عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 11-29-2009, 05:12 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

فتح القدير :
لما ذكر الله سبحانه أن الناس ينقسمون إلى ثلاث طوائف: مؤمنين، وكافرين،ومنافقين، أمرهم بعد ذلك بالكون على ملة واحدة. وإنما أطلق على الثلاث الطوائف لفظ الإيمان لأن أهل الكتاب يؤمنون بنيهم وكتابهم، والمنافق مؤمن بلسانه وإن كان غير مؤمن بقلبه. والسلم بفتح السين وكسرها قال الكسائي : ومعناهما واحد، وكذا عند البصريين، وهما جميعاً يقعان للإسلام والمسالمة. وقال أبو عمرو بن العلاء: إنه بالفتح للمسألة، وبالكسر للإسلام. وأنكرالمبرد هذه التفرقة. وقال الجوهري : السلم بفتح السين: الصلح، وتكسر ويذكر ويؤنث، وأصله من الاستسلام والانقياد. ورجح الطبري أنه هنا بمعنى الإسلام، ومنه قول الشاعر الكندى:
دعوت عشيرتي للسلم لمارأيتهم تولوا مدبرين
أي إلى الإسلام. وقرأ الأعمش السلم بفتح السين واللام. وقد حكىالبصريون في سلم وسلم وسلم أنها بمعنى واحد
وكافة حال من المسلم أو من ضمير المؤمنين، فمعناه على الأول: لا يخرج منكم أحد، وعلى الثاني: لا يخرج من أنواع السلم شيء بل ادخلوا فيها جميعاً: أي في خصال الإسلام،
وهو مشتق من قولهم كففت: أي منعت، أي لا يمتنع منكم أحد من الدخول في الإسلام،والكف: المنع، والمراد به هنا الجميع 208- ادخلوا في السلم كافةأي جميعاً. وقوله: ولا تتبعوا خطوات الشيطان : أ ي لا تسلكوا الطريق التي يدعوكم إليه الشيطان، وقد تقدم الكلام على خطوات.

البيضاوى :
يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافةًالسلم بالكسر والفتح الاستسلام والطاعة ، ولذلك يطلق في الصلح والإسلام . فتحها بن كثير ونافع والكسائي وكسره الباقون . وكافة اسم للجملة لأنها تكف الأجزاء من التفرق حال من الضمير أو السلم لأنها تؤنث كالحرب قال :
السلم تأخذ منها ما رضيت بهوالحرب يكفيك من أنفاسها جوع
والمعنى استسلموا لله وأطيعوه جملة ظاهراً وباطناً ، والخطاب للمنافقين ، أو ادخلوا في الإسلام بكليتكم ولا تخلطوا به غيره . والخطاب لمؤمني أهل الكتاب ، فإنهم بعد إسلامهم عظموا السبت وحرموا الإبل وألبانها، أو في شرائع الله كلها بالإيمان بالأنبياء والكتب جميعاً والخطاب لأهل الكتاب ، أو في شعب الإسلام وأحكامه كلها فلا تخلوا بشيء والخطاب للمسلمين . ولا تتبعوا خطوات الشيطان بالتفرق والتفريق . إنه لكم عدو مبين ظاهر العداوة .
رد مع اقتباس