من يشتري هذه الحديقة ؟
نعم , فمن صاحب هذه الحديقة الجميلة التي كلما مررنا عليها شممنا ريحها وأكلنا من ثمارها ؟ وهل يا ترى إذا عُرض عليه أن يكون صاحب حديقة مماثلة في الجنة يقبل ؟ ولِم لا يقبل ؟!
ولكن كيف ؟ وما الطريق إلى ذلك ؟ انظر لهذه الجلسة التي أُبرمت فيها أجمل صفقة في التاريخ , لمّا بشّر الرسول عليه الصلاة والسلام صحابته بهذه الآية الكريمة من سورة الحديد : "من ذا الذي يُقرض الله قرضا حسنا فيُضاعفه له وله أجر كريم " فإذا بأبي الدحداح ينظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم متعجبا ويقول : وهل يقبل الله منا القرض يا رسول الله ؟! فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم :نعم , فيقول بلا تردد : امدُد يدك يا رسول الله , فيمد النبي عليه أفضل الصلاة والسلام يده , فيقول له : أُشهِدُك يا رسول الله أني أقرضت الله حائطي . وكيف يتردد أبو الدحداح في صفقة كهذه ؟! أن يشتري له حديقة في الجنة , وكثير منا أصبح يتحدّث الآن عن شراء أرض جدباء على سطح القمر لا يراها ولا يعرف كيف يصل إليها . ويخرج أبو الدحداح مُسرعا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ويصيح بأعلى صوته من أول طريقه إلى زوجته ليُخبرها : إني أقرضت الحائط لله , وكان بهذا الحائط ستمائة نخلة , استبدل بها ستمائة نخلة في الجنة , ليكون بذلك من أصحاب الحدائق في الجنة . فهلاّ سارعت وكنت ممن جاور حديقة أبي الدحداح في الجنة . ويتحدّث إلينا آخر ويقول : هذا أبو الدحداح وقد امتلك حديقة في الدنيا فاستبدلها بأخرى في الآخرة , فماذا يفعل من لا يملك هذا . فأقول له : * فلتتّبع حديث النبي صلى الله عليه وسلم :"أكثروا من غرس الجنة فإنه عذب ماؤها طيب ترابها فأكثروا من غراسها : لاحول ولا قوة إلا بالله " رواه الطبراني * وانظر إلى ما قاله صلى الله عليه وسلم :" من قال : سبحان الله العظيم وبحمده , غُرست له بها نخلة في الجنة " رواه الترمذي * وقول النبي عليه من الله الصلاة والسلام :" لقيت إبراهيم ليلة أُسري بي فقال : يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة , عذبة الماء, وأنها قيعان ( يعني أراضي مستوية ) وأن غراسها : سبحان الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله أكبر " رواه الترمذي . |
الساعة الآن 06:29 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.