عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 02-27-2010, 09:45 AM
أبو عبد الله الأنصاري أبو عبد الله الأنصاري غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

بين سفيان الثوري والخليفة المهدي
قال الامام سفيان الثوري: لما حج المهدي قال: لا بد لي من سفيان, فوضعوا لي الرصد حول البيت, فأخذوني بالليل. فلما مثلت بين يديه قال لي: لأي شيء لا تأتينا فنستشيرك في أمرنا؟ فما أمرتنا من شيء صرنا اليه وما نهيتنا عن شيء انتهينا عنه.
فقلت له: كم أنفقت في سفرك هذا؟.
قال: لاأدري, لي أمناء ووكلاء.
قلت: فما عذرك غذا اذا وقفت بين يدي الله تعالى فسألك عن ذلك؟ لكنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما حج قال لغلامه كم أنفقت في سفرنا هذا؟.
قال: يا أمير المؤمنين ثمانية عشر دينارا.
فقال: ويحك أجحفنا بيت مال المسلمين.
وقد علمت ما حذثنا به منصور عن الأسود بن علقمة عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ربّ متخوّض في مال الله ومال رسوله فيما شاءت نفسه له النار غدا", فيقول أبو عبيد الكاتب: أمير المؤمنين يستقبل بمثل هذا؟.
فيجيبه سفيان بقوة المؤمن وعزة المسلم: اسكت, انما أهلك فرعون هامان وهامان فرعون.
(المسند للأستاذ أحمد شاكر: الجزء الأول_ وفيات الأعيان 2\387).

وهذا موقف ثان له:
في يوم قال الخليفة المهدي للخيزران: أريد أن أتزوج, فقالت له: لا يحلّ لك أن تتزوج عليّ, قال: بلى, قالت له: بيني وبينك من شئت.
قال: أترضين سفيان الثوري؟
قالت: نعم.
فوجه الى سفيان فقال: انّ أم الرشيد تزعم أنه لا يحل لي أن أتزوج عليها وقد قال تعالى:{ فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع} ثم سكت, فقال له سفيان أتم الآية, يريد قوله تعالى:{ فان خفتم ألا تعدلوا فواحدة}, وأنت لا تعدل.
فأمرله بعشرة آلاف درهم فأبى أن يقبلها.
(وفيات الأعيان 2\389).
وهذا موقف ثالث له:

قال القعقاع بن حكيم: كنت عند المهدي وأتى سفيان الثوري كبير علماء المسلمين في عصره, فلما طخل عليه سلّم ولم يسلّم بالخلافة, والربيع قائم على رأسه متكئ على سيفه يرقب أمره, فأقبل عليه المهدي بوجه طلق, وقال له: يا سفيان انظر هاهنا وهاهنا, أوتظن أن لو أردناك بسوء لم نقدر عليك, فقد قدرنا عليك الآن, أفما تخشى أن نحكم فيك بهوانا؟.
قال سفيان: ان تحكم فيّ يحكم فيك ملك قادر يفرق بين الحق والباطل.
فقال الربيع له: يا أمير المؤمنين, الهذا الجاهل أن يستقبلك بمثل هذا؟ أتأذن لي أن أضرب عنقه؟.
فقال له المهدي: اسكت! ويلك, وهل يريد هذا وأمثاله الا أن نقتلهم فنشقى لسعادتهم! اكتبوا عهده على قضاء الكوفة على أن لا يعترض عليه في حكم, فكتب عهده ورفعه اليه, فأخذه وخرج ورمى به في دجلة وغاب عن أنظار الناس, فطلب في كل بلد فلم يوجد فتولى القضاء مكانه شريك النخعي.
(تذكرة الحفاظ 1\160, وفيات الأعيان 2\390).

وهذا موقف رابع له:
دخل على أبي جعفر المنصور, العالم الجليل سفيان الثوري, وسأله أن يرفع اليه حاجته فأجابه: اتق اله فقد ملأت الأرض ظلما وجورا, فطأطأ المنصور رأسه ثم أعاد السؤال عليه, فأجابه: انما نزلت هذه المنزلة بسيوف المهاجرين والأنصار, وأبناؤهم يموتون جوعا, فاتق الله وأوصل اليهم حقوقهم, فطأطأ المنصور شاكرا ثم كرّر السؤال, ولكن سفيان تركه وانصرف.
(الاحياء الجزء الخامس ص 120).



بين حمّاد بن سلمة ومحمد بن سليمان
قال ابن سليمان, دخلت على حماد بن سلمة فاذا ليس في البيت الا حصير, وهو جالس وفي يديه مصحف يقرأ فيه وجراب فيه عملة ومطهرة يتوضأ منها, فبينما أنا جالس اذ دق الباب.
فقال حمّاد: يا حبيبة اخرجي فانظري من هذا؟.
فقالت: رسول محمد بن سليمان الى حماد بن سلمة, فأذن له بالدخول
فقال بعد أن سلّم: أما بعد فصبّحك الله بما صبّح به أولياءه وأهل طاعته.
وقعت مسألأة فأتينا نسألك عنها, والسلام.
فقال: يا حبيبة, هلم الدواة.
ثم قال لي: اقلب كتابه, واكتب أما بعد:
فأنت صبّحك الله بما صبّح به أولياءه وأهل طاعته, انا أدركنا العلماء وهو لا يأتون لأحد, فان وقعت لك مسألة فأتنا وسل ما بدا لك وان أتيتني فلا تأتني بخيلك ورجلك فلا أنصحك, ولا أنصح الا تقيّا, والسلام.
فبينما أنا جالس اذ دق الباب.
فقال: يا حبيبة فانظري من هذا؟.
قالت: محمد بن سليمان.
قال: قولي له يدخل وحده, فدخل وجلس بين يديه وبدأ.
فقال: ما لي اذا نظرت فيك امتلأت منك رعبا؟.
قال حمّاد: حدثني ثابت البناني قال سمعت أنسا يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" ان العالم اذا أراد بعلمه وجه الله هابه كل شيء, واذا أراد أ، يكنز الكنوز هاب من كل شيء".
فقال: ما تقول _رحمك الله_ في رجل له ابنان وهو على أحدهما أرضى, فأراد أن يجعل له في حياته ثلثي ماله؟.
فقال حماد: لا يفعل_ رحمك الله_ فاني سمعت أنسا يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" اذا أراد الله أن يعذب عبدا من عباده في حياته وفقه الى وصيّة جائرة".
فعرض عليه مالا فلم يقبل وخرج.
(الاسلام بين العلماء والحكام ص 99).


بين صالح المرّي والمهدي
بعث المهدي الى صالح المرّي, قال صالح: فلما دخلت عليه قلت: يا أمير المؤمنين, احمل لله ما أكلمك به اليوم, فان أولى الناس بالله أحملهم لغلظة النصيحة فيه, وجدير بمن له قرابة برسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرث أخلاقه ويأتمّ بهديه, وقد ورثك الله من فهم العلم وانارة الحجة ميراثا قطع به عذرك. فمهما ادّعيت من حجة, أو ركبت من شبهة لم يصح لك فيها برهان من الله, حل بك من سخط الله بقدر ما تجاهلته من العلم أو أقدمت عليه من شبهة الباطل, واعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خصم من خالف أمته, يبتزها أحكامها, ومن كان محمد صلى الله عليه وسلم كان الله خصمه, فأعد لمخاصمة الله ومخاصمة رسوله حججا تضمن لك النجاة, أو استسلم للهلكة.
واعلم أ، أبطأ الصرعى نهضة صريع الهوى, وأن أثبت الناس قدما يوم القيامة آخذهم بكتاب الله وسنة نبيّه صلى الله عليه وسلم, فمثلك لا يكابر بتجديد المعصية ولكن تمثل له الاساءة احسانا, ويشهد عليه خونة العلماء وبهذه الحبالة تصيدت الدنيا نظرائك, فأحسن الحمل فقد أحسنت اليك الأداء.
فبكى المهدي ثم أمر له بشيء فلم يقبله.

وحكى بعض الكتاب أنه رأى هذا الكلام مكتوبا في دواوين المهدي.
(وفيات الأعيان 2\494).


بين الامام مالك وجعفر بن سليمان
سعي بالامام مالك الى جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس وهو ابن عم أبي جعفر المنصور وقالوا له: انه لا يرى أيمان بيعتكم هذه بشيء, فغضب جعفر ودعا به وجرّده وضربه بالسياط, ومدت يده حتى انخلعت كتفه وارتكب منه أمرا عظيما, فلم يزل بعد ذلك الضرب في علو ورفعة.
وذكر ابن الجوزي في (شذور العقود) في سنة سبع وأربعين ومائة وفيها ضرب مالك بن أنس سبعين سوطا لأجل فتوى لا توافق غرض السلطان.
( وفيات الأعيان 4\137).
رد مع اقتباس