شَرْحُ حَدِيثِ: أَنَّ رَسُولَ اﷲِ عَادَ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ خَفَتَ
[CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=Black]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B][/CENTER] <b>[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=Black][CENTER] 2688 حَدَّثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ زِيَادُ بْنُ يَحْيَى الْحَسَّانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ [IMG]http://www.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIF[/IMG] أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ رَجُلًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ قَدْ خَفَتَ فَصَارَ مِثْلَ الْفَرْخِ - ص 2069 - فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلْ كُنْتَ تَدْعُو بِشَيْءٍ أَوْ تَسْأَلُهُ إِيَّاهُ . [CENTER][INDENT][COLOR=Red]قَالَ نَعَمْ[/COLOR]: كُنْتُ أَقُولُ اللَّهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي بِهِ فِي الْآخِرَةِ فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُبْحَانَ اللَّهِ لَا تُطِيقُهُ أَوْ لَا تَسْتَطِيعُهُ أَفَلَا قُلْتَ اللَّهُمَّ [IMG]http://www.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF[/IMG] آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [IMG]http://www.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF[/IMG] قَالَ فَدَعَا اللَّهَ لَهُ فَشَفَاهُ [IMG]http://www.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF[/IMG] [/INDENT][/CENTER] صحيح مسلم -كِتَاب الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ -بَاب كَرَاهَةِ الدُّعَاءِ بِتَعْجِيلِ الْعُقُوبَةِ فِي الدُّنْيَا قال الشيخ ملا علي القاري رحمه الله : ([COLOR=Red] عَادَ [/COLOR]) : مِنَ الْعِيَادَةِ أَيْ : زَارَ ( [COLOR=Red]رَجُلًا[/COLOR] ) : أَيْ مَرِيضًا ( مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ [COLOR=Red]خَفَتَ[/COLOR] ) : بِفَتْحِ الْفَاءِ أَيْ ضَعُفَ مِنْ خَفَتَ إِذَا ضَعُفَ وَسَكَنَ ([COLOR=Red] فَصَارَ[/COLOR] ) : أَيْ : بِسَبَبِ الضَّعْفِ ( [COLOR=Red]مِثْلَ الْفَرْخِ[/COLOR] ) : وَهُوَ وَلَدُ الطَّيْرِ أَيْ مِثْلُهُ فِي كَثْرَةِ النَّحَافَةِ ، وَقِلَّةِ الْقُوَّةِ . ( فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ _صل الله عليه وسلم_ هَلْ كُنْتَ تَدْعُو اللَّهَ بِشَيْءٍ أَوْ تَسْأَلُهُ إِيَّاهُ ؟ ) : قِيلَ : شَكٌّ مِنَ الرَّاوِي ، وَقَالَ الطِّيبِيُّ : وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ مِنْ كَلَامِهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - أَيْ : هَلْ كُنْتَ تَدْعُو بِشَيْءٍ مِنَ الْأَدْعِيَةِ الَّتِي يُسْأَلُ فِيهَا مَكْرُوهٌ ، أَوْ هَلْ سَأَلْتَ اللَّهَ الْبَلَاءَ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ ؟ وَعَلَى هَذَا فَالضَّمِيرُ الْمَنْصُوبُ عَائِدٌ إِلَى الْبَلَاءِ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ الْحَالُ ، وَيُنْبِئُ عَنْهُ خَفَتَ ، فَيَكُونُ قَدْ عَمَّ أَوَّلًا وَخَصَّ ثَانِيًا ، وَجَعَلَ ابْنُ حَجَرٍ : ([COLOR=Red]أَوْ[/COLOR] ) لِلتَّنْوِيعِ ، وَجَعَلَ الدُّعَاءَ مُخْتَصًّا بِالتَّلْوِيحِ ، وَالسُّؤَالَ بِالتَّصْرِيحِ وَهُوَ وَجْهٌ وَجِيهٌ ، لَكِنَّ قَوْلَهُ : وَانْدَفَعَ بِهِ مَا لِلشَّارِحِ هُنَا مِنَ التَّكَلُّفِ الْبَعِيدِ ، وَالتَّأْوِيلِ الْغَرِيبِ فَمَدْفُوعٌ ، فَإِنَّ الشَّارِحَ أَيْضًا جَعَلَ ( أَوْ ) لِلتَّنْوِيعِ ، غَايَتُهُ أَنَّهُ حَمَلَ الدُّعَاءَ وَالسُّؤَالَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ ، كَمَا هُوَ الظَّاهِرُ ، وَفَرَّقَ فِي مَفْعُولَيْهِمَا بِأَنْ جَعَلَ الْمَفْعُولَ الْأَوَّلَ عَامًّا وَالْمَفْعُولَ الثَّانِيَ خَاصًّا ، فَتَقَرَّبْ وَلَا تَبْعُدْ فَتُسْتَبْعَدَ ، ثُمَّ مِنَ الْغَرِيبِ أَنَّهُ ذَكَرَ وَرَقَتَيْنِ مِنَ الْكَلَامِ فِي تَصْحِيحِ قَوْلِهِ : وَانْتَقَلَ انْتِقَالَاتٍ عَجِيبَةً لَا دَخْلَ لِلْمَقْصُودِ فِيهَا أَبَدًا . ( [COLOR=Red]قَالَ نَعَمْ[/COLOR] ) : فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ ( أَوْ ) لِلشَّكِّ مِنَ الْرَاوِي لَا لِلتَّرْدِيدِ مِنْهُ . ( كُنْتُ أَقُولُ اللَّهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي بِهِ فِي الْآخِرَةِ ) : شَرْطِيَّةٌ أَوْ مَوْصُولَةٌ ( [COLOR=Red]فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا[/COLOR] ) . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صل الله عليه وسلم ( [COLOR=Red]سُبْحَانَ اللَّهِ[/COLOR] ) : تَنْزِيهٌ لَهُ تَعَالَى عَنِ الظُّلْمِ وَعَنِ الْعَجْزِ ، أَوْ تَعَجُّبٌ مِنَ الدَّاعِي فِي هَذَا الْمَطْلَبِ وَهُوَ أَقْرَبُ . ([COLOR=Red] لَا تُطِيقُهُ[/COLOR] ) : أَيْ فِي الدُّنْيَا ( [COLOR=Red]وَلَا تَسْتَ[/COLOR][COLOR=Red]طِيعُهُ[/COLOR] ) : فِي الْعُقْبَى أَوْ كَرَّرَ لِلتَّأْكِيدِ ، فَبَطَلَ قَوْلُ ابْنِ حَجَرٍ ، فَمَآلُ الْجُمْلَتَيْنِ وَاحِدٌ ، إِذْ يُحْتَمَلُ اخْتِلَافُهُمَا بِخِلَافِ تَعَلُّقِهَا . وَقَالَ الطِّيبِيُّ : قَوْلُهُ : ( [COLOR=Red]لَا تُطِيقُهُ[/COLOR] ) بَعْدَ مَا صَارَ الرَّجُلُ كَالْفَرْخِ ، وَبَعْدَ قَوْلِهِ : كُنْتُ أَقُولُ لِحِكَايَةِ الْحَالِ الْمَاضِيَةِ الْمُسْتَمِرَّةِ الْحَالُ وَالِاسْتِقْبَالُ ، وَأَغْرَبَ ابْنُ حَجَرٍ فَقَالَ : أَيْ لَا تُطِيقُ هَذَا الْعَذَابَ الَّذِي سَأَلْتَهُ لَا فِي هَذِهِ الْحَالَةِ الَّتِي أَنْتَ فِيهَا ، وَلَا فِيمَا سِوَاهَا ، كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ عُمُومُ النَّفْيِ ، فَانْدَفَعَ قَوْلُ الطِّيبِيِّ إِلَخْ فَتَأَمَّلْ . فَإِنَّ الْعَاقِلَ يَكْفِيهِ الْإِشَارَةُ ، وَالْغَافِلَ لَا تَنْفَعُهُ كَثْرَةُ الْعِبَارَةِ . ([COLOR=Red]أَفَلَا قُلْتَ[/COLOR] ) : أَيْ بَدَلَ مَا قُلْتَ : ([COLOR=Red]اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً [/COLOR]) : أَيْ عَافِيَةً ([COLOR=Red] وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً[/COLOR] ) : أَيْ مُعَافَاةً ( [COLOR=Red]وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [/COLOR]) قَالَ ، : أَيْ : أَنَسٌ ( فَدَعَا ) : أَيِ الرَّجُلُ ( اللَّهَ بِهِ ) : أَيْ بِهَذَا الدُّعَاءِ الْجَامِعِ . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : أَيْ حَالَ كَوْنِهِ مُلْتَبِسًا بِقَوْلِهِ هَذَا الدُّعَاءَ ، أَوْ مُسْتَغْنًى عَنْهُ نَشَأَ عَنِ الْغَفْلَةِ عَنْ قَوْلِهِ : صل الله عليه وسلم ( هَلْ دَعَوْتَ اللَّهَ بِشَيْءٍ ) فَإِنَّ الْبَاءَ لِلتَّعْدِيَةِ أَيِ الْمَفْعُولِ الثَّانِي ( فَشَفَاهُ اللَّهُ ) : أَيْ : بِالدَّوَاءِ النَّافِعِ . [COLOR=Red]قال الإمام النووي رحمه الله[/COLOR] : قَوْلُهُ : ( عَادَ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ خَفَتَ مِثْلُ الْفَرْخِ ) أَيْ : ضَعُفَ . وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ :[COLOR=Red] النَّهْيُ عَنِ الدُّعَاءِ بِتَعْجِيلِ الْعُقُوبَةِ[/COLOR] . وَفِيهِ فَضْلُ الدُّعَاءِ بِاَللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ . وَفِيهِ جَوَازُ التَّعَجُّبِ بِقَوْلِ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَقَدْ سَبَقَتْ نَظَائِرُهُ . وَفِيهِ اسْتِحْبَابُ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ وَالدُّعَاءِ لَهُ . وَفِيهِ كَرَاهَةُ تَمَنِّي الْبَلَاءِ ؛ لِئَلَّا يَتَضَجَّرُ مِنْهُ وَيَسْخَطُهُ ، وَرُبَّمَا شَكَا ، وَأَظْهَرُ الْأَقْوَالِ فِي تَفْسِيرِ الْحَسَنَةِ فِي الدُّنْيَا أَنَّهَا الْعِبَادَةُ وَالْعَافِيَةُ ، وَفِي الْآخِرَةِ الْجَنَّةُ وَالْمَغْفِرَةُ ، وَقِيلَ : الْحَسَنَةُ تَعُمُّ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ . مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح » كتاب أسماء الله تعالى » باب جامع الدعاء شرح النووي على مسلم » كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار » باب كراهة الدعاء بتعجيل العقوبة في الدنيا والله أعلم المصدر: الألوكة [COLOR=Red]منقول[/COLOR][/CENTER] [/COLOR][/SIZE][/FONT]</b> |
الساعة الآن 04:12 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.