منتديات الحور العين - احقنوا الدماء :: الشيخ عبد المنعم الشحات

[INDENT][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B][COLOR=navy]كتبه/ عبد المنعم الشحات[/COLOR][/B]
[B]دَعَتْ أطياف كثيرة مِن الشعب المصري إلى التظاهر ضد مظاهر الفساد المنتشر في كثير مِن الجوانب؛ مِن أَهَمِّها: الحُرِّيَّات، وتوزيع الثروة، والضمان الاجتماعي. وانضم إليهم بعضُ الإسلاميِّينَ الذين فَضَّلُوا عدمَ إدراج تطبيق الشريعة على قائمة المطالب حتى لا تُرفَضَ المطالبُ بأَسْرها، وهو أمرٌ كان كفيلاً بجعل ميزان المصالح والمفاسد مِن وجهة نظر الدعوة يميل إلى غلبة المفسدة؛ لأنه طالما استُبعِدَ هذا المطلبُ فكُلُّ تَحَسُّنٍ بعدَه لن يربوَ على المفاسد التي كانت متوقعةً وصارت الآن واقعة.[/B][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[B]وعلى أَيٍّ مضى كُلُّ فريق في طريقه الذي اختطَّه لنفسه، وقد عَلَّمَتْنا التجاربُ أنَّ استهلاكَ طاقة الإسلاميين في المِراء لا يحل الخلافَ وإنما يَزيد الشقاقَ؛ فأعرضتْ الدعوةُ عن اجترار كلامٍ طالما رَدَّدْناه.[/B][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[B]والعلاقة بين الدعوة وأبنائِها قائمةٌ على مَرجعيَّة الدليل في الأمور الشرعية، وعلى الثقة في المشايخ في الأمور الواقعية، لا سيما تلك التي يحتاج وزنُها إلى تقديراتِ القُوَى المتصارِعة. راجع مقالة "[URL="http://www.salafvoice.com/article.php?a=664"][COLOR=#800080]المشاركة السياسية ومَوَازين القوى[/COLOR][/URL]".[/B][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[B]ومِن ثَمَّ فقد شَدَّدَتْ الدعوةُ في النصيحة على مَن يَثق في قياس شيوخها للأمور -والتي تتلخص في أنها ترى مفاسدَ المظاهرات في هذه الحالة أكبر- ولم تتعرَّضْ بياناتُ الدعوة للآخَرِينَ بنقد، وإنما بَيَّنَتْ ما تراه قياسًا شرعيًّا للأمور. [/B][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[B]وقامتْ المظاهراتُ تحت لافتات عَالَمانية في أول الأمر؛ و هذا سببٌ آخَرُ مِن أسباب الامتناع عنها عِندَنا.[/B][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[B]وكانت المفاجأة بالانهيار المفاجئ لجهاز الشرطة![/B][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[B]ومِن ثَمَّ فُتِح لإخواننا بابٌ عظيمٌ مِن أبواب الخير؛ وهو المشاركة في حفظ الأمن الداخلي، والمساهمةُ في التصدِّي للمجرمين، ومحاولةُ منعِ تدهور الأسعار وتعويضِ غياب مِرفَق النظافة.[/B][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[B]وتسارعتْ وَتيرةُ الأحداث بصورة أَدَّتْ إلى رفع سقف مطالب المتظاهرِينَ إلى تَنَحِّي النِّظام بكامله.[/B][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[B]ونتيجة للمُطالَبة المستمِرَّة مِن المتظاهرِينَ قبلَ غيرِهم أنْ نعرضَ مطالبَنا؛ فقد عرضتْ الدعوةُ مطالبَها الثابتةَ مِن تطبيق الشرع بصفة عامَّة، وضَمَّنَتْه نفسَ مطالِبِ المتظاهرِينَ؛ والتي نراها عادلةً ونعاني مِن غيابها مع -وربما قبلَ- غيرِنا! وإنْ كُنَّا دائمًا ما نؤخرها أو نهملها في خطابنا لأسباب يمكن أنْ تجدَها في مقالة "[URL="http://www.salafvoice.com/article.php?a=2265"][COLOR=#800080]السياسة ما نأتي منها وما نَذَر[/COLOR][/URL]". [/B][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[B]وتَضَمَّنَ بيانُ الدعوة فقرةً عن الصَّفْح عن قوَّات الشُّرطة التي كانت قد بدأتْ في العودة إلى ممارسة عملها لا سيما في مَجَالَي الأمن العام والمُرور، وهي مجالاتٌ تُوافِق المقاصدَ العامَّةَ للشرع، وحاجةُ الناس إليها ماسَّة، لا سيما مع ما كان متوقَّعًا مِن ترشيد عمل هذه الجهات.[/B][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[B]وما أَيْسَرَ أنْ يَرتديَ المرءُ ثوبَ البُطولة! وما أَلَذَّ أنْ يَتركَ الإنسانُ نفسَه مع لَذَّة الانتقام! ولكنَّ المصلحةَ العامَّةَ للأُمَّة تقتضي تمكينَ جهاز الأمن مِن القيام بدَوره، لا سيما مع الإرهاق الذي أصاب الإخوةَ في حفظ الأمن، والخوفِ مِن بعض العناصر التي تشارك في مهمة حفظ الأمن بينما لها مآرِبُ أخرى.[/B][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[B]وحدثتْ استجابةٌ في خِطاب الرئيس قد تكون في ضوء المعطيات مقبولةً وتُحَقِّقُ أقصى المتاح؛ طالما أنَّ المشاركِينَ في المظاهرات قد خرجوا للحصول على القَدْر المتاح، وإلا فقد استَبعَدَ الإسلاميُّون منهم أَهَمَّ مَطالِبِهم كما أسلفنا.[/B][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[B]وبينما كانت الفرصةُ سانحةً لتوجيه نداءٍ إلى المتظاهرِينَ -لا سيما الإسلاميِّين منهم- أنْ يَرضَوْا بما وُعِدُوا به مِن وُعودٍ حَقْنًا للدِّماء وتخفيفًا لحِدَّة مُعاناة البُسَطاء الذين نَفِدَ صبرُ بعضهم أو كاد في جميع ربوع مصر؛ إذا بهجوم بَرْبَرِيٍّ أحمق نفذتْه مجموعةٌ إرهابية غاشمة على المتظاهرِينَ العُزَّل! لتَسقطَ الضحايا وتتناثرَ الأشلاءُ ويَشعرَ المتظاهرون بالخيانة والمرارة والأسى على مُجتمَعٍ خَرَجوا مِن أجله فلَفَظَهم وتَرَكَهم لمجموعة اللصوص الذين أرادوا أنْ يُطهِّروا المُجتمَعَ منهم بأنْ يقتلوهم بدَمٍ بارد.[/B][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[B]ويا ليت الأمرَ يقف عند هذا الحَدِّ؛ حيث يرى المتظاهرون أنَّ النِّظام ربما يُقدِّم وُعودًا بِيَدٍ بينما يُطلِق الرصاصَ بالأخرى.[/B][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[B]ومِن ثَمَّ فقد أصبح المتظاهرون في حالةٍ تجعل مُطالَبتَهم بضبط النَّفْس هو سقفَ المَطالِب التي يمكن أنْ يَجرؤَ أيُّ أَحَدٍ على خطابهم بها، وفي حدود عِلمنا أنهم ما زالوا صابرِينَ مُحتَسِبِينَ يَضبطون أنفسَهم ويُعالِجون جَرحَى مُجرمي الهجوم عليهم بأنفسهم.[/B][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[B]فنسأل الله أنْ يَتقبلَ موتاهم في الشهداء، وأنْ يَشفيَ جَرحاهم، وأنْ يُلقيَ عليهم السَّكنيةَ، وأنْ يُوفِّقَهم إلى حُسن قراءة الأحداث والخروجِ مِن الموقف بأقلِّ الخسائر وأكبرِ الغنائم.[/B][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[B]وإذا كان طَيْفُ المتظاهرِينَ الآن قد سَيطر عليه الشبابُ الشاعرُ بمَرارة الظلم مِن عموم الشعب ومِن الإسلاميِّينَ؛ فإننا ما زِلنا نُحذِّر مِن القِلَّة المُحَرِّضة التي تَقيس المصالحَ والمفاسدَ وَفق أجندة خارجية، ونُذكِّرهم أنهم خَرَجوا لتحقيق المُتاح مِن إصلاحٍ مِن المَنظور الشَّرعيِّ لا العَالَمانيِّ.[/B][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[B]كان في الجَعْبة الكثيرُ مِن المُناشدات ولكن يَمنع مِن الإدلاء بها دماؤهم الزَّكِيَّةُ التي سالتْ وجِراحاتُهم العَطِرةُ التي ما زالت طَرِيَّةً.[/B][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[B]ولذلك فإننا الآن نرى أنَّ نقطةَ البداية للخروج مِن الوَرطة هو بذلُ كل الجهود الممكنة في الدِّفاع عنهم، ومِن أَهَمِّها استبسالُ الجَيش في الدِّفاع عن هؤلاء المتظاهرِينَ. [/B][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[B]وإذا كان الجيش يرى أنه يجب أنْ يقفَ على الحِياد بين المتظاهرِينَ؛ فإنَّ هذا لا يَنسحبُ بالطَّبْع على البَلْطجيةِ والمُجرِمِينَ.[/B][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[B]إنَّ كَسْبَ ثقةِ هؤلاء المتظاهرِينَ -خاصَّة بعدما رَوَّعَتْهم أحداثُ الأربعاء الدامي- وإعطاءَهم الأمانَ على مكاسبهم أَوَّلاً ثُمَّ على أنفسهم الآنَ ومُستقبَلاً ثانيًا؛ هي قضيةٌ تحتاج إلى تكاتُفٍ مُجتمَعِيٍّ للبحث عن مثل هذه الضمانات.[/B][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[B]نريد مِن كل صاحب قرار أنْ يَنزلَ إليهم ويُحاوِرَهم ويَسألَهم ويُجيبَهم.[/B][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[B]وحتى يَتم ذلك ننصح الجميعَ باللجوء إلى الدعاء، والقنوتِ في الصلوات، والفَزَعِ إلى قيام الليل، وتَجَنُّبِ الجِدال العَقيم الذي يُعمِّق الخلافات بين المسلمِينَ في وقت نحتاج فيه إلى سلامة الصَّدْر أكثر مِن أيِّ وقت مضى.[/B][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[B]كما نَحُثُّ الإخوةَ على الاستمرار في دَورهم في حفظ الأمن الداخلي بكافة صُوَره.[/B][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[B]وعلينا جميعًا أنْ نهرعَ إلى التوبة والاستغفار، واستثمارُ ساعة الإجابة في يوم الجمعة.[/B][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[B]وَفَّقَنَا اللهُ إلى ما يُحِبُّ ويَرضى.[/B][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[URL="http://www.salafvoice.com/"]www.salafvoice.com[/URL][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[URL="http://www.salafvoice.com/"]موقع صوت السلف[/URL][/SIZE][/FONT] [/RIGHT]
[/INDENT]