هل عاقب الله عز وجل أبو لهب ؟ نعم ، فإن الله لم يترك أبو لهب بل سجله له في سورة تتلى إلى يوم القيامة ، فكانت لعنة عليه في الدنيا حتى يلقى جزاءه في الآخرة فقال تعالى ( تبت يدا أبي لهب وتب . ما أغنى عنه ماله وما كسب . سيصلى ناراً ذات لهب . وامرأته حمالة الحطب . في جيدها حبل من مسد ) . ( تبت يدا أبي لهب ) أي هلكت يدا ذلك الشقي . ( وتب ) وخاب وخسر . ( وامرأته ) أم جميل أروى بنت حرب وكانت عوناً لزوجها على كفره وجحوده ، ولهذا تكون يوم القيامة عوناً عليه في عذابه في نار جهنم . ( حمالة الحطب ) تضع الشوك في طريق رسول الله ، وقيل : كانت تمشي بالنميمة . اذكر بعض من أسلم خلال الدعوة الجهرية ؟ ضماد بن أزد شنوءة . عن ابن عباس . ( أن ضماداً قدم مكة وكان يرقي من الريح ، فسمع سفهاء أهل مكة يقولون : إن محمداً مجنون ، فقال : لو أني رأيت هذا الرجل لعل الله أن يشفيه على يديّ ، قال : فلقيه ، فقال : يا محمد ! إني أرقي من هذه الريح وإن الله يشفي على يدي من شاء فهل لك ؟ فقال رسول الله : إن الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله ، فقال : لقد سمعت قول الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء ، فقال : هاتك أبايعك على الإسلام . قال : فبايعه . فقال رسول الله : وعلى قومك ، قال : وعلى قومي ) رواه مسلم . اذكر بعض أساليب المشركين في محاربة الدعوة ؟ _ التهديد بمنازلـة الرسول وعمه أبي طالب . ففي الحديث ( جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا : أرأيت أحمد ؟يؤذينا في نادينا ، وفي مسجدنا فانهه عن أذانا ، فقال : يا عقيل ، ائتني بمحمد فذهبت فأتيته به ، فقال : يا ابن أخي إن بني عمك زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم وفي مسجدهم فانته عن ذلك ، قال : فلحظ رسول الله ببصره ( وفي رواية : فحلق رسول الله ببصره ) إلى السماء فقال : ما أنا بأقدر على أن أدع لكم ذلك ، على أن تشعلوا لي منها شعلة ، يعني الشمس ، فقال أبو طالب : ما كذب ابن أخي ، فارجعوا ) . 2 _ الاتهامات الباطلـة لصد الناس عنه . اتهموه بالجنون :قال تعالى ( ويقولون إنه لمجنون ) . وقال تعالى ( وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمحنون ) . وقد أجابهم الله في آية القلم ( ما أنت بنعمة ربك بمجنون ) . 3_ اتهموه بالسحر : قال تعالى ( وقال الظالمون إن تتبتعون إلا رجلاً مسحوراً ) . وقال عنهم ( .. هذا ساحر كذاب ) . 4_ اتهموه بالكذب : كما قال تعالى ( وقال الكافرون هذا ساحر كذاب ) . وقال تعالى ( وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون ) . 5 _ اتهموه بالإتيان بالأساطير : قال تعالى ( وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلاً ) . وقالوا إن القرآن ليس من عند الله وإنما من عند البشر :كما قال تعالى ( ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر ، لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين ) . 6 _ السخرية والاستهزاء والضحك . يقول تعالى عن سخريتهم من الذين آمنوا ( وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا ، أليس الله بأعلم بالشاكرين ) . ( جاء في البخاري أن امرأة قالت للرسول ساخرة مستهزئة : إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك ، لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاثاً ! فأنزل الله : والضحى والليل إذا سجى . ما ودعك ربك وما قلى ) . ( ما ودعك ) ما تركك . ( وما قلى ) ما أبغضك . وروى البخاري ( أن أبا جهل قال مستهزئاً : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ، فنزلت : وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم . وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون .. ) . وجاء في مسند الإمام أحمد ( أن أشراف قريش اجتمعوا يوماً في الحجر يتذاكرون أمر رسول الله وما جاء به ، وبينما هم في ذلك إذا طلع عليهم رسول الله ليطوف بالبيت ، فلما مر بهم غمزوه ببعض القول ثلاث مرات ، فقال لهم : يا معشر قريش ، أما والذي نفسي بيده لقد جئتكم بالذبح … ) . ( وكان إذا جلس وحوله المستضعفون من أصحابه استهزأوا بهم وقال هؤلاء جلساؤه { منّ الله عليهم من بيننا } قال تعالى { أليس الله بأعلم بالشاكريـن } . وكانوا كما قص الله علينا إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون . وإذا مروا بهم يتغامزون . وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين . وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون . وما أرسلوا عليهم حافظين ) . 7 _ تشويه تعاليمـه وإثارة الشبهات ، وبث الدعايات الكاذبة : قالوا عن القرآن ( أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلاً ) . وقالوا ( إن هذا إلا إفك افتراه وأعانـــه عليه قوم آخرون ) . وكانوا يقولون أيضاً ( إنما يعلمه بشر ) . هل الاستهزاء سنة ماضية في أنبياء الله ورسله ؟ نعم . ولذلك قال الله لنبيه مسلياً ( ولقد استهزىء برسل من قبلك . فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون ) . فقد ذكر الله تعالى في هذه الآية أن الكفار استهزءوا برسل قبل نبينا وأنهم حاق بهــم العذاب بسبب ذلك . اذكر بعض أنواع الاستهزاء الذي وقع لأنبياء الله قبل نبينا ؟ قول قوم هود له ( إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء ) . وقال قوم صالح له ( يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين ) . وقال قوم لوط فيما حكى الله عنهم ( لئن لم تنتـه يا لوط لتكونن من المخرجين ) وقال عنهم ( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم ) . وقال قوم شعيب ( قالوا يا شعيب ما نفقه كثيراً مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفاً ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز ) . ماذا فعلت قريش عندما لم تثمر الأساليب الماضية في صد الرسول وأصحابه عن دينهم ؟ لجأت قريش إلى أسلوب الاعتداء الجسدي . اذكر بعض الاعتداءت الجسدية على النبي ؟ _ عن عروة بن الزبير قال ، سألت عبد الله بن عمرو عن أشد ما صنع المشركون برسول الله ؟ قال ( رأيت عقبة بن أبي معيط جاء إلى النبي وهو يصلي فوضع رداءه في عنقه فخنقه خنقاً شديداً ، فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه وقال : أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم ) رواه البخاري . 2 _ وعن ابن مسعود قال ( بينما رسول الله يصلي عند البيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس ، وقد نحرت جزور بالأمس ، فقال أبو جهل : أيكم يقوم إلى سلا جزور بني فلان فيأخذه فيضعه في كتفي محمد إذا سجد ، فانبعث أشقى القوم ، فلما سجد النبي وضعه بين كتفيه ، قال : فاستضحكوا وجعل بعضهم يميل على بعض ، فأقبلت فاطمة فطرحته عنه ، فلما قضى النبي صلاته رفع صوته ثم دعا عليهم .. فوالذي بعث محمداً بالحق لقد رأيت الذي سمى صرعى يوم بدر ) رواه البخاري . ( ثبت بالروايات الصحيحة أن الذي رمى الفرث عليه هو عقبة بن أبي معيط ) . ( السلى ) هي الجلدة التي يكون فيها الولد يقال لها ذلك من البهائم . وعن أنس . قال ( لقد ضربوا رسول الله مرة حتى غشي عليه ، فقام أبو بكر فجعل ينادي : ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله ؟ فتركوه وأقبلوا على أبي بكر ) رواه أبو يعلى . قال ابن حجر : بإسناد صحيح وعن أبي هريرة . قال ( قال أبو جهل : يعفر محمد وجهه بين أظهركم ؟ فقيل : نعم ، فقال : واللات والعزى لئن رأيته لأطأن على رقبته ولأعفرن وجهه ، فأتى رسول الله وهو يصلي _ يزعم ليطأ رقبته _ فما فجأهم إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه ، فقالوا : مالك يا أبا الحكم ، قال : إن بيني وبينه لخندقاً من نار وهوْلاً وأجنحة ، فقال رسول الله : لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً عضواً ) رواه مسلم . قال النووي ( ولهذا الحديث أمثلة كثيرة في عصمته من أبي جهل وغيره ممن أراد به ضرراً ) . ( حاولت أم جميل _ زوجة أبي لهب _ أن تعتدي عليه بحجر فحماه الله منها ) رواه البيهقي . اذكر بعض أنواع العذاب الذي لا قوه المسلمون ؟ عن ابن مسعود . قال ( أول من أظهر إسلامه سبعة : رسول الله وأبو بكر ، وعمار وأمه سمية ، وصهيب ، وبلال ، والمقداد ، فأما رسول الله فمنعه الله بعمه أبي طالب ، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه ، وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدرع الحديد وصهروهم في الشمس ، فما منهم إنسان إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلال فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأعطوه الولدان وأخذوا يطوفون به شعاب مكة وهو يقول : أحد أحد ) رواه أحمد ثم اشترى أبو بكر بلالاً فأعتقته ومر رسول الله بآل ياسر وهم يعذبون فقال : أبشروا آل ياسر فإن موعدكم الجنة. وكان أول من استشهد في سبيل الله من هذه الأسرة خاصة وفي الإسلام عامة _ أم عمار ، سمية بنت خياط _ فقد طعنها أبو جهل بحربة في قبلها فماتت من جراء هذا الاعتداء العظيم ، ومات ياسر في العذاب . وتفننوا في إيذاء عمار ، حتى أجبر على أن يتلفظ بكلمة الكفر بلسانه ، وقد ذكر جمهور المفسرين ، أن من أسباب نزول الآية الكريمة ( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) هو موقف عمار بن ياسر . وممن نال الأذى والتعذيب خباب بن الأرت . وممن ورد في ذلك أنهم كانوا يأخذون بشعر رأسه فيجذبونه جذباً ، ويلوون عنقه بعنف وأضجعوه مرات عديدة على صخور ملتهبة ثم وضعوه عليها فما أطفأها إلا ودك ظهره ) . ( وعن أبي ليلى الكندي قال : جاء خباب إلى عمر فقال : ادن ، فما أحد أحق بهذا المجلس منك إلا عمار ، فجعل خباب يريه آثاراً بظهره مما عذبه المشركون ) رواه ابن ماجه . ومن شدة الأذى سأل رسول الله أن يدعو الله ليخفف من العذاب قال : أتيت النبي وهــو متوسد بردة وهو في ظل الكعبة ، وقد لقينا من المشركين شدة ، فقلت يا رسول الله : ألا تدعو لنا ؟فقعد _ وهو محمر وجهه _ فقال : لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم أو عصب ، ما يصرفه ذلك عن دينه ، ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين ما يصرفه ذلك عن دينه ، وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله ) رواه البخاري . وعن سعيد بن زيد قال ( والله لقد رأيتني وإن عمر لموثقي على الإسلام قبل أن يسلم عمر ) رواه البخاري . ( لموثقي ) أي أن عمر ربطه بسبب إسلامه إهانة له وإلزاماً بالرجوع عن الإسلام . ( واعتدوا على عمر بن الخطاب عندما أسلم ، وحاولوا قتله لولا أن أنقذه الله بالعاص بن وائل ) . ما الحكمة من هذه الابتلاءات ؟ _ ما حدث من تعذيب للمسـلمين هو تقرير وتأكيد لقوله تعالى ( أحب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون ) ولقوله تعالى ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ) ولقوله تعالى ( لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركوا أذى كثيراً ) . _ في الابتلاء تمحيص للمؤمنين ، ومحق للكافرين ( ليهلك من هلك عن بينة وحي من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم ) ، فلا بد من امتحان النفوس ليظهر بالامتحان الطيب من الخبيث . _ أن الأنبياء أشد الناس بلاء ، وهذا من المتقرر شرعاً وعقلاً ، أنه كلما تشبث المسلم بدينه وشرع ربه انهالت عليه البلايا والمحن من كل حدب وصوب . ولهذا جاء في حديث سعد بن أبي وقاص ( أن رسول الله سئل أي الناس أشد بلاء ؟ قال : الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلابة اشتد بلاؤه ، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه ، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة ) رواه الترمذي . ولذلك كان أشد الناس بلاء في هذه الأمة هو الحبيب كما سبق . _ سنة الله في التكذيب بالرسل من قبل أقوامهم كما قال تعالى ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن ) وقال تعالى ( كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون ) وقال تعالى ( ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك ) . قال ابن القيم :فالناس إذا أرسل إليهم الرسل بين أمرين : إما أن يقول أحدهم آمنا ، وإما أن لا يقول آمنا ، بل يستمر على عمل السيئات ، فمن قال آمنا امتحنه الرب عز وجل وابتلاه وألبسه الابتلاء والاختبار ليبين الصادق من الكاذب . أين كان يجتمع النبي بإصحابه في بداية الدعوة ؟ في دار الأرقم بن أبي الأرقم . لماذا اختار الرسول دار الأرقم بن أبي الأرقم بالذات ؟ قال المباركفوري ( لأن الأرقم لم يكن معروفاً بإسلامه ، ولأنه من بني مخزوم التي تحمل لواء التنافس والحرب ضد بني هاشم ، إذ يستبعد أن يختفي الرسول في قلب العدو ، ولأنه كان فتى صغيراً عندما أسلم في حدود _ الست عـشـ16ـشرة سنة ، إذ أنه في هذه الحالة تنصرف الأذهان إلى منازل كبارالصحابة ) . متى كانت الهجرة الأولى إلى الحبشة ؟ في السنة الخامسـ5ـة من البعثة . ما سبب هذه الهجرة ؟ الفرار بالدين من بلاد الفتنة إلى بلاد الأمان . قالت أم سلمة ( لما ضاقت علينا مكة ، وأوذي أصحاب رسول الله وفتنوا ورأوا ما يصيبهم من البلاء والفتنة في دينهم ، وإن رسول الله لا يستطيع دفع ذلك عنهم ، وكان رسول الله في منعة من قومه وعمه قال لهم : إن بأرض الحبشة ملكاً عظيماً لا يظلم أحد عنده ، فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجاً ومخرجاً مما أنتم فيه ) . كم عدد أهل هذه الهجرة ؟ كانوا أحد عشر رجلاً وأربع نسوة . اذكر بعض أهل هذه الهجرة ؟ منهم : عثمان بن عفان وزوجته رقية بنت رسول الله ، وأبو سلمة وزوجته أم سلمة ، وعثمان بن مظعون ، ومصعب بن عمير . كم مكثوا في الحبشة ؟ لم يمكثوا طويلاً . أقاموا بالحبشة شهرين شعبان ورمضان من سنة خمس من البعثة ، وعادوا إلى مكة في شوال من نفس السنة . ماذا نستفيد من إذن النبي للصحابة بالهجــرة إلى الحبشة ؟ _ مشروعية الهجرة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام . قال ( لا تنقـطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ، ولا تنقطع التوبـة حتى تطلع الشمس من مغربها ) رواه أبوداود . والهجــرة على نوعين :تكون واجبة : إذا كان لا يستطيع إظهار دينه ولا يمكنه إقامة واجبات دينه . قال تعالى ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض ، قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها . فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً ) وهذا وعيد شديد يدل على الوجوب . تكون مستحبة :وهو من يقدر عليها لكنه متمكن من إظهار دينه . ما سبب عودة المهاجرين من الحبشة ؟ قال ابن القيم ( فبلغهم أن قريشاً أسلمت ، وكان هذا الخبر كذباً ، فرجعوا إلى مكة ، فلما بلغهم أن الأمر أشد مما كان ، رجع منهم من رجع ودخل جماعة فلقوا من قريش أذى شديداً ) . ماذا حدث لما رأوا أن الخبر كذب وأن العذاب أشد من قبل ؟ أذن لهم رسول الله بالهجرة للحبشة مرة ثانية . كم عدد أهل الهجرة الثانية ؟ قال ابن القيم ( فهاجر من الرجال ثلاثة وثمانون رجلاً ، ومن النساء ثمان عشرة ) . وقيل : تسع عشرة امرأة . ماذا فعلت قريش لكي تعيد المهاجرين ؟ بعثت بوفد للنجاشي لكي يردهم ويسلمهم . ممن كان يتكون هذا الوفد ؟ هذا الوفد يتكون من : عمرو بن العاص ، وعبد الله بن أبي أمية . ماذا فعلا قبل الدخول على النجاشي ؟ قدمّا الهدايـا لأعيان رجال النجاشي ، سياسة ليحصلا على دعم الأعيان عند مطالبته الملك برد المهاجرين . ماذا قال وفد قريش للنجاشي ؟ قالا : أيها الملك ، إنه قد ضوى إلى بلدك غلمان سفهاء ، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك ، وجاءوا بدين ابتدعوه ، لا نعرفه نحن ولا أنت ، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم ، لتردهم إليهم . وقالت البطارقة : صدقا أيها الملك ، فأسلمهم إليهما ، فليرداهم إلى قومهم وبلادهم . ماذا فعل النجاشي عندما سمع ذلك ؟ أرسل إلى المسلمين ودعاهم فحضروا ، وقال لهم : ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم ، ولم تدخلوا به في ديني ولا دين أحد من هذه الملل ؟ من الذي تكلم نيابة عن المسلمين ؟ وماذا قال للنجاشي ؟ جعفر بن أبي طالب . قال للنجاشي : أيها الملك ، كنا قوماً أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام …. حتى بعث الله إلينا رسولاً منا ، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفاه ، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة ..... واضح للنجاشي حقيقة هذا الدين الذي جاء به محمد وموقف قومهم منه ) . ماذا قال النجاشي لما سمع كلام جعفر بن أبي طالب ؟ قال ( إن هذا والذي جاء به عيسى يخرج من مشكاة واحدة ، انطلقا ، والله لا أسلمهم إليكما أبداً ) . ماذا فعلا سفيرا قريش بعد ذلك ؟ لما كان من الغد جاء عمرو إلى النجاشي وقال له : إن هؤلاء يقولون في عيسى قولاً عظيماً . ماذا فعل النجاشي حينما قال له عمرو هذا الكلام ؟ أرسل إليهم وسألهم عن قولهم في عيسى . فقال جعفر : نقول فيه الذي جاء به نبينا ، هو عبد الله ورسوله وروحه ، وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول . فأخذ النجاشي عوداً من الأرض وقال لجعفر : ما عدا عيسى ما قلت قدر هذا العود . فأعطى المسلمين الأمان في بلاده ورد هدية قريش ماذا نستفيد من هذه القصة ؟ _ إن هذه الحادثة مصداق لقوله تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ) . _ وفيها لطف الله عز وجل بأوليائه ودفاعه عنهم كما قال تعالى ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا ) . _ وفيها أيضاً مصداق لقول الله عز وجل ( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون ) . _ وكذلك فيها عاقبة الصدق ، وكيف أن جعفر بن أبي طالب ومن معه صدقوا مع النجاشي ولم يكتموا شيئاً من عقيدتهم ، فكانت العاقبة أحسن العواقب وأحمدها . هل آمن النجاشي بنبوة محمد ؟ نعم ، ويدل على ذلك صلاة النبي عليه صلاة الغائب عندما مات في العام التاسـ9ـع . عن أبي هريرة . ( أن رسول الله نعى النجاشي } أصحمة { في اليوم الذي مات فيه ، فخرج بهم إلى المصلى ، وصلى بهم وكبر أربع تكبيرات ) متفق عليه . وفي رواية ( مات اليوم عبد لله صالح ) . وفي رواية ( استغفروا لأخيكم ) . وقد جاء النص الصريح بتصديقه بنبوتــه : عن أبي موسى الأشعري قال ( أمرنا رسول الله أن ننطلق إلى أرض النجاشي .. القصة .. وفيها : وقال النجاشي : أشهد أنه رسول الله ، وأنه الذي بشر به عيسى ابن مريم ، ولولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أحمل نعليه ) رواه أبو داود . ما سبب إسلام حمزة ؟ لقد كان الاستهزاء بالنبي سبباً لإسلام حمزة عم النبي ، فقد روي في سبب إسلامه أن جارية ( مولاة لعبدالله بن جدعان ) أخبرته أن أبا جهل قد أساء إلى ابن أخيك محمد ، إساءات بذيئه ، فتوجه حمزة إليه وغاضبه وسبه ، وقال : كيف تسب محمداً وأنا على دينه ، فشجه شجة منكرة ، فكان إسلامه في بداية الأمر أنفــة ثم شرح الله صدره بنور اليقين حتى صار من أفاضل المؤمنين . ( كان ذلك في السنة السادســ6ـة من البعثة ) . هل دعا النبي ربه أن يسلم عمر ؟ نعم . فقد جاء في الحديث أنه قال ( اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك : بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب ) رواه الترمذي . هل كان إسلام عمر بن الخطاب عزاً للمسلمين ؟ نعم . فقد قال ابن مسعود ( ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر ) رواه البخاري . قال ابن حجر ( المراد إعزاز المسلمين بإسلام عمر لما كان فيه من الجلد والقوة في أمر الله ) . وعنه قال ( كان إسلام عمر عزاً ، وهجرته نصراً ، وإمارته رحمة ) رواه الطبراني . انتهى بحمد الله وجزى الله خيرا من قام بهذا العمل أو ساعد فى نشره
[C