عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 08-02-2008, 11:46 PM
ام احمد المصرية ام احمد المصرية غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




Icon42 الحلقة الثانية: الفروق الجوهرية والفرعية ...

الفروق الجوهرية والفرعية



الحمد لله رب العالمين
حمداً كثيراً مباركاً طيباً كما ينبغى لجلال وجهه وعظيم سلطانه
والصلاة والسلام على سيدنا محمد معلم البشرية ومنقذها من الضلال وقائدها إلى جنات النعيم

أما بعد، أحبتى فى الله:
تكلمنا فى الحلقة السابقة عن أصل خلق آدم وحواء، وضرورة فهم الإختلاف بينهما فى أصل الخلق، وأن ذلك مما يساعدنا فى تجنب الكثير من الخلافات الزوجية والتى تؤثر سلباً على صحة العلاقات الأسرية وتنعكس على تربية الأبناء أيضاً.
ونحن نعرج اليوم بشيئ من التفصيل على الإختلافات الجوهرية بين الرجل والمرأة، والتى نستفيدها من الأصل السابق شرحه ... فالله المستعان.

"إن الاختلاف والتعددية سنة كونية وفهمها يذهب الخلافات الزوجية"
حقيقة يغفل الكثيرون عنها أن الله عز وجل وضع الاختلاف بين البشر كسنة كونية وظاهرة صحية كما قال الله عز وجل:
"{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} (هود:119).

وقد أثبتت دراسة لاثنين من الباحثين في جامعة هارفارد في عام 2003م أثبتوا بالدراسة العلميّة أنه لا يوجد وجه شبه ما بين الرجل و المرأة _حتى قالوا كلام عجيب جداً_ قالوا:
"الرجال مختلفون عن النساء و هم لا يتساوون إلا في عضويتهم المشتركة في الجنس البشري والإدعاء أنهم متماثلون في القدرات أو المهارات أو السلوك يعني أننا نقوم ببناء مجتمع يرتكز على كذبة بيولوجية و علميّة".
هذا ليس كلام شخص مسلم! أو شخص واقف ضد النساء كما يدّعي البعض! هذا كلام باحثين أمريكيين غير مسلمين، بدراسة علميّة أثبتوا هذه الحقيقة التى تؤيد شرعنا المطهر.

يقول ربنا تبارك وتعالى: "وليس الذكر كالأنثى"
تأملوا هذه الحقيقة القرآنية العظيمة ... لو نعلمها حق العلم لإسترحنا من مشكلات كثيرة وخلافات لا داعى لها ... ولشعرنا بالسعادة الحقيقية من خلال حياتنا الزوجية والأسرية.


فماذا يحدث بعد الزواج؟
إن ما يحدث فى السنة الأولى من الزواج أن كلا الزوجين يفاجأ بإختلاف كبير بينه وبين شريكه وذلك لأنه لم يتم التعرف بشكل مفصل عن طبيعة كلا من الرجل والمرأة قبل ذلك-إلا من رحم ربى- تماما كما وصفه الكاتب الانجليزى جون جراى فى كتابه "رجال من المريخ ونساء من الزهرة"، هذا هو الوصف الذى أراد به الكاتب أن يوضح أن شخصية الرجل تختلف تماما عن شخصية المرأة ولابد من إدراك ذلك وأن يتم التعامل بينهما باستيعاب هذا الأمر... وهذا أساس عظيم فى فهم نفسية الزوج والزوجة.
يقول الكاتب فى هذا الكتاب الذى أنصحكم بقراءته:
(ينسى الرجل والمرأة أنهما متفاوتان،فيظهر الاختلاف بينهما، غالبا ما نتعامل بقسوة وغضب مع الجنس المخالف وننتظر منه أن يكون مثلنا، يتقبل ما نتقبله، يرضى برضانا ويغضبه ما يغضبنا. الرجل والمرأة كلاهما يتصور – خطأ – إن شريك الحياة عندما يحبنا يجب أن يتوحد معنا في السلوك ويتصرف مثلما نتصرف.
الرجل ينتظر من المرأة أن تفكر مثله وتعيش مثله،والمرأة تنتظر من الرجل أن ينظر إلى الأمور بمنظارها)

أحيانا يدرك الرجل الاختلاف الملحوظ وهو الاختلاف البيولوجى والنفسى فتجد الزوج مثلا يدرك ان زوجته فى فترة الطمث تعانى من بعض الالام والتغيرات النفسية فيكون عونا لها فى هذه الفترة، وأيضا يتفهم الزوج أن الاشهر الأولى من الحمل تعانى فيها زوجته من تغيرات هرمونية الأمر الذى يجعل تصرفاتها مريبة وعجيبة إذا ما قورنت بتصرفاتها الطبيعة، ولكن المشكلة تتعدى ذلك كله فكما ذكرنا أن مثل هذه الفروقات كثيرون جدا يدركوها أما الأصعب من ذلك هو ما لا يدركه البعض ويكون هو أساس انقطاع الحوار أو نسفه من الأساس.

فالرجل ليس ظالما كما تدعي المرأة، كما إن المرأة ليست مخلوقا ضعيفا لا يستحق التقدير كما يدعي الرجل، إنما هو سوء فهم وقصور في درك الحقائق

وسأحاول فى هذه الحلقة تناول بعض الفروقات الجوهرية التى تساعدنا فى الفهم الصحيح لطبيعة الرجل والمرأة، ثم نكملها فى الحلقة القادمة بمشيئة الله.



الفرق الأول: كيف يفكر الرجل وكيف تفكر المرأة؟
الرجل يستخدم الجانب الايسر من مخه بشكل أكبر بينما المرأة تستخدم الجانب الايمن بشكل أكبر.

ما معنى هذا الكلام؟
من صفات الجانب الايسر الارقام والمنطق والتحليل والترتيب، و من الخدمات الي يقدمها القرارات والتخطيط والإنجاز، والتى نلاحظ تميز الرجل بها بوجه عام.
أما الجانب الايمن فمسئول عن العاطفة، والخيال والابعاد والابداع والتناسق والذوق والالحان،والقدرة اللغوية والمشاعر، والتى نلاحظ أنها عند المراة أكثر من الرجل.

ولا يمنع هذا الكلام إمكانية أن يتدرب أحد الطرفين ويمتلك بعض المهارات الخاصة بالطرف الأخر بحيث يستطيع العمل على النظامين.

ما فائدة معرفتنا بهذا الفرق فى علاقاتنا الأسرية؟
هذا الفرق طبعاً سيتوقف عليه اختلافات كثيرة جداً أثناء الحوار و المناقشة.
لو أن الزوج فاهم لنفسية الزوجة وفاهم لطريقة تفكيرها، ما صارت عنده مشكلة، وكيف أن المرأة لما تتكلم معه فى موضوع معناه أنها جالسة تسولف، أو تخرج ما بخاطرها،وأحيانا قاعدة تدلل بكلامها معه حتى ترى معزتها الخاصة عنده، وليس بالضرورة أنها تتكلم لأجل إتخاذ قرار .

بالمقابل لو أن الزوجة فاهمة طريقة تفكير الرجل، وكيف إن كل موضوع وكل قصة لما يسمعه يحلله ويخطط له وبعدها يرسمه ثم بعد ذلك يتخذ القرار .
فالرجل إذا أراد أن يتخذ قرار لا يتكلم .
ترينه يسكت ويسمع ويسمع ويسمع، ومن ثم تتفاجأ الزوجة بأن الزوج قد اتخذ قرار ... لماذا؟
لأن الرجل يختلف عن المراة في إنه لا يتكلم بكل ما في قلبه أو نفسه، حيث أن طريقة تفكيرها تعتمد على التعبير عن مشاعرها بالكلام ... لدرجة أن هناك دراسات لطيفة تقول بأن النساء تتكلم أكثر من الرجال بمقدار الضعف فى المتوسط، وهذا يرجع لهذا الفرق أيضاً.

كما أثبتت الدراسات وجود صمام بين المخ الأيمن والأيسر، وهو يتيح الإنتقال بين المهارات التى يتيحها كل فص من فصى المخ، وهذا الصمام أيضاً يختلف فى الرجل عنه فى المرأة.

مثال تطبيقى:
جلست الزوجة س تتكلم مع زوجها وهما يتناولان الشاى، وهى تحكى له موضوع ما ، ولكن زوجها كان يلتزم الصمت، ويقلب الجريدة، ثم وجدته يقاطعها قبل أن تكمل حوارها ليقول لها: هذه المشكلة حلها سهل ... تسوى كذا وكذا، فتضايقت الزوجة جداً لمقاطعتها بهذه الطريقة، وحدثت مشاحنة بينهما، وتركته وذهبت تباشر أعمالها ... ما تحليلك لهذا الموقف؟ وبماذا ننصح الزوج والزوجة؟




الفرق الثانى: ما أكثر شيئ يخيف الرجل؟ وما أكثر ما يخيف المرأة؟
إن الفشل هو خوف الرجل الأول،بينما الرفض هو خوف المرأة الأول.

ما معنى هذا الكلام؟
الفشل خوف الرجل الأول: الرجل لا يريد أن يكون فاشل في أسرته، و لهذا عندما تبكي المرأة و تشعر بمشكلة، هنا الرجل ينهار قليلاً، لمــاذا؟ لأنه يشعر أنه فشل في إسعاد الزوجة..الرجل يريد أن يكون ناجح..يريد أن تكون أعماله في البيت ناجحة..وأنه يحقق السعادة لزوجته.
في المقابل المرأة ماذا تريد أن تكون؟
تريد أن تكون مقبولة..غير مرفوضة.

ما فائدة معرفتنا بهذا الفرق فى علاقاتنا الأسرية؟
الرجل عندما يُمدَح، يُمدّح في مسائل إنجازاته..يعني مثلاً الرجل لا يحب المرأة كثيراً تقول له: "انت حلو" "انت جميل" "ثوبك حلو" "بدلتك حلوة" "عيونك جميلة"..هذه الكلمات بالنسبة للرجل ليست ذات قيمة..هذه الكلمات تصلح للمرأة..فالمرأة التى تُريد أن تمدح رجل و تثني عليه، تثني على إنجازاته: "نحن من دونك ما نسوى شئ" "الله يخليك لنا ذخرا إن شاء الله" "دخلتك تسوى الدنيا علينا"..الكلمات هذه تدل على أننا "نحن ما نستغني عنك" و "أنت حققت لنا ما نحن نريد" فلازم المرأة تُشعر الرجل بأهميته..أنه مهم. و الرجل في المقابل يُشعر المرأة بالقرب و الحب..لأن المرأة تخشى من الرفض.
فمعنى هذا أن الرجل عندما يريد أن يمدح المرأة، يمدحها في ذاتها..في حبه لها..في "انت قريبة من قلبي" في "إني ما أستغني عنك" هذه الكلمات كلها تدغدغ مشاعر الزوجة.

مثال تطبيقى:
كانت الزوجة ص مكتئبة جداً ومهمومة لأن زوجها لم يسمعها كلام حب منذ ما يزيد عن الشهر، وأخذت تفكر فى أنهما لم يكملا السنة الأولى من زواجهما، ولاحظ الزوج تغيرها فسألها: ما لك؟ فقالت له ما دار بخاطرها، فوجدته يقول لها: هل قصرت معك يوماً فى الطلبات؟ هل ينقصك شيئ؟ أنا أفعل كل ذلك لأجل من؟ أنت غريبة فى تفكيرك ... فزاد الأمر سوءاً وإزدادت المرأة غماً بهذا الكلام ... فما تحليلك لهذا الموقف؟ وبماذا تنصح الزوج والزوجة فى هذا الموقف؟



الفرق الثالث: كيف ينظر الرجل إلى الأمور؟ وكيف تنظر المرأة إليها؟
إن الرجل ينظر إلى الصورة بشكل كامل بينما المراة تنظر إلى تفاصيلها
فالمرأة تحب التفاصيل أما الرجل فيكفيه النظرة العامة.

ما فائدة معرفتنا بهذا الفرق فى علاقاتنا الأسرية؟
إذا دخل الزوج على زوجته ورآها متزينه له، فينبغى عليه أن يمدحها ويثني على ملابسها وعطرها، ويدخل في التفاصيل حتى في الذهب الذى تتحلى به حتى الطوق الذى تضعه على شعرها
وإذا وجد الغرفة مرتبة ترتيب بطريقة جديدة يمدح الترتيب ويقول لها مثلاً: كان بخاطري من زمان ...المراة تحب تسمع، و يشبعها أن يتكلم زوجها معها وبالتالي لما يكون الزوج
كله مشغول، وناشف لدرجة إنه لا يتكلم عن هذه الأمور بالتالي تتأثر نفسية المرأة و نكتشف إن الحياة الزوجية بعد 15 سنة صار فيها فتور، وأن العلاقة بين الزوجين باردة ... لماذا؟
لأن الزوج معرض عن زوجته والزوجة معرضه عن زوجها بخصوص موضوع النظر
وفى نفس الوقت ينبغى على المرأة أن تعلم أنها زوجها يلاحظ التغير ويشعر به ولكنه كثيراً لا يعنيه الكلام عنه بالتفاصيل، وكونه لا يتكلم فليس معنى ذلك أنه لم يتأثر.

مثال تطبيقى:
جلست الزوجة م تفكر فى حياتها مع زوجها و تبكى لما وصلت إليه، وقد ضاقت ذرعاً بإبتعاد زوجها عنها وهجره لها، فهو لم يقربها من أكثر من 3 اشهر ... لدرجة أنها تفكر جدياً فى طلب الطلاق لشعورها بعدم مبالاة الزوج.
نتخيل أننا سألنا الزوج عن السبب فيقول: تزوجتها منذ 5 سنوات، وما تزينت لى إلا 3 مرات ... تخيلوا.
فنرجع نسأل الزوجة فتقول: ولماذا أتزين؟ وهو لا يعبأ بى أساساً، فسواء تزينت أم لم أتزين نفس النتيجة ... عمره ما مدحنى ولا علق على ملابسى أو زينتى، وأنا أشعر بالإحباط الشديد لذلك.
فنرجع للزوج فيقول: هى تزينت وتعطرت لى وأنا أسعدنى ذلك وأمتعنى ... فلماذا أتكلم إذن ؟؟
ما تحليلك لهذه المشكلة؟ وبماذا تنصح الزوج والزوجة لإصلاح العلاقة؟ وكيف تشجع الزوجة زوجها على الكلام فى التفاصيل التى تحب سماعها منه؟




أحبتى فى الله:
نكتفى بهذا القدر اليوم ... ونستكمل بقية الفروق الجوهرية فى الحلقة القادمة فتابعونا.
أتمنى أن تفكروا فى الأمثلة التطبيقية، وتقدموا تحليلكم لهذه المواقف ونصائحكم بشأنها فهى مواقف كثيرة التكرار فى الحياة الأسرية ... نتمنى أن يساعدكم فهم الفروقات الجوهرية فى تحليل هذه المواقف وحلها بإذن الله ... بارك الله فيكم، ونفعنا وإياكم بهذا الفهم.
رد مع اقتباس