عرض مشاركة واحدة
  #49  
قديم 04-20-2010, 01:25 AM
نور الإسلام نور الإسلام غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


••~ الحلقــة الحادية عشر ~••


حياتي كلها لله





رأينا في الحلقة السابقة بعض العقبات التي تعترض طريق سامية ..
فهل تستطيع أن تظل علي ثباتها ؟ ، هل تفكر في أمر آخر؟

دعونا نري ماذا حدث ...

جلست سامية أمام المرآة تنظر إلى نفسها ، وتتأمل في ثيابها
وأنها بعد أن شعرت بتغير في قلبها لابد أن ينعكس على مظهرها وثيابها
فلم تعد راضية عن ارتدائها لتلك الثياب ..

وقررت أن تقف مع نفسها وقفة حقيقية
فتحت باب دولابها وبدأت تتفحص ثيابها المعلقة

وشردت سامية بذهنها قليلا وبدأت تفكر ..

ياااااه كل الهدوم دي خلاص مش هلبسها تاني !
بس أنا بحب الطقم ده جدا ، خلاص مش هينفع ألبسه تاني؟

معقولة هرمي الهدوم دي كلها ؟
مش خسارة ؟!

ياترى يا سامية هتقدري تضحي بلبسك ده كله بالسهولة دي؟

ياتري هيبقي شكلي حلو لو لبست واسع؟

تنهدت سامية وقالت : آاااااااااه وهي تضع يدها علي رأسها كأنها تحمل هما ثقيلا

ثم جلست على سريرها وهي غارقة في التفكير



بدأت تتخيل شكلها بالزي الواسع ، وتتخيل نظرة الناس واحترامهم لها

ثم انطلقت بخيالها بعيييدا ، حيث الموت

تخيلت أن حياتها تنتهي ، وأن الموت يقترب منها
لم تتخيل يوما أنها يمكن أن تموت فجأة قبل أن تتوب ، وقبل أن تستعد .. كانت دائما تري الموت بعيدا عنها
إنه شعور قاسي لم تشعر به قبلا ، بل لم تحسب له حسابا
لم تعلم سامية كيف ستقابل ربها ، وبأي وجه ستقف بين يديه وهي تعصيه بإصرارها علي هذه الملابس

ثم تخيلت القبر .. الحفرة التي ستنام فيها وحيدة ضعيفة ، حين يتوقف قلبها الذي يدق، وجسدها الذي يتحرك،
حين تنتهي مدة أداء الاختبار..
القبر.. الذي تظهر فيه النتائج الأولى لعملها في الدنيا
تخيلت ظلمته .. رهبته .. وحشته ..عذابه
شعرت سامية بهزة قوية تسري في قلبها وجسدها كله
ثم سألت نفسها : هل يؤهلني عملي ليكون قبري نعيما ؟ أم يؤهلني ليكون قبري عذابا؟
هل تستحق ملابسي هذه مهما كان جمالها أن تعذبني في قبري؟ لا والله لا تستحق

وسرعان ما هدأت نفسها حين تخيلت نفسها في الجنة ،
وتخيلت سعادتها التي لن تنتهي ، وراحتها التي لن تشقى بعدها ، ولذتها التي لا يعادلها لذة
تخيلت نعيم الجنة ، وكل ما فيها يذهل العقل ويسحر الفكر
تذكرت وصف الله تعالى علي لسان رسوله -صلي الله عليه وسلم- في الحديث القدسي "أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ "
وتخيلت كيف ستشفق علي أهل النار حين تراهم يتقلبون في العذاب

ثم قالت بحماس :مش هتكون عينى على الدنيا ، الجنة تستاهل إني أضحي ، ورفعت يديها إلي الله وقالت : يارب سامحني واغفر لي ،
يارب هضحي بكل حاجة علشان رضاك عني ، يارب ارزقني الجنة

ثم انتفضت من سريرها وهي تقول :
"من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه"
طالما هترك كل ده لله ، أكيد ربنا هيعيني وهقدر أغير ستايل لبسي
يا رب ثبتني يا رب
خلاص أنا مؤقتا هطلع كل هدومي الواسعة اللي ممكن ألبسها
وباقي الهدوم هرفعها عشان إيدي متتمدش عليها وأفكر ألبسها



في اليوم التالي في الكلية ...

سامية تحدث نفسها :
يا ترى أنا شكلي حلو كده !
طيب ايه رد فعل البنات لما هيشوفوني !

كانت سامية تشعر بتوتر يصاحبه سعادة ، لكن هذا التوتر سرعان ما زال حين رأت سامية شروق من بعيد
وبدأت تلوح لها بيدها لتقترب منها

وعندما رأت شروق سامية بحجابها فرحت كثيرا وذهبت مسرعة إليها وأخذت تعانقها
شروق : ما شاء الله ايه الجمال ده ، مباااارك حبيبتي ، ربنا يثبتك يا رب

سامية : الله يبارك فيكي ، إيه رأيك في النيولوك ده !

شروق : بجد ما شاء الله عليكي
مفاجأة كنا منتظرينها ، تعالي بقى نفرح باقي البنات ، هيفرحوا جدا


ذهبتا متوجهتين إلى بقية البنات
وعندما رأتاها ندى وأسماء ركضتا نحوها فرحا وعانقاتها

ندى : أنا فرحانه قوي ، مبارك ليكي يا قمر ، خطوة مباركة ، ربنا يثبتك ويعينك ، ويجعلنا وإياكي من المهتدين
ماتنسيناش من دعائك بقي


أسماء : مبارك مبارك مبارك ، لبستى جديدا وعشت سعيدا ومت شهيدا

وحين دخلت سامية المدرج لم تتوقع كل هذه التهنئة من بقية زميلاتها



وفي البيت ...

اتصلت ندى بشروق

شروق : السلام عليكم ورحمة الله
ندى : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ازيك يا شروق
شروق : بخير الحمد لله
ندى : اتفقت أنا واسماء على حاجة وأكيد هتعجبك
شروق : إيه خير !
ندى : خير إن شاء الله ، هننزل بإذن الله نشتري إسدال هدية لسامية
شروق : ما شاء الله ، فكرة جميلة جدا
ندى : بصراحة أنا حاسة إنها متحمسة ربنا يثبتها
والاسدال ساتر أكتر من هدومها إللي بتلبسها على الحجاب ، وفكرة الهدية دفعة وتشجيع مننا ليها ، إيه رأيك !
شروق : هي دي عايزة رأي ، معاكم بإذن الله ، ربنا يجعله في ميزان حسناتكم يا رب
ندى : خلاص هتأكد من أسماء على المعاد هنتقابل فين ونتجمع هناك بإذن الله
شروق : خلاص ماشي



في اليوم التالي ...

جهزت الفتيات الهدية لسامية ، واتفقن للذهاب لتقديمها لها

شروق : اتفضلي يا سامية ، هدية بسيطة حبينا نقدمها ليكي بمناسبة فرحتنا بحجابك ، يا رب تعجبك

سامية : متشكرة جدا ، ملوش لزوم تعبكم ده، بجد كفاية إحساسي بفرحتكم بيا

شروق : افتحيها بس وشوفيها عليكي

سامية : اسدال !

أسماء : إيه معجبكيش ولا ايه !

سامية : أكيد ذوقكم عجبني ، بس مكنتش حاطة في بالي ألبس إسدال على الأقل دلوقتي
قلت يعني أمشي بالتدريج


ندى : قيسيه عليكي طيب ، يمكن يعجبك

سامية : بصراحة عايزة أقولكم حاجة ، أنا متشجعة جدا وربنا جعلكم سبب في ده
بس ماما استغربت جدا لما غيرت حجابي ، وقالتلي إن لسه بدري وكنت أستنى على الأقل لما اتخطب
مع إن بابا فرح جدا بيا


شروق : أهم حاجة يا سامية تكوني مقتنعة من جواكي ، وتدعي ربنا كتير
الدعاء بييسر كل حاجة والله يا سامية ، ادعي ربنا كتيييير إنه يرضي مامتك وإن شاء الله هتلاقيها فرحانة كمان
الاسدال عندك وجربي البسيه وفرجيه لمامتك ، وإن شاء الله يعجبها
ولو تحبي ممكن نكلمها معاكي


ندى : أنا بقى عايزة أوصيكي بحاجة يا سامية
إنتي دلوقتي بقيتي رمز للأخوات الملتزمات بحجابك ده ، فحاولي تكوني حريصة إن جوهرك كظاهرك
ووصّلي انطباعك لأهلك واللي حواليكي إنك نعم العفاف ، وإنك سعيدة برضا ربنا عليكي
وإوعي تخلي الشيطان يعرف يدخل لك ، خليكي دايما ثابتة مهما حصل


أسماء : أسأل الله العلي العظيم أن يجعله في ميزان حسناتك ويجعلك فيمن آثر طاعة الله على هوى نفسه ليجعل الله غناه في قلبك ...
وليبدلك ربي حلاوة ستجدينها باذن الله ...
وعقبال كل البنات يا رب ..


سامية .. آمين ، ربنا يسعدكم بجد يا بنات ، إن شاء الله الفترة دي هدعي ربنا كتير إنه يثبتني ويهديني دايما للخير ويرضي عني ، ويرضي ماما وبابا عني

بعد انصراف صديقاتها ، أخرجت سامية الاسدال لتجربه وتري كيف سيكون شكلها
لم تتوقع أن يعجبها شكلها ، لكنها قررت أن ترتديه فقط إرضاء وتقربا لله لعله يكون سببا في دخولها الجنة
وفرحت كثيرا حين وجدته جميلا عليها

شعرت سامية بسعادة كبيرة ، وانطلقت مع نفسها تسمع الدروس والأشرطة ، وتقرأ المقالات والكتب كي تشجعها وتثبتها
وتكون حافزا لها علي تخطي كل العقبات التي يمكن أن تقابلها

أما أسماء وشروق وندي فقد قرروا الخروج في نزهة بعد محاضرات آخر الاسبوع احتفالا بسامية



وبعد المحاضرة ..

شروق : يلا يا بنات علشان منتأخرش

سامية : آآآ ..معلش هسيبكم دقايق عشان عاوزة دكتورة رنا

وبعد ربع ساعة جاءت سامية وهى مبتسمة

شروق : إيه خير ؟

سامية : بكرة إن شاء الله محضّرة ليكم مفاجأة

الكل : مفاجأة إيه ؟

سامية : بكرة هتعرفوا


ترى ما مفاجأة سامية؟؟
هذا ما سنعرفه معا في الحلقة القادمة بإذن الله

رد مع اقتباس