عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-12-2010, 08:28 PM
أم العلاء السلفية أم العلاء السلفية غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




New استئصال للسرطان ..للشيخ محمد حسين يعقوب

 





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.. أما بعد

فحبيبي في الله ...

إن من العيوب لما يشبه السرطان..

وإن من الذنوب لما يتجدر ويتأصل حتى لا تجدي للتخلص منه الأساليب التقليدية..

فلابد حينئذٍ من عملية فورية لاستئصال الورم قبل أن ينتشر ويتفشى ويملأ ما حوله ..

نعم لابد من التخلص الجذري من هذه العيوب والذنوب والعادات السيئة؛ لئلا تهيج وتقضي على القلب، وعلاجها ليس تقليدياً بالمهدئات والمسكنات.. لا .. لابد من استئصال سريع لإسعاف الحالة الإيمانية.

خطوات الاستئصال

1 - همة عالية.. شحذتها بالأعمال:

قال الله سبحانه وتعالى: {وَآَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ = ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الجمعة: 3، 4].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو كان الإيمان في الثريا لناله رجال" [متفق عليه]

قال ابن القيم رحمه الله: الوصول إلى المطلوب موقوف على همة عالية ونية صحيحة.

أحبتي في الله.. الكلام سهل، والوصف والتوصيف في غاية البساطة، والوهم قاتل، والأماني تغر، والمَحَك هو العلم.. فأين الأعمال؟؟

كثيرا ما نسمع كلاماً، ونحصل على وعود، ولا نرى عملا حقيقياً مؤثراً، كما قيل: "أسمعُ ضجيجاً ولا أرى طحناً"!

كثيرٌ من الشباب في غاية الكسل، لا يعمل، ولا يتحرك، ثم يشتكي الفتور،ويشكو عدم الخشوع، ويشكو قسوة القلب..! ودواؤه بين يديه:

قم ! اعمل !

قال تعالى: { فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110]

تزوَّد بنفسية التحدي: ( أكون أو لا أكون )

إنها ليست قضية كلام، إنها تحدٍّ وقوة وعزم.. عمل مكثف مستمر.. همة عالية؛ حتى نبدأ في استئصال الأمراض القلبية التي تفشت مع الغفلة الإيمانية.

فالخطوة الأولى :

أن تكف عن الشكوى وتترك الكلام وتبدأ العمل

2 - لا تستعمل أي مخدر !

إننا نحتاج إلى بداية حقيقية، دعونا من الخداع، خداع النفس وخداع الآخرين..

قال الله سبحانه وتعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا = مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا} [النساء: 142، 143]

بالمصارحة أقول:

دعك من المسكنات، ودعك من حقن التخدير، وأطباء التخدير الذين يصفون العلاج المؤقت ويعالجون بالوهم.

إن صاحب نفسية التحدي ( أكون أو لا أكون ) لا يعرف المماطلة والتسويف.. إنما يبدأ فوراً.

لا تستعمل المسكنات، ولا ترض بالتخدير، وتحمل ألم البتر ( بتر البطالة والكسل، بتر الغفلة واللهو واللعب، بتر الأماني والخداع والجهل، بتر كل الأمراض) ليصح الإيمان.. ابدأ فوراً.

3- ابدأ العملية الجراحية فوراً:

فوراً.. فوراً.. لا تسويف.. لك أسوة في أئمتك من الرسل والأنبياء:

انظر إلى سيدنا موسى عليه السلام كما جاء في الحديث: "أُرسل ملك الموت إلى موسى فلما جاءه صكه ففقأ عينه، فرجع إلى ربه، فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، فرد الله إليه عينه، وقال ارجع إليه، وقل له يضع يده على متن ثور، فله بما غطت يده بكل شعرة سنة، قال: أي رب ثم ماذا؟ قال: ثم الموت. قال: فالآن" [متفق عليه]

نعم، إن كان الموت لابد منه فالآن.. عزيمة ماضية.

وكذلك سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لما خُيّر بين مفاتيح خزائن الأرض والخلد فيها وبين ما عند الله ، اختار ما عند الله.

ولما استعد للخروج إلى غزوة أحد ثم حاول بعض الصحابة أن يقنعوه بالمكث في المدينة، قال: "ما كان لنبي لبس لأمة الحرب أن يضعها حتى يفصل الله بينه وبين عدوه" [أحمد وصححه الألباني]

أيها الإخوة....

ليس صحيحا أن السرطان لا علاج له؛ قال الله جل جلاله: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء: 80] ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لكل داء دواء. فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله تعالى" [مسلم]

فمهما تسرطن العيب ومهما تأصل الذنب، فإن الله تواب رحيم فلا تيأسوا من روح الله، {إِنَّهُ لَا يَيأسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
اللهم توب علينا
اه يارباه اه
لا اقول يارب عندي هم كبير
ولكن اقول ياهم عندي رب كبير
رد مع اقتباس