عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-07-2009, 02:23 AM
أبو أنس الأنصاري أبو أنس الأنصاري غير متواجد حالياً
II كَانَ اللهُ لَهُ II
 




افتراضي أوروبا في وقت الفتح الإسلامي للأندلس



أوروبا في وقت الفتح الإسلامي للأندلس


مِنَ المفيدِ جداً أن نتعرفَ على حالةِ أوروبا والوضعِ الذي كانت عليهِ - خاصةً بلادَ الأندلس - عندَ الفتحِ الإسلاميِّ، وكيفَ كانَ؟ وكيفَ تغيرَ هذا الوضعَ وهذا الحالَ بعدَ دخولِ أهلِ هذهِ البلادِ الإسلامَ ؟
والواقعُ أنَّ أوروبا في ذلكَ الوقتِ كانت تعيشُ فترةً من فتراتِ الجهلِ العظيمِ جداً؛ حيثُ الظلمُ هوَ القانونُ السائدِ، فالحكامُ يمتلكونَ الأموالَ وخيراتِ البلادِ، والشعوبُ تعيشُ في بؤسٍ كبيرٍ، والحكامُ بنوا القصورَ والقلاعَ والحصونَ؛ بينما عامةُ الشعبِ لا يجدُ المأوى ولا السكنَ، وإنما هم في فقرٍ شديدٍ ، بل إنهم يُباعونَ ويُشترونَ معَ الأرضِ، وبالنسبةِ للفردِ نفسهِ، فالأخلاقُ متدنيةً والحرماتُ منتهكةً، وبُعدٌ حتى عن مقوماتِ الحياةِ الطبيعيةِ؛ فالنظافةُ الشخصيةُ - على سبيلِ المثالِ - مختفيةً بالمرةِ، حتى إنهم كانوا يتركونَ شعورهم تنسدلُ على وجوههم ولا يهذبونها، وكانوا - كما يذكرُ الرحالةُ المسلمونَ الذين جابوا هذهِ البلاد في هذا الوقتِ - لا يستحِمّونَ في العامِ إلا مرةً أو مرتينِ! بل يظنونَ أن هذهِ الأوساخَ التي تتراكمُ على أجسادهم هي صحةً لهذا الجسدِ، وهيَ خيرٌ وبركةٌ لهُ!!!
وكانوا يتفاهمونَ بالإشارةِ، فليست لهم لغةً منطوقةً أصلاً .. فضلاً عن أن تكونُ مكتوبةً، وكانوا يعتقدونَ بعضَ اعتقاداتِ الهنودِ والمجوسِ من إحراقِ المتوفى عند موتهِ، ومن حرقِ زوجتهِ معهُ وهيَ حيةً! أو حرق جاريتهُ معهُ! أو منْ كانَ يحبهُ منَ الناسِ، والناسُ تعلمُ وتشاهدُ هذا الأمرَ، فكانت أوروبا بصفةٍ عامةٍ قبلَ الفتحِ الإسلاميّ يسودها التخلفُ والظلمُ والفقرُ الشديدُ ، والبعدُ التامُّ عن أيِّ وجهٍ من أوجهِ الحضارةِ المدنيةِ، ولنقارن هذا بما أصبحت عليهِ أوروبا وبلادَ الأندلسِ بعدَ الفتحِ الإسلاميّ.



التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس الأنصاري ; 07-16-2009 الساعة 04:45 PM
رد مع اقتباس