عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-05-2009, 10:32 AM
*جويرية* *جويرية* غير متواجد حالياً
مشرفة سابقة-جزاها الله خيرًا .
 




Icon64 لسياســة هل يجوز الحديث فيها؟؟ فتوي العلامة ابن عثيمين رحمه الله

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بســـــــم الله الــــرحــمـن الرحيـم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



الســؤال يكثر في بعض المجالس الكلام عن

السياسة، وعندما تنكــر عليهــم ، يقـــولون

السياسة من الدين بل إنهم يقعون في الغيبة
وما يميـز مجلسهم هو وجـــود ذكر الله فيه
فــما رأيـــــك في جـــــــلوسي معــهــــــم ؟



الجــواب أنا رأيي أن الكلام في السياسة في
عامة الناس خــطأ ؛لأن السياسة لها رجال
وأقوام ، رجالها ذوو السلطة والحكم أما أن
تكـون السيـاسة منثورة بين أيدي العـــــوام
وفـــي المجالس فهــذا خــلاف هدي السـلف
الصــــالح ، فما كان عمر بن الخطاب ومـن
قبــــله كـ أبي بكر رضي الله عنهما يبــثون
سيــاستهــم فــي مجـــامع الناس يذوقهــــا
الصغيـر والكبير والسفــيه والعــاقل ، أبداً !
ولا يمــــكن أن تكــــون الـسـياســة هــــكذا
الســــــــياسة لها أقـــوام متمــرسون فيــها
يعــرفونــها ويعرفـون مداخلها ولهم اتصال
بالخــــارج واتصـال بالداخل لا يعـرفه كثير
مـــن الناس ، ولا ينــــبغـــي للشباب وغير
الشــــباب أن يمـــــضوا أوقاتهم ويضيعوها
فـــي مــــثل هذا القيل والقال الذي لا فائدة
مـــنه ثم إنـــه قد يــبدو لنا مثلاً أن صنيــع
واحــــد من الناس خطأ وقد يكون الصواب
مـــعه ؛ لأنه يعلم من الأمـــور ما لا نـــعلم
نحــــن وهذا شيء مشاهد مجرب، وغــالب
الذيــن يتكلمون بالسياسة إنما يستنتجونها
مـــن أشياء لا أصل لها ولا حقيـــــــقة لها
وإنــما هـــــي أوهـــام يتوهمونها ثم يبنون
علـــيها ما يتكلمون به فيقفون ما ليس لهم
به علـــــم ، وقــد قال الله تعالى ( وَلاَ تَقْفُ
مَا لَيْــسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْـــعَ وَالْبَصَـــرَ
وَالْفُــــــــؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً )
أما الجـــلــــــوس معهم فما داموا على ذكر
فاجلـــس معهم ، وإذا قاموا يخوضون هذا
الــــخوض الذي لا فائدة فيه فانصحــــــهم
أولاً ، فــــإن اهتدوا فهــــذا هو المطلـــوب
وإلا ففارقهــــم ، ثم إذا كــــــان حضــورك
مجالسهـــــــــم التي للذكــــر يؤدي إلى أن
يغتــروا بأنفـسـهم أو أن يغتر بمجيـــئــــك
إليهــــم غيرهم فيقال : لولا أن هؤلاء على
خيــــــر ما جاء إليهم فـلان ولا فلان ، فلا
تأتـــي إليهم أيضاً حتى للــذكر لأن أبواب
الذكــر - والحمد لله - كثيرة
الشيــــخ : محمد العثيمين


التوقيع

اللهمَّ اغفر لأبـــي وارحمه
اللهـمَّ وسع عليه قبره
وأدخله في رحمتك .. وأنعم عليه بجنتك

رد مع اقتباس