bold Heading]وانتهى بهذا الكلام هذه الخطبة [/FONT][/SIZE]
[SIZE=6] [/SIZE][SIZE=6][FONT=PT Bold Heading]وللحديث تتمة إن شاء الله في الجمعة القادمة بإذن الله تعالى [/FONT][/SIZE]