منتديات الحور العين - يكاد البرق يخطف أبصارهم

[CENTER][SIZE=6][B][FONT=Simplified Arabic]ما أروع كلام الله "[COLOR=blue]و هو يقص الحق و هو خير الفاصلين[/COLOR]"[COLOR=#0000ff][1][/COLOR]، "[COLOR=blue]ما فرطنا في الكتاب [/COLOR][/FONT][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]من شيء[/FONT][/COLOR][COLOR=#0000ff][FONT=Simplified Arabic][2][/FONT][/COLOR][FONT=Simplified Arabic]، " [/FONT][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]و كل شيء فصلناه تفصيلا[/FONT][/COLOR][FONT=Simplified Arabic]"[/FONT][COLOR=#0000ff][FONT=Simplified Arabic][3][/FONT][/COLOR][FONT=Simplified Arabic]من خصائصه انه يضرب الأمثال للناس لعلهم يتفكرون فيعتبر من يعتبر و لا تفوته فرصة الهداية فيخسر الخسران المبين. فالمؤمن هداه الله في الأزل بالفطرة التي فطر كل الناس عليها ثم ساقه قدرا إلى كتابه المفتوح ليتأمل و يتدبر و يزداد إيمانا "[/FONT][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]ربنا ما خلقت هذا باطلا، سبحانك فقنا عذاب النا[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]ر[/FONT][/COLOR][FONT=Simplified Arabic]"[/FONT][COLOR=#0000ff][FONT=Simplified Arabic][4][/FONT][/COLOR][FONT=Simplified Arabic]. فيكون له حظ من النور الموصل إلى الحياة الحقيقية : "[COLOR=blue]أومن كان ميتا فأحييناه و جعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها"[/COLOR][/FONT][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][[/FONT][/COLOR][FONT=Simplified Arabic][COLOR=blue]5[/COLOR][/FONT][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic].[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]"و من لم يجعل الله له نورا فما له من نور"[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][6][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic].[/FONT][/COLOR]
[FONT=Simplified Arabic]لهذا تجد القرآن يصف في منتهى الدقة حال هؤلاء الذين عرفوا الحق ثم مالوا عنه فضاع منهم النور فتاهوا في الظلمات، وهذه الآيات من سورة البقرة وكأنها صورة حية لهؤلاء: [COLOR=#0000ff]([/COLOR][COLOR=blue]مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما[/COLOR][/FONT][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون، صم بكم عمي فهم لا يرجعون، أو كصيّب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين، يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا اظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير[/FONT][/COLOR][COLOR=#0000ff][FONT=Simplified Arabic])[/FONT][FONT=Simplified Arabic][7][/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic].[/FONT][/COLOR]
[FONT=Simplified Arabic]إن كل إنسان قد شاهد النار وهي مشتعلة يضيء نورها ثم شاهدها وهي تنطفئ و يذهب نورها. إلا أن ذهاب هذا النور يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة فالجالس في بيته مثلا ليس كالمسافر في سيارة على الطريق و فجأة فقد النور. فلا شك أن القرآن قي هذا السياق يعني هذا الفضاء الكبير الواسع الذي يصير تيها و ظلمات عند فقدان النور كما يعني أيضا القلب، فما بالك إذا كان الله جل جلاله هو الذي ذهب بهذا النور فتركهم في ظلمات التيه:"[COLOR=blue]لا يبصرون، صم بكم عمي فهم لا يرجعون[/COLOR]" [/FONT]
[FONT=Simplified Arabic]"[COLOR=blue]أو كصيّب من السماء فيه ظلمات و رعد وبرق[/COLOR] " و الصيب هو الغيث [COLOR=black]الذي أمرنا عليه الصلاة والسلام أن نقول [/COLOR][/FONT][COLOR=black][FONT=Simplified Arabic]عند نزوله[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Simplified Arabic]:[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]" اللهم اجعله صيباً نافعاً "[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][8][/FONT][/COLOR][COLOR=#0000ff][FONT=Simplified Arabic].[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Simplified Arabic]إن المطر وإن كان نافعاً إلا أنه لما وجد في هذه الصورة مع هذه الأحوال الضارة صار النفع به زائلاً، فكذا إظهار الإيمان لا يصير نافعا إلا إذا وافقه الباطن: فإذا فقد منه الإخلاص وحصل معه النفاق صار ضرراً في الدين [/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][9][/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Simplified Arabic].[/FONT][/COLOR]
[FONT=Simplified Arabic]و الصيب الذي ذكره الله هنا فيه "[COLOR=blue]ظلمات و رعد وبرق[/COLOR] " فهي إذا ليست ظلمة و إنما ظلمات : ظلمات الشك و النفاق و الكفر. و قد جاء الرعد بصوته الشديد يقضي على السمع و هذه عادة المنافقين و المشركين عند سماعهم القرآن و إعراضهم عنه و كذلك البرق تلك الشرارة الكهربائية الناتجة عن التقاء شحنتين كهربائيتين متعاكستين. و كأنها كناية عن إقبال و إعراض: إقبال الهدى و الخير من الله لهم و إعراض أهل الباطل عنه. غير أن الأصل في هذه الظاهرة أن البرق يسبق الرعد لان سرعة البرق 300000 كلم/ثانية بينما سرعة الصوت 330 متر/ثانية، لكن الآية تتحدث عن سلوك المعرضين عن الحق يسمعون كلام الله و يشاهدون هذا النور لكن لا يستفيدون منه و يزيدهم الله به ظلمة فوق ظلمة "[COLOR=blue]ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور[/COLOR][COLOR=#0000ff]" [/COLOR][/FONT][COLOR=#0000ff][FONT=Simplified Arabic][10][/FONT][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic].[/FONT][/COLOR][/COLOR]
[FONT=Simplified Arabic]و البرق يأتي بالنور المضيء في ومضة قصيرة يؤثر على العين التي تدرك هذا النور. فكيف يخطف البرق البصر و يحل الظلام "[COLOR=blue]يكاد البرق يخطف أبصارهم[/COLOR] ". و في آية أخرى يقول الحق جل جلاله : [COLOR=blue]يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِٱلأَبْصَار[/COLOR]ِ [/FONT][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][11].[/FONT][/COLOR][FONT=Simplified Arabic][COLOR=black]وعن ابن مسعود يخطف بمعنى «يختطف» و الخطف و الاختطاف تدل على السرعة.[/COLOR] فالعين[COLOR=#223344]آلة الإبصار تنفذ[/COLOR][/FONT][COLOR=#223344][FONT=Simplified Arabic]الأشعة الضوئية إليها وتحولها إلى إشارات[/FONT][/COLOR][COLOR=#223344][FONT=Simplified Arabic]كهربائية. وترسل هذه الإشارات إلى الدماغ الذي يفسرها على شكل صور مرئية[/FONT][/COLOR][COLOR=#223344][FONT=Simplified Arabic].[/FONT][/COLOR]
[COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]ترى ماذا قال بعض العلماء في هذا الباب ؟[/FONT][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=Simplified Arabic]والظلمة عدم النور عما من شأنه أن يستنير، والظلمة في أصل اللغة عبارة عن النقصان قال الله تعالى: [/FONT][/COLOR][FONT=Simplified Arabic][COLOR=#0000ff]{[/COLOR][COLOR=blue] آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمِ مّنْهُ شَيْئًا[/COLOR][COLOR=#0000ff] }[/COLOR][/FONT][COLOR=#0000ff][FONT=Simplified Arabic][12] [/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Simplified Arabic]أي لم تنقص وفي المثل: من أشبه أباه فما ظلم، أي فما نقص حق الشبه[/FONT][/COLOR][COLOR=#0000ff][COLOR=black][FONT=Simplified Arabic][13][/FONT][/COLOR][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=Simplified Arabic]أن الله سبحانه وتعالى يريد أن يلفتنا إلى أن البرق الذي هو وقتي وزمنه قليل. هو الذي يسترعي انتباههم. ولو آمنوا لأضاء نور الإيمان والإسلام طريقهم. ولكن قلوبهم مملوءة بظلمات الكفر فلا يرون طريق النور.. والبرق يخطف أبصارهم، أي يأخذها دون إرادتهم. فالخطف يعني أن الذي يخطف لا ينتظر الإذن، والذي يتم الخطف منه لا يملك القدرة على منع الخاطف. والخطف غير الغصب. فالغصب أن تأخذ الشيء برغم صاحبه. ولكن.. ما الفرق بين الأخذ والخطف والغصب؟. الأخذ أن تطلب الشيء من صاحبه فيعطيه لك. أو تستأذنه. أي تأخذ الشيء بإذن صاحبه. والخطف أن تأخذه دون إرادة صاحبه ودون أن يستطيع منعك. والغصب أن تأخذ الشيء رغم إرادة صاحبه باستخدام القوة أو غير ذلك بحيث يصبح عاجزا عن منعك من أخذ هذا الشيء. وقوله تعالى: [/FONT][/COLOR][COLOR=#0000ff][FONT=Simplified Arabic]{[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]يَكَادُ ٱلْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ [/FONT][/COLOR][COLOR=#0000ff][FONT=Simplified Arabic]}.[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Simplified Arabic]لابد أن نتنبه إلى قوله تعالى " يكاد " أي يكاد أو يقترب البرق من أن يخطف أبصارهم. وليس للإنسان القدرة أن يمنع هذا البرق من أن يأخذ انتباه البصر[/FONT][/COLOR][COLOR=#0000ff][COLOR=black][FONT=Simplified Arabic][14][/FONT][/COLOR][/COLOR][/B][/SIZE]
[SIZE=6][B][IMG]http://www.55a.net/firas/ar_photo/1181502723800px-eye_iris.jpg[/IMG] [/B][/SIZE]
[FONT=Tahoma][SIZE=6][B]صورة لعين بشرية تأمل خلق الله سبحانه وتعالى[/B][/SIZE][/FONT]
[SIZE=6][B][COLOR=black][FONT=Simplified Arabic]هذا ولا بد من الإشارة أن للبرق خصائص منها أن درجة الحرارة تصل إلى 30 ألف درجة مئوية، أي خمسة أضعاف حرارة سطح الشمس! كما يصل التوتر الكهربائي إلى ملايين الفولتات، و ذلك كله في جزء من الزمن يعد بالمايكرو ثانية، أي جزء من المليون من الثانية [/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][15][/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Simplified Arabic].[/FONT][/COLOR]
[COLOR=#223344][FONT=Simplified Arabic]أما من الناحية العلمية فلا يمكن تفسير هذه الظاهرة بمعزل عن كيفية الإبصار وما يواكبها من تفاعلات كيميائية. فعندما[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Simplified Arabic]تستقبل العين الأشعة[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Simplified Arabic]الضوئية الصادرة من جسم ما و تسقط على خلايا الشبكية فإن صبغ الرودوبسين يمتص الضوء. عندئذ يحدث تفاعل[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Simplified Arabic]كيميائي يؤدي إلى تحلل الرودوبسين إلى الرتنين وبروتين الأبسين وينتج من هذا التفاعل إشارة[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Simplified Arabic]عصبي ينتقل عبر العصب البصري إلى الدماغ الذي يقوم بترجمتها . أما الرتنين فيتحد مع[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Simplified Arabic]الأبسين ليكون الرودوبسين أو قد يختزل إلى فيتامين[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Simplified Arabic]A [/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Simplified Arabic]الذي يتحد مع الأبسين ليكون أيضا[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Simplified Arabic]الرودوبسين [/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Simplified Arabic].[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Simplified Arabic]فلا يكاد يبصر من ينتقل من منطقة مضاءة إلى[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Simplified Arabic]منطقة مظلمة بسبب زيادة تحلل صبغ الرودوبسين و تزداد بشدة الضوء[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Simplified Arabic]. ويستغرق تجديد الرودوبسين حوالي 5 دقائق، معتمدًا على مقدار ما حدث من تبييض. و خلال هذه الفترة، تتأقلم[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Simplified Arabic]العينان مع الظلام[/FONT][/COLOR][COLOR=black][FONT=Simplified Arabic].[/FONT][/COLOR]
[COLOR=black][FONT=Simplified Arabic]فكلام رب العالمين في غاية الدقة، فكلمة يكاد في اللغة العربية تفيد النفي وإذا جاءت بصيغة النفي تفيد الإثبات. فهنا تفيد النفي: {[/FONT][/COLOR][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]يَكَادُ ٱلْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ [/FONT][/COLOR][FONT=Simplified Arabic][COLOR=#0000ff]} [/COLOR]ف[/FONT][COLOR=black][FONT=Simplified Arabic]هنا تلك الفترة الخاطفة التي يذهب بها البصر مؤقتا ثم تتكيف العين تدريجيا مع استرجاع المادة الصبغية الرودوبسين .[/FONT][/COLOR]
[COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]أ.د. بلخير حموتي[/FONT][/COLOR]
[COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic]عضو الهيئة المغربية الإعجاز العلمي في القرآن و السنة[/FONT][/COLOR][/B][/SIZE][/CENTER]