تسمية يد الله عز وجل مما اختلف فيه أهل السنة
قال الشيخ علي الخضير في المسائل المرضية
إن للَّه سبحانه وتعالى يدان توصف إحداهما باليمنى , واختلفوا في مسمى الثانية على أقوال , وهذا الخلاف داخل في مذهب أهل السنة والجماعة :
القول الأول : أن الثانية تسمى اليمنى أيضاً ، فكلتا يديه يمين ، واستدلوا بالحديث الصحيح [ كلتا يديه يمين ] رواه مسلم , وهو قول الإمام أحمد ، راجع طبقات الحنابلة لأبي يعلى 1 / 131 ، فإنه قال كما صح الخبر عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه قال [ كلتا يديه يمين ] الإيمان بذلك , انتهى , واختاره ابن خزيمة في كتاب التوحيد ، وانتصر لذلك ونفى أن تسمى شمالا ، وقال في أول كلامه : إن مذهبنا ومذهب أهل الأثر ، وذكر إثبات اليد , وقال : ونقول كلتا يديه يمين , لا شمال فيهما ، وذكره أيضاً ابن بطة في كتابه ( الإبانة ) في كتاب الرد على الجهمية ، ذكر باب كلتا يديه يمين .
القول الثاني : أنها تسمى بالشمال ( أي اليد الثانية ) واستدلوا بحديث رواه مسلم من حديث ابن عمر أنه قال [ ثم يطوي الأرضين بشمال ] رواه مسلم ، وذهب إلى هذا القول الدارمي ، والشيخ محمد بن عبد الوهاب في آخر كتاب التوحيد , وأبي يعلى في كتاب ( إبطال التأويل ) وزاد الدارمي أنها تسمى ( يسار ) أيضاً ، أي شمال أويسار، واستدلوا على ذلك بحديث سلمان في إثبات الشمال ، والحديث [ إن اللَّه خمّر طينة آدم بيده فخرج كل طيب بيمينه وكل خبيث بشماله ] وأما استدلالهم باليسار، فهو حديث أبي الدرداء مرفوعاً [ خلق اللَّه آدم حين خلقه فضرب كتفه الأيمن فأخرج ذرية بيضاء ] إلى أن قال [ وضرب كتفه اليسرى فقال للتي في يمينه إلى الجنة ولا أبالي وقال للتي بيساره إلى النار ولا أبالي ] رواه أحمد وابنه عبد الله في السنة .
القول الثالث : أن اليد الثانية تسمى الأخرى , ولا يطلق عليها يمينا ولا يسارا ولا شمالا ، وإنما يقال اليد الأخرى ، ودليلهم في ذلك ما رواه أبو داود في أول كتاب السنة , باب الرد على الجهمية من حديث ابن عمر [ ثم يطوي الأرضين بيده الأخرى ] .
والراجح في المسألة : القول الأول ، وهي أن تسمى الثانية : يمين ، أما الرد على أدلة المخالفين ، فحديث ابن عمر في مسلم في ذكر الشمال فوصف الشمال شاذ ، تفرد بها عمر بن حمزة وضعّفها البيهقي في الأسماء والصفات ص324 , ورواه نافع وعبد اللَّه بن مقسم , رويا حديث ابن عمر عند البخاري ومسلم , ولم يذكرا الشمال ، وأما حديث سلمان أنه أخرج كل خبيث بشماله ، هذه ضعفها البيهقي في الأسماء والصفات ص327 ، أما حديث أبي الدرداء ، الشاهد قوله [ وقال للتي في يساره ] قال في مجمع الزوائد 7 / 185 : رواه أحمد والبزار والطبراني ورجاله رجال الصحيح ، فيقال إن الضمائر كلها عادت إلى شيء واحد وهو آدم .
|