عرض مشاركة واحدة
  #40  
قديم 05-05-2009, 08:35 PM
أبو الفرج المنصوري أبو الفرج المنصوري غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




Arrow

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السلف التوحيد مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيرا أمنا ونفع لله بكم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السلف التوحيد مشاهدة المشاركة


الله نور السموات والارض

هل النور من أسماء الله سبحانه وتعالى



ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور
مع العلم أنني لست صوفيا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته




بداية ليس كل نور يأتي في القرآن بمعنى واحد ، فقد تأتي الكلمة في القرآن بأكثر من معنى ، والسياق يدل على المعنى المراد ، وكأني ظننتُ أنه قد أُستشكل عليك هذا لورودك الآي مع السؤال ((الله نور السماوات والأرض)) ثم الآي الأخرى وكأن لسان حالك يقول فإن كانت الآي الأولى تدل على اسم ، فكيف بالثانية؟!


مقدمة:
فالنور يأتي في القرآن بعدة معانٍ:
منها: بمعنى الإيمان والهدى أوالحق كما في قوله تعالى:
{ يُخْرِجُهُمْ مِّنَ الظلمات إِلَى النور } أي: من ظلمات الشرك والكفر والضلال إلى نور الإيمان والطاعة والهدى.وقوله أيضًا: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ} أي: الشرك والإيمان ، وكقوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} أي: ومن لم يجعل الله له إيمان فما له من إيمان ولا دين ، أو: ومن لم يجعل الله له هُدى فما له من هُدى ، كمثل قوله تعالى: { مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ }
وأيضًا كقوله:{ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا }، وكقوله تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }أي: هدى
وكقوله: { جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا }، وكقوله:{ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ}





ويأتي أيضًا بمعنى (القرآن الكريم): { وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزلَ مَعَهُ }، وكقوله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا}




ويأتي أيضًا بمعنى: النبي صلى الله عليه وسلم، كما في قوله تعالى:{ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ}



ومنها: البصيرة واليقين ، كما في قوله تعالى:{ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ}



ومنها: ما يأتي بمعنى الضوء أو الشعاع، كقوله تعالى:{ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا }
، وقوله: {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا}
وأحيانا يأتي بمعنى الضوء الخاص بالمؤمنين كما في قوله: { يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ }




وأحيانًا تأتي مضافة وتكون بمعنى الدين: كقوله تعالى:
{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} أي: دين الله ، ويتم نوره أي: إظهار دينه



أما قوله تعالى :{ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}
ففي الآي عدة أقول منها :
1- هادٍ مَن في السماوات والأرض ذكره الطبري عن (ابن عباس ، وأنس رضي الله عنهما)
2- وقيل مدبر السماوات والأرض (ذكره أيضا ابن عباس)
3- وقيل ضياء السماوات والأرض ، (ذكره أيضًا عن أُبي بن كعب)
واختلف في قوله{مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ}على أي شيء يعود الضمير.
وقيل غير ذلك



وإليك طرفًا من الأدلة و أقوال أهل العلم في اسم النور حتى يتضح لك الأمر :



جاء فى صحيح مسلم عن ابى ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك فقال: نور أنَّى أراه أو قال رأيت نورا



قد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه: (ولك الحمد انت نور السموات والارض ومن فيهن)



وفى الصحيح أيضًا عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله : (إن الله خلق خلقه فى ظلمة وألقى عليهم من نوره فمن أصابه من ذلك النور اهتدى ومن أخطأه ضل)



وأيضًا ما رواه مسلم فى صحيحه عن أبى موسى عن النبي قال: قام بنا رسول الله بأربع كلمات فقال: ( إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور أو النار لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره من خلقه) فهذا الحديث فيه ذكر حجابه



وقال النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الطائف: (أعوذ بنور وجهك)




قال عبد الله بن مسعود: ( إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار ، نور السماوات من نور وجهه)



قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (النص في كتاب الله وسنة رسوله قد سمى الله نور السماوات والأرض ، وقد أخبر النص أن الله نور ، واخبر أيضا انه يحتجب بالنور فهذه ثلاثة أنوار في النص.



وقال شيخ الإسلام أيضًا : وقد أخبر الله فى كتابه ان الارض تشرق بنور ربها فاذا كانت تشرق من نوره كيف لا يكون هو نورا ولا يجوز ان يكون هذا النور المضاف اليه اضافة خلق وملك واصطفاء كقوله ناقة الله ونحو ذلك لوجوه...



وقال شيخ الإسلام أيضًا : فقد تبين أن جميع ما ذكر من الاقوال يرجع الى معنيين من معانى كونه نور السموات والارض وليس فى ذلك دلالة على أنه فى نفسه ليس بنور



قال شيخ الإسلام على الذين يرون تأويل ذلك الاسم (النور): قطعا فلا نسلم أنه يجب تأويله ، وقال: بل جماهير المسلمين لا يتأولون هذا الاسم ، وذكر أن حتى الأشاعرة وافقوا أهل السنة ولم يتأولوا ذلك ، ولم يُذكر ذلك إلا عن الجهمية المذمومين



وقال الشيخ ناصر الفهد في كتابه الماتع: (الإعلام بمخالفات الموافقات والاعتصام) : أما جعل قوله تعالى (الله نور السماوات والأرض) مجازاً فهو أيضاً من تحريفات المبتدعة للصفات ، وإنكار (النور) إنما كان من الجهمية والمعتزلة ، وتبعهم على ذلك متأخرو الأشاعرة ، وإلا فابن كلاب -الذي اقتفى أثره الأشعري- و الأشعري كانا يثبتانها ، وقد جاءت النصوص بإثبات هذه الصفة.




وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: ( إن النص قد ورد بتسمية الرب نوراً ، وبأن له نوراً مضافاً إليه ، وبأنه نور السماوات والأرض ، وبأن حجابه النور ، فهذه أربعة أنواع :
فالأول : يقال عليه بالإطلاق ، فإنه النور الهادي
(ملحوظة) قلت: – يقصد حديث اسماء الله الحسنى النور ، الهادي ، البديع ، الباقي ، ...هكذا، لا الهادي بتفسير (نور السماوات) بهادي من في السماوات فلينتبه)
والثاني : يضاف إليه كما يضاف إليه حياته وسمعه وبصره وعزته وقدرته وعلمه…
والثالث: وهو إضافة نوره إلى السماوات والأرض كقوله(الله نور السماوات والأرض).
والرابع : كقوله (حجابه النور ).
فهذا النور المضاف إليه يجئ على أحد الوجوه الأربعة).



أما شبهة هؤلاء بجعل (نور السماوات والأرض) يطلق على الله مجازاً فهو ظنهم أن النور هو الواقع على الجدران المرئي في الشاهد ، وقد ذكر ابن القيم هذا القول ورده من أربعة عشر وجهاً فالينظر الصواعق.




وقال احمد بن ابراهيم عيسى شارح قصيدة ابن القيم: ومنها قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ليس عند ربكم ليل ولا نهار نور السماوات والارض من نور وجهه فهل يصح أن يحمل الوجه في هذا على مخلوق أو يكون صلة لا معنى له أو يكون بمعنى القبلة والجهة وهذا مطابق لقوله عليه السلام أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات فأضاف النور إلى الوجه والوجه الى الذات واستعاذ بنور الوجه الكريم فعلم أن نوره صفة له كما أن الوجه صفة ذاتية وهو الذي قاله ابن مسعود وهو تفسير قوله: ( الله نور السماوات والأرض) فلا تشتغل بأقوال المتأخرين الذين غشت بصائرهم عن معرفة ذلك فخذ العلم عن أهله فهذا تفسير الصحابة رضي الله عنهم




قال ابن خزيمة في التوحيد: (وربنا جل وعلا النور ، وقد سمى الله بعض خلقه نورا فقال مثل نوره كمشكاة فيها مصباح)



وقال أيضًا: كنتُ خُبِّرتُ منذ دهر طويل أن بعض من كان يَدَّعي العلم ممن كان لا يفهم هذا الباب يزعم انه غير جائز أن يقرأ الله نور السماوات والأرض وكان يقرأ الله نور السموات والأرض فبعثت إليه بعض أصحابي وقلت له ما الذى تنكر أن يكون لله عز و جل اسم يسمي الله بذلك الاسم بعض خلقه فقد وجدنا الله قد سمى بعض خلقه بأسام هي له أسامي




قال الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسير الاسماء الحسنى:
قال رحمه الله تعالى: "ومن أسمائه الحسنى النور، فالنور وصفه العظيم، وأسماؤه حسنى، وصفاته أكمل الصفات له تعالى رحمة، وحمد، وحكمة، وهو نور السماوات والأرض الذي نور قلوب العارفين بمعرفته، والإيمان به ونور أفئدتهم بهدايته، وهو الذي أنار السماوات والأرض بالأنوار التي وضعها. وحجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ماانتهى إليه بصره من خلقه4. وبنوره استنارت جنات النعيم. والنور الذي هو وصفه من جملة نعوته العظيمة
وأما النور المخلوق فهو نوعان:
نور حسي كنور الشمس، والقمر، والكواكب، وسائر المخلوقات المدرك نورها بالأبصار.
والثاني نور معنوي، وهو نور المعرفة، والإيمان، والطاعة فإن لها نورا في قلوب المؤمنين بحسب ما قام في قلوبهم من حقائق المعرفة مواجيد الإيمان، وحلاوة الطاعة، وسرور المحبة.
وهذا النور هو الذي يمنع صاحبه من المعاصي ويجذبه إلى الخير ويدعوه إلى كمال الإخلاص لله، ولهذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم اجعل في قلبي نوراً وفي سمعي نوراً وفي بصري نوراً ومن بين يدي نوراً ومن خلفي نوراً وفوقي نوراً وتحتي نوراً اللهم اعطني نورا وزدني نور.




وقال ابن القيم في الوابل الصيب:
فدين الله عز و جل نور ، وكتابه نور ، ورسوله نور ، وداره التي أعدها لأوليائه نور ، يتلألأ ، وهو تبارك وتعالى نور السماوات والأرض ومن أسمائهالنور وأشرقت الظلمات لنور وجهه...




قال ابن تيمية في بغية المرتاب:
الفصل الأول في بيان أن النور الحق هو الله تعالى وأن اسم النور لغيره مجاز محض لا حقيقة له
وقال ايضا: قلت وقد بسطنا الكلام على هذه الآية واسم الله النور




وقال القرطبي فيه ستة أقوال إما أنه بمعنى منور أو ذو النور أو هادي أو مزين أو ظاهر أو أنه تعالى نور لا كالأنوار




قال ابن القيم في اجتماع الجيوش الاسلامية:
واللّه سبحانه وتعالى سمى نفسه نوراً، وجعل كتابه نوراً ورسوله صلى الله عليه وسلم نوراً، ودينه نوراً، واحتجب عن خلقه بالنور، وجعل دار أوليائه نوراً يتلألأ.



وقال أيضا نقلا عن شيخ الاسلام:
ويدل على صحة ما قال شيخنا في معنى حديث أبي ذر رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: حجابه النور، فهذا النور هو، والله أعلم. النور المذكور في حديث أبي ذر رضي اللّه عنه: رأيت نوراً.



وقد ردَّ شيخ الإسلام ابن تيمية ردًا مفصلًا على من قال بتأويل اسم (النور) وعلى من قال أيضًا: (لو كان الله نورًا لم يجز إضافته إلى نفسه) ، وعلى أقوال المفسرين بتفسير قوله (نور السماوات والأرض) بهادي السماوات والأرض ، وعلى حديث الترمذي في عد أسماء الله الحسنى ، وعلى اسمه النور الهادي... كل ذلك في الرسالة المدنية وكذلك دقائق التفسير. وللمزيد يرجى مراجعة كل من: مختصر الصواعق،، الوابل الصيب ،، اجتماع الجيوش الاسلامية،، الرسالة المدنية،، دقائق التفسير،، شرح قصيدة ابن القيم لاحمد ابراهيم موسى ، بغية المرتاب لابن تيمية، أقاويل الثقات لمرعي الكرمي،،
رد مع اقتباس