الموضوع: "دع الحب يورق"
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-17-2009, 02:43 PM
سلسبيله هارون سلسبيله هارون غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




Icon36 "دع الحب يورق"

 



معنى كلامه في هذا الفصل أنه ينبغي حتى تستبقي السعادة مع زوجتك أن تعايشها على سجيتها وبساطتها، وأن تستثمر ما فيها من خصال تعينك وتريحك في حياتك، بغض النظر عن الصفات السيئة التي يذكرونها بها الناس، إذ أنك المعايش لها ليس غيرك. فقد تجدها بسيطة في تفكيرها، بسيطة في تنظيمها للبيت، خرقاء في طبخها للطعام، لكنها حاذقة في استقبال زوجها، مصغية لحديثه متطلعة لأخباره.






ثم قال: دع شريك حياتك ينطلق على سجيته.






لقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أمر أعظم من هذا كما مرَّ سابقاً وهو أن تبتعد عن النظرة الجانبية للمرأة وإنما تنظر إليها من جميع الجوانب ولا تأخذها بصفة واحدة بل تجمع عندك جميع الصفات، ومن هذه النظرة المعتدلة الشاملة يمكن أن تتمتع بزوجتك وأن تعيش معها عيشة السعداء، أما أصحاب النظرات الحادة والصفات الفردية فلن تصفو لهم الحياة مهما أرادوها.






قال صلى الله عليه وسلم: «لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر».


وكان صلى الله عليه وسلم يعامل أزواجه حسب طبيعتها وسجيتها حتى أنه ليتيح لعائشة متابعة ألعاب الحبشة، أو يجلب إليها البنيات الصغيرات لتلعب معها.






عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّتِي أَسْأَمُ، فَاقْدُرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ الْحَرِيصَةِ عَلَى اللَّهْوِ»(1).






وروى البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ يَتَقَمَّعْنَ مِنْهُ فَيُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي»(2).






ـــــــــــــــــ


(1) صحيح البخاري [4835].


(2) صحيح البخاري [5779]

منقول
رد مع اقتباس