منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   علوم الحديث والمصطلح (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=235)
-   -   الجمع بين حديثي(لأعلمن أقواماً يأتون بحسنات )و(كل أمتي معافى إلا المجاهرين) (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=66451)

أم حفصة السلفية 04-09-2010 12:21 AM

الجمع بين حديثي(لأعلمن أقواماً يأتون بحسنات )و(كل أمتي معافى إلا المجاهرين)
 
[center][font=courier new][size=4][color=darkgreen][b]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/b][/color][/size][/font][size=4]
[/size] [/center]
[font=courier new][size=4][color=navy][b]الجمع بين حديثي
( [color=darkgreen]لأعلمن أقواماً يأتون بحسنات [/color]) و
( [color=darkgreen]كل أمتي معافى إلا المجاهرين[/color] )[/b][/color][/size][/font][size=4]

[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b]كيف نستطيع الجمع بين الحديثين الشريفين:

( أناس من أمتي يأتون يوم القيامة بأعمال كجبال تهامة فيجعلها الله هباء منثوراً ) ،
[color=darkgreen] قيل :[/color]
من هم يا رسول الله ؟
[color=darkgreen] قال :[/color]
الذين إذا خلو بمحارم الله انتهكوها ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم ، وبين قوله صلى الله عليه وسلم
( كل أمتي معافى إلا المجاهرون ) . [/b][/color][/size][/font][size=4]

[/size] [font=courier new][size=4][color=darkgreen][b]الجواب:[/b][/color][/size][/font][size=4]

[/size] [font=courier new][size=4][color=darkgreen][b]الحمد لله[/b][/color][/size][/font][size=4]

[/size] [font=courier new][size=4][color=darkgreen][b][u]أولاً:[/u][/b][/color][/size][/font][size=4][color=darkgreen]
[/color][/size][font=courier new][size=4][color=darkgreen][b] [u]نص الحديثين موضع الإشكال [/u]:[/b][/color][/size][/font][size=4]

[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] [color=darkgreen]أ[/color]. عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم [color=darkgreen]أَنَّهُ قَالَ :[/color]
( لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا )
[color=darkgreen] قَالَ ثَوْبَانُ :[/color]
يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا ، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ ،
[color=darkgreen] قَالَ :[/color]
(أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا ) .[/b][/color][/size][/font][size=4]

[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] رواه ابن ماجه ( 4245 ) ،
وصححه الألباني في " صحيح ابن ماجه "
.[/b][/color][/size][/font][size=4]

[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] الهباء في الأصل :
الشَّيءُ المُنْبَثُّ الَّذي تَراه في ضَوْء الشمسِ .[/b][/color][/size][/font][size=4]

[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] [color=darkgreen]محارم الله :[/color]
هي كل ما حرَّمه الله تعالى من المعاصي ، الصغائر ، والكبائر . [/b][/color][/size][/font][size=4]



[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] [color=darkgreen]ب.[/color] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
( كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ ، وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ :
يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ ).[/b][/color][/size][/font][size=4]

[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] رواه البخاري ( 5721) ومسلم ( 2990 ) .[/b][/color][/size][/font][size=4]

[/size] [font=courier new][size=4][color=darkgreen][b] [u]ثانياً:[/u][/b][/color][/size][/font][size=4]

[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] قد استشكل كثير من الناس الجمع بين هذين الحديثين ، وتعددت أماكن سؤالهم عن ذلك الجمع ، ونذكر ما تيسر من أوجه الجمع بينهما ، سائلين الله تعالى التوفيق ، [color=darkgreen]فنقول :[/color][/b][/color][/size][/font][size=4]

[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] إن الذي دعا إلى استشكال الحديثين هو ما حواه معناهما مما ظاهره التعارض ، فإن الحديث الأول ليس فيه أن أصحاب المعاصي قد جاهروا بمعاصيهم ، وبمقتضى الحديث الثاني فهم " [color=darkgreen]معافوْن[/color] " ، فكيف تحبط أعمالهم ، ويتوعدون بالسخط والعذاب ؟! ومن هنا جاء الإشكال في ظاهر الحديثين ، فذهب العلماء في الجمع بينهما مذاهب شتَّى ، [/b][/color][/size][/font][size=4]
[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] [color=darkgreen]ومن ذلك :[/color][/b][/color][/size][/font][size=4]

[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] 1. القول بتضعيف حديث ثوبان ،[/b][/color][/size][/font][size=4]
[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] وقد علَّله بعضهم فضعَّف سنده بالراوي " عقبة بن علقمة المعافري " ،
وحكم على متنه بالنكارة .[/b][/color][/size][/font][size=4]
[/size] [size=4][color=darkgreen]
[/color][/size][font=courier new][size=4][color=darkgreen][b] [u]أ. ويرد على تضعيف سنده :[/u][/b][/color][/size][/font][size=4]
[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] بأن الراوي عقبة بن علقمة وثَّقه كثيرون ، وممن وثقه : ابن معين ، والنسائي ، ومن حكم على رواياته بالرد فإنما هو إذا روى عنه ابنه " محمد " ، أو روى هو عن " الأوزاعي " ، وهذا قول الأئمة المحققين في حاله ، وليست روايته في هذا الحديث عن الأوزاعي ، ولا رواه عنه ابنه محمد ، فالسند حسن على أقل أحواله .[/b][/color][/size][/font][size=4]

[/size] [font=courier new][size=4][color=darkgreen][b] [u]ب. ويرد على نكارة متنه[/u][/b][/color][/size][/font][size=4]
[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] بأن له نظائر معروفة ، كما في قوله تعالى :
( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً )
النساء/ 108 .[/b][/color][/size][/font][size=4]

[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] وهو وإن لم يكن فيه حبوط أعمال أولئك بلفظ الآية ، إلا أنه يُعرف ذلك بمعناها .[/b][/color][/size][/font][size=4]

[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] [color=darkgreen]قال ابن كثير رحمه الله: [/color][/b][/color][/size][/font][size=4]

[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] هذا إنكار على المنافقين في كونهم يستخفون بقبائحهم من الناس ؛ لئلا ينكروا عليهم ، ويجاهرون الله بها ؛ لأنه مطّلع على سرائرهم ، وعالم بما في ضمائرهم ، ولهذا قال :
( وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ) تهديد لهم ، ووعيد .[/b][/color][/size][/font][size=4]





[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] [color=darkgreen]" تفسير ابن كثير " ( 2 / 407 ) .[/color][/b][/color][/size][/font][size=4]
[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] [color=darkgreen]2[/color]. أن حديث ثوبان في المنافقين ، وحديث أبي هريرة في المسلمين ، فلا تعارض بينهما ، لا سيما إذا حملنا النفاق هنا على النفاق العملي الذي لا ينافي أخوة الإيمان . [/b][/color][/size][/font][size=4]

[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] والواقع أن المتأمل في حال بعض من يقع في المنكرات هذه الأيام من أهل الخير والصلاح الظاهر ، وباعتراف من يتوب منهم يجد عجباً ، من ارتكاب ذنوب " الخلوات " بشكل يمكن إطلاق وصف " انتهاك " عليه ! فمن هؤلاء من تكون خلواته في مشاهدة الفضائيات الفاسدة ، والنظر في الإنترنت إلى مواقع الجنس الفاضح ، واستعمال أسماء مستعارة للمحادثة والمراسلة مع الأجنبيات ، ثم تجد هؤلاء لهم نصيب في الظاهر من الاستقامة ، في اللباس ، والصلاة ، والصيام ، ومن هنا كان هذا الحديث محذِّراً لهؤلاء أن يكون حالهم حال المنافقين ، أو أن يكونوا أعداء لإبليس في الظاهر ، أصدقاء له في السرِّ ، كما قال بعض السلف .[/b][/color][/size][/font][size=4]

[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] [color=darkgreen]قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله: [/color][/b][/color][/size][/font][size=4]

[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] الكبيرة السادسة والخمسون بعد الثلاثمائة :
إظهار زي الصالحين في الملأ ، وانتهاك المحارم ، ولو صغائر في الخلوة : أخرج ابن ماجه بسند رواته ثقات عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم [color=darkgreen]أنه قال :[/color]
( لأعلمنَّ أقواماً مِن أمتي يأتون .... ) .[/b][/color][/size][/font][size=4]

[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] لأن من كان دأبه إظهار الحسن ، وإسرار القبيح : يعظم ضرره ، وإغواؤه للمسلمين ؛ لانحلال ربقة التقوى ، والخوف ، من عنقه .[/b][/color][/size][/font][size=4]

[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] " الزواجر عن اقتراف الكبائر " ( 2 / 764 ) .[/b][/color][/size][/font][size=4]


[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] [color=darkgreen]3[/color]. قوله صلى الله عليه وسلم
( إِذَا خَلوا بِمَحَارِمِ الله )
لا يقتضي خلوتهم في بيوتهم وحدهم ! بل قد يكونون مع جماعتهم [/b][/color][/size][/font][size=4]
[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] ومن على شاكلتهم ، فالحديث فيه بيان خلوتهم بالمحارم ، لا خلوتهم مع أنفسهم في بيوتهم ، فليس هؤلاء بمعافين ، والمعافى الذي في حديث أبي هريرة الذي يظهر لنا أنه يفعل المعصية الغالبة عليه وحده ، ولذا جاء في الحديث أنه شخص بعين ، وأن ربَّه قد ستره ،
(يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ ) ،
وحديث ثوبان فيه الجمع ( قوْم ) و
( خَلَوا ) .[/b][/color][/size][/font][size=4]
[/size] [size=4][color=darkgreen]
[/color][/size][font=courier new][size=4][color=darkgreen][b] [u]قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله:[/u][/b][/color][/size][/font][size=4]

[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] الذي يبدو أن ( [color=darkgreen]خلوا بمحارم الله[/color] )
ليس معناها " سرّاً " ،
[color=darkgreen] وإنما : [/color]
إذا سنحت لهم الفرصة انتهكوا المحارم ، فـ " خلَوا " ليس معناها " سرّاً " ، وإنما من باب " خلا لكِ الجو فبيضي واصفري " .[/b][/color][/size][/font][size=4]

[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] " سلسلة الهدى والنور " شريط رقم ( 226 ) .[/b][/color][/size][/font][size=4]




[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] [color=darkgreen]4[/color]. وصف هؤلاء المذكورون في حديث ثوبان بأنهم "ينتهكون" محارم الله ، وهو وصف يدل على استحلالهم لذلك ، أو مبالغتهم فيها في هذه الحال ، وأمنهم من مكر الله ، وعقوبته ، وعدم مبالاتهم باطلاعه عليهم . فلذا استحقوا العقوبة بحبوط أعمالهم ، وليس الوعيد على مجرد الفعل لتلك المعصية[/b][/color][/size][/font][size=4]
[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] ولعله لذلك سأل ثوبان رضي الله عنه النبيَّ صلى الله عليه وسلم أن يجلِّي حال أولئك ، وأن يصفهم ؛ خشية أن يكونوا منهم ، وهم لا يدرون ، ومثل هذا إنما هو طلب لمعرفة حال قلوب أولئك العصاة ، وليس لمعرفة أفعالهم مجردة .[/b][/color][/size][/font][size=4]

[/size] [font=courier new][size=4][color=darkgreen][b] [u]قال الشيخ محمد المختار الشنقيطي حفظه الله :[/u][/b][/color][/size][/font][size=4][color=darkgreen]
[/color][/size][size=4]
[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] أي : أن عندهم استهتاراً ، واستخفافاً بالله عز وجل ، فهناك فرق بين المعصية التي تأتي مع الانكسار ، والمعصية التي تأتي بغير انكسار ، بين شخص يعصي الله في ستر ، وبين شخص عنده جرأة على الله عز وجل ، فصارت حسناته في العلانية أشبه بالرياء ، وإن كانت أمثال الجبال ، فإذا كان بين الصالحين : أَحْسَنَ أيما إحسانٍ ؛ لأنه يرجو الناس ولا يرجو الله ، فيأتي بحسنات كأمثال الجبال ، فظاهرها حسنات ،
( لكنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها )
فهم في السر لا يرجون لله وقاراً ، ولا يخافون من الله سبحانه وتعالى ، بخلاف من يفعل المعصية في السر وقلبه منكسر ، ويكره هذه المعصية ، ويمقتها ، ويرزقه الله الندم ، فالشخص الذي يفعل المعصية في السر وعنده الندم ، والحرقة ، ويتألم : فهذا ليس ممن ينتهك محارم الله عز وجل ؛ لأنه - في الأصل - معظِّم لشعائر الله ، لكن غلبته شهوته ، فينكسر لها ، أما الآخر :
فيتسم بالوقاحة ، والجرأة على الله ؛ لأن الشرع لا يتحدث عن شخص ، أو شخصين ، ولا يتحدث عن نص محدد ، إنما يعطي الأوصاف كاملة .[/b][/color][/size][/font][size=4]

[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] مِن الناس مَن إذا خلا بالمعصية : خلا بها جريئاً على الله ، ومنهم من يخلو بالمعصية ، وهو تحت قهر الشهوة ، وسلطان الشهوة ، ولو أنه أمعن النظر وتريث : ربما غلب إيمانُه شهوتَه ، وحال بينه وبين المعصية ، لكن الشهوة أعمته ، والشهوة قد تعمي وتصم ، فلا يسمع نصيحة ، ولا يرعوي ، فيهجم على المعصية فيستزله الشيطان ، قال تعالى :
( إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ )
آل عمران/ 155
، فإذا حصل الاستزلال من الشيطان ، فزلت قدم العبد ، لكن في قرارة قلبه الاعتراف بالمعصية ، والله يعلم أنه لما وقع في المعصية أنه نادم ، وأنه كاره لها ، حتى إن بعضهم يفعل المعصية وهو في قرارة قلبه يتمنى أنه مات قبل أن يفعلها : فهذا معظِّم لله عز وجل ، ولكنه لم يرزق من الإيمان ما يحول بينه وبين المعصية ، وقد يكون سبب ابتلاء الله له أنه عيَّر أحداً ، أو أنه عق والداً ، أو قطع رحمه ، فحجب الله عنه رحمته ، أو آذى عالماً ، أو وقع في أذية ولي من أولياء الله ، فآذنه الله بحرب ، فأصبح حاله حال المخذول ، مع أنه في قرارة قلبه لا يرضى بهذا الشيء ... .[/b][/color][/size][/font][size=4]


[/size] [size=4][color=darkgreen]
[/color][/size][font=courier new][size=4][color=navy][b] [color=darkgreen][u]فالذي يعصي في السر على مراتب [/u][/color]:
منهم من يعصي مع وجود الاستخفاف ، فبعض العُصاة تجده لما يأتي إلى معصية لا يراه فيها أحد :
يذهب الزاجر عنه ، ويمارسها بكل تهكم ، وبكل وقاحة ، وبكل سخرية ، ويقول كلمات ، ويفعل أفعالاً ، ولربما نصحه الناصح ، فيرد عليه بكلمات كلها وقاحة ، وإذا به يستخف بعظمة الله عز وجل ، ودينه ، وشرعه ، لكنه إذا خرج إلى الظاهر صلى ، وصام ، وإذا خلا بالمعصية لا يرجو لله وقاراً - والعياذ بالله - فليس هذا مثل من يضعف أمام شهوة ، أو يفتن بفتنةٍ يراها ، ويحس أن فيها بلاء ، وشقاء ، ويقدم عليها ، وقلبه يتمعر من داخله ، ويتألم من قرارة قلبه ، ثم إذا أصاب المعصية ندم .[/b][/color][/size][/font][size=4]

[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] ... .[/b][/color][/size][/font][size=4]

[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] فهذا الحديث – أي : حديث ثوبان - ليس على إطلاقه ، وإنما المراد به : من كانت عنده الجرأة - والعياذ بالله - ، والاستخفاف بحدود الله .[/b][/color][/size][/font][size=4]

[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] " شرح زاد المستقنع "
( رقم الدرس 332 ) .[/b][/color][/size][/font][size=4]



[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] نسأل الله أن يحبب إلينا الإيمان ، وأن يزينه في قلوبنا ، ونسأله أن يبغِّض إلينا الكفر ، والفسوق ، والعصيان .[/b][/color][/size][/font][size=4]



[/size] [font=courier new][size=4][color=navy][b] والله أعلم[/b][/color][/size][/font]

أم كريم 04-09-2010 07:16 PM

[size=6][color=#008000][font=traditional arabic][b]جزيتي خيرا أخيتي الكريمة[/b]
[b]اللهم أجعل كل ما نكتبه حجة لنا لا علينا[/b][/font][/color][/size]
[font=traditional arabic][size=6][color=green][b]جزاكم الله خيرا وجعله في ميزان حسناتكم[/b][/color][/size][/font]


الساعة الآن 04:56 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.