عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 10-18-2008, 04:56 PM
سترك ربى سترك ربى غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)
يقول تعالى توبيخا لبنى اسرائيل وتقريعا لهم على ما شاهدوه من ايات الله تعالى واحيائه الموتى : )ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ) كله فى كالحجارة التى لا تلين ادبا فصارت قلوب بنى اسرائيل مع طول الامد قاسية بعيدة عن الموعظة فهى فى قسوتها كالحجارة التى لا علاج للينها او اشد قسوة من الحجارة فإن من الحجارة ما يتفجر منه العيون بالانهار الجارية ومنها ما يشقق فيخرج منه الماء وان لم يكن جاريا ومنها ما يهبط من رأس الجبل من خشية الله
قوله تعالى: { وما الله بغافل عما تعملون }: فنفى سبحانه وتعالى أن يكون غافلاً عما يعملون؛ وذلك لكمال علمه، وإحاطته تبارك وتعالى..
(أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونوَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ(76) أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ) (البقرة:77)

يقول تعالى : افتطمعون " ايها المؤمنون "ان يؤمنوا لكم " اى ينقاد لكم بالطاعة هذه الفرقة الضالة الذين شاهد اباؤهم من البينات ما شاهدوه وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ اى يتأولونه على غير تاويله مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ اى فهموه على الجلية ومع هذا يخالفونه على بصيرة وَهُمْ يَعْلَمُون : انهم مخطئون فيما ذهبوا اليه من تحريفه وتأويله ... هى التوراه حرفوها
اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُون : يجعلون الحلال فيه حراما والحرام فيه حلالا والحق فيه باطل والباطل فيه حقا
تَعْقِلُونَوَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ : يعنى المنافقين من اليهود كانوا اذا لقوا اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قالوا امنا وكانوا يقولون اذا دخلوا المدينة : نحن مسلمون ليعلموا خبر رسول الله وامره فإذا رجعوا رجعوا الى الكفر فلما اخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم قطع ذلك عنهم فلم يكونوا يدخلون
وقوله تعالى : قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ : يعنى بما انزل فى كتابكم من نعت محمد صلى الله عليه وسلم
او : أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ" من العذاب لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ هؤلاء ناس من اليهود امنوا ثم نافقوا فكانوا يحدثون المؤمنين من العرب بما عذبوا به فقال بعضهم لبعض : أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ من العذاب ليقولوا نحن احب الى الله منكم واكرم على الله منكم
أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ يعنى ما اسروا من كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وتكذيبهم به وهم يجدونه مكتوبا عندهم
وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ(78) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ(79)
اى ومن اهل الكتاب اميون والامى هو الرجل الذى لا يحسن الكتابة لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ اى لا يدرون ما فيه إِلَّا أَمَانِيَّ قيل : الا احاديث وقيل : الا قولا يقولون بأفواههم كذبا : هم اناس من اليهود لم يكونوا يعلمون من الكتاب شيئا وكانوا يتكلمون بالظن بغير ما فى كتاب الله ويقولون : هو من الكتاب امانى يتمنونها : اى يتمنون على الله ما ليس لهم ... تمنوا فقالوا نحن من اهل الكتاب وليسوا منه وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ : يكذبون
فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً هؤلاء صنف اخر من اليهود وهم الدعاة الى الضلال بالزور والكذب على الله وكا اموال الناس بالباطل والويل والهلاك والدمار وهم احبار اليهود
كان ناس من اليهود كتبوا كتابا من عندهم يبيعونه من العرب ويحدثونهم انه من عند الله فيأخذوا به ثمنا قليلا
فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ اى فويل لهم مما كتبوا بأيديهم من الكذب والبهتان والافتراء وويل لهم مما اكلوا به من السحت فَوَيْلٌ لَهُمْ يقول : فالعذاب عليهم من الذى كتبوا بأيديهم من ذلك الكذب وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ اى مما يأكلون به الناس السفلة وغيرهم

(وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:80)
يقول تعالى اخبار عن اليهود فيما نقلوه لانفسهم من انهم لن تمسهم النار الا اياما معدودة ثم ينجون منها فرد الله عليهم ذلك بقوله تعالى : " قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً " اى : بذلك ، فإن كان قد وقع عهد فهو لا يخلف عهده ولكن هذا ما جرى ولا كان ، ولهذا اتى ب " ام " التى بمعنى بل " تقولون على الله ما لا تعلمون من الكذب والافتراء عليه
وقال بعض العلماء : زعمت اليهود انهم وجدوا فى التوراة مكتوبا ان ما بين طرفى جهنم مسيرة اربعين سنة الى ان ينتهوا الى شجرة الزقوم فتذهب جهنم وتهلك فذلك قوله تعالى وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً


رد مع اقتباس