08-27-2009, 07:04 PM
|
{قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}
|
|
|
|
صدق أو لا تصدق هذا الشيخ التاجر...!!
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد صلاةِ العشاء توجهتُ كالعادة إلى مجلسنا في الحي ، إنه ذلك المجلس الذي كنا أنا وصُحبَتي نلعب عند عتباته أيام الطفولة ، وكان ينهرنا آباؤنا من داخله ، فالباب مفتوح وصوتنا يقتحم صَفو حديثهم.
أما الآن وبعد رحيل جيل الآباء، جاء جيل الأبناء ليحل محله ، فبعد أن كُنا نلعب خارج المجلس في ذلك الزمن ، الآن نجلسُ بداخلهِ كلٌّ مكان أبيه ، فسبحان الله.
وصلتُ للمجلسِ ودخلتُ على رجالاتِ الحي وأخذتُ موضعي بينهم وجلستُ مكان أبي رحمه الله ، وبدأتُ بالمُلحِ والجودُ بما يَرسِمُ الابتسامة على وجُوهِهم ، كيف لا وقد قيل: من شابهَ أباهُ فما ظلم.!!
وبينما نحن في غَمْرةِ الحديث ، فُتِحَ الباب ، فإذا بشيخٍ كبيرٍ أخذ من الهيبة كل نصيب ، دخل دون استئذان ، وكأن دخوله محتوم ، شئنا أم أبينا؟! ، ألا إن وقاره أسر عقولنا عن كل تفكير.
وقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فرددنا عليه السلام ، وقلنا: تفضل يا عَم. ووقفنا له جميعا احتراما وتقديرا.
وبعد جلوسه ، بدأ في الحديث ، واستطرد في القول فقال لي: ماشاء الله ، أنت تشبه أباك.!!
فقلت له : أوتعرفُ أبي.؟!!
فقال: وكيف لا أعرفه.!!
لقد جئت هنا منذ زمن طويل ورأيته جالسٌ في مكانك هذا.!
ثم قال:
لعلكم لا تعرفوني؟!
ولكني أعرفكم ،
وأعرف آباءكم ،
فأنا شيخ كبير ،
وعهدي بالزمن قديم ،
عملتُ في التجارة ،
ولكن هذه الأيام قَلَّ المتاجرون ،
فلا أجدهم إلا قليلا.!!
يا أبنائي لم أعد مرغوبا كما كنت ،
ذهبت أيام الشباب ،
وازدادت آلامي ،
واحدودب ظهري ،
ولا تقوى على حملي عظامي ،
لا زوجة لي ولا ولد ،
تقتلني وحدتي ،
زَهِدَ بيَ الناس ،
وإن طرقت باب أحدهم فتحه على استحياء ،
وأعرف عدم رضاه من بين عيناه ،
فأتراجعُ حتى لا أزيده ثِقلا ،
يا أبنائي كم عَبرة كاد أن يشق مجراها تجاعيد وجهي طول هذه السنين، ضَعُفت قوتي ، وقلت حيلتي ، لا أنيس ولا جليس ، تروح الناس وتجيء ، ولا سائلٌ يسأل ، مع إني أحب الناس ، ولكنهم لا يحبوني؟!! ، إن أقبلت عليهم عبست وجوههم ، وساءت أفواههم ، وإن رحلت عنهم ، ابتهجوا سرورا وفرحا ، هذه حالي ، والله المستعان ، فلا أوصيكم؟!! ، الله الله ، الله الله......انتهى كلامه.
ثم نهض على عكازه وبذل الجهد حتى وقف على ساقيه ، ثم همَّ بالخروج ،
فرفع أحدنا صوته مُناديا : ياعم ياعم.!! ،
ولكنه خرج..!!
فقلت لصديقي : اذهب خلفه وأعطه شيئا وسَله عن اسمه.
فخرج صديقنا له ، ولم تمضِ دقائق حتى عاد صديقنا وهو يقول :
إنا لله وإنا إليه راجعون ، إنا لله وإنا إليه راجعون.
فبادرناه قائلين: على رسلك ، أحدث مكروه؟!!!
فقال: لا.
فقلنا: أأخذ المال؟! ، فقال: لا ،
قلنا: أعرفت اسمه؟! قال: نعم.
قلنا: وما اسمه؟!
قال:
إنه رمضان..!!
التوقيع |
أنت مهموم بالقرش والفرش والكرش وسعد يهتز لموته العرش !
جعفر تق...طعت بالسيوف أوصاله وارتفع بالفرح تهليله وابتهاله !
تهاب الوضوء إذا برد الماء و حنظلة غسل قتيلا في السماء !
تعصي حي على الفلاح ومصعب بن عمير قدم صدره للرماح !
ما تهتز فيك ذرة والموت يناديك في كل يوم مائة مرة !
والله لو أن في الخشب قلوب لصاحت ولو أن للحجارة أرواح لناحت !
يحن المنبر للرسول الأزهر والنبي الأطهر وأنت لا تحن ولاتئن ولا يضج بكاؤك ولا يرن !
ويحك خف ربك وراجع قلبك واذكر ذنبك |
|