منتديات الحور العين - النهى عن التشبه بالمغضوب عليهم

[center][size=+0][center][size=5][color=red]السؤال:[/color][/size]

[size=5][color=black]لدي سؤال يتعلق بحديث موجود بكتاب رياض الصالحين . قال الشريد بن السويد : مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالس هكذا وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على ألية يدي اليمنى فقال لي : "[color=blue]أتقعد قِعْدة المغضوب عليهم[/color] " رواه أبو داود . فهل هذا الحديث صحيح ؟ وهل حرام أيضاً الجلوس متكئاً على باطن اليد اليسرى أم أنه مكروه ؟ برجاء إسداء النصح بذكر رأي العلماء وجزاكم الله خيرا. [/color][/size]

[size=5][color=black][color=red]الجواب :[/color][/color][/size]
[color=black][size=5]الحمد لله[/size][/color]

[size=5][color=blue]أولاً :[/color][/size]

[color=black][size=5][color=red]هذا الحديث صحيح[/color] ، وقد رواه أحمد (18960) وأبو داود (4848) وابن حبان في "صحيحه" (5674) .[/size][/color]

[color=black][size=5]وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ، كما صححه النووي في "رياض الصالحين" (1/437) وابن مفلح في "الآداب الشرعية" (3/288) والألباني في "صحيح أبي داود" .[/size][/color]

[size=5][color=black][color=blue]قال الطيبي رحمه الله :[/color] " والمراد بالمغضوب[color=black] عليهم اليهود[/color] ، [color=purple]وفي التخصيص بالذكر فائدتان إحداهما :[/color] [color=red]أن هذه القعدة مما يبغضه الله تعالى [/color]، [color=purple]والأخرى :[/color] [color=red]أن المسلم ممن أنعم الله عليهم فينبغي أن يجتنب التشبه بمن غضب الله عليه ولعنه[/color] " انتهى .[/color][/size]

[size=5][color=black]وقد تعقبه القاري رحمه الله ، فقال :[/color][/size]

[size=5][color=black]" وفي كون اليهود هم المراد من المغضوب عليهم هنا محل بحث ، وتتوقف صحته على أن يكون هذا شعارهم ، والأظهر أن يراد بالمغضوب عليهم أعم من الكفار والفجار المتكبرين المتجبرين ممن تظهر آثار العجب والكبر عليهم من قعودهم ومشيهم ونحوهما ". انتهى من "مرقاة المفاتيح" (13 / 500) .[/color][/size]

[size=5][color=blue]وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :[/color][/size]

[size=5][color=black]" عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه رأى رجلا يتكئ على يده اليسرى ، وهو قاعد في الصلاة فقال له : " [color=blue]لا تجلس هكذا فإن هكذا يجلس الذين يعذبون[/color] " وفي رواية : " [color=blue]تلك [/color][color=blue]صلاة المغضوب عليه[/color]م " وفي رواية " [color=blue]نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجلس الرجل في الصلاة وهو معتمد على يده[/color] " روى هذا كله أبو داود .[/color][/size]

[size=5][color=black]ففي هذا الحديث النهي عن هذه الجلسة معللا بأنها جلسة المعذبين ، وهذه مبالغة في مجانبة هديهم " انتهى .[/color][/size]
[size=5][color=black]"اقتضاء الصراط المستقيم" (ص 65) .[/color][/size]

[size=5][color=blue]وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله :[/color][/size]

[size=5][color=black]ذكر بعض أهل العلم رحمهم الله أنه[color=black] لا يجوز أن يتكئ الرجل على ألية يده اليسرى[/color] ، وقد ذكر شيخ الإسلام أن النبي صلى الله عليه وسلم : « مر على رجل متكئ على يده اليسرى في الصلاة فقال له المصطفى عليه الصلاة والسلام : إنها جلسة المغضوب عليهم » فهل هذا الفعل أي الاتكاء على اليد اليسرى خاص بالصلاة أم على العموم ؟[/color][/size]

[size=5][color=blue]فأجاب :[/color][/size]

[size=5][color=black]" [color=purple]نعم ، ورد حديث في إنكار النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ، والذي يظهر أنه عام في الصلاة وغير الصلاة ، كونه يتكئ على يده اليسرى يتكئ على أليتها[/color] ، هكذا ، ظاهر الحديث المنع من ذلك " انتهى .[/color][/size]
[size=5][color=black]"مجموع فتاوى ابن باز" (25 / 161)[/color][/size]

[size=5][color=purple]ومن أراد الاتكاء فليتكئ على ألية يده اليمنى دون اليسرى ، أو ليتكئ على اليدين كلتيهما جميعا .[/color][/size]

[size=5][color=blue]قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :[/color][/size]

[size=5][color=black]" [color=purple]هذه القعدة وصفها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأنها قعدة المغضوب[/color][color=purple] عليهم . أما وضع اليدين كلتيهما من وراء ظهره واتكأ عليهما فلا بأس ، ولو وضع اليد اليمنى فلا بأس[/color] ، إنما التي وصفها النبي عليه الصلاة والسلام بأنها قعدة المغضوب عليهم أن يجعل اليد اليسرى من خلف ظهره ويجعل باطنها أي أليتها على الأرض ويتكئ عليها ، فهذه هي التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها قعدة المغضوب عليهم " انتهى .[/color][/size]
[size=5][color=black]"شرح رياض الصالحين" (ص 930) .[/color][/size]

[size=5][color=black]وقال أيضاً :[/color][/size]

[size=5][color=black]" [color=purple]الحديث معناه واضح يعني أن الإنسان لا يتكيء على يده اليسرى وهي خلفه جاعلا راحته على الأرض[/color] .[/color][/size]

[size=5][color=blue]فسئل الشيخ : [/color][/size]

[size=5][color=black]إذا قصد الإنسان أيضا بهذه الجلسة الاستراحة وعدم تقليد اليهود هل يأثم بذلك ؟[/color][/size]

[size=5][color=black][color=blue]فأجاب :[/color] [/color][/size]

[size=5][color=black]إذا قصد هذا فليجعل اليمنى معها ويزول النهي " انتهى .[/color][/size]
[size=5][color=black]"فتاوى نور على الدرب" (111 / 19) . [/color][/size]

[size=5][color=blue]ثانياً : [/color][/size]

[size=5][color=black]أطلق بعض أهل العلم الحكم[color=blue] بالكراهة[/color] على هذه الجلسة ، وبوّب أبو داود في سننه (12/480) على الحديث بقوله : " بَاب فِي الْجِلْسَةِ الْمَكْرُوهَةِ " .[/color][/size]

[size=5][color=black]وقال ابن مفلح رحمه الله :[/color][/size]

[size=5][color=black]" وَيُكْرَهُ أَنْ يَتَّكِئَ أَحَدٌ عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ " انتهى .[/color][/size]
[size=5][color=black]"الآداب الشرعية" (3 / 288) .[/color][/size]

[size=5][color=black]ومثل ذلك أيضاً قاله السفاريني في "غذاء الألباب" (6 / 76 ) .[/color][/size]

[size=5][color=black]قال الشيخ عبد المحسن العباد :[/color][/size]

[size=5][color=black]" والمكروه قد يراد به المحرم ، وقد يراد به ما هو مكروه للتنزيه ، ولكن كونه جاء في الحديث وصف هذه الجلسة بجلسة المغضوب عليهم هذا يدل على التحريم " انتهى .[/color][/size]
[size=5][color=black]"شرح سنن أبي داود" (28 / 49) . [/color][/size]

[size=5][color=blue]والخلاصة :[/color][/size]

[size=5][color=black][color=red]أنه يُنهى عن هذه الجِلسة في الصلاة وغيرها ، سواء قصد التشبه بالمغضوب عليهم من اليهود أم غيرهم من المتكبرين والمتجبرين أو لم يقصد[/color] ، ووصف هذه الجلسة بأنها جلسة المغضوب عليهم ، وجلسة الذين يعذبون يجعل القول بالتحريم أقوى من القول بالكراهة .[/color][/size]
[size=5][color=black]والله أعلم . [/color][/size][/center]
[/size][/center]