منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   التاريخ والسير والتراجم (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=236)
-   -   سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ( 7 ) : الشيخ زيد البحري (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=122197)

نور الماجد 11-20-2013 04:47 PM

سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ( 7 ) : الشيخ زيد البحري
 
لمعرفة ذلك :
[CENTER][CENTER][FONT=&quot] [/FONT][/CENTER][/CENTER]
[CENTER][CENTER][FONT=&quot]سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ( 7 )[/FONT][/CENTER][/CENTER]
[CENTER][CENTER][FONT=&quot]فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري[/FONT][/CENTER][/CENTER]
[CENTER][CENTER][FONT=&quot][URL="http://www.albahre.com/"]www.albahre.com[/URL][/FONT][FONT=&quot][/FONT][/CENTER][/CENTER]
[CENTER][CENTER][FONT=&quot] [/FONT][/CENTER][/CENTER]
[FONT=&quot]أما بعد ، فيا عباد الله :[/FONT]
[B]مازلنا نشنف الأسماع بذكر السيرة المعطرة الطيبة الطاهرة لسيد الخلق والبشر محمد عليه الصلاة والسلام .[/B]
[B]فيما مضى من حديث [U]، فبعد هجرته عليه الصلاة والسلام[/U] [/B][FONT=&quot]قام ببعض الغزوات :[/FONT]
[FONT=&quot]كغزوة العشيرة[/FONT]
[FONT=&quot]وغزوة بواط [/FONT]
[FONT=&quot]وغزوة بدر الصغرى [/FONT]
وبعث بعض السرايا كما سمعتم في الجمعة الماضية ، لكن تلك الغزوات وتلك السرايا لم يوقع الله عز وجل بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قريش قتالا .
[B]فما كان من قريش إلا أن أمضت قوافلها متجهة إلى الشام ، ومتجهة إلى اليمن ، لكنها زادت من الحراسة ؛ وذلك بعد المناورات اليسيرة التي جرت بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم .[/B]
[B]في المقابل كان عليه الصلاة والسلام يستطلع أخبار قوافل وعير قريش [/B]
[B][FONT=&quot]وفي ذات يوم من [/FONT][/B][B][FONT=&quot]السنة الثانية من الهجرة[/FONT][/B][B][FONT=&quot] إذا بالنبي صلى الله عليه وسلم يسمع عن قافلة كبيرة قادمة من الشام لقريش عليها أبو سفيان .[/FONT][/B]
فما كان منه عليه الصلاة والسلام إلا أن أرسل رجلا من الصحابة – كما جاء عند مسلم – واسمه [B]" بسبس بن عمرو[/B] " ليستطلع الخبر، فانطلق رضي الله عنه ، ثم عاد ، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بحقيقة القافلة ، وما فيها ، وما تحتويه .
فما كان عليه عليه الصلاة والسلام إلا أن ندب أصحابه المستعدين للخروج ، ولم ينتظر أحدا ليصطاد بغيته من قريش .
فانطلق عليه الصلاة والسلام ، وفي انطلاقه أراد أن يستوثق من الخبر مرة أخرى ، فأرسل طليعة فيها [FONT=&quot]" علي بن الزغباء ، وبسبس بن عمرو الذي أرسله قبل انطلاقه عليه الصلاة والسلام من المدينة ."[/FONT]
فعادا رضي الله عنهما وأخبرا النبي صلى الله عليه وسلم بالخبر .
وكان عليه الصلاة والسلام قد عيَّن على الصلاة إماما " هو ابن أم مكتوم "
[FONT=&quot]وعيَّن أميرا على المدينة : " أبا لبابة " رضي الله عنه .[/FONT]
فانطلق عليه الصلاة والسلام .
[B]وقد جاء في صحيح البخاري أن عدد من كان معه عليه الصلاة والسلام ثلاثمائة وبضعة عشر[/B]( والبضع كما جاء في الحديث من الثلاثة إلى التسعة )
وجاء في رواية مسلم ومعه : [FONT=&quot]" ثلاثمائة وتسعة عشر " [/FONT]
فلعل رواية مسلم تبين ما أُبهم في رواية البخاري.
[FONT=&quot]ولذا جاء عند ابن هشام في السيرة بسند صحيح لابن عباس رضي الله عنهما :[/FONT] [FONT=&quot](( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه : هذه عير لقريش قد أتت ، وفيها أموالهم ، فلعل الله عز وجل أن ينفلكموها ))[/FONT]
[B][U]وكان عدد كفار قريش : كما جاء في صحيح مسلم[/U][/B][B] : كان عددهم ألفا ، وكان معهم مئة فارس .[/B]
[FONT=&quot]بينما النبي صلى الله عليه وسلم ليس معه إلا فرسان ، ومعه سبعون بعيرا يتعاقب الصحابة رضي الله عنهم عليها : فمرة يمشي بعضهم ، ومرة يركب بعضهم .[/FONT]
[FONT=&quot]فبلغ أبا سفيان ما يريده النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان أبو سفيان خبيرا بالطرق ، فما كان منه إلا أن غيَّر مساره وطريقه ، فغدا بالقافلة إلى الساحل عن طريق البحر.[/FONT]
[FONT=&quot]وندب في قريش يستغيث بهم أن ينقذوا قافلتهم .[/FONT]
[FONT=&quot]فوصل الخبر إلى قريش فقامت صناديدها بأنفة وحمية واستكبار وخرجوا ، وكان عددهم كما سبق ألفا .[/FONT]
[FONT=&quot]فلما بلغ أبو سفيان الجحفة [/FONT]– وهي بين المدينة ومكة – [FONT=&quot]أرسل إلى قريش [/FONT]: أن القافلة قد نجت ، ويطلب منهم أن يعودوا ، وكان يؤكد عليهم أن يعودوا ولا يلتقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، [FONT=&quot]لكن صناديد قريش أبت إلا أن تواجه النبي صلى الله عليه وسلم ـــــــــــ من أجل ماذا ؟[/FONT]
من أجل أن يؤمِّنوا قوافلهم في المستقبل ، ومن أن يبينوا لقبائل العرب أن هيبتهم وقوتهم مازالت موجودة فخرجوا يريدون المواجهة .
[FONT=&quot]فعلم النبي صلى الله عليه وسلم بخروج قريش.[/FONT]
فإذا بطائفة من المسلمين تحاول أن تثني النبي صلى الله عليه وسلم عن القتال ، فهي لم تخرج لذات القتال ، وإنما خرجت للعير.
[FONT=&quot]فصور الله عز وجل هذا المشهد الحاصل والحوار الدائر بين النبي صلى الله عليه وسلم ، وبين هذه الطائفة المؤمنة في آيات عن غزوة بدر :[/FONT]
[FONT=&quot]قال عز وجل[/FONT] : [FONT=&quot]((كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ{5} يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ))[/FONT]
[B][U]وأما رغبة المهاجرين[/U][/B]- كما جاء في صحيح البخاري – [B]فكانوا مصرين على أن يواجهوا قريشا[/B] [FONT=&quot]ـــــــــــــــ من أجل ماذا ؟[/FONT]
[B]من أجل أن يشفوا غليلهم ، وان يستردوا شيئا من أموالهم التي أخذتها قريش .[/B]
[B]فما كان منه عليه الصلاة والسلام إلا أن قال للصحابة : " أشيروا عليّ "[/B]
[B]وكان عليه الصلاة والسلام لا يريد المهاجرين ؛ لأنه يعرف رأي المهاجرين .[/B]
[FONT=&quot]لكنه يريد الأنصار ـــــــــــــ ولماذا بالذات الأنصار ؟[/FONT]
[FONT=&quot]لأنهم هم الغالبية الكبرى في الجيش هذا أولا .[/FONT]
[FONT=&quot]ثانيا :[/FONT][FONT=&quot] أن بيعة العقبة التي تحدثت عنها في جمع سالفة قد جرى في محاورها أن الأنصار ينصرون النبي صلى الله عليه وسلم ، ويقفون معه ، لكن النص الحاصل في بيعة العقبة : أن النصرة إنما تكون داخل المدينة ، وليس خارج المدينة ، وهم الآن خارج المدينة .[/FONT]
[FONT=&quot]ففهمها سعد بن معاذ رضي الله عنه ، وكان لواء الأنصار معه :[/FONT]
[FONT=&quot]فقال رضي الله عنه :[/FONT] كأنك تريدنا يا رسول الله ؟
[FONT=&quot]فقال عليه الصلاة والسلام :[/FONT] أجل .
[B][U]فما كان من سعد رضي الله عنه إلا أن تحدث بهذه الجمل التي سطرها له التاريخ ، فقال رضي الله عنه :[/U][/B] [FONT=&quot]" لقد آمنا بك وصدقناك ، وشهدنا بأنك على الحق ، وأعطيناك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فوالله لو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك وما تخلف رجل منا ، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا ، إننا لصُبرٌ على الحرب ، صُدقٌ عند اللقاء ، فامض لما أمرك الله ، فلعل الله عز وجل أن يريك منا ما تقربه عينك "[/FONT]
فسُر عليه الصلاة والسلام بمقولة سعد بن معاذ – كما أخرجها مسلم في صحيحه .
[B][U]فقال النبي عليه الصلاة والسلام[/U][/B] – كما جاء عند البخاري والنسائي ومسند الإمام أحمد - [B][U]وصححها ابن كثير رحمه الله :[/U][/B]
[FONT=&quot]قال عليه الصلاة والسلام :[/FONT] [FONT=&quot](( سيروا وأبشروا ، فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين، فلكأني أنظر إلى مصارع القوم))[/FONT]
[FONT=&quot]وكان عليه الصلاة والسلام قبل أن يلتقي الجيشان قال[/FONT] : [FONT=&quot](( هذا مصرع فلان -حدد بالاسم- هذا مصرع فلان ، هذا مصرع فلان ))[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وهل صُرعوا في هذه الأماكن ؟[/FONT]
سيأتي الحديث عنه إن شاء الله لاحقا
فلما التقى الجيشان وزّعهم النبي عليه الصلاة والسلام ، ووزع أصحابه .
[FONT=&quot]جاء في صحيح مسلم قوله عليه الصلاة والسلام ، قال :[/FONT] [FONT=&quot](( هذه مكة ، قد ألقت بأفلاذ كبدها إليكم ))[/FONT]
[FONT=&quot]فهذا تأنيس منه عليه الصلاة والسلام لأن العاقبة المحمودة لهم فقال هذه المقولة .[/FONT]
[FONT=&quot]فما كان من قريش إلا أن تنازعوا فيما بينهم ، فقام أحد زعمائهم ، وهو [/FONT][FONT=&quot]عتبة بن ربيعة[/FONT][FONT=&quot] ، فأراد أن يثني الجيش عن مقابلة النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك لأن بينهم أرحاما موصولة .[/FONT]
[FONT=&quot]لكن أبا جهل خرج بأنفة ، قال تعالى : [/FONT] [FONT=&quot]((وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَراً وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ))[/FONT]
هذه في سورة [FONT=&quot]" الأنفال[/FONT] " يصور حقيقة أبي جهل ، ومن معه لما خرجوا يريدون أن يرهبوا النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن يبينوا للعرب أنهم على قوة .
[B]فما كان من أبي جهل إلا أن اتَّهم عتبة بأنه جبان يخشى من القتل فأثنى أبو جهل عزيمة ورأي عتبة .[/B]
فلما جاء [FONT=&quot]اليوم السابع عشر من شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة[/FONT] يصور لنا [FONT=&quot]علي[/FONT] رضي الله عنه ما جرى في تلك الليلة التي تعقب المعركة
[FONT=&quot]فيقول رضي الله عنه :[/FONT] [B]" فأنزل الله عز وجل مطرا ، وأنزل النعاس ، فما من رجل إلا وهو نائم إلا النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلي إلى شجرة ويدعو ربه عز وجل قائلا : " اللهم إن تُهلِك هذه العصابة لا تُعبد في الأرض "[/B]
[FONT=&quot]والقرآن يصور لنا هذا الأمر :[/FONT]
[FONT=&quot]قال عز وجل[/FONT] – كما في سورة الأنفال - : [FONT=&quot]{إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ }[/FONT]
فلما طلع الفجر صلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم ، وحرضهم على القتال .
وما جاء في كتب السيرة من قصة [FONT=&quot]الحباب بن المنذر[/FONT] وأنه أشار إلى النبي عليه الصلاة والسلام بأن هذا المكان ليس مكانا للحرب إلا إن كان هناك وحي قد أوحاه الله عز وجل إليه ــــــــــــــ فهذه عند الحاكم ، وحكم عليها الذهبي بالنكارة [B]وضعّف إسنادها ابن كثير[/B] رحمه الله بأنها منقطعة
[FONT=&quot]الشاهد من هذا :[/FONT]
أنه لما جاء الصباح نظَّمهم النبي صلى الله عليه وسلم ووزعهم ، وهذا أسلوب جديد لم تعتد عليه العرب.
[FONT=&quot]فبُني عريش للنبي عليه الصلاة والسلام بمشورة[/FONT] " [B]سعد بن معاذ[/B] " لكي يتمكن النبي صلى الله عليه وسلم من إدارة الحرب ، هو في هذا المكان وهو مطمئن دون أن يناله سوء .
[B]فكان النبي عليه الصلاة والسلام يهتف بربه حتى سقط رداؤه ، فأتى إليه أبو بكر من الخلف والتزمه ليهون على[/B] [B]النبي عليه الصلاة والسلام ،[/B] [FONT=&quot]وقال :[/FONT] [FONT=&quot]" كفاك مناشدتك لربك "[/FONT]
[FONT=&quot]فقال عز وجل مصورا الحالة والحقيقة [/FONT]–[FONT=&quot] كما في سورة الأنفال[/FONT] :
[FONT=&quot]قال عز وجل :[/FONT] [FONT=&quot]((إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ))[/FONT]
[FONT=&quot]فأغاثه الله عز وجل بالملائكة :[/FONT] [FONT=&quot]{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ }[/FONT] ( يعني يتبع بعضهم بعضا )
[FONT=&quot]فخرج النبي صلى الله عليه وسلم لما بُشر كما جاء في صحيح البخاري[/FONT] – خرج إلى ساحة القتال وهو يقرأ قول الله عز وجل : [FONT=&quot]{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ }[/FONT]
وجاء في المسند أن النبي صلى اله عليه وسلم كان مشاركا بل كان من أشدهم بأسا .
[FONT=&quot]ولذا قال علي رضي الله عنه ويصور لنا الحال يقول : [/FONT][FONT=&quot]" اتقينا به عليه الصلاة والسلام ، فما كان أحد منا أقرب إلى العدو منه"[/FONT]
[FONT=&quot]ولذا جاء في صحيح مسلم في صبيحة المعركة :[/FONT]
[FONT=&quot]قال :[/FONT] [FONT=&quot](( لا يتقدمنَّ أحد منكم حتى أكون أنا دونه )) [/FONT]
فكان في مقدمة الجيش عليه الصلاة والسلام ، وهذا يدل على شجاعته .
[FONT=&quot]فلما دنا منهم قال عليه الصلاة والسلام[/FONT] : [FONT=&quot](( قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض ))[/FONT]
[FONT=&quot]فالتقى الجيشان :[/FONT]
[FONT=&quot]فجعل أبو جهل يستفتح بالله عز وجل ويقول :[/FONT] [B]اللهم أينا كان أقطع للرحم وأتى بما لم نعرفه فأحنه الغداة ([/B] يعني اقضِ عيه الغداة الآن في الصباح )
[FONT=&quot]فصوّر الله عز وجل هذا القول[/FONT] – كما في سورة الأنفال – [FONT=&quot]فقال عز وجل [/FONT][FONT=&quot]: ((إِن تَسْتَفْتِحُواْ[/FONT] – ( يعني يا كفار قريش وعلى رأسهم ) – [FONT=&quot]إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ الْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ))[/FONT]
فخرج عتبة بن ربيعة خرج ؛ لأنه في أول الأمر لما أراد أن يثني قريشا من اللقيا فاتهمه أبو جهل بالجبن خرج هو وولداه ، خرج [FONT=&quot]عتبة بن ربيعة[/FONT] وولداه : [FONT=&quot]" الوليد و شيبة "[/FONT] خرجوا للمبارزة .
[FONT=&quot]فخرج لهم ثلاثة من الأنصار فأبوا قالوا[/FONT] : [FONT=&quot]لابد أن نلتقي بأحد من عشائرنا .[/FONT]
فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم عمه [FONT=&quot]" حمزة بن عبد المطلب " و " علي بن أبي طالب " و " عبيدة بن الحارث " [/FONT]
فتبارز الثلاثة فقتل هؤلاء الثلاثة أولئك الثلاثة من كفار قريش .
[FONT=&quot]وفي هؤلاء الستة أنزل الله عز وجل قوله تعالى في سورة[/FONT] [FONT=&quot]" الحج "[/FONT] : [FONT=&quot]{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ }[/FONT]
[FONT=&quot]الآيات المذكورة إلى قوله عز وجل :[/FONT] [FONT=&quot]((الْحَمِيدُ)) .[/FONT]
[FONT=&quot]فحرضهم النبي صلى الله عليه وسلم على القتال ، فقال [/FONT]–[FONT=&quot] كما في صحيح البخاري :[/FONT] [FONT=&quot](( والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيُقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر إلا أدخله الله الجنة ))[/FONT]
وهذا تشجيع منه عليه الصلاة والسلام لهم .
فقام عليه الصلاة والسلام ، وهذه معجزة ،فأخذ حفنة من التراب ، فنثرها في وجوه القوم ، فما تركت أحدا من أفراد قريش إلا ووقعت ذرات التراب في عينيه .
[FONT=&quot]حفنة هذه معجزة :[/FONT]
[FONT=&quot]ولذا قال عز وجل[/FONT] – كما في سورة الأنفال - : [FONT=&quot]((وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى))[/FONT]
[B][U]وكان شعار المسلمين آنذاك كان شعارهم[/U][/B] [FONT=&quot]" التوحيد[/FONT] " كانوا يقولون [FONT=&quot]: " أحد أحد "[/FONT] .
[FONT=&quot]فقتل المسلمون :[/FONT] [FONT=&quot]" فرعون هذه الأمة " وهو " أبو جهل " [/FONT]
[FONT=&quot]وقتلوا " أمية بن خلف وابنه " [/FONT]
كما جاء ذلك في صحيحي البخاري ومسلم
[FONT=&quot]فبلغ صرعاهم كما جاء في صحيح مسلم أن قُتل منهم " [/FONT][FONT=&quot]سبعون "[/FONT][FONT=&quot] وأُسر منهم [/FONT][FONT=&quot]" سبعون "[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[B]ولذا النبي عليه الصلاة والسلام – كما أخبر قبل حدوث المعركة بأن هذا هو مصرع فلان ، ومصرع فلان ، فما تجاوز أحدهم موضع إشارته عليه الصلاة والسلام ، فأصبح هؤلاء صرعى في تلك المواطن التي أشار النبي صلى الله عليه وسلم إليها .[/B]
وفرّ البقية تاركين أموالهم ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأربعة وعشرين من صناديدهم فسُحبوا ثم قُذفوا في بئر من آبار بدر- كما جاء في الصحيحين .
[FONT=&quot]انظروا إلى العجب :[/FONT]
وحينما أذكر سيرة النبي عليه الصلاة والسلام أنا أسردها لكم سردا ، وإلا لو جلس الإنسان على كل فقرة ، وعلى كل حادثة لاستنبط منها فوائد جمة
لكن المقصود من عرض هذه الأحداث أن يكون المسلم على إطلاع وثيق بما جرى في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام.
[B][U][FONT=&quot]والفوائد كثيرة :[/FONT][/U][/B][B][U] فمن أمعن نظره وفكره كثيرا سواء مما نذكره أو مما لم نذكره وجدها[/U][/B]
[FONT=&quot]الشاهد من هذا :[/FONT]
أن الله عز وجل – كما في سورة آل عمران - ذكر فضله على هذه الأمة :
[FONT=&quot]فقال عز وجل :[/FONT] [FONT=&quot](( وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ[/FONT] ( يعني قلة ) ))
فنصركم الله عز وجل
[FONT=&quot]ولهذا قال تعالى : [/FONT][FONT=&quot]((كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ))[/FONT]
فلما جرى ما جرى - وكما قلت لكم : الملائكة شاركوا في القتال

[FONT=&quot]فماذا جرى ؟[/FONT]
من سلم من كفار قريش هرب
[FONT=&quot]ومن قُتل من الصناديد[/FONT] وهم [FONT=&quot]" أربعة وعشرون[/FONT]" قُذفوا في البئر
[FONT=&quot]بقي ماذا ؟[/FONT]
بقيت الغنائم والأسرى
[FONT=&quot]فأما الغنائم فحصل نزاع بين الصحابة في هذه الغنائم ــــــــــ لمن تكون ؟[/FONT]
[FONT=&quot]للشباب ، للشيوخ ؟[/FONT]
ولم يكن فيها حكم شرعي قبل ذلك
[B][U]فأنزل الله عز وجل قوله تعالى :[/U][/B] [FONT=&quot]((يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ))[/FONT]
يعني يحكمان فيها بما يشاءان
فحكم الله عز وجل في هذه الغنائم بأن أربعة أخماس منها للمقاتلين ، وأما الخمس فهو يؤخذ من الغنائم ويُعد فيئا.
[FONT=&quot]فأنزل الله عز وجل[/FONT] : [FONT=&quot]((وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ....... ))[/FONT][FONT=&quot] الآيات[/FONT]
وقد قسم النبي صلى الله عليه وسلم لتسعة ممن لم يحضر القتال ؛ وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كلفهم بأشياء فأشركهم كأنهم قد قاتلوا.
وكذلك أشرك من ضمن هؤلاء التسعة أشرك [FONT=&quot]عثمان بن عفان ؛ [/FONT]لأنه تخلف في المدينة لعذر إذ كانت بنت النبي صلى الله عليه وسلم [FONT=&quot]" رقية "[/FONT] وهي تحت عثمان يعني أنه زوجها كانت مريضة في مرض موتها فأبقاه النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة حتى يقوم على شئونها فماتت في مرضها ذلك ، فقسم له النبي صلى الله عليه وسلم من الغنيمة كأنه حاضر – كما جاء في مسند الإمام أحمد.
هذا شان الغنائم
[FONT=&quot]أما شأن الأسرى :[/FONT]
فبعد جلسة الاستراحة إن شاء الله تعالى
أقول ما تسمعون ، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه ، وتوبوا إليه أن ربي كان غفورا رحيما


[CENTER][CENTER][FONT=&quot]الخطبة الثانية[/FONT][/CENTER][/CENTER]

[FONT=&quot]أما بعد ، فيا عباد الله :[/FONT]
[FONT=&quot]شأن الأسرى الذين هم أسرى بدر :[/FONT]
[FONT=&quot]استشار النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر واستشار عمر في شأن الأسرى:[/FONT]
[FONT=&quot]ماذا يصنع بهم ؟[/FONT]
إذ لم ينزل الله عز وجل حكما في هذه الأسرى ؛ لأنها أول غزوة جرت بين النبي عليه الصلاة والسلام وبين المشركين .
[B][I][U]فما كان من عمر رضي الله عنه إلا أن قال[/U][/I][/B] [FONT=&quot]:" لا تدع ولا تذر منهم أحدا لأنهم أئمة كفر ، وسيسلطون عشائرهم على المسلمين فيما يُستقبل ، ثم قال عمر رضي الله عنه : " من أجل أن تكون لنا قوة وهيبة "[/FONT]
[B][U]فما كان من أبي بكر رضي الله عنه إلا أن قال :[/U][/B] [FONT=&quot]" يا رسول الله بل نبقي عليهم ، ولنأخذ منهم الفداء ، فأخذ الفداء يكون لنا قوة ، وإبقاؤهم لعل الله عز وجل أن يهديهم ويدخلهم في الإسلام "[/FONT]
فاطمأن النبي صلى الله عليه وسلم إلى رأي أبي بكر رضي الله عنه .
[FONT=&quot]فماذا صنع عليه الصلاة والسلام ؟[/FONT]
قام عليه الصلاة والسلام بأخذ الفداء
[B][U]وهذا الفداء يختلف باختلاف شخصية كل شخص منهم :[/U][/B]
فكان [B]العباس بن عبد المطلب[/B] ذا شخصية كبرى ، فأخذ منه النبي صلى الله عليه وسلم مئة أوقية من الذهب
وأخذ من [B]عقيل بن أبي طالب [/B]ثمانين أوقية
وأخذ من غيرهم أربعين
ومن عجز عن إتمام فدائه أسقطه النبي صلى الله عليه وسلم أي أسقط عنه هذا الفاضل .
[FONT=&quot]ومن كان متعلما يعرف القراءة والكتابة -[/FONT] كما جاء في مسند الإمام أحمد ألزمه النبي لى الله عليه وسلم حتى تُفكَّ رقبته ألزمه أن يعلم صبيان أهل الأنصار أن يعلمهم القراءة والكتابة حتى يطلقه .
[FONT=&quot]لكنه عليه الصلاة والسلام لما رجع إلى المدينة أمر بقتل اثنين :[/FONT]
أمر بقتل اثنين من صناديد قريش ، وذلك لأن هذين الاثنين كانا يؤذيانه عليه الصلاة والسلام :
[FONT=&quot]ـــــــ عقبة بن أبي مُعَيْط[/FONT]
[FONT=&quot]ـــــــ والنضر بن الحارث .[/FONT]
فقتلهما النبي صلى الله عليه وسلم ليكون درسا للطغاة في المستقبل
أما بقية الأسرى ممن عجز فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم – كما في معجم الطبراني وحسنه الهيثمي في مجمع الزوائد – أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالأسرى أن يعاملوهم معاملة حسنة .
[B]فما كان من هؤلاء الأسرى إلا أن توالى إسلامهم بين فترات متقطعة .[/B]
لكن رجوع النبي صلى الله عليه وسلم في رأي أبي بكر عوتب في ذلك من ربه عز وجل :
[FONT=&quot]فجاء القرآن[/FONT] – كما في سورة الأنفال – [FONT=&quot]جاء القرآن مؤيدا لرأي عمر ، فقال عز وجل : [/FONT][FONT=&quot]{مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }[/FONT]
فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم [FONT=&quot]" زيد بن حارثة[/FONT] " و" [FONT=&quot]عبد الله بن رواحة "[/FONT] ليبشرا من في المدينة بخبر النصر ، ففرحوا بذلك .
[B][I]لكن أسامة رضي الله عنه يقول :[/I][/B] [FONT=&quot]" ما صدَّقت بالخبرحتى رأيت – ( يعني ما استوثقت وإلا هو سيصدق لأنهم رسل من النبي عليه الصلاة والسلام ) لكنه يقول لم يطمئن قلبي حتى رأيت الأسرى مقرنين في السلاسل.[/FONT]"
وسُمِّي هذا اليوم – كما في سورة الأنفال – [FONT=&quot]بيوم الفرقان ،[/FONT] لأن الله عز وجل فرق به بين الحق والباطل .
وجاءت السنة صريحة بذكر فضائل " البدريين " الذين شاركوا في معركة " بدر " .
[FONT=&quot]قريش ـــــــــــ ما حالها بعد رجوعها ؟[/FONT]
[B]قام الزعماء ، وأبو أن تنزل قطرة دمع من أعينهم لا من الرجال ، ولا من النساء ، ولا من الأطفال ، وألا يقيموا عزاء حتى لا تحصل بهم شماتة ، وحتى لا يفرح المسلمون بهذا النصر.[/B]
[B]بل إنهم فعلوا أشياء عجيبة تخالف المألوف الذي اعتيد عليه في قبائل العرب .[/B]
أتوا إلى رجل وهو صحابي وهو [FONT=&quot]" سعد بن النعمان بن أتَّال "[/FONT]وهو يعتمر يلبي – معروف أن من دخل الحرم فهو آمن هذا معروف حتى فيما مضى قبل الإسلام – وأخذوه وأسروه لكي يشفوا غليلهم ، فما خلصه النبي صلى الله عليه وسلم من أيديهم إلا بفداء عمرو بن أبي سفيان الذي وقع أسيرا في أيدي الصحابة رضي الله عنهم .
[FONT=&quot]لكنهم لم يستقروا على هذا ، ـــــــــــــ ماذا صنعوا ؟[/FONT]
[FONT=&quot]قاموا – كما جاء في صحيح البخاري في غزوة الرجيع – كما سياتي معنا- قاموا إلى رجلين : [/FONT]
[FONT=&quot]وهما "خبيب بن عدي "[/FONT]
[FONT=&quot]" وابن الدِّثنة[/FONT] "
وكانا مسلمين ، فاشتروا هذين الرجلين حتى قاموا بقتلهما من اجل أن يشفوا غليلهم من النبي عليه الصلاة والسلام.
بل إن [FONT=&quot]زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم[/FONT] أرادت ان تلحق بأبيها عليه الصلاة والسلام فتعرض أناس لقافلتها بل كادوا أن يؤذوها ، فكادوا أن يؤذوها لكن الله عز وجل سلمها فعادت إلى مكة ومُنعت رضي الله عنها من أن تلحق بأبيها النبي عليه الصلاة والسلام .
[FONT=&quot]ولا أدل من غيظهم الذي حملوه أنه جاء عن عمير بن وهب الجمحي أنه جلس مع صفوان بن أمية في الحجر فتذاكرا أمر القليب :[/FONT]
[B]وقال عمير :[/B] لولا عيال لدي وأموال عليّ لذهبت إلى محمد وقتلته
فاننتهزها صفوان ، [B][U]وقال :[/U][/B] عيالك مع عيالي ، ودينك عليّ ، فاذهب
[FONT=&quot]فانطلق عمير بن وهب[/FONT] ، فلما أتى إلى المدينة ، ودخل فيها رآه عمر رضي الله عنه ، فقال عمر رضي الله عنه لبعض الصحابة الذين كانوا معه، :
[FONT=&quot]قال : هذا الكلب ما جاء إلا لشر[/FONT]
[FONT=&quot]فربط ناقته فأمسكه عمر رضي الله عنه بتلابيب ثيابه ،فأدخله على النبي عليه الصلاة والسلام :[/FONT]
[FONT=&quot]فقال عليه الصلاة والسلام : أطلقه يا عمر .[/FONT]
[FONT=&quot]قال : ما الذي أتى بك يا عمير ؟[/FONT]
[FONT=&quot]فقال : من أجل هذا الأسير؛ لأن ابنه وقع أسيرا في يد النبي صلى الله عليه وسلم[/FONT]
[FONT=&quot]قال : إذاً ما بال هذا السيف في عنقك ؟[/FONT]
[FONT=&quot]قال : قبحها الله من سيوف ، وهل أغنت عنا شيئا ؟[/FONT]
[FONT=&quot]فقال : أصدقني الحديث [/FONT]
[FONT=&quot]قال : هو هذا الحديث [/FONT]
[FONT=&quot]فقال عليه الصلاة والسلام : بل جلست أنت وصفوان بن أمية في الحجر، فتذاكرتما أمر القليب ، وقلت : لولا دين عليّ وعيال عندي لذهبت إلى محمد وقتلته ، والله مانعك من ذلك [/FONT]
[FONT=&quot]فقال عمير : والله ما سمع بهذا الكلام أحد غيرنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله .[/FONT]
[FONT=&quot]فعاد عمير وقد أسلم ، ودعا إلى الإسلام في مكة .[/FONT]
[FONT=&quot]وبهذا انتهت غزوة " بدر " فكان من " حسان بن ثابت رضي الله عنه "[/FONT] أن أنشد فيها أشعارا يعبر عن مدى فرحته بما جرى من هذا النصر العظيم ، وقصائده مشهورة في كتب السير ،لا أذكرها حتى لا أطيل عليكم .
ثم بعد ذلك توالت أحداث في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ، نأتي على شيء منها في الجمعة القادمة إن تيسر ذلك إن شاء الله تعالى .


الساعة الآن 01:57 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.