عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 05-16-2009, 02:05 AM
أبو الفرج المنصوري أبو الفرج المنصوري غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




Icon15

بسم الله الرحمن الرحيم


رب يسِّر وأعن يا كريم


بداية وقبل الخوض في الكتاب ، فهناك مقدمات يجب ذكرها ومصطلحات يجب تعريفها عن علم أصول الفقه ، فيجب أولًا تحقيق مفهومه ، وتعريف موضوعه وغايته، وما فيه من البحث عنه من مسائله، وما منه استمداده ، وتصوير مباديه وما لا بد من سبق معرفته قبل الخوض فيه ؛ لأنه حق على كل من حاول تحصيل علم من العلوم، أن يتصور معناه ليكون على بصيرة فيما يطلبه، وأن يعرف موضوعه تمييزا له عن غيره، وما هو الغاية المقصودة من تحصيله، حتى لا يكون سعيه عبثا، وما عنه البحث فيه من الاحوال التي هي مسائله لتصور طلبها، وما منه استمداده ، وأن يتصور مبادئه التي لا بد من سبق معرفتها فيه، لإمكان البناء عليها.


وسأعرض عليكم كل ذلك على هيئة (س&ج).

س1: ما هو حكم تعلم أصول الفقه؟!
ج1:إنَّ حكم تعلم أصول الفقه يختلف باختلاف الأشخاص فتارة يكون فرض عين وتارة يكون فرض كفاية.
فيتعين تعلم أصول الفقه على من أراد الاجتهاد ، فإن كان الشخص يهيئ نفسه للوصول إلى درجة الاجتهاد في الشريعة الإسلامية ، ويريد أن يرفع الجهل عنه وعن غيره ، ويريد أن يتصدر للإمامة والفتوى ، فوجب عليه بعينه أن يتعلم هذا العلم لأنه بدونه لا يستطيع أن يستنبط الأحكام الشرعية من أدلتها، ولا يستطيع أن يصل إلى درجة الاجتهاد.
أما طالب العلم العادي الذي يتعلم على سبيل النجاة لنفسه فقط وليس المتخصص، فتعلم هذا العلم فرض كفاية – فإذا تعلمه غيره سقط عنه ، وإذا تعلمه البعض ، سقط عن البعض الآخر- مثله كَمِثْلِ تعلم مصطلح الحديث وعلم الرجال والجرح والتعديل وعلوم اللغة وغير ذلك من علوم الآلة...
فيجب في الأمة أن يكون فيها مجتهدين وأصوليين ولغويين ومفسريين ومحدثيين...
كما يجب أن يكون فيها الأطباء والمعلمين...

س2: ما هي فائدة تعلم أصول الفقه؟
هناك فوائد عديدة في تعلم هذا العلم ويمكن إجمالها في التالي:
** أنه يبين المناهج والأسس والقواعد والطرق التي يستطيع الفقيه عن طريقها استنباط الأحكام الفقهية للحوادث والنوازل المتجددة ، ومن خلاله يستطيع العالم أن يجد الحكم لأي حادثة تحدث.

** ومن فوائده: استخلاص القول الراجح من المسائل المختلف فيها.

** ومن فوائده: ينمي الملكة الفقهية ويجعلك حاذقا متفننًا في العلم.

** ومن فوائده: التعرف على أسباب اختلاف العلماء ، والوقوف على طرق الأئمة وأصولهم.

** ومن فوائده: يستطيع الباحث من خلاله تخريج المسائل والفروع غير المنصوص عليها والتي ليس عليها دليل صريح.

** ومن فوائده: أنه يستطيع الباحث من خلاله الرد على المشككين في الإسلام وأنه يدعو إلى الله على بصيرة.

** العالم بالأصول يعلم يقينًا أن الإسلام مصلح لكل زمان ومكان ، وأنه قادر على معالجة قضايا العصر ومشكلاته ووقائعه ومستجداته ونوازله.

** فإن المتخصص أيضًا في علم التفسير والحديث واللغة يجب أن يتعلموا ويأخذوا طرفًا من هذا الفن الذي يبين لهم دلالات الألفاظ ومعانيها ، وهل يدل على الحكم بالمنطوق أو بالمفهوم ، أو بعبارة النص أو بإشاراته، أو بدلالته أو باقتضائه...

** ومن فوائده: الجمع بين العقل والنقل ، ويعرفك طريقة إيراد المسألة ، وتصويرها ، والاستدلال عليها ، والاعتراض على بعض الأدلة ، والجواب عن تلك الاعتراضات بأسلوب علمي مبني على أسس وقواعد ومناهج تندر أن تجدها في غير هذا العلم.

س3: ما هي غاية علم أصول الفقه؟
ج3:غاية علم الأصول هي الوصول إلى معرفة الأحكام الشرعية، التي هي مناط السعادة الدنيوية والأخروية.

س4: من أي شيء يستمد منه علم أصول الفقه؟

ج4: وأما ما منه استمداده، فعلم الكلام، والعربية، والأحكام الشرعية

س5: ما هي مبادئ علم أصول الفقه؟
ج5: وأما مبادئه: فاعلم أن مبادئ كل علم هي التصورات والتصديقات المسلمة في ذلك العلم، وهي غير مبرهنة فيه، لتوقف مسائل ذلك العلم عليها.

س6: ما هو موضوع أصول الفقه؟
ج6: وأما موضوع أصول الفقه: فاعلم أن موضوع كل علم، هو الشئ الذي يبحث في ذلك العلم عن أحواله العارضة لذاته.ولما كانت مباحث الأصوليين في علم الأصول، لا تخرج عن أحوال الأدلة الموصلة إلى الأحكام الشرعية المبحوث عنها فيه، وأقسامها، واختلاف مراتبها، وكيفية استثمار الأحكام الشرعية عنها، على وجه كلي، كانت هي موضوع علم الأصول.

س7: ما هي مسائل علم أصول الفقه؟
ج7: وأما مسائله فهي: أحوال الأدلة المبحوث عنها فيه.

س8: هل عرف الصحابة رضوان الله عليهم هذا العلم؟!
ج8: (لا) ما عرف الصحابة -رضوان الله عليهم- علم أصول الفقه كمثله من بعض العلوم كالنحو والصرف والبلاغة والعروض وأصول التفسير ومصطلح الحديث وعلم الرجال... (فالعلم نقطة كثرها الجاهلون)
ولكن كان كل ذلك عندهم سليقة وفطرة وقريحة وملكة جُبلوا عليها وتطبعوا بها ، كيف لا وقد كانوا أفصح البشر ، وبلغتهم نزل القرآن فكانوا يعرفون مقصد الكلام ومغزاه من لحن القول وفحواه ، ويستنبطوا ويرجحوا ، فقد عاصروا الوحي والتنزيل ، ولزموا النبي صلى الله عليه وسلم في إقامته وسفره ، وكانوا مع كل ذلك على قدر كبير من الفطنة والدهاء والذكاء وسلامة الذوق ونور البصيرة ، فضلًا أنهم كانوا مؤيدين من قِبَل المولى عز وجل،فوقفوا على أسرار الشريعة ومقاصدها، ولم يجدوا في أنفسهم حاجة إلى دراسة قواعد يستعينون بها في استثمار نصوص الشريعة ، ولا ضرورة تلجئهم إلى تدوي أصول يرجع إليها في استنباط الأحكام من الأدلة.
أما نشر هذا العلم وتدوينه وتقييده بالصورة التي نحن عليها الآن بدأ لما بَعُدَ العهد بزمن النبوة، وكثر اختلاط العرب بغيرهم من الفرس والروم، وترجم كثير من الكتب اليونانية وغيرها إلى اللغة العربية أيام الدولة العباسية استعجم كثير من العرب في لغتهم، وأساليب كلامهم، وتأثرت أذواقهم، واختلف مناهجهم وتغيرت إغراضهم في نثرهم وشعرهم. وتأثروا بهم فبعدوا عن لغتهم واختلط الحابل بالنابل. والله المستعان!
رد مع اقتباس