عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11-07-2008, 03:03 AM
رضوى-أم معاذ رضوى-أم معاذ غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




Icon42

الأسماء والصفات
قد جعل العلماء للأسماء والصفات قسم خاص من التوحيد يسمونه توحيد الأسماء والصفات كما فعلوا في توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وذلك لما كثر منكروه وروجوا الشبه حوله فكثرت المؤلفات للرد عليهم كمؤلفات ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ومثل كتاب التوحيد لابن خزيمة فصار باب او قسم في مؤلفات التوحيد تجمع فيه الردود على الملحدين في أسماء الله وصفاته جل وعلا،

ونختصرها في قواعد ينبغي للمسلم ان تكون هي اعتقاده في أسماء الله وصفاته ونمر مرورا سريعا على الاعتقادات الفاسدة في هذا الباب.


وأولها تصور خاطىء عند البعض أن تقسيم أبواب العقيدة وتسميتها بباب توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات بدعة وهذا لا مجال له أن يكون بدعة أو سنة إنما هو دراسة أو أسلوب دراسة لجمع العلم وتيسيره، فلم يسمي النبي صلى الله عليه وسلم باب شروط صحة الصلاة وشروط وجوب الصلاة وباب نواقض الوضوء وإنما أخبرنا بكل هذه الأمور وفعلها ومنه عرفناها ولكن العلماء فيما بعد لتيسير الدراسة والفهم وتنظيم العلم قسموها هكذا وهذا أفادنا كثيرا.

فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يستخدمون أصول الفقه ولم يسمونه أصول الفقه بل أول من صنف له مصنفات خاصة على أنه مادة أصول الفقه كان الإمام الشافعي رحمه الله تعالى هذا لا يدخل في البدعة أصلا

والمشكلة الثانية أن هناك من يقول لماذا تبحثون وتتعلمون توحيد الأسماء والصفات وما تتعلمونه هذا أمر نظري وهو من الترف العلمي والعقلي لأنه لا يترتب عليه عمل، إن كان لا يترتب عليه عمل الجوارح وهذا طبعا باطل ولكن إن كان فإن عمل القلب من أهم الأعمال

وإن أمور الإعتقاد هي التي بنبني عليها عمل الجوارح والله عز وجل كفر اليهود والنصارى من أجل فساد إعتقادهم في الأسماء والصفات، وقضية الأسماء والصفات هي الفرق الأول والحقيقي الذي يفرقنا عن اليهود والنصارى وأهل الجاهلية كما سنبين ان شاء الله تعالى

فمن قال أن علم الأسماء والصفات ترف عقلي وبحث في الكتب القديمة هو يقصد بهذا علم الكلام والفلسفة الذي ضل بها أناس كثيرون ولكن ليس هذا موضوع بحثنا ودراستنا وإنما موضوعنا الإعتقاد الصحيح في الأسماء والصفات من الكتاب والسنة.

ونجد سبحان الله أن الأيات المتضمنة للصفات أو التي تتحدث عن الصفات هي أكثر الآيات التي لها فضائل خاصة كأية الكرسي وسورة الإخلاص، فعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت)، وسورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن


وكذلك رغب النبي صلى الله عليه وسلم في إحصاء الأسماء الحسنى فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة ، ومما قاله العلماء في معنى إحصائها أنه التعبد لله بها بحيث يظهر أثرها في أفعال العبد

فهم يقولون أتتركون قضايا المسلمين وتتكلمون في الأسماء والصفات؟ نقول وهل هناك قضية للمسلم أهم من أن يعرف ربه؟??? وهل هناك سبب لنصر المسلمين إلا معرفة الله وعبادته العبادة الصحيحة التي ترضيه التي لن تأتي الا بالمعرفة الصحيحة عنه؟????أنا لا أعرف سببا آخر للنصر

وأما من شك أو ألحد أو أعتقد اعتقادا خاطئا فيها فنذكر حديث ابن مسعود اختصم عند البيت ثلاثة نفر قرشيان وثقفي أو ثقفيان وقرشي قليلا فقه قلوبهم كثيرا شحم بطونهم فقال أحدهم أترون أن الله يسمع ما نقول فقال الآخر يسمع إذا جهرنا ولا يسمع إذا أخفينا وقال الآخر إن كان يسمع إذا جهرنا فإنه يسمع إذا أخفينا فأنزل الله { وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ} وأرداكم أي أهلككم

فهؤلاء جعلوا الكلام في صفات الله ووأن ينسبوا النقص لله مسامرة وجلسة سمر وكل يقول رأيه وكل يدلي فيها بدلوه كأنه قضية عامة أو دنيوية نقول أنت ما رأيك وأنت كيف ترى وهكذا وتركوا الوحي

أولا: أسماء الله وصفاته الأصل أن تفهم بظاهر المعنى لأن هذا هو الأصل فى اللغة، والله أنزل الكتاب بلسان عربي مبين، أى أن كل عربي يفقه عن الله مراده من ظاهر كلام الله جل في علاه، فالله عز وجل لا يقول ألغاز لكي لا نفهمها بل نزل القرآن لكي نفهمه قال الله تعالى (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)

وقال تعالى إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ

يعني الحكمة من هذا أن يفهمه كل عربى قول الله جل في علاه كما قال الله لعلكم تعقلون اي لنفهمه

قبل أن نأتي لقواعد الإعتقاد في الأسماء والصفات نتعرف على المصطلحات والتقسيمات للأسماء والصفات حتى نفهم الكلام الذي سيأتينا الآن ونفهم كلام العلماء عند مطالعة الكتب



أولا: صفات الله تنقسم الى قسمين: ثبوتية وسلبية
الثبوتية: هى التي أثبتها الله في كتابه أوأثبتها على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته مثل: فإن العزة لله جميعا، وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم

وأثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم قال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، أثبت لله كلام في سنته، يبقى صفة ثبوتية يعني ثبتت في الكتاب وثبتت في السنة

وصفة سلبية يعني صفة منفية نفاها الله عن نفسه في الكتاب ونفاها عن نفسه في سنة النبى صلى الله عليه وسلم لانها تتضمن صفة نقص قال الله تعالى: إن الله لا يظلم الناس شيئا، وما مسنا من لغوب، لا تأخذه سنة ولا نوم، والنبى صلى الله عليه وسلم ينفي عن ربه النوم فقال صلى الله عليه وسلم إن الله لا ينام، ولا ينبغي له

والصفات الثبوتية تنقسم إلى قسمين: ذاتية وفعلية
والصفة الذاتية هى التي لا تنفك عن الله بحال من الأحوال مثل: الحياة صفة ذاتية يعني لا تنفك عن الله، لا يمكن تقول الله كان حى فى وقت ووقت ءاخر غير حى، الصفة الذاتية هى أزلية أبدية يعني يتصف الله بها أزلا وأبدا، كالعزة يتصف الله بها أزلا وأبدا، هذه هي الصفات الذاتية

والصفة الفعلية هى المتجددة يمكن الله يتصف بها يمكن أن يفعلها فى وقت ولا يفعلها فى وقت، ان شاء فعل وان شاء لم يفعل، ربنا جل وعلا تكلم مع موسى لكن ليس معنى هذا أن كلامه مستمرا بل يتكلم وقتما شاء والنزول ينزل الله ثلث الليل يعني لا يتصف بها أزلا وأبدا، إن شاء فعل وإن شاء لم يفعل


الغرض المقصود هذه معنى الصفات الذاتية لايمكن تنفك عن الله، والصفات الفعلية هى التي تتجدد


أما الصفات الخبرية هي:

اليد والعين وغير ذلك التي هي مسماها عندنا أجزاء منا ولكنها عند الله ليست كأجزائنا هذه فقط مسماها جزء مني ولكن هي صفة لله ، والصفات الخبرية تحديدا من أكثر ما يضل فيه الناس في باب الأسماء والصفات وكذلك العلو والإستواء وسيأتينا هذا الآن ان شاء الله

كيف وقعت بعض الفرق في الضلال خاصة في الصفات الخبرية؟

أولا إعتقاد أهل السنة الفرقة الناجية بإذن الله وأتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم: أن صفات الله نؤمن بها بدون تكييف أو تشبيه أو تمثيل أو تأويل أو تعطيل

ويأتينا شرح هذا الإعتقاد (أهل السنة) وما ذكرناه من إعتقادات باطلة المحاضرة القادمة

تابعوني ان شاء الله...
رد مع اقتباس