في ظلال أية » إنها ترمي بشرر كالقصر
 

[B][CENTER][CENTER][COLOR=Red][FONT=AL-Mateen]شرر نار جهنم[/FONT][/COLOR][/CENTER]

[CENTER][FONT=AL-Mateen] [/FONT][/CENTER][/CENTER]

[FONT=Traditional Arabic]هذه وقفات تدبرية مع آية قرآنية حول مشهد من مشاهد يوم القيامة وتحديداً فيما يخص الشرر المتطاير من نار جهنم، أعاذنا الله وإياكم منها، وذلك من خلال التأمل في قوله تعالى:[/FONT]

[CENTER][CENTER][FONT=AGA Arabesque]) [/FONT][FONT=Quran 1]إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْر ِ [/FONT][FONT=DecoType Naskh Swashes]،[/FONT][FONT=Quran 1] كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ [/FONT][FONT=AGA Arabesque][FONT=AGA Arabesque]([/FONT][/FONT][FONT=Traditional Arabic][/FONT][/CENTER][/CENTER]

[FONT=Traditional Arabic]جمعت هذه الكلمات ما يروع القلوب، ويخيف الأفئدة من خلال وصف شرر نار جهنم على النحو التالي:[/FONT]

[FONT=Traditional Arabic]أولاً: الضمير في قوله تعالى (إنها) عائد إلى النار المدلول عليها بقوله تعالى قبل هذه الآيـة: [/FONT][FONT=AGA Arabesque][FONT=AGA Arabesque])[/FONT][/FONT][FONT=Quran 1]انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ[/FONT][FONT=Traditional Arabic]، [/FONT][FONT=Quran 1]انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ[/FONT][FONT=Traditional Arabic]، [/FONT][FONT=Quran 1]لاَ ظَلِيلٍ وَلاَ يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ[/FONT][FONT=Traditional Arabic] [/FONT][FONT=AGA Arabesque][FONT=AGA Arabesque]([/FONT][/FONT][FONT=Traditional Arabic] [/FONT][FONT=Traditional Arabic][المرسلات 29 – 30 ][/FONT][FONT=Traditional Arabic]، نلحظ هنا كيف سبق ذكر الظل المشعر بمعنى مضاد للنار، لكنه وُصِفَ بأنه ليس ظلاً، وغير مغنٍ من اللهب، وفي هذا إبطال لخاصية الظل فتلهفت النفوس لمعرفة ما الذي سيقبلون عليه أو ما الذي غير حالة الظل إلى الصورة الموصوفة: [/FONT][FONT=AGA Arabesque][FONT=AGA Arabesque])[/FONT][/FONT][FONT=Traditional Arabic] [/FONT][FONT=Quran 1]إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْر ِ [/FONT][FONT=DecoType Naskh Swashes] [/FONT][FONT=AGA Arabesque][FONT=AGA Arabesque]([/FONT][/FONT][FONT=Traditional Arabic]، كما يقال لمن يساق للقتل إنه السيف، وفي هذا من زيادة الترويع والتهويل ما لا يخفى، إضافة إلى ما في من التعليل الكافي للغرابة في تحول الظل عن حالته المعهودة إلى ما ذكر في الآية.[/FONT]

[FONT=Traditional Arabic]ثانياً: نجد هذا الخبر المفزع قد بدئ بـ (إن) وذلك لتأكيده، والاهتمام بمضمونه، خصوصاً أنه وقع بعد ذكر ما يأملون نفعه وهو الظل، فكان نقل المتلقي إلى معنى مضادٍ فوق ما فيه من الدهشة الصدمة له، يحتاج إلى تأكيد وتثبيت كما جاء في النظم الكريم.[/FONT]

[FONT=Traditional Arabic]ثالثاً: قوله تعالى: (ترمي)، نجد فيها ذكراً لمادة (الرمي) المصورة لشدة استعار النار، فإنه من المعلوم أنه كلما زاد لهيب النار واشتعالها، تطاير شررها، كما أن مادة الرمي ذاتها توحي بالشدة والهول لما يلمح فيها من خاصية القَصْد.[/FONT]

[FONT=Traditional Arabic]رابعاً: في مجيء الفعل (ترمي) بالمضارع دليل على تجدد هذا الرمي واستمراريتهُ، كما يصور هذا الفعلُ الحركة الدائمة التي ترسم ذلك المشهد المخيف المهيب للهب تلك النار، فهي لا تتوقف عن ذلك الرمي.[/FONT]

[FONT=Traditional Arabic]خامساً: قوله تعالى (بشرر) فيه بيان لنوع الرمي، والملحوظ هو تعدية فعل (ترمي) بالباء، مع أنه يتعدى دونها فيقال: "ترمي شرراً"، ولكن في ذكر الباء إشعار بمصاحبة الشرر للرمي، حتى لكأنه هو أداة الرمي، وذلك كقولك رميت بالقوس، فهو الأداة بخلاف قولك رميت القوس، وهذا يؤيد ملمح القصد في الرمي، وهذا ما يزيد الأمر هولاً وتخويفاً. [/FONT]

[FONT=Traditional Arabic]سادساً: في ذكر (الشرر) خصوصاً هنا مع أنه أدنى أجزاء النار تهويل لشأنها، فالشرر هو الأجزاء الدقيقة التي تتطاير من النار عند التهابها، فإذا كان بالأوصاف المذكورة فكيف يكون إذاً عظم وهول تلك النار التي هذا شررها.[/FONT]

[FONT=Traditional Arabic]سابعاً: في التشبيه الوارد في قوله تعالى: (كالقصر)، بيان لحجم ذلك الشرر، وهنا تباين عجيب، فالشرر لفظ يوحي بالتناهي في الصغر، والقصر لفظ موحٍ بالتناهي في الضخامة والكبر، فكيف شُبه هذا بهذا ؟[/FONT]

[FONT=Traditional Arabic]عند التأمل نجد الأداة الواردة في التشبيه هي (الكاف) وهي تشعر بالتشابه من بعض الوجوه، وهذا حق، وهو يتناسب مع التباين المذكور بين الطرفين، وحتى تُنقل الصورة كاملة لذلك الشرر المعهود فيه الصغر، جاء التشبيه المتعدد لنقل كل أجزاء الصورة من حيث تعاظم حجم الشرر إلى الحد المذكور.[/FONT]

[FONT=Traditional Arabic]ثامناً: في التشبيه بالقصر مراعاة لجانب الضخامة والحجم، وذلك أن القصر لفظ يدل على البناء العظيم، أو هو الغليظ من الحطب أو هو أعناق الإبل، ولكن السياق يشير إلى إرادة تعظيم حجم الشرر المعروف في أصله بالصغر، وهذا يتناسب مع دلالة القصر على البناء العظيم، مع تباين عظم في شأن القصر الدال ذكره على الراحة والنعيم مع الشرر الموحي ذكره بالنار والعذاب.[/FONT]

[FONT=Traditional Arabic]تاسعاً: في التشبيه الثاني لاستكمال الصورة قال: (كأنه جمالت صفر) وهنا جاءت الأداة (كأن) لبيان شدة الشبه بين المشبه والمشبه به، وذلك لأن المراد هنا هو اللون بعد بيان الحجم سابقاً؛ لأن الجمالة هي الإبل، وهي مما يعرفه أهل الوبر (البادية)، وبهذا تكون الصورة قد اكتملت في الحجم، واللون، والحركة، والحجم بالتشبيه بالقصر، واللون بالجمالة الصفر، والحركة بما توحي به كلمة (ترمي). [/FONT]

[FONT=Traditional Arabic]عاشراً: في تقييد الجمالة باللون (صفر) تحديد لوجه التشبيه وهو اللون، وفي النص على اللون الأصفر للشرارة دليل على اشتعالها، لأنها في غالب أمرها تنطفئ فتكون سوداء رمادية، فذكر اللون يدل على اشتعالها، وهذا أبلغ في التهويل والتخويف، وقد يراد من ذكر الجمالة الحجم أيضاً، فيكون في ذلك مخاطبة لأهل المدر بالقصر، ولأهل الوبر بالجمالة، هذا في شأن الحجم، وأما اللون فمدلول عليه باللون (صُفر).[/FONT]

[FONT=Traditional Arabic]وقد يكون في ذكر الجمالة، وفي قراءة جمالات، ما يشعر بالتفرق والكثرة والحركة أيضاً، وفي ذكر القصر وما يوحي عظم الحجم فيه من دلالة الثقل مما يزيد الأمر تهويلاً وإخافة، لما جمعه هذا الشرر من أوصاف الضخامة والثقل، والانتشار، والاشتعال، والكثرة.[/FONT]

[FONT=Traditional Arabic] نسأل الله الرحمة والعافية.[/FONT]

[FONT=Traditional Arabic] [/FONT]

[FONT=Traditional Arabic]هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد،،،[/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][URL="http://www.alatwi.net/show_news.php?id=12"]المصدر[/URL]
[/FONT]
[/B]

نسأل الله الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ونعوذ بالله من جهنم وما قرب إليها من قول وعمل
بارك الله فيكِ ونفع بكِ