عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-29-2008, 02:32 PM
أبو الفداء الأندلسي أبو الفداء الأندلسي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي




تسمية يد الله عز وجل مما اختلف فيه أهل السنة

قال الشيخ علي الخضير في المسائل المرضية

إن للَّه سبحانه وتعالى يدان توصف إحداهما باليمنى , واختلفوا في مسمى الثانية على أقوال , وهذا الخلاف داخل في مذهب أهل السنة والجماعة :
القول الأول : أن الثانية تسمى اليمنى أيضاً ، فكلتا يديه يمين ، واستدلوا بالحديث الصحيح [ كلتا يديه يمين ] رواه مسلم , وهو قول الإمام أحمد ، راجع طبقات الحنابلة لأبي يعلى 1 / 131 ، فإنه قال كما صح الخبر عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه قال [ كلتا يديه يمين ] الإيمان بذلك , انتهى , واختاره ابن خزيمة في كتاب التوحيد ، وانتصر لذلك ونفى أن تسمى شمالا ، وقال في أول كلامه : إن مذهبنا ومذهب أهل الأثر ، وذكر إثبات اليد , وقال : ونقول كلتا يديه يمين , لا شمال فيهما ، وذكره أيضاً ابن بطة في كتابه ( الإبانة ) في كتاب الرد على الجهمية ، ذكر باب كلتا يديه يمين .
القول الثاني : أنها تسمى بالشمال ( أي اليد الثانية ) واستدلوا بحديث رواه مسلم من حديث ابن عمر أنه قال [ ثم يطوي الأرضين بشمال ] رواه مسلم ، وذهب إلى هذا القول الدارمي ، والشيخ محمد بن عبد الوهاب في آخر كتاب التوحيد , وأبي يعلى في كتاب ( إبطال التأويل ) وزاد الدارمي أنها تسمى ( يسار ) أيضاً ، أي شمال أويسار، واستدلوا على ذلك بحديث سلمان في إثبات الشمال ، والحديث [ إن اللَّه خمّر طينة آدم بيده فخرج كل طيب بيمينه وكل خبيث بشماله ] وأما استدلالهم باليسار، فهو حديث أبي الدرداء مرفوعاً [ خلق اللَّه آدم حين خلقه فضرب كتفه الأيمن فأخرج ذرية بيضاء ] إلى أن قال [ وضرب كتفه اليسرى فقال للتي في يمينه إلى الجنة ولا أبالي وقال للتي بيساره إلى النار ولا أبالي ] رواه أحمد وابنه عبد الله في السنة .
القول الثالث : أن اليد الثانية تسمى الأخرى , ولا يطلق عليها يمينا ولا يسارا ولا شمالا ، وإنما يقال اليد الأخرى ، ودليلهم في ذلك ما رواه أبو داود في أول كتاب السنة , باب الرد على الجهمية من حديث ابن عمر [ ثم يطوي الأرضين بيده الأخرى ] .
والراجح في المسألة : القول الأول ، وهي أن تسمى الثانية : يمين ، أما الرد على أدلة المخالفين ، فحديث ابن عمر في مسلم في ذكر الشمال فوصف الشمال شاذ ، تفرد بها عمر بن حمزة وضعّفها البيهقي في الأسماء والصفات ص324 , ورواه نافع وعبد اللَّه بن مقسم , رويا حديث ابن عمر عند البخاري ومسلم , ولم يذكرا الشمال ، وأما حديث سلمان أنه أخرج كل خبيث بشماله ، هذه ضعفها البيهقي في الأسماء والصفات ص327 ، أما حديث أبي الدرداء ، الشاهد قوله [ وقال للتي في يساره ] قال في مجمع الزوائد 7 / 185 : رواه أحمد والبزار والطبراني ورجاله رجال الصحيح ، فيقال إن الضمائر كلها عادت إلى شيء واحد وهو آدم .
رد مع اقتباس