عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-04-2010, 02:36 AM
الشافعى الصغير الشافعى الصغير غير متواجد حالياً
لا تهاجم الناجح وتمتدح الضعيف .. لا تنتقد المجتهد الذي يعمل وتربت علي كتف الكسول
 




افتراضي

سعاد».. عملت ٢٥ عاماً ممرضة فى المستشفى.. وفارقت الحياة تاركة زوجاً و٣ بنات بعد إصابتها بعدوى «سى»

كانت لا تزال فى السابعة عشرة من عمرها، حينما توجهت وفى يديها طلب للعمل فى مستشفى طنطا الجامعى، وألحقته بنتائج الكشف الطبى الذى أجراه لها المستشفى للتأكد من خلوها من أى أمراض معدية، ومنذ ذلك الحين وهى تتنقل بين أقسام المستشفى، تزداد كل يوم خبرة وقدرة على التعامل مع المرضى فى كل تلك الأقسام، حتى انتهى الأمر بها للعمل داخل قسم الجراحات العامة، لم تكن سعاد السيد رمضان تعلم أنه سيجىء اليوم عليها وتصبح واحدة من هؤلاء المرضى الذين تقوم بتمريضهم،
فبعد ١١ عاما من عملها أصيبت بوخز من إبرة تحمل دماء مريض بفيروس «سى»، أثناء أخذها لعينات دماء منه، هالها وأفزعها الموقف، لكنها لم تعره اهتماما، وأكملت عملها دون أن تضع فى حسبانها أن الفيروس انتقل إليها فى تلك الثانية، لكن أعراضا مرضية بدأت تظهر عليها، فقد بدأ وجهها يميل للاصفرار، وكانت تشعر بغثيان بين الحين والآخر، فتوجهت وزوجها إلى أحد الأطباء لإجراء التحاليل للاطمئنان ليس أكثر، لكن مفاجأة غير سارة صدمت الزوج،
فقد جاءت نتائج التحاليل لتؤكد إصابة زوجته بفيروس «سى»، لم يدر وقتها ماذا يفعل، فهو يعلم أن حالتها النفسية ستسوء وربما تزيد من مرضها إذا علمت الخبر، لذا قرر أن يخفى عليها الأمر فى بادئ الأمر خوفا من هول الصدمة عليها، وتوجه إلى بعض الأطباء فى العيادات الخاصة ليعرض عليهم التحاليل، إلى أن شاهد أحد الأطباء يتحدث فى التليفزيون عن سهولة التعامل مع هذا الفيروس، فقرر أن يسافر إليه، وكان مضطرا وقتها أن يخبر زوجته بحقيقة مرضها.
يقول الزوج إبراهيم محمد حافظ- محام بالنقض: «كنت أعلم أن التأمين الصحى لن يوفر لها الأدوية اللازمة للعلاج، فقررت أن يكون العلاج على نفقتنا الخاصة، ولكننى فوجئت بأول طبيب أذهب إليه يقول لى إن كورس العلاج سيتكلف ٣٦ ألف جنيه، تنقلنا بعدها عند أكثر من طبيب، وكانت حالتها الصحية تسوء، وبدأت فى تلقى جلسات علاج بالإشعاع على الطحال، ووجدت صعوبة شديدة فى إمكانية حصولها على إجازات مرضية، خاصة أنها لا تتلقى العلاج من التأمين الصحى، فكانت تضطر للعمل بشكل منتظم، ولكنها منعت من دخول غرفة العمليات بعد أن تكررت حالة الإغماء التى كانت تصيبها فجأة».
يضيف حافظ «تطور مرضها فأصبحت تعيش على نقل الدم والبلازما، وقضت ما يقرب من ١١ عاماً من عمرها تحارب هذا المرض، إلى أن توفيت منذ شهور داخل نفس المستشفى الذى كانت تعمل به منذ ٢٥ عاماً كممرضة، والمفارقة الغريبة أن بعد وفاتها بيوم واحد صدر تقرير من المستشفى يؤكد أن مرضها كان إصابة عمل».
يتابع حافظ «لدينا ٣ بنات أكبرهن فى الفرقة الثانية بكلية الحقوق، وأصغرهن فى الصف الثالث الإعدادى، كانت أمهن شديدة الحرص فى التعامل معهن منذ أن تأكدت من إصابتها بفيروس (سى)، فآخر ما كانت تريده أن ينتقل لإحداهن دون قصد منها، وبعد أن صارعت المرض لسنوات طويلة، توفيت ولم يكن عمرها تجاوز الـ ٤٢ عاماً، وتركت لى مسؤولية ٣ بنات فى أشد الحاجة إليها خاصة فى مراحلهن العمرية تلك، كان مشوار مرضها مرهقاً لكل الأسرة سواء معنويا أو ماديا، ولم أفكر يوماً فى أن أطلب من المسؤولين فى المستشفى تعويضاً يساعدنا فى علاجها، وكيف أفعل وهم لايزالون يعطون الممرضات ١٥ جنيهاً فقط بدل العدوى».
 

رد مع اقتباس