10-16-2009, 10:07 PM
|
|
من يشتري هذه الحديقة ؟
نعم , فمن صاحب هذه الحديقة الجميلة التي كلما مررنا عليها شممنا ريحها وأكلنا من ثمارها ؟ وهل يا ترى إذا عُرض عليه أن يكون صاحب حديقة مماثلة في الجنة يقبل ؟ ولِم لا يقبل ؟!
ولكن كيف ؟ وما الطريق إلى ذلك ؟
انظر لهذه الجلسة التي أُبرمت فيها أجمل صفقة في التاريخ ,
لمّا بشّر الرسول عليه الصلاة والسلام صحابته بهذه الآية الكريمة من سورة الحديد :
"من ذا الذي يُقرض الله قرضا حسنا فيُضاعفه له وله أجر كريم "
فإذا بأبي الدحداح ينظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم متعجبا ويقول : وهل يقبل الله منا القرض يا رسول الله ؟! فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم :نعم , فيقول بلا تردد : امدُد يدك يا رسول الله , فيمد النبي عليه أفضل الصلاة والسلام يده , فيقول له : أُشهِدُك يا رسول الله أني أقرضت الله حائطي .
وكيف يتردد أبو الدحداح في صفقة كهذه ؟! أن يشتري له حديقة في الجنة , وكثير منا أصبح يتحدّث الآن عن شراء أرض جدباء على سطح القمر لا يراها ولا يعرف كيف يصل إليها .
ويخرج أبو الدحداح مُسرعا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ويصيح بأعلى صوته من أول طريقه إلى زوجته ليُخبرها :
إني أقرضت الحائط لله ,
وكان بهذا الحائط ستمائة نخلة , استبدل بها ستمائة نخلة في الجنة , ليكون بذلك من أصحاب الحدائق في الجنة .
فهلاّ سارعت وكنت ممن جاور حديقة أبي الدحداح في الجنة .
ويتحدّث إلينا آخر ويقول : هذا أبو الدحداح وقد امتلك حديقة في الدنيا فاستبدلها بأخرى في الآخرة , فماذا يفعل من لا يملك هذا .
فأقول له :
* فلتتّبع حديث النبي صلى الله عليه وسلم :"أكثروا من غرس الجنة فإنه عذب ماؤها طيب ترابها فأكثروا من غراسها : لاحول ولا قوة إلا بالله " رواه الطبراني
* وانظر إلى ما قاله صلى الله عليه وسلم :" من قال : سبحان الله العظيم وبحمده , غُرست له بها نخلة في الجنة " رواه الترمذي
* وقول النبي عليه من الله الصلاة والسلام :" لقيت إبراهيم ليلة أُسري بي فقال : يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة , عذبة الماء, وأنها قيعان ( يعني أراضي مستوية ) وأن غراسها : سبحان الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله أكبر " رواه الترمذي .
|