السعادة في معاملة الخلق
 

[right] [center][b][font=andalus][size=6][color=red]لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله[/color][/size][/font]
[/b] [/center]
[/right][indent][right][b][font=traditional arabic][size=5]السعادة في معاملة الخلق : أن تعاملهم لله، فترجو الله فيهم ولا ترجوهم في الله، وتخافه[color=black] فيهم ولا تخافهم في الله، وتحسن إليهم رجاء ثواب الله لا لمكافأتهم، وتكف عن ظلمهم خوفا من الله لا منهم. كما جاء في الأثر: « [/color][color=#002060]ارج الله في الناس ولا ترج الناس في الله وخف الله في الناس ولا تخف الناس في الله[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] » أي: لا تفعل شيئا من أنواع العبادات والقرب لأجلهم، لا رجاء مدحهم ولا خوفا من ذمهم، بل ارج الله ولا تخفهم في الله فيما تأتي وما تذر، بل افعل ما أمرت به وإن كرهوه. وفي الحديث : « [/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=blue]إن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله أو تذمهم على ما لم يؤتك الله[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] » [/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=#595959][البيهقي في الشعب: (207)][/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black]فإن اليقين يتضمن اليقين في القيام بأمر الله وما وعد الله أهل طاعته، ويتضمن اليقين بقدر الله وخلقه وتدبيره، فإذا أرضيتهم بسخط الله لم تكن موقنا لا بوعده ولا برزقه، فإنه إنما يحمل الإنسان على ذلك إما ميل إلى ما في أيديهم من الدنيا، فيترك القيام فيهم بأمر الله؛ لما يرجوه منهم. وإما ضعف تصديق بما وعد الله أهل طاعته من النصر والتأييد والثواب في الدنيا والآخرة، فإنك إذا أرضيت الله نصرك ورزقك وكفاك مؤنتهم، فإرضاؤهم بسخطه إنما يكون خوفا منهم ورجاء لهم؛ وذلك من ضعف اليقين. [/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5]
[/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black]وإذا لم يقدر لك ما تظن أنهم يفعلونه معك : فالأمر في ذلك إلى الله لا لهم،[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5] [color=black]فإنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، فإذا ذممتهم على ما لم يقدر، كان ذلك من ضعف يقينك، فلا تخفهم ولا ترجهم ولا تذمهم من جهة نفسك وهواك؛ لكن من حمده الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو المحمود، ومن ذمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو المذموم. [/color]
[/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black]ولما قال بعض وفد بني تميم : يا محمد أعطني، فإن حمدي زين وإن ذمي شين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=blue]ذاك الله عز وجل[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black]»[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=#595959][الترمذي: (3267)][/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black]. [/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5]
[/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black]وكتبت عائشة إلى معاوية، وروي أنها رفعته إلى النبي صلى الله عليه وسلم: « [/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=blue]من أرضى الله بسخط الناس كفاه مؤنة الناس، ومن أرضى الناس بسخط الله لم يُغْنُوا عنه من الله شيئا[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] » [/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=#595959][الترمذي: (2414)][/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black]هذا لفظ المرفوع، ولفظ الموقوف: « [/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=#002060]من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن أرضى الناس بسخط الله عاد حامده من الناس له ذاماً [/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black]» [/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=#595959][الترمذي: (2414)][/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black]هذا لفظ المأثور عنها، وهذا من أعظم الفقه في الدين. والمرفوع أحق وأصدق فإن من أرضى الله بسخطهم كان قد اتقاه، وكان عبده الصالح والله يتولى الصالحين وهو كاف عبده [/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=blue]﴿[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=#c00000]وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا[/color][color=blue]۝[/color][color=#c00000]وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=blue]﴾[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black]. فالله يكفيه مؤنة الناس بلا ريب، وأما كون الناس كلهم يرضون عنه: فقد لا يحصل ذلك، لكن يرضون عنه إذا سلموا من الأغراض وإذا تبين لهم العاقبة، ومن أرضى الناس بسخط الله لم يغنوا عنه من الله شيئا كالظالم الذي يعض على يده يقول: [/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=blue]﴿[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=#c00000]يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا [/color][color=blue]۝[/color][color=#c00000]يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=blue]﴾ [/color][/size][/font][/b][font=traditional arabic][size=5][color=black][b]وأما كون حامده ينقلب ذاما: فهذا يقع كثيراً ويحصل في العاقبة، فإن العاقبة للتقوى، لا يحصل ابتداء عند أهوائهم، وهو سبحانه أعلم.[/b]

[/color][/size][/font][color=darkred][b][font=traditional arabic][size=4]من مجموع الفتاوى (1 / 51 )[/size][/font][/b][/color][font=traditional arabic][size=5]
[/size][/font] [/right]
[/indent][right]
[/right]

جزيتم الجنة إن شاء الله

ونفع الله بكم