[امل فى الله]

 

يابنيّ........!!

يا بنيّ......!!



......وكبّر الإمام وتلى : ( ونادى نوح ابنه وكان في معزل يابنيّ اركب معنا ولا تكن



مع الكافرين* قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر



الله ألاّ من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين).




هنـا خنقته عبرته، أراد أن يكمل ..



فأبت العبرات ..



حاول أن يستمرّ فلم تسعفه النبرات..



همّ بأن يقرأ فتوالت الدمعات...





في هذه الأثناء ..



رددت جنبات المسجد نشيج الشيخ الإمام...



واستقبل المحراب دمعاته...



فإذا بالمصلّين يتلقّون هذا الموقف بالبكاء والأنين...



فدارت في النفس خواطر...



والتهبت في الصدر مشاعر...






فانهالت الأسئلة:



كم من أب في هذا الزمان مازال ينادي ابنه



(يــا بنيّ اركب معنا) سفينة النجاة.. سفينة الفلاح.. سفينة الصدق والصلاح...





فردّ بلسان الحال أو المقال:



(سآوي إلى جبل يعصمني من الماء)!!




فأجابه الأب الحنون وهو يعلم أن الطوفان جارف ، والبحر متلاطم الأمواج ،



والرياح عاتيه ،والقلوب مفزوعة وهي على ظهر السفينة تقول : يارب



سلّم..سلّم!!





فكيف بمن هو في أصل جبل



يرى أمواج البحر تتسابق إليه



وماء السماء يدفعه من فوقه بكلّ شدّة كي يسقط في لجج البحار



وهو مع هذا وذاك يسمع صراخ المستنجدين .. واستغاثة المستغيثين.. وبكاء



الخائفين !!؟؟


حينها علم الأب أن الفراق قد حان فــ


( لاعاصم اليوم من أمر الله إلاّ من رحم



وحال بينهما الموج فكان من المغرقين).....