عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10-07-2009, 02:30 PM
راجية عفو العفو راجية عفو العفو غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

المحاضرة 9 عقيدة للفرقة 3 ، 4
10/2/2009
من الدقيقة 30 حتى الدقيقة 56

تذكر في كتب العقيدة قصص ومحاورات مع القدرية ، من هذه القصص ما قاله الطوفي رحمه الله ، قال : قال عيسى بن يونس حدثني جار لي يقال له واصل قال اختصم قدري وحروري ( خارجي ) ومرجئ فقال كل منهم ديني أصوب من دينكما ( ديني أى ما أدين الله عز وجل به ) فتراضوا أن يحكم بينهم أول من يستقبلهم فاستقبلهم أعرابي على قعود له كان جالسا ( القعود صغير الجمل ) فذكروا له اختلافهم في أديانهم وقالوا له قد تراضينا بأول من نلقاه ليحكم بيننا فكنت أنت فأناخ الأعرابي بعيره (هذا يدل ان هى قعود ) فأخذ كساء كانت تحته فطواه ثم جلس عليه وقال لهم اجلسوا بين يدى ثم قال للحروري : ما تقول أنت ؟ قال أزعم أن كل من عصى الله عز وجل فقد كفر واستحل دمه فقال له : أنت رجل سوء تحظر على العباد ما وسع الله لهم من التوبة ؟ تنحى ، ثم قال للقدري : ما تقول أنت ؟ قال أزعم أن ما عمل العباد من خير فمن الله وما عملوا من شر فليس لله تعالى فيه قضية ولا مشيئة ( يعني الله لا قضى ولا شاء ) فقال : أنت أكفر من هذا تزعم أن الله تعالى يريد شيئا من العباد فلا يعملونه و يعمل العباد شيئا لا يريده ( لأنه قال الخير من الله يعني العباد لم يعملوا الخير الذي أراده الله ومع ذلك سيدخلون الجنة ويعملون الشر الذي لا يريده الله والمفترض أن الله تعالى يريد شيئا فيكون ) فقال تنحى ، ثم قال للمرجئ : ما تقول أنت ؟ قال أزعم أن من قال لا إله إلا الله فهو مؤمن ولا يضره عمل أو لم يعمل فقال الأعرابي ما في الثلاثة أكفر منك حيث تشهد لهذين أنهما مؤمنين .

هذه تعتبر قصص وحوارات يذكرها بعض من يكتبون في العقيدة ، وتجدها في شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي ، هذه القصة هى أصلا من كلام الطوفي كان يشرح من جواب شيخ الاسلام بن تيمية في القصيدة التائية ( التي كان يرد فيها على نصراني ) .

قصة أخرى تذكر أيضا في كتب العقائد وهى أيضا في العقيدة الطحاوية ، يقول يروى أن أعرابيا ضلت ناقته فجاء إلى عمرو بن عبيد ( معتزل قدري ) فقال : أيها الشيخ إن ناقتي قد سرقت فادعو الله أن يردها على، فرفع عمرو بن عبيد يديه وقال : اللهم إن ناقة هذا سرقت ولم ترد أن تسرق فأمسك العرابي يديه وقال : الآن ضاعت ناقتي يا شيخ ، قال له ولما ؟ قال : لأنه إذا أراد ألا تسرق فسرقت فلا آمن أن يريد ردها فلا ترد ، فوجم عمرو بن عبيد ولم يجد جوابا .

وقال بن قتيبة في تأويل مختلف للحديث : بلغني أن رجلا من أصحاب الكلام قال لرجل من أهل الذمة : ألا تسلم يا فلان ؟ قال حتى يريد الله عز وجل فقال قد أراد الله ولكن إبليس لا يدعك ، فقال الذمي : فأنا مع أقواهما ( يريد إبليس ) .

ودخل القاضي عبد الجبار الهمزاني وهو من كبار شيوخ المعتزلة ، دخل على الصاحب بن عباس وعنده أبو اسحاق الاسفراييني ( من علماء الحديث وينسب إلى أهل السنة والجماعة ) فلما رأى الأستاذ (يعني الاسفراييني ) قال: سبحان من تنزه عن الفحشاء فقال الأستاذ : سبحان من لا يقع في ملكه إلا ما يشاء فقال القاضي : أيشاء ربنا أن يعصى ؟ ، فقال الأستاذ : أيعصى ربنا قهرا ؟ قال القاضي : أرأيت إن منعني الهدى ؟ وقضى على بالردى ،أحسن إلى أم أساء ؟ قال الأستاذ : إن منعك ما هو لك فقد أساء ، و إن منعك ما هو له فهو يختص برحمته من يشاء ، فبهت القاضي عبد الجبار .
هنا يقول : إن منعك ما هو لك (على قوله ، الذي هو له ما هو ؟ أن يعصي ، يعني تريد تعصي مثلا ومنعك من ذلك فعلى قوله هذه إساءة ) ، قال : وإن منعك ما هو له من الخير ، لكن على الاعتقاد الصحيح أنه منعك ما هو لك من حقك فقد أساء إذن ( تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ) لكن إن أعطاك أو منعك ما هو له يعني أنه يعذبك على معصيتك فهذا من رحمة الله عز وجل يختص به من يشاء لأنه يقول : أرأيت إن منعي الهدى فالهدى هذا لله تبارك وتعالى وقضى على بالردى ، والله عز وجل لا يظلم أحد فإن أعطاك الهدى ومنعك من الردى فهذا يختص الله برحمته من يشاء .

وتجدكثير من هذه القصص والمحاورات في كتاب القدر للفريابي ( كتيب صغير ) ، هو كتاب للمتقدمين وطبع قريبا ، وهو كمخطوطة كان أربع أو خمس ورقات .

بالنسبة للجبرية الذين قالوا إن الله تبارك وتعالى خالق كل شئ ، واستدلوا بالآيات التي تحمل هذا المعنى مثل " الله خالق كل شئ" ، ونقول نحن نوافق أن الله تبارك وتعالى خلق كل شئ ، ولكننا نثبت أن للعبد قدرة ومشيئة .
وهل هذه القدرة التي نثبتها للعبد اسمية ( اسم فقط ) ؟ لا ، حقيقية ، وهذا الذي يبين كلام الأشاعرة فهم أثبتوها اسما .
استدلوا أصلا بآيات المشيئة والتي تثبت أن المشيئة لله وحده " وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين " ، لكن نقول أن في نفس هذه الآيات ما يرد به عليهم " لمن شاء منكم أن يستقيم " ، " إنا هديناه السبيل إما شاكرا و إما كفورا "
فقط هديناه السبيل وهو الذي يكون شاكرا أو يكون كفورا فهو الفاعل و أما الخالق الله تبارك وتعالى .
واستدلوا بقوله تعالى : " وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى " ، وهنا أراد الله تبارك وتعالى أن يبين أن المؤمنين لم ينفردوا وحدهم بقتل الكفار ، وإنما الله تبارك وتعالى كان لهم معينا ونصيرا ، لكن ليس معناها أن المؤمنين لم يقاتلوا ولم يفعلوا شيئا وأن الله تبارك وتعالى هو الذي فعل كل شئ وقتل الكفار .
س :........
ج : فرق بين الفاعل والخالق وقربنا هذا بمثال النار ، من الذي يحرق ؟ النار ، ومن الذي خلق الإحراق ؟ الله تبارك وتعالى .

س : ..............
ج :كيف يكون قبله ؟ إذن مجبور العبد ، لكن الله سبحانه وتعالى علم ما سيفعله العبد -علم فقط- فكتب ما علمه سبحانه وتعالى وعلمه أزلي لا ابتداء له ، أما الكتابة فابتدأت قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة.
ما يرد به في الآية " وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى " أن الله سبحانه وتعالى اثبت أن النبي رمى حيث أخذ النبي صلى الله عليه وسلم حفنة من التراب ورماها فهنا أثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم رمى إذن حصل فعل من العبد " إذ رميت " فحصل منك رمى حقيقة " ، "ولكن الله رمى " أى يعينك ويناصرك .
أيضا استدلوا بأدلة عقلية والأدلة العقلية مدارها أن تعلق علم الله وإرادته بأفعال العباد بمجرد أن الله علم إذن جبرهم على ذلك ، فالجبرية يقولون أن الله علم أن هذا سيكون من أهل النار إذن جبره على ذلك .

ومثلنا بمثال : النبي صلى الله عليه وسلم لما مشى قبل الغزوة وقال هنا مصرع فلان وهنا مصرع فلان ، هل النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي جبرهم أن يقتلوا في هذا المكان ؟ فقط علم من علم الله عز وجل لكن لم يجبرهم على أن يقتلوا في هذا المكان ، ولا نقول أنه صلى الله عليه وسلم هو الذي قتلهم وجعلهم يقتلوا في هذا المكان .
وكذلك في علم الله تبارك وتعالى فالله عز وجل علم ان فلان سيفعل كذا ، فإذا قدر لك أنك علمت أن فلان سينجح ، هل أنت جبرته على النجاح ؟ وإذا علمت ان فلان سيرسب ، هل أنت جبرته ؟

ومن الحكايات التي وردت عن الجبرية حتى ما يحزن علينا القدرية ، قال بن القيم رحمه الله في كتاب " طريق الهجرتين " متحدثا عن بعض أحوال ما يقولون بالجبر : صعد رجل على سطح دار له فأشرف على غلام يفجر بجارية فنزل وأخذهما ليعاقبهما فقال الغلام : إن القضاء والقدر لم يدعانا حتى فعلنا ذلك ، فقال لعلمك بالقضاء والقدر أحب إلى من كل شئ ، أنت حر لوجه الله تعالى لأنه قدري .
قال ورأى آخر يفجر بامرأة (نعوذ بالله من ذلك ) فبادر ليأخذه فهرب فأقبل يضرب المرأة وهى تقول : القضاء والقدر فقال : يا عدوة الله أتتزينين وتعتذرين بمثل هذا فقالت : أوتركت السنة وأخذت بمذهب ابن عباس؟ فتنبه ورمى السوط من يده واعتذر وقال : لولاك لضللت .

وذكر الشيخ عبد الرحمن السعدي في كتابه " الدرة البهية " عددا من الأمثلة التي تتكلم عن القضاء والقدر ومن هذه الأمثلة ، قصة الرجل الجبري حيث قال فيها : كان رجل قد غالى في الجبر والقدر غلوا عظيما ، فكان يعتذر بالقدر عن كل جميل وقبيح حتى آلت به الحال إلى الاستهتار وانتهاك أصناف المعاصي وكلما نصح وليم على أفعاله جعل القدر حجة له في كل أحواله ، وكان له صاحب يعزله دائما ينصحه عن هذه المقالة التي تخالف العقل والنقل والحس ولا يزيده إلا إغراء ، وكان صاحبه ينتظر وينتهز الفرصة في إلزامه بأمور تختص به وتتعلق ، وكان هذا الجبري صاحب ثروة له أموال منوعة وقد وكل عليها الوكلاء والعملة ، فصادف في وقت متقارب أن جاءه صاحب ماشيته فقال إن الماشية قد هلكت وتلفت جميعها لأني رعيتها بأرض مجدبة ليس فيها عود أخضر فقال له وعملت ذلك وأنت تعلم أن الأرض الفلانية مخصبة فما عذرك في ذلك ؟ فقال قضاء الله وقدره ، وكان ممتلئا غضبا قبل ذلك فزاد غضبه من هذا الكلام واستشاط غضبه وكاد يتقطع من هذا الاعتذار ، وجاءه صاحب البضائع وقال : إني سلكت هذا الطريق المخوف فاقتطع مني المال قطاع الطريق فقال له : كيف تسلك هذا الطريق مع علمك أنه طريق مخوف وتترك الطريق الآمن الذي لا تشك في أمنه فأجابه مثل جواب الراعي وعمل معه الجبري ما عمله مع صاحبه.
وجاءه وكيله في تربية أولاده وحفظهم فقال : إني أمرتهم أن ينزلوا في البئر الفلانية ليتعلموا السباحة فغرقوا ، فقال لم فعلت ذلك و أنت تعلم أنهم لا يحسنون السباحة ؟ والبئر المذكورة تعلم أن ماءها غزير فكيف تتركهم ينزلون وحدهم وأنت لست معهم فقال هكذا قضاء الله وقدره فغضب عليه غضبا لا يشبه الغضب على الأوليين ( لأن أولاده ) وكاد الغضب أن يقتله وكل واحد من هؤلاء الذين وكلهم على ما ذكرنا يزداد غضبه عليه إذا قال هذا قضاء الله وقدره .
فحينئذ قال له صاحبه : يا عجبا لك يا فلان كيف قابلت هؤلاء المذكورين بهذا الغضب البليغ ولم تعذرهم حين اعتذروا بالقدر بل زاد هذا الاعتذار في جرمهم عندك وأنت في أحوالك المخجلة مع ربك قد سلكت مسلكهم وحذوت حذوهم ؟ فإن كان لك عذر فهم من باب أولى أعذر و أعذر ، وإن كانت أعذارهم تشبه التهكم والاستهزاء فكيف ترضى أن تكون مع ربك هكذا ؟ فانتبه الجبري حينئذ وصحى بعد أن كان غارقا في غلوه وقال : الحمد لله الذي أنقذني مما كنت فيه وجعل لي موعظة وتذكيرا من هذه الوقائع التي وقعت لي ولمست فيها غلظي الفاحش والآن أعتقد ما حصل لي من نعمة الهداية إلى الحق أعظم عندي من هذه المصائب الكبيرة كما تحققت في قوله تعالى " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم " .