ماهو شبه النفى ؟
النهى والإستفهام والدعاء
قال : ومثل كان دامَ مسبوقاً بما :
آخر فعل ( دامَ ) شرطه أن يُسبق بـ (ما) المصدرية الظرفية
ومثل كان دامَ مسبوقاً بما كأعطى ما دمتَ مصيباً درهماً
ما دُمتَ : (ما) تُسمى بما المصدرية وليست (ما) النافية
إذاً : مع (زالَ) لو كان قبلها (ما) : مازالَ الجوُ معتدلاً : فـ (ما) التى سبقت (زال) : نافية
إنما : سنبقى فى المكانِ مادامَ الجوُ معتدلاً : (ما) هنا مصدرية ( يعنى تجعل هذا الفعل مصدراً ، ومصدر دامَ : دوام ) وفيها معنى المدة : سنظل بالمكان ما دام الجوُ معتدلاً – يعنى مدة دوام إعتدال الجو أو مدة دوام كون الجو معتدلاً
إذاً (ما) مع زال : نافية
و (ما) مع دام : مصدرية وفيها معنى الظرفية – يعنى مدة محددة
{ وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دُمتُ حياً } : يعنى مدة دوامي حياً
سأكون معكَ ما دُمتَ مُحسناً : يعنى مدة دوامك مُحسناً
أوصاني : أوصى فعل ماضى والفاعل ضمير مستتر تقديره هو – يعود على الله عز وجل
والنون للوقاية ، والياء مفعول به
بالصلاة : جار ومجرور متعلق بأوصى
والزكاة : معطوفة على الصلاة
ما دمتُ : ما مصدرية – حرف لا محل له من الإعراب
دمتُ : دام فعل ماضى من أخوات كان – والتاء إسمها ضمير مبنى فى محل رفع
حياً : خبر دامَ
هذا هوالإعراب ، لكن في معنى الكلام نقول : أوصاني بالصلاة والزكاة مُدة دوامي حياً – يعنى مدة حياتي أُصلي وأُزكّى
أى فعل من أخوات كان يأتى فى أول الكلام ، أما ( مادامَ ) فلا تأتى فى أول الكلام ، تقول مثلاً : كان الطلابُ فاهمينَ – أصبح الطلابُ نشطين – أمسى الطلابُ منتبهين ... وهكذا
إنما ( دامَ ) لابد أن يسبقها كلام ... وهذا الكلام مُقيد بمدتها
ومثل كانَ دامَ مسبوقاً بما كأعطي ما دمتَ مصيباً درهماً
وغيرُ ماضِ مثله قد عَمِلاَ إن كان غير الماضى منه إستُعملا
يعنى إذا جاء من هذه الأفعال المضارع أو الأمر : عمل كما يعمل الماضى ، ولكن : هل كل هذه الأفعال يأتى منها المضارع والأمر ؟ ... لا
عندنا ( دامَ – ليس ) لا يأتى منهما غير الماضى – يعنى دامَ – ليس : فعلانِ جامدان
هذا معنى ( إن كان غير الماضى منه إستُعملا )
إذاً : إذا كان الفعل لا يُستعمل منه إلا الماضى فلا يعمل إلا الماضى مثل ( ليس – دامَ )
زال – فتئ – برح – انفك : مُتصرفة تصرفاً ناقصاً يأتى منها الماضى والمضارع فقط ولا يأتى منها الأمر
وغير ماضى مثله قد عملا إن كان غير الماضى منه إستُعملا
وفى جميعها توسط الخبر أجز وكلٌ سبقه دامَ حظر
يعنى يجوز فى كل هذه الأفعال أن يتقدم خبرها على إسمها فيكون الخبر متوسطاً بين الفعل والإسم كما فى قوله تعالى { وكان حقاً علينا نصرُ المؤمنين } أصل الجملة : وكان نصرُ المؤمنين حقاً علينا ، فتقدم الخبر فتوسط بين الفعل والإسم
وكلٌ سبقه دامَ حظر : يعنى يجوز تقدم الخبر على الفعل إلا خبر ( دام ) فأتفق النُحاة على منعه ( حظر )
وكلٌ سبقه : سبق الخبر لدام
حظر : منع كل النُحاة تقدم خبر دام عليها
إذاً : يجوز أن يتقدم خبر كان عليها ، تقول : فاهماً كان زيدٌ
طالب(...)
الشيخ : يا بُنى هناك فرق بين ( كان محمدٌ فاهماً ) و ( محمدٌ كانَ فاهماً )
لو قلت ( محمد كان فاهماً ) محمد مبتدأ ، كان فعل ماضى ، وإسم كان فيه ضمير مستتر يرجع إلى محمد ، فاهماً : خبر كان .. وهنا ليس عندنا شئ تقدم على كان فالإسم لا يتقدم على الفعل أبداً لأنه لو تقدم سيُعرب مبتدأ .. كما أن الفاعل لا يتقدم على الفعل – يعنى : فَهِمَ جمال : لو قلنا ( جمال فَهِم ) فجمال خرجت من باب الفاعل وتُعرب مبتدأ ، ويكون فاعل فَهِمَ : ضمير مستتر يرجع إلى جمال ..
|