عرض مشاركة واحدة
  #36  
قديم 05-05-2009, 12:42 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي



جعل بعضهم (الجنب) صفةً من صفات الله الذاتية ، وهذا خطأ ومـن هؤلاء الذين أثبتوا هذه الصفة :

= غلام الخلال أثبتها في مصنف له
= أبي عمر الطلمنكي في كتاب الصفات وتبعه جماعة من المتأخرين
= صديق حســن خان في كتابه ((قطف الثمر)) (ص67)

والسلف على خلاف ذلك

يقول ابن جرير عند تفسير هذه الآية : ((وقولـه : عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّه ؛ يقول : على ما ضيعت من العمل بما أمرني الله به ، وقصرت في الدنيا في طاعة الله)).أهـ.

وقال الدارمي في ((رده على المريسي)) (ص 184) : ((وادعى المعارض أيضاً زوراً على قوم أنهم يقولون في تفسـير قول الله :  يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ؛ قال : يعنون بذلك الجنب الذي هو العضو ، وليس على ما يتوهمونه.
فيقال لهذا المعارض : ما أرخص الكذب عندك، وأخفه على لسانك، فإن كنت صادقاً في دعواك ؛ فأشر بها إلى أحد من بني آدم قاله ، وإلا ؛ فلم تشنع بالكذب على قوم هم أعلم بهذا التفسير منك ، وأبصر بتأويل كتاب الله منك ومن إمامك ؟! .
إنما تفسيرها عندهم : تحسر الكفار على ما فرطوا في الإيمان والفضائل التي تدعو إلى ذات الله تعالى ، واختاروا عليها الكفر والسخرية بأولياء الله ، فسماهم الساخرين ، فهذا تفسير (الجنب) عندهم ، فمن أنبأك أنهم قالوا : جنب من الجنوب ؟! . فإنه [لا] يجهل هذا المعنى كثير من عوام المسلمين ، فضلاً عن علمائهم))أهـ.

وذكر ابن الجوزي في ((زاد المسير)) عند تفسير الآية السابقة خمسة أقوال لجنب الله : طاعة الله ، وحق الله ، وأمر الله ، وذكر الله ، وقرب الله


يقول شيخ الإسلام في ((الجواب الصحيح)) (3/145 ، 146) : ((000لا يُعرف عالم مشهور عند المسلمين ، ولا طائفة مشهورة من طوائف المسلمين ، أثبتوا لله جنباً نظير جنب الإنسان ، وهذا اللفظ جاء في القرآن في قولـه : أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ (الزمر:56) فليس في مجرد الإضافة ما يستلزم أنَّ يكون المضاف إلى الله صفة له، بل قد يضاف إليه من الأعيان المخلوقة وصفاتها القائمة بها ما ليس بصفة له باتفاق الخلق ؛ كقولـه تعالى : بَيْت الله ، ناقَة الله ، وعِبَاد الله ، بل وكذلك رُوح الله عند سلف المسلمين وأئمتهم وجمهورهم ، ولكن ؛ إذا أضيف إليه ما هو صفة له وليس بصفة لغيره؛ مثل كلام الله ، وعلم الله ، ويد الله ، ونحو ذلك ؛ كان صفة له.
وفي القرآن ما يبين أنه ليس المراد بالجنب ما هو نظير جنب الإنسان ؛ فإنه قال : أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ، والتفريط ليس في شيء من صفات الله عَزَّ وجَلَّ ، والإنسان إذ قال : فلان قد فرط في جنب فلان أو جانبه ؛ لا يريد به أنَّ التفريط وقع في شيء من نفس ذلك الشخص ، بل يريد به أنه فرط في جهته وفي حقه.


فإذا كان هذا اللفظ إذا أضيف إلى المخلوق لا يكون ظاهره أنَّ التفريط في نفس جنب الإنسان المتصل بأضلاعه ، بل ذلك التفريط لم يلاصقه ؛ فكيف يظن أنَّ ظاهره في حق الله أنَّ التفريط كان في ذاته ؟ !)).اهـ.


ويقول ابن القيم في ((الصواعق المرسلة)) (1/250) : ((000 فهذا إخبار عما تقولـه هذه النفس الموصوفة بما وصفت به ، وعامة هذه النفوس لا تعلم أنَّ لله جنباً ، ولا تقر بذلك ؛ كما هو الموجود منها في الدنيا ؛ فكيف يكون ظاهر القرآن أنَّ الله أخبر عنهم بذلك ، وقد قال عنهم : يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ (الزمر : 56) ، والتفريط فعل أو ترك فعل، وهذا لا يكون قائماً بذات الله ؛ لا في جنب ولا في غيره ، بل يكون منفصلاً عن الله ، وهذا معلوم بالحس والمشاهدة ، وظاهر القرآن يدل على أنَّ قول القائل : يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ؛ ليس أنه جعل فعله أو تركه في جنب يكون من صفات الله وأبعاضه)).اهـ


قال الشيخ صالح بن عبدالله العصيمي حفظه الله في تعليقه على مذكرة على العقيدة الواسطية للشيخ ابن عثيمين رحمه الله في برنامج اليوم الواحد:
قول الله عز وجل " يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله " من أهل العلم من خفي عليه معنى هذه الأية وظن أنها من آيات الصفات كأبي عمر الطلمنكي في كتاب الصفات ثم تبعه جماعة من المتأخرين. إلا أن جمهور أهل السنة على أن معناها الصحيح أنها في حق الله عز وجل وطاعته وجنابه , وليس المراد فيها إثبات صفة الجنب الله عز وجل.



قال الشيخ صالح ال الشيخ في( شرحه للطحاوية )


س2/ هل من صفات الله تعالى الجَنْبْ لقوله تعالى {عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ}[الزمر:56]؟، وهل من صفات الله التردد لحديث «ما ترددت في شيء أنا فاعله»؟
ج/ هذه مما اختلف فيها من أهل السنة، هل يُطْلَقُ القول بإثباتها أم لا؟
والواجب هو الإيمان بظاهر الكلام، وهل الظاهر هنا في إطلاق صفة الجنب هل هو الظاهر الصفة؟ أم الظاهر غير ذلك؟


الراجح أنَّ الظاهر غير ذلك وأنه ليس المقصود من قوله: {عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} أنَّ المقصود الجنب الذي هو الجنب، لأنَّ العرب تستعمل هذه الكلمة وتريد بها الجَنَاب لا الجَنْبْ يعني الجهة، إنما تقصد الجناب المعنوي. {عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} يعني في حق الله، في ما يستحق الله - عز وجل -.
فمن أهل العلم من أثبتها لكن ليس ذلك هو ظاهر الكلام.


رد مع اقتباس