الموضوع: امي ام سلمي
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 08-25-2009, 04:06 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

أعاد الشيخ القصة :
وقال له : سبحان مَن تنزّه عن الفحشاء
فرد عليه وقال : سبحان مَن لا يقع فى مُلكه إلا ما يشاء
قال : يشاء ربنا أن يُعصى ؟
قال : أيُعصى ربنا قهراً ؟
قال : أرأيت إن منعنى الهدى وقضى علىّ بالردى أحسن إلىّ أم أساء ؟
قال : إن منعك ما هو لكَ فقد أساء ، وإن منعكَ ما هو له فالله يختص برحمته من يشاء

قال ( وقضى علىّ بالردى ) أحسن إلىَّ أم أساء ؟
أصبح الكلام واضح الآن : إن منعكَ ما هو لك فقد أساء وإن منعك ما هو له فالله يختص برحمته من يشاء

الجزء الثاني من السؤال : ذِكر الفوارق بين الحُكم والقضاء الكوني والشرعي
نحن قلنا أن هناك فرق بين التدبير الكوني والتدبير الشرعي ، ( التدبير الكوني ) لازم لا يتخلف ، و ( التدبير الشرعي ) مُوجّه للعباد ، تدبير الله للعبد : قد يوافقه العبد وقد لا يوافقه ولكن سيترتب عليه الثواب والعقاب
فعندما نسأل ما الفرق بين الحُكم والقضاء ؟
إذا جاء السؤال ( عام ) هكذا فتقول فى إجابتك : الحُكم كونى وشرعى ، والقضاء كونى وشرعى
ما الفرق بين الحُكم الكوني والقضاء الكوني ؟
تقول : القضاء أعم من الحُكم لأن القضاء يُستصدر منه أحكام كثيرة (( القاضى الذى يقضى فى الأمور ويفصل بينها ممكن فى اليوم الواحد يستصدر عشرات بل ومئات الأحكام : الحُكم
( خاص بالفرد ) والقضاء ( عام ) .. فالقاضى يستصدر عشرات الأحكام فى القضايا فكل قضية يلزم لها حُكم .. لكن فى الأصل : القضاء بيده لكن الأحكام تأتى كل يوم تباعاً ، كل شخص له حُكم ))
هذا فيما يتعلق بالمخلوق – ولله المثل الأعلى – ربنا سبحانه وتعالى إذا قضى أمراً :
إذا قضى : هذا عام ، أمراً : هذا خاص كل فرد له أمر
إذا قضى أمراً ( مثل شأن عيسى عليه السلام ) إنما يقول له كُن فيكون .
فالقضاء عام والحُكم خاص .. هذا إذا كان ( القضاء الكوني و الحكم الكونى )
إذاً الحُكم الكونى أخص من القضاء الكوني
الفرق بين الحُكم الشرعي والقضاء الشرعي : بالعكس ..
الحكم الشرعي على خمسة أنواع ( واجب – مستحب – مباح – مكروه – محرم ) لكن القضاء الشرعى بمعنى ( واجب ) : { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه } هذا واجب وليس مستحباً أو مباحاً
إذاً القضاء الشرعى هو النوع الأول من الحُكم الشرعي ،وهو الواجب
إذاً ما الفرق بين ( القضا الكوني ) و ( الكتابة الكونية ) ؟
الكتابة الكونية هى المرتبة الثانية من مراتب القضاء
ما الفرق بين ( الكتابة الكونية ) و ( القضاء الشرعى ) ؟
لا فرق .. لماذا ؟ لأن ( كَتَبَ ) تأتى بمعنى الوجوب ، و( قضى ) تأتى بمعنى الوجوب .
ما الفرق بين المشيئة والقضاء ؟
المشيئة هى المرتبة الثالثة من مراتب القضاء الكوني

طالب يقول : ذكر الشيخ سالم عبد الجليل فى إحدى حلقاته على قناة الناس فى حديث أن الحجر الأسود يمين الله فى الأرض .. قال إنه لا يجوز أن نأخذ المعنى هُنا على ظاهره حيث أنه لا يمكن تصور أن مَن يُصافح الحجر الأسود أنه يُصافح الله عزوجل فيجب تأويله بمعنى العهد .. فهل هذا يصح ؟
الشيخ : طبعاً بالنسبة لحديث الحجر الأسود : هل يمين الله فى الأرض أم فى السماء ؟
يمين الله فى السماء .. إذاً المقصود بذلك واضح فى الحديث ولا يحتاج لكلام : أن الله جعل الحجر الأسود لمن يستلمه فكأنما ( تشبيه بقياس الأوْلى وليس بقياس مماثلة ) فالشيخ سالم جاء فى ذهنه قياس التمثيل أن يمين الله فى الأرض هى الحجر ، وهذا لا يوجد أبداً فى فَهم الصحابة للحديث ولم يتصور أحد منهم أن الحجر الأسود هى يمين الله سبحانه وتعالى التى يمسك بها السموات والأرض
كما أن الحديث مُختلف فى صحته .. لكن على فرض ..
والشيخ سالم عبد الجليل عقيدته فيها تأثُر بالعقيدة الكلامية لأن هذا أصل دراسته ، لكنه قرأ كلام للسلفيين ، وستجدون شيئاً غريباً : ما الذى يُميز الطالب الذى درس معنا القواعد السلفية وكلام بن تيمية ودرس الأصول وتشبّع بها وهو قلبه صافي ولم يتأثر بمذهب المتكلمين ؟
هذا الطالب مهما قرأ فى كتب المتكلمين لا يتأثر ، ولو عبّر فسيُعبر عن مذهب السلف بفهم السلف .. بخلاف مَن كان على مذهب الأشعرية ثم إجتهد فى قراءة كتب السلف فسيكون عنده خليط ولذلك عندما تسمعه ستجد فى كلامه أشياء غريبة وعجيبة ومن ضمنها مسألة الحجر الأسود هذه
ونحن نقول : التأويل الذى عليه دليل : فنحن لا نحتاج أن نسميه تأويل ( هل تذكرون أنواع التأويل ؟ .. أنواع التأويل (1) الحقيقة التى ... (2) التفسير والبيان .. (3) صرف اللفظ من معنى إلى معنى آخر بدليله ) وهذا معنى مُحدث لم يكن السلف يعرفوه ، لكن لو صرفت اللفظ من معنى إلى آخر بدليله فابن تيمية يقول : السياق نفسه يُحتم عليك أن تفهم المعنى بهذا المقصود – وليس لأنك ستصرف اللفظ من معنى إلى آخر بدليله ،
مثلاً عندما أقول ( رأيتُ عيناً من عيون الأعداء وأسرتُهُ ) فهل سيقال أن العين هنا بمعنى البئر؟ أم أن المقصود بذلك : الجاسوس – وواضح من النص ولا يحتاج إلى تأويل ، السياق نفسه فرضه عليك
ومثلاً : رأيتُ أسداً وسلمتُ عليه وتناولت الغذاء معه : هل سيقال أنه أسد حقيقى ؟
أبداً ، فالسياق نفسه يُحتم عليك أن المقصود رجل مُتصف بالشجاعة
فهذه هى القضية . ابن تيمية لا يقول بالتأويل ولا بالمجاز ولكن سياق النص نفسه يفرض عليك أن تفهم المعنى – فهو يريد أن يُبين أن اللغة نزلت بمعانٍ تدل على مراد المخاطِب ويفهمها المخاطَب
إفرض أن هناك نَص يحتمل وجهين ، وربنا أراد الوجهين معاً : مثلاً على سبيل المثال بعض المفسرين يقول :{ قال يا بُشرى هذا غلام } ممكن يكون ينادى على شخص معهم فى القافلة رجل أو إمرأة إسمها ( بُشرى ) – وهذا شئ غير مُستبعد –
وممكن يا بُشرى يعنى يا بُشراى أنا ..
فمثل هذا المعنى قد يحتمل وجهين معاً
ولذلك لمّا أقول { وأستوت على الجودى } ربنا سبحانه وتعالى أراد أن يكون اللفظ الذى ورد فى القرآن أراد به معنى معين ، فطبعاً الصحابة يعرفون أن الجودى إسم جبل ، ثم ظهر حالياً أن هناك جبل فى تركيا إسمه جبل الجودى وأن السفينة هناك حتى الآن على هذا الجبل وقد إكتشفته بعثة من بعثات سفينة نوح
فربنا سبحانه وتعالى لو ذكر لفظ وفيه إحتمالين : فإن الإثنين مراده ، لكن لو ذكر لفظ لا يحتمل إلا وجهاً واحداً فالسياق نفسه يُحتم عليك هذا
طالب(...)
الشيخ : نعم الحديث فيه ضَرْب مَثَل بقياس الأولى ، من قبّل الحجر فكأنما قبّل يمين الله عز وجل – كأنما –
ونحن قلنا أن هناك قياس يجوز فى حق الله تبارك وتعالى وهناك قياس يُمنع
هل هذا يُقاس بقياس تمثيلى أم بقياس أوْلى ؟
هذا قياس أولى ، فهل الحجر يمين الله فعلاً ؟
لو قلت بقياس التمثيل سيقول يمين الله حجر
لكن بقياس الأولى : فكأنما
مثلاً أى شخص يدخل على ملك من الملوك بيكون هناك مجال للتعظيم ووسائل للتعظيم ، فربنا عز وجل جعل هذا من وسائل التعظيم ، ولذلك لا يجوز تقبيل أى حجر فى الدنيا إلا هذا الحجر فقط . يعنى تقبيل الحجارة ( شرك ) إلا الحجر الأسود ، كما قال عمر : اللهم إنى أعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر ولولا أنى رأيتُ رسول الله يُقبلك ما قبلتك .