العزلة............العزلة.........
 

[center][font=traditional arabic][size=5][color=purple][b]مقدمة[/b][/color][/size][/font]
[b][size=5][font=traditional arabic][color=purple][color=darkorchid]الحمد لله الذي رفع السّموات بغير عمد، وبسط الأرض في مدد،وخلق الإنسان في كبد،الفرد الصّمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد،والصّلاة والسّلام على أبي الزّهراء أمين من في السّماء خيرة الأولياء ماطارطيرفي السّماء ،وماترنّم الهواء،وما لمع نجم في الظلماء،وعلى آله الأصفياء وصحبه الأتقياء ومن تبعهم بإحسان إلى يوم لقاء ربّ الأرض والسّماء أمّا بعد:[/color][/color][/font][/size][/b][color=purple]

[b][size=5][font=traditional arabic]جرت سنّة الله في خلقه ألا يقوم لهم معاش ولا تستقيم لهم حياة إلا بالاجتماع و التآلف قال الله تعالى[/font][/size][/b][/color]
[font=traditional arabic][size=5][color=purple][b](([color=royalblue]يا أيّها النّاس إنّا خلقناكم من ذكر و أنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا[/color].))[/b][/color][/size][/font]

[b][size=5][font=traditional arabic][color=purple]فنزعة التعرّف إلى النّاس و الاختلاط بهم نزعة أصيلة في التوجيهات الإسلامية وهومن دواعي الطّبع التي تجزئ عن تكليف الشرع ،والإنسان اجتماعي بطبعه وتعدّ حياته في نطاق الجماعة يتفاعل معها.فبالعيش مع الجماعة وحسن العلاقة تستقر النفوس،وتصحّ العلوم،وتنتشر المعارف،فيعبد الله على بصيرة،وتتّضح معالم الدّين من إقامة الجمعة و الجماعات،و القيام بحقوق الناس في العبادات والمعاملات.[/color][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic][color=purple]و في المقابل يلحظ المتأمل عند بعض الأفاضل والأخيار عزوفا عن الاجتماع والخلطة وميلا إلى الانفراد والعزلة والانطواء على ذات أنفسهم،وقد يظهر منهم نحو إخوانهم جفاء ونفرة متذرعين بفساد الزمان وكثرة سبل الضّلال وصولاته ونشاط دعاة السّوء وغيرها[/color][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic][color=purple]فكانت العزلة عن الخلق موضوعا شائكا،إذ يحصل فيه التوهمات نظرا لخطإ المعطيات،وقد اختلف العلماء في أيّّهما أفضل؟ .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic][color=purple]لذا اهتم العلماء ـ رحمهم الله ـ بالتأليف في هذا الموضوع [/color][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic][color=purple][color=red]تعريف العزلة:[/color][/color][/font][/size][/b][color=purple]

[b][size=5][font=traditional arabic][color=red]لغة:[/color] تقول عزل الشيء يعزله عزلا وعزّله فاعتزل وانعزل وتعزّل،أي نحاه جانبا فتنحّى،وتعازل القوم:انعزل بعضهم عن بعض،واعتزلت القوم أي فارقتهم وتنحّيت عنهم[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic][color=red]العلماء القائلون بالعزلة وأدلتهم:[/color][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]فممّن رأى باستحبابها حاتم الأصم، سعدبن أبي وقاص، سعيدبن زيد، مالك بن أنس،سفيان الثوري، إبراهيم بن أدهم، الفضيل بن عياض، حذيفة المرعشي، بشر الحافي ( 9) وحجتهم الكتاب والسنة وأقوال السلف،فقالوا هي سنة المرسلين، فكان أول من اعتزل إبراهيم ـ عليه السلام ـ ، قال الله تعالى:[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic](([color=royalblue]وأعتزلكم وما تدعون من دون الله[/color])) [/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic]فاعتزلهم لما يئس منهم وخاف على نفسه.وقال تعالى حاكيا قصة أصحاب الكهف:[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic](([color=royalblue]وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف[/color])))[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic]قال ابن كثير:وهذا هو المشروع عند وقوع الفتن .وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic][color=navy]أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic][color=navy](أي الناس أفضل؟فقال:رجل يجاهد في سبيل الله بماله ونفسه،قال:ثم من؟ قال مؤمن في شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره )[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic][color=navy]متفق عليه.[/color][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]وقد ذكر هؤلاء الأفاضل فوائد عزلتهم عن الناس من التفرغ للعبادة، والإستئناس بمناجاة الله لتحقيق معرفته، ثم السلامة من الوقوع في المعاصي وانقطاع أسبابها من الزور كالغيبة والنميمة، و الرياء و العجب ومسارقة الطبع من أخلاق الناس الرديئة، ثم إن كثيرا ممّن يعاشر الناس يصطدم بما لا يحمد من أخلاقهم فهنالك يجد الكبرياء، والزهو، والطمع، و التلون ونكران الصنيعة، ونكث العهد، ولا نجاة من هذه الشرور إلا في العزلة [/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic]لذا كان التخلص من شرهم وأذيتهم صيانة للدين عن الخوض في الخصومات و الفتن.قال عمر رضي الله عنه في العزلة راحة من خلطاء السوء.[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic][color=red]العلماءالقائلون بالخلطة وأدلتهم[/color][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]وممّن رأى باستحباب الخلطة والاختلاط بالناس سعيد بن المسيّب، وابن أبي ليلى، وهشام بن عروة، وعبد الله بن المبارك، والشافعي، وأحمد، وسفيان بن عيينة، وشريح القاضي وعامر الشعبيوهو قول الجمهور والسلف واستدلوا كذلك بالوحيين على ماذهبوا إليه.[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]فمن الكتاب قوله تعالى: [/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic](([color=royalblue] يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكروأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا[/color]...)) [/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic]وقوله تعالى:(([color=royalblue]إنما المؤمنون إخوة[/color] )) [/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic]وقوله تعالى: ((([color=royalblue]وشاورهم في الأمر[/color]))[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic]ولا تكون مشورة إلا بالاجتماع معهم لا بالعزلة عنهم،[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic]وقوله تعالى:[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic](([color=royalblue]والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض[/color]))).[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic][color=navy]ومن السنّة قوله صلى الله عليه وسلم: [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic][color=navy](مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهروالحمى) رواه الشيخان،[/color][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic][color=navy]وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic][color=navy]( المؤمن مرآة أخيه والمؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه )البخاري في الأدب المفرد[/color][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic][color=navy]وعن بن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:[/color][/font][/size][/b][/color]
[font=traditional arabic][size=5][b][color=purple][color=navy](المؤمن الذي يخالط الناس ويصبرعلى أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولايصبر على أذاهم )الترمذي وغيره[/color][/color][/b][/size][/font][color=purple]

[b][size=5][font=traditional arabic]وعلى هذا جرى العمل في حياة الأنبياء و المرسلين،حيث عايشوا مجتمعات طغت عليها دنايا النفوس، وانقلبت موازين الأمور، وانتشر فيها الغي والفساد، وانعدمت فيها مكارم الأخلاق، وما ملّوا وما كلّوا في تبليغ رسالات ربهم وأداء الأمانة الملقاة على عاتقهم ، وصبروا على أذى أقوامهم حتى أظهرهم الله عليهم وجعل العاقبة لهم ولأتباعهم إلى زمان المصطفى الأمين صلى الله عليه وسلم وما جرى له مع قومه.. إلى أن كمّل الله له الدّين وأتمّ عليه النعمة، وفتح الله به أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا، وأقر عينه بالفتح المبين والنصر المستبين..[/font][/size][/b][/color]

[b][size=5][font=traditional arabic][color=purple][color=red]وقد ألقوا بين أيديهم عدة أسئلة...[/color][/color][/font][/size][/b][color=purple]

[b][size=5][font=traditional arabic][color=darkred]- هل إذا اعتزل الناس سيصلح المجتمع؟ [/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic][color=darkred]فمن سيقوم بواجب التبليغ،و الأمربالمعروف والنهي عن المنكر؟[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic][color=darkred]- وإذا انسحب الصالحون و المصلحون من الساحة من سيقود الجمع؟ فلم الرضا بالضعف و التقهقر في مهاوي الإحباط،[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic][color=darkred]- العزلة ضعف وعجز وهروب من الواجهة، ثم إنّ في المخالطة من المقاصد الدينية والدنيوية ما يستفاد من الاستعانة بالغير والقيام بحاجاتهم من تعلّم وتعليم، ونفع وانتفاع، وتأدّب وتأديب وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر . [/color][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic][color=red]فصل النزاع:[/color][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]الفاصل بين الاختلاط بالناس والانعزال عنهم هو تحقّق الانتفاع بالمخالطة:[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic]- من تعلّم العلوم الشرعية[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic]- أو مصاحبة العلماء والزهّاد[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic]- أوالتحلّي بالأخلاق الحميدة[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic]- والقيام بشعائر الإسلام[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic]- وتكثير سواد المسلمين[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic]- وإيصال أنواع الخير لهم من إعانة وإغاثة وعيادة وغيرذلك.[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic]أما إذاترتّب على هذا الاختلاط مفاسد عظيمة:[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic]- كالاشتغال عن ذكر اللّه أو الوقوع في المعاصي أو ارتكاب الأخلاق المرذولة،كان من الأولى العزلة مع مراعاة للآداب والضوابط:[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic]- كأن يعتقد أن عزلته عنهم ليسلم الناس من شرّه فيدفعه ذلك إلى استصغار نفسه والتواضع لا أن يسلم هو من شرّهم فيذهب به الحال إلى العجب بالنّفس والاستعلاء على الخلق، والإخلال بحقوق الآخرين كالسعي في حاجاتهم بالنّفس والنفيس والغالي والثمين،قال الإمام الخطابي:"إنّ العزلة يجب أن تكون تابعة للحاجة وجارية مع المصلحة[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]هذا وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين[/font][/size][/b]


[/color]منقووووووووووول[/center]

بارك الله فيك و نفع الله بك و جعله ربي في ميزان حسناتك
اللهم ءامين

ماشاء الله
جزاكِ الله خيراً ونفع بكِ

جزاكِ الله خيراً وأحسن إليكِ